18 - 06 - 2012, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 531 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسكين الأعظم يُفتَتَح الكتاب الأول لسفر المزامير (مزمور 1-41) بتطويب الرجل البار، وهو تطويب لا ينطبق تمام الانطباق إلا على شخص المسيح وحده. ولكن حمداً لله فإن هذا الكتاب عينه يُختَم بالمزمور الحادي والأربعين، الذي يطالعنا بتطويب أعمّ وأشمل، هو تطويب مَن ينظر نظرة الإيمان إلى المسكين. لا يكلمنا هذا المزمور عن العطف على المساكين بصفة عامة، ولا حتى مساكين المؤمنين، بل إن التطويب هو لِمَن ينظر إلى المسكين. إنه شخص واحد مُعرَّف، ومع أن غناه لا يُحد، إلا أنه أيضاً وصل في مسكنته إلى ما لم يبلغه سواه. فهل تعرفت على هذا الشخص العجيب؟ آه أيها الأحباء، يذوب القلب فينا ونحن نتكلم عن ذاك المجيد « العليّ المرتفع ساكن الأبد » وكيف افتقر وصار مسكيناً !! ولكن لماذا صار مسكيناً؟ يخبرنا الرسول قائلاً: « فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غنيٌّ لكي تستغنوا أنتم بفقره » (2كو8: 9). وفي إنجيل لوقا عند مشهد الصليب، نرى نظرة الإيمان، ونظرة عدم الإيمان. « وكان جميع معارفه ونساءٌ كُنَّ قد تبعنه من الجليل واقفين من بعيد ينظرون ذلك (هذه هي نظرة الإيمان بالمخلِّص) ». ونقرأ أيضاً « وكان الشعب واقفين ينظرون (وهذه هي نظرة عدم الإيمان) والرؤساء أيضاً معهم يسخرون به » (لو23: 35، 49). كما يحدثنا الإنجيل عينه عن المذنبين اللذين صلبا مع المسيح، وعن نظرتيهما المتباينة لذلك المصلوب. لقد نظر اللص التائب بالإيمان إلى المخلِّص فنال باسمه غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين، وما أعجب نظرة ذلك اللص للرب يسوع الذي كان معلقاً إلى جواره في ضعف. لكنه رأى فيه رباً، وفي أثماله مجداً، وفي إكليل الشوك تاجاً، وفي خشبة الصليب عرشاً!! أما زميله الآخر فقد نظر إلى المسيح نظرة عدم إيمان فمضى إلى أبدية العذاب لأنه احتقر المُخلِّص. قارئي العزيز: ليت تكون لنا هذه النظرة للرب يسوع المسيح! فإنه وهو الغني لأجلنا قد افتقر وملء حُب أزلي على الصليب قد ظهر |
||||
18 - 06 - 2012, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 532 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسكين الحكيم يقرر الحكيم أنه رأى هذه الحكمة « وهي عظيمة عندي ». وهل هناك عظمة نظير أن الذي ليس لعظمته استقصاء يأتي لكي يصنع بنفسه تطهيراً لخطايانا!! هذه المدينة الصغيرة هي الكرة الأرضية التي هي فعلاً أمام الكواكب الأخرى ليست إلا شيئاً صغيراً لا يُذكر. ثم « فيها أُناس قليلون » وهنا نرى قصة أبوينا الأولين حيث لم يكن على كوكبنا إلا هما فقط. وهنا يظهر في المشهد ذلك المخرِّب الأكبر إبليس، الذي كان في البداية ملاكاً عظيماً، لذلك يقول عنه الحكيم هنا « ملك عظيم » الذي بغوايته لحواء وسقوطها جذبت رجلها وراءها وهكذا وضع ذلك العدو يده على كل العائلة البشرية. لكن شكراً لله « وُجد (في المدينة) رجل مسكين حكيم ». فهو أولاً: الرجل الحقيقي. لأن الإنسان بالسقوط قيل عنه « وأما الرجل ففارغ عديم الفهم، وكجحش الفرا يولد الإنسان » (أي11: 12). فكان لا بد من إنسان « شريف الجنس » (لو19: 12). « الإنسان الثاني الرب من السماء » (1كو15: 47). رجل رفقة الله (زك13: 7). ثانياً: مسكين. وهنا تذوب قلوبنا، فالذي له السماوات والأرض « أخلى نفسه آخذاً صورة عبد ... وإذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب » (في2: 6-8)، لذلك نقرأ عن صلاته (بروح النبوة) قبل تجسده إنها « صلاة لمسكين إذا أعيا وسكب شكواه قدام الله » (مز102). ثالثاً: حكيم. فهو الحكمة الأزلي متجسداً (أم8). ولقد نجى المدينة بحكمته. ذلك لأن الحكمة تضع كل شيء في مكانه الصحيح. ومَنْ غيره استطاع أن يعطي للعدل الإلهي مكانه اللائق به؟ ومَنْ غيره استطاع أن يجمع بين محبة الله وقداسته في مشهد تعدينا على الله؟ لكن ماذا كان موقف المدينة (العالم) من هذا المخلص؟ يقول: « وما أحد ذكر ذلك الرجل المسكين ». فكم من دول يُدعى عليها اسمه. ولكنها تتنكر له وتتجاهله. ولكن شكراً لله لأنه لا يترك نفسه بلا شاهد، فهناك نفوس لا تُحصى متفرقة في هذا العالم تجتمع إلى اسمه لتتعبد له، إلى أن يأتي ويُنهي هذا المشهد المُظلم. مراد أمين |
||||
18 - 06 - 2012, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 533 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسيح الذي نزل وصعد أيهما أعجب يا ترى - ابن الله في مذود بيت لحم كطفل صغير أم ابن الإنسان عن يمين الآب في الأعالي؟ وأيهما أعجب وأروع - أن ترى المشير العجيب الإله القدير رئيس السلام، الأب الأبدي (أو أب الأبدية) طفلاً يولد لنا وابناً نُعطاه، أم ابن الإنسان، وفيه الناس المصنوعون من تراب الأرض جالساً عن يمين الله؟ إن رئيس الكهنة كان يدخل مرة واحدة كل سنة إلى قدس الأقداس، ولكن مَنْ ذا الذي كان يجرؤ أن يسكن هناك أو يتخذ مكانه بجوار الكاروبيم حيث يظهر مجد العلي؟ أما يسوع، ابن الإنسان فقد صعد إلى الأعالي، وبما له من سلطان خاص وحق شخصي مُضافاً، تبوأ العرش مكللاً بالمجد والكرامة. فهو بأجنحة المحبة المطلقة المقتدرة نزل من السماء، ولكن لكي يرجع إلى السماء ويجلس في يمين العظمة - كرئيس الخلاص - لم تكن القدرة المطلقة والمحبة بكافيتين. لقد كان من السهل نسبياً (إن جاز لي أن أستعمل هذا التعبير عن تلك المعجزة العُظمى) على ابن الله أن يُخلى نفسه وينزل إلى أرضنا ولكنه لكي يرجع إلى السماء - كمن أكمل العمل الذي لأجله نزل من السماء - كان لزاماً عليه أن يصطبغ بصبغة الآلام وأن يموت موت الصليب على خشبة العار واللعنة. وليس كالنزول كان الصعود، لأن الذي قبل بالنعمة المطلقة أن ينوب عنا، كان لزاماً عليه أن يحمل حملنا ويرفع جُرمنا ويهزم عدونا، ولذلك انحصرت نفسه أن يصطبغ بصبغته. ومن اللحظة التي ظهر فيها في أورشليم، كان يعلم أن هيكل جسده المقدس سيُنقض وكان يتطلع إلى الموت الذي سيموته على خشبة الجلجثة. وليس كما نزل صعد لأنه جاء كابن الله ولكنه رجع ليس فقط كابن الله المتجسد، ابن داود، والبكر بين أخوة كثيرين. وليس كما نزل صعد لأنه جاء وحده كالراعي الصالح مدفوعاً بدافع الحب والعطف الذي لا حد له نحو الخروف الضال الهالك في البرية، ولكنه رجع حاملاً ذلك الخروف على منكبيه فرحاً متهللاً باستحضاره إلى البيت السماوي الأبدي، ورجع ليس فقط منتصراً، بل كمن خرج باكياً حاملاً مبذر الزرع، رجع بالترنم حاملاً حزمه. فبقيامته قد أُعطيت له العروس، الكنيسة، التي أُقيمت معه لتجلس فيه في السماويات. فله كل المجد. |
||||
18 - 06 - 2012, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 534 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسيح العجيب في أضيق ظروف العيش وُلد، لكن الفضاء من فوقه عطرته هللويات جُند السماء. كان مهده مذوداً للبهائم، لكن من فوقه كان نجم لامع يهدي خطوات المجوس من المشرق ليسجدوا له. كان مولده على خلاف قوانين الحياة، وكان موته على خلاف قوانين الموت. وحياته وتعليمه كان فيهما معجزة الدهور أغلقت على التفكير والتفسير. لم يكن يملك حقول قمح، ولا مصايد أسماك، لكنه استطاع أن يرتب مائدة لخمسة آلاف ولأربعة آلاف أكلوا خبزاً وسمكاً وفضل عنهم ما يملأ القفف والسلال. لم يمشِ في حياته على بساط وردي جميل يليق بكرامة قدميه، لكنه مشى يوماً على مياه البحر فحملته طائعة كما حملت تلميذه أيضاً بناء على كلمة خرجت من شفتيه. كان صليبه أفدح الجرائم جميعاً، لكن من جانب الله لم يكن ثمن أقل من آلامه الكفارية يمكن أن يصنع لنا الفداء. وقبيل أن مات، بكت عليه حفنة من الأوفياء، لكن الشمس اتشحت بظلمة كثيفة السواد. ومع أن الناس لم يرتعدوا من أجل خطاياهم، لكن الأرض تزلزلت تحتهم من هول ما حدث. وكل الطبيعة احترمته عرفاناً، إلا العُصاة والخطاة فقد رفضوه نكراناً. خطية أو شبه خطية لم تمسسه، ولم يكن ممكناً أن يرى جسده فساداً. لمدة ثلاث سنين، تكلم كارزاً، لم يكتب فيها كتاباً، ولم يبنِ هيكلاً، ولم يترك مالاً يورث. لكنه بعد قرابة ألفي عام لم يَزَل الشخصية التي تحتل مركز تاريخ البشرية. ولم يَزل موضوع الكرازة الممتد عبر القرون. ولم يَزل المحور الذي حوله تدور عظائم المتغيرات وحوادث الدهور. ولم يَزل صوت كلمته هو الباعث والبعث الجديد في حياة الملايين. هل كان هذا ابن مريم: مجرد إنسان بين الناس، وهو الذي طبق صيته الآفاق، مئات من السنيين؟ هل كان دم الجلجثة مجرد دم بشري، وهو الذي جرى لفداء الخطاة، فصنع العجب في الأفراد والجماعات والشعوب حكاماً ومحكومين، كل هذه القرون؟ وهل يستطيع إنسان عاقل أن يسكت أو يكتم العجب وهو يقول « ربي وإلهي »؟ يسوعُ وحـدهُ حَـوَى جميعَ أوصافِ الكمالْ وهو العجيبُ في البها والعزِّ أيضاً والجـلالْ |
||||
18 - 06 - 2012, 04:48 PM | رقم المشاركة : ( 535 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسيح المقام والممجد إنني أقوم بزيارات لبيوت مختلفة وأجد في كثير من هذه البيوت صورة يحبها الناس كثيراً .. صورة الصليب وعاصفة مُخيفة تهب حوله وامرأة قديسة يبدو عليها الحزن والألم والبؤس متعلقة بالصليب، ،اليأس مطبوع على وجهها. والناس يظنون أن هذه هى المسيحية. ولكن هل هذه هى المسيحية حقاً؟ !! إنها صورة مشوّهة ناقصة للمسيحية. وربما يقول أحد القرّاء الآن: هل تستهين بالصليب؟ كلا أيها القارئ العزيز، بل إني أقول مع الرسول بولس « حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح ». ولكن دعني أسألك: هل مثل تلك الصورة تعلمني المسيحية؟ كلا على الإطلاق. ولماذا؟ لأن حقيقة المسيحية هى أن العاصفة قد عبرت وأن المخلص اجتازها وقام منها. والإيمان يقود النفس ليس إلى أسفل صليب فارغ خالِ ولكنه يقودني إلى قدمي المخلص المرتفع حيث ليس هناك عدو أو شر. فالعاصفة قد انتهت وقوات الشر اندحرت. وبدلاً من أن تكون النفس في قلق وخوف ومرارة، تصبح مُمتلكة لسلام إلهي ثابت في يقين من الخلاص لأنه بالمسيح المُقام الذي اجتاز الموت والدينونة وهو الآن في يمين الله. إن المسيحية تُخبرنا عن شخص مبارك غالب منتصر عن يمين الله بعد أن حطم قوة العدو، وقد رفعّه الله، ومخلصاً يعطي التوبة وغفران الخطايا لكل من يؤمنون باسمه. فالقيامة إذاً هى التي يجب أن نعرفها. وإنني لا أستغرب ما أحدثه الشيطان من ضجة في سفر الأعمال الأصحاح الرابع عندما بشّر الرسل وعلموا الناس الحق، لأنهم بماذا بشروا؟ « في يسوع بالقيامة من الأموات » (أع4: 2). فلو كانوا قد بشروا بيسوع كمن عاش على الأرض فقط، لما اهتم الشيطان بالأمر لأنه مات. ولكن الرسل نادوا بأن الله قد أقامه من الأموات. لقد واجه الموت، ولم يكن للموت عليه حق، وأباده وهو الآن حي مُقام من الأموات بالبر عن يمين الله. وهو الحياة والبر والقداسة والفداء لكل نفس تؤمن به. ولذلك لا عجب أن الشيطان حاول في ذلك اليوم أن يضع الرسل في السجن، لأن القيامة التي كانوا يُنادون بها هى البرهان القاطع على أن المسيح قد هزمه وألغى قوة الموت. وإذ أُزيل الموت الذي هو أجرة لخطية الإنسان، برهنت قيامة المسيح على أن الخطية قد أُزيلت. |
||||
18 - 06 - 2012, 04:49 PM | رقم المشاركة : ( 536 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسيح الملك يحدثنا المزمور الثاني عن المسيح، بل إن سبب تسميته المسيح (وتعني الممسوح) واضحة هنا في قول الآب: « أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي » (مز2: 6). ويُخبرنا الكتاب المقدس أن الرب يسوع مُسح ثلاث مرات: 1ـ المسحة للخلق (أم8: 23). وهذه تمت في الأزل. فالرب مُسح لكي يُبدع الكون والخليقة. لكن الخليقة فسدت بسبب سقوط الإنسان، فمُسح الرب أيضاً مسحة للفداء. 2 ـ المسحة للفداء: وَرَدت في إشعياء61: 1. ولقد اقتبس الرب يسوع هذا الجزء مطبقاً إياه على شخصه الكريم (لو4: 18). 3 ـ المَسحَة للمُلك (مز2: 6): وما أحلى هذا المرسوم من الآب، عن مسحة المُلك قائلاً: « أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي ». فالرب مُسح ليملك على كل شيء. ونلاحظ أن المسحة الأولى (المسحة للخلق) ارتبطت ببداية الزمان (تك1: 1). والمسحة الثانية، المسحة للفداء، ارتبطت بملء الزمان (غل4: 4)، والمسحة للمُلك مرتبطة بنهاية الزمان، أو ما يسميه الوحي « تدبير ملء الأزمنة » (أف1: 10). ونجد هذه المسحات كلها في آية واحدة في عبرانيين1 « جعله وارثاً لكل شيء (كالملك) الذي به أيضاً عمل العالمين (الخالق) ... بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا (الفادي) » (عب1: 2،3). ومسحة ملء الزمان تمت عند معمودية المسيح من يوحنا، عندما « مسحه الله بالروح القدس والقوة » (أع10: 38). وهذه المسحة وردت في الأناجيل متى ومرقس ولوقا. وهي الأناجيل التي تتحدث عن المسيح باعتباره الملك والنبي والكاهن على التوالي. وفي العهد القديم كان كل من الأنبياء والكهنة والملوك يُمسحون. فالأنبياء سُموا مُسحاء في مزمور105: 15 (قارن مع 1مل19: 16)، وكذلك كان الكهنة يُمسحون (لا8: 12)، وكذلك أيضاً الملوك (1صم10: 1،6؛ 16: 13). والمسيح شغل هذه الوظائف مجتمعة: النبي والكاهن والملك. وهو مُسح باعتباره النبي ليبشر، وباعتباره الكاهن ليفدي، وباعتباره الملك ليحكم. ونلاحظ أن داود أيضاً قد مُسح ثلاث مرات: في بيت، ثم في حبرون، وأخيراً في حبرون أيضاً (1صم16؛ 2صم2؛ 5). |
||||
18 - 06 - 2012, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 537 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسيح رجل الأوجاع نعم لقد كان يسوع رجل الإيمان الذي لا يتزعزع، وقد عاش ليس فقط أمام الآب، بل بالآب. وهو رئيس الإيمان ومكمله. فهو قد صار أمام الخراف. وهو السابق المتقدم، اختبر كل صعوبة واجتاز كل ضيقة وذاق كل حزن. يعرف الطريق في كل تفاصيلها وكل ناحية من نواحي ضيقها. أكان إبراهيم نزيلاً وغريباً في أرض الموعد كأنها غريبة؟ هوذا يسوع الذي تعيَّن وارثاً لكل شيء لم يكن له أين يسند رأسه. هل رفض موسى كنوز مصر؟ هوذا يسوع قد عُرض عليه كل العالم بجميع ممالكه ومجده، فرفضه بشمم وإباء لا نظير له. هل اختبر داود الممسوح من الرب، كم هو مؤلم أن يكون مرفوضاً ومُبغضاً ومُضطهداً من المتكبرين الأشرار؟ هوذا سيدنا له المجد، كم لاقى واحتمل من عداوة ومقاومة ونكران للجميل! هل ذرف إرميا دموع الحزن المرير بسبب عدم توبة أورشليم واطمئنان يهوذا الكاذب وانسياقهما وراء أضاليل الأنبياء الكذبة؟ هوذا يسوع وقد لمح من بعيد ما ينتظر إسرائيل من دينونة أعظم بسبب ارتدادهم، بكى على المدينة وأحب الأمة بقلب أمين حزين. لقد شاركنا يسوع في كل أحزاننا وأوجاعنا واحتمل جميع أمراضنا. وكم من مرة تأوه وتنهد إزاء التعاسة التي في العالم بسبب الخطية التي تقود للموت، العدو الأكبر والأخير، وبينما هو يعترف بما في هذا كله من عدل إلهي، كان قلبه يفيض بالحب والحنان تجاه المتألم. لقد كان يسوع في كل أيام جسده رجل أوجاع ومُختبر الـحَزَن. ولكنه في بستان جثسيمانى دخل في اختبار مختلف عن آلامه وجهاده السابق. إنه كان يرى الصليب منذ البداءة وقد ثبَّت وجهه كالصوّان صوب أورشليم لكي يذهب ويتألم هناك. ومجرد تصوُّر ذلك الكأس المريع الذي كان ينتظره، كان يملأ نفسه بالجزع والرُعب الشديد، وكان منحصراً حتى تكمل صبغته (لو50:12) . وعندما جاء اليونانيون إلى العيد، اضطربت نفسه، ذلك لأن عيّنة أو عربون الحصاد الماثل في الأمم المتسائلين ذكّره بأن حبة الحنطة كان لابد لها أن تموت أولاً، وعندئذ صرخ إلى الآب « أيها الآب نجني من هذه الساعة. ولكن لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ». ادولف سافير |
||||
18 - 06 - 2012, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 538 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسيح في قمة المجد لم يَقُم الرب يسوع المسيح من بين الأموات فحسب، بل صعد إلى السماء من حيث جاء. وهو هناك اليوم، لا كائناً روحياً غير منظور وغير ملموس، بل إنساناً حياً في جسد ممجد من لحم وعظام. إنه في هذا الجسد يحمل إلى الأبد الجروح التي حصل عليها في الجلجثة، وهي براهين رائعة وأبدية لمحبته لنا. إن ربنا هو في يمين الله، أي في مكان: القوة، فاليد اليُمنى هي، على العموم، أقوى من اليد اليسرى، لذا أصبحت مقترنة بمفهوم القوة (مت26: 64) الكرامة، لأن المسيح « ارتفع بيمين الله » (أع2: 33، 5: 31). الراحة، وإذ أكمل المسيح عمله « جلس عن يمين العظمة في الأعالي » (عب1: 3، 8: 1، 10: 12). وهذه الراحة هي راحة الرضى والاكتفاء، لا الراحة التي هي عكس التعب. الشفاعة، يتحدث بولس عن المسيح القائم عن يمين العظمة حيث يشفع لنا (رو8: 34). التفوق، « عن يمينه في السماويات، فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يُسمىّ، ليس في هذا الدهر فقط، بل في المستقبل أيضاً ... » (أف1: 20، 21). السلطة، في عبرانيين1: 13 يخاطب الله ابنه بهذا القول « اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك ». وهذه السلطة يؤكدها بطرس بشكل بارز في 1بطرس3: 22 « الذي هو في يمين الله ... وملائكة وسلاطين وقوات مُخضعة له ». ملائكة وسلاطين وقوات: يُقصد منها، ولا شك، جميع الكائنات السماوية بمختلف رتبها. إنها كلها تعمل خادمة المسيح المُقام والممجد. كان هذا، إذاً، اختبار ربنا في تألمه من أجل الخير. فالناس رفضوه في شهادته من خلال نوح قبل التجسد، وفي مجيئه الأول بوصفه ابن الإنسان. لقد اعتمد في مياه الموت المُظلمة في الجلجثة، لكن الله أقامه من بين الأموات ومجّده عن يمينه في السماء. فمقاصد الله الأزلية، أن الآلام لا بد أن تسبق الأمجاد. |
||||
18 - 06 - 2012, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 539 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسيح مثالنا فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً. الذي .. أخلى نفسه ... وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: 5-8) ما أكثر حرصنا على كرامتنا. نحن نتكلم ونكتب عن الموت والقيامة، ونعترف بأننا مُتنا وقُمنا مع المسيح، ولكن دع أحداً يخدش كرامتنا وما أسرع ما نبرهن على ضآلة اختبارنا لقوة هذه الحقائق المباركة. فإن كنا بالحقيقة نؤمن بأن أخلاقنا السيئة والحسنة منها قد انتهت في صليب المسيح، وإن كنا بالحقيقة نؤمن بأننا قد مُتنا مع المسيح فلن نشعر بما يُسمّى « إساءة » والسبب بكل بساطة هو لأنها تمس أنفسنا. وإن كنا بالحقيقة نعيش في قوة الموت والقيامة، فلن نشعر إلا بما يمس كرامة المسيح، لا بما يمس كرامتنا نحن. إننا في زمن الكلام الرنان والسلوك بالتهاون. ما أجمل ما نقوله وما نكتبه، وما أقل تأثير ما تنطق به شفاهنا وما تجري به أقلامنا على سيرتنا وفي قلوبنا. لنرجع إلى الأصحاح الثاني من رسالة فيلبي حيث نرى المسيح كمثالنا. إنه « أخلى نفسه » ولم يبارح النير عنقه، وهو لم يستعفِ من حمله. لقد نزل واتضع حتى إلى تراب الموت. لم تظهر فيه مُطلقاً أية مقاومة لإرادة الآب. لما جاء إلى العالم قال « أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت » (مز40: 8) وأثناء سيره في هذا العالم كان يقول « طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني » (يو4: 34). ولما أوشك أن يبارح العالم قال « لتكن إرادتك » فكل طريقه هنا في العالم كان بحسب مشيئة أبيه. وإنه لتملأني الدهشة عندما أجد قوماً يسألون الله أن يجبرهم على التواضع. إنه من امتيازنا أن نتطلع إلى الله لكي يملأنا من الفكر الذي في المسيح حتى بنعمته نستطيع أن نتواضع. لقد كان المسيح مُطيعاً حتى الموت، وهو مثال لنا لأننا مقدسون لطاعة المسيح، لكي نُطيع كما أطاع هو، بنفس الروح وعلى نفس المبدأ وهو بنفسه يقول « تعلموا مني » (مت11: 29) في طريق إنكار النفس والتواضع والطاعة حتى الموت. ويا لها من نعمة أن نقترب منه وأن نتعلم منه. |
||||
18 - 06 - 2012, 04:52 PM | رقم المشاركة : ( 540 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
المسيح يتألم بسبب الخزي الذي تحمله أحباؤه عندما ترك الرب يسوع عبيد الرؤساء الدينيين يمسكونه، لا بد أن يكون تلاميذه قد تساءلوا عدة أسئلة. لقد رأوا سيدهم يُعامَل مثل أدنى الأشرار! كيف يمكن أن الذي في عيونهم كان هو المزمع أن يفدي اسرائيل (لو24: 21) تُساء معاملته إلى هذه الدرجة؟ لماذا لا يستخدم قوته التي بها صنع آلاف المعجزات التي كانوا شهوداً لها؟ ألم تكن تلك المعجزات تبرهن على أنه هو المُرسل من الله، المسيا الموعود به؟ هل لم يَعُد الله بعد معه؟ إن الصلاة الحارة موضوع عددي التأمل اليوم، تُظهر انشغال الرب بينما كان يُقاد من محكمة إلى محكمة إلى أن وصل إلى مكان عذابه؛ لقد كان يفكر في تلك الأسئلة التي كان تلاميذه يتساءلونها، وفي الخزي الذي كانوا يشعرون به بسبب ما حدث له! إن السبب في ذلك هو أنه أحب محبة عميقة أولئك الرجال والنساء الذين على مدى أكثر من ثلاث سنوات تبعوه في جميع أسفاره! لقد أحبهم محبة بشرية لأنه كإنسان كامل كان عُرضة لنفس انفعالاتنا. كم من روابط نشأت على طول المراحل التي قطعها، وكم من الأخطار تشاركوا فيها، وكم من انتصارات أُحرزت، وكم من إعلانات قيلت! نعم، لقد تركوا كل شيء لأنه كان لهم إيمان به، وكان الرب يفكر في خيبة الأمل التي كان يمكن أن يشعروا بها لو ظنوا أنهم كانوا مخدوعين! لقد سبق أن أخبرهم مقدماً بما كان ينتظره، وسبق أن شجعهم بأن قال لهم « لا تضطرب قلوبكم » (يو14: 1). ومع ذلك فإن مخلصنا العزيز يعلم جيداً المشاعر الإنسانية، وصلى إلى أبيه حتى لا يكّل الذين آمنوا به من العار بسببه. وهكذا فإن هذا الألم من جهة خاصته يُضاف إلى آلامه التي احتملها من قِبَل البشر. وكونها مُعلنة لنا، يُظهر جانباً من جوانب محبة الرب لنا. مُبدع الكونِ القدير سُمرّ فوق الصليب فرَّ عنه كل خلٍ مثل إنسان غريب أمسكوا الرب يسوع أوثقوه بالحبال واقفاً وقفة عبدٍ وهو رب مُتعال |
||||
|