منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 08 - 2014, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 5441 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التمييز الروحي في الكتاب المقدس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العهد القديم

منذ الصفحات الأولى للكتاب المقدس، تُطرح الإشكالية في حركة التمييز الروحي عند الإنسان. ففي قصة "امتحان الحرية" (تك3) تظهر أن المشكلة الكبرى للإنسان تكمن في اختياراته الخاطئة، التي وجدت إنما بتمييز ضيف، بفعل تدخل غريب (الحية - إبليس). فالله يعلن بوضوح عن أن ?معرفة الخير والشر? لا يمكن أن تتم بشكلٍ ناضج إلا بمرافقته. فيمكن للإنسان أن يستقلّ عن خالقه، إن شاء، في كل الأمور، ولكن، لا يستطيع ذلك في "معرفة الخير والشر". لأنه، لو فعل ذلك، فسيبقى أبداً معرضاً لهشاشة الخطيئة. هذا ما يحصل حقاً، إذ يلبس الشر ثوب الخير، ثوب ملاك النور (تك3/5-6، أنظر أيضاً: 2كور14/11). ويأكل الإنسان الخديعة، فتتعطل لديه حركة التمييز الروحي، فيتكاثر شره (تك6/5). ويختلط الشر بالخير (اش5/20، رو1/21- 25). وهكذا يهيم الإنسان في صحراء الحياة يبحث عن "مشيئة الله" لتكون له مقياساً لتمييزه. والله بدوره لا يبخل عليه بإعلانها بشتى الطرق والعلامات. فيظهر الرفيق الأمين لدربه، والحكمة المقدسة لاختياراته. فتتسطر على صفحات الكتاب المقدس مظاهر التمييز الروحي بحثاً عن مشيئة الله والعمل بموجبها (مز143/10). ويسخى الله بأن يعطي الإنسان قلباً جديداً، ليعرّفه على مشيئته، وروحاً جديداً، ليعمل ويعيش بموجبها (حز36/26-27). وتتصدر "الشريعة" بياناً واضحاً لتمييز مشيئة الله لتكون قريبة من الإنسان نوراً يضيء له (تث30/15، أش55/7). وتتسخر الطبيعة أيضاً لتعلن مصداقية مشيئة الله(تك9/12-17، خر14/21، مز135/6، أيو37/12،سير43/13- 17). فيكون الإنسان تارة مميزاً لها وعاملاً بموجبها، وطوراً متغافلاً عنها خائناً في تحقيقها (خر32...). وتظهر له أحياناً صعبة التحقيق، لا بل تعسفية (حز18/25). فيذكّره الله بمحدوديته كمخلوق (أر18/1-6)، ليؤكد أن اتّباع مشيئته هو خير له كإنسان، فهي الحقيقة الثابتة إلى الأبد (مز33/11)، والله هو الذي يسهر على نجاحها (مز40/8-9، أش53/1، 67/4، نشيد2/7، 3/5 ،8/5....). ونلاحظ أيضاً في العهد القديم: كيف تتولى شخصياته حركة التمييز الروحي لمشيئة الله لهم وللآخرين. فيختار الله نوحاً، ليعلن عن عزمه بتجديد الخليقة. ويُميّز موسى لشعبه "شريعة الله". ويدّون مَنْ يدّون تاريخ رفقته وخلاصه للإنسان. ولا يبخل على أرميا وأشعيا وحزقيال وكل الأنبياء بأن يصرخوا: "يقول الرب السيد..."، ويسمح للشعراء والمتصوفين أن ينشدوا وصاياه وتدابيره.

العهد الجديد

إن الإنجيل ببشاراته الأربع، كذلك العهد الجديد بجملته، يُعمّق أهمية التمييز الروحي، ليبلغ به نموذجاً مقدساً في شخص يسوع المسيح القائم من بين الأموات. وعلى غرار العهد القديم، تطرح اشكاليته على الإنسان وصعوبته منذ الصفحات الأولى، لتصل به إلى انتصار الحق، حيث الروح القدس ينجز في الإنسان ومعه مشيئة الله:

1- بشارة الملاك لمريم بالمولود القدوس (لو1/26- 38): إن مريم، وهي حواء الجديدة، تضطرب من سلام الملاك، فتقول: "ما عسى أن يكون؟." تسأل لتميّز: هل هذا صوت الله؟ أم تدخل غريب مخادع، يظهر بثياب الخير النور؟ لعلها كانت تتأمل قصة الإنسان القديم. وبعد بشارة الملاك لها بأنها "ستحمل وتلد ابن العلي، المخلص... الذي لا يكون لملكه انقضاء"، تسأل مجدداً: "كيف يكون هذا...؟" وقبل أن تركع مستسلمة لمشيئة الرب، وقد حرّك الروح القدس أحشاءها بابن الله، تميّز أن "ما من أمر يعجز الله". وبذلك تستحق أن تطوّبها الأجيال، لأنها نموذجٌ للإنسان المميّز لمشيئة الله.

2- تجارب يسوع في البرية: (لو4/1- 12): يظهر يسوع وكأنه "آدما جديداً" في وسط برية الحياة، وقد اقتاده الروح القدس لينتصر على إبليس الخداع. فكعادته، يلبس الشر ثوب الخير في كلٍ من التجارب الثلاث. ويبلغ به التحدي أن يستعمل كلام الكتاب المقدس ليوقع يسوع: "إنه مكتوب: يوصي ملائكته..." ولكنه لن يستطيع أن ينتصر على من يكون طعامه "العمل بمشيئة الله، ذاك الذي يعرف أن يُميّز الأرواح" (1يو4/1- 6). فيستسلم للروح القدس الذي يقتاده ليهزم "أبا الكذب" (يو8/44) الذي لا يُطرد إلا "بالصوم والصلاة". (متى17/21).

3- التمييز في حياة يسوع ككل: يؤكد بعض مفسري الكتاب المقدس، حين يشرحون نص تجربة البرية السابق، أن يسوع اختبر هذه التجارب طيلة حياته على الأرض. فإن صح ذلك، نستطيع أن نستنتج أنه عاش في حالة مستمرة من "التمييز الروحي". كأن حياته كلها تسير تحقيقاً لصلاته: "أبانا.. لتكن مشيئتك". حتى حين "يحين الوقت"، ساعة نزاعه في بستان الزيتون، حيث "أخذ يعرق دماً"، لا يبرح إلا مميزاً مشيئة الآب، التي تتعالى على مشيئة الإنسان: "يا أبتِ، إن شئتَ فاصرف عني هذه الكأس، ولكن مشيئتك لا مشيئتي" (لو22/42). وكذلك كان يسوع يقوم بحملة واسعة لطرد الأرواح الشريرة من الإنسان بعد أن يقوم بتمييزها (لو8/26...،9/37...). وبالروح القدس عينه كان يدعو أتباعه إلى حركة التمييز الروحي (لو12/56، مت6/12)، وإلى إقران التمييز بالعمل (يو7/17)، فما الفائدة من تمييز مشيئة الله إن لم تُتبع ببرنامج حياة؟ (لو12/47،مت7/71...). إن يسوع يثني على كل من ميّز واختار "النصيب الصالح الذي لا ينتزعه منه" (لو10/42) ويَعد الذين ميّزوا مشيئة الله، وعملوا بها، بالملكوت المعدّ لهم منذ إنشاء العالم حيث يُميّز ابنُ الإنسانِ البشرَ، كالراعي الذي يفصل النعاج عن الكباش (مت25/31...) ليختار الأبرار منهم للحياة الأبدية.

4- التمييز عند القديس بولس الرسول: يكتشف القديس بولس الحياة بالمسيح إنما هي حركة عبور مستمرة من عبوديات الإنسان المتنوعة إلى حرية أبناء الله (رو8/21). وتفترض حركة التحرر هذه "موهبة" التمييز الروحي التي هي من عطايا الروح القدس (1كو12/10). فعلى الإنسان أن يُميّز كل شيء حتى يختار المناسب (1تسا5/21)، ويسعى جاهداً ليكتشف ما هي مشيئة الله (رو12/2، أف5/10)، ويُقيّم نفسه كما ينبغي، وكما يليق بسخاء الله (1كور11/28، 2كور3/5)، ويتخذ فكر المسيح منطلقاً لحياته (1كو1/10). وتبرز عند بولس الرسول عدة عوائق تحاول أن تشلّ الإنسان عن تمييز مشيئة الله، أو العمل بموجبها، فتعيق فصحه (عبوره) نحو حرية أبناء الله. فالخطيئة رغم إنه يُميّز شرها يجد نفسه مقيداً بها (رو5/15،33) وبسبب الخطيئة يستعبد الإنسان للموت ويتقيد بأركان العالم (غلا4/3-9، كول2/8- 20). ويجد القديس بولس أن العائق الأساسي، في مسيرة تحرر الإنسان وتمييزه الروحي، هو عبودية "الشريعة". فالشريعة بحد ذاتها صالحة وجيدة (رو17/11)، وهي بمثابة المؤدب الذي يوصل إلى المسيح، ولكن التمسك بحرفها لا يؤدي إلى تمييز صحيح. بل على العكس قد يُضلّل حقيقة الروح (رو7/8). وهنا يؤكد أن الرب يسوع قد حررنا منها بموته وقيامته (رو6/6- 7)، لذلك علينا أن نعيش معه هذا "العبور" ونجاهد بكل طاقتنا (1كو9/34) فتتميّز لدينا ثمار الروح القدس (غلا5/22...).
 
قديم 25 - 08 - 2014, 02:26 PM   رقم المشاركة : ( 5442 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التمييز الروحي في تقليد الكنيسة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الآباء

يعتبر آباء الصحراء، خصوصاً القديس أنطونيوس الكبير، "التمييز الروحي" أعظم الفضائل. حيث بواسطته تُنظّم الحياة الروحية. ولذلك يُميّز في أعمال الإنسان ثلاثة مستويات:

1- النعمة الإلهية، وهي التي تكشف مشيئة الله.

2- الأعمال الشريرة، وهي التي تتم بتأثير الشرير وفعله على الإنسان.

3- أعمال الإنسان الطبيعية، وهي غالباً ما تحيد، أما لصالح النعمة، أو لعبودية الشر.

ويتحدث القديس ايرنيموس أيضاً مميزاً اختبارَين يعيشهما الإنسان: السلام الذي يخصب الفضائل بثمار الروح، والقلق الذي ينزع نقاوة القلب. فعلى الإنسان أن يختار العمل بمشيئة الله، لكي لا يبقى في ?فراغ?، إذ أن ?الشيطان يشغل الأيادي الفارغة?.

ويُميّز القديس كاسيانوس عمل الشيطان حين يشعر الإنسان "بالعزلة المقرونة بالحزن واليأس". فمن يقول: "لا أحد يفهمني"، يكون في تلك العزلة كما يقول ايفاغريوس البنطي: "فالشيطان يفصل الإنسان عن جماعته، ليأسره في سجن نفسه المظلم".

ويضع الآباء عدة مناهج للسلوك في التمييز الروحي. فيؤكد آباء ?العصر الذهبي? (القرن الرابع)، على أن الحياة الروحية هي حركة نمو مستمرة بين تآزر نعمة الله وعمل الإنسان (Synergie): "من يطلب يجد، ومن يسأل يعطى ومن يقرع يفتح له" (مت7/7). يقول القديس غريغوريوس النيصي: ?أن نجد الله هو أن نفتش عنه.. أن لا نرتوي من الشوق إليه?. ولا بدّ للإنسان من الاستعداد في تمييزه للعمل المشترك بينه وبين الله، فعليه أن يساهم في تحرره من أهوائه، فيتمرّس على التوبة المستمرة. والتوبة عند الآباء ليست الندامة وحسب، بل التغبير الجذري والمستمر: "فتبدلوا بتجديد عقولكم" (رو12/2)، هذا ما تدل عليه كلمة "ميتانيّا" اليونانية (Metanoïa)، يقول اسحق السرياني:" التوبة تليق دائماً، وتليق بالجميع، بالخاطئ والبار، إنها كمال المسيحي الأساسي.. فلا حدّ للكمال.. من يعرف (من يُميّز) خطاياه أعظم ممن يقيم الموتى". ويقول يوحنا السلمي: "النفس الغير المحرّكة بالتوبة غريبة عن النعمة".

يؤكد الآباء أنه بعد أن يتحرّر الإنسان من الأهواء تتميّز فيه حالة من "صحو الذهن" أو "اللاهوى" (Apathia). حيث يستديم لديه "ذِكرُ الله"، فيعيش سلاماً حقيقياً، ويتدرج في مسيرة "التألّه" (Théosis)، بعد أن يكون قد تطهّر من أهوائه، واستنار بالروح القدس، وكأنه في حالة "انجذاب نحو الله" (Extasis). فتصبح حركة التمييز لديه حركة تلقائية، وتظهر شيئاً فشيئاً منبثقة كمشيئة الله. وللوصول إلى هذه الحالة لا يبرح الآباء يؤكدون على الكثير من التمرس في حياة الصلاة والتأمل في الكتاب المقدس والصوم وكل الإيقاعات الروحية، التي تساهم حقاً للنمو في حياة بالله.

القديس اغناطيوس دي لويولا

لقد ابتكر القديس اغناطيوس منهجاً وأسلوباً جديدين للتمرّس في التمييز الروحي وهو "الرياضات الروحية". والرياضات هي عبارة عن "تمارين" تأملية وضعت في الأساس لتكتشف لصاحبها عن مشيئة الله في اختيار الحياة الرهبانية أو العكوف عنها. وسرعان ما أصبحت "رياضات" تسعى بشكل مستمر لتمييز مشيئة الله في مختلف التزامات الحياة ومواقفها. والرياضة الروحية هي الخروج إلى البرية على غرار يسوع، الذي اقتاده الروح القدس إليها لينتصر على إبليس، وينطلق إلى حياته العلنية. ويقوم المتريض مدة أربعة أسابيع بتأملات ومشاهدات مأخوذة من سر التدبير الخلاصي، ويحاول أن يأوّنها في حياته لتظهر من خلال هذا التأوين مشيئة الله. ويتناوب لديه الشعور بـ"الانقباض" و"الإنبساط" مما يساهم في تجديد قواعد التمييز الروحي ليكون ?ممارسة حياة الإيمان المليئة بالرجاء?: ?إيمان متواضع وصبور، إيمان نشيط وحازم وباسل، إيمان يقظ?. ويساهم "التمييز الاغناطي" في تحديد دعوة الإنسان وتوجيه حياته الشخصية في البحث عن عناصر العمل الإلهي الثابت والحركات والدوافع الباطنية فيستطيع رسم الخط الثابت الذي يسير عليه الحضور الإلهي. وهذا الحضور يتجلى بمفاعيله أو ميزاته: السلام والفرح والإنسجام الباطني والشجاعة الباطنية وبعبارة أخرى: ثمار الروح فكل حرية بشرية بحسب التمييز الأغناطي لا يمكن فصلها عن إرادة الله فالاختيار ليس ما أُقرّه أنا أولاً بل هو وعيي، في حرية متزايدة لمشيئة الله الشخصية في شأني. إن التمييز الأغناطي هو دعوة "الانتباه" هذه.
 
قديم 25 - 08 - 2014, 02:27 PM   رقم المشاركة : ( 5443 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التمييز الروحي... مسيرة مستمرة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مهما حاولنا أن نضع قواعداً أو مناهجاً يبقى التمييز الروحي نعمة يمنحها الرب من فيض سخائه، ولكن علينا أن نسهر على حياتنا الروحية لكي تجد نعمة الرب هذه فينا الأرض الخصبة. فتتآزر مع جهودنا وتنوّر سهرنا. لذلك سأحاول لأن أرتب الملاحظات لعلها تساهم في جعل حركة التمييز الروحي مسيرة مستمرة في حياتنا لننمو في المسيح:

1- قراءة حياتنا على ضوء حضور الرب فيها: نؤمن أن الرب يسوع القائم من بين الأموات هو حي إلى اليوم. وهو، بالروح القدس، يحقق حضور الله معنا (عمانوئيل). ونلتجئ إليه عادة في وقت "الإنقباض" والشدة والتعب والمواقف الصعبة، ونحاول أن نستنبطه الحلول والمخارج، أو أقله نتعزى بحضوره، ولا شك أن هذا جيد، ولكن لا يكفي. هل نكون حاضرين له كما هو حاضر لنا، أم كما نريد أن يكون حاضراً لنا ؟ هل نعي حضوره في كافة لحظات حياتنا ودوريات اهتماماتنا ومواقفنا وآرائنا، في السلام كما في الضيق؟!.. كيف نعي ذلك؟.. أفي مراجعة الحياة اليومية؟ أم في الرياضات الدورية؟.. كثيراً ما كان القديسون يشاهدون مواقفاً في حياتهم كمواقف الإنجيل: فهنا مخلع بحاجة أن ينبش له سقف الإنانية، وهناك سامرية ستفيض منها ينابيع الصدق والأمانة، ذاك غني حزين، وهؤلاء يستقبلون دخول السيد كالأطفال، وحين يأكلون يشكرون كيف أفاض الرب خبز الحياة. وحين يشربون يتذكرون كيف عطش على الصليب، وقت العمل يتعبون كعامل الناصرة، ولا يبخلون على أنفسهم بساعات السهر والصلاة والصوم كما كان يفعل المعلم. هكذا يتأون الإنجيل في حياتنا، وهكذا نعيش حضور الرب. وكما تقول القديسة تيريزيا الأفيلية بعد أن تصف الرب بالحبيب: "إذ أن العاشق الحقيقي لايني يحب ويفكر بحبـيـبه حيثما وُجِد" ( التأسيسات 10/13). وهكذا مع التمرس نسير في تمييز مشيئة الله.

2- التمرس على "غذاء الكلمة": لا نستطيع اكتشاف حضور الرب في حياتنا ما لم نتمرس على منهجيته وأسلوبه في الاعتلان. والكتاب المقدس، وكذلك كتابات القديسين وسيرهم، أُسس نموذجية تُعرّفنا على كيفية هذا الحضور. فحين أقرأ نصاً مقدساً، بعد أن أفهم معانيه ومواقف شخصياته، وأدرس بيانه الأدبي، وأستفيد من شروحات المفسرين، وأتخيل أحداثه إن كان يروي ما يمكن تخيله... الخ، أعود إلى نفسي، وقد حلّ فيها الروح القدس بفعل سخاء الله وصلاتي، وأتسأل: هل أقرأ ما يشبه النص فيها؟ أين أجد الرب؟ هل يفعل في هذا الزمان كما فعل في ذلك الزمان؟.. ومعي بالذات؟! ما هو موقفي من ذلك؟ هل هناك روح شريرة تسلب مني مشيئته؟ أم إنني أُسقِط دوافعي الشخصية (خصوصاً اللاواعية) عليها؟ لا نخف كثيراً، إن الروح القدس، الذي ألهم من كتب النص المقدس، هو نفسه يرافقني في اكتشاف حضور الرب من خلاله.. لا تخف!! علينا أن نثق ونستلم لروح الرب الأقوى من أي تدخل. إن التمرس على غذاء الكلمة يخزن فينا شيئا فشيئاً روح التمييز. إن الإنسان من أجل حياة هذا الزمن يأكل ثلاثاً في اليوم، فكم ينبغي أن نأكل لحياة الزمن الآخر المنهمر منذ آننا نحو الأبد؟.

3- الانتباه الجيد والإصغاء الصحيح: حين نقرأ قصة المجوس، يتبادر إلى ذهننا السؤال التالي: لماذا ميّز هؤلاء الغرباء، دون غيرهم، إن هناك "نجماً" يؤثر على "المولود الملك"؟ أليس لأنهم كانوا أساساً في حالة انتباه لحركة السماء؟ هكذا مشيئة الله، لا يمكن للإنسان أن يُميّزها ما لم يتدرب أساساً على الانتباه والملاحظة. خصوصاً أن الله لا يكشف مشيئته عادة بطريقة مباشرة، وذلك نظراً لعظمته تعالى التي تفوق إدراك الإنسان. وأيضاً لكي لا يستهتر بها، كما فعل هيرودوس في القصة السابقة. فمن يريد أن يُميّز مشيئة الله عليه أن ينتبه: "إن الله يتكلم في كل شيء". ولكن ليس كل ما نسمعه هو كلام الله. لذلك ينبغي أن نصغي بشكل صحيح. فهيرودس في المثال السابق طلب من المجوس أن يخبروه عن أمر المولود الملك ليقتله. ولكن صوته ليس صوت الخير بل صوت الشر الذي يلبس ثوب الخير، ثوب النور، حين يقول للمجوس إنه يريد أن يسجد له. هل ما ننتبه إليه نفهمه كما هو، أم كما نحن نريد؟ هل هناك أصوات كهيرودس علينا تمييزها ؟ إن الخراف الأمينة تميز صوت الراعي الصالح. لذلك نميّز مشيئة الله بمرافقة الكنيسة الساهرة على إعلان صوت راعيها من خلال كافة وسائلها، خصوصاً الصلاة وإعلان الكلمة والمرافقة والإرشاد.

4- القرار: من القواعد الذهبية في التمييز الروحي، بحسب القديس اغناطيوس، ألا يتخذ الإنسان قراراً، أو يغير اختياراً، في حالة عدم التعزية، أو عدم الاستقرار، أو اضطراب أو أزمة. فحالته هذه لا ترشده إلى الاختيار بموجب إرادة الله، التي تظهر دائماً في التعزية العميقة المستمرة. والقرار هنا ليس بالضرورة أن يكون من إرادة الإنسان: أن أعرف أن هذا ليس إرادتي، ولكن هذه مشيئة الله، فأنا فرح ومسرور!.. لا يعني ذلك أن إبليس لن يتدخل في تنفيذ القرار ويعكر صفو الإنسان. ولكن من قاده الله في تمييز قراره، يقوده أيضاً في تنفيذه بمرحلة جديدة من التمييز. لذلك نقول أن التمييز الروحي هو مسيرة مستمرة.

 
قديم 25 - 08 - 2014, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 5444 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الروح ومعموديّة يسوع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بحسب الإزائيين، (متى مرقس ولوقا)، بعد أن تعمّد يسوع، يقول الإنجيل، انفتحت السماء وأول ما حدث بعدها هو هبوط الروح، ثم صوت الآب:
- هبوط الروح: يقول الإنجيل عند الإزائيّن الثلاثة، أنّ
الروح هبط عليه بشبه جسد حمامة. أولاً نزل والشكل حمامة. الحمامة تهبط،
الروح آت من فوق من حيث أتى الإبن في الأصل. لهذا هوَ مثل الإبن آتٍ من
عند الآب، محام آخر معزٍّ آخر، مدافع آخر.

لماذا هبوطه على الإبن وفي شكل حمامة: إذا قرأنا نص
معموديّة يسوع في إنحيل لوقا، نلاحظ أنّ آخر مَن اعتَمَد كان يسوع: ?ولمّا
اعتَمدَ الشعب كلّه اعتمدَ يسوع ايضاً?. وسُجِنَ يوحنا، وانتهت حكايته
وبدأت حكاية يسوع. إذاً مع أنّه لم يصنع خطيئة، مشى مع الخطأة لا بل مشى
في آخر الموكب. ولأنّه حمل ما ليس له، واحتمل ما ليس له وتحمّل ما ليس له،
أي لأنّه حمل كلّ الإنسان بكلّ واقع الإنسان وبكل واقعيّة الإنسان، يكون نزول الروح على يسوع هوَ بذات الفعل نزول الروح على الإنسانية التي حملها يسوع. الإنسانيّة بالمعنيَين: الطبيعة البشريّة وبمعنى كل الناس l?humanité.

إذاً نزول الروح على يسوع هو بذات الفعل نزول الروح عليك
وعليّ، وبالمعموديّة أنا آخذ من الروح الذي هبط على يسوع. وقبل أن انتقل
الى يوحنا، الفت النظر إلى شيء. عند الإزائيّين وبالتحديد، عند لوقا كلام
ليسوع عن صبغة أخرى سيصطبغها، أي عن معموديّة أخرى سيعتمد بها، ومشتاق
إليها هيَ الصليب. على الصليب يسوع سيسلّم الروح. الروح الذي أتى من أبيه
سيسلّمه لأخوته، أي سيؤكّد على أنّه جاء ليجمع أبناء الله المشتّتين إلى
واحد. لكن بدون أن يأخذ من أي واحد منهم اسمه، سيبقى كل واحد منهم حامل
اسمه، لكنّه سيجمعهم إلى واحد. وهذا الذي سيُعَبَّر عنه في العنصرة لمّا
كل واحد عنده لغته وكل واحد يفهم لغة الآخر. بدون الروح أقول أنا لست انتَ
وانتَ لست أنا، وهذه الحقيقة لا ينفيها الروح. لكن أنتَ معي وأنا معك لأن
الذي هبط عليه الروح هو العمّانوئيل ?الله معنا?. إذاً بين معموديّة يسوع
بحسب الإزائيّين وصليب يسوع والعنصرة شيءٌ مشترك ومتكامل.

- في إنجيل يوحنا الروح هو علامة مسيحانيّة يسوع. أو الروح
هوَ علامة يسوع الخادم، أو هوَ علامة يسوع ابن الله. يوحنا المعمدان، كيف
عرف يسوع؟. ?الذي ارسلني لأعمّد بالماء هوَ قال لي أنّ الذي ترى الروح
ينزل ويستتقرّ عليه هو يعمّد بالروح القدس?. والذي ينزل عليه الروح ويستقر هو الذي يحمل الشهادة والحريّة للناس والشفاء من الأمراض، أي هوَ المخلّص.
يسوع سيستعين بنبوءة أشعيا في الفصل 61، وفي إنجيل لوقا الفصل 4، ليقول:
?روح الربّ عليَّ مسحني وارسلني لأبشر المساكين?. إذا هوَ علامة مسيحانيّة
يسوع.

- هو علامة أن يسوع هوَ ابنُ الله. قال الملاك لمريم
العذراء ?الروح القدس يأتي وقوّة العلي تظلّلك لذلك المولود منك قدّوس
وابن الله يدعى.?

الروح القدس يأتي، وبالتالي أنا أيضاً كيف أُعرَفَ مُتَّحداً
بيسوع المسيح، كيف أُعرَفَ ابناً لله، لا بدّ أن يشاهد العالمُ الروحَ
النازلَ عليَّ. وذلك لأنّ يسوع يؤكّد لي أنّي لَن أقدر أن أعي هذه البنوّة
للآب بدون عمل الروح القدس في حياتي. لا أقدر أن أقول أبّا أيها الآب إلاّ
ّإذا كان الروح يعمل فيَّ، لا أقدر أن أقول عن يسوع أنّه الربّ إلا إذا
كان روح يسوع يعمل فيَّ. لهذا هناك تأكيد أنّي لا أقدر أن أكون مسيحي بدون المسيح، صحيح، لكن لا اقدر أن أكون مسيحي بدون الروح القدس.
إنجيل يوحنّا يركز كثيراً بكلامة على الروح القدس، خاصة في القسم الثاني
من إنجيله، مثلاً مع نيقوديموس، لكن يركّز كثيراً على الروح، البارقليط،
المعزّي المنبثق من الآب، الذي ارسله الآب باسم الإبن، الذي يعلّمنا كلّ
شيء ويذكّرنا بكل ما قاله لنا يسوع. هذا الروح القدس. نلاحظ في الفصول 14،
15 و 16 أنّ الكلام عن الروح القدس يقود إلى الكلام عن الوحدة في الفصل
17، ويقود لكلام عن الحبّ في الفصل13، 14، 15 و16. لن أدخل هنا في تفاصيل
العلاقة بين الروح والحبّ، والروح والوحدة، لكن الذي أقوله أنّ الروح لا
ينفي واقعكَ البشري. لا ينفي حبّك البشريّ، حب! الزوج والزوجة لا ينفي
الحبّ الجسدي والعاطفي، لا ينفي الحبّ البشري. لكن في نفس الوقت يوجّه
الحبّ البشري نحو صورة أخرى للحبّ. بمعرض هذه الفصول 14، 15و 16، يتكلّم
يسوع في إنجيل يوحنا عن الوصيّة الجديدة. وصيّة الحبّ، أن نحبّ بعضنا
بعضاً كما هوَ احبّنا. مع أن وصية الحب قديمة جدّاً، لكن بالنسبة ليسوع هي
وصيّة جديدة لأنّها تُعاش جديدة في الروح القدس، أي أنتَ تختبر حبّ الله
في حياتك ويصير ينبع منك حب منطلق من اختبارك لحب الله. ولهذا يصير يسوع
قادر أن يتجرّأ ويقول لك، أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا احببتكُم. صرتم
اليوم قادرين لأنّكم أخذتم روح التبنّي.

إذاً بما أنه صار عندك روح الرب، صرتَ قادر أن تحبّ مثل الربّ،
صار مفروض أن يكتشف العالم بحبّك نكهة تختلف عن حبّه، وهذه النكهة مهّمة
جدّاً، لأنّه في زاوية من زوايا الحبّ الجديد مكان للحب البشري. الإنسان
الممتلئ من الروح القدس ما زال قادراً أن يحبّ البشر ومن هذا الحبّ الذي
يشبه أي حبّ رجل وأمرأة في الكون لكنه يحمل نكهة أخرى، نكهة مختلفة. يوسف ومريم الذين يحبان بعضهما، لا
فرق بينهما وبين أي اثنين غيرهما، لكن العهد الذي بين يوسف ومريم لا يُكسر
لأن عندهم روح الله والله لا يكسر العهد حتى ولو كسر الإنسان العهد
. هذا الذي في الواقع يعطي النكهة الجديدة المختلفة.
منطقي جدّاً أن أبقى معك طالما الحبّ موجود لكن ممكن أن يتوقف هذا الحب
البشري، لكن حبّ الله لا يتوقف ولو كلّف الله إبنه، ولو كلّف يسوع حياته.
هذا كلّه يعطيكم إياه الروح القدس
.

في المسيحيّة الأولى كانوا يقولون، أنظروا كيف يحّبون بعضهم
البعض. لم يكن حبّاً مختلفاً لكنه كان بكيفيّة مختلفة، حبّ قادر أن يحتوي
الحبّ البشريّ ويتسامى فيه. لهذا وحدها المسيحيّة قادرة أن تعيش شيء أسمهُ
البتوليّة المكرّسة، لأنّها تؤمن أن الإنسان أعطى طاقة حبّ أقوى من الموت،
لأنّ من أهم غايات الحبّ البشريّ أن يستمرّ الإنسان، ولأن المسيحيّة تومن
بأن الحبّ يستمر لا يموت.

الروح يعلّمكُم كل شيء ويذكّركم بكل ما قلته لكم: قلته لكم قولاً وعملاً. يعلّم ويذكّر. ما معنى الروح يعلّمكم أو يذكّركم.
يعلمكم: فيها بُعد فصحي. لأنّ بإنجيل يوحنّا كلام أساسي عن الظلام والنور.
البعد الفصحي هو أن الروح يخرجك من الظلمة إلى النور بمعنى
يعلّمك كل شيء. أن يجعل كل شيء في حياتك مُضاءاً، يخرجك من عالم الظلمة.
فصح، Passage، Pâques.

يذكّركم:
Mémorial، في المفهوم البيبلي للكلمة ما معنى التذكير. عادة عندما نقول
تذكّر، نفكّر بالماضي. لكن إذا وقعت مشكلة بيني وبين الذي أحبّه، لأطرّي
الأجواء وأشعل الحبّ أبدأ بالتذكّر وأذكّر، وما معنى هذا. يعني لما حدث
هذا البارحة ولا يحدث الآن، الروح يذكّركم بكل ما قلته لكم، أي يجعلكم
قادرين أن تسعوني اليوم، أن تحقّقوا مشيئتي اليوم، أن تعملوا عمل الخلاص
اليوم، Actualisation، التأوين والتأويل. التأويل أي الأول والتأوين أي
الآن. الروح القدس يجعل المسيح حاضراً الآن فيك عبر الذكرى. لهذا القداس،
أنه يمكنه أن يكون حاضراً قال: ?أصنعوا هذا لذكري.
 
قديم 25 - 08 - 2014, 02:31 PM   رقم المشاركة : ( 5445 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الروح القدس في حياتي اليوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أنا لا أدّعي أنّي قادر أن اتكّلم في هذا الموضوع، هنا كل
واحد يحكي عن ذاته، عن خبرته مع الروح، كيف عاش وماذا اختبر وكيف عمل فيه
الروح.

أنا أستطيع الكلام عن بعض الأمور العمليّة.
1- ليس من الممكن أن يكون هناك تناقضاً بين الروح والكنيسة.
2- لا بدّ من تمييز الروح من الأرواح.
3- هل الإنقياد للروح هو هروب من الواقع؟
4- هل الإنقياد للروح هو استسلام أم تسليم؟
5- الروح يهبّ حيث يشاء وأنا اطلب الاستقرار.
إذا لا أحد يستطيع أن يتكلّم عن الروح في حياتك اليوم إلاّ أنت. أنا أعطي بعض الكوادر لضبط الأشياء وليس لضبط الروح.
الروح لا يناقض الكنيسة، لأنّ الكنيسة تعيش في الروح ولأن
الروح يعمل في الكنيسة ويتكلّم فيها. من هنا مهما كنت مؤمنا بأن ما نعيشه
هوَ عمل الروح، هذا لا ينفي بأي شكل من الأشكال طاعتك للكنيسة.

الخطر يكمن أن تنسب أنتَ للروح القدس قناعَتك ومزاجكَ وأحكامكَ وحكمتك وتقول الروح كشف لي.
كلام يسوع واضح والروح أتى يذكرّ بكلام يسوع. البشارة
الرسولية لا تقدر أن تكون بتناقض مع الروح، لهذا أساسيّ جدّاً أن أتعاطى
مع الروح في علاقة بالجماعة، الروح يجمعنا أبناء الله. والذي اقوله على
مستوى الكنيسة ككل اقوله على مستوى الجماعات التي شاء الروح أن يبعثها في
الكنيسة، ومن هذه الجماعات عيلة مار شربل، فلننتبه أنّ هذه العيلة عليها
أن تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالكنيسة كي تقدر أن تعيش موهبتها الخاصة
التي هي عمل الروح فيها. عندكم روحانيتكم واختباراتكم. ومن الممكن أنّ
أشخاص قلائل بينكم عبرهم الروح اطلق هذه الجماعة. هذه أشياء أساسيّة مرحلة
التأسيس مثل ال embryon في بطن أمّه يحمل كلّ امكانيات الإنسان الذي يكبر،
لكن تتحول هذه الجماعة، تجاري العصر. لكن أساسي جدّاً العودة إلى الجذور
وهنا فرق كبير بين العودة إلى الجذور التي هيَ النفخة الأولى للروح القدس،
وبين الانحباس بالجذور، وكأن الروح عملَ من الجذور خيطان عنكبوت ينحبس به
العنكبوت للأبد. الروح يقول لك، انفتح إذهب كُلْ عند الجيران وكن وقحاً كل معهم ولا تأكلهم. الخطر أن تصبح الجماعة قابعة في بيتها تنتظر من يأتيها لتلتهمه. الأساس ليس عيلة مار شربل، الأساس كنيسة يسوع المسيح. إبن عيلة مار شربل أخوته في كل الجماعات، وعندما تكون هكذا تكون جماعة تُصغي إلى الروح.

مثل الدعوات الرهبانية، كل دعوة لها اسلوب حياة رهبانية
معيّن، لكن المكان الأساسي لكل الناس، هو الكنيسة، ثم كل واحد يجد نسفه في
مكان ما عبرَ موهبته.

تمييز الروح: إختبار عمل الروح.
يسوع يعطينا مقياس أساسي. يقول تعرفونهم من ثمارهم. إذا
أخذنا ما يقوله بولس عن ثمار الروح وأعمال الجسد نفهم شيء مهم أنّ الروح
يثمر فينا. الجسد هوَ ما نعمله نحن، الروح يثمر. لا نقدر أن نميّز الروح
من الأرواح بسهولة. انتبه عليك في الأساس أن تعاشر الروح حتى إذا سمعت كل
الأرواح تقدر أن تقول هذا هوَ صوت الحبيب.

قاعدة أساسية ذهبيّة: أن
تختبر وحي الروح عبر تأملك بكلمة الله، الكتاب المقدّس. يصعب تمييز الروح
من الأرواح، أو روح الله من روح العالم، إذا لم تكن أنسان تتعاطى بكثير من
الواقعية في حياتك اليومية مع كلمة الله، وإذا لم تعجن ذاتك كل يوم من
الإنجيل وتعجن الإنجيل بذاتك.

تمييز الروح يكون صعب.
ثاني قاعدة ذهبية:
الروح الذي لا يقدّم لك الأشياء حسب رغتبك، عادة الأرواح التي ليست الروح
القدس تقدم لك الأشياء بحسب رغبتك وبالتحديد رغبتك الآنية. الروح الذي ليس
روح الله فيك يصوّر لكَ توافق العالم مع رغباتكَ.

روح الله هو روح يرافقك في مسيرة ويقول لك، انتبه أنتَ لستَ
الضوء، انتبه ستمشي وستقع، انتبه. أمّا روح العالم فيقول لك، الدنيا بألف
خير، وانتبهوا أرواح العالم تستعمل كلمات روح الله. أنت مشتاق للسعادة،
هيا فرّح نفسك، روح العالم يؤكّد لكَ صوابية الخطيئة، بينما روح الله
يبكّت على الخطيئة، على العدل وعلى البر.

على الخطيئة، واضحة.
على العدل: العالم يعتبر نفسه عادلاً لأنّه صلبَ يسوع أمّا الروح فيقول لا هذا ليس عدلاً، هذه خطيئة.
البرّ: روح الله يبكّت، ليس كما تفكّر عليك أن تدخل حكمة
الله، حكمة الصليب وإذا كان الروح الذي تتعاطى معه لم يحرّك لك ضميرك
مرّة، ويقول لك كلّ مرّة عظيم، قل له: إذهب عنّي يا شيطان لأن أفكارك ليست
أفكار الله. وأحياناً بنية سليمة لكن بتمييز خاطئ للروح بتصرفات بعض
المسؤولين في الكنيسة نظن بأنه كم يجاري الشباب كم نجذبهم ليسوع. ما معنى
أجاري الشباب. إذا لبست مثلهم لا مشكلة، لكن انتبه هناك حالات عليك أن
تقول له لا! هذا ليس صحيحاً. لأنّه بعد عدة سنوات سيقول لكَ أنتَ مثلي،
لكن ما هوَ الجديد الذي أتيتني به؟ تقول له، انا معك. الروح القدس يقول لك
مثلما أنا أبكّتك عليك أنتَ أن تبكّت العالم.

البابا يوحنّا بولس الثاني، في حياته جال العالم، وأي خطاب
له كان يحمل التبكيت ومع هذا لا أحد من كلّ المسايرين يقدر أن يجمع كما
جمع قداسة البابا. وهذا الذي يبكّت كل العالم، غريب كل العالم يتبعنه،
لأنّهم في العمق يعرفون أين هوَ جرحهم.

اختصار للنقاط الباقية:
الروح القدس يهبّ حيث يشاء، وأنتَ تطلب الاستقرار.
مسيحية واستقرار: لا مجال.
إلاّ إذا فهمنا بالاستقرار الثبات على الإيمان الذي يعطيك
ثبات داخلي. إنّي مسيحي في كل الحالات. في صحّتي وفي مرضي، أنا قدّيس
بغناي وأنا قديس إن كنتُ أعيش بفتات خبز عن مائدة الأغنياء. هذا هوَ
الاستقرار أن تقبل أن تقول أنا بألف خير، طالما أنّك تنقاد إلى الروح الذي
يهّب حيث يشاء وأن تعتبر أنّ كل استقرار خارج الروح هو كاستقرار الجثث في القبور.

وإذا كان الآب يعمل والإبن يعمل مثله، كذلك يعمل مَن ينقاد للروح، لا يمكنه إلاّ أن يعمل عمل الإبن.
والله معكم.
(الحمامة تذكّرنا بنوح عندما عادت مع غصن زيتون علامة بداية الحياة بعد زوالها. وهنا ليقول أنّه بدأت الحياة الجديدة مع المسيح).
 
قديم 25 - 08 - 2014, 02:34 PM   رقم المشاركة : ( 5446 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

السيد المسيح في حياة أبينا إبراهيم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



قال السيد المسيح: "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي، فرأى وفرح" (يو8: 56). وهذا الإعلان قد أثار حفيظة اليهود وقالوا له: "ليس لك خمسون سنة بعد، أفرأيت إبراهيم؟" (يو8: 57).





ورد السيد المسيح: "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8: 58).





نعم ? ياربي يسوع.. بالحق نعلم أنك كائن قبل الأدهار، وقبل آدم وإبراهيم، وقبل الملائكة والخليقة كلها، لأنك أنت الخالق والأزلي، والكائن فوق الأزمان.





لكن.. دعني يا سيدي القدوس أفهم كيف ومتى وأين رآك أبونا إبراهيم؟





لقد فتح لنا السيد المسيح ? بهذه المعلومة ? الباب على مصراعيه، لنكتشف معاني مسيانية في حياة أبينا إبراهيم.. وبل وأيضًا في كل الكتاب.





? عندما دعا الله أبرام أن يخرج من أرضه وعشيرته وبيت أبيه.. كان يُعده ليأتي المسيح من نسله.. فأراد الله أن يُبعده عن الجو الوثني، والارتباط الأسري الرديء. وكان الوعد الملازم لهذه الدعوة: "فأجعلك أمة عظيمة وأُباركك وأُعظم اسمك، وتكون بركة. وأُبارك مُباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تك12: 2، 3).





البركة هنا هي مجيء السيد المسيح من نسله، وعندما خرج إبراهيم مُطيعًا لصوت الله.. كان هناك شيئان يُميزان حياته وسيرته: الخيمة والمذبح.





+ الخيمة: هي رمز لتجسد الله، وسكناه في بيت خيمتنا الأرضي أي الجسد.





+ والمذبح يرمز لذبيحة المسيح، وسفك دمه الطاهر على الصليب عن خلاص جنسنا.





? وعند دعوة أبينا إبراهيم من كسرة كدرلعومر والملوك الذين معه، استقبله ملكي صادق كاهن الله العلي وباركه (تك14: 17-20). وملكي صادق هذا هو إنسان، وشخصية حقيقية تاريخية، ولكنه أيضًا يرمز للسيد المسيح في أوجه كثيرة.. كما شرح مُعلِّمنا بولس الرسول: "هو مُشبَّه بابن الله" (عب7: 3).





+ اسمه (ملكي صادق) أي ملك البر، والمسيح هو ملك البر الحقيقي.





+ وظيفته (ملك ساليم) أي ملك السلام، والمسيح هو ملك السلام الحقيقي.





+ كاهن الله العلي، والسيد المسيح بتجسده صار كاهنًا، بل ورئيس الكهنة الأعظم، ولذلك قدّم له المجوس ضمن هداياهم اللبان (البخور).. فهو الكاهن الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا.. وهو في نفس الوقت الإله الذي يقبل الذبيحة، فهو الذبيحة والكاهن والإله معًا.





+ بارك ملكي صادق إبراهيم، وأعطاه إبراهيم عُشرًا من كل شيء.. علامة على أن كهنوت ملكي صادق.. أسمى وأعظم من كهنوت لاوي الذي "كان بعد في صُلب أبيه حين استقبله ملكي صادق" (عب7: 10). وكهنوت ملكي صادق هو نفس نظام كهنوت السيد المسيح "أقسم الرب ولن يندم، أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (عب7: 21، مز110: 4).





+ ما قدمه ملكي صادق كان تقدمة (خبز وخمر) (تك14: 18)، وهي رمز لذبيحة الإفخارستيا.. التي قدم فيها السيد المسيح جسده ودمه الحقيقيين.. في صورة خبز وخمر (لذلك فكهنوت المسيح على طقس ملكي صادق بحسب النبوة وبحسب التحقيق)، وكهنوت العهد الجديد قائم على الخبز والخمر وليس على الذبائح الدموية، لأنه على نظام ملكي صادق وليس كنظام هارون.





+ "بلا أب، بلا أم، بلا نسب" (عب7: 3) من جهة الكهنوت.. أي أنه لم ينل الكهنوت بسبب وراثي كما في نظام كهنوت هارون من سبط لاوي.. كذلك جاء المسيح كاهنًا.. دون أن يكون له أب كاهن، أو أم من سبط الكهنوت، أو أي نسب إلى سبط لاوي. وكذلك أيضًا الكهنوت المسيحي لا يكون بالوراثة بل بالاختيار.





+ "لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة" (عب7: 3) أي لم يُعرف بداية تاريخه أو نهاية حياته في سفر التكوين، بل كان شخصية غامضة، ظهرت فجأة في قصة إبراهيم، واختفى تمامًا، ولم يُذكر عنه شيء بعد ذلك إلا في النبوة بالمزمور (110: 4)، وكذلك السيد المسيح بالحقيقة.. ليس له بداءة أيام، إذ هو أزلي، ولا نهاية حياة إذ هو أبدي.





فملكي صادق هو شخص حقيقي، ولكنه أيضًا هو رمز للسيد المسيح.





? "وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار" (تك18: 1).





+ ظهور الرب لإبراهيم كان سبق إشارة واضحة لإمكانية تجسد الله وحلوله بين البشر، ومشيه بين الناس، وحتى أكله معهم، كمثلما فعل مع إبراهيم.





+ غسل إبراهيم أرجل ضيوفه، وأجلسهم حتى الشجرة "ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة" (تك18: 4).. وهنا نتذكر غسل المسيح لأرجل تلاميذه، أما الشجرة فهي رمز للصليب المجيد، وجلوسهم تحتها إشارة إلى التمتع بفداء المسيح، وصليبه المقدس.





+ والوليمة التي عملها أبونا إبراهيم لضيوفه (الذين هم ابن الله واثنان ملائكة).. هي إشارة إلى تجسد الله، واشتراكه مع البشر في حياتهم اليومية، ومباركته للأكل والشرب والحياة.





? قصة ذبح اسحق هي إشارة واضحة جدًا لصليب المسيح، وقد تغنت الكنيسة بها على مر الأجيال، خصوصًا في القسمة المستخدمة بقداس خميس العهد.





+ اسحق هو الابن الوحيد الحبيب لإبراهيم، وكذلك السيد المسيح هو الابن الوحيد الحبيب لله الآب.





+ طلب الله أن يُقدم اسحق محرقة على أحد الجبال بأرض المُريّا، والسيد المسيح أُصعد ذبيحة محرقة على الصليب على جبل الجلجثة.





+ حمل اسحق حطب المحرقة.. كما حمل السيد المسيح خشبة الصليب.





+ سؤال اسحق لأبيه إبراهيم "هوذا النار والحطب، ولكن أين الخروف للمحرقة؟" (تك22: 7).. تشابه صلاة السيد المسيح في بستان جثسيماني "قائلاً: "يا أبتاه، إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك" (لو22: 42).





+ الكبش الذي قُدّم بدلاً عن اسحق.. يرمز إلى المسيح الذي مات نيابة عن كل البشر.. خاصة وأن الكبش كان ممسكًا في الغابة (رمز الصليب) بقرنيه.





+ موت الكبش.. يرمز إلى موت المسيح بالجسد، ونجاة اسحق.. ترمز إلى قيامة السيد المسيح، خاصة وقد تم ذلك بعد ثلاثة أيام أيضًا "وفي اليوم الثالث" (تك22: 4).





+ الكبش.. يرمز لناسوت المسيح الذي مات بالصليب، واسحق.. يرمز للاهوت المسيح الذي لا يموت بل هو حي إلى أبد الآبدين.





+ "فدعا إبراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يرأه. حتى إنه يقال اليوم: في جبل الرب يُرى" (تك22: 14).. لأنه رأى الرب وصليبه هناك. هذا اليوم هو الذي قال عنه السيد المسيح "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح" (يو8: 56).





إن أبانا إبراهيم لم يرَ الكبش فقط، ولم يرَ نجاة ابنه الوحيد الحبيب من الموت فقط.. ولكنه رأى ما هو أبعد من هذا، لقد رأى الابن الوحيد الكلمة مصلوبًا عنا وقائمًا بنا.. "الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رو4: 25).
 
قديم 25 - 08 - 2014, 02:36 PM   رقم المشاركة : ( 5447 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الـصلاة المسيحية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن الصلاة
هي صلةُ الانسان الروحية بالله خالقه . وهي كما سمَّاها بعض المفسرين بأنها التنفس
الروحي للمؤمن الذي بدونه لا يقدر أن يحيا روحياً .


والصلاة المسيحية
هي التعبير الصادر من قلب المؤمن يخاطب به أباه السماوي ليحمده ويشكره ويطلب منه ما
يحتاج إليه . فالصلاة إذاً هي اللغة التي يعبر فيها المؤمن عن حبه لله وشكره له وعن
ولائه لشخصه الكريم . ومن خلال صلاته يقدم المصلّي طلباته وتوسلاته لسدِّ إحتياجاتٍ
معينة سواء كانت تخصّه هو أو تخصُّ غيره .


فاحتياجات
الانسان كثيرة يمكنه أن يعرضها على الله في صلاته ، ويرجوا الاستجابة لها بحسب مراحم
الله وإحساناته . إنَّ نظرة المسيحية لله عدا عن كونه الخالق العظيم القادر على كل
شيء فهو أيضاً إلهٌ محبٌ حنانٌ،وهو أبٌ عطوفٌ رحيمٌ بأبنائه المؤمنين


وهو صديقٌ
أمينٌ حافظٌ للعهد مع كل من دخل معه في عهد ولاءٍ صادق .


لذلك فكلمات الصلاة التي يرفعها
المؤمن لله تأتي عَفَويَّه من منطلق هذه المفاهيم فيعبّر في صلاته ، عن حبه وولائه
كما يقدم طلباته وأدعيته وتوسلاته بكلماتٍ تخرج من قلبه تعبّر فعلياً عن مشاعره وهو
يقف في محضر الله أثناء صلاته .


ما أريد أن
أوضِّحه هنا هو أن الصلاة المقبولة لدى الله هي الصلاة النابعة من قلب المصلّي من داخله
من أحاسيسه ، يخاطب بها الله ويتحدث إليه كالخالق العظيم والأب الرحيم . يحدثنا إنجيل
الوحي عن الصلاة بأنها علاقة فردية بين المؤمن والله فهي علاقة شخصية تربط الفرد المؤمن
بربه . لذلك فهي ليست شيئاً يُفاخَرُ به أمام الناس لأن الصلاة علاقة مع الله وليست
علاقة مع الناس ، وهو سبحانه الفاحص القلوب والعالِم بالنيّات .





أما الناس
لو رأوا انساناً يصلّي لا يرون إلا الظاهر ، لذلك تظاهر الانسان بصلاته أمام الناس
يُحذِّرُ منه الانجيل ، لأن التظاهر بالصلاة أو الصوم يعمّم الرياء ويكثر من النفاق
في الأمة، ويَحْرِفُ المصلي عن جوهر الصلاة للاهتمام بمظاهرها الخارجية وكسب مديح الناس
. لذلك يقول المسيح القدوس في عظته على الجبل المدونة في إنجيل متى الأصحاح الخامس
الكلمات التالية :




ومتى صليت
فلا تكن كالمرائين . فإنهم يحبّون أن يصلّوا قائمين في المجامع وفي "
زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس .


الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم . وأما أنت فمتى صلّيت فادخل إلى مخدعك
واغلق بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء .


فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية ".



ثم يقول :" وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام
باطلاً كالأمم ، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم . فلا تتشبهوا بهم ، لأن
أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه
" .




فمن كلمات
المسيح هذه عن الصلاة نتعلم أن الصلاة ليست تمثيلية يقوم بها المصلّي أمام الناس لكي
ينال مديحهم بل الصلاة علاقة شخصية بين الفرد وربه .


كما نتعلّم
أيضاً أن لا لزوم للتكرار المستمر لكلمات أو جمل يرددها البعض أثناء صلاتهم وكأنَّ
في تكرارها استجابة أفضل .


فالله يسمع
ويرى ويعرف احتياجاتنا قبل أن نسأله ، ومع ذلك فهو ينصحنا بالصلاة وعرض احتياجاتنا
لدى جلاله لأن في ذلك عبادة . وفيه اعترافٌ بسلطان وقدرة المولى على تسديد احتياجاتنا
التي نعرضها عليه ، أما التكرار الممل الذي يمارسه الكثيرون فلا معنى له ، كأن يردد
أحدهم صلاة أو كلمات يحفظها فيتمتمها عشرون مرة أو خمسون مرة ويظن أن في تكرارها استجابة
أفضل أو عبادة أوفر !..


الصلاة المسيحية
صلاة بسيطة ، وهي ليست صلاة تقليدية يرددها المصلّي بغرض تأدية فرض مفروضٍ عليه ، بل
الصلاة المسيحية تقوم على إحساسٍ قلبي ، دافعها علاقة حبيِّة مع الله . ففي صلاته يتحدث
المصلّي مع ربه كما يتحدث الحبيب مع حبيبه ، ولذلك تأتي كلمات الصلاة من انشاءٍ ذاتي
عفويّ تحكمها ظروف المصلّي وأحواله ومشاعره . ولعلها مناسبة نجيب بها على السائل الكريم
الذى يقول : هل للكنيسة أو لرجال الدين أو غيرهم سلطة ترغم الناس على الصلاة تحت طائلة
المسئولية لمن يقصِّر أو يتهاون أو يغفل عن الصلاة أو الصوم ؟..


فنقول للأخ
الكريم : إن الكنيسة ورجال الدين هم آباءٌ محترمون يؤدون خدماتهم بالإرشاد والتوعية
بكلِّ إنسانيةٍ ولطف .


فقضايا الإيمان
أو الصوم والصلاة ، هذه أمور تَنْتُجُ عن تفاعلٍ داخليٍ في قلب الانسان وفي أعماقه
ولا يمكن أن تأتي بالعصا أو التهديد بالقصاص . فالعصا والتهديد ينتجان حتماً أمةً منافقة
تحكمها العصا ويُرْغمها التهديد للقيام بالواجبات الدينية . فلو حصل ستصبح الممارسات
الدينية عبارة عن تمثيلية يؤديها الفرد خوفاً من البشر ، ثم مع التكرار ستتملكه العادة
فيؤديها دون إحساس ببهجة العبادة بل بحكم العادة .


والكتاب المقدس
يقول :"
اعبدوا الرب بفرح ، ادخلوا دياره بالتسبيح ". ولذلك فالعبادة المسيحية عبادة تبهج الروح
ويؤديها المصلّي بابتهاج وسرور . ووجوه العابدين غالباً ما تكون باشّه .


لأن اللقاء
بالله في وقت الصلاة لقاءٌ مبهج ، منعشٌ للروح . والسبب في ذلك أن الصلاة المسيحية
ليست فرضاً بقدر ما هي تجاوباً قلبياً لصدى محبة الله في قلب المؤمن . ففي هذا الإطار
الجميل يؤدي المؤمن المسيحي صلاته بكل خشوع وتقوى / تتوِّجُها بهجة العبادة، كما يؤديها
بقناعةٍ قلبية وبحريةٍ دون إرغام أو تهديدٍ أو إكراه .


وما نقوله
عن الصلاة نقوله أيضاً عن الصوم ، فالصائم يصوم لله ، طاعةً لربه وتقرباً إليه . ولذلك
فالصوم عملية قائمة بين الإنسان الفرد وربه ، يؤديها المؤمن المسيحي بحريته عندما يشاء،وكما
يشاء ، فلا علاقة لتداخلات الناس في صيامه أو عدم صيامه فهو في الحالين لا يؤذي أحد
، والقضية ترتبط بعلاقة الفرد بربه ، وهذه دائرة تخص الله وحده لا دخل لها لا للدولة
ولا لرجال الدين .


وأما الصائم
، فلا يجوز في المسيحية أن يفاخر بصيامه أو يتظاهر به ، بمعنى أن لا يجعل من صومه مدعاةً
للمفاخرة وكسب مديح الناس لأن الصوم لله . فإشهار الصائم لصيامه فيه رياءٌ ونفاقٌ يحذر
الإنجيل منه بقوله :




ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين . فإنهم يغيّرون وجوههم لكي يظهروا
للناس أنهم صائمين .


الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم . وأنا أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل
وجهك لكي لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفاء . فأبوك الذي يرى في الخفاء
يجازيك علانية

.




فأحكام الإنجيل
إذاً واحدة في الصوم والصلاة وإن من يمارسها في طاعة الله والتقرب منه لا للتظاهر ولا
للمفاخرة أو كسب مديح الناس . لذلك فالمسيحي المؤمن يؤدي صلاته أو صومه كما لله لا
لكسب الثناء من البشر .


وهو إن أدّاها
أو لم يؤدِّيها فهو حرٌّ مسئولٌ أمام ربِّه فلا إكراه في ذلك .


ومن جهةٍ أخرى فالصلاة
والصوم لا توقيت محدد لها في الإنجيل . بل يمكن أو يؤدي المؤمن أياً منها في الوقت
الذي يراه ، فباب الله مفتوحٌ أمام عبادِهِ في كلِّ حينٍ وهو سبحانه لا ينعس ولا ينام
يستقبل صلاتنا ويتقبل صومنا في أي وقتٍ من الليل أو النهار .


فجاهزية الله
دائماً متوفرة ، إنما التقصير عادةً يكون من الجانب البشري . أما عن وضع المصلّي أثناء
صلاته في سؤالٍ لأحدهم : يجوز فيها الوقوف أو الركوع أو الجلوس،فأنا أصلي أحياناً وأنا
أقود سيارتي في الطريق . بل وأكثر من ذلك فهل يعقل أو لا يقبل المولى صلاة المريض أو
المقعد أو المرهق الذي هدَّهُ التعب ، فارتمى على فراشه لا يقوى على القيام وأراد أن
يصلّي ويطلب رحمةً أو عوناً من الله ؟!?


لا ننسى أن
الله محبٌ حنون قريب للقلب لينٌ في تعامله مع أتقيائه ، وهو يعرف جبلتنا أننا من تراب
ويتغاضى عن ضعفاتنا سيما عندما تتوفر النية الحسنة في العبادة فهو إله قلوب لا إله
مظاهر. بقي أن نوضّح أنَّ ما يفسد الصلاة هو حالة القلب الغير مستقيم وهذا يوضحه المسيح
القدوس في قوله :




فإن قدمت قربانك إلى المذبح ( أي عندما تقوم بواجب العبادة والصلاة في بيت الله
)
وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك ، فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب
أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذٍ تعال وقدم قربانك
.




إذاً أترك
هناك قربانك / أي تنحى عن تقديم صلاتك في بيت الله ، واذهب بالأولى اصطلح مع أخيك أو
جارك ، لئلا تُفْسِدُ الخصومة استجابة الصلاة وبركة الصلاة .


وهذا يدعو
المسيحي المؤمن أن يحافظ على علاقةٍ طيبة سليمة مع الناس من حوله لئلا يُلام في صلاته
وعبادته حتى لو اقتضى الأمر أن تكون المسالمة من طرفٍ واحد



 
قديم 25 - 08 - 2014, 02:42 PM   رقم المشاركة : ( 5448 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

همسات روحية
لنيافة الأنبا
رافائيل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حضور المسيح في
الكنيسة

كما أنه لا يمكن أن
نتخيل جسدًا يعيش بدون رأس، هكذا لا يمكن أن تكون الكنيسة بدون المسيح .. فالسيد المسيح للكنيسة هو المعنى والمُحتوى والرأس للجسد,
وبدونه تتحول الكنيسة إلى مؤسسة إنسانية جوفاء.

السيد المسيح للكنيسة
هو تاريخها وطقسها وعقيدتها وخدمتها .. والسيد المسيح هو الكل في الكل, فإذا مارسنا
الحياة في الكنيسة دون أن نكتشف المسيح فيها، فباطل هو عناؤنا، وباطلة هي ممارستنا، ونكون كمَنْ يحرث
في المياه.

والسيد المسيح حاضر في
الكنيسة على الدوام .. "عمانوئيل إلهنا في وسطنا الآن بمجد أبيه والروح القدس" ..
حسب وعده الصادق: "ها أنا معكُمْ كُلَّ الأيّامِ إلَى انقِضاءِ الدَّهرِ" (مت28:
20).

فإذا اجتمعت الكنيسة
يحضر المسيح "لأنَّهُ حَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أو ثَلاثَةٌ (الكنيسة) باسمي فهناكَ
أكونُ في وسطِهِمْ " (مت18: 20).

ولأن الكنيسة هي
اجتماع دائم لا ينقطع "جعلنا له شعبًا مجتمعًا"، حتى ولو لم يظهر هذا دائمًا..
فالمسيح إذًا حاضر في الكنيسة بدون انقطاع.

& المسيح
حاضر يرعى شعبه، ويجمعهم كالحِملان.. "هوذا السَّيدُ الرَّبُّ بقوَّةٍ يأتي
وذِراعُهُ تحكُمُ لهُ. هوذا أُجرَتُهُ معهُ وعُملَتُهُ قُدّامَهُ. كراعٍ يَرعَى
قَطيعَهُ. بذِراعِهِ يَجمَعُ الحُملانَ، وفي حِضنِهِ يَحمِلُها، ويَقودُ
المُرضِعاتِ" (إش40: 10-11).

& والمسيح
حاضر أيضًا ليسند جهادنا الضعيف بنعمته القوية, وليعطينا حياة من حياته بدمه
وجسده.

& وفي
النهاية وبالإجماع المسيح حاضر فينا ليُعطي وجودنا معنى وقيمة, ولعبادتنا قوة
وقبولاً.. "لأنَّكُمْ بدوني لا تقدِرونَ أنْ تفعَلوا شَيئًا" (يو15: 5).

والكنيسة عروس المسيح
تعرف سره, وتفهم قصده, وتُميز حضوره, وتتفاعل مع هذا الحضور الإلهي. وتُعبِّر عنه
في طقسها بطرق متعددة تتناسب مع مستوى هذا الحضور.

V
فحضور المسيح في
الكنيسة يكون على أربع مستويات
:

(1) المسيح المُحتجِب:
"حَقًّا أنتَ إلهٌ مُحتَجِبٌ يا إلهَ إسرائيلَ المُخَلصَ" (إش45: 15).

(2) المسيح المُعلِّم:
"أنتُمْ تدعونَني مُعَلمًا وسيدًا، وحَسَنًا تقولونَ، لأني أنا كذلكَ" (يو13:
13).

(3) المسيح الذبيح:
"أُظهِرَ مَرَّةً عِندَ انقِضاءِ الدُّهورِ ليُبطِلَ الخَطيَّةَ بذَبيحَةِ نَفسِهِ"
(عب9: 26).

(4) المسيح الراعي:
"لأنَّ الخَروفَ الذي في وسطِ العَرشِ يَرعاهُمْ، ويَقتادُهُمْ إلَى يَنابيعِ ماءٍ
حَيَّةٍ" (رؤ7: 17)


 
قديم 25 - 08 - 2014, 02:43 PM   رقم المشاركة : ( 5449 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معنى الصوم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لما كان الإنسان نفساً وجسداً ، كان من العبث أن نتصور ديانة روحية محضة ، لأن النفس لكي تلتزم بشيء تحتاج إلى أفعال الجسد .

فالصوم المصحوب دائماً بصلاة التضرع ، إنما يعبّر عن تواضع الإنسان أمام الله ، والصوم أيضاً يعادل إذلال النفس إن صح التعبير مثال على ذلك :

" أدوا للرب مجد اسمه، احملوا تقدمةً وتعالوا أمامه ، اسجدوا للرب بزينة مقدسة " ( أخبار 16/29 ) .

إذن فليس الصوم بمأثرة نسكية، ولا من أهدافه الحصول على حالة من الاختطاف النفسي أو الديني وإن كان مثل هذه الاستخدامات شواهد في تاريخ الأديان، أما في الكتاب المقدس، رغم أن الإنسان يعتبر الطعام هبة من الله، فينقطع الإنسان عنه للأسباب التالية :

1 ? الاتجاه نحو الله :

" فجعلت وجهي إلى السيد الإله لالتماس وجهه في الصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد "

( دانيال 9/3 ) .

" فناديت بصوم هناك ، عند نهرأ هوى ، لنتذلل أمام إلهنا ، طالبين إليه طريقاً سالمة لنا ولعيالنا ولجميع أموالنا"

( عزرا 8/21 )

2 ? الاستسلام للرب قبل القيام بمهمة شاقة :

أمام الحرب ضد بني ينيامين "

" فصعد بنو إسرائيل، الشعب كله، وأتوا بيت إيل وبكوا، وجلسوا هناك أمام الرب، وصاموا ذلك اليوم إلى المساء، وأصعدوا محرقات وذبائح سلامية أمام الرب " ( قضاة 20 / 26 ) ودكاي وأستير يتداركان الخطر :

" اذهب واجمع كل اليهود في شوشن، وصوموا لأجلي، ولا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة أيام، ليلاً ونهاراً، وأنا ووصيفاتي نصوم كذلك، ثم ادخل على الملك على حلاف السنّة . فإن هُلِكَت فقد هلَكتُ " ( أستير 4 / 16 )

3 - لطلب الصفح عن الخطأ :

- ندامة آحاب :

" فلما سمع آحاب هذا الكلام، مزق ثيابه وجعل على يديه مسحاً وصام وبات في المسح ومشى رويداً رويداً "(1 ملوك 21/27 )0

4 ? لالتماس شفاء :

" وضرب الرب الولد الذي ولدته امرأة أوريا لداود حتى مرض، فتضرع داود إلى الله من أجل الولد، وصام ودخل بيته وبات مضجعاً على الأرض " ( 2 ملوك 12 / 15 ? 16 )

وبعد موت الصبي " فقال لداود : لما كان الصبي حياً صمت وبكيت لأني قلت في نفسي : من يعلم ؟ قد يرحمني الرب ويحيا الصبي " ( 2ملوك 12 / 22 ).

5 ? في مناحة أو دفن :

" وأخذوا عظامهم ودفنوها تحت الطرفاء التي يابيش وصاموا سبعة أيام " ( 1 صموئيل 31 / 13 )

" وناحوا وبكوا وصاموا إلى المساء على شاول ويوناتان ابنه وعلى شعب الرب وبيت إسرائيل، لأنهم سقطوا بالسيف " ( 2 صموئيل 1/12 ) .

6- بعد ترمل :

بعد موت زوج يهوديت : " وكانت قد هيأت لنفسها عليه على سطح بيتها وكانت تضع مسحاً على وسطها وترتدي ثياب ترملها . وكانت تصوم جميع أيام ترملها ، ما خلا السبوت وعشيتها ورؤوس الشهور وعشيتها وأعياد بني إسرائيل وأفراحهم ." ( يهوديت 8 / 6 ? 7 )

النبية حنة : " ثم بقيت أرملة فبلغت الرابعة والثمانين ممن عمرها، لا تفارق الهيكل، متعبدة بالصوم والصلاة ليل نهار " ( لو 2 / 37 ).

7 ? بعد نكبة وطنية :

أمام فلسطين : " فاجتمعوا في المصفاة، واستقوا ماء وصبوه أمام الرب، وصاموا في ذلك اليوم وقالوا هنا : " قد خطئنا إلى الرب " وقضى صموئيل لبني إسرائيل في المصفاة " ( 1 صموئيل 7 / 6 )

داوود ورجاله : " وناحوا وبكوا وصاموا إلى المساء على شاول ويوناتان ابنه وعلى شعب الرب وبيت إسرائيل، لأنهم سقطوا بالسيف " ( 2 صموئيل 1 / 12 )

أخذ الكلدانيين أورشليم وأحرقوها بالنار : " فبكوا وصاموا وصلوا أمام الرب " ( باروك 1/5 )

8 ? لنيل وقف كارثة :

غزو الجراد : " فالآن يقول الرب: ارجعوا إليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والانتحاب، مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم فإنه حنون رحيم طويل الأناة كثير الرحمة ونادم على الشر، لعله يرجع ويندم ويبقي وراءه بركة وتقدمة وسكيباً للرب إلهكم، انفخوا في البوق في صهيون وأوصوا بصوم مقدس ونادوا باحتفال، اجمعوا الشعب وقدسوا الجماعة واجمعوا الشيوخ واجمعوا الأطفال وراضعي الأثداء وليخرج العريس من مخدعه والعروس من خدرها، بين الرواق والمذبح، ليبك الكهنة وليقولوا " أشفق يا رب على شعبك ولا تجعل ميراثك عاراً فتسخر منهم الأمم : لماذا يقال في الشعوب أين إلههم ؟ " ( يوئيل 2 / 12 ? 17 ).

للتجنب من أليفانا رئيس قواد نبوكد نصر ملك الآشوريين لئلا ينهب كل شيء والهيكل : " وصرخ جميع رجال إسرائيل إلى الرب صراخاً حاراً جداً ، وذللوا أنفسهم تذليلاً شديداً، هم ونساؤهم وأولادهم وقطعانهم وجميع النزلاء من أجراء وعبيد، وجميع رجال إسرائيل والنساء والأولاد المقيمون في أورشليم سجدوا أمام الهيكل، وعفروا رؤوسهم بالرماد وبسطوا مسوحهم أمام الرب، وغطوا مذبح الرب بمسح، وصرخوا صراخاً حاراً إلى إله إسرائيل بصوت واحد، ألا يسلم الأطفال إلى النهب ونسائهم إلى السبي ومدن ميراثهم إلى الدمار والمكان المقدس إلى التدنيس وإلى شمات الأمم المهين، فسمع الرب أصواتهم ونظر إلى شدتهم " ( يهوديت 4 / 9-13 )

9 ? لتنفتح القلوب للنور الإلهي :

" فقال لي ك لا تخف يا دانيال ، فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للفهم ولإذلال نفسك أمام إلهك استجيب كلامك وأتيت أنا بسبب كلامك " ( دانيال 10 / 12 )

10 ? الاستعداد لملاقاة الرب :

" وأقام موسى هناك عند الرب أربعين يوماً وأربعين ليلة، لا يأكل خبزاً ولا يشرب ماء، وكتب على اللوحين كلام العهد، الكلمات العشر " ( خروج 34 /28 )

" فجعلت وجهي إلى السيد الإله لالتماس وجهه في الصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد " ( دانيال 9 / 3 )من هنا نستنتج بعد هذه الجولة على معاني الصوم ولماذا نصوم وأرينا الدوافع المتنوعة للصوم من خلال الكتاب المقدس : إلا أن الأمر في جميع هذه الأحوال يتعلق بوضع الذات بإيمان في موقف من التواضع لتقبل عمل الله والوقوف بين يديه .

إن هذه النية العميقة تكشف لنا عن معنى الأربعينات التي قضاها موسى كما ذكرت آنفاً وإيليا ي سفر الملوك " فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين يوماً وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب " ( 1ملوك 19 / 8 ).

وأما بخصوص الأربعين يوماً التي صامها يسوع في البرية فلم يكن الغرض منها إعداد يسوع لتقبل روح الله ، وهو المملوء منه الملء الكامل " ورجع يسوع من الأردن وهو ممتلئ من الروح لقدس ، فكان يقوده الروح في البرية " ( لو 4 / 1 ). بل كان هذا الصوم ليفتح يسوع رسالته المسيحانية الخلاصية بفعل تسليم لأبيه بثقة كاملة " ثم سار الروح بيسوع إلى البرية ليجربه إبليس . فصام أربعين يوماً وأربعين ليلة " حتى جاع . فدنا منه المجرب وقال له : " إن كنت ابن الله فأمر هذه الحجارة أن تصير أرغفة " فأجابه : مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " ( متى 4/1-4 ).

 
قديم 25 - 08 - 2014, 02:43 PM   رقم المشاركة : ( 5450 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,905

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ممارسة الصوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت الليتورجيا تقيم " صوماً كبيراً " في يوم الكفارة " ومضى زمن طويل حتى أصبح ركوب البحر خطراً، لأن الصوم قد انقضى " ( أع 27 / 9 ) . وكان الصوم شرطاً للانتماء إلى شعب الله " فكل إنسان لا يذلل نفسه في هذا اليوم عينه يفصل من شعبه " ( أحبار 23 / 29 )

كانت أيضاً أصوام جماعية أخرى في الذكرى السنوية للنكبات الوطنية . فضلاً عن ذلك ، كان اليهود الأتقياء يصومون بدافع من تقواهم الخاصة كانت حنة النبية " لا تفارق الهيكل متعبدة بالصوم والصلاة ليل نهار " ( لو2 / 37 ) .

مثل تلاميذ يوحنا المعمدان والفريسيين " وكان تلاميذ يوحنا والفريسيون صائحين ، فأتاه بعض الناس وقالوا له : " لماذا يصوم تلاميذ يوحنا وتلاميذ الفريسيين، وتلاميذك لا يصومون ؟ ( مرقس 2 / 18 ) .

وبعض الشعب اليهودي كان يصوم يومين في الأسبوع كما ذكر لوقا الإنجيلي في مثل الفريسي والعشار " إني أصوم مرتين في الأسبوع، وأودي عشر كل ما أقتني " ( لو 18 / 12 ) .

الجديد في عهد يسوع المسيح

إنهم كانوا يحاولون بذلك إتمام عنصر البر كما حددته الشريعة والأنبياء، على يسوع، وإن لم يفرض على تلاميذه شيئاً من هذا النوع من البر، فهذا لا يعني أنه يزدريه، أو أنه يريد أن يلغيه، بل أنه أتى ليكمله، من أجل ذلك فإنه يمنع الإعلان عنه، ويدعو إلى تجاوزه في بعض النقاط " لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء : ا جئت لأبطل بل لأكمّل " ( متى 5 / 17 ) "

" فإني أقول لكم : إن لم يزد بركم على بر الكتبة والفريسيين لا تدخلوا ملكوت السماوات " ( متى 5 / 20 ) .

" إياكم أن تعملوا بركم بمرأى من الناس لكي ينظروا إليكم فلا يكون لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات " (متى 6 / 1 ) .

ويلح يسوع أكثر ما يلح على التجرد من حب المال " فقال يسوع للشاب الغني : إذا أردت أن تكون كاملاً ، فاذهب وبع أموالك أعطها للفقراء ، فيكون لك كنز في السماء وتعال واتبعني " ( متى 19 / 21 ). وعلى ممارسة العفة الاختيارية " فهناك خصيان ولدوا من بطون أمهاتهم على هذه الحال، وهناك خصيان خصاهم الناس، وهناك خصيان خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السموات . فمن استطاع أن يفهم فليفهم " ( متى 19 / 12
ولا سيما في إنكار الذات لحمل الصليب " ومن لم يحمله صليبه وتبعني فليس أهلاً لي، من حفظ حياته يفقدها وفقد حياته في سبيلي يحفظها " ( متى 10/ 38-39 )
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024