منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 10 - 2021, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 54191 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ»

( 1ملوك 17: 1 )


إدراكه للحضرة الإلهية: «الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ» ( 1مل 17: 1 ). فلم يكن إيليا متيقن من وجود الله فحَسبْ، لكنه كان يعلم أنه موجود في حضرته، لذلك لما تراءى لأخآب علم أنه في حضرة الأعظم بما لا يُقاس من أي ملك أرضي؛ ذاك الذي تسجد أمامه أسمى الملائكة في العُلى. فكم يرفعنا هذا اليقين المبارك فوق كل المخاوف. فإن كان القدير معه، فلماذا يرتجف أمام دودة من الأرض؟ فكان هذا هو الأساس الذي ارتكنت إليه نفسه وهو يتمم مهمته الثقيلة.
 
قديم 08 - 10 - 2021, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 54192 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إصعاد إيليا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ
( 2ملوك 2: 1 )




خاتمة مجيدة لخادم جليل، أمر جدير لا بإيليا ولكن بمَن كان يخدمه إيليا.

يقول الرب يسوع: «إن كان أحد يخدمني يُكرمُهُ الآب» ( يو 12: 26 ).

كان إيليا مُجرَّد شخص من مستوطني جلعاد. كان مغمورًا في جلعاد لكنه كان مُعدًا من السماء لأنه يقول: «حيٌ هو الرب إله اسرائيل الذي وقفت أمامه» ( 1مل 17: 1 ). هناك إعداد وهناك استعداد. أما الإعداد فهو النكران؛ أي شخص منكور من الناس. أما الاستعداد فهو الشركة مع الرب في وقفته أمامه.

خاتمة جليل تليق بالرب. وكان عندما أصعد الرب إيليا .. فهو لا يقول: “وكان عند صعود إيليا”. فالذي يُقال عنه هذا الكلام عند صعوده هو الرب وحده، لكن إيليا أصعده الرب. أرادت إيزابل أن تقتله ولكن إيزابل لها طريقها؛ وذلك الذي كان يخدم الرب، للرب طريقه معه. بنو الأنبياء علموا أن إيليا سيؤخَذ، ولكنه عِلْم في الذهن، بدليل أنهم قالوا لأليشع: نرسل ونبحث عنه. نحن المؤمنون نعلم علم اليقين أن الرب آتٍ سريعًا. لكن هل الحقيقة الواقعية أننا نقول في قلوبنا ضد ما قاله العبد الشرير في قلبه: «سيدي يُبطئ قدومه»؟ هل نقول في قلوبنا: «آمين تعال أيها الرب يسوع»؟ هل هناك دليل حي أننا في انتظار ابن الله من السماء؟ ليتنا لا ننسى أننا رجعنا إلى الله لشيئين:

1 - نعبد الله الحي الحقيقي. 2 - ننتظر ابنه من السماء.

هذه ليست آخر مرة نرى فيها إيليا، فهناك على جبل التجلِّي مع موسى، كم كان إيليا عزيزًا على الرب؟ إيزابل تريد أن تقتله – الرب يريد أن يُكرمه. لقد أُصعِدَ إيليا إلى السماء وأُلقيَ عنه الرداء.

ما هو الرداء؟ هو الخدمة، أو هو الموهبة، أو قُل: إنه القدرة على الخدمة: ما لزومها في السماء؟ لزومها هنا. فالرداء لازم هنا وطالما لابسين الرداء من اللازم أن نخدم .. لا نحتج بأية حجة ما دام فينا نَفَسٌ يتردَّد، فالرداء يدفعنا أن نخدم. لقد خلع إيليا الرداء ولَبِسَهُ أليشع – الخادمين لا يلقون عن أنفسهم الرداء إلا متى انتهى اليوم.

بعدَ قليلٍ سَيجي ءُ الربُّ يسوعُ الأمينْ فلنفتَدِ الوقتَ إذًا ما دُمنا هنا سائرينْ وكذا حَسْبَ أَمرِهِ نكونُ دَومًا ساهرينْ .
 
قديم 08 - 10 - 2021, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 54193 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ
( 2ملوك 2: 1 )


خاتمة مجيدة لخادم جليل، أمر جدير لا بإيليا ولكن بمَن كان يخدمه إيليا.

يقول الرب يسوع: «إن كان أحد يخدمني يُكرمُهُ الآب» ( يو 12: 26 ).

كان إيليا مُجرَّد شخص من مستوطني جلعاد. كان مغمورًا في جلعاد لكنه كان مُعدًا من السماء لأنه يقول: «حيٌ هو الرب إله اسرائيل الذي وقفت أمامه» ( 1مل 17: 1 ). هناك إعداد وهناك استعداد. أما الإعداد فهو النكران؛ أي شخص منكور من الناس. أما الاستعداد فهو الشركة مع الرب في وقفته أمامه.
 
قديم 08 - 10 - 2021, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 54194 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ
( 2ملوك 2: 1 )


خاتمة جليل تليق بالرب. وكان عندما أصعد الرب إيليا .. فهو لا يقول: “وكان عند صعود إيليا”. فالذي يُقال عنه هذا الكلام عند صعوده هو الرب وحده، لكن إيليا أصعده الرب. أرادت إيزابل أن تقتله ولكن إيزابل لها طريقها؛ وذلك الذي كان يخدم الرب، للرب طريقه معه. بنو الأنبياء علموا أن إيليا سيؤخَذ، ولكنه عِلْم في الذهن، بدليل أنهم قالوا لأليشع: نرسل ونبحث عنه. نحن المؤمنون نعلم علم اليقين أن الرب آتٍ سريعًا. لكن هل الحقيقة الواقعية أننا نقول في قلوبنا ضد ما قاله العبد الشرير في قلبه: «سيدي يُبطئ قدومه»؟ هل نقول في قلوبنا: «آمين تعال أيها الرب يسوع»؟ هل هناك دليل حي أننا في انتظار ابن الله من السماء؟ ليتنا لا ننسى أننا رجعنا إلى الله لشيئين:

1 - نعبد الله الحي الحقيقي.

2 - ننتظر ابنه من السماء. .

 
قديم 08 - 10 - 2021, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 54195 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ
( 2ملوك 2: 1 )


هذه ليست آخر مرة نرى فيها إيليا، فهناك على جبل التجلِّي مع موسى، كم كان إيليا عزيزًا على الرب؟ إيزابل تريد أن تقتله – الرب يريد أن يُكرمه. لقد أُصعِدَ إيليا إلى السماء وأُلقيَ عنه الرداء.

ما هو الرداء؟ هو الخدمة، أو هو الموهبة، أو قُل: إنه القدرة على الخدمة: ما لزومها في السماء؟ لزومها هنا. فالرداء لازم هنا وطالما لابسين الرداء من اللازم أن نخدم .. لا نحتج بأية حجة ما دام فينا نَفَسٌ يتردَّد، فالرداء يدفعنا أن نخدم. لقد خلع إيليا الرداء ولَبِسَهُ أليشع – الخادمين لا يلقون عن أنفسهم الرداء إلا متى انتهى اليوم.

بعدَ قليلٍ سَيجي ءُ الربُّ يسوعُ الأمينْ فلنفتَدِ الوقتَ إذًا ما دُمنا هنا سائرينْ وكذا حَسْبَ أَمرِهِ نكونُ دَومًا ساهرينْ


 
قديم 08 - 10 - 2021, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 54196 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





البابا شنودة الثالث

وسائل النعمة



مما يربطك بمحبة الله أيضًا: وسائط النعمة:
إن الله قد دبر لنا وسائط كثيرة تساعدنا على محبته، منها الصلاة، وقراءة الكتاب المقدس، واجتماعات الكنيسة وألحانها وطقوسها وأسرارها المقدسة، وبخاصة الاعتراف والتناول. وكذلك القراءة الروحية، والتأمل، وزيارة الأماكن المقدسة، والإرشاد الروحي.
فلكي تصل إلى محبة الله، عليك أن تهتم بكل هذه الوسائط، لأن بعدك عنها يسبب لك الفتور، لا يعود الله يشغل فكرك.





ذكر الموت والدينونة




مما يقودك إلى محبة الله أيضًا: التفكير في الأبدية.
لأن الإنسان إذا شعر بفناء هذا العالم، وبأنه سوف يبيد وشهوته معه (1يو 2: 17)، وأنه كله باطل وقبض الريح (جا 1). ولا بد للإنسان أن يقف يوما للدينونة أمام كرسي الله العادل، الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله (مت 16: 27)، وحسب كل ما فعله بالجسد خيرا كان أم شرًا (2كو 5: 10).. فحينئذ يستيقظ ضمير الإنسان، يبدأ أن يستعد لملاقاة الله. ويحاول أن يكون علاقة مع الله، واعتذر عن خطاياه، ويدخل في محبة الله مادام سيلاقيه في الأبدية، وبأي وجه سيلقاه؟
لذلك فالكنيسة المقدسة ذكرتنا بالدينونة والمجيء الثاني في صلوات الغروب والنوم ونصف الليل.
لكنه نستعد للقاء الله، بالتوبة والندم على خطايانا، وبمخافة الله التي توصلنا إلى محبة الله ليتك تصلى هذه الصلوات، وبخاصة التحاليل. وثق أنها ستعمل في قلبك عملًا. وما أكثر القديسين الذين كان تذكار الموت والدينونة ويقودهم إلى الالتصاق بالله بالأكثر.




علامات محبتنا لله



تحدثنا كثيرا عن كيف تحب الله، وبقى أن نذكر ما هي علامات هذه المحبة، وما نتائجها في حياتك؟






العلامة الكبرى هي أن محبة الله في قلبك، تنسيك كل شيء، فلا تشعر بلذة شيء سواه. كل ملاذ العالم تبدو بلا طعم لمن ذاق محبة الله.
يبدو كل شيء تافها وضئيلا، كما قال سليمان الحكيم "الكل باطل وقبض الريح" (جا 1: 14). وهكذا كلما تنمو في محبة الله، على هذا القدر تزهد مغريات العالم كلها، وتردد مع القديس بولس الرسول "خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح، وأوجد فيه" (في 3: 8، 9).
تصوروا إنسانا نال درجة الدكتوراه في الرياضيات، أتراه يجد لذة في مراجعة مبادئ علم حساب والجمع والطرح؟! أم هذه الأمور تبدو تافهة جدا في نظره، لا يفكر فيها! هكذا أمور العالم بالنسبة إلى من امتلأ بمحبة الله
بل الإنسان الذي انشغل بمحبة الله، ينسى حتى نفسه في هذه المحبة --- لا يشعر بوجودها، بل بوجود الله فيه..

وهكذا يقول مع القديس بولس الرسول "أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل 2: 20). عجيبة حقا هذه العبارة "لا أنا..". هنا إنكار الذات في أعمق صورة.. هناك من ينكر ذاته في تعامله مع الناس. ولكن الأعمق هو إنكار الذات في محبة الله..
وإن وجد ذاته، يجدها في الله، مثل الغصن الذي في الكرمة. إنه يحيا طالما هو ثابت في الكرمة، تسرى فيه عصارتها (يو 15).
وهنا بالمحبة يصل إلى الثبات في الله..
كما قال الرب نفسه "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير" (يو 15: 5). وكيف نثبت فيه؟ لقد شرح ذلك بقوله "اثبتوا في محبتي" (يو 15: 9). وعلامة ثباتنا في محبته، أن نثبت في كلامه، في وصاياه. وقد قال في ذلك "إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي" (يو 15: 10)





على أن الثبات في الله، له معنى آخر أعمق.
الغصن حينما يثبت في الكرمة، يشعر أنه أحد أعضاء هذه الكرمة. هكذا أنت إن كنت ثابتًا في الرب، تشعر أنك عضو في جسد المسيح.. حقا إن هذا السر عظيم (أف 5: 32).
لماذا إذن تشعر بالغربة عن الله.. وتقول مثل عذراء النشيد في وقت بعدها عنه "لماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك" (نش 1: 7).
إنك يا أخي، لست غريبا عن الله. وليس الله غريبا عنك.
أنت في قلبه، وهو في قلبك، أنت فيه، وهو فيك، أنت فيه، كالغصن في الكرمة. وهو فيك لأنك هيكل لروحه القدوس، وروحه القدوس يسكن فيك (1كو 3: 16). وقد قال أيضًا عن سكناه هو والآب فيك "إن أحبني أحد، يحفظ كلامي. ويحبه أبى. وإليه تأتى وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 3)، إنه يعبرنا إخوته، ويعتبرنا كشخصه ولذلك حينما اضطهدت الكنيسة من شاول الطرسوسي، قال له الرب "لماذا تضطهدني؟!" (أع 9: 4).. معتبرًا اضطهاد الكنيسة اضطهادا له هو. وقال في مناسبة أخرى " مهما فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 15: 40).





من علامات محبتنا لله التصاق نفوسنا به.
وفي ذلك يقول داود النبي في المزمور "وأما أنا فخير لي الالتصاق بالرب.." (مز 73: 28). وقال أيضًا "التصقت نفسي بك. تعضدني" (مز 63: 8)
إن التصقنا بالله، نبعد تلقائيا عن الخطية، بل نكرهها، ولا تتفق مع طبيعتنا، لأنه "لا شركة للنور مع الظلمة" (2كو 6: 14). والذي يلتصق بالله، لا يمل من الحديث معه. بل يقول له مع داود "التحقت نفسي وراءك"، "عطشت نفسي إليك" (مز 63: 1). إنه يفرح بالوجود في حضرة الله، كما قالت عذراء النشيد "نبتهج ونفرح بك.. بالحق يحبونك"، "لأن حبك أطيب من الخمر" (نش 1: 4، 2).
ومن أجل الفرح بالوجود مع الله، ترك آباؤنا الرهبان كل شيء، لكي ينفردوا في البرية مع الله الذي أحبوه.
أما أنت، إن كنت تسأم من الصلاة بسرعة، وتحب أن تختمها، فاعلم أنك لم تصل إلى محبة الله بعد..
آباؤنا الشهداء القديسون، في وقت استشهادهم: كانت مشاعر حبهم لله هي التي تملك على قلوبهم، أكثر بكثير من شعورهم بالألم. لذلك احتملوا العذابات، بل أحبوها لأنها ستقربهم إلى الوجود الدائم مع الله.





محبة الله، ليست مجرد مشاعر مبهمة، بلا ثمر. إنما تظهر محبتنا لله بحفظنا لوصاياه.
وعن هذا الأمر يتحدث القديس يوحنا الحبيب بوضوح تام فيقول "بهذا نعرف أننا قد عرفناه، إن حفظنا وصاياه، من قال قد عرفته، وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذب وليس الحق فيه. وأما من حفظ كلمته، فحقا في هذا قد تكلمت محبة الله" (1يو 2: 3-5). إلى أن يقول "فإن هذه هي محبة الله، أن نحفظ وصاياه" (1يو 5: 3).
وهذا واضح جدًا، لأن الذي يكسر وصاياه، لا يكون محبًا له. إنما هو إنسان متمرد عليه، أو شخص يخون الله، وينضم إلى مقاوميه. فحفظ الوصايا علامة أساسية لمن يحبون الله، كما أن الابن الذي الذي يحب أباه بالجسد، يطيع وصاياه.





من علامات المحبة لله أيضًا، أن الذي يحب الله يحب كل ما يتعلق بالله..
يحب كنيسته ويقول "مساكنك محبوبة أيها الرب إله القوات تشتاق وتذوب نفسي للدخول إلى ديار الرب" (مز 84:1). "واحدة طلبت من الرب وإياها ألتمس، أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي، لكي انظر إلى جمال الرب، وأتفرس في هيكله" (مز 127: 4). "طوبى لكل السكان في بيتك، يباركونك إلى الأبد" (مز 84: 4).
يحب كلام الله، شريعته، ناموسه، وصاياه. ويقول:
"وجدت كلامك كالشهد فأكلته" بل هو "أحلى من العسل والشهد في فمي" (119) "ناموسك هو تلاوتي"، "شريعتك هي لهجي، هي لذتي" فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة " "سراج لرجلي كلامك، ونور لسبيلي" (مز 119)0 الذي يحب الله، يحب أيضًا سماءه وقديسيه وملكوته.
الذي يحب لله، تقوده العاطفة في كل ممارساته الروحية.
هو من أجل الله يقرأ. ومن أجل المتعة به يصلى. من أجل الله يخدم. بل من أجل اللقاء به والتمتع بأسراره المحيية، يدخل إلى الكنيسة. ومن أجله يحضر الاجتماعات الروحية. ومن أجله يجلس مع الناس. من أجله يتكلم لكي يحدث الناس عنه. ومن أجله يصمت ليتأمل صفاته الجميلة. بل من أجله يحيا لكي يخدمه وينشر اسمه. ومن أجله يموت لكي يلتقي به في الفردوس ثم في الملكوت.. قائلا في كل ذلك مع بولس الرسول "إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت. إن عشنا فللرب نعيش، وإن متنا فللرب نموت. وإن عشنا أو متنا فللرب نحن" (رو 14: 8).





الذي يحب الله، قد ارتفع عن المصارعة ضد الخطية.
إن عبارة "الجسد يشتهى ضد الروح، والروح ضد الجسد. وهذان أحدهما الآخر" (غل 5: 17)، إنما هي عبارة للمبتدئين، الذين لم يصلوا إلى حب الله بعد، وما زالت أجسادهم تشتهى أشياء تبعدهم عن الله..
أما الذي يحب الله، فإنه يمجد الله بجسده وبروحه (1كو 6:20). وهو "لا يستطيع أن يخطئ" (1يو 3: 9)، "والشرير لا يمسه" (1يو 5: 18). لأن محبة الله ثابتة فيه. وكلما تقترب إليه خطية لتحاربه، يقول "كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله ؟" (تك 39: 9).





الذي يحب الله، ويتعلق به فكره، يجعل كل شيء يذكره بالله يحبه.
فهو إن رأى السموات، لا يتأمل فقط نجومها وكواكبها، ونور الشمس والقمر، إنما يقول مع داود النبي في المزمور "السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 19). ويقول أيضًا "السماء هي كرسي الله، والأرض موضع قدميه" (مت 5: 34، 35). ويقول إن السماء هي مسكن الله مع الناس (رؤ 21). ويتذكر أبانا الذي السموات. ويقول هذه السماء التي أراها ليست شيئا، فهناك السماء الثالثة التي اختطف إليها القديس بولس الرسول (2كو 12: 2). وهناك سماء السموات التي قال عنها الرب "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذي نزل من السماء، ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13).





وإن رأى الطبيعة الجميلة، لا ينشغل فقط بجمالها، بل يمجد الله الذي خلقها بهذا الجمال.
إذ لا يليق أن عطايا الله لنا، تغلنا عن الله الذي أعطاها. بل كل هذه تعطينا فكرة عن حبه وكرمه وقدرته.
وهكذا إذا رأى زنابق الحقل، التي "ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها" يقول في نفسه: ما أعجب قدرة الله الذي "ألبسها هكذا" (مت 6: 28-30). ونفس الوضع بالنسبة إلى الفراشات في ألوانها، والطيور في تغريدها، والنحلة في صنعها للشهد، والنملة في عملها ونشاطها.. كيف أن الله وهب كل هذه المخلوقات ما لها من مواهب تثير العجب وإعجاب..





بل حتى إن رأى قطة يطاردها كلب، يعجز عن إمساكها:
يقول في نفسه: عجبًا كيف أن الله في حنوه، أعطى المخلوقات الضعيفة وسيلة تهرب بها من التي هي أقوى منها. فالقطة تستطيع في هربها أن تتسلق شجرة بحيث لا يستطيع الكلب أن يدركها..

والأسد وإن كان أقوى بمراحل من الغزال، إلا أن الله وهب الغزال قوة على الجري بحيث يكون أسرع من السد، ويمكنه أن يهرب منه.. وهكذا يمجد الله في محبته، كلما رأى أسدًا وغزالا.





كذلك يتذكر محبة الله، كلما رأى شجرة تتفض ورقها في الشتاء، وتكسى بالورق في الصيف.
مثل الكرمة على التكعيبة: تنفض ورقها في الشتاء، فتعطيك فرصة أن تتمتع بدفء الشمس وأنت جالس تحتها. وتكتسي الورق صيفًا، فتعطيك فرصة أن تستظل بورقها حين تشتد الحرارة.. ونفس الحال مع أنواع أشجار كثيرة.





ما أجمل أن تحول الماديات إلى روحيات، أو تأخذ دروسًا روحية من أمور مادية..
فتعجب كيف أن الله يكسو الدب القطبي أو الثعلب القطبي بفراء جميل يمنحه الدفء في تلك المناطق الجليدية، بينما لا يثقل الجمل أو الحصان بفراء يتعبه في سكنى المناطق الحارة.
هناك أمور عديدة تذكرنا بعمل الله. ولكننا لا نتذكر، لأن محبتنا الله لم تصل إلى مستوى هذا التأمل!
أما القلوب المحبة له، فكل شيء يذكرها به.. ولها "الحواس المدربة" على ذلك (عب 5: 14).
أستأذنك أيها القارئ العزيز في الاكتفاء بهذا القدر عن محبتنا لله، وننتقل إن شاء الله إلى الحديث عن محبة الناس.





 
قديم 08 - 10 - 2021, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 54197 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





البابا شنودة الثالث




مما يربطك بمحبة الله أيضًا وسائط النعمة
إن الله قد دبر لنا وسائط كثيرة تساعدنا على محبته، منها الصلاة، وقراءة الكتاب المقدس، واجتماعات الكنيسة وألحانها وطقوسها وأسرارها المقدسة، وبخاصة الاعتراف والتناول. وكذلك القراءة الروحية، والتأمل، وزيارة الأماكن المقدسة، والإرشاد الروحي.
فلكي تصل إلى محبة الله، عليك أن تهتم بكل هذه الوسائط، لأن بعدك عنها يسبب لك الفتور، لا يعود الله يشغل فكرك.
 
قديم 08 - 10 - 2021, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 54198 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





البابا شنودة الثالث




مما يقودك إلى محبة الله أيضًا: التفكير في الأبدية.
لأن الإنسان إذا شعر بفناء هذا العالم، وبأنه سوف يبيد وشهوته معه (1يو 2: 17)، وأنه كله باطل وقبض الريح (جا 1). ولا بد للإنسان أن يقف يوما للدينونة أمام كرسي الله العادل، الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله (مت 16: 27)، وحسب كل ما فعله بالجسد خيرا كان أم شرًا (2كو 5: 10).. فحينئذ يستيقظ ضمير الإنسان، يبدأ أن يستعد لملاقاة الله. ويحاول أن يكون علاقة مع الله، واعتذر عن خطاياه، ويدخل في محبة الله مادام سيلاقيه في الأبدية، وبأي وجه سيلقاه؟
لذلك فالكنيسة المقدسة ذكرتنا بالدينونة والمجيء الثاني في صلوات الغروب والنوم ونصف الليل.
لكنه نستعد للقاء الله، بالتوبة والندم على خطايانا، وبمخافة الله التي توصلنا إلى محبة الله ليتك تصلى هذه الصلوات، وبخاصة التحاليل. وثق أنها ستعمل في قلبك عملًا. وما أكثر القديسين الذين كان تذكار الموت والدينونة ويقودهم إلى الالتصاق بالله بالأكثر.
 
قديم 08 - 10 - 2021, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 54199 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





البابا شنودة الثالث




العلامة الكبرى هي أن محبة الله في قلبك، تنسيك كل شيء، فلا تشعر بلذة شيء سواه. كل ملاذ العالم تبدو بلا طعم لمن ذاق محبة الله.
يبدو كل شيء تافها وضئيلا، كما قال سليمان الحكيم "الكل باطل وقبض الريح" (جا 1: 14). وهكذا كلما تنمو في محبة الله، على هذا القدر تزهد مغريات العالم كلها، وتردد مع القديس بولس الرسول "خسرت كل الأشياء، وأنا أحسبها نفاية، لكي أربح المسيح، وأوجد فيه" (في 3: 8، 9).
تصوروا إنسانا نال درجة الدكتوراه في الرياضيات، أتراه يجد لذة في مراجعة مبادئ علم حساب والجمع والطرح؟! أم هذه الأمور تبدو تافهة جدا في نظره، لا يفكر فيها! هكذا أمور العالم بالنسبة إلى من امتلأ بمحبة الله
بل الإنسان الذي انشغل بمحبة الله، ينسى حتى نفسه في هذه المحبة --- لا يشعر بوجودها، بل بوجود الله فيه..
 
قديم 08 - 10 - 2021, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 54200 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,692

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





البابا شنودة الثالث




يقول مع القديس بولس الرسول "أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في" (غل 2: 20). عجيبة حقا هذه العبارة "لا أنا..". هنا إنكار الذات في أعمق صورة.. هناك من ينكر ذاته في تعامله مع الناس. ولكن الأعمق هو إنكار الذات في محبة الله..
وإن وجد ذاته، يجدها في الله، مثل الغصن الذي في الكرمة. إنه يحيا طالما هو ثابت في الكرمة، تسرى فيه عصارتها (يو 15).
وهنا بالمحبة يصل إلى الثبات في الله..
كما قال الرب نفسه "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير" (يو 15: 5). وكيف نثبت فيه؟ لقد شرح ذلك بقوله "اثبتوا في محبتي" (يو 15: 9). وعلامة ثباتنا في محبته، أن نثبت في كلامه، في وصاياه. وقد قال في ذلك "إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي" (يو 15: 10)

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025