![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 54961 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ، تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً، وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفًا.. وَيُنَادِي: نَجِسٌ نَجِسٌ ( لاويين 13: 45 ) البَرص يجعل صاحبه في مركز العار والخزي. فالأبرص في الشريعة مشقوق الثياب، وعاري الرأس، ويُغطِّي شاربيه، وينادي نجس نجس ( لا 13: 45 ). وهكذا فإن «عار الشعوب الخطية». البَـرص كان عديم الشفاء في العهد القديم، والنتيجة الحتميَّة هي الموت. كذلك الخطية هي داء عديم الشفاء، لا تُجدي معها أيَّة وسائل بشرية، أو أيَّة مُمارسـات دينيـة. وأيَّة فلسفـات لإصلاح الإنسان خارجيًا لن تعالج جذور الخطية في الداخل. فإن الضربة أعمق من الجلد، إنها في القلب لكن المسيح وحده هو الذي يعطيك الطُهر والشفاء. ! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54962 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الخطية والبر (1) ![]() حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا ( رو 5: 21 ) لقد دارت رحى الخطية من آلاف السنين منذ لحظة دخولها للعالم، دارت لتطحن ملايين النفوس الغالية ثم تلقي بها نفايات إلى الهاوية حيث العذاب والشقاء والبؤس الأبدي، ولم يقوَ عليها شيء؛ لا حرارة العواطف، ولا رجاجة الفكر، ولا صمود الإرادة، فقد انهار أمامها الجميع. فلم ينجح في مواجهتها تحدي الشباب ولا نضوج الرجال، ولا حكمة الشيوخ، ولا حتى بساطة الأطفال، فالكل ضحاياها! وما من شخص أعلن تحديه لها، وعزمه الأكيد على مواجهتها، إلا وصرعته تحت عجلاتها وسحقته بشراستها. نعم لم ينجُ فرد من شرورها، ولم تفلت عائلة من نتائجها، ملأت المستشفيات بالمرضى، وكدست السجون بالأثمة. بل وجعلت المقابر تئن من كثرة سكانها. كم من أسرة تبكي بدل الدمع دمًا على وحيد ابتلعه الإدمان؟ وكم من عائلة يعضها الجوع بأنيابه وعائلهم يبعثر مدخراته على موائد القمار؟ وكم من زوج حطم قلب زوجته وأطفاله بسبب القسوة والكبرياء؟ إن سمعت عن الحرب والدماء والفقر والمجاعات، وإن رأيت المرضى والآلام والحزن والدموع، فابحث عن الخطية وراء كل هذا وستجد أن لها الباع الطويل. لقد جاءت الشرائع والحكومات لتقمعها، فطوعتها الخطية لخدمتها. وجاءت الأخلاق لتهذبها فأخذتها الخطية ستارًا لها، بل لقد جاء ناموس الله ليردعها فأثار شهوتها، «فعاشت الخطية ومُت أنا»! وعلى مرّ العصور .. كم لبس الكثيرون ثياب البر فرحين ليلمعوا بها أمام الله والناس، فسخرت منهم ضاحكة ضحكتها الغادرة ولم تتركهم إلا وقد كسرت قلوبهم وأضاعت فرحتهم إذ لطّخت ثيابهم. حتى الأفاضل كنوح وإبراهيم وأيوب وموسى وداود وإيليا والمعمدان، لم ينجوا من لطخات صبغاتها. آه، ما أقساها وما أتعس ضحاياها! ومن وسط هذا البؤس اللانهائي كانت الدموع تنساب ومعها بعض النظرات نحو الله الخالق القدير والمُحب العظيم متسائلة في مذلة وانكسار: لماذا؟ وكيف؟ وكانت الإجابة دائمًا واحدة: إنه اختيار الإنسان، إنه الاستقلال عن الله، إنها الخطية وقد ملكت في الموت. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54963 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا ( رو 5: 21 ) لقد دارت رحى الخطية من آلاف السنين منذ لحظة دخولها للعالم، دارت لتطحن ملايين النفوس الغالية ثم تلقي بها نفايات إلى الهاوية حيث العذاب والشقاء والبؤس الأبدي، ولم يقوَ عليها شيء؛ لا حرارة العواطف، ولا رجاجة الفكر، ولا صمود الإرادة، فقد انهار أمامها الجميع. فلم ينجح في مواجهتها تحدي الشباب ولا نضوج الرجال، ولا حكمة الشيوخ، ولا حتى بساطة الأطفال، فالكل ضحاياها! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54964 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا ( رو 5: 21 ) ما من شخص أعلن تحديه لها، وعزمه الأكيد على مواجهتها، إلا وصرعته تحت عجلاتها وسحقته بشراستها. نعم لم ينجُ فرد من شرورها، ولم تفلت عائلة من نتائجها، ملأت المستشفيات بالمرضى، وكدست السجون بالأثمة. بل وجعلت المقابر تئن من كثرة سكانها. كم من أسرة تبكي بدل الدمع دمًا على وحيد ابتلعه الإدمان؟ وكم من عائلة يعضها الجوع بأنيابه وعائلهم يبعثر مدخراته على موائد القمار؟ وكم من زوج حطم قلب زوجته وأطفاله بسبب القسوة والكبرياء؟ إن سمعت عن الحرب والدماء والفقر والمجاعات، وإن رأيت المرضى والآلام والحزن والدموع، فابحث عن الخطية وراء كل هذا وستجد أن لها الباع الطويل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54965 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا ( رو 5: 21 ) لقد جاءت الشرائع والحكومات لتقمعها، فطوعتها الخطية لخدمتها. وجاءت الأخلاق لتهذبها فأخذتها الخطية ستارًا لها، بل لقد جاء ناموس الله ليردعها فأثار شهوتها، «فعاشت الخطية ومُت أنا»! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54966 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا ( رو 5: 21 ) على مرّ العصور .. كم لبس الكثيرون ثياب البر فرحين ليلمعوا بها أمام الله والناس، فسخرت منهم ضاحكة ضحكتها الغادرة ولم تتركهم إلا وقد كسرت قلوبهم وأضاعت فرحتهم إذ لطّخت ثيابهم. حتى الأفاضل كنوح وإبراهيم وأيوب وموسى وداود وإيليا والمعمدان، لم ينجوا من لطخات صبغاتها. آه، ما أقساها وما أتعس ضحاياها! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54967 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا ( رو 5: 21 ) من وسط هذا البؤس اللانهائي كانت الدموع تنساب ومعها بعض النظرات نحو الله الخالق القدير والمُحب العظيم متسائلة في مذلة وانكسار: لماذا؟ وكيف؟ وكانت الإجابة دائمًا واحدة: إنه اختيار الإنسان، إنه الاستقلال عن الله، إنها الخطية وقد ملكت في الموت. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54968 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القربى ومجالاتها
![]() خلال زياراتنا لبلاد الإنتشار، حيث صارت لنا أبرشيات أرثوذكسية إنطاكية يتواجد فيها مئات من المؤمنين أو في بعضها الملايين من الذين غادروا الوطن حديثاً، أو ينحدرون من أصولٍ إنطاكية مشرقية. وكذلك في أبرشية العربية، دبي – الكويت – الإمارات – مسقط – البحرين وغيرها من البلاد، حيث قابلنا المؤمنين هناك في الكنائس وخارج الكنائس. ومن خلال تأملنا في هذه اللقاءات تأكدنا كيف أن الغربة قد قاربتهم من بعضهم البعض، وأقاموا علاقاتٍ جديدة، قامت هذه العلاقات بين أناس لا علاقة قربى ولا نسب ولا منطقة ولم يكونوا على معرفة ببعضهم البعض، وبالرغم من صعوبة العمل يجدون الوقت ليعيشوا فيه سويّة، وفي مجالس من الود والمحبة لا توصف. بينما وجدنا اخوة وأقرباء قد صاروا متعادين أو قد قطعوا كل علاقة لهم ببلداتهم وقراهم حتى ومع أهلهم، وكل ذلك لنفور نفسي أو تضارب مصالح، أو لعدم وجود شيء يجمعهم ويشدد من أواصر الروابط الواجبة غير قرابة الدم. كثيرون من هؤلاء لا يعرفون الكنيسة في أرضهم الأصلية، ولا الحياة الروحية، ولا حياة الإيمان العمليّة مع أنهم بدون شك يؤمنون إيماناً عاماً قاطعاً بالله وبالسيد المسيح له المجد، وبرسالته وتفوّقها الحضاري والإنساني. ولكنهم وجدوا في الكنيسة مجالاً اجتماعياً هاماً يؤمِّن لهم لقاءات أسبوعية متكرِّرة، وأحياناً تصطنع اللقاءات لتشدَّ الرعية الى بعضها البعض فتترافق هذه اللقاءات مع إحتياجات المؤمنين الإجتماعية، وتنمو أواصر العلاقات بين الوافدين إليها حتى تشكل عندهم مجالات الإشتياق والمحبّة القويّة بينهم. فيقيمون العلاقات خارج هذه الإجتماعات، وصدق المثل القائل: “ربَّ أخٍ لك لم تلده أمَّك”. وعِبْرَ التاريخ تأكد للجميع أن العلاقات متقلِّبة بحد ذاتها إذا لم تحتضنها نفوس ثابتة على الخير والفضيلة، والإقرار بالمعروف والإعتراف بخصائص الآخر وخصوصياته. لم يتكلَّم ربنا يسوع المسيح عن أقرباء الجسد بل تحدّث عن قربى الروح والصدق في العلاقة. إذ لما كان يعلّم في الهيكل قال له الناس: “إن أمك وإخوتك ينادونك في الخارج، فتطلَّع نحو تلاميذه وقال هؤلاء هم أمي وإخوتي. إن أمي وإخوتي هم الذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها”. ولما رفعت إمرأة صوتها في بيت لعازر ومريم ومرتا، وقالت: “طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين رضعتهما، أجابها بل طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها”. وإذ كان على الصليب قال لأمه وهو ينظر الى تلميذه: “هوذا إبنك، وقال للتلميذ هوذا أمّك فأخذها التلميذ الى خاصته”. كم نعرف نحن في بلداتنا وقرانا أناساً إخوة وأباءٍ وأمهاتٍ متعادين فيما بينهم، بينما هم ذاتهم يتصادقون بمحبة قوية وعلاقات متينة مع آخرين لا يمتون إليهم بأي نوعٍ من الحسب او النسب. فبحسب القديسين، وخاصة القديس غريغويوس اللاهوتي، والقديس باسيليوس الكبير وغيرهم، القربى الأثبت هي القربى الروحية التي يبنيها الإنسان على النعم المتشابهة المعطاة من الله لغيره أيضاً. فهذه لا تحتوي على إضطرارات كاذبة. فالقربى الروحية فيها الإحترام الكلي بين الروحيين بالنسبة لإحترام الوقت والخصائص. وفي النهاية القربى الغاية هي العلاقة والصداقة مع الله. فمن صادقه وصدقه وأقام معه علاقة صحيحة، وانفتح الله عليه بعلاقة طيبة لا يعود بحاجة لا لقربى روحية، ولا لقربى جسدية بل يصيح الله هو كل شيء بالنسبة لمثل هذا الإنسان. وهنا نفهم لماذا وضع ملايين حياتهم شهادة لله، وللإيمان، ومحبة بيسوع المسيح. إذ أن هذه المحبة ليست من طرف واحد، ويؤكد على واقعيتها وحقيقتها بولص الرسول في كلامه عن الإعلانات والكشوفات التي يهيئها الله لهكذا إنسان. إذاً أيها الإخوة والأبناء الأحباء، لنقم علاقات مع بعضنا البعض إن كنا أقرباء أو أنسباء، أو كنا متصادقين لأسباب شتى على أساس الصدق والأمانة متحررين في كلِّ حين من هموم وارتباطات العالم، وغير مستعبدين لأي شيء فيه حتى يجدنا الحرُّ الكامل أحراراً خلصاء له ليقيم معنا العلاقة التي بها تسوّى جميع المشاكل، وتغيّب جميع الخصومات، ويصبح الجميع رعية واحدة، وعائلة واحدة لراعٍ واحد، وأب واحد هو سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي نرجو أن يتمجد في حياتكم وأعمالكم وعلاقاتكم. باسيليوس، مطران عكار وتوابعها |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54969 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وقفتُ أمامك!.
![]() كَتبتُ، سابقًا، عن الأوقاف وأبديت قناعة بأنّها، في وجدانها الرّاهن، تعيق الرّعاية وتسيء إليها، في الكنيسة، أكثر ممّا تيسِّرها وتفعِّلها!. ليس ما ينقصنا هو المال، المنقول أو غير المنقول، لتحسين الأداء الرّعائيّ. نحن بحاجة إلى قلب، إلى حبّ، إلى تضحية، إلى بذل، إلى صلاة، إلى ثبات، للخروج من حال الإعاقة الرّوحيّة الحاصلة، بيننا، في الوقت الحاضر؛ وكلّ ما عدا ذلك، من أبسط التّفاصيل إلى أكثرها تعقيدًا، يُعطى لنا، من ذاته، إذ ذاك، بالنّعمة الإلهيّة الّتي تكمِّل النّاقصين، ويُزاد!. طبعًا، التّعليم مهمّ، وكذلك العبادة، والتّنظيم، شرط أن يكون هذا كلّه، وسواه، في سياق الإيمان الفاعل بالمحبّة، وإلاّ يستحيل التّعليمُ كلامًا أجوف، والعبادةُ طقوسَ خواء، والتّنظيمُ هيكلة موات بشريّ!. إذا كان الكلام الإلهيّ أن اطلبوا، أوّلاً، ملكوت السّموات وبرّه، وكلّ ما عدا ذلك يُزاد لكم، فهذا معناه أنّ الحاجة هي إلى الواحد، إلى السّلوك في المسيح، إلى الأمانة غير المنقوصة له؛ إثر ذلك، وبدقّة متناهية، يعطيك ربّك كلّ ما يلزمك لإتمامك عملَه، والشّهادةَ لوجهه، وتمجيدَ اسمه. كلّ ما سوى ذلك، في كلّ حال، لا قيمة له، لذا لا تسل عنه ولا تبالي به؛ وإن سألت أو باليت التمست سرابًا وأقمت لذاتك أصنامًا!. في الكنيسة وصيّة جديدة واحدة أُعطيت: أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم، ثمّ الكلّ يتفرّع منها!. لذا فقط في المحبّة تتجلّى الكنيسة!. والمحبّة تعطيها!. لا تأخذها!. تقتبلها إذا أُحببتَ!. ويبقى سعيك، في كلّ حال، أن تمتدّ صوب الآخرين، أن تتخطّى نفسك، أن تكون مبذولاً!. تجدك حين تنسى ذاتك!. كثيرون، على هذا، يظنّون أنّهم يؤمنون ولا يؤمنون!. كيف؟ لأنّهم لا يحبّون!. من هؤلاء رعاة وعامّة!. إيمانهم ميت في ذاته لأنّه بلا أعمال، أي بلا أعمال محبّة (يعقوب)!. إيمانهم اعتقادات ولا يحبّون إلاّ خاصّتهم!. وإن كنتم تحبّون الّذين يحبّونكم فأيّ فضل لكم؟!. يحبّون ذواتهم في سواهم!. المحبّة الحقّ تظهر في الّذين لا ترغب فيهم!. إن لم يكن سعيك العميق لأن تحبّ عدوّك كقريبك فمحبّتك سِقْط، وإيمانك زيف!. هل إذا تكلّمتَ في الإلهيّات صرتَ مؤمنًا؟ أما تعلم أنّ إبليس سيّد الكلام في الإلهيّات؟!. أم تراك إذا تعاطيتَ الطّقوس البحت صرت لربِّك عابدًا؟!. طقوس بلا مخافة الله، ومن ثمّ بلا محبّة، مرسح شيطانيّ!. الإنسان قلبٌ، يا عبد!. تُحْبِب فتعبد بالرّوح والحقّ، وإلاّ تتحرّك كمَن يستعبد ربّه للباطل فيه!. ثمّة إيمان صادق وآخر كذوب!. تَصْدق إن أحببتَ، وتكذب إن رائيتَ!. لا ما تُظهر يَهمّ، بل ما تكنّ!. لا أيسر من أن تمثّل الحبّ!. العالم صالة سينمائيّة كونيّة!. الوجدان المشيَّع تمثيليّ الطّابع!. كأنّه الحقيقة، وهو الإيهام!. تقيم في كنف حضارة بتّ إذا مثّلتَ فيها ما تشتهي تحسب أنّك بلغت به المنى واكتفيت!. عالم الخيال، كأنّه الواقع، غَلَب!. ما عادت ثمّة حاجة، في الوجدان، لأكثر من عالم إيهاميّ إيحائيّ إيمائيّ!. قديمًا، قيل: الإنسان حيوان ناطق، مفكِّر!. اليوم، طغى الفكرَ التّصوّرُ!. تتحرّك بقوّة تصوّرك عن نفسك!. تحدّد ملامح كيانك بذاتك وتناطح سحاب خيالك، فلا يعود ثمّة فاصلٌ، بعدُ، بين الواقع والخيال لديك!. أنت، اليوم، في أزمة، وأزمتُك إيمانُك!. وإيمانك مأزوم لأنّ محبّتك، بالأحرى، شعور وخيال!. منطلقُك ذاتُك، ومحورُك إنِّيتك!. أنت مُقامُ نفسِك!. عمليًّا، سواك أدوات!. تريدهم أن ينعطفوا صوبك، أو أن تشدّهم إليك!. لست تجد معنًى في الامتداد صوب الآخرين، ولا تقوى، في تمحورك، في ذاتك، على أن تُجهد ذاتك لتكون إليهم!. أنت كفاف نفسك!. الآخر، كيانيًّا، لديك، ملغى!. أنت الكلّ!. لا محبّة تُرتجى حيث قِبلتُك محبَّتُك لذاتك!. أنت في عصر الاستهلاك بامتياز!. وفي الاستهلاك لا مطرح لوداد!. الكلّ برسم الاستموات!. غذاؤك جُثث!. مخزنك ثلاّجة كيانيّة كونيّة تلتهم ما فيها غبّ الطلب، خِلْقةً لا تروم فيها حياة!. شهوتُك موت!. وآخر الكأس أن تلحس دمك!. لذّتك بدنُك، وما فاتك يسدّه خيالك!. المحبّات، على نحو مطّرد، لم يعد لها مكان!. غربة عن سواك لأنّك مُغرِق في غربة عن نفسك!. بتَّ صِنعةً إيهاميّة!. استحليت نفسك مِسْخًا!. اقتبلتَ صورةً عن نفسك أُقْحِمْتْ فيك!. اشتملتْك حضارةُ الموت لأنّك اقتبلتَ الاستغناء، كيانيًّا، عن سواك!. في هكذا مناخ وجدانيّ، لا كنيسة حيّة تُرتجى ولا إيمان ولا محبّة!. مجانين الله ينحسرون!. في آخر زمن، يجنّ النّاس، حتّى إذا ما التقوا عاقلاً، قالوا: جُنّ!. فلا غرو إن بات ضدُّ المسيح هو المروم!. اعتياد النّاس الموت يجعل الحياةَ، في عيونهم، موتًا، والموتَ حياة!. الإلهيّات، إذ ذاك، تُتعاطى تفهًا!. الحسّ يَضمر والعين تنطفئ!. ما يحيلك إلى صادوم كونيّة!. ليس ما تُوقفه، بعدُ، لأحد، لإعانته، لخدمته!. ذاك الـ”أحد” بات ممسوحَ الوجه، لا تَلتمسُه!. لم يعد له مكان في النّفس!. توقّفَ عن أن يكون وروحُه وآلامُه وجَمالُه مرتجًى، فلم تعد لك مودّات تُوقفها له!. عمليًّا، ألغيتَه!. لم تعد الكنيسةُ لكما شركةَ متحابِّين!. صارت جُزرَ متباعدين!. لم تعد المياهُ الجامعَ بينكما!. أضحت الفاصل!. لا مسيح معنا، وفيما بيننا، بعدُ، إلاّ ندرة!. فقط، كلام عليه!. مسيحيّة بلا مسيح!. فإن صحوتَ إلى أنّه لا مسيحيّة من دون مسيح، أدركتَ أنّ ثمّة مسيحيّات بمقدار ما للقوم، في أهوائهم، من ألوان!. يجعلون مسيح الرّبّ خادم توثّباتهم!. تَلقى وجوهَهم في مسيحهم، ولا تتبيَّن وجهَ مسيحهم فيهم!. أمّا بعد، فالقطيع الصّغير قطيع مبذول!. من الحمل الرّافع خطايا العالم يأتي!. يموت، كلّ يوم، ليُحيي ويُحيَى!. حياته يستمددها من تلك الّتي يمدّها، على نحو سيرة المعلّم: خذوا، كلوا، هذا هو جسدي… اشربوا منه كلّكم، هذا هو دمي… يعمل، دائبًا، حتّى لا يستبقي، من ذاته، شيئًا!. يسلبك الحبُّ ذاتَك، حتّى لا يبقى لك، في ذاتك، شيء!. إذ ذاك، يعطيك من ذات ربّك خلْقًا جديدًا، يُتْحِد ذاته بك، ويُتحدك به، فتصير منه وفيه وإليه، شريكًا في نعمته، سليل حياته الأبديّة!. أبحثُ عن مسيح افتقدتُه!. أيناك، ربّي، في الوجوه؟!. بات عسيرًا عليّ أن أتبيَّنك في زحمة أهوائي وأهواء النّاس!. اجعلني كخاتم على قلبك!. المحبّة قويّة كالموت!. إن أعطى الإنسان كلّ ثروة بيته بدل المحبّة، تُحْتَقَر احتقارًا (نشيد)!. على مرصَدي أقفُ، وعلى الحِصن أنتصبُ، وأراقب لأرى ماذا يقول لي، وماذا أجيب عن شكواي (حبقوق)!. الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي ، دوما – لبنان |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54970 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفرّيسيّ والعشار
![]() حكايةٌ نظَمها يسوع تُسمّى المَثَل. حديث رمزيّ عن تعليم للسيد استعمله الرب كثيرا. هو كلام عن رجُلين صعدا الى هيكل سليمان ليصلّيا. “أحدُهما فرّيسيّ والآخر عشّار”. الفرّيسيون حزب دينيّ له مناهج صارمة. هم خُلاصة الأتقياء من حيث الممارسة الدينية، متشددون سلوكيا ولكن كان يرى السيد أنهم خبثاء او مراؤون. لا ينفي عنهم التقوى من حيث انها تعني الحرص على تفاصيل الشريعة. غير أنه كان يرى أن وراء كل ذلك رياء. “الويل لكم ايها الفريسيون المُراؤون” كلام شهير أَطلقه السيد عليهم. اما العشّار فكان جابي الضرائب. والضريبة لم تكن مبلغًا محددا لكل شخص من قبل الدولة. كان الموظف يحددها كما يشاء فيعطي الدولة منها ما توجب ويحتفظ بالباقي، ومن هنا كان الناس يشُكّون باستقامته. وقف الفريسيّ في الهيكل يصلّي بمعنى أنه يدعو كما يشاء. هذه كانت عندهم الصلاة الفردية التي لا نزال نحن المسيحيين نستعملها الى جانب الصلوات الطقسية (سَحَر، غروب، ساعات). في الكنيسة، ولا سيما في الأديرة، صلوات نصّها ثابت (صلاة المساء، الساعات الأولى والثالثة والتاسعة والغروب وصلاة نصف الليل والصلاة السَحَرية)، وفيها نص متغيّر. طبعا هناك هيكلية ثابتة كل يوم ونصوص موافقة للمواسم والأعياد مرتبطة بمعاني الأعياد. غير أن المؤمن اذا وَجَد كنيسة مفتوحة، واذا لم تكن صلاة تُتلى فيها، يقول دعاءه المنفرد. فهناك صلاة الجماعة المسمّاة خِدمة (سَحَر، غروب وما الى ذلك)، ودعاء الفرد اذا دخل الى الكنيسة خارج أوقات الصلاة. يدعو كما يشاء وتأتي صلاته منقولة عن الكتب ولا سيما السواعي او ما حفظه عن ظهر قلب او ما يقوله من قلبه. هذه تسمّى الصلاة الفردية. الفرّيسيّ والعشّار المذكوران في المَثَل كان كل منهما يتلو صلاته الخاصة كما تصدر عن قلبه او مما حفظه. وقف الفرّيسيّ وتصرّف حسب أخلاقه كما يُصوّرها الإنجيل. أخذ يتفاخر ويستكبر ويُقيم فارقًا بينه وبين العشّار ويرفع نفسه فوق كل الناس قائلا: لستُ مثل هذا وذاك من الخطأة. يعطي نفسه شهادة حُسن سلوك (لست كالظالمين الفاسقين) من حيث إنه لم يرَ في نفسه خطيئة. ويعترف بفضله أنه كان يصوم مرتين في الأسبوع (الاثنين والخميس، ونعرف هذا من التاريخ لا من العهد الجديد)، ويقول: أُعشّر كل ما هو لي، مع أن التعشير لم يكن يلحق كل ما يكسبه الانسان (الخضار مثلا لم تكن تعشَّر). اما العشّار والخاطئ فلم يجسر أن يرفع عينيه الى السماء، بل يقول لله: ارحمني انا الخاطئ. وهذا الكلام صار نواةً لصلاة اسم يسوع: “يا رب، يا يسوع المسيح، يا ابن الله ارحمني أنا الخاطئ” المشهورة في العالم الارثوذكسي، ويتلوها الرهبان ومن تشبّه بهم على مسبحة من صوف. هذا كان يقرع صدره ويقول: “اللهم ارحمني أنا الخاطئ”. هنا يوضح السيد أن العشّار ذهب مبرّرا عند الله دون الفريسيّ “لأن كل من رفع نفسه اتّضع، ومن وضع نفسه ارتفع”. الغفران يأتي من أنك تعترف بخطيئتك وترى نفسك صغيرا. هذا شرط أن تصبح عظيما في ملكوت السموات. جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||