![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 54711 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس جهل الإنسان، "لا تسرع بروحك إلى الغضب، لأن الغضب يستقر فى حضن الجهال" (جا 7: 9)، فيلوث فكره ومشاعره وقلبه، لذلك عندما يقع الإنسان فى مشكلة يجهلها ويغضب وأحيانا لا يستطيع أن يتصرف فيها، فالغضب المقبول هو الغضب الحكيم من أجل الله، مثل موسى ويشوع النبى عندما نزلا من الجبل ووجدا الشعب صنعوا عجلا ذهبيا ويغنون، "فحمي غضب موسى، وطرح اللوحين من يديه وكسرهما فى أسفل الجبل، ثم أخذ العجل الذى صنعوا وأحرقه بالنار، وطحنه حتى صار ناعما، وذراه على وجه الماء" (خر 32)، فهو غضب حكيم من أجل الله، لكن الغضب الشائع هو غضب الخطية، الذى لا يمجد الله ولا يصنع بر الله، فكف عن الغضب لأنه عادة رديئة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54712 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس يحذرنا داود من الغيرة فى المزمور(37) ثلاث مرات: أ-"لا تغر من الأشرار". ب-"لا تغر من الذى ينجح فى طريقه". ج-"ولا تغر لفعل الشر". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54713 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثاني نتائج الغضب: 1- حالة الغضب تنعكس على صحة الإنسان فى العديد من الأمراض ويمكن أن تترك عاهات فى حياة الإنسان. 2- يدخل الإنسان فى دائرة كبيرة من الخطايا من تجريح وإدانة وقسوة وظلم وكراهية وقتل. والإنسان الغضوب لا يستفيد من أى ممارسة روحية إن كانت صلاة أو صوم، (صلاة الغضوب كبذرة على صخرة)، يقول القديس مار إسحق: "الذى يصوم عن الغذاء وقلبه لا يصوم عن الشر ولسانه ينطق بالأباطيل فصومه باطل". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54714 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثاني كيف أعالج الغضب: 1- نصلى يوميا "محتملين بعضكم بعضا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 2)، ويقول أيضا: "فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15: 1)، ويقول القديس الأنبا أنطونيوس: "تشبه بالسيد المسيح الذى لما شتم لم يشتم، وكل كلمة قاسية يحتملها الإنسان تشكل له إكليلا" ويدخل أيضا فى ذلك احتمالك فضيلة التماس العذر، حتى تنصرف روح الغضب من الإنسان، فسليمان الحكيم الله أعطى له "رحبة قلب" ويقول لنا أيضا القديس بولس الرسول "كونوا أنتم أيضا متسعين" (2 كو 6: 13)، فاجعل قلبك متسعا للأمور حتى يحتويها أيا كانت المتاعب، حتى تشعر براحة القلب. 2- اتضاع الإنسان، فالاتضاع أرض حاملة لكل الفضائل، وملامحك بابتسامة وطريقتك اللطيفة تجعلك تحل أى مشكلة بطمأنينة وضبط النفس. 3- الجواب اللين يفرح القلوب، لأن الغضوب إنسان مريض ويحتاج إلى علاج روحى، ولا يحتاج لعقاب أو تجريح، "الجواب اللين يصرف الغضب" (أم 15: 1)، اجعلها أمامك فى كل وقت، حتى يكون وسيلة قوية تمارسها فى حياتك، مثل أبيجايل عندما امتصت غضب داود عندما جاء لقتل نابال زوجها (أمرت عبيد زوجها بتحضير الأرغفة والخمر والخرفان والفريك والزبيب والتين المجفف وقامت بتحميلهم على الحمير، وذهبت لمقابلة داود والتقته فى منتصف الطريق، وسجدت أمامه وكلمته بالكلام اللين وصرفت غضبه وقدمت هديتها)، الحكمة محتاجة أن يكون الإنسان لسانه عذبا ولينا ويكون مصلحا. فابعد عن كل ما يثير الغضب سواء عندك أو عند الآخر، وابعد أيضا عن الغيرة لأنها وحش يقتل نفسه بنفسه. "كف عن الغضب، واترك السخط، ولا تغر لفعل الشر، لأن عاملى الشر يقطعون". (مزمور 37). لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد. آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54715 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثاني كيف أعالج الغضب نصلى يوميا "محتملين بعضكم بعضا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 4: 2)، ويقول أيضا: "فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 15: 1)، ويقول القديس الأنبا أنطونيوس: "تشبه بالسيد المسيح الذى لما شتم لم يشتم، وكل كلمة قاسية يحتملها الإنسان تشكل له إكليلا" ويدخل أيضا فى ذلك احتمالك فضيلة التماس العذر، حتى تنصرف روح الغضب من الإنسان، فسليمان الحكيم الله أعطى له "رحبة قلب" ويقول لنا أيضا القديس بولس الرسول "كونوا أنتم أيضا متسعين" (2 كو 6: 13)، فاجعل قلبك متسعا للأمور حتى يحتويها أيا كانت المتاعب، حتى تشعر براحة القلب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54716 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثاني كيف أعالج الغضب اتضاع الإنسان، فالاتضاع أرض حاملة لكل الفضائل، وملامحك بابتسامة وطريقتك اللطيفة تجعلك تحل أى مشكلة بطمأنينة وضبط النفس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54717 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثاني الجواب اللين يفرح القلوب، لأن الغضوب إنسان مريض ويحتاج إلى علاج روحى، ولا يحتاج لعقاب أو تجريح، "الجواب اللين يصرف الغضب" (أم 15: 1)، اجعلها أمامك فى كل وقت، حتى يكون وسيلة قوية تمارسها فى حياتك، مثل أبيجايل عندما امتصت غضب داود عندما جاء لقتل نابال زوجها (أمرت عبيد زوجها بتحضير الأرغفة والخمر والخرفان والفريك والزبيب والتين المجفف وقامت بتحميلهم على الحمير، وذهبت لمقابلة داود والتقته فى منتصف الطريق، وسجدت أمامه وكلمته بالكلام اللين وصرفت غضبه وقدمت هديتها)، الحكمة محتاجة أن يكون الإنسان لسانه عذبا ولينا ويكون مصلحا. فابعد عن كل ما يثير الغضب سواء عندك أو عند الآخر، وابعد أيضا عن الغيرة لأنها وحش يقتل نفسه بنفسه. "كف عن الغضب، واترك السخط، ولا تغر لفعل الشر، لأن عاملى الشر يقطعون". (مزمور 37). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54718 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التـــوبــة
![]() “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” هذه الجملة تأتي في آخر إنجيل اليوم، أي بعد ظهور النور الثالوثيّ في الأردنّ. “الشعب الجالس في الظّلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور” (متى 4: 16). مَن هو هذا الشعب؟! ألا يتوجّه الكلام هذا إلينا اليوم؟ نعم نحن جالسون في ظلمة هذا الدهر وأشرق علينا نور المسيح. ماذا علينا أن نفعل؟ يقول لنا يسوع “توبوا” أي ارجعوا إليّ، حوّلوا قلوبكم، إليّ دَعُوا عنكُم اهتمامَكم المَرَضيّ بالأمور الدنيويّة. لا تلتصقوا بشهوات هذه الدنيا. تُوقُوا إلى التعزيات الحقيقيّة، إلى الفضائل الإلهيّة، لا تستسلموا للتعزيات الجسديّة المادّيّة بل تذوّقوا تعزيات روحيّة. “فقد اقترب ملكوت السموات”. الملكوت السماويّ ليس شيئاً ماديّاً هو “قوّة نعمة الله غير المخلوقة” كما يعبّر عنه أباؤنا القدّيسون. هو ثمار الروح القدس أعني المحبّة، الفرح، السلام، وما إليها، تلك التي تاتي من الربّ يسوع المسيح وحده. هذه كلّها يصفها الرسول بولس في رسالته إلى غلاطية بقوله: “ضدّ أمثال هذه ليس ناموس، ولكنّ الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات” (غلاطية 5: 23-24). وهذا يعني أنّ علينا أن نضبط شهواتنا المتنوّعة، كما يصفها الرسول يوحنّا بكلامه: “لا تحبّوا العالم ولا الأشياء التي في العالم (أي العالم الفاسد)، لأنّ كلّ ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العين وتعظّم المعيشة” (1 يوحنا 2: 15-16). والجدير بالذكر هنا أنّ يوحنا يتوجّه إلى الأحداث، أي الّذين هم في عُمرِ الشّباب (1 يو 2: 14). هذا هو الدواء الشافي لأمراض العصر المميتة، أمراض النفوس والأجساد الّتي باتت تتآكلُ شبيبتَنا اليوم، أعني بها: الجنس، الإدمان على المسكرات والمخدّرات، وما إليها!!! ينادي القدّيس يوحنّا السلّمي –وهو طبيبٌ نفسيٌّ بامتياز- قائلاً: “حَوِّلُوا هذه الشَّهَواتِ الضّارّة إلى شهواتٍ روحيّة منعشة”. هذا هو دور الكنيسة اليوم. حبّذا لو يعرف الأطبّاء أنّ الأدوية الّتي تُعطى للمرضى النفسيّين، ولو كانت نافعةً بِقَدْر، إلّا أنّها لا تشفي، بينما الدواء الروحيّ الّذي يعطيه المسيح الإله عن طريق محبّة الله ومحبّة الإخوة والخدمة التّطوّعيّة المجانيّة، يستطيع أن يشفي؛ ذلك أنّ النعمة الإلهيّة هي التي تمنح الحياة الحقيقيّة والانتعاش الخلاصيّ . + أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما عن “الكرمة”، العدد 2، الأحد 11 كانون الثاني 2015 |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54719 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأحد بعد عيد الظُّهور الإِلَهي : هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررتُ
![]() هذه الكلمات وردت مرّات متتالية على ألسنة الأنبياء بوحي الروح القدس عن المسيح المنتظر، مثل اشعياء الذي تنبأ عن السيد وخصاله وأخلاقه قائلاً: “هوذا عبدي الذي سرّت به نفسي فتيلاً مدخناً لا يطفئ وقصبة مرضوضة لا يقصف ولا يسمع له جلبة في الطرقات”. وأورد كذلك داود النبي نبؤات عنه وغيرَه من الأنبياء أمثال ارمياء وحزقيال وبطرق مختلفة. ثمَّ أكد الله ذلك مرات عديدة في فترة عمل ربنا يسوع المسيح على الأرض أولاً في المعموديّة عند نهر الأردن، وفي التجلي، وعدّة مرات بطرق مختلفة. في المعمودية كما في التجلي صرخ صوت من السماء قائلاً: “هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت له إسمعوا”. فصفة الحبيب مرتبطة بأداة الوصل (الذي) وتصل هذه نتيجة أنه الحبيب لأنه أطاع الله حتى الصليب، ولم يدع الموت يجد فيه علَّة ليمتلكه أو يأسرَه. ولهذا صرخ ربنا في وجه اليهود الذين كانوا يلتمسون علّة عليه ليسلموه للموت، فقال: “من منكم يبكتني على خطيئة”. ويشهد الإنجيلي يوحنا أن السيد له المجد بإنسانه الكامل أي بطبيعته البشريّة الكاملة قد إستطاع أن يتغلب على كل الضعفات التي، نتيجة أي منها الموت. سرّ به الله لأنَّهُ علَّم البشر أن السيادة لله وحده وليس للموت على البشر من بعده سيادة حتى ولا على الذين قبله لأنّه قد كسر أبواب ومزاليج حصون الموت وقلاعه وسلمه الى الهاوية التي فتح أبوابها أمام كل الناس الذين إشتهوا أن يروا يوماً واحداً من أيامه، وجعل طريق الملكوت خالياً من أي خوف أو تردد. إن الإبن هو حبيب الله. نحن البشر بشهادة الكتب والأنبياء أيضاً أحباء الله بالرغم من أننا لم نسرّه، ولهذا في صلواتنا نقول: “لأنك أنت وحدك محب للبشر” أي لأنه منذ البدء أحبنا من غير أن نعمل شيئاً تجاهه. ويشهد الرسول بولص أنه أحبنا نحن الخطأة بالرغم من أنه بالكاد يحب الناس الصالحين، وبالكاد يموت شخص عن المستقيمين أما هو فقد مات عنا نحن الخطأة. ويصرخ الرسول يوحنا قائلاً: “هكذا أحب الله الناس حتى أنه أرسل إبنه الوحيد كفارة عن خطايانا”، وهذا الحب بالرغم من أنَّه خاص بكل واحد منا، ولكنه حب عمومي ينتظر مبادرتنا لنبنيها عليه أي أعمالنا الموافقة لهذا السمو، ونعبر بذلك أن بنوتنا لله الآب بربنا يسوع المسيح الذي صرنا له إخوة ووارثين، لم تبقى مجرّد تلقي مبادرة بل كأبناء حقيقيين نريد أن نسرّ أبانا الذي منه كل شيء. الله أعلن للقديسين بطرق مختلفة أنّهُ قد سرّ بهم. تارة بموهبة العجائب، وتارة أخرى بالتكلم بالألسنة، وتارة بالسيطرة على الوحوش المفترسة، وتارة ثالثة ورابعة بسرور داخلي لا يوصف يترافق مع الأعمال الحميدة التي يقوم بها الإنسان، ولأننا أبناء محبوبين لدى الله، بالرغم من خطايانا وسقطاتنا، الله هو الذي ينقينا ويطهرنا بدمه الكريم، ويجعل ثياب العرس الخاصة بنا بيضاء كالثلج، وقد تنبأ بذلك على لسان اشعياء النبي: “لو كانت ثيابكم كالقرمز فأبيضها لتصبح أكثر بياضاً من الثلج، وأكثر نقاءً من الصوف”. إذاً هذا هو سعينا أيها الإخوة والأبناء الأحباء، أن نحقق معاني البنوة لله وذلك تداركاً لما سنلاقيه في الحياة الآتية، وبالدرجة الأولى كجواب على مبادرة الله المحبة نحونا لأننا في اليوم الأخير إما أن نكون معه أبناء أو لا نكون فالله لا يقبل الخائفين ولا يقبل العبيد الأجراء الطامعين بل أن تكون محبتنا مترجمة أعمالاً فاضلة كرامة لوجهه الكريم حتى نمجده نحن بهذه الأعمال والتصرفات أمام الناس. وإذا حصل ذلك سيقوم هو بمناداتنا على هذه الأرض بطرق مختلفة، وفي الحياة الآتية أمام ملائكته وجماهير القديسين هؤلاء هم أولادي الأحباء الذين بهم سررت. هذا ما نرجوه ونصلي لأجل تحقيقه في هذه الأيام، ونطلب منه تعالى أن يعيننا على فهم ذلك لعيشه بكل حكمة وتقوى. وكل عام وأنتم بخير. باسيليوس، مطران عكار وتوابعها |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 54720 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() نعمةُ الألم
![]() حالتنا مع الرب أننا معذّبون وان الرب دائما يشفي. ليس لنا أن نتساءل لماذا نحن في الآلام، لماذا وُجدنا في الآلام. الوحي الإلهي لا يجيب عن هذا السؤال، لا يقول لأي سبب نحن مطروحون في الأوجاع، في أوجاع الجسد، في أوجاع الروح، في أوجاع الضمير. يكتفي الكتاب الإلهي في أن يلاحظ ذلك، وينطلق منه ليكشف لنا كيف نستطيع أن نخرج من هذه الآلام أو كيف نقدر أن نحتملها ونحوّلها إلى طاقة إبداع وتقرّب من الله فنجعلها سُلّما نرتقي بها إلى السماء. عندنا في الكتاب وعود بالشفاء وبالخلاص من الخطيئة. وعندنا وعد بالفرح وكشف للحياة الأبدية التي تأتي عندما نقتبل سر الله ونطيعه في كل ما نذوقه من مصائب الدنيا، في الروح كان أم في الجسد. عندما نكون في حال من هذه الأحوال، في عذاب كهذا الذي وقع فيه الرجال العشرة البرص الذين يذكُرهم لنا إنجيل اليوم، لسان حالنا مع السيد ان نقول: «يا رب ارحمني». نلاحظ هنا ان الرجال استرحموا يسوع، وهذا أشمل من قضية الشفاء. عندما نطلب الشفاء، أكثرنا يطلب شفاء الجسد، وهذا صالح. الألم الجسديّ يُلقينا في ما هو مبهم، وكأننا تجاهه في خلوةِ قمّة عالية حيث صفاء الهواء يجعل التنفس صعبا ومضنيا. في الضعف الجسدي العضَليّ تسقط كل تساؤلاتنا. كل ما ادّخرناه من معرفة وفهم يزول ويفنى، يصبح لا شيء. نعلق هكذا في فراغ وعجز وفقر. نداهَم فجأة بتفاهة كل ما نتعرقل به من سعي ومآرب. السقم والمرض يمحوان كل ما هو سطحيّ فينا. نُنَقّى داخليا اذ نُعمّد بدموع الألم. والسيد دائما يفتقدنا هناك فيما تجفّ اأحشاؤنا في داخلنا فنعطش حقا الى ماء حيّ ونلتمسه في ما نعرف من عمق وجدّيّة. يأتي السيد ويُلازمنا في وحدتنا. يقف من بعيد. يمرّ بنا كما يذكر لنا النص الإنجيليّ. لا يفرض نفسه بل ينتظرنا. يخاطبنا بلغتنا نحن. فإن قبلنا الحوار، إن تعلّمنا كيف ننتفض ونقول: «ارحمني»، حتى ولو بدا لنا غريبا، حتى إن لم نكن نعرف اسمه، يدخل هو في حوار معنا ويزيل بحضرته حشرجة أهوائنا، يطفئ لهيب سهامها ويحوّل ضجيج أفكارنا الى ينبوع يفيض فينا فننتعش، يرفع عنا كل ضيق ونبقى للمسيح. ما هو موقفنا في المصاب بعد أن نقع في الشر، بعد أن تجتاح الظلمات نفوسنا؟ أية صلاة نصلّي؟ هل نحن واثقون بأن الله نفسه ينحدر إلينا اذا صلينا؟ هل نعرف أن الله يريد أن نخدمه، ان ندخل معه في حوار؟ الله قادر بالطبع أن يستجيب في كل حين، وهو مُستجيب بالفعل اذا سألنا واذا لم نسأل لأنه يعلم حاجتنا. ومع ذلك فالرب يفضّل ان نُكلّمه لكي نتدرّب على صداقته. انه يطلب منا هذه الدالّة، دالّة البنين على أبيهم. وهذا ما نطلبه في القداس الإلهي قبل أن نتلو الصلاة الربّيّة اذ نقول: «وأهّلنا ايها السيد أن نجسر بدالّة لندعوك أبا». الله يريد ان يختلط بنا، ان يعاشرنا لكي نعرف أننا ارتفعنا الى مصف الألوهة ولكي ندرك أن الله تنازل الى مصاف البشر. واذا جاء الله الى نفوسنا كما هي، كما نعهدُها، في ضعفها، في هوانها، في قذارتها، اذا جاء الله الى هذه النفوس فهو شافيها. تجربة الألم القصوى هي أن نتعلّق بألمنا، ان نُغلق النوافذ بالكلّية على أنفسنا فنختنق داخليا. قلوبنا تذبل، عقولنا تسكت، ضمائرنا تتسكّع فنموت روحيا. الانسان لا يختنق فقط من رئتيه، يختنق إن رفض ان يفتح النوافذ متى أَحسّ بالاختناق، لأنه إن فتح نوافذ القلب الى السماء فالرب يأتي اليه ويحاوره والحوار تنفّس وانتعاش. الصلاة تنفّس. اذا ما كنا متأكدين من هذا الأمر، نستطيع ان نتغلب على جميع تجارب الدنيا لأن أرواحنا تكون مليئة من النعمة. عن “رعيّتي”، العدد 3، الأحد 18 كانون الثاني 2015 |
||||