26 - 08 - 2014, 01:50 PM | رقم المشاركة : ( 5471 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحسد ? الحظ ? النصيب " كل ما ليس من الإيمان فهو خطية " ( رو 14 : 23 ) + آية صريحة وواضحة . ودستور لكل مسيحى : فالمؤمن لا يقول هذا " حلال " أو ذاك " حرام " ، وإنما يوضح لنفسه ولغيره أن هذا السلوك أو ذاك الفعل ( البعيد عن الإيمان ) ، هو " خطية " ، ويجب الأبتعاد عنه فوراً . + ومن تلك الأفكار الوثنية ، التى لا تزال شائعة فى الأوساط المصرية الشعبية ، وبعض الطبقات الراقية ، والجهلة روحياً ، الأعتقاد بحسد العين !!! + ويجب أن نفرق بين " خطية الحسد " ، وبين " حسد العين " . + فخطية الحسد : موجوده منذ حسد إبليس للإنسان الأول ، ومن أخواتها : الحقد والكراهية والغيرة الشريرة من نجاح الغير ........ الخ ، ولما تصبح تلك الأخوات مزمنة تتحول إلى حسد !! . + ولكن المسيحية لا تؤمن بما يسمى " حسد العين " ( ضربة العين التى تُقسم الحجر ) ، وترفض المثل العامى " عضة أسد ولا نظرة حسد " !! ، فمن غير المعقول ان يعلق الله مصائر بعض الناس على النظرة الشريرة للأخرين لهم . + ويقول ذهبى الفم : " لا يستطيع أحد أن يضرك سوى نفسك " ، ويقول أيضاً : " بقدر ما تحسد المُنعم عليه ، تسبب له خيرات جزيلة " ، ( مثل حسد إخوة يوسف وحسد شاول لداود ، وحسد هامان لمردخاى ، وحسد بنى قورح لموسى ، وحسد ابيمالك لإسحق ، وحسد اليهود للمسيح والذى كان من نتيجته خلاص العالم ) . + إذن فالحسد يضر الحاسد لا المحسود ، فالحاسد تأكله نار الغيرة والحقد والكراهية للغير ويظل قلقاً ومهموماً، وهذا هو إيماننا المسيحى ( على عكس تعاليم العالم ) . + كذلك المسيحية ترفض ، التفاؤل أو التشاؤم باشياء معينة مثل ( يوم الجمعة به ساعة نحس ، أو التشاؤم برؤية غراب أو بومة ، او برقم 13) ، كذلك قراءة البخت فى الصحف ، وقراءة الفنجان وقراءة الكف وضرب الودع وقراءة الحظ عن طريق أوراق اللعب . + وترفض المسيحية ايضاً فكرة " المكتوب على الجبين " ، " والحظ " ، " والنصيب " فالإنسان " مخير " فى كل أعماله ، والذى يزرعه الإنسان اياه يحصد ، " والله لا يجرب أحد بالشرور " ( يع 1 : 12 ) ، وعلى أساس حريته يتحدد مصيره الأبدى ، على ضوء أعماله الشريرة أو الصالحة . + وأيضاً ترفض المسيحية ، السحر ، والأعمال السحرية ، والإلتجاء اليها ، فهذا تجديف على الروح القدس ( كفر ) ، لأنه إتكال على الشيطان . + وقد أعطانا الله السلطان على كل قوات العدو ، وقوانين الكنيسة منعت وحرمت ممارسة السحر وفعله ، حتى ولو زعم البعض أنه للخير ( لفك العمل السحرى ) . وأن المطلوب فى تلك الحالات ، عمل قداس ، أو صلاة قنديل لطرد الشياطين من البيت وهو ايمان وطقس كنيستنا المقدسة . |
||||
26 - 08 - 2014, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 5472 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"سبل الربّ مستقيمة" (لوقا4:3)
نحن في زمن صار الكذب فيه تغطيةً عامة للأمور الغامضة سواء على الصعيد الاجتماعي أو على الصعيد الكنسي. فالعالم صار مليء بالكذب لهذا ضعفت الثقة بيننا. يحاول الفرد التستّر على أخطائه وفشله بالعمل بخلق الأكاذيب فهو بكذبه هذا يبقى قوياً صالحاً، ويخترع ويؤلف قصصاً كاذبة ليدعم رأيه ويحمي نفسه دنيوياً خجلاً من الحقيقة. الكذب خلّة رديئة، وهي أساس الرذائل واصل الشرور، وكم من إشاعة كاذبة اختلقها شخص كان لها الأثر السلبي على الأفراد والجماعات. فالكذب يمتدّ مسافات بعيدة جداً، فهو في البيوت والمدارس، والسوق والمعامل، ويقصد القصور ومنابر القضاة، وأيضاً يدخل الهيكل، ويتغلغل في الجماعات الكنسية، ومن نذروا أنفسهم لخدمة الله الحق، اكليروساً وعلمانيين لا فرق. بات الكذب عاماً وغاص في وجود الضغائن والفتن تخرج الكذبة في الجماعة من لسان واحد وينتشر من هذه الجماعة بأفواه لا تحصى ولا تعدّ، وهذا يدلّ على خسة منزل الكاذب وانعدام إيمانه. فالكاذب يعمل على التغرير بالآخر والتضليل ولو زوراً وبهتاناً، سلم المكر والاحتيال، ومن هنا نعرف أنّ الفساد دخل هذا الشخص أو الجماعة الكاذبة، فما يظهره يخالف ما ينافق به يستطيع الكثيرون بالابتسامة الخادعة إخفاء ذنوبهم سنوات وسنوات في مجال أعمالهم وصداقاتهم. نحن بالطبيعة أبناء الغضب، شهوانيين وأنانيين، وإن لم نعترف بحقيقتنا يظهر جوهر كذبنا، أمّا من يعش أمام الله ينكسر كبريائه ويصبح صادقاً واضحاً. الكذب من الشيطان الذي كان بكبريائه مصدر للكذب فهو "كذاب وأبو الكذب" (يو44:8). بالحياة في المسيح تدفعنا للمحبّة أن نكون صادقين مع من حولنا، فلا يمكننا أن نكذب على من نحبّ، لأنّ المحبّة لا تصنع شراً لأحد. فالتلميذ المؤمن لا يكذب ولا يخفي شيئاً أمام المعرّف، والتاجر المؤمن لا يغش السلع التي يتاجر بها، والعامل المؤمن يعمل باستقامة واجتهاد. وحين تريد أن تقول للآخر رأيك في تصرفاته على ضوء الحق فافعل هذا بلطف، و المحبة لاّ تذهب في الليونة إلى حدّ تمويه العيوب والأخطاء، ويقول الكتاب أنها "تستر كثرةً من الخطايا" (1بط8:4)، وهذا يعني أنها لا تشاء موت الخاطئ، وهذا يتضمن مساعدته للخروج من خطيئته لان الخطيئة تلد موتاً، وعلينا أن نفهم المخطئ قد لا يستطيع قول الحقيقة دفعة واحدة، إنما الحكمة تفرض إعلانها تدريجياً وبكل محبة حتى ولو كانت جارحة. "وليتكلم كل منكم بالصدق مع قريبه" (اف25:4) وحين يسود الصدق في أفكارك تتحدّ نفسك بالله وتمتلئ سلاماً ونوراً، فإياك أن تدنسها بأقذار الكذب وغوائله |
||||
26 - 08 - 2014, 02:31 PM | رقم المشاركة : ( 5473 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التمسك باسم يسوع المسيح للقمص ارمانيوس حبشى البراموسى ? دير السريان ا- قال اخ للا ب مقاريوس يا ابى اني خائف من اجل خطاياى و قال لة الاب تقوى وتمسك برجاء الحياة والرحمة التى لا حد لها وهى اسم ربنا يسوع المسيح ب-قال شيخ مثلا كان انسان فى قرية ولة اخت جميلة ولما كان يوم عين تلك القرية سالتة ان يرسلها الى مكان ذلك العين .وكان اخوها يخاف ان يرسلها وحدها لئلا يحصل لقوم عثرة بسببها فقام وامسك بيدها ومضى الى مكان العين وكان يدخل ويخرج وهو ماسك بيدها لانة قال ان هى مالت ان تعمل جهالة فلا تستطيع لاني ممسك بيدها. وهكذا كثيرون كانواينظرون ألي الصبيةويشتهو منها من اجل جمالها ولم يتمكنوا ان ينالوا منها شياء لان اخاها كان ممسكا بيدها وهى ايضا كانت تنظر الى الشباب الذين يريدون منها المنال وتميل بضميرها اليهم ولكنها لم تتمكن من اتمام رغبتها الشريرة لان اخاها كان ممسكا بيدها. ثم اوضح الشيخ الذى قال هذا المثل : هكذا النفس ما دامت ذاكرة اسم ربنا يسوع المسيح الذى صار لها اخا بالتدبير فانه يكون فى كل وقت ممسكا بيدها حتى وان ساورتها الافكار ومالت للذات العالم فانها لاتاتى الى اكمال الخطية لان اخاها ممسك بيدها وان ارا د اعداؤها غير المتظورين خداعها فانهم لايستطيعون ان يفعلوا بها شياء لان اخاها ممسك بيدها ان هى تمسكت كل وقت بربنا يسوع المسيح المخلص ولم ترفضة.... ارايت يا حبيبى ان التمسك بهذا المخلص الصالح الذى هو ربنا يسوع المسيح هو خلا ص عظيم وحصن منيع وسلاح لا ينغلب . فلا تتوان ان تقتنى لك هذا الكنز الذى لا يسرق وهذة الجوهرة كثيرة الثمن التى هى التمسك بمخلصنا وربنا يسوع المسيح. فان قلت لى كيف اقتنى هذا الكنز العظيم قلت لك بالعزل عن كل احد وعدم الا هتمام بكافة الاشياء وتعب الجسد بقدر والصوم بمداومة. فهذة كلها تلد الاتضاع والدموع الصادقة وتجعلك ان تكون تحت كل الخليقة واذا حصلت على هذا بضمير ابن اللة وانت على الارض وتنتقل الى السماء وانت كائن فى الجسد " وجد ت من تحبة نفسى فامسكتة ولم ارخة" (نش 3: 4) " وا ن ايضا امسكت عن ان نخطئ الى" (تك 20:6) ج- سال اخ شيخ: يا ابى ماذا اعمل بهذة الحروب الكا ئنة معى قال لة الشيخ داوم على ذكر اسم ربنا يسوع المسيح لان :الهنا يحارب عنا" "(نح4:2) د- فال شيخ: ليس عمل اخر فى جميع الفضائل يشبة مداومة الصلاة والتضرع باسم يسوع المسيح فى كل وقت سؤاء كنت فى عزلة ا و بين جماعة "ان ساْلتم شياْ باسمى فانى افعلة"(يو 14:14 ة- فال شيخ: اذا رفض الفهم اوامر الروح القد س تبعد عنة القوة وتزعج الاوجاع القلب واذا رجع القلب الى اللة وحفظ اوامرة الروح القدس يكون علية ستر وحينذْ يعلم الانسان ان مداومة اتلاوة اسم ربنا يسوع المسيح هو الذى يحرسة تحت ظل رحمتة "لانة يخبئنى فى مظلتة فى يوم الشر ويسترنى بستر خيمتة" (مز17:5) و- قال ابن يعقوب:زرت ابن ايسيذوروس فوجدتة ينسخ وفى جلوسى معة كنت اراة بين لحظة واخرى يرفع وجهة ويتطلع الى السماء وتتحرك شفتاة وما كنت اسمع لة صوتا فقلت لة لماذا تعمل هكذا يا ابى ؟ وماذا الذى تقولة ؟ فقال:اما تعمل انت هكذا؟ قلت لة لا يا ابي فقال لى ان كنت لم تعمل هكذا فما صرت بعد راهبا. ثم قال اما الذى اقولة انا فهو ياربى يسوع المسيح اعنى ياربى يسوع المسيح ارحمنى ,اسبحك ياربى يسوع المسيح ممن كل قلبى "يا سيد اعنى" مت(15:20) يايسوع ابن داؤد ارحمنى مر (10:47) يا ابن داؤد ارحمنى مر(10:48) |
||||
26 - 08 - 2014, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 5474 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
?الله إختارنا من قبل إنشاء العالم بيسوع لنكون قديسين? 1. إختارنا من قبل إنشاء العالم، منذ البدء 2. إختارنا لنكون قديسين 3. إختارنا بابنه يسوع 4. هوَ الآب. نحاول أن نفهم مَن هوَ هذا الذي لا يعرفه إلاّ الإبن ومَن أراد ألإبن أن يظهره له. 1- أختارنا: إختارنا من البدء: عادة عندما نتكلّم عن موضوع الخلق، عندما نقول أنّ الله خالق. مع الأسف نقع بإشكاليّة كبيرة جدّاً. فبدل أن نربط الخلق بالله، نربط الله بالخلق. أي، أقول الكون رائع، جميل، منظّم، دقيق، له غاية، فمثلاً لو كانت الشمس اقوى لماتت الأعشاب، لو كان الليل أطول ل? أمثلة عديدة? إذاً ربطنا الله بالخلق، أي بدل القول أن الخلق هو عطيّة الله للإنسان أقول، الخلق علامة وبرهان على وجود الله وانطلاقاً من رغبتنا بتثبيت وجود الله جعلنا من الخلق وسائل نُشير إلى الله، مع أنّ الله أراد للخلائق أن تكون للإنسان علامات حبّه ولا لتؤّكد وجوده. فلنعمل قراءة مسيحيّة أكثر ممّا هيَ فلسفيّة لعمل الخلق. - لماذا تمّمَ الله عمل الخلق؟: الله خلقَ لأنه اختارَ. لم اقل بعد اختارَنا. فعل الإختيار الإلهي هوَ الذي حقّق فعل الخلق. لأنّه اختار أن يكون موجودات قباله، خَلَقَ. أي بمجرّد أنّه قامَ بفعل الخلق، أي أنّه قرّر أن لا يكون مكتفٍ بالعلاقة الثالوثيّة القائمة في ذاتها، مع أنّه مكتف، قرّر أن يكون أحدٌ ما غريب عنه، يستطيع أن يقول له، انتَ، يدعوه، يتكلّم معه، يوافقه، يعارضه? . إذاً، قرّرَ الله أن يكون قباله إنسان. وهنا أطرح علامة استفهام صغيرة. مَنْ يقدر أن يكون مقابل الله غير الله؟ لا أحد. هنا نفتح باب على اختيارنا بيسوع المسيح. إذاً عمل الخلق هوَ أولاً عمل اختيار. ثانياً: هوَ عمل حبّ. لأنّهُ لو كان عمل الخلق نابع من حاجة عند الله لكان امرٌ آخر. لكن الله ليس بحاجة، لا لأن يُخدَم ولا لأن ينتقم ويتسلّط على أحد، هو مكتفٍ بذاته وليس عنده أي مبرّر للخلق إلاّ الحب. إذاً فعل الخلق يدلّ على إختيار وحبّ. ثالثاً: فعل الخلق يدل على مواجهة. مواجهة ليس بمعنى معركة، لكن بمعنى، انّكَ انتَ وجهاً لوجه أمام الله. ليس وجهاً لوجه بما ستبلغ إليه، لكن وجهاً لوجه بمعنى، بمجرّد عمل الخلق وبمجرّد أنّنا قلنا أنه عمل اختيار وحبّ وليس عمل مَن هو بحاجة لأن يُخدَم ولا ان يكون حاكماً يتسلّط على أحد. أنتَ بمواجهة معه أي أن الله قَبِلَ بأن يكون بحوار معك. إذاً عمليّة الخلق، ليست أبداً لتدلّ على قدرة الله، وكونه ضابط الكلّ، الغاية الأساسيّة ليست لتظهر سيطرته على الدنيا، مع أنه مسيطرٌ فعلاً، وهنا كلمة ضابط الكل لها معنى أنّه لن يمرّ احد خارج الحبّ، والكلّ تحتَ جناح الحبّ. كل إنسان محبوب، وبمجرّد أن أقول محبوب، يكون مختار وإذاً انتَ في فكر الآب وقلب الآب، وفي القرار ذاته، قرار الخلق، أي أنتَ مختار منذ الأزل. لم يختار الإنسان لشكله أو لشيءٍ آخرَ فيه، أنتَ وُجِدْتَ لأنّهُ اختارَكَ. الله لم يختَر أحد موجود، اختارَكَ وأوجَدَكَ. اختاركَ منذ إنشاء العالم بفعل الخلق ذاته، وتحقّق هذا الخلق عمليّاً في الزمن. فنحن أتينا في القرن العشرون واستمرّينا ألى الواحد والعشرين، ولكن لن نبقى اكثر? عمل الخلق إذاً، هوَ أوّل علامة وأعظم علامة على أنّ الله اختارَنا وبحبّ لنكون بحوارٍ معهُ، ?أنتَ وأنا?. 2- إختارنا لنكون قديسين. أو أختارنا للقداسة: إختارنا وخلقنا قديسين، ما معنى قدّيس. نحن نستعمل كلمة ?مار? (مور) أي سيّد، وهي مشاركة في حياة مَن هوَ ?الموريو? ?الكيريوس? السيّد. وهذه الكلمة لم تستعمل إلاّ في الطقوس الشرقية السريانيّة، ثمّ تحوّلت بعدها إلى العربيّة. لكن الكلمة الأعمّ والأشمل اليوم: ?القديس? (قاديشو). ما هوَ القديس: نحن بمجرّد أن نتكلّم عن القداسة، نتذكّر الله وإذا الله خلقكَ في مواجهة معه، en face de Lui ، وإذا خلقك بحبّ، خلقكَ قدّيس، خلقَكَ مثله. هذه الحقيقة بالذات، يعبّر عنها الكتاب المقدّس في رواية الخلق، عندما يقول ?لنصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا? ويتابع، ?وليتسلّط على?? . هذا يعني أنّهُ يريد أن يتابع معي عمل الخلق ومغامرة الحبّ للنهاية. بالأساس الله خلقنا قدّيسين. ثم دخلت الخطيئة، لن ادخل اليوم بتفاصيل الخطيئة. إذاً، نحنُ مشروع قداسة، ترميم، أو مشروع تعبئة الفراغ الذي فينا. نحنُ فينا شوق للقداسة، ليس شوقاً لواجب نريد أن نعيشه، لكن شوق لشيء فقدناه. عندنا شوق لأنّنا نعرف القداسة، منبعنا قدّوس وخُلِقْنا على صورة هذا القدوس. وإنّ وصيّة ?كونوا قدّيسين?، ليست وصيّة بمقدار ما هيَ تذكير. أي كونوا ما أرادكُم الله عليه، خلقكم الله عليه أصلاً، لهذا الشوق للقداسة، يشتاق الإنسان لأنّ القداسة جزءٌ منه، هويّته، ويعي لهذا أو لا يعي بمقدار معرفته ليسوع المسيح. ?إختارنا لنكون قديسين، لأنّنا أصلاً قدّيسون.? 3- إختارنا بيسوع المسيح: أي إختارنا بابنه. لنعمل لاهوت كتابي. ?في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، والكلمة هوَ الله. هوَ في البدءِ كان عند الله، به كان كلّ شيءٍ، وبغيرهِ ما كانَ شيءٌ ممّا كانَ.?? (يو 1: 1-3..)، نصل إلى الآية 14: ?والكلمة صارَ بشراً وحلَّ فينا?? عن أي كلمة يتكلّم يوحنّا؟ يوحنا يتكلّم عن يسوع، لأنّه لا يعرف الكلمة الأزلي، ونحن ايضاً لا نعرف الكلمة الأزلي، نتكلّم على الكلمة الذي صار بشراً. وبهذه الكلمة الذي صار بشراً كان كلّ شيء. فكل عمل الخلق والإختيار كان بهذا الكلمة يسوع المسيح منذ الأزل. إختيار الآب الأول هوَ يسوع ابنه، هذا الكلمة الذي صارَ بشراً. كلّنا نحن مختارين بيسوع المسيح. الله اختارنا بيسوع، وسفر التكوين قُرِأَ من خلال الآباء في الكنيسة بهذا المعنى. قول الله الذي أوجدَ النور والذي فصل بين الجلد والماء? هو بكلمته، بيسوع الله خلق وبيسوع الله اختارَ. وأنتَ تستطيع أن تصير بمواجهة مع الآب من خلال مواجهة يسوع مع الآب? أنتَ اصلاً قدّوس لأنّكَ اصلاً مختار بالمسيح يسوع. أنتَ مشروع قداسة، لأنّ يسوع المسيح الذي انتَ أُخْتُرتَ به حملَ خطيئتَكَ وصار خطيئة ولكن لم يُخطئ. أنتَ مُختار بيسوع المسيح وإذا كنتَ مختار بيسوع فلا يمكن أن تكون إلاّ ابناً وبالتالي، هنا نصل إلى النقطة الرابعة: 4- الله الذي لا تعرفه هوَ آبُ يسوع المسيح. لأنّ إذا قلنا فقط هوَ آب، فمن الممكن أن نأخذ هذا بالمفهوم المجازي، أي أنّه كونه خالق فهو آب. لا! هوَ أبانا كونه أب يسوع المسيح، الآب لم يخلق يسوع المسيح، فيسوع (نقول في النؤمن) مولود غير مخلوق. ونحن أبناء في الإبن الذي هوَ فعلاً إبن: إذاً نحنُ فعلاً أبناء وإن كانت بنوّتنا بالتبنّي? التبنّي على الأرض يعطي أبوّة وبنوّة شرعية، ويرث الإبن ما للأهل ولا يرث ما هم الأهل. بينما بالتبنّي الإلهي ترث ما لله وترث من الله وتصير شريك فعلاً إذا صحّ التعبير في الحياة الجارية في الله. ومَن يقول بعد، لما القدّاس؟ وما أبشع القول انّ القربان هوَ مجرّد رمز. هل أنتَ تُشارك رمزيّاً بحياة الآب. لا! أنتَ تأكل على مائدة الثالوث وانتَ تتعذّى إذا صحّ التعبير بحياة الثالوث. إذاً هذا الإله الذي اختاركَ منذ الأزل، الذي اختاركَ بابنه هو أبوك. ما معنى الأبوّة: الله أبوك، بهذا المعنى ممكن أن نخطئ فمثلما ربطنا الله بالخلق، ممكن أن نعمل الخطأ نفسه ونربط أبوّة الآب بأبوّتنا البشريّة. أنتبهوا يسوع يدعونا لنصوّب أبوّتنا على صورة أبوّة الله. فهوَ يقول: ?مَن منكم إذا سأله ابنه رغيفاً اعطاهُ حجراً أو سأله سمكة أعطاه حيّة، فإذا كنتم أنتم الأشرار تحسنون العطاء لأبنائكم، فكم بالأحرى ابوكم الذي في السماوات يعطي الصالحات أو الروح القدس (حسب متى أو لوقا) للذين يسألونه?. أنتبهوا أنتم تعلّموا الأبوّة من أب يسوع المسيح. الفكرة: في النهاية هذا الأب يُطلع شمسه على الأخيار والأشرار، ويهطل غيثه على الأبرار والفجّار?. هذا الأب لا يعامل أولاده بعاطفة لكن بحبّ وبمجانيّة. حبُّهُ يقودُهُ وليست عاطفته ولا ينتظر إي إرضاء شخصي? وبالمقابل نحن كبشر ننتظر إرضاء أنفسنا، حتى محبّتنا لأولادنا فيها مصلحة شخصيّة، نضجٌ ما أعيشه، وهذا ايضاً مهمّ لكن انتبهوا حبّ الله شيءٌ آخر. حرّروا عاطفتكم بحبّكم، تشبّهوا بأبوّة الآب لا لتقتلوا العاطفة لكن لا تقتلوا الأبوّة والأمومة الحقيقييّن على حساب العاطفة. ختام: إذا كنتُ أنا مختاراً منذ الأزل، إذا كنتُ أنا مختاراً بحبّ إذا كنتُ أنا مختاراً لأكون قديساً إذا كنتُ أنا مختاراً بيسوع المسيح. إذا كنتُ أنا ابناً للآب? ماذا يعني كل ذلك: أسئلة للعيش والتأملّ. أسئلة: 1-أترذُلُ نفسكَ بعدَ ان أختارَكَ الله؟ أتَكرَه ذاتَكَ وقدّ أحبّكَ الله؟ أتيأس من ذاتِكَ وقد أعطاكَ الله من قداسته؟ أتستقبح ذاتكَ وقد اختاركَ الآب بابنهِ الأوحد والأجمل؟ هل تُهَمِّش ذاتكَ بعد أن جعلَكَ الآب ابناً ووارثاً؟ 2- أنتَ تعمل، تتعب، تبني تغيّر? هل تنسى أو تذكر في كل ذلك أنّك شريك في عمل الخلق؟ 3- بعد أن تأملتَ بالموضوع والأسئلة. ما يكون جوابُكَ لو سُئلتَ: ?مَن أنتَ?؟ وشكراً. |
||||
26 - 08 - 2014, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 5475 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(أخنوخ البار)
|
||||
26 - 08 - 2014, 02:48 PM | رقم المشاركة : ( 5476 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة تتحدى الطبيعة هفضل أصلي مهمــــــــــــا حصلـــــــــي حينئذ كلم يشوع الرب يوم أسلم الرب الأموريين أمام بني إسرائيل وقال أمام عيون إسرائيل ياشمس دومى على جبعون وياقمر على وادى أيلون " يشوع 12:10 + كان يشوع يحارب مدينه !! كلا بل قريه صغيرة هى قرية عاى الصغيرة و للمرة الثانية .. وإذا إقترب اليوم من نهايته ولم يكن قد تم القضاء عليها .. وكان لابد من مزيد من الضوء حتى يتحقق النصر . فلذلك صلي يشوع الى الرب صانع السماء والأرض وقال ياشمس دومي. " فدامت الشمس ووقف القمر حتي انتقم الشعب من أعدائه " يشوع 13:10 + سمع الرب صوت الإنسان المؤمن المتكل عليه والحافظ وصاياه .. وغير قوانين الطبيعه وأوقف دوران الأرض حول الشمس. " فوقفت الشمس فى كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يومً كاملً "يشوع 13:10 + كم هو صحيح أن الأمور التى تعمل بواسطة الصلاة هى أكثر بكثير جداً مما يحلم به الإنسان بل مما يحلم به العالم كله. ما أعظمك أيتها الصلاة !!! |
||||
26 - 08 - 2014, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 5477 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لنيافة الأنبا رافائيل حضور المسيح في الكنيسة (1) عمانوئيل إلهنا في وسطنا الآن عند اجتماع الكنيسة وحضور المسيح, يتقدَّم الكاهن ليفتح ستر الهيكل, مُعلنًا بهذا أن باب السماء مفتوح أمام المؤمنين المجتمعين معًا حول المسيح.. "إذا ما وقفنا في هيكلك المُقدَّس نُحسب كالقيام في السماء". وإدراكًا منَّا أن السماء لا تُفتح أمامنا إلاَّ بالرحمة, إذ هي "باب الرحمة", لذلك يقول الكاهن فيما يفتح الستر: "ارحمنا يا الله الآب ضابط الكل...". والكاهن هنا يُخاطب الآب، لأن الهيكل في إيمان كنيستنا هو "هيكل الله الآب, عمله للابن الوحيد, مُدشنًا بالروح القدس". لذلك نرى هذه العبارة مكتوبة على باب الهياكل الأثرية: "السلام لهيكل الله الآب". ونُخاطب العذراء "الهيكل اللحمي" في التسبحة قائلين: & "السلام للسماء الجديدة التي صنعها الآب, وجعلها موضع راحة لابنه الحبيب. الآب اختارك, والروح القدس ظللك, والابن تنازل وتجسَّد منكِ". وعندما يفتح الكاهن الهيكل، يدرك بالإيمان أنه في حالة مواجهة سرية مع المسيح الساكن في الهيكل.. & "ما أرهَبَ هذا المَكانَ! ما هذا إلاَّ بَيتُ اللهِ، وهذا بابُ السماءِ" (تك28: 17). & "حَقًّا إنَّ الرَّبَّ في هذا المَكانِ وأنا لم أعلَمْ!" (تك28: 16). حينئذ يَخُر الكاهن ساجدًا للمسيح قائلاً: "نسجد لكَ أيها المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس، لأنك أتيت وخلَّصتنا". ثم يقود الكاهن الشعب في تقديم الشكر للمسيح من أجل حضوره في الكنيسة.. إذ حضوره فينا "سترنا، وأعاننا، وحفظنا، وقَبلنا إليه، وأشفق علينا، وعضدنا وأتى بنا إلى هذه الساعة". ويتقدَّم الكاهن ليرفع البخور حول المذبح, إعلانًا عن حضور الله، حيث حضوره دائمًا مصحوب بالدخان والاحتجاب.. & "وأمّا موسَى فاقتَرَبَ إلَى الضَّبابِ حَيثُ كانَ اللهُ" (خر20: 21). & "طأطأَ السَماواتِ ونَزَلَ، وضَبابٌ تحتَ رِجلَيهِ" (2صم22: 10). & "قالَ الرَّبُّ إنَّهُ يَسكُنُ في الضَّبابِ" (1مل8: 12). & "السَّحابُ والضَّبابُ حولهُ" (مز97: 2). وعندما ترتفع حلقات دخان البخور في الهواء, ويختفي الأب الكاهن في سحابة البخور, تدرك الكنيسة حضور المسيح السري, فتهتف في أرباع الناقوس: "نسجد للآب والابن والروح القدس.. تعالوا فلنسجد للثالوث القدوس.. عمانوئيل إلهنا في وسطنا الآن بمجد أبيه والروح القدس". ولأن السحاب في ضمير الكنيسة هو رمز لجماعة القديسين .. "سحابَةٌ مِنَ الشُّهودِ مِقدارُ هذِهِ مُحيطَةٌ بنا" (عب12: 1)، سيأتي المسيح دائمًا وفي مجيئه الثاني معهم وفي وسطهم "وحينَئذٍ يُبصِرونَ ابنَ الإنسانِ آتيًا في سحابٍ بقوَّةٍ كثيرَةٍ ومَجدٍٍ" (مر13: 26), متى "جاءَ بمَجدِ أبيهِ مع المَلائكَةِ القِديسينَ" (مر8: 38). لذلك فعندما ترتفع سحابة البخور في أجواء الكنيسة, ينشد المُرتلون: "السلام للكنيسة بيت الملائكة. السلام للعذراء التي ولدت مُخلِّصنا". ثم تعطي السلام كذلك لكل صفوف الملائكة والآباء الرسل والشهداء والقديسين (أرباع الناقوس). هنا الكنيسة في مجد تجليها مع المسيح على جبل الحب. هنا الكنيسة المدعوة لمجد المسيح ومجد أبيه والروح القدس. هذا التجلي الرائع بسبب حضور المسيح في بيته بين رعيته القديسين وأهل بيت الله.. (أف2: 19).. يدفع الأب الكاهن أن يقف، ليستدعي أعضاء الجسد الغائبين عن الحضور معنا ههنا. فيذكر أولاً آبائنا وأخواتنا الذين رقدوا، وتنيحوا في الإيمان بالمسيح منذ البدء (أوشية الراقدين في العشية). ويتوسل عنهم مُكملاً توبتهم, طالبًا عنهم ولهم الحِل والغفران، لنكون جميعًا معه دون أن يُفقَد منَّا ظلف بل "جميع المسيحيين الأرثوذكسيين الذين في المسكونة كلها". أما في رفع بخور باكر فيذكر الأب الكاهن المرضى والمسافرين, إذ أن الليل يُذكرنا بانقضاء العمر, واليوم الجديد يُعطينا رجاءً جديدًا، وفرصة شفاء من أمراض الخطية (النفس والجسد والروح)، وفرصة تكميل غربتنا في هذا العمر. هنا وبسبب حضور المسيح، تكون الكنيسة قد اجتمعت بأعضائها المنظورين والغائبين بالجسد, فتراها الكنيسة فرصة أن تُعطي تمجيدًا لجماعة القديسين الحاضرين في وسطنا, فترتفع أصوات المُرتلين في سيمفونية هادئة، تُعبِّر بالكلام والأنغام عن الحب والفرح والشركة فيما نُرتل (الذكصولوجيات) للقديسين. يا للروعة والبهاء.. إن الليتورجيا (الصلوات المُرتبة)، تحقق معنى الكنيسة ووجودها. إن التطبيق العملي للمفاهيم المدرسية عن لاهوت الكنيسة, هو الاشتراك في ليتورجيتها. فببساطة ... V اللاهوتي في كنيستنا هو مَنْ يندمج في الكنيسة, ويحيا حياتها. V اللاهوتي عندنا هو مَنْ يدرك حضور المسيح سريًا في كنيسته على الدوام, يُشاركها ويُباركها ويُقدِّسها. فليس اللاهوت مجرد علوم تُدرس في الإكليريكية, ولكنه حياة نعيشها مع المسيح في بيته الخاص, في "رَعيَّةٌ مع القِديسينَ وأهلِ بَيتِ اللهِ" (أف2: 19). ربي يسوع الحاضر فينا على الدوام، إنني آسف وقلبي يتمزق لأنني لم أحترم حضورك، بل تعدّيت وأخطأت وأسأت لمجلسك البهي. لم أكن جاهلاً، بل أنا ضعيف. لست عنيدًا ضدك، ولكنني أحبك. rqr إنني لا أرفض التوبة، لكن ميولي رديئة. ضعفاتي وسقطاتي وتعدياتي تطفئ الحب والفرح. فأعود إليك بالرجاء. rqr لن أيأس ولن أتركك. فأنت هو حياتنا كلنا، وخلاصنا كلنا، ورجاؤنا كلنا، وشفاؤنا كلنا، وقيامتنا كلنا. rqr أنت هو طهارتي وقوتي وفرحتي وثباتي. rqr أعلم أن الخطية هي إلحاد لحظي.. لأنني بها أعبِّر عن إيماني بعدم حضورك، أو بأن حضورك لا يهمني. شيء فظيع جدًا ولكنني أتوب إليك.. معترفًا بلاهوتك وحضورك وملئك للوجود. إنني بك أحيا وأتحرك وأوجد. rqr فاقبل توبتي، واغفر لي، وتفضل استعلن ذاتك في حياتي، ونبِّه قلبي وضميري لحضورك. فلا أعود أستحل لنفسي الخطأ، بل أكون فيك على الدوام. آمين. |
||||
26 - 08 - 2014, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 5478 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جولة في عالم الخوف الخوف كالوباء المُعدي. خوف الفرد ينتقل إلى الجماعة، وخوف الجماعة ينتقل إلى الفرد. لذلك، كلّ شخصٍ هو صانع لخوف الجماعة وضحيّة له. والخوف يتغيّر من عصرٍ إلى عصر. فمَن كان يخاف من الطاعون في الماضي، لم يكن يخاف من حوادث السيّارات. والخوف يتبدّل أيضاً مع تقدّم العمر وتغيّر الظروف. فما يخشاه الطفل يختلف عمّا يخشاه البالغ، وما تخافه الفتاة المخطوبة غير ما تخافه المرأة الحامل. خوف يزول ليفسح مكاناً لخوفٍ آخر يبدو وكأنّه أشدّ قسوة من سابقه، وعلى الإنسان أن يواجهه في غالب الأحيان وحده. إذا كان الخوف يتولّد من التعلّق، فإنّ تربته الخصبة هي التخيّل القلق. ومعاناة الإنسان من تخيّل خسارة ما يتعلّق به هي أشدّ من الخسارة نفسها حين تحدث. لو لم يكن لدينا التخيّل القلق لكانت الأمور أسهل. فبسببه، يصعب علينا إيجاد الحدود الفاصلة بين الخسارة الحقيقيّة والخسارة المتوقّعة والخسارة التخيّليّة. وبسببه أيضاً، تمتلئ أحلامنا بالكوابيس. ومع ذلك، "طوبى للخائفين، فإنّهم يبنون الحياة". لأنّ الإنسان القادر على الخوف يخترع ليحتاط وليستبق الأحداث، فيعطي مغامرة الحياة الّتي يعيشها معنى. فالخوف جزء مؤسِّس لحياة الإنسان طالما أنّه يتحمّل وِزر كرامته البشريّة. منذ أيّام فرويد، بدأنا نميّز بين الخوف والغم أو القلق Anguish. فالغمّ يتميّز بغياب الموضوع. صاحب الغمّ لا يعرف لماذا يستولي عليه هذا الشعور. أمّا الخوف، فهو غمّ وجد موضوعه. إنّه ردّ فعلٍ على خطرٍ حقيقيّ، أو على خسارةٍ لها هويّتها. لا شكّ أنّ الحيوان يخاف. لكنّه يعرف موضوع خوفه. أمّا الغم، فهو للإنسان فقط. الإنسان حيوانٌ صاحب غم. والغمّ الكامن فيه يتحرّر حين يتحوّل إلى سلسلة من المخاوف. فالخوف هو غمّ وجد موضوعه، أصبحت له صورة، وصار له مضمون. أمّا مصدر الغم، فبعضهم يقول إنّه ينبع من التهديد الأساسيّ: "الإنسان كائن فانٍ". من هنا ينبع غمّه. ومنهم مَن يقول إنّ الغمّ ينبع من السؤال: "لماذا أعيش؟ ولماذا عليَّ أن أعيش؟" العيش يعني الدخول في إطار الزمن. والدخول في إطار الزمن يعني أنّ حياة الإنسان أصبحت سلسلة من اللحظات المتتابعة: عشتُ (ماضٍ) وأعيش (حاضر) وسأعيش (مستقبل). هذا هو إطار الوجود. وطالما أنّ الإنسان يعيش في هذا الإطار، لا يستطيع أن يقول: "أنا هو"، وإنّما: "أنا موجود". الله وحده يستطيع أن يقول: "أنا هو"، لأنّه خارج إطار الزمن، لا ماضٍ لديه ولا حاضر ولا مستقبل. أمّا الإنسان، فيقول: "نا موجود!". ووجوده مشدود بين قطبين: لم أعد كذلك، ولستُ بعدُ. فكلّ لحظةٍ من حياة الإنسان تحمل طعم الموت والقيامة. اللحظة الماضية تموت (لم تعد موجودة)، واللحظة القادمة ترى الحياة. على هذا الأساس، يمكننا تعريف الوجود على أنّه مستقبل سيتحقّق. الوجود صيرورة. وجودي هو تحقيق مستمر لذاتي. وهذه الذات تنبع من الله، وتحمل في طيّاتها صورته، وهي مدعوّة إلى أن تعكس هذه الصورة تدريجيّاً، من خلال أفراح الحياة وأحزانها، نجاحاتها وإخفاقاتها، وستبلغ كمالها حين تتّحد بالذات الإلهيّة. حينها تستقرّ وتسعد ويزول كلّ خوفٍ عنها. "خلقتني لك يا رب، وقلبي لن يرتاح إلاّ فيكَ" (القدّيس أوغسطينوس). فالمستقبل علامة على أنّ طبيعتي تدفعني دوماً نحو الأمام. ومعنى حياتي يكمن في هذا الانجذاب نحو الأمام، نحو ما لم يتحقّق بعدُ من كياني. فأنا مشروع تكوين إنسانٍ، وهذا المشروع في صدد التنفيذ. في كلّ يومٍ تُنجَزُ منه أقسام؛ ببطءٍ تارةً وبسرعةٍ في تارةٍ أخرى. كلّ كائنٍ بشريٍّ يرغب في أن يكون إنساناً، أن يكون حرّاً، أن يحب وأن يُحَب. وهذه الرغبة تحثّه على العمل، على الخروج من الذات، على المغامرة. إنّها تدفعه نحو ما لم يتحقّق فيه بعدُ، نحو ما سيأتي، وفي هذا يكمن كلّ جنون البشريّة. جنونٌ لأنّ المستقبل مجهول. فالإنسان يستطيع أن يكدّس الثروات، وأن يتّخذ جميع الاحتياطات، وأن يباشر بتحقيق مشاريع مضمونة النتائج، لكنّه لا يستطيع أن يعرف كيف سيكون في المستقبل، فهناك جزء مجهول في الحياة قد يقلب الأمور رأساً على عقب، ولا يستطيع أحد أن يعرفه. جنونٌ لأنّ الرهان على المستقبل يشبه مَن يضع رجله على أرضٍ لا يراها ليخطو خطوةً نحو الأمام. وماذا لو لم تكن هناك أرضٌ، وقدمه ستدوس في الفراغ؟ لا شكّ أنّ خبرة الماضي وعادة الممارسة تبعثان بعض الطمأنينة في النفس. فالمثل يقول: "ما ضاقت إلاّ وفُرِجَت." والحماس يقول: "هل أخاف الليل والفجر قريب؟" ولكن صوتاً مجهول المصدر يهمس في قلب الإنسان ويقول: مَن يضمن أنّ معجزة الفرج ستحدث لكَ أنتَ بالذات؟ وماذا لو أدّت مساعيكَ إلى التراجع في إنسانيّتكَ بدل التقدّم؟ كيف تنمو في إنسانيّتكَ لو انقطع الخيط الّذي يشدّكَ نحو الأمام، لو انطفأ حماس الرغبة، لسببٍ أو لآخر؟ لوحدثت هذه الأمور ... هناك احتمال أن تحدث ... بل لا بدّ لها أن تحدث ... سينهار كلّ شيء. من هنا ينبع غمّ الإنسان غير المُعلَن. إنّه يخاف أن ينهار كلّ شيء: هو وجسده وعقله ومشاريعه وحياته ... وهو لا يعلم متى يحدث هذا. ربّما غداً، وربّما بعد سنواتٍ كثيرة، لكنّه سيحدث في المستقبل، في هذا المجهول الّذي تدفعه رغبته إلى السير نحوه ... الّذي تجبره رغبته على السير نحوه. لذلك يخاف. فما هو الحل؟ |
||||
26 - 08 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 5479 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دعوة الله الخالق إنّ الخوف اللامنظور لا يزول إلاّ بطمأنينةٍ غير منظورة. وشعور العجز أمام إيقاف الخسارة المتوقّعة لا يزول إلاّ بقوّةٍ تتوقّع ما يحدث، ولها سلطةٌ عليه. انطلاقاً من هذا، أوكلت الأديان إلى الله مهمّة إثارة الخوف لدى الإنسان أو إزالته. الأمر يتعلّق بصورة الله في أذهاننا. في غالب الأحيان، نتصوّر الله كما تصوّره شعب الخزّافين. إنّه يجبل الإنسان من التراب ويصنعه. وقلّما نتصوّره كما يتصوّره المتصوّفون، أي أنّ الله خلق الإنسان بالانسحاب كما يخلق البحر اليابسة. في البداية، تكون هذه اليابسة مقفرة "خالية خاوية"، لا تمايز فيها ولا نظام. فيدعو الله ويستجيب الخواء. وتبدأ الأرض أوّلاً بالتنوّع. صخور ومعادن من مختلف الأشكال والألوان. ومن هذه البنى البسيطة تظهر البنى المعقّدة للنباتات، ثمّ الكائنات المتحرّرة من الارتباط المكانيّ وهي الحيوانات. وفي ذروة مسيرة استجابة الخليقة لنداء خالقها، يظهر الإنسان؛ ذروة الخلق وغايتها. وتتكرّر في حياة الإنسان دعوة الله الأولى. إنّه مدعوّ إلى الارتقاء، إلى الخروج من عبثيّة الأقدار، من خواء الوليد إلى تحرّر البالغ. في المستقبل المجهول الّذي يخيفني، هناك مَن يدعوني. صوته يطمئنني كما يطمئن صوت الأمّ ابنها حين لا تراها عيناه. ما من أحدٍ يستطيع أن يتغلّب على غمّه إذا لم يكن هناك مَن يدعوه وينتظره. حين ندرك دعوة الله لنا، حين نسمعها، نخرج من ظلمة قبر الخوف، ونتحرّر من أربطة الغمّ الّتي تقيّدنا. وسيستغرق هذا وقتاً لا أحد يعرف مدّته. إنّ استجابة الإنسان لدعوة الله الخلاّقة هي "الشجاعة في أن نكون". فنحن أمام خيارين: الخوف أو الإيمان. وقد عبّر يسوع عن هذا مرّاتٍ عديدة. "آمن ولا تخف." قال هذه العبارة ليائيروس رئيس المجمع حين علم بموت ابنته (مر 5/36). وللتلاميذ المذعورين في أثناء العاصفة (مر 6/50). وحين رأوه يمشي على المياه، خافوا، فقال لهم: "لا تخافوا، أنا هو" (مر 6/50). "أنا هو". هكذا عرّف الله عن نفسه لموسى. ففي الليل وعواصف الحياة ومحنها، إنّه هو، حاضر يدعو ويقول: "لا تخافوا". من الناحية النظريّة، الإيمان يحصّن المؤمن من الخوف. ولكن، مَن يستطيع أن يقول: "أنا أومن إيماناً راسخاً لا يتزعزع إلى الأبد؟" الله وحده يستطيع أن يقول هذا. أمّا الإنسان، فإيمانه مسيرة. في كلّ محنة، يختبر أنّ إيمانه قد اهتزّ، تراجع، سقط. وأنّ عليه أن ينتقل بإيمانه على الدوام من مرحلةٍ إلى أخرى، أن يتعمّق به دوماً، ليواجه أزمات الحياة الّتي تزداد شدّةً. في هذا المجال، أكثر من المجالات الأخرى، لا يكون الإنسان وحيداً. وفكرة أنّ يد الله الّتي تسنده قد تنسحب، وأنّ الصوت الّذي يدعوه قد يصمت، هي تجربة من الشرّير. إذا سقط في هذه التجربة، يستولي عليه الذعر في الوقوع في الفراغ. إنّ المجرّب يحاول تشويه كلمة الله الّتي تدعونا إلى أن نكون. إنّه يحاول تغطيتها بالغموض، ويزرع الشكّ في نفوسنا. فيتحوّل الإله الّذي لا يريد إلاّ الحياة، بل يريد أن يشاركنا بحياته، إلى إله تهديد. إله يتخطّى تهديده حدود الموت ليصل إلى العقاب الأبديّ. إله مستبدّ لا يمكننا توقّع أفعاله المزاجيّة. إله يتسلّى بخليقته ويستمتع بتدميرها. حين يعاني الإنسان هذا النوع من الخوف، يفضّل ألاّ يقيم علاقة مع هذا الإله المزاجيّ، ويلجأ إلى مختلف أنواع التسلية والترفيه ليهدّئ روعه وينسى مخاوفه. لكنّ الغمّ حاضر في داخله، وما من شيءٍ يحميه منه. غمٌّ يحطّم جميع الحواجز الّتي يقيمها الإنسان أمامه، ويدكّ الحصن الّذي يحتمي فيه. حين يغيب وجه الإله الخالق المحب، يحلّ محلّه وجه سيّد الغمّ المهدِّد. إذا كان إيماننا لا يقوى على إزالة الغمّ من نفس المؤمن بشكلٍ نهائيّ، لأنّه إيمان بشريّ يشوبه كثير من الضعف، فهو على الأقلّ ينير بصيرته ليرى بوضوحٍ غزو الشرّ لنفسه. إنّه يجعله يميّز بين التفاؤل، الّذي لا يرى الشر، والرجاء. كما يجعله ينتقل من التشاؤم إلى المواجهة. فروح الشرّ لا يرينا إلاّ الشر. إنّه يجعلنا نرى ماضينا وكأنّه سلسلة من المِحَن والفشل، وحاضرنا كتلةً من الضعف والعجز، ومستقبلنا مسدود وكارثيّ. حينها، تتولّد فينا الاضطرابات الداخليّة والقلق، فنفقد الثقة بأنفسنا، ونصبح ملعباً للشر. وينتصر الشرّير حين يجعلنا نعتقد أنّ حيويّتنا خطأ، وأنّ علينا الانسحاب، وأنّ في السلبيّة تحرّر كامل ونهاية للوهم. إنّه ينتصر حين يُفقِدُنا شجاعة تلبية دعوة الله. |
||||
26 - 08 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 5480 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشجاعة ما من شجاعةٍ بدون خوف. قد تدهشنا هذه العبارة لأنّنا تعوّدنا على قصص الفرسان أو النسّاك، الّذين لا يهزّهم شيء. ولكنّها عبارة واقعيّة. مَن يسير في الحياة ولا يرى الخطر، أو يرفض أن يراه، هو إنسان متهوّر، طائش. وبما أنّه غير مبالٍ، لا نستطيع أن نقول عنه إنّه قويّ، ولا إنّه ضعيف. أمّا الشجاع، فهو الّذي يسيطر على ضعفٍ كاد يستولي عليه. ففي الأزمة، يندلع الخوف من الداخل، فيرتعد، وتبدأ أفكاره تتسارع في عقله. وهذه علامة على أنّه لم يعد يسيطر على نفسه. قد يدوم هذا لحظات، وقد يطول. وفجأةً، يسيطر على نفسه، ويتغلّب على هذه المشاعر. هذه هي الشجاعة. إنّها رباطة جأشٍ أمام المخاوف، لا عدم اكتراثٍ لها كأبطال الأفلام. إنّ شجاعة يسوع تظهر خصوصاً في بستان الزيتون. فهناك خاف "وجعل يستشعر رهبةً وكآبة" (مر 14/34)، "وأخذه الجهد، فأمعن في الصلاة، وأخذ عرقه يتساقط كقطرات دم" (لو 22/44). وبعد حين، استعاد رباطة جأشه، ونهض وقال لتلاميذه: "قوموا ننطلق، فقد اقترب الّذي يسلمني" (مر 14/42). الشجاعة في نظر يسوع هي قبول العبور من الموت إلى القيامة. وقد أشار إلى هذا في كثيرٍ من أمثاله: مثل ملكوت الله كمثل أزمةٍ سبّبت ألماً، وحين ووجهَت بشجاعة انهزمت. زارع يخفق في حبّاتٍ كثيرة حاول أن يزرعها ويستمرّ في رمي البذار، فلاّحون يفكّرون بزؤانٍ أفسد زرعهم فيضبطون أعصابهم ويتريّثون، صيّادون يصطادون سمكاً فيه رديء وفيه صالح، حبّة قمح عليها أن تموت لتأتي بثمر، حبّة خردل لا تيأس لكونها أصغر الحبوب بل تنمو، امرأة تعاني آلام المخاض ... في هذه الأمثال، يدعونا يسوع إلى طريقةٍ خاصّة ننظر بها إلى حيواتنا. أن نتذكّر مَن مرّت عليه محنٌ وعبرها، مَن اجتاز أزمات، مَن تغلّب على صعوبات. فمثل ملكوت السموات كمثل إنسانيّةٍ تغامر وتخاطر وتبقى على قيد الحياة بشجاعةٍ تنبع من ظلّ الموت. إنّه يدعونا إلى أن نندهش اندهاشاً إيجابيّاً من شجاعتنا. إنّه يدعونا إلى التفاؤل. "لا تخف أيّها القطيع الصغير"، "أنتم أغلى من زنبق الحقل وطيور السماء". وهو يدعونا أيضاً إلى مواجهة مخاوفنا. فالخوف في نظره ينمو في الفرد والجماعة طرداً مع رغبتنا في استبعاده. فكيف يكون هذا؟ "وقعد يسوع قبالة الخزانة ينظر كيف يلقي الجمع في الخزانة نقوداً من نحاس. فألقى كثير من الأغنياء شيئاً كثيراً. ثمّ جاءت أرملة فقيرة فألقت ... كلّ ما تملكه" (مر 12/41-44). لقد قامت الأرملة بفعلٍ شجاع. وضعت بين يديّ الله كلّ ما تملكه. تخلّت راضيةً عمّا يخشى الناس أن يخسروه، ويخافون دوماً أن يخسروه. تخلٍّ يشبه تعرّي يسوع على الصليب، وهو بداية مسيرة القيامة. كان بإمكانها أن تخشى العوز، وأن تتحصّن بالحصن الضعيف الّذي يحميها منه، لكنّها لم تفعل ذلك. "تبارك الربّ الّذي لم يجعلنا فريسةً لأسنانهم. "نجت نفوسنا مثل العصفور من فخّ الصيّادين" (مز 124/6-7). أمّا الأغنياء، فلديهم مال كثير، ولا يخافون العوز. فلماذا قدّموا من المال الفائض عنهم لله؟ يمكننا أن نرى في هذا الحدث الطريقة السليمة والطريقة السيئة في استعمال الدين للتغلّب على الغمّ. فالديانات كانت على الدوام وسيلةً للتغلّب على الخوف وعلى عجز الإنسان أمام الغم. وهي تمدّ يد العون من خلال طقوسها ومعابدها ورجالاتها وكتاباتها الّتي تربط الإنسان بقوى تفوقه، وتشدّ عزيمته باستدعائها. ومن خلال هذا الاستدعاء، تولّد لدى الإنسان شعور بأنّه يستطيع التعامل مع الله على المستوى نفسه. إنّه اختراع جريء ومبهم. جريء لأنّه يولّد شعوراً بالانتماء إلى فصيلة الآلهة. ومبهم لأنّ كلّ واحد يستطيع أن يستعمل الدين ليمنح نفسه أماناً شديداً لا ليثق ثقةً عمياء بالضابط الكل. الأرملة استعملت الصندوق لتؤمن بالله، والأغنياء استعملوه ليؤمنوا بأنفسهم. في الحالة الأولى، تصبح الديانة وسيلةً للقيامة طوال الأيّام، وفي الحالة الثانية تصبح وهماً. ويلفت يسوع انتباهنا إلى هذا، لا ليميّز بين الأغنياء والفقراء، فمن بين فقراء اليوم مَن يتصرّفون مثل أغنياء هذه القصّة، بل ليشير إلى حقيقةٍ هامّة: كيف يصبح الدين أفيوناً للأغنياء. يقول الإنجيل إنّ الأغنياء أعطوا "من الفاضل عن حاجاتهم". الغنيّ هو مَن لا يشعر بالخوف في مجالٍ أو في آخر من حياته. ولمّا كان الخوف هو ترجمة للغمّ الكامن في الإنسان كما قلنا، أي الخوف غمّ وجد موضوعه، فإنّ الغنيّ يقع فريسة الغمّ المميّز للحياة الهانئة. فالمسألة الّتي أراد يسوع أن يشير إليها ترتبط بما يفضل عن الحاجة لا بالأغنياء. هوذا الأمر الّذي يحرّرنا إذا تجنّبناه. فمن لا يخاف شيئاً محدّداً، يواجه الغمّ. وإذ تعوّد على أن يكفي نفسه بنفسه، لا يلجأ إلى الضابط الكل، على الرغم من علمه بالحاجة إليه، فينتقم الخوف منه لأنّ الخوف ينتقم ممّن لا يفسح له مجالاً في حياته. |
||||