15 - 08 - 2014, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 5201 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ " لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي : يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ . بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ . كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ : يَا رَبُّ ، يَا رَبُّ ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا ، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً ؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ : إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ . " ( متى 7 : 21 – 23 ) . يتصور البعض ان في ايماننا الكفاية ، ليس علينا ان نعمل شيئا ً . الايمان يقودنا الى الحياة الجديدة . والحياة الجديدة لها اعمال ٌ جديدة . يعقوب الرسول كان مدققا ً ، كان قديسا ً مشهودا ً له بالتقوى والقداسة . كما ركز بولس الرسول على العقائد ، ركز يعقوب الرسول على السلوك العملي . ويقول يعقوب : " ً لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ ، هكَذَا الإِيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ " ( يعقوب 2 : 26 ) . كثيرون يلبسون ملابس الايمان ايضا ً ، يختفون تحتها ، لا يعملون اعمال الايمان . المسيح نبه واكد اننا ملح الارض ، واننا نور العالم : " أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ " . المؤمن ملح الارض " وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. " أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ " المؤمن نور العالم : " لاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ . فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. " . الايمان يتبعه الاعمال . لا تفتخر باستقامة ايمانك وتمسكك بالقانون . لا تتباهى بقدرتك على التنبؤ ، على اخراج الشياطين ، على صناعة المعجزات . أنت رسالة المسيح تسير على قدمين .أنت تحمل شَبَه المسيح وصورته . من ثمارك تُعرف . كل شجرة جيدة تصنع أثمار جيدة ، الشجرة الردية تصنع اثمار ردية . لا تقدر ثمرة جيدة أن تصنع أثمار ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثمار جيدة . هل تستطيع أن تؤمن بالحب ولا تُحب ؟ هل تؤمن بالخير وتعمل الشر ؟ هل تُؤمن بغفران المسيح ولا تغفر لقريبك ؟ هل تعرف الحق ولا تمارسه ؟ الايمان بدون اعمال ميت . الثبات في الكرمة دون الاثمار مستحيل . تمتع برحمة الله بالايمان ومارس اعمال الرحمة مع الآخرين . عش قوة الله بايمان واسند الضعفاء وكمّل قوتهم . لا يمكن ان نفصل علاقتنا بالله عن علاقتنا بالآخرين . لا يمكن ان نحب الله ونتمتع بمحبته ولا نحب الأخ والقريب . محبة الاخ دليل لمحبتنا لله . كيف نحب الله ولا نحب اخوتنا . " مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ ؟ " ( 1 يوحنا 4 : 20 ) الايمان الحقيقي له اقدام ٌ تسعى وأيد ٍ تعمل وقلب ٌ يُحب |
||||
15 - 08 - 2014, 02:02 PM | رقم المشاركة : ( 5202 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التفت الى الحياة حولك امعن النظر ، افحصها ، تأمل ابعادها . هل ترى الشمس فوقك ؟ هل تحس بحرارتها ؟ هل تتمتع بنورها ؟ ونسمات الهواء وهي تداعب شعرك ، وترطب وجهك ، وتملأ رئتيك . هل ترى الزرع ؟ هل تلاحظ خضرة اوراقه وتناسق الوانه ؟ خلق الله الانسان ليتسلط على سمك البحر وطير السماء وحيوان الارض . وتستمر الحياة بدقة ٍ وتنظيم وحسب خطة ٍ وترتيب الهي معجزي خارق . يقف العلماء حيارى ، مندهشين ، مأخوذين يتأملون ويدرسون معجزة الحياة . يكشفون بعض الاسرار ويصلون الى حل بعض الالغاز فقط . أما الحياة الروحية فاسرارها عسرة الكشف والغازها صعبة الحل . كيف يتغير الانسان ويولد ولادة جديدة ؟ كيف تتغير طبيعته ؟ حين جاء نيقوديموس للمسيح ليلا ً وطلب من المسيح ان يكشف له سرها ، قال له المسيح : " اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. " ( يوحنا 3 : 8 ) هكذا نقف حيارى امام اسرار الولادة الجديدة والحياة الجديدة للانسان ، هل هي ولادة الانسان في الله أم حياة الله بالايمان في الانسان ؟ " مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ." ( 1 يوحنا 5 : 12 ) كيف يتغير قلب الانسان ؟ كيف تتشكل من جديد عواطفه ؟ كيف تنضج ارادته ؟ كيف تُصبح له طبيعة ٌ جديدة ٌ مغايرة ؟ كيف يحيا حياة ً يمتزج فيها الالم بالفرح ، المعاناة بالنصرة ؟ كيف تحول شاول الى بولس ؟ في قمة تجبره ِ رأى المسيح فسقط على وجهه ِ ، " فَقَاَلَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ وَمُتَحَيِّرٌ: يَا رَبُّ ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ ؟ " ( اعمال الرسل 9 : 6 ) وعمل ما اراده الله . وغيّر بولس كثيرين . تغيرت صورتهم القديمة وصارت لهم صورة جديدة . اسرار ٌ لا يمكن فهمها ولا ادراك ابعادها . معجزات ٌ تتم بالايمان بالمسيح . وسوف يتكمل التغيير الذي يحدث هنا حين نصعد اليه في مجده . حينئذ ٍ نتغير الى الصورة عينها ، صورة المسيح " مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ " ( 2 كورنثوس 3 : 18 ) معجزة ، معجزة المعجزات ان نجد انفسنا مولودين بالايمان بالمسيح ولادة ً جديدة . معجزة ، معجزة المعجزات ان يحيا الله فينا " فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ " ( غلاطية 2 : 20 ) معجزة ، معجزة المعجزات ان نجد انفسنا مرتبطين بالايمان بطبيعة الله وحياته . معجزة ، معجزة المعجزات ان ننتمي الى الحياة الابدية التي يهبنا اياها المسيح . وتحقيق المعجزة يتم بالايمان بالمسيح وقبول دمه بغفران خطايانا . |
||||
15 - 08 - 2014, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 5203 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَنْبُوعَ مَاءٍ هل سرت يوما ً في الصحراء وقت الظهيرة ؟ هل احترق جسدك بشمسها ؟ هل غاصت اقدامك في رمالها ؟ وصعب عليك السير في دروبها وطرقها ؟ الصحراء رمز ٌ للجفاف والعطش ، رمز ٌ للتيه والضلال والضياع . وحياتنا حين تجف ، وحين ندور في دوامة مشاكلها تكون سيرا ً في الصحراء . حين تجد قلبك وقد تشقق من جفاف الحياة واعتصرته الآلام . حين تجد روحك تحيا تيها ً ، لا تجد مستقرا ً تستريح عليه وتسكن ، تحتاج الى لقاء ٍ مع من يروي عطشك ويريح نفسك . كالسامرية ، المرأة التي يتناول الناس ذكرها 20 قرنا ً . وُلدت وعاشت في سوخار ، البلدة الصغيرة في سفح الجبل وعلى حافة الصحراء . كانت متفتحة ً للحياة ، تشتهي ان ترتشف من كل مباهجها ولذاتها وتنتشي . وصُدمت ، فالحب لم يروِها بل بالعكس زاد من جفاف حياتها فكفرت به. لجأت الى التعبد في الجبل ، مارست طقوس الدين ونفذت اركانه . كانت كأنها تطرق حديدا ً باردا ً وتضرب الصخر برأسها . لكم تجد راحة في التدين . في يأسها واحباطها ، في ضيقها وفشلها ، حملت جرتها وذهبت الى البئر . بئر يعقوب التي شرب منها هو وبنوه ومواشيه . سعت للارتواء منها . اختارت وقت الظهر ، وقت الحر ، وقت الجفاف والعطش ، بعيدا ً عن الناس . وجدت من ينتظرها جالسا ً على حافة البئر . تشاغلت عنه بملء جرتها . بادرها بالقول : " أَعْطِينِي لأَشْرَبَ " كان يعرف ما بداخلها من عطش . تعللت بالقول : " كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ ؟ " حول المسيح نظرها الى الماء الحي الذي تحتاج اليه . ماء حي ؟ من اين لك " يَا سَيِّدُ ، لاَ دَلْوَ لَكَ وَالْبِئْرُ عَمِيقَةٌ. فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الْمَاءُ الْحَيُّ ؟ أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ ؟ " لم يكن في نظرها اعظم من يعقوب . رجل ٌ يهودي ٌ على البئر . قال لها : " لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا ......... كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " وما ان طلبت منه ذلك الماء حتى اعطاها وتفجر بداخلها ينبوع حياة . وسط الصحراء ، في الجفاف ، في متاعب ومتاهات الحياة ، نعطش ونبحث عن الارتواء في آبار العالم فنعطش ايضا ً ، حتى نلتقي به ونقبله . نقبل المسيح ربا ً ومخلّصا ً فينبع في داخلنا ينبوع حياة ابدية |
||||
15 - 08 - 2014, 02:04 PM | رقم المشاركة : ( 5204 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل شيء ٍ في وقته يقف قائد الاوركسترا ( المايسترو ) وبيده ِ عصا رفيعة . وامامه عشرات الموسيقيين بآلاتهم الموسيقية . يرفع عصاه فيتوقف الهمس في القاعة وتنحبس الانفاس ويحل على المكان صمت ٌ تام . ويكف العازفون عن ضبط آلاتهم ويرفعون عيونهم الى المايسترو ، وينتظرون حركة العصا . وتتحرك العصا ويبدأ العزف وتتموج العصا على تموجات اللحن ، وبين الحين والآخر تشير العصا الى العازف . بعد ساعات من العزف حسب توجيهات المايسترو بعصاه ، تنتهي السمفونية وتمتلئ القاعة بالتصفيق . وراء هذا التصفيق عازفون ابدعوا وآلات ٌ تجمعت اصواتها وعصا القائد حفظت التوقيت . أي خلل ٍ في ذلك التنسيق يهدم العمل كله ويقتل اللحن ويغضب الجماهير التي أتت لتُطرب . لو تأخر عازف ٌ عن الاستجابة للعصا أو اسرع او لم يتجاوب لاشارتها ، تهاوت المعزوفة وسقطت . لكل آلة ٍ وقت في النوتة الموسيقية ، لكل عازف ٍ دور في بناء السمفونية يحافظ عليه . نعم " لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ.لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ….. لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ…. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ. " ( جامعة 3 ) . وكل الاوقات في يد الميقاتي الاعظم " صَنَعَ ( الله ) الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ " مرض لعازر وارسلت مريم ومرثا ليسوع أن يحضر حالا ً ، ولم يحضر حالا ً . حضر في وقته ِ ، في توقيت ٍ خاص ليقيمه من وسط الاموات ليتمجد الآب . تآمر اخوة يوسف عليه ، ألقوا به في البئر ، باعوه الى قافلة ٍ عابرة ولم يتدخل الله . نزل ارض مصر ، أُلقي به في السجن ظلما ً ثم تدخل الله ليجلسه على عرش فرعون . خرج القارب يحمل التلاميذ الى عرض البحر ، هاج البحر ، هبت الريح ، علت الامواج ، صدمت القارب ، كادت تحطمه ، خارت قواهم ، يأسوا ، وجاء الرب في وقته ِ ماشيا ً على الموج وانقذهم . العصا في يد القائد ، القائد الذي يحرك الاحداث والظروف والعالم بيده . اترك الوقت له فهو الميقاتي الاعظم . عنده لكل شيء ٍ وقت . كل اوقات حياتنا حددها الله بدقة حسب توقيته الاعظم . كل شيء ٍ في وقته . لا تحاول ان توقفها او تستعجل خطاها إنما انتظرها كما رتبها الله لك . انتظرها بثقة ، انتظرها بايمان ، انتظرها في فهم ٍ وادراك وشكر . |
||||
15 - 08 - 2014, 02:05 PM | رقم المشاركة : ( 5205 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِير في نهاية المطاف بعد سنوات طوال قضاها نبي الله موسى في مصر وارض مديان والتيه في البرية . 120 عاما ً عاشها موسى كليم الله ، يخدم الله ويعاين مجده ويقود شعبه . وها هو بعد كل تلك السنوات يجلس وحيدا ً على الجبل ، بعد ان رأى ارض الموعد من بعيد . جلس يسترجع الاحداث العظيمة التي مرت به ، والعجائب التي صنعها الله بيده وبعصاه . سرح بنظره الى اول لقاء مع الله في جبل حوريب . تذكر العليقة المحترقة بالنار . ومر شريط الذكريات ... مصر ، مذلة الشعب ، فرعون ، قسوته ، الضربات ، ثم الخروج ، الخروج المتعجل والزحام والصراخ والجري والسقوط والقيام ، وعفار الصحراء يغطي الارض والسماء ، وقعقعة المركبات وصهيل الخيل وصياح جند فرعون خلفهم وانحباسهم بين البحر وجيش المصريين . الفزع على وجوه الجميع والبكاء ولطم الخدود ، ثم خلاص الرب . بضربة ٍ واحدة ٍ من عصاه انشق البحر ، وعبر الشعب وغرق جيش فرعون . وتوالت معجزات الرب ... طعام المن والسلوى من السماء ، الماء الرطب يخرج من بطن الصخرة ، وها هو الله حتى هذه اللحظة معه كل الوقت وحتى نهاية الوقت ، وقد جائت نهاية وقته . هو الآن على الجبل يرى غروب حياته وبداية انطلاقه الى الابدية لينظم الى الله الابدي . سوف يتبع رفاق ايام شبابه وايام كفاحه اللذين دفنوا في رمال الصحراء . سيرقد بجوارهم . طال عمره عنهم بعض الوقت ، لكن لكل عمر ٍ نهاية ، ولكل وقت زوال ، حظر وقت الرحيل . سيمضي موسى وتبقى الصحراء ، سيمضي موسى وتبقى الجبال ، سيمضي موسى وتبقى الانهار ، سيمضي موسى ويُدفن في التراب وتختلط ذراتُه بذراتِه ويبقى الله الازلي الابدي . في تأملاته تلك رفع موسى صلاته في المزمور التسعين : " إِحْصَاءَ أَيَّامِنَا هكَذَا عَلِّمْنَا فَنُؤْتَى قَلْبَ حِكْمَةٍ. " ( مزمور 90 : 12 ) حكمة ان نعرف ان للوقت نهاية ، حكمة ان نعرف ان للانسان نهاية . ومن الحكمة ان نفتدي الوقت ونستفيد بساعاته ودقائقه وحتى ثوانيه . وبعد ذلك كله تأتي النهاية ، نهاية الوقت ونهايتنا لنسمع الصوت : " نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِير ِ" ( متى 25 : 21 ) ونخطو الى الخلد مع الله الخالد ، نحو الابد مع الله الابدي ، آمين |
||||
15 - 08 - 2014, 02:06 PM | رقم المشاركة : ( 5206 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اسرع الوقت يجري من اعظم عطايا الله واثمنها واغلاها لنا الوقت . الوقت اثمن عطية . انظر الى شروق الشمس صباحا ً وهو يعلن بداية يوم ٍ جديد ٍ كامل ٍ لك . أترى وجه الشمس الاشقر وابتسامتها الواسعة وهي تقدم لك 24 ساعة ؟ هل تستخدم هذه الساعة بحكمة ٍ ام تستخدمها بجهل ؟ هل تضيعها أم تستثمرها ؟ " فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. " ( افسس 5 : 15 ، 16 ) وكما تقبض على الاشياء الثمينة بحرص وتمسك بها جيدا ً باصابعك حتى لا تضيع ، هكذا امسك بالوقت ، لا تدعه يضيع من يدك ، لا تدعه يفلت من قبضتك . الوقت سريع الانفلات ، سريع الهروب ، سريع الضياع ، يذهب ولا يعود . ما تكاد تنظر الى الشمس وقت الشروق ، فجأة تجدها توسطت السماء ظهرا ً ، ثم تسرع تميل نحو الغروب ، تختفي وراء الافق ويمر النهار ويحل الليل . اعملوا ما دام نهار ، يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل " يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ " . في النهار تدب حرارة الشمس في عروقك فتنشط وتعمل . في الليل يخور الجسد وترتخي اليدان وتهمد الحركة ويأتي النعاس . وفي سكون الليل يصرخ الندم ويئن القلب ، ينعي ضياع الوقت . عبثا ً تحاول ان تؤجل الوقت ، عبثا ً تعطله وتبطئ ذهابه ، عبثا ً توقفه . الساعة تتحرك دائما ً الى الامام ، البندول يهتز بلا توقف ، لا يرجع الى الخلف ابدا ً ..تِك تَك ، تِك تَك ، تِك تَك ، ويمضي الوقت يتحرك دائما ً للامام . الوقت وهو متاح ٌ لك ثمين ٌ قيمته غالية ، لكنه عندما يمر ويذهب ، يُصبح بلا قيمة . كل شيء ٍ يمكن ان تدخره وتخزنه ُ الا الوقت فهو غير قابل ٍ للادخار والتخزين . استخدمه وهو ساخن طازج . هو يجري ، اجري خلفه ، الحق به لتحقق فيه اهدافك . الوقت خادم ٌ امين ٌ لمن يستغله ويستفيد به وعدو ٌ لمن يهمله ويتباطئ عنه . يأخذنا سليمان الحكيم الى النملة ، يطلب من الكسلان ان يتأملها وهي تدب على طريقها . تسير الى الامام ، تسعى دائما ً وتجاهد ، تجمع طعامها ، تجرّه ، تدفعه ، تحمله الى بيتها . لا تكل ، لا تمل ، لا تشكو ، لا تعترض ، لا تتوقف ، لا تسترخي ، لا تستلقي ، لا تنام لأن " قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلاً لِلرُّقُودِ ، فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ . " ( امثال 6 : 10 ، 11 ) . اسرع الوقت يجري ، لا تتمهل الوقت يمضي ، الحق به ، امسك به ، استخدمه ، هو الآن لك ، غدا ً ليس لك |
||||
15 - 08 - 2014, 02:07 PM | رقم المشاركة : ( 5207 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تخف ، الموت فقد شوكته الموت حقيقة ، الموت حكم ٌ ، الموت ُ قاس ، الموت عقاب . منذ خرج الانسان الى العالم حاملا ً لعنة الموت وهو يحيا كل يوم بلعنته . خرج هاربا ً يجري مطاردا ً كل يوم بشبح الموت . مع كل خطوة ٍ احتمال الموت ، مع كل حركة ٍ قلق الموت . الانسان الذي يعيش تحت لعنة الموت يموت كل لحظة ٍ آلاف المرات . المسيحي لا يرى الموت مخيفا ً ، لا يخشاه لأنه ليست في الموت نهايته . له بعد الموت حياة ، حياة ٌ أبدية ، حياة ٌ دائمة ، ليس نهاية الطريق . الموت للمؤمن بداية الحياة ، الموت ليس حالة ، الموت للمؤمن تحول . الموت للمؤمن ليس مكانا ً ، ليس مستقرا ً ، الموت ممر ، طريق . الموت للمؤمن ليس بيتا ً يقيم فيه ويسكن ، الموت خيمة ، خروج من الخيمة . الموت للمؤمن خروج من حياة محدودة الى حياة غير محدودة ، حياة ابدية . ترفع المرساة وننطلق عابرين ، سابحين الى الشاطئ الأمين . هو حادث وقتي ، نغيب دقيقة ، لحظة ، لنصل الى حيث الشاطئ الآخر لنلحق بكثيرين من الاحباء السابقين . نراهم ، نبقى معهم ، نعرفهم ويعرفوننا وينتظروننا هناك . سنبقى كما نحن ويبقون كما هم ، تحدث تغييرات لكن شخصياتنا باقية . لن نكون اشباحا ً بل اشخاصا ً لنا تميزاتنا وملامحنا وذواتنا . كيف بقي موسى وايليا كان ايليا لحظة التجلي على الجبل . مريم عرفت المسيح في البستان . قام كما كان وكما سيكون ابدا ً . اللص طلب ان يكون مع يسوع في الفردوس ، يراه ويعرفه ويتمتع بحضرته . الابدية دوام المحبة . المحبة ستبقى خالدة مع النفس بعد الموت . كل شيء يموت لكن الحب لن يموت ، الحب ابدا ً لا يموت " لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ." ( فيلبي 1 : 21 ) نصرة ٌ وانطلاق ٌ للمجد . لا تخف ، الموت فقد شوكته ، الموت فقد تجبره وسيطرته ، تحطمت انيابه في الجلجثة ، تقطعت مخالبه في دم المسيح على الصليب . غمضة العين لا تخيف ، خطوة النهاية تقود الى البداية . بداية الحياة الابدية مع المسيح الذي سيملأ السماء والفردوس . سنُعرف كما عُرفنا ، سنفهم ما لم نفهمه وندرك ما لم ندركه . سنحيا في نوره سنتمتع بحضوره سنسبح في فلكه ، الى الابد ، الى ما لا نهاية |
||||
15 - 08 - 2014, 02:14 PM | رقم المشاركة : ( 5208 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انظر الى وجه يسوع كان بولس الرسول يعاني من عاهة ، شوكة في الجسد تلطمه وتعذبه . في ادراكه الروحي وعلاقته الوثيقة بالله فهم انها هناك لئلا يرتفع . لكنه وهو يجد انها تعوق خدمته وتعطل حركته وتُظلم رؤيته ، فالاغلب انها كانت مرضا ً في العين وضعفا ً في البصر جعله يستعين بمن يكتب له . يقول للغلاطيين عنها انه لو امكنهم لكانوا قلعوا عيونهم واعطوها له ( غلاطية 4 : 15 ) . ورفع طلبته الى الله ثلاث مرات : ارفع يا رب ، ارفع يا رب ، ارفع يا رب . كان من السهل على خالق الانسان ان يستجيب ويرفع الشوكة عنه ، لكنه قال له : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كورنثوس 12 : 9 ) حتى في عاهته لم يعاود بولس السؤال ، لم يلح ، لم يتعجب ، لم يُصدم ، لم يفشل ، امتلأ بالسرور : " فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي ، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ." في كل مرة ٍ تؤلمه ُ عاهته ُ كان يلجأ الى خزان نعمة الله لينال قوة . لم ينضب خزان النعمة بل تزايد وتضاعف وفاض بغزارة وتدفق . وبعد اختبارات رائعة لبولس الرسول عن نعمة الله ، عاش سعيدا ً بعاهته . واتصور انه بعد سنوات من حياته في فيض نعمة الله لو خُيّر لاختار النعمة ، فالنعمة تفوق الشفاء والتخلص من عاهته ، هكذا اراد له الله نعمة ً كافية . اذا اصابتك عاهة او مرض ، اذا حلت بك اعاقة او ضعف ، لا تشكو ولا تتذمر . الله يعرف ويقدّر ويسمع صلاتك ويستجيب ، لكنه في استجابته يختار لك الافضل ، قوة ً في الضعف أو احتمالا ً للتجربة أو سموّا ً فوق الألم . نعمة ٌ كافية ، كاملة . وجد بولس الرسول سببا ً لشوكته ، حماية من الارتفاع بفرط الاعلانات . ما اروع ان تعيش محاطا ً بنعمة الله . قد لا يفهم الناس ذلك ولا يدركوه . لا يفهمون كيف يعيش اولاد الله يعانون عجزا ً أو اعاقة ً . يتصورون ان اولاد الله يعيشون معصومين ، محفوظين ينعمون . كيف يرضى الله ان يمد الشيطان يده فيطعن خاصته ويهدد سلامهم . انظر الى ايوب وهو يمر في سلسلة ٍ من التجارب التي جرّتها اليه أمانته . كان ايوب رجلا ً بارا ً ولم يقترف إثما ً ولم يخطئ لله في قلبه . لا تنظر الى المياه المضطربة الهائجة ، انظر الى قوس قُزح . لا تغرق في آلام وضغوط الحياة ومتاعبها ، انظر الى وجه يسوع . لا تعدد النقصات ، عدد البركات . لا تحصي الفشل ، افرح بالنجاح . كأس البركات ممتلئ وملؤه يفوق نقص التجارب والعاهات |
||||
15 - 08 - 2014, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 5209 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تخف من الغيوم كل ما حولنا يدعو الى القلق . الحياة سلسلة ٌ متتابعة ٌ من حلقات قلق . تُشرق الشمس ويبدأ الانسان في القلق ، هل الشمس صحو ٌ أم مظلم ؟ هل تُمطر السماء أم تصفو ؟ هل تهب الريح أم تهدأ وتخبو ؟ هل سأتعب أم استريح ؟ هل سأحزن أم أفرح ؟ ماذا يخبأه ُ اليوم لي ؟ ماذا يختفي في الطريق عند المنعطف ؟ ما هي مفاجئات اليوم ؟ هل ينتظرني سلام ٌ أم حرب ؟ هل لدي ما يكفيني أم أعيش ُ احتياجا ً وعجزا ً ونقصا ً ؟ والانسان متشائم ٌ اكثر ُ منه متفائل ، قلق ٌ أكثر منه مطمئن . وينادينا الرب على لسان داود ويقول : " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي .... انْتَظِرِ الرَّبَّ " ( مزمور 37 : 5 ، 7 ) . انت لا تعرف ماذا يخبأه ُ لك الطريق ؟ الطريق مجهول ٌ لك . كل ما تعرفه هو ما تراه ُ عيناك ، وعيناك نطاق رؤيتهما ضيق . هناك مناطق في الطريق لا يكشفها نظرك ، لا تراها ، لكن الرب يرى الماضي والحاضر والمستقبل ، يرى المكشوف والخفي . افق الله كبير ٌ ، واسع . هو يرى العالم كله كبقعة ٍ صغيرة ، وهو يقول لك : سلّم الطريق لي ، اتكل علي ، أنا اُجري . لا تنظر الى الشرير ، لا تغر منه ، لا تقارن نفسك به ، لا تخافه ُ ولا تخشاه " لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ ..... تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلاَ يَكُونُ." هل تراه ُ يمتلك الكثير ؟ " اَلْقَلِيلُ الَّذِي لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ مِنْ ثَرْوَةِ أَشْرَارٍ كَثِيرِينَ. " هل تراه ُ يبغى ويتجبّر ويعتدي ؟ انتظر " لأَنَّ سَوَاعِدَ الأَشْرَارِ تَنْكَسِرُ " اطرد القلق ، ابعد التشاؤم ، ثق بالرب ، اتكل عليه " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ. " انتظر اشياء عظيمة رائعة قادمة ، ثق به ، لن يخذلك . انا لا استطيع ان ارى ما سيحدث لكنني ارى من يُحدث الاشياء . انا لا استطيع ان اتنبأ بالمستقبل ، لكنني اعرف من بيده المستقبل . كيف اشعر بالقلق . صوت العالم مليء بالمخاوف لكن صوته اعلى . اسكت امامه ، اسمعه ، اعرض امامه مخاوفك ، كل مخاوفك . ضعها في كفك ، يرفعها عنك ، يطويها في يده ، يُبعدها عن بصرك ، انظر الى شروق الشمس بتفاؤل ، بيقين ٍ ، بفرحة ٍ ، بأمل . لا تخف من الغيوم والامطار والزوابع والامواج الهادرة ، " سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي " . |
||||
15 - 08 - 2014, 02:17 PM | رقم المشاركة : ( 5210 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قَدْ أُكْمِلَ وانت تقف وسط الحقل تعمل ، تعرق ، تكافح ، تكدح ، تتعب ، وتتصور انك وحدك لا احد معك يتعاون ، يساعد ، يعمل . ارفع قامتك ، اصلب عودك ، انظر بعين الايمان والرجاء ، ستجد انه هناك ، هو يملأ الافق ، يداه تتحركان ، تعملان . يده الله خشنة ، مجروحة من آثار العمل ، يداه تعمل معك . بولس وابولوس كانا عاملان مع الله ، في فلاحة الله ، بناء الله . لا تتصور نفسك تقوم وحدك بالعمل ، انت تعمل مع الله . لا تتفاخر بانك تحمل العبء والمسؤولية وحدك ، انت تعمل مع الله ، والله يستطيع ان يتمم العمل كله بدونك فهو كلّي القدرة ، لكن مشيئته ان يتمم العمل بك وبيدك ، هو يحتاج اليك . يحتاج الى قلبك لينبض بمحبته ولهفته على الخراف الضالة . يحتاج الى قدميك لتسعيان وتذهبان الى العالم اجمع . يحتاج الى يديك تحصدان وتقطفان الثمار التي نضجت على الشجر . يحتاج الى ان تعرق بجواره فيسيل عرقك يروي الارض العطشى . نظر المسيح الى الجموع وامعائها تتلوى داخلها جوعا ً حوله . تلفّت الى التلاميذ وارادهم ان يعطوهم طعاما ً ليأكلوا ، لم يكن لديهم الا خمس ارغفة خبز ٍ جافة وسمكتين . ارادهم ان يجعلوهم يجلسون على الارض فاجلسوهم . وقام بعمله ، شكر وبارك وكسّر ومد يديه بالطعام الكثير . وقاموا بعملهم ، وزعوا الطعام على الجياع المنتظرين للطعام . وحقق الرب معجزة اشباع الخمسة آلاف جائع بعمله ِ وعملهم . امام القبر وقف وقد التف اهل بيت عنيا حول قبر لعازر . داخل القبر جسدٌ انتن وعمل به الفساد ما يعمله بالاجساد المائتة . اراد ان يكون لهم دور ٌ في المعجزة فامرهم ان يدحرجوا الحجر ، ودحرجوا الحجر وصلى وصرخ بقوة ٍ : " ً لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا " وخرج لعازر حيا ً، وكلفهم مرة أخرى ان يحلّوه ويدعوه يذهب . عملوا معه ُ وشاركوا في المعجزة ، ارادهم ان يعملوا معه . اراد الله وقصد ان يتمم الفداء ويحقق الخلاص ويرفع حكم الموت ، وجاء في المسيح انسانا ً ، حمل على كتفيه حكم الموت واعتلى الصليب ، وبنى جسرا ً بين الارض والسماء ، وفتح الطريق الى الحياة الابدية . قال : " قَدْ أُكْمِلَ " تم العمل ، لكنه ليخلّص الانسان ، يريدك ان تعمل معه . اذهب الى العالم اجمع واكرز بالانجيل للخليقة كلها ليتحقق قصد الله . |
||||