![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 51741 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القدّيسة فيرونيكا يا كليّة الشجاعة والسخاء، يا مُحبّة الكمال، نرجوك، بكنـز استحقاقاتك الكبيرة، أن تستنبطي دعوات رهبانيّة مقدّسة، كما علمانيّين حارّين يتحلّون بحياة صلاة عميقة، إماتة، تجرّد، رفض للملذّات العالميّة، أمناء لمواعيد المعموديّة، يعرفون أن يغتذوا بتقوى وعبادة على مائدة جسد المسيح وكلمته، عاشقي الطهارة، التواضع، العفّة، التوافق، أبناء حقيقيّين وتلاميذ ورسل لمريم، مكرّسين كليًّا لها كما قد كنتِ أنتِ بشكل رائع. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51742 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القدّيسة فيرونيكا يا ابنة مريم وتلميذتها، يا من أدركت بعمق دورها الجوهريّ كأمّ ومعلّمة في مسيرة النفس نحو العودة إلى إلهها والاتحاد به، تشفّعي لدى عريسك الإلهيّ، لكي يفتح عيون العالم على الحقيقة كلّها حول مريم، لكيما يتمّ تطبيق تكريس العالم، وكلّ جماعة وفرد لقلب مريم المتألّم والطاهر، سفينة العهد الجديد، ولكي يتمّ إعلان العقيدة الحاسمة لدورها الحقّ كوسيطة كلّ النِّعَم وكشريكة الفداء. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51743 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الحقيقة المرعبة لجهنّم و الملائكة المتمردين-القديسة فيرونيكا جولياني
![]() إنّ المجتمع العقلانيّ في عالم اليوم يميل إلى عدم الاعتقاد، حتّى الساعة، بالعديد من الحقائق الإيمانيّة غير المنظورة، لكي لا نقول بها كلّها؛ خصوصًا حقيقة وجود جهنّم والشياطين ككائنات مخلوقة. ودعاة العقلانيّة هؤلاء يؤمنون مرغمين بوجود الشرّ. حتّى بعض "المؤمنين" نجد لديهم ميلاً للتهرّب من التبصّر بهذه الحقائق، فهم يجزّئونها محاولين نفيها، وصولاً على عدم الاعتراف بوجود جهنّم أبديّة، معتبرين أنّها مكان خاوٍ، لا نار فيه، لا عذابات ولا آلام حقيقيّة. ومردّ اعتقادهم هذا مبنيّ على مفهوم خاطئ لإله رحوم لا يستطيع السماح بذلك، وهو مفهوم حاولنا دحضه سابقًا. إنّ نظرة واقعيّة إلى حياة القدّيسة فيرونيكا الغنيّة بالاختبارات في هذا المضمار، ترينا أنّ كتاباتها ما هي إلاّ صرخة دفاع عن التعليم الصحيح، تثبيتًا متينًا للإيمان ولتعليم الكنيسة. فكتاب اليوميّات مليء بصراعاتها مع الشياطين وبزياراتها لجهنّم ووصفها لها. الشياطين لقد عاينّا كيف أنّ الشيطان، منذ الأشهر الأولى، كان قد اتّخذ شكل فيرونيكا لكي يخلق بلبلة في صفوف الجماعة. ولم يطل الانتظار حتّى بدأ يهاجمها شخصيًّا. وما سنورده لاحقًا، ليس كلام القدّيسة فيرونيكا وحسب، بل أيضًا تصريحات لشهود موثوق بصدقهم، سوف يُدلون بها تحت طائلة القسم في دعوى التطويب. نقرأ في يوميّات بأنّ الشياطين كانت تنتزع من يديها الأباريق وأوائل أخرى، وتسكب المياه المغليّة عليها في المطبخ؛ وكانت تقتلع من يدها القلم، وتسكب الحبر، بينما تكتب اليوميّات. لم يكن لديها ليلة هادئة تقريبًا. كانت الشياطين تظهر لها بأعداد كبيرة، بأشكال مرعبة، مهدّدة، بلا حياء... كانت تعوي، تخور، تكفر... كأنّها تخرج روائح نتنة لدرجة تحملها على الغثيان والغيبوبة... كانت ترمي في صحنها قبضات من الشعر، العناكب، الفئران الميتة... كانت ترميها في النار... ترطمها بالحيطان، ترميها بحجارة ضخمة، ترفسها وتضربها بشكل غير معقول. أهي أشباح؟ تصوّرات؟ قد يعتقد أحدهم بذلك. لكن، في الحقيقة، لا شيء من هذا القبيل أبدًا. كانت الراهبات تارة يسمعن، وطورًا يرين. وعندما كان يحدث ذلك، كانت القدّيسة تشجّعهنّ وتطمئنهنّ. كم اضطررن أن يسرعن ليلاً إلى غرفتها، إلى أن سمحت السلطة بأن تنام إحدى الراهبات معها لكي لا تبقى وحدها. لكنّ القدّيسة لم تكن خائفة. كانت تتحدّى وتؤنّب أعداءها: "تعالوا، أُضربوني، أقتلوني؛ سعادتي هي بأن أتألّم لأجل إلهي... أيها الجبناء، تأتون بهذه الأعداد لمحاربة امرأة مسكينة مثلي!" في إحدى المرّات، ظهرت العذراء مريم الكليّة القداسة أثناء إحدى المعارك وقالت للشياطين الذين كانوا يبحثون عن الفرار: "ها هي ابنتي، ابنتي هي المسيطرة على جهنّم". كانوا يهاجمونها، عادة، عندما كانت تقوم بدورها كضحيّة وسيطة ومكفّرة، عندما كانت تصلّي وتمارس الإماتات لارتداد الخطأة. كانوا يصرخون: "أقلعي! أقلعي وإلاّ أذقناك عذابات جهنّم". آه! يا لقوّة الصلاة والإماتة. كانت الشياطين تسيء معاملتها أحيانًا لدرجة يتركونها معها كجرح واحد... كسروا رجلها في أحد الأيام، فبقيت معلّقة كخرقة. حملتها الراهبات إلى كرسي الاعتراف وهي على هذه الحالة، فشفيت للحال، لأنّ المعرّف فرض عليها طاعةً أن تطلب من الله الشفاء. عند نزاع الأخت لويزا الأخير، والتي كانت عدوّتها، كانت القدّيسة فيرونيكا ترى الشياطين آتية لتأخذ روحها وهي تصرخ: "إنّها لنا! إنّها لنا! الويل لك!" وكانت الأخت لويزا تمسك بيد فيرونيكا بجزع: "دافعي عنّي! خلّصيني!" فكانت هذه الأخيرة تصرخ: "إنّها لله"، تتوسّل: "يا إلهي، أُغرس في رأسي إكليل الشوك، لكن فضلاً أُعفُ عن هذه النفس...". والأخت أنجليكا التي أساءت معاملتها طيلة حياتها؛ بقيت القدّيسة ليلاً نهارًا إلى جانب سريرها، راكعة، مصليّة، دون أن تستند، مقدّمة ذاتها كمحرقة: "أيّها الربّ يسوع، كانت تتوسّل بينما الشياطين توسعها ضربًا، إعمل على أن تتكلّم دماؤك واستحاقاتك لصالح هذه النفس، إحصل على هذه النعمة من أبيك السماويّ! إنّي جاهزة لكلّ العذابات". بعد أيّام على هذا النحو، ارتمت أمام بيت القربان، بينما كان صوت حقود يزأر: "لقد انتصرتِ، لكنّك ستدفعين الثمن أيّتها البائسة"، ووثب عليها هرّ عملاق... أمّا المائتة، فلفظت أنفاسها الأخيرة بسلام بين يديها. جهنّم تراها فيرونيكا كلّ يوم تقريبًا، بهولها وعذاباتها. تزورها مرارًا، بحسب إرادة الله، يرافقها عادة ملاكاها الحارسان بشكل منظرو، ومريم الكليّة القداسة بشكل غير منظور. تصفها بأمر الطاعة في يوميّاتها. سننقل هنا قسمًا فقط من الرؤيا التي تمّت في السابع عشر من كانون الثاني 1716 فقط. ظهرت لها العذراء مريم ونقلتها عند أقدام الثالوث القدّوس؛ ثمّ أمرت الملائكة الحرّاس بأن يقتادوها بالروح إلى الهاوية: "لا تخافي يا ابنتي؛ إنّني معك". قالت: "وجدت نفسي بلمحة بصر في منطقة سفليّة سوداء منتنة. سمعت خوار جواميس وزئير أسود وفحيح أفاع وقصف رعود ترعب الأجواء. وكنت في الوقت عينه ألمح بروقًا صفراويّة تتلاعب وسط الدخان. وهذا ليس شيئًا بالنسبة لما سأراه فيما بعد. انتصب أمامي جبل عظيم مليء بالأصلال والأفاعي بأعداد هائلة معقودة بعضها ببعض، تتقلّب وتتلوّى عبثًا دون أن تستطيع الانفصال وسألتهم عن تلك الأصوات الكئيبة، فأعطوني جوابًا واحدًا: إنّها جهنّم العليا، أي جهنّم الخفيفة. فعلاً، فقد انشقّ الجبل بعد ذلك وانفتح جانباه، فرأيت فيه جمعًا كبيرًا من النفوس والشياطين المشبوكة بعضها ببعض بسلسلة من نار. وكانت الشياطين، الشبيهة بجواميس مرعبة وأحصنة مكدونة، تلقي من عيونها وأنوفها وأفواهها النيران، بينما أسنانها، وهي أشبه بخناجر من فولاذ، تعضّ النفوس وتقطّعها. فَعَلا صراخ حادّ، صراخ يائس... وانتصبت جبال أخرى أشدّ هولاً من هذا الجبل، أجوافها مسرح لعذابات شرسة يستحيل عليّ وصفها. ورأيت في قعر الهاوية عرشًا هائلاً مؤلّفًا من الشياطين الأكثر بشاعة رعبًا وهولاً، وفي الوسط رأيت كرسيًا مؤلّفًا من رؤساء الظلمات. هناك ينتصب الشيطان ببشاعته التي لا توصف. وكأنّ رأسه مؤلّف من مئة رأس، تعلوه حراب هائلة حيّة، على رأس كلّ منها عين مفتوحة محرقة تلقي أسهمًا من لهيب، تضرم حرارتها الجمر الجهنّمي وتهيّجه. يرى الشيطان جميع الهالكين، وهم بدورهم يرونه. وأعلمتني الملائكة بأنّ هذه الرؤية وجهًا لوجه مع الشيطان المرعب هي التي تسبّب عذابات جهنّم، كما أنّ رؤية الله وجهًا لوجه تتضمّن مباهج الفردوس. فالشيطان يلقي على عناصره الآلام والعذابات التي تلتهمهم. وعندما يقذف اللعنات والشتائم، يجعل الجميع يشتمون ويلعنون ويطلقون معه عواء اليأس. قلتُ لملائكتي: "كم من الوقت تدوم هذه العذابات؟" فأجابوني: "إلى الأبد، مدى الأبديّة!" وعندما أخرسني الرعب، رأيت أنّ الوسادة الحيّة لعرش لوسيفورس هي يهوذا بشخصه، يهوذا وبرفقته نفوس أخرى يائسة مثله. فسألت أدلائي: "من هي هذه النفوس؟" يا لهول الجواب! يا إلهي! قالوا: "هي نفوس رؤساء الكنيسة والمسؤولين الدينيّين"! ... أدركت أنّ حضوري يضاعف غضب الهالكين؛ أمّا أنا، فلولا مساعدة الملائكة، لا بل لولا مساعدة مريم نفسها الحاضرة معي بشكل غير منظور، لكنت قضيت من الرعب. والآن قد خيّم السكوت! لم أقل شيئًا. لا أستطيع أن أقول شيئًا. فإنّ كلّ ما يقوله الوعّاظ تجاه هذه الحقيقة التي لا يمكن التعبير عنها ليس شيئًا أبدًا أبدًا! سكوت، سكوت!...". ورأت نفوسًا كثيرة تتساقط كالمطر الهاطل في الهاوية المظلمة، مسرح الرعب. في رؤى أخرى، الربّ نفسه هو من أجابها بأنّ العذابات هي "على الدوام، مدى الأبديّة"، وأيضًا: "أنظري وتبيّني جيّدًا هذا الموضع الذي لن يكون له نهاية قط..." في وصوف أخرى أطول شرحًا، تصف المستويات السبع لجهنم، مع فئات الهالكين فيها... وبالأكثر، فقد رأت موضعًا أكثر هولاً، فيه الرهبان الذين خرقوا واحتقروا قوانينهم المقدّسة؛ كما رأت موضعًا آخر للكهنة الذين لم يكونوا أمناء لتعاليم الكنيسة، والذين بالتالي كانوا سببًا لهلاك العديد من النفوس. كانت عذابات تلك المواضيع مريرة للغاية... يا للعجب! لقد رأت أيضًا، في موضع على حدة، هالكين بالنفس والجسد! لقد أرعبها ذلك. فشرحت لها العذراء بأنّهم الذين كانوا قد باعوا نفسهم للشيطان بعهدٍ اختياريّ حرّ... يمكن كتابة صفحات طويلة، لكن يكفي هذا لنرى كم أنّ هذه الحقيقة الإيمانيّة كانت "أليفة" وواقعيّة في الحياة اليوميّة، وفي اختبار القدّيسة فيرونيكا، "تثبيتًا للإيمان"، وذلك لمن يبحث حقًّا، وبتواضع عن الحقيقة، راضخًا للأمر الواقع. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51744 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الشياطين لقد عاينّا كيف أنّ الشيطان، منذ الأشهر الأولى، كان قد اتّخذ شكل فيرونيكا لكي يخلق بلبلة في صفوف الجماعة. ولم يطل الانتظار حتّى بدأ يهاجمها شخصيًّا. وما سنورده لاحقًا، ليس كلام القدّيسة فيرونيكا وحسب، بل أيضًا تصريحات لشهود موثوق بصدقهم، سوف يُدلون بها تحت طائلة القسم في دعوى التطويب. نقرأ في يوميّات بأنّ الشياطين كانت تنتزع من يديها الأباريق وأوائل أخرى، وتسكب المياه المغليّة عليها في المطبخ؛ وكانت تقتلع من يدها القلم، وتسكب الحبر، بينما تكتب اليوميّات. لم يكن لديها ليلة هادئة تقريبًا. كانت الشياطين تظهر لها بأعداد كبيرة، بأشكال مرعبة، مهدّدة، بلا حياء... كانت تعوي، تخور، تكفر... كأنّها تخرج روائح نتنة لدرجة تحملها على الغثيان والغيبوبة... كانت ترمي في صحنها قبضات من الشعر، العناكب، الفئران الميتة... كانت ترميها في النار... ترطمها بالحيطان، ترميها بحجارة ضخمة، ترفسها وتضربها بشكل غير معقول. أهي أشباح؟ تصوّرات؟ قد يعتقد أحدهم بذلك. لكن، في الحقيقة، لا شيء من هذا القبيل أبدًا. كانت الراهبات تارة يسمعن، وطورًا يرين. وعندما كان يحدث ذلك، كانت القدّيسة تشجّعهنّ وتطمئنهنّ. كم اضطررن أن يسرعن ليلاً إلى غرفتها، إلى أن سمحت السلطة بأن تنام إحدى الراهبات معها لكي لا تبقى وحدها. لكنّ القدّيسة لم تكن خائفة. كانت تتحدّى وتؤنّب أعداءها: "تعالوا، أُضربوني، أقتلوني؛ سعادتي هي بأن أتألّم لأجل إلهي... أيها الجبناء، تأتون بهذه الأعداد لمحاربة امرأة مسكينة مثلي!" في إحدى المرّات، ظهرت العذراء مريم الكليّة القداسة أثناء إحدى المعارك وقالت للشياطين الذين كانوا يبحثون عن الفرار: "ها هي ابنتي، ابنتي هي المسيطرة على جهنّم". كانوا يهاجمونها، عادة، عندما كانت تقوم بدورها كضحيّة وسيطة ومكفّرة، عندما كانت تصلّي وتمارس الإماتات لارتداد الخطأة. كانوا يصرخون: "أقلعي! أقلعي وإلاّ أذقناك عذابات جهنّم". آه! يا لقوّة الصلاة والإماتة. كانت الشياطين تسيء معاملتها أحيانًا لدرجة يتركونها معها كجرح واحد... كسروا رجلها في أحد الأيام، فبقيت معلّقة كخرقة. حملتها الراهبات إلى كرسي الاعتراف وهي على هذه الحالة، فشفيت للحال، لأنّ المعرّف فرض عليها طاعةً أن تطلب من الله الشفاء. عند نزاع الأخت لويزا الأخير، والتي كانت عدوّتها، كانت القدّيسة فيرونيكا ترى الشياطين آتية لتأخذ روحها وهي تصرخ: "إنّها لنا! إنّها لنا! الويل لك!" وكانت الأخت لويزا تمسك بيد فيرونيكا بجزع: "دافعي عنّي! خلّصيني!" فكانت هذه الأخيرة تصرخ: "إنّها لله"، تتوسّل: "يا إلهي، أُغرس في رأسي إكليل الشوك، لكن فضلاً أُعفُ عن هذه النفس...". والأخت أنجليكا التي أساءت معاملتها طيلة حياتها؛ بقيت القدّيسة ليلاً نهارًا إلى جانب سريرها، راكعة، مصليّة، دون أن تستند، مقدّمة ذاتها كمحرقة: "أيّها الربّ يسوع، كانت تتوسّل بينما الشياطين توسعها ضربًا، إعمل على أن تتكلّم دماؤك واستحاقاتك لصالح هذه النفس، إحصل على هذه النعمة من أبيك السماويّ! إنّي جاهزة لكلّ العذابات". بعد أيّام على هذا النحو، ارتمت أمام بيت القربان، بينما كان صوت حقود يزأر: "لقد انتصرتِ، لكنّك ستدفعين الثمن أيّتها البائسة"، ووثب عليها هرّ عملاق... أمّا المائتة، فلفظت أنفاسها الأخيرة بسلام بين يديها. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51745 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جهنّم تراها فيرونيكا كلّ يوم تقريبًا، بهولها وعذاباتها. تزورها مرارًا، بحسب إرادة الله، يرافقها عادة ملاكاها الحارسان بشكل منظرو، ومريم الكليّة القداسة بشكل غير منظور. تصفها بأمر الطاعة في يوميّاتها. سننقل هنا قسمًا فقط من الرؤيا التي تمّت في السابع عشر من كانون الثاني 1716 فقط. ظهرت لها العذراء مريم ونقلتها عند أقدام الثالوث القدّوس؛ ثمّ أمرت الملائكة الحرّاس بأن يقتادوها بالروح إلى الهاوية: "لا تخافي يا ابنتي؛ إنّني معك". قالت: "وجدت نفسي بلمحة بصر في منطقة سفليّة سوداء منتنة. سمعت خوار جواميس وزئير أسود وفحيح أفاع وقصف رعود ترعب الأجواء. وكنت في الوقت عينه ألمح بروقًا صفراويّة تتلاعب وسط الدخان. وهذا ليس شيئًا بالنسبة لما سأراه فيما بعد. انتصب أمامي جبل عظيم مليء بالأصلال والأفاعي بأعداد هائلة معقودة بعضها ببعض، تتقلّب وتتلوّى عبثًا دون أن تستطيع الانفصال وسألتهم عن تلك الأصوات الكئيبة، فأعطوني جوابًا واحدًا: إنّها جهنّم العليا، أي جهنّم الخفيفة. فعلاً، فقد انشقّ الجبل بعد ذلك وانفتح جانباه، فرأيت فيه جمعًا كبيرًا من النفوس والشياطين المشبوكة بعضها ببعض بسلسلة من نار. وكانت الشياطين، الشبيهة بجواميس مرعبة وأحصنة مكدونة، تلقي من عيونها وأنوفها وأفواهها النيران، بينما أسنانها، وهي أشبه بخناجر من فولاذ، تعضّ النفوس وتقطّعها. فَعَلا صراخ حادّ، صراخ يائس... وانتصبت جبال أخرى أشدّ هولاً من هذا الجبل، أجوافها مسرح لعذابات شرسة يستحيل عليّ وصفها. ورأيت في قعر الهاوية عرشًا هائلاً مؤلّفًا من الشياطين الأكثر بشاعة رعبًا وهولاً، وفي الوسط رأيت كرسيًا مؤلّفًا من رؤساء الظلمات. هناك ينتصب الشيطان ببشاعته التي لا توصف. وكأنّ رأسه مؤلّف من مئة رأس، تعلوه حراب هائلة حيّة، على رأس كلّ منها عين مفتوحة محرقة تلقي أسهمًا من لهيب، تضرم حرارتها الجمر الجهنّمي وتهيّجه. يرى الشيطان جميع الهالكين، وهم بدورهم يرونه. وأعلمتني الملائكة بأنّ هذه الرؤية وجهًا لوجه مع الشيطان المرعب هي التي تسبّب عذابات جهنّم، كما أنّ رؤية الله وجهًا لوجه تتضمّن مباهج الفردوس. فالشيطان يلقي على عناصره الآلام والعذابات التي تلتهمهم. وعندما يقذف اللعنات والشتائم، يجعل الجميع يشتمون ويلعنون ويطلقون معه عواء اليأس. قلتُ لملائكتي: "كم من الوقت تدوم هذه العذابات؟" فأجابوني: "إلى الأبد، مدى الأبديّة!" وعندما أخرسني الرعب، رأيت أنّ الوسادة الحيّة لعرش لوسيفورس هي يهوذا بشخصه، يهوذا وبرفقته نفوس أخرى يائسة مثله. فسألت أدلائي: "من هي هذه النفوس؟" يا لهول الجواب! يا إلهي! قالوا: "هي نفوس رؤساء الكنيسة والمسؤولين الدينيّين"! ... أدركت أنّ حضوري يضاعف غضب الهالكين؛ أمّا أنا، فلولا مساعدة الملائكة، لا بل لولا مساعدة مريم نفسها الحاضرة معي بشكل غير منظور، لكنت قضيت من الرعب. والآن قد خيّم السكوت! لم أقل شيئًا. لا أستطيع أن أقول شيئًا. فإنّ كلّ ما يقوله الوعّاظ تجاه هذه الحقيقة التي لا يمكن التعبير عنها ليس شيئًا أبدًا أبدًا! سكوت، سكوت!...". ورأت نفوسًا كثيرة تتساقط كالمطر الهاطل في الهاوية المظلمة، مسرح الرعب. في رؤى أخرى، الربّ نفسه هو من أجابها بأنّ العذابات هي "على الدوام، مدى الأبديّة"، وأيضًا: "أنظري وتبيّني جيّدًا هذا الموضع الذي لن يكون له نهاية قط..." في وصوف أخرى أطول شرحًا، تصف المستويات السبع لجهنم، مع فئات الهالكين فيها... وبالأكثر، فقد رأت موضعًا أكثر هولاً، فيه الرهبان الذين خرقوا واحتقروا قوانينهم المقدّسة؛ كما رأت موضعًا آخر للكهنة الذين لم يكونوا أمناء لتعاليم الكنيسة، والذين بالتالي كانوا سببًا لهلاك العديد من النفوس. كانت عذابات تلك المواضيع مريرة للغاية... يا للعجب! لقد رأت أيضًا، في موضع على حدة، هالكين بالنفس والجسد! لقد أرعبها ذلك. فشرحت لها العذراء بأنّهم الذين كانوا قد باعوا نفسهم للشيطان بعهدٍ اختياريّ حرّ... يمكن كتابة صفحات طويلة، لكن يكفي هذا لنرى كم أنّ هذه الحقيقة الإيمانيّة كانت "أليفة" وواقعيّة في الحياة اليوميّة، وفي اختبار القدّيسة فيرونيكا، "تثبيتًا للإيمان"، وذلك لمن يبحث حقًّا، وبتواضع عن الحقيقة، راضخًا للأمر الواقع. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51746 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() طلبة القديسة فيرونيكا جولياني كيرياليسون – كريستياليسون – كيرياليسون يا ربّنا يسوع المسيح أنصت إلينا يا ربّنا يسوع المسيح استجب لنا أيّها الآب السماوي الله إرحمنا يا ابن الله مخلّص العالم إرحمنا أيّها الروح القدس الله إرحمنا أيّها الثالوث القدّوس الإله الواحد إرحمنا يا مريم القدّيسة البريئة من الدنس تضرعي لأجلنا يا مريم المحامية عن رهبانيّة القدّيس فرنسيس تضرعي لأجلنا أيّها القدّيس فرنسيس الساروفيمي تضرع لأجلنا يا قدّيسة فيرونيكا تضرعي لأجلنا يا نسخة طبق الأصل عن يسوع تضرعي لأجلنا يا موسومة بجراح يسوع الخمسة تضرعي لأجلنا يا ابنة العذراء المفضّلة تضرعي لأجلنا يا معزّية قلب يسوع الأقدس تضرعي لأجلنا يا عربون الوفاء العجيب تضرعي لأجلنا يا لجّة التواضع تضرعي لأجلنا يا ابنة الطاعة المقدّسة تضرعي لأجلنا يا مثال الكمال الرهبانيّ تضرعي لأجلنا يا مرآة جمال الله تضرعي لأجلنا يا لهيب الحبّ الإلهيّ تضرعي لأجلنا يا نار الغيرة الرسوليّة تضرعي لأجلنا يا مزيّنة بالعطايا الفائقة تضرعي لأجلنا يا شفافيّة البساطة المقدّسة تضرعي لأجلنا يا نفسًا أثيريّة يتآكلها الحبّ تضرعي لأجلنا يا فرح السماء والأرض تضرعي لأجلنا يا مولّدة المختارين في السماء تضرعي لأجلنا يا شعلة في كنيسة الله تضرعي لأجلنا يا شهيدة التوبة تضرعي لأجلنا يا خاصيّة الجنب الأقدس تضرعي لأجلنا يا ضحيّة العدالة الإلهيّة تضرعي لأجلنا يا خبز وخمر مائدة الثالوث الأقدس تضرعي لأجلنا يا نبرة شجاعة المسيح تضرعي لأجلنا يا محرّرة الأنفس المطهريّة تضرعي لأجلنا يا مسيطرة على أركان جهنم تضرعي لأجلنا يا سيفًا أرعب الشياطين تضرعي لأجلنا يا عطر جراح المسيح تضرعي لأجلنا يا عروسة عريس الدم تضرعي لأجلنا يا مالكة علم القدّيسين تضرعي لأجلنا يا فخر بنات القدّيسة كلارا تضرعي لأجلنا يا أحبّ عرائس المسيح على الإطلاق تضرعي لأجلنا يا مكلّلة بالمجد تضرعي لأجلنا يا شفيعتنا القديرة تضرعي لأجلنا يا حمل الله الحامل خطايا العالم أنصت إلينا يا حمل الله الحامل خطايا العالم إستجب لنا يا حمل الله الحامل خطايا العالم إرحمنا كيرياليسون – كريستياليسون – كيرياليسون تضرّعي لأجلنا أيّتها القدّيسة فيرونيكا، لكي نستحقّ مواعيد المسيح صلاة: أيّها الربّ يسوع المسيح الذي زيّنت بأعجوبة القدّيسة البتول فيرونيكا بسمات آلامك، تعطّف واجعلنا نصلب أجسادنا لنصل إلى الأفراح الأبديّة، أنت الذي تحيا وتملك مع الآب والروح القدس إلى الأبد. آمين. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51747 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القدّيسة فيرونيكا جولياني (1660- 1727) عملاق استيقظ قبل ثلاثة أعوام في لبنان بعد 356 سنة على ولادتها في إيطاليا، فأبرز إلى الواجهة قدّيسة غير ذائعة الصّيت بالرّغم من أنّها ازدانت بمواهب فائقة الطّبيعة، فجمعتِ في ذاتها النّعم العظمى الموزّعة على أكثر القدّيسين شهرة، وباتت قاهرة الجحيم ومُحرّرة المطهر وموزّعة ثروات السّماء. أراد الله أن يسطع نجمها في هذه الأزمنة الصّعبة لتثبيت الإيمان ولانتصار المحبّة. إنّها راهبة من راهبات القدّيسة كلارا المحصنّات (1660- 1727)، خصّها الرّبّ على خلاف قدّيسين كبار بنعمة استثنائيّة فنالت سماته كاملة بعمر السّابعة والثّلاثين في يوم الجمعة العظيمة. هذه الجروحات بقيت ظاهرة على جسدها غير المتحلّل المعروض في ضريح زجاجيّ بديرها الأمّ. “أورسولا” هكذا كان اسمها قبل التّرهّب، كانت تلك الفتاة الصّغيرة الحيويّة الّتي تملأ المنزل فرحًا وضحكًا، تائقة بكلّيّتها إلى الله فتبني له المذابح وهي تلعب. علامات فائقة الطّبيعة ظهرت في طفولتها، لعلّ أبرزها كان رفضها للحليب الأموميّ يومي الأربعاء والجمعة المكرّسين في الكنيسة للصّوم والتّوبة، وظهور الطّفل يسوع لها وهي تلعب في الحديقة ويقول لها: “أنا هو زهرة الحقول”؛ وكم من مرّة حملت الطّعام للطّفل يسوع في لوحة تحمله مريم، تقول له: “تعالَ، خُذْ إن لم تأكل، فلن آكل أنا أيضًا”، وكم من مرّة طلبت من مريم أن تعطيها ابنها بحجّة أنّها لا تستطيع أن تحيا من دونه، فأضحى مرّات عديدة “حيًّا” بين يديها. كبرت أورسولا وفي قلبها توق إلى القربان المقدّس، فكانت تتنشّق منذ طفولتها عطرًا فردوسيًّا في كلّ مرّة مرّت بجانب مَن تناول جسد الرّبّ، وفي أوّل مرّة ذاقت القربانة شعرت بقلبها يشتعل. في مسيرة نموّها الجسديّ، نمت في داخلها نزعة نحو الألم والإماتات والصّلاة ساعدتها في مواجهة إغراءات العالم لتتقرّب من الله وتقتدي بثلاثة من شقيقاتها وتدخل الدّير. فاختارت الدّير الأشدّ فقرًا والأكثر تقشّفًا واتّخذت عروس المسيح اسم “فيرونيكا ليسوع ومريم” سائلة الرّبّ ثلاث نِعَم: أن تحيا بحسب متطلّبات حالتها الرّهبانيّة، ألّا تبتعد أبدًا عن إرادته القدّوسة؛ وأن يُبقيها مصلوبة دومًا معه. فوعدها أن يمنحها كلّ ذلك قائلاً: “لقد اخترتُك لشؤون عظيمة، لكن يتوجّب عليك التألّم كثيرًا لأجل اسمي”. وعند دخولها نور الله اكتشفت نور خلاص النّفوس وفرح الله. في السّنوات الاثنتي عشرة الأخيرة من حياتها، كانت فيرونيكا تدخل في حالة انخطاف يوميّ بعد المناولة فتصعد إلى السّماء، كما سجّلت حياتها زيارة لجهنّم سبع مرّات. فكتبت بأمر الطّاعة كلّ ليلة “يوميّات” وصفت فيها بالتّفاصيل كلّ ما اختبرته وسمعته ورأته في السّماء وفي جهنّم. يوميّات تعتبر تعليم وشهادة ورسالة مستمرّة لا تستطيع الكنيسة تجاهلها. هذه الكتابات درسها أحد الكرادلة منذ 40 سنة، جعله يقدّمها كخامس امرأة معلّمة في الكنيسة والّتي لها صقلها في هذه الأزمنة. انتقلت فيرونيكا جولياني إلى أحصان الآب في 9 تمّوز/ يوليو 1727، وأعلنها البابا بيوس السّابع طوباويّة في 17 حزيران/ يونيو 1804، والبابا غريغوريوس السّادس عشر قدّيسة في 26 أيّار/ مايو 1839. غابت منذ 289 عامًا بالجسد، لكنّها أطلّت على اللّبنانيّن في 9 تمّوز/ يوليو 2016، وانطلقت منه عبر أوّل كنيسة لها في العالم خارج إيطاليا، لتحيي النّفوس المائتة بسبب الخطيئة ولتثبّت الإيمان وتنصر المحبّة تتميمًا لوصيّة الله لها. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51748 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لبنان أرض القداسة والقديسين، لبنان بلد المسيحيين، فهنا ولدت وعاشت رفقا القديسة، وهنا ولد وعاش القديسان شربل والحرديني.. وهو ليس بالأمر العجيب أن يرد إسمه مرات عدة في الكتاب المقدس، وأن يبشر السيد المسيح بنفسه في هذه الأرض المقدسة حيث قام بأولى معجزاته في قانا الجليل في جنوب لبنان. البابا يوحنا بولس الثاني قال عن لبنان أنه ليس مجرد بلد، بل هو رسالة وقد كان محقاً، فهو رسالة تنشر القداسة إلى بلاد العرب والعالم أجمع. من هنا، تبدأ قصة دير القديسة فيرونيكا جولياني الإيطالية، تنطلق قصة الدير الذي دُشن ولأول مرة خارج إيطاليا في هذا البلد الصغير في بلدة القصيبة - المتن الجنوبي، ليتبرهن مرة أخرى أن لبنان ينشر رسائل القديسين. وتقول القصة أنه منذ سبع سنوات ظهرت العذراء مريم على فتاة اسمها ماريا ناكوزي عمرها أحدٌ وعشرون عاماُ، كانت مصابة بمرض السرطان وعلى شفير الموت، وكانت تملك صوتاً رائعا تستعمله للتراتيل، مشتركةً في جوقة دينية. دخلت ماريا المستشفى مصارعةً الموت، وبعد ثلاثين يوماً، نادت والديها لتخبرهما أن الرب يسوع اختارها لتكون نفساً ضحيةً للبعيدين عن الله كي يتوبوا. أخبرت ماريا أهلها أيضا أنها ستتعذب خمسة عشر شهراً من الألم، وفي السنة المقبلة ستموت نهار الجمعة العظيمة، وقد أوصت العذراء مريم والدتها قبل مماتِها أن تبني كنيسة للقديسة فيرونيكا جولياني على مشارف وادٍ في أعالي المتن الجنوبي للبنان في بلدة القصيبة وكانت تنتظرها منذ 300 عام. هذه كانت كلمات العذراء مريم للفتاة ماريا ناكوزي التي فرحت بآلامها من أجل الخطأة، وخصوصا الشباب، قبل أن تغادر الحياة في العام 2010. كانت والدة ماريا السيدة اندرية ناكوزي قد رفضت الأرض التي تحدثت عنها ابنتها من والدها، فأخبرتها ماريا أنها والعذراء بانتظارها كي تبني الكنيسة عند إنحدار الوادي. وهذا ما حدث، بعد ظهور العذراء للوالدة في منامها وطمأنتها أنّها ستضع يدها معها في بناء الكنيسة. وبعد تقديم عائلة ناكوزي الأرض في بلدة القصيبة إلى «جمعية أصدقاء القديسة فيرونيكا جولياني، أبناء مريم»، لبناء الدير والكنيسة، شهدت السيدة ناكوزي أنه وفي الليلة التي قررت فيها بدء البناء، شب حريق هائل في منزلها ولم يتبق منه سوى صورة للعذراء وصورة أخرى لابنتها ماريا... وقد استعانت بمصروف ولديها للبدء بطباعة كتيبات عن حياة القديسة فيرونيكا، ليتعرف عليها اللبنانيون، وجالت في القرى والكنائس، فقدم لها العجائز غلة صواني القداديس التي لا تتعدى بضعة الآلاف، كما ساعدها أيضاً الأطفال المصابون بمرض السرطان، بمصروفهم وتبرعاتهم المتواضعة. وهكذا يكون كل لبناني مقيم ومغترب له اليد الفضلى في بناء الكنيسة، كما وأن العذراء أرشدت الوالدة في الحلم حتى إلى المهندسين، وألبستها في منامها ثوبا بنيا ملأت جيوبه بالنعم. هكذا وفت ماريا بالوعد حين قالت لوالدتها اندريه: «أنا والعذراء ما راح نتركك»، وهكذا يكون الحلم السماوي قد تحقق، ويكون لبنان كما كان منذ زمن واحداً من البلدان التي تنشر السلام والقداسة في العالم. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51749 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() سنراها تعقد خلوات غير اعتيادية ذات طابع تقشفي وصوفي ، طوال عشرة أيام . تناولت في خلوة شباط 1700 كل يوم فضيلة. وتطرقت في أيار 1701 إلى موضوع التصرف العام بنور إرادة الله. سوف تشعر مرارا بدعوة داخلية للقراءة في كتاب ذاتها وحياتها. وإلى جانب العطايا والعلامات المشيرة إلى سيطرة دوما أكبر للخير العظم ، نجد تزامنا لمسيرة تعمق في معرفة ذاتها وفي التطهير السلبي الذي يًبقي الأنا مـُذللة ومعدومة . في الحقيقية ، ليس ذلك سوى تطهير لكل مايمكنه أن يُعيقها عن درب الاتحاد بالله. كانت قد حصلت دوما على اختبارات اتحاد لكنها لم تكن قد بلغت يوما ، كما في نهاية هذه المرحلة ، ماتدعوه " الغرق في الله" . كانت تشعر قبلاً بأنها " مخطوفة" " مجذوبة"، "مُعطاة" فيضاً من الاتصالات لايمكن وصفها .." أما الآن فالخير الاعظم يهب ذاته لها ، يُماهيها به ، يمنحها صفاته الخاصة ، يؤلهها. يجعلها تختبر مًسبقا اتحاد الطوباويين الأبدي في المجد السماوي . الأيستحق هذا الامر غسلاً عميقا للروح !؟ إن القسم الأعظم من الأختبارات الكبيرة والحميمة للقديسة تتمحور حول القلب : تأجج ، نبضات متسارعة ، اندفاعات ؛ جراحات ، سهام ، مسامير؛" طبع أدوات الآلام عليه ، كما آلام مريم الكلية القداسة والأحرف التي ترمز لبعض الفضائل . خير معبر، (مصلوب القديسة فيرونيكا ) عن هذه الاختبارات هو ظاهرة تبديل " القلب الجريح"( قلبها)، " بالقلب المغرم"( قلب الرب). إنه حقا " لعب" صوفي سوف يملأ مرارا الصفحات الأكثر حيوية في يومياتها.... يستحيل على العقل التصديق... هناك حاجة للإيمان : كان أحيانا يُـنتزع قلبها من صدرها من أجل تنقيته ! يـُنتـزَع فعلياً ! ..... أحيانا أخرى يكون لديها قلبان في صدرها : قلبها وقلب يسوع ؛ الأول يقرع بشكل اعتيادي ، بينما الثاني يرفع لها قفصها الصدري ، تسمعه الأخوات من بعيد ، ويشعرون بأنها تحترق من جراء نار الحُب المتملك فيه : لإراحتها ، يغمسن يديها في الماء : ياللأمر الذي يعجز تصديقهُ ! تبدأ المياه فوراً بالغليان . ألا نزال ضمن إطار المنطق ، أم يتوجب علينا بالحري أن نجثو أمام " الألوهة" المتدفقه ، شاكرين الله والقديسة فيرونيكا على هذه الشهادات التي تساعدنا على تقوية إيماننا ، وعلى الخروج من إطار أفكارنا البشرية المسكينة، المحدودة والناقصة جداً أمام واقع الله وحقيقيته وقدرته. لكن الأبرز، هو الموقع الجديد الذي تحتله العذراء مريم شيئا فشيئاً ، ليس فقط في تقوى القديسة فيرونيكا ، بل في كل ماتحياه من امور صوفية ، بحيث " أحتلت تقريباً مكانة يسوع المسيح"، بصفتها أما تقودها إلى حب ابنها وإلى الأمانة له، كما إلى السجود للثالوث الاقدس والتامل به. هذا الحضور المحوري لمريم الكلية القداسة ، كان قد أبتدأ سنة 1700 ، تماما خلال اشهر العزلة والإحباط الكبيرين ، حيث لم يكن حول الموسوعة سوى شكوك وتحفظات ، وهي عينها كانت تشك بذاتها . فكانت "الأم العزيزة" تقدم لأبنتها المُمتحنة ليس فقط عذوبة حصنها المُضياف ، بل ايضاً ضمانة إرشاد أكيد ، ذي تعليم مُنير. في 29 نيسان 1700 وجدت فيرونيكا ذاتها مقبولة مباشرة من كلية القداسة كتلميذة لها. ومنذ 2ك ك1 1702 تلقت إسماً جديداً: فيرونيكا ليسوع ولمريم. سنة 1703 ، تم إعادة انتخابها كمُعلمَةً الابتداء ، فباشرت ابتداءها الجديد :"مبتدئة مريم" وفي تموز 1705 شكَل قلب مريم وقلب فيرونيكا قلبا واحدا. في21 ت2 1708 ، كتبت فيرونيكا تصريحا علنياً تؤكد فيه وَهب ذاتها لمريم كخادمة . سنة 1711 ، أخذت "ألأمانة" التي كانت تربطها قبلاً بالعريس الإلهي تتجه نحو العذراء كنقطة وصول مباشرة.... وأخيراً سنة 1715 اختبرت نِعَم الاتحاد الصوفي من خلال التداخل والتماهي مع نفس مريم. سنعود ونتطرق لشيء من ذلك لاحقاً. في ختام هذا الفصل ، لايمكننا إغفال الاهمية التي استحوذها " المطهر" في هذه الحقبة ، سواء في مجال التامل أم الشفاعة التكفيرية للقديسة ، لدرجة أنه نال تقريبا الأولوية على الغيرة السابقة لخلاص الخطأة . أخذت تشعر في نفسها أنها مدعوة دوما أكثر ، وحتى مُلزمة مِن قِبل المـُعَرف ، بأن تـُكفر بذاتها عن عذابات المطهر لانفس موتى حقيقين ، كان يتم توصيتها بهم، قابلة المطهر في حياتها . إنه نوع جديد من التألم ، وهو نوع جديد من الحُب أيضاً. من أجل حثها على خلاص الخطأة ، كان الله قد أظهر لها الدينونة وجهنم ولتشجيعها على تحرير الانفس ، هاهو يُريها الان المطهر. تراه وتذهب إليه كل ليلة تقريبا ، كما تشهد بذاته: " لقد أمضيت هذه الليلة كالمعتاد في المطهر ، وسط النار ، الجليد ، العذابات ، الآلام مهجورة ودون أي سند . لتكن مباركة إرادة الله...". لنسمعها تـُخير شيئاً ما غير ناسين مع ذلك بأن في المـُطهر أيضا افراحاً ، وهي حقيقية كالعذابات : "إن عذابات المَطهر مهولة ، لدرجة أن مامن عقل بشري يمكنه فهمها . النار مُحرقة للغاية ، قوية يمكنها بلحظة تدمير العالم مذيبة إياه كالشمع. الأنفس تُضحي وكانها ملتحمة بالنار .... مامن راحة : فما أن ينتهي عذاب حتى يبدأ آخر ، أقسى من الاول . نموت من الألم ؛ نولد من جديد لنتألم أكثر. ماهي آلام الشهداء إذا قيست بآلام المطهر ؟ لاشيء . فلو افترضنا إمكانية عودة نفس ماالى الارض لكانت مستعدة لمواجهة كل الاستشهادات تجنبا للمطهر.. أه لو أني استطيع أن اجوب العالم واصرخ للجميع : التوبة ! التوبة ! لا للخطايا ، نعم للفضيلة والإماتات ّ! تجنبوا نار المطهر.. لقد تكلمت ومع ذلك لم اقل شيئا .. آلام الجسد لاتقاس بآلام النفس.. كل دقيقة هي بمثابة أبدية !.... اعتقد بأن كل اصناف العذابات التي استعملت لتعذيب الشهداء هي كلا شيء إن قورنت بأدنى عذاب المطهر" . وتـُفهمنا القديسة في موضع آخر أنه ليس الله من يرسل بقساوة النفس إلى المطهر ، بل إن النفس عينها ، أنه ليس معاينتها بوضوح في الدينونة الشخصية صلاح اللامتناهي والإهانات المُلحقة به من جراء خطاياها ، تهرب بطيبة خاطر إلى المطهر ، مستعدة لكل شيء وراغبة في التطهر لكي تستطيع التقرب من جديد الى هذا الاله الصالح ، لأن مامن شيء وغير طاهر يمكنه ولوج السماء. تتقدم فيرونيكا بإرادتها لتتحمل العذابات لأجل الأنفس ، وبدلاً عنها :"إصعدي إلى السماء، أبقى أنا لأعوض عنك"؛ وسيسمح لها بذلك . ستقول لها السماء :"أنت معونة الأنفس المطهرية" . ستاتي النفوس ليلاً تقرع باب غرفتها :"إرحموني .. فإن يد الله قد مستني ")ايوب 1921). بالغ المُعَرفون في جعلها تـُكَفَر عن العديد من نفوس الأهل والاصدقاء ، وغيرهم : لقد كَفرت مثلا عن والدها فرنسوا جولياني ، عن الحبر الاعظم إكليمنضوس الحادي عشر ، عن العديد من الأباء المُعَرفين ، عدة راهبات معاديات لها، كالأخت أنجليكا عدوتها غير القابلة للإصلاح .. يطول بنا الأمر في نقل هذه الاخبار المذهلة المنتشرة بتواتر في اليوميات.. كانت تلتجيء إلى وساطة العذراء مريم ، التي قالت لها يوما :"أنا هي من يُطلق سراحها" . تـُكَفر بدلاً عن الانفس فنخرج نحو السماء ناصعة البياض مُشعة بالنور بينما هي، رغم عيشتها على الارض بين الراهبات ، تبقى تتالم في المطهر . كانت اخواتها ترينها في اصفرار مُمِيت، دايخة،مُرهفة :"آه ، كم أبغـي الصراخ لدرجة تجميد العالم لشدة الهـول" . Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51750 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ياقديسة فريونيكا ، تضرعي لأجلـنا ! تحت قيادة مريم الكليـة القداسـة(1717ــ 1728) روحها أضحت الآن في السماء بينما قدماها راسختان في الارض دوما أكثر ، بفضل ذلك التناغم الذي ينتج عندما يكون إجتياح الله للنفس كاملاً. فظهرت مزينة بنعمة المشورة وبحس واقعي وعملي ماكان بإمكان أحد توقعه لديها. الراهبات أردناها اماً مسؤولة ، وحَصَلنَ على ذلك من محكمة التفتيش ، بعد امتحان لا إنساني حقا ، مرفق بإذلالات اخيرة فرضها عليها الأب كريفللي، تحت سلطان الأسقف سنة 1714 , مع ذلك أبقت محكمة التفتيش على الحظر من الخروج إلى" الشعرية"، سوى لفحص طالبات الترهب. أنه تدبير يـُعجبها لكونها رغبت منذ زمن الأنقطاع عن التواصل مع الخارج . أنتخبت في الخامس من نيسان 1717 مسؤولة ، والاخوات لم يندمنَ على ذلك ، بل سوف يُعِدنَ انتخابها تكراراً حتى موتها. واخذت الدعوات تهطل فوراً بأعداد كبيرة ، اظطرِرَ معها إلى رفع العدد المحدد في نص التاسيس ؛ وازدادت ايضا التقادم ، حتى بدأ الشروع ، قبل نهاية السنة، بأعمال بناء قسم جديد من الدير . وقد تم تسديد كل النفقات من قِبل العناية الإلهية وحدها . إن حُبَها الكبير للفقر ، الذي أدى في البداية إلى إضطهادها بوصفها ب"المُصلحة" لم يمنعها من تمييز أهمية تحقيق إمدادات توزيع المياه ، رغم معارضة الراهبات المُسنات . وهكذا وضعت حـداً لحمل سطول المياه المستمر.... وحتى اليوم تستطيع أن تقرأ في كابيلا القديس فرنسيس الكتابة اللاتينية المعلقة على أحد جدرانها ، وفيها تدعو الأخوات إلى" سكب صلواتهن للمحسنين بالتواصل عينه الذي يستمر تدفق المياه في النبع ". وإلى ذلك ، فإن نجاحاتها الباهرة بالأكثر في مضمار سياسة الجماعة الداخلية . فإن فريقا من الراهبات ، بدأ صغيراً ، وكبر، وبقي بسواده العظيم مطبوعا بطابع تعليمها الروحي . نذكر من بينهنً الأخت كلير ــ فيليس التي لبست معها حَبل الرهبانية ، والتي فاجأتها في اليوم ذاته منخطفة أمام القربان الاقدس. الاخت انا مازوكي ، إحدى المؤسسات، رفيقها المالوفة في الزياحات الليلية . الأخت مادلين بوسكاريني رفيقتها في الجَلد في كابيلا القديس فرنسيس ؛ الأخت هياسنت المكلفة بربطها ليلاً على الصليب ؛ والأخت فلوريدا شيفولي ،( وقد أعلنت اليوم طوباوية) ، نائبتها والمقتدية بفضائلها. جميع المبتدئات اللواتي مًرَرن تحت يدها ، حفظنَ لها الثقة البنوية ، وسِرن ببطولة في الدرب الذي خططته لهنَ. كانت فيرونيكا تعزو كل النجاحات إلى قيادة وإرشاد مباشر من السيدة العذراء التي وعدتها بأن تكون الأم الرئيسة ؛ فقد كانت القديسة ، بالفعل ، قد وضعت أمام تمثالها ، فوراَ بعد إنتخابها مسؤولة ، مفاتيح الدير، القانون ، وختم الرهبنة ، قائلة للأخوات :" ها هي أمنا الرئيسة" . "يابنتي أطمئني: أنا المسؤولة ، لن ينقصك شيء ، ضعي كل رجائك فيٍّ، آمني ولا تشغلي بالك بشيء ، أثبتي في الإرادة الإلهية ، عيشي بإطمئنان.. سأحمل أنا المسؤولية ، بحسب رغباتك ؛ سيؤول كل شيء نحو الأفضل" . إنها مقتنعة ومتيقنة بأن مريم الكلية القداسة هي مَن تـُرسل الدعوات ، مَن يحرك إرادة المحسنين ، مَن الطواعية للأخوات ، وفوق كل شيء ، من يُلهمها كيف يجب عليها أن تتصرف في كل الشؤون. تشعر بها حاضرة بشكل مميز ، عندما تترأس "مجمع الاستغفار"، الذي كانت فعاليته ملحوظة للغاية ، لأن مريم الكلية القداسة كانت تقترح عليها مايجب أن تقوله لكل من الأخوات، وتلقنها التحريضات الحارة الموجهة للجميع . وستعي الأخوات ذلك مراراً ، فيما بعد كما يتبين من المقطع التالي : ".... هنا ، عند أقدام مريم الكلية القداسة ، لتقصد جميعنا تبديل حياتنا ، لنصِل إلى حياة الراهبات الحقيقيات والقديسات ؛ وصلينَ من أجلي أنا المسكينة. "قلت للنائبة بأن تلجأ مراراً إلى جراحات يسوع ، وإلى قلب مريم المتألم ؛ وبأن تفكر بمن جُرج الأبن وآلم الأم " . " فمن المؤكد أن كل خطايا العالم تسببت بذلك ؛ لكن بالأخص خطايانا. فلتمر كل واحدة منا في جراحات يسوع وفي قلب مريم . ولنقصد تبديل سيرتنا . آميــــــــن " . "لدى ابتدائي بالنشيد الليتورجي الختامي ، وعيتُ أني قد أتممت المجمع . ليكن كل ذلك لمجد الله ومجد مريم الكلية القداسة ! فهي من قال وصنع كا شيء " إن مريم أحيانا تكون حاضرة جسدياً وحقاً بدلاً عنها . وإن الراهبات ستشهدن بأن نبرة صوتها كانت عذبة لدرجة أنها كانت تـُسحر قلوبهنَ. تحيا " فيرونيكا لإرادة الله ، ابنة ومبتدئة مريم الكلية القداسة" منذ الآن وصاعدا محتفلة كل يوم بإنتصار الحب . تجد ذاتها متوطدة في "أل نعم" وفي " ال لا" : نعم للإرادة الإلهية بأبنة أبدية لا لبشريتها، ولا لكل نزوة وميل أناني. إن اختبار " نِعمة النِعَم الثلاث": اتحاد ، تحول ، اعراس سماوية، التي اخذت تحصل عليها بعد كا مناولة ، 1714، بلغت بالفعل الإلهي في نفسها إلى حد الذروة . إنه تذوق مسبق لمائدة الحب الأزلية ، هو تذوق حميم يفوق كل ماختبرته حتى الأن، يُستحال وصفه... إن اليوميات بأسرها مملوءة بهذا الإله المجنون بالحب" بحر السلام والحب" حيث كانت تسبح ، عندما كان يختطفها إليه... هذا الإله المالك ، المسيطر، الفاعل، الذي لا يمكن وصفه ولا إدراكه، الإله اللامتناهي... يجب أن نقرأ حقاً هذه الصفحات السماوية ! Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
||||