25 - 08 - 2014, 02:44 PM | رقم المشاركة : ( 5451 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أخطار الصوم إلا أن ممارسة الصوم في الواقع لا تخلو من بعض الأخطار ، كخطر التمسك بالشكليات الذي سبق ونادوا بها الأنبياء : عاموس : لقد أبغضت أعيادكم ونبذتها ولم تطب لي احتفالاتكم " ( عا 5 / 21 ) ارميا : قال لي الرب : لا تصلِّ ن أجل هذا الشعب للخير، إذا صاموا فلا أسمع صراخهم، وإذا أصعدوا محرقة وتقدمة فلا أرضى عنهم، بل أفنيهم بالسيف والجوع والطاعون " ( ارميا 14 / 12-13 ) والخطر الثاني هو خطر الكبرياء ، والتظاهر، إذا صام الصائم بغاية إظهار نفسه للناس " وإذا صمتم فلا تعبسوا كالمرائين، فإنهم يكلمون وجوههم، ليظهر الناس أنهم صائمون. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم " ( متى 6 / 16 ) لكي يكون الصوم مرضي لدى الله يجب أن يكون الصوم مقروناً بحب القريب وأن يتضمن سعياً وراء البر الحقيقي كما قال أشعيا " إنهم يلتمسونني يوماً فيوم، ويرومون معرفة طرقي كأنهم أمة تعمل البر ولا تهمل حق إلهها . يسألوني أحكام البر ويرومون التقرب إلى الله " ما بالنا صمنا وأنت لم ترَ وعذبنا أنفسنا وأنت لم تعلم ؟ " في يوم صومكم تجدون مرامكم وتعاملون بقسوةٍ جميع عمالكم، إنكم للخصومة والمشاجرة تصومون ولتضربوا بكلمة الشر . لا تصوموا كاليوم لتسمعوا أصواتكم في العلاء، أهكذا يكون الصوم الذي فضلته اليوم الذي فيه يعذب الإنسان نفسه أإذا حنّ رأسك كالقصب، وافترش المسح والرماد تسمي ذلك صوماً مرضياً للرب ؟ أليس الصوم الذي فضلته هو هذا : حلّ قيود الشر وفَكُّ ربط النير، وإطلاق المسحوقين أحراراً وتحطيم كل نير ؟ أليس هو أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل البائسين المطرودين بيتك وإذا رأيت العريان أن تكسوه وأن لا تتوارى عن لحمك ؟ "حينئذ ينبزغ كالفجر نورك ويُعَذب جرحك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع شملك حينئذ تدعو فيستجيب الرب وتستغيث فيقول : هاأنذا إن أزلت من أبنائك النير والإشارة بالإصبع والنطق بالسوء ، إذا تخليت عن لقمتك للجائع وأشبعت الحلق المعذب يشرق نورك في الظلمة ويكون ديجورك كالظهر ويهديك الرب في كل حين ويشبع نفسك في الأرض القاحلة ويقوي عظامك فتكون كجنةٍ ريا وكينبوع مياه لا تنضب " ( أشعيا 58 / 2-11 ) كما لا يجوز فصله بعد عن الصدقة والصلاة، وأخيراً يجب أن يكون حبنا لله الدافع الأول لصومنا، كذلك يدعو يسوع إلى القيام به في تكتم تام، فمثل هذا الصوم المعروف من الله وحده، سيكون التعبير الصادق عن رجائنا فيه، هذا هو الصوم المتواضع الذي يفتح القلب للبر الباطني، الذي هو عمل الآب وهو الذي يرى ويعمل في الخفاء. " أما أنت ، فإذا صمت ، فاذهب واغسل وجهك ، لكيلا يظهر للناس أنك صائم ، بل لأبيك الذي في الخفية ، وأبوك الذي في الخفية يجازيك " ( متى 6 / 17/18 ). |
||||
25 - 08 - 2014, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 5452 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكنيسة و الصوم حافظت كنيسة المسيح في العهد الرسولي، فيما يتعلق بالصوم على العادات اليهودية، المؤداة طبقاً للروح التي أملاها يسوع، وتذكر أعمال الرسل بعض احتفالات العبادة التي تتطلب الصوم والصلاة : " فبينما هم يقضون فريضة العبادة للرب ويصومون، قال لهم الروح القدس " أفردوا برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه " فصاموا وصلوا، ثم وضعوا عليهم أيديهم وصرفوهما " ( أعمال 13 / 2 ? 4 ) . ولا يكتفي بولس، خلال عمله الرسولي المضني، باجتماع الجوع والعطش، اللذين تفرضهما عليه الظروف، بل يضيف إلى ذلك أصواماً عديدة " الجلد والسجن والفتن والتعب والسهر والصوم " ( 2 قور 6 / 5 ) " جهد وكد، سهر كثير، جوع وعطش، صوم كثير، برد وعري " ( 2 قور 11/27 ) وظلت الكنيسة أمينة على حفظ هذا التقليد، وهي تحاول بغرض ممارسة الصوم أن تضع المؤمنين في حالة تفتح كامل لنعمة الرب ، إلى أن يجيء . فإن كان مجيء المسيح الأول قد وضع حداً لانتظار شعب الله المختار، إلا أن الزمن الذي يتبع قيامته ليس هو لعد زمن الفرح الكامل ، الذي يستغني فيه عن أعمال التوبة . أن يسوع نفسه ، يدافع عن تلاميذه ، لعدم قيامهم بفريضة الصوم ، بقوله : " أيستطيع أهل العريس أن يصوموا والعريس بينهم ؟ فما دام العريس بينهم لا يستطيعون أن يصوموا ، ولكن سيأتي زمن فيه يرفع العريس من بينهم ، ففي ذلك اليوم يصومون " ( مرقس 2 / 19-20 ) إذا الصوم هو البحث عن الحبيب أو بالأحرى عن العريس. وتوبة الإنسان الباطنة قد تتخذ تعابير متنوعة، ويلح الكتاب المقدس والآباء على ثلاثة أشكال لها : الصوم والصلاة والصدقة ، وهي تعبر عن الارتداد في علاقة الإنسان مع ذاته ومع الله والآخرين ، فإلى جانب التغذية الجذرية التي تتم بالمعمودية أو بالاستشهاد علينا أن نعيش التنقية لنيل الغفران بالطريقة التالية : الجهود المبذولة للتصالح مع القريب ، ودموع التوبة ، والاهتمام بخلاص القريب ، وشفاعة القديسين وممارسة المحبة التي تستر جماً من الخطايا |
||||
25 - 08 - 2014, 02:48 PM | رقم المشاركة : ( 5453 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تعريف الضمير الضمير هو وعي للذات، يحمله الإنسان في داخله ككائن تاريخي، إنسان يعي معنى الماضي ويتحمل عبء الحاضر ويعدّ المستقبل، وعي للذات ينفتح عليه الإنسان ويحصل عليه ويقوّيه يوماً بعد يوم، ويمّيزه عن الحيوان الذي تسيّره غرائزه وتكيّفه مع ظروفه المحيطة، وهذا الوعي الإنساني هو بمثابة مسؤولية الإنسان تجاه نفسه وتجاه حياته، فلا تتحكم فيه الغرائز، بل الرغبة في أن يهب ذاته لشخص آخر، وأن يتقبّل نفسه منه؛ وأن يعي ذاته على أنها قدرة على توجيه حياته وإضفاء معنى عليها. والضمير كوعي للذات هو ما يدفع الإنسان لتحقيق ذاته في واقع ظروفه، من خلال سلوك يتوافق مع الحقيقة التي يصبو إليها.ويبدأ الإنسان مسيرته في صياغة تاريخه الشخصي في إطار علاقته مع الآخرين واعياً لذاته كأنا مستقلّ تربطه علاقة أساسية مع الآخرين، وهذا الوعي للذات هو الضمير. ومن طبيعة الضمير أنه يؤسس علاقات الشخص مع الآخرين، فيرتّب أولويّات حاجاته، ويوازن بينها وبين حاجات الآخرين، ويحيا في احترام متبادل معهم. وبتعبير آخر، الضمير يحمل الإنسان على أن يكون شخصاً يحكمه العقل ولا توجهه النزعات الغريزية، وينمو وينضج داخل نسيج العلاقات الإنسانية التي تربط الشخص بالآخرين. |
||||
25 - 08 - 2014, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 5454 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حكم الضمير الضمير الأخلاقي حكم صادر عن العقل يعرف به الشخص البشري الصفة الأخلاقية للفعل الواقعي الذي سيفعله، أو يفعله الآن، أو قد يفعله. وعلى الإنسان، في كل ما يقول أو يفعل، أن يتبع بأمانة ما يعلم أنه قويم وحق. والإنسان إنما يُدرك ويعرف رسوم الشريعة الإلهية بحكم ضميره: الضمير "شريعة من روحنا ولكنه يتجاوز روحنا، ويُصدر إلينا الأوامر، ويشعر بالمسؤولية والواجب، والخوف والرجاء? إنه رسول ذاك الذي يكلّمنا من وراء الستار، في عالم الطبيعة كما في عالم النعمة، ويعلّمنا ويحكمنا. الضمير هو الأول بين جميع نواب المسيح" (نيومن). وينبغي لكل واحد أن يكون له من الحضور في ذاته ما يجعله يسمع صوت ضميره ويتبعه. ومطلب الحضور الداخلي هذا تشتد ضرورته بسبب ما تُعرّضُنا له الحياة مراراً، من تجنب التفكير والمحاسبة، أو الرجوع إلى الذات: "عُد إلى ضميرك وسائله (?) عودوا، أيها الأخوة، إلى الداخل، وانظروا، في كل ما تفعلون، إلى الشاهد، إلى الله" (القديس اوغسطينوس). |
||||
25 - 08 - 2014, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 5455 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الضمير الأخلاقي ينطوي الضمير الأخلاقي على إدراك المبادئ الأخلاقية، وتطبيقها في ظروف معّينة، بالتمييز العملي للأسباب والخيور، وبالنتيجة على الحكم الصادر على أفعال واقعية فُعلت أو ستُفعَل . والحقيقة في شأن الخير الأخلاقي، المعلنة في شريعة العقل، تُعرف عملياً واقعياً بالحكم الفطن الذي يُصدره الضمير. ويُدعى فطناً الإنسان الذي يختار ما يتوافق مع ذلك الحكم. وكرامة الشخص البشري تتضمن وتقتضي استقامة الضمير الأخلاقي. وهذا يعني أن الإنسان معطى لذاته كمسؤولية عن نفسه وعن حياته، كأنا حر يتحمل مسؤولية توجيه حياته، ويتفهم معنى هذه المسؤولية وحجمها. يتيح الضمير تحمّل مسؤولية ما يُؤتى من الأفعال، ويدفع الإنسان إلى أن يكون شخصاً مسؤولاً عن حياته في إطار علاقته بالآخرين. فإذا صنع الإنسان الشر، يستطيع حُكمُ الضمير القويم أن يبقى فيه الشاهدَ لحقيقة الخير العامة، وفي الوقت نفسه لخُبث اختياره الفردي. وقرار حكم الضمير يبقى عربون رجاء ورحمة. وهو، إذ يؤكد الذنب الذي ارتُكب، يذكّر بالغفران الذي يجب أن يُطلب، والخير الذي يجب أن يُمارس أيضاً، والفضيلة التي يجب أن تُتوّخى بلا انقطاع وبنعمة الله: "نُسكّن قلبنا أمامه، إذا ما بكّتنا قلبُنا، بأن الله أعظمُ من قلبنا، وعالم بكل شيء" (1 يو3/19- 20). ومع بزوغ الضمير. يولد تطلّب الحرية الإنسانية ليوّجه العقل سلوك الشخص والمجتمع. والإنسان له الحق في أن يسلك بضمير وحرّية ليتّخذ هو شخصياً القرارات الأخلاقية. "ليس من الجائز أن يُكره الإنسان على ما لا يُبيحه ضميره. وليس من الجائز أن يُمنع من عمل ما يقتضيه ضميره ولا سيما في أمور الدين" (حرية دينية 3). فالضمير يجد معناه وهدفه في إقامة المجتمع الإنساني الذي يضمن لكل شخص أن يتقبّله الآخرون كأخ لهم. وله الحقوق والواجبات نفسها" ومن هنا يظهر أن الضمير الشخصي هو أساساً تطلب داخليّ ليحقق إنسانيته، أي أن يقرر الدخول في دينامية بنيان الإنسانية فيه وفي كل إنسان، وتكمن الحرية في التجاوب مع هذا التطلب وتحقيقه واقعياً. وبالتالي فاللجوء إلى الضمير لا يعني فردية أنانية أو مزاجية هوائية، بل تصدّي الحرية لمهمة بنيان الإنسان. وتلك المسؤولية هي بمثابة تحدّ يدفع الحرية إلى المجازفة بنفسها في سبيل تحقيقها وجعلها واقعاً، دون الركون إلى الاعتماد على قرارات خارجية عنها تعفيها من القيام بمهمتها. |
||||
25 - 08 - 2014, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 5456 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تنشئة الضمير لابّد من أن يكون الضمير مطلّعاً، والحكم الأخلاقي مستنيراً. فالضمير الذي أُحسنت تنشئته يكون قويماً وصادقاً. فيُصدر أحكامه وفاقاً للعقل، ومتوافقة مع الخير الحقيقي الذي أرادته حكمة الخالق. ولابّد من تربية الضمير عندما يتعلق الأمر بكائنات بشرية خاضعة لمؤثرات سلبية، ومجّربة بخطيئة تفضيل حكمها الخاص، ورفض التعاليم الصحيحة. وتربية الضمير هي عمل الحياة كلها. فتوقظ الولد منذ السنوات الأولى، لمعرفة الشريعة الداخلية التي يعترف بها الضمير الأخلاقي، ولممارستها. التربية الفطنِة تعلم الفضيلة، وهي تصون وتشفي مما ينجم عن الضعف والذنوب البشرية، من الخوف والأنانية والكبرياء، والتضايق الناتج من الذنب، ونزوات الرضى عن الذات. إن تربية الضمير تكفل الحرية وتولد سلام القلب، وفي تنشئة الضمير يكون كلام الله النور الذي يضيء طريقنا. ولابّد لنا من تقبُّله في الإيمان والصلاة، وممارسته عملياً. وعلينا أيضاً امتحان ضميرنا بالنسبة إلى صليب الرب، تؤازرنا مواهب الروح القدس، وتساعدنا شهادة الآخرين و إرشاداتهم، ويكون لنا دليلاً تعليمُ الكنيسة الصحيح. |
||||
25 - 08 - 2014, 02:51 PM | رقم المشاركة : ( 5457 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإيمان المسيحي والضمير الإنساني إن الحياة المسيحية هي موهبة من الله، فالابن يهب لنا روحه لكي نحقق نحن أيضاً دعوة البنّوة التي نحن مدعّوون ليها. والسلوك المسيحي هو تجاوب مع نعمة الله. يجعل الإيمان واقعاً في حياتنا اليومية وعلاقاتنا المختلفة. وفي تعليم المسيح؛ الذي أولى فيه اهتماماً كبيراً لقلب الإنسان؛ ينبع السلوك الإنساني من داخل الإنسان، من ضميره. ومن هنا نفهم أيضاً أن تعليم يسوع يحمل بُعداً عاماً وشاملاً لأنَه موجه إلى ضمير كل إنسان، ولأنه غير محدد في مضمونه، ومتطلب في شكله "أحبب قريبك حبّك لنفسك"، فهو دعوة موجهة إلى حرية كل إنسان كي يتحمل مسؤوليته، ويقرّر في صميم حياته وخصوصيته ظروفها ونسّيتها كيف يحقق هذه المحبة المطلقة. ويندرج تجاوب الإنسان في إطار تاريخ العلاقة الشخصية مع الله، وهي تتمحّور حول عمل الله الخلاصي والمجاني في تاريخ الفرد والمجتمع. فالإنسان يجد نفسه مدعواً إلى التجاوب مع مبادرة محبة الله، وذلك من خلال أفعاله وأقواله وسلوكيّاته تجاه الله وتجاه القريب. فلا يمكننا أن نقرأ ولا أن نفهم المتطلبات السلوكية الإلهية إلا داخل إطار تاريخ العلاقة الشخصية بين الله والإنسان. وعلى الإنسان- انطلاقاً من إيمانه الحي- أن يتجاوب تجاوباً حراً متجدداً مع المحبة التي تؤسس وجوده. وأن يترجمها في سلوك معين في واقع حياته اليومية ولكن دائماً بطريقة جذرّية وكاملة. الله حرّية، وشريعة الله هي للحرّية وليس للعبودية، وهي تتطلب تجاوباً حراً ومسؤولاً، لأن الله يحب الإنسان ويحترم حريته، ولا يريده أداة عمياء غير مسؤولة وغير حرّة، بل شخصاً كريماً وقادراً على الحب والعطاء. وبالتالي الحرية هي ولادة الذات ولادة مستمرة أمام الله والآخرين، تبدأ باتباع الوصايا وتنتهي بالحب. وبالتالي فالمؤمن لا يجد في إيمانه المسيحي ما يهدم بحث الضمير عن حياة إنسانية ذات معنى، بل ما يحققها في العمق، إذ إنّـه يهدف من خلال أعماله إلى احترام كل إنسان في حياته ووجوده، معترفاً بأن كل إنسان أخ له وابن الآب الواحد. وهكذا يجد الضمير المؤمن في بشرى المسيح أساسه وثقته، فبالإيمان يعرف الإنسان أنّ الآب يعمل في داخل رغبته في أن يكون ابناً له وأخاً للجميع، وبالرجاء يعي أن أعماله، ثمرة حريته ومسؤوليته الحقيقية، تساهم في بناء الملكوت، وبالمحبة يثق في أن الآب قد ظهر في الابن ويسكن فيه، الإنسان المؤمن، بالروح القدس، داعياً إياه إلى تكوين جسد الابن السّري، بالانتباه إلى الأضعف والأفقر والأصغر من البشر. |
||||
25 - 08 - 2014, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 5458 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاختيار بحسب الضمير يستطيع الضمير، في مواجهة اختيار أخلاقيّ، أن يُصدر حكماً يكون إما مستقيماً متوافقاً مع العقل والشريعة الإلهية وإمّا، على العكس، حكماً خاطئاً يبتعد عنهما. ويحدُث أحياناً أن يواجه الإنسان حالاتٍ تجعل الحكم الأخلاقي أقل ثباتاً، والقرار صعباً. ولكن عليه دوماً أن يبحث عما هو قويمٌ وصالح، وأن يميّز مشيئة الله التي نعبّر عنها الشريعة الإلهية. لذلك يسعى الإنسان إلى تفهم معطيات الخبرة وعلامات الأزمنة، مستنداً إلى فضيلة الفطنة، وإلى نصائح الأشخاص الفهماء وإلى مؤازرة الروح القدس ومواهبه. وهناك بعض قواعد يُعَملُ بها في جميع الحالات:
|
||||
25 - 08 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 5459 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحكم الخاطئ إن الكائن البشري ملزم دوماً بالخضوع لحكم ضميره الأكيد. وإذا خالفه عن روية فهو يحكم على نفسه بنفسه. وقد يحدث أن يكون الضمير الأخلاقي في حالة جهل، فيُصدر أحكاماً خاطئة على أفعال ستُفعل أو فُعلت. ويمكن أن يُنسب هذا الجهل مراراً إلى المسؤولية الشخصية. تلك هي الحال "عندما الإنسان قلّما يُعنى بالبحث عن الحق والخير، وعندما تكاد الخطيئة تُعمي ضميره شيئاً فشيئاً (ك ع16). وفي هذه الحالة يكون الشخص مذنباً بالشر الذي صنعه. ومن الأمور التي يمكن أن تكون مصدر انحرافات الحكم في السلوك الأخلاقي: جهل المسيح وإنجيله، وما يصدر عن الآخرين من أمثلة سيئة، وعبودية الأهواء، وإدعاء استقلال ذاتيّ خاطئ للضمير، ورفض سلطة الكنيسة وتعليمها، وفقدان التوبة والمحبة. وإذا كان الجهل، على العكس، مُطبقاً، أو كان الحكم خاطئاً دون أن يتحمل الإنسان مسؤولية أخلاقية، لا يمكن أن يُنسب إلى الشخص ما صنع من شر. ولكن ذلك يبقى شراً، وحرماناً، وانحرافاً. فلابدّ من السعي إلى إصلاح ضلالات الضمير الأخلاقي. فالضمير الصالح النقي ينيره الإيمان الحقيقي، لأن المحبة تصدر في الوقت ذاته "عن قلب طاهر وضمير صالح وإيمان لا رياء فيه" (1تي1/5). "بقدر ما يتغلب الضمير القويم، يبتعد الأفراد كما تبتعد الجماعات عن القرار الأعمى، ويعملون على تطبيق النظم الأخلاقية الموضوعية" (ك ع16). |
||||
25 - 08 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 5460 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
||||