![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 53231 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ولكي تعرف الله وتحبه، ينبغي أن تعاشره. مجرد القراءة وحدها لا تكفي. فعملها هو أن تفتح الباب، فتدخل أنت وتعيش مع الرب، وتختبر بنفسك حلاوة العشرة مع الله. لذلك جرب الحياة مع الله، جرب العمل مع الله، وأن تشركه معك في شيء. جرب كيف تتخذه لك صديقًا، وتشرح له أسرارك وأفكارك وكل أمورك، وتري ماذا يعمل ولأجلك. اختبر أيضًا كيف تعتمد عليه، أكثر مما تعتمد علي فكرك ومواهبك.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53232 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث لا تأخذ من الله موقفًا سلبيًا أو منعزلًا. لأن هذا لا يمكن أن يوصلك إليه وإلي محبته.. ولا يمكن أن تذوق الرب وحلاوته بهذه السلبية.. تقدم إذن إلي الرب وكون معه علاقة , حاول أن تعمق هذه العلاقة يومًا بعد يومًا. إن كنت لم تجرب بعد عشرة الله ومحبته علي هذه الأرض، فكيف ستعيش معه إذن في الأبدية؟! محبتك لله هنا، هي مذاقه الملكوت.. فإن ذقت ما أطيب الرب، ستشتاق إلي الحياة الأبدية، التي يقول عنها الرسول (نكون كل حين مع الرب) (1تس4: 17). بل إن الرب يقول (آتي وآخذكم إلي، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا) (يو3:14)، فكيف تكون كل حين مع الرب، إن لم تحبه همنا وتجرب عشرته؟! فتشتاق إلي الوجود الدائم معه في الأبدية.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53233 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث لتكن علاقة مباشرة معه لأجل ذاته هو.. فإن أخطأت، احجل منه أكثر مما تخجل من أب الاعتراف، وقل له (لك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت) (مز50). اشعر أنك أخطأت إليه قبل أن تخطئ إلي الناس. حاول أن تكون علاقة مع الله نفسه، وليست فقط علاقة وصاياه. ليكن لك الشركة معه (1يو6:1). وهذه الشركة تقودنا إلي حفظ وصاياه فنحفظها عن حب، إذ أن الله يملأ كل فكرنا. ولهذا نضم صوتنا إلي صوت الرسول ونقول (وأما فلنا فكر المسيح) (1كو16:2).. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53234 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث *إن أردت أن تحب الله، اتخذه لك صديقًا. بل ليكن صديقك الأول، الذي تهرع إليه قبل كل أحد. تكشف له أسرارك، وتحكى له كل شيء، وتشعر بعمق الراحة في الوجود معه. تحكى له كل أفكارك، وتكشف له أعماقك، بكل صراحة، وبكل صدق، وبكل ثقة. بقلب مفتوح. ولا تسأم من الحديث إليه. بل تقول: عندي كلام كثير يا رب لأقوله لك.. أنا يا رب أثق بمحبتك لي، وبأنك تريد لي الخير، وتقدر على ذلك. لماذا لا أحكي لك كما أحكى لأحبائي من البشر!! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53235 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث أتراني أجد لذة وفي نفس الوقت أبعد عنك أنت يا خالق الكل؟! وكلما تدعوني أليك، انشغل بأمور أخرى، واحتج بضيق الوقت..!! لاشك أننا بالحديث مع الله ننفس عن أنفسنا. ونجد راحة، إذ نلقى عليه كل همومنا، كأب محب لنا، نبادله الحب، ولا نخفى عليه شيئًا (بل نجعله يشترك معنا في كل ما نفعل. وفي حب نسلمه أفكارنا ليقودها. ويصحح مسارها إن كان في مسلكها خطأ.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53236 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث حاول أيضًا أن تشرك الرب معك في كل عمل.. فمثلا، إن كنت ذاهبا إلى عملك، أو إلى مكان دراستك، أو حيثما أردت أن تذهب، قل له -قبل أن تخرج من بيتك- أنا يا رب ذاهب إلى هذا المكان، فكن معي فيه وسأقابل فلانا من الناس، وفقني في لقائه وفي الكلام معه، وضع في فمي الكلام الذي سأقوله،وهكذا تتحدث مع الله خلال اليوم.. أو قبل أن تخرج من منزلك، قل له: أنا تارك يا رب هذا البيت في رعايتك.. وتمشى في الطريق وأنت شاعر أن الرب إلى جوارك. وقبل أن تبدأ العمل، مهما كنت ذكيا وصاحب خبرة، قل له: يا رب، اشترك في العمل معي. فأنا بدونك لا اقدر أن أعمل شيئًا (يو 15: 5). وإن نجحت في عملك، قل له: لقد كانت يدك معي في العمل. فأشكرك واطلب دوام معونتك.. وإن أجريا لك أو لأحد أحبائك عمليه جراحية ونجحت، قل له: لقد كانت يدك مع الطبيب ومع المستشفى.. وهكذا ظهرت محبتك لنا. ونحن نحبك كما أحببتنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53237 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث ولكي تحب الله، اجعل الرب أمامك باستمرار.. مثلما كان يقول داود النبي "جعلت الرب أمامي في كل حين. لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز 16: 8) (أع 2: 25). لا شك أن هذا الشعور يمنح القلب إيمانًا وثقه وسلامًا. ولهذا يقول داود بعد هذه العبارة "من أجل هذا، فرح قلبي وابتهجت روحي.." أو أجعل الرب أمامك، وكما كان يقول إيليا النبي: "حي هو رب الجنود الذي أنا وأقف أمامه" (1 مل 18: 15). وهكذا يملأ الرب حواسك، وبالتالي يملأ فكرك وقلبك، وتجد نفسك تحترس وتفعل كل ما يرضيه. بل أيضًا تشعر بصحبته لك. ليس فقط ليعرف أعمالك (رؤ 2: 2-9) بل بالحري ليشترك معك فيها، أو يدعوك لأن تشترك معه فيما يريده لأجلك أو لا جل ملكوته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53238 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث شعورك بوجود الله أمامك يمنحك قوة فلا تخطئ.. ومثال ذلك يوسف الصديق، الذي قال "كيف أصنع هذا العظيم وأخطئ إلى الله" (تك 39: 9).. لقد كان يرى الله أمامه في ذلك الوقت، ولم يغب الله عن ذهنه لحظة واحدة. ومن محبته لله، لم يقل كيف أخطئ أمامه" وإنما قال "كيف أخطئ إليه"؟! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53239 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث إنك تضع صورا كثيرة في بيتك، تراها أمامك.. فلماذا لا تضع الله أمامك، مثل باقي الصور، بل قبلها؟ تراه أمامك في كل حين: حين تمشى في الطريق، وحين لا تكون في بيتك، وحين تجلس مع الناس، لا شك أن أن بطرس الرسول حينما أنكر الرب، لم تكن صورة الرب أمامه. ولكنه حينما صاحب الديك، وتذكر الرب وما سبق أن قال له. حينذاك خرج إلى خارج وبكى بكاءً مرًا (مت 26: 75). انك في محبتك لله، لست فقط ترى الله أمامك، بل بالأكثر ترى نفسك في حضنه. وتقول كما في سفر النشيد "شماله تحت رأسي، ويمينه تعانقني" (نش 2: 6) إنك ابنه الذي أحبك، ومن أجلك فعل الكثير. وإن تذكرت كل حبه لك، لابد ستبادله الحب ولا يمكن أن تخطئ، بل تغنى له كل يوم تسبيحًا جديدًا. وتقول مع عذراء النشيد "حبيبي لي، وأنا له، الراعي بين السوسن" (نش 6: 3) "تحت ظله اشتهيت أن أجلس، وثمرته حلوة لحلقي" (نش 2: 3). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 53240 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث ما أجمل أن تشعر أن الله معك، وأنه ممسك بيدك، وهو أمامك، وعن يمينك، ومحيط بك.. أنت في يده اليمنى (رؤ 2: 1). وقد نقشك على كفه (أش 39: 16). ولا يستطيع أحد أن يخطف من يده شيئًا (يو 10: 28). بل حتى جميع شعور رأسك محصاة (لو 12: 7). إن تذكرت هذا الإله المحب لك، وجعلته أمامك، فإنك لا بد ستحبه وتشعر بالأمان والاطمئنان لوجودك في حضرته. أتستطيع أن تحبه، وأنت لا تشعر بوجوده معك ؟! تحبه غيابيا، وأنت لا تشعر بوجوده؟! ليس هذا الأمر معقولًا.. إننا يا أخي لسنا نحب إلها مجهولًا. بل هوذا الرسول يقول "الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1يو 1: 1). فإن كان الرسل قد رأوه عيانا، فإننا نراه بالإيمان، مثلما قال داود النبي ".. الرب أمامي في كل حين" (مز 16: 8). |
||||