![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 51591 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثانى قصه يوسف الصديق مع أخواته الذين صاروا انهم أعدائه ” انتم قصدتم بى شراً لكن الله أراد بى خيراً”، وهو لم يحمل ابدا بغضه اتجاه اخواته “احبوا اعدائكم” مواجهه الشر لا تكون الا بالخير والحب العملي تذكروا معى السيد المسيح وهو على الصليب كان أمامه اليهود الذين صرخوا وبحواره اللص اليمين والشمال وهم مجرمين وأمامه يوحنا الحبيب والسيدة العذراء وفى وسط الصراخ والجو الصخب والألفاظ والسخرية وقال للإعداء “يا ابتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” ، واللص اليمين والشمال وبعد المعايرة كانت النتيجة ان اللص اليمين قال الكلمة التي نحبها جميعاً ونسميها امانه اللص “والمسيح رد عليه اليوم تكون معي في الفردوس”.. هذا لص ياسيدنا ولكنه صار سارقاً للفردوس وحتى وهو على الصليب قدم لأمنا العذراء صورة الوفاء الجميلة هوذا ابنك هوذا امك . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51592 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثانى الصور الجميلة هذه تبين ان عدوك لا يمكن ان تغلبه سوى بالحب العملي ، وفى حياتنا نجد شخص لا نحبه ولكن العلاج ان تزيد محبتك له وتحبه اكثر. مثل قصة إبراهيم الجوهري عندما جاء اخوه يشكي له ان ناس تعايره وكانت اجابه إبراهيم الجوهري سأقطع لك لسانهم وخرج اخوه فرحاً إن اخوه بمنصبه سيذهب لقطع لسانهم ولكن إبراهيم زود الاحسان والمحبة وهكذا قطع لسانهم . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51593 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثانى صلوا لأجل المسيئين اليكم والذين طردوكم عجيبة المسيحية في مواجهه العلاقات المسيحية وما قد ينشئ صلوا لأجل الذين يسيئون اليكم، ولا نفعل مثله لكن نحوله لماده صلاه وهنا السمو المسيحي ان الانسان اللذي يسيئ الي بالألفاظ بالإشاعات، ما العلاج؟ المسيح يقول علاج حلو وهو صلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم وهى أيضا نفوس امام الله لها قيمتها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51594 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثانى هذا هو العلاج المسيحي الذي يقدمه لنا الانجيل اليوم هل تحب الذى يحبك فهذا نص الطريق ولكن بحبك والنهاردة ايضا عيد الحب في العالم ان لو كان حبك لمن يحبك فقط انت لم تعرف المسيح حتى الآن ولذلك اليوم في أيام الصوم قول يارب إنزع من قلبي كل كراهية او أي إساءة او أي خاطر سيئ، إتجاه أي انسان واعلم ان هذا صعب ولكن اطلب نعمة خاصه من الله ان يجعلك تستطيع ان تقدم الحب وصلى من اجلهم واجعلهم ماده للصوم حولهم لمطانيات وصلى من اجلهم واذكر أسمائهم على المذبح وعندما نتحرر من السلبية والكراهية والمشاعر السلبية داخل قلوبنا نستطيع ان نقتنى فضائل عظمى من الله ونقتنى حباً كامل وحب الأعداء ونقتنى الرحمة التي يقدمها الانسان لكل احد زي ما كما قلت لك المسيحية تفوق الإنسانية “ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51595 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا تواضروس الثانى يمكن لمن يقرأ في تاريخ الإنسانية الحديثة ان يجد ان الجمعيات التي ظهرت في العالم لخدمة البشر دون تمييز نشئت بفكر إنجيلي مثل جمعية الصليب الأحمر لخدمة مصابي الحروب والمسيحية ترتقى من الانسان العادي الى الانسان الممسوح بنعمة الروح القدوس ليصير الانسان روحيا ويطلق عيه مسيحي ليس بالكلمة ولا المظهر وهى صورة توضح لنا كيف يشبع قلبي بالحب. إحذر أن تدخل في صيام وتخرج منه كما بدأته، والكنيسة تصلي قداسات وصلوات ومطانيات ونسك ونتذكر الإباء الذين قالوا “يادوبك” وهى كلمة تعنى على القد حتى تتخلص منها كما يقول الطبيب تناول هذا الدواء أسبوعين وبكدا يكون سؤالنا هل تحب الذى يحبك فقط هو سؤال السبت الأول للصوم المقدس. لمسيحنا كل المجد والكرامة من الان والى الابد أمين . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51596 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() طفل فقير هدومه مِقَطَّعة ![]() كان واقف حافي بيبص بحسرة في ع¤يترينة محل جزم وهو بيترعش من البرد. واحدة ست فايتة قَرَّبت منه وسألته "بتبص على إيه حبيبي؟" رد وقال لها ببراءة "كنت بأطلب من ربنا يبعت لي جزمة". راحت الست واخداه من ايديه جوة المحل وطلبت من الموظف المسئول إنه يجيب له شراب. وبعدين طلبت طبق بلاستيك فيه مياة ومعاهم فوطة. \وراحت واخدة الحاجات دي والولد لحتة مستخبية جوة المحل وقلعت الجوانتي اللي كانت لابساه علشان البرد، وركعت قدّامه وقعدت تغسل رجليه الصغيرين بإيديها وتنشفهم بالفوطة وراحت ملبساه الشراب وطلبت يجيبوا له جزمة ولبِّستهاله هي كمان وطبطبت عليه بحب وقالت له "أكيد إنت مرتاح دلوقت ياحبيبي". الولد قعد مذهول شوية في مكانه مش مِصَدَّق اللي حصل بس وهو شايفها بتتدوَّر علشان تمشي، جِري مِسِك إيدها وبص لها لفوق وقال لها "إنتي مرات ربنا"؟أول انطباع جالي إن تعبير الولد أدهشني كده لإن كلنا عارفين إن الله ماعندهوش زوجة. صحيح مغزى الكلمة اللي قالها الولد وصلتني وأكيد وصلت للي بيقرا، بس بعدها علطول قلت لنفسي "صحيح الله ماعندهوش زوجة بالمعنى الحرفي، لكن الكتاب بيقول إن الكنيسة هي عروس المسيح". الكنيسة اللي هي أنا وإنت وإنتي". احنا يد الله اللي على الأرض. يمكن نكون فعلاً مستعدين نساعد الناس بفلوسنا والهدوم اللي بنوزعها لكن إننا نعمل زي الست دي؟ فَيُجِيبُ ظ±لْمَلِكُ وَيَقُولُ لَهُمُ: ظ±لْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلَاءِ ظ±لْأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ.” (متى ظ¤ظ*:ظ¢ظ¥) الرب يسوع “قَامَ عَنِ ظ±لْعَشَاءِ ، وَخَلَعَ ثِيَابَهُ، وَأَخَذَ مِنْشَفَةً وَظ±تَّزَرَ بِهَا، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ، وَظ±بْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ ظ±لتَّلَامِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِظ±لْمِنْشَفَةِ ظ±لَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا.” (يوحنا ظ،ظ£: ظ¥،ظ¤). يارب .. ساعدني أشوف يسوع في كل شخص وأكون يسوع لكل شخص النهاردة .. آمين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51597 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التميز اكيد حلو و مفرح ، بس مش كل الناس تقدر علي كده.. مش كل واحدة ( او واحد) بارعة الجمال و تلفت نظر الكل ، و مش ضروري تبقي مشهور و الناس كلها تعرفك و تتصور معاك .. فيه ناس قابلة شكلها و جسمها ووضعها ، و بتفرح بأقل حاجة ، و من طيبة قلبها ربنا مالي قلبها بالرضا و الشكر و راحة القلب. برضه مش كل الناس تقدر تسكن في بيوت غالية ، او تصيف في اغلي حتة في مصر أو تلف العالم تتفسح .. فيه ناس ساكنة في بيوت بسيطة و بتصيف في أماكن عادية و مبسوطة بالصحبة و بتبسط نفسها بأي اكل و اي فسحة .. و مش لازم تقدر تشتري اغلي موبايل علشان تبقي محط أنظار الكل ، و لا لازم يبقي معاك اغلي عربية علشان تفرح.. فيه ناس فرحانة بموبايل بسيط و جميل بيقضي لها كل احتياجاتها ، و حتي بعربية رخيصة او حتي من غير عربية اصلا، هي مرتاحة و مبسوطة قوي .. و لا لازم تبقي اهم واحد في الشغل و كل الناس عاملالك الف حساب .. فيه واحد "عادي" بس شايل قلوب الناس كلها بين ايديه بحبه و خدمته و ضحكته .. الطموح اكيد حلو بس مرات بياكل راحة بالك .. الإنسان "العادي" الراضي اريح قوي من اللي بيجري ورا اللي مش في ايده ، و بسبب المقارنة باللي في ايد غيره يتعذب و يعذب غيره .. العادي الراضى مع راحة البال نعمة لا تقدر بمال .. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51598 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في بلد كألمانيا ![]() يقول احد الطلاب : عندما وصلت الى هامبورغ .. رتب أحد زملائي الموجودين في هامبورغ جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم .. وعندما دخلنا المطعم لاحظنا ان كثير من الطاولات كانت فارغة وكانت هناك طاولة صغيرة تواجد عليها زوجين شابين لم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من المشروبات .. كنت أتساءل اذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن ان تكون رومانسية وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الزوج .. وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن يجلسن جانبا .. طلب زميلنا الطعام وكنا جياعا فطلب المزيد .. وبما أن المطعم كان هادئا وصل الطعام سريعا لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام وعندما قمنا بمغادرة المكان كان هناك حوالي ثلث الطعام متبق في الاطباق .. ولم نكد نصل باب المطعم الا وصوت ينادينا .. لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا الى مالك المطعم ..وعندما تحدثوا الينا فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لاضاعة الكثير من الطعام المتبقي . أجابهم زميلي : " لقد دفعنا ثمن الطعام الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لايعنينكن ..؟؟ احدى السيدات نظرت الينا بغضب شديد واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم .. بعد فترة من الزمن وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه على أنه ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية وحرر لنا مخالفة بقيمة 50 مارك . التزمنا جميعا الصمت .. وأخرج زميلي 50 مارك قدمها مع الاعتذار الى الموظف. قال الضابط بلهجة حازمة : " اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها .. المال لك لكن الموارد للجميع .. وهناك العديد من الآخرين في العالم يواجهون نقص الموارد ..ليس لديكم سبب لهدر الموارد " . احمرت وجوهنا خجلا ..ولكننا في النهاية اتفقنا معه . نحن فعلا بحاجة الى التفكير في هذا الموضوع لتغيير عاداتنا السيئة . قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية . " المال لك .. لكن الموارد ملك للجميع " . شكرا لمن قرأ الرسالة وشاركها فالفقراء في بلادي اكثر من الاغنياء (( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51599 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() زمان لما كنت فى اولى إعدادى ، طلعت معسكر كشافه ، كنا ساعتها فى صيام ، فكان الفطار فول ومربى والغدا عدس او فول بردو.. المعسكر كان حوالى ظ،ظ¥ يوم ... عدى اول أسبوع والدنيا زى الفل ، فى تانى أسبوع بقى الواحد بدأ يزهق من نوعية الأكل ، ومش انا بس ، تقريباً أغلبنا كده .. أتكلمنا مع الكابتن وقولناله عاوزين نوعيات تانى من الاكل ،غير الفول والعدس ، خلاص تعبنا جداً منهم .. فا قالنا احنا فى معسكر فى الجبل ومافيش إمكانيه اننا نجيب اكل تانى .. المهم تانى يوم احنا مارضناش ناكل من الاكل ده ، وكل واحد ضغط على نفسه واكل اى حاجه ، المهم اننا مانكلش من الاكل ده ونحط الكابتن قدام الامر الواقع عشان يتصرف بأى طريقه .. يوميها طبعا ماكنش فى موبيلات عشان نتصل بأى حد يبعتلنا أكل .. هو معسكر فى الجبل وتليفون أرضى للطوارىء على بعد كيلو من المعسكر والتليفون ده ماحدش له حق انه يستخدمه غير الكابتن وبس .. فا ماكنش قدامنا غير اننا نضرب عن الأكل .. فى نفس اليوم بالليل أجتمع بينا الكابتن ، وقالنا خبرين اول خبر ان السوس ضرب الفول والعدس وبوظهم ، وده كان أسعد خبر فى حياتنا لدرجة اننا هيصنا بصوت عالى وقولنا اخيراً خلصنا منهم ... تانى خبر بقى كان صادم وكارثه ... السلك العمومى بتاع تليفون الطوارىء بايظ وقدامه مش اقل من شهر عشان يتغير ويتصلح ، وماقدمناش غير حلين نموت من الجوع أو ناكل الفول والعدس بالسوس بتاعهم .. احنا سكتنا للحظه ، واول حاجه فكرنا فيها .. اننا هانموت من الجوع .. طبعا رضينا بالأمر الواقع ... بقينا كل يوم قبل الأكل ، الكابتن كان يصلى صلاه مستحيل أقدر أنساها .. كان بيقول نشكرك يارب على السوس اللى عرفنا قيمة عطائك لينا .. كنا بنتبطر على نعمتك لغاية ما جه اليوم ومابقناش لاقينها ... كان كل واحد فينا يسمع الكلمتين دول ، كان يشوف الطبق اللى قدامه ، مش مجرد اكله عاديه لا ، دا كان بمثابة طوق نجاه من الموت .. كان طعم الاكل لحظتها أحلى بكتير من اى اكل تانى ، لأننا بجد عرفنا قيمته .. عدى وقت المعسكر فى أخر يوم واحنا مسافرين ، لاقينا الكابتن أجتمع بينا وكان قدامه شوالين فول وعدس نضاف جداً صالحين للأكل .. وقال سامحونى انى أكلتكم اكل بايظ ، بس كان لازم أعلمكم الدرس .. طول ما النعمه قدامك على طول مش هاتعرف قيمتها غير لما تزول منك ... وأعظم مثال لينا ، الكورونا اللى إحنا فيها كنا بنتمرد على وضعنا العادى لغاية ما بقينا مش طايلين حتى العادى .. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51600 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لنأكل ونفرح ![]() خلاص نفس كم هو رائع أن تنفتح عيوننا على الرب في صلاحه وغنى نعمته، فندرك شيئًا عن أفكاره وطرق معاملاته معنا، فنصرِّح مع المرنم قائلين: «آثارك تقطر دسمًا» (مز65: 11). فدعونا نتعرف على طبيعة هذا الإله الذي صار من امتيازنا أن نرتبط به. لقد قصد الرب في صلاحة أن يكون له علاقة متميزة مع الإنسان، وأن تكون تلك العلاقة محسوسة وملموسة يُدركها الإنسان بصورة تتناسب مع عقله. فعندما يريد الإنسان أن يظهر ترحيبًا وحفاوة لشخص ما يضيفه على مائدة طعامه، ويأكل معه، وهذا يُعتبر ترحيبًا متميزًا، الأمر الذي لم يستطع يوسف - بعد أن صار متسلطًا على كل أرض مصر - أن يفعله مع إخوته. فإن كان قد أضافهم في بيته، إلا أنه لم يستطع أن يشترك معهم على ذات المائدة، «لأن المصريين لا يقدرون أن يأكلوا طعامًا مع العبرانيين، لأنه رجسٍ عند المصريين» (تك43: 32). والأمر الذي قدَّره كلٌّ من مفيبوشث، عندما عرض عليه داود الملك أن يأكل على مائدته، وراعوث عندما عرض عليها بوعز أن تأكل معه، فكان جواب مفيبوشث لداود: «من هو عبدك حتى تلتفت إلى كلب ميت مثلي» (2صم9: 8)، وكان جواب راعوث لبوعز: «كيف وجدت نعمة في عينيك حتى تنظر إليَّ وأنا غريبة» (را2: 10). ومن هذا المنطلق يتضح أمامنا المغزى الرائع من مثل الابن الضال، في قول الآب عن ابنه الذي رجع إليه «قدموا العجل المُسمن واذبحوه فنأكل ونفرح» (لو15: 23). لقد منع ”البروتوكول“ المصري يوسف أن يأكل مع إخوته، وقد استكثر كلٌّ من مفيبوشث أن يجلس على مائدة داود الملك، وراعوث أن تأكل مع بوعز، ولكن نعمة الله وصلاحه حطمتا كل الموانع والحواجز، وها نحن نجد الرب نفسه يُسر بأن يشارك الإنسان ويأكل معه، في جو من الفرح والطرب (لو15: 25). وكم هو شيق أن نتتبع بعض المواقف في كلا العهدين القديم والجديد حيث نجد ليس فقط الإنسان يأكل أمام الرب، بل الرب نفسه يأكل أمام الإنسان!! وإن كنا نرى في كل موقف من العهد القديم صدى له في العهد الجديد أسمى وأعظم. ففي خروج 18: 8-12 نرى ”خلاص نفس“، ولكن في لوقا 24: 1-35 نجد ”رد نفس“، وإن كنا نرى في خروج 24: 1-11 ”امتياز مفقود“، فنحن نرى في لوقا 24: 36-53 ”امتيازًا غير مسبوق“، وأخيرًا نرى في يوحنا 21 ”صلاحًا غير محدود“! مع ملاحظة أن في هذه المشاهد الخمسة نلمس تدرُّجًا من الأقل إلى الأسمى حيث نصل إلى أعلى مستوى في المشهد الخامس والأخير، الأمر الذي سنُظهره في حينه. vخلاص نفس (خر18: 8-12) « وَجَاءَ هَارُونُ وَجَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ لِيَأْكُلُوا طَعَامًا مَعَ حَمِي مُوسَى أَمَامَ اللهِ» (خر18: 12). في هذا المشهد نقرأ عن قصة رواها موسى لحميه يثرون تحكي عن ”قدرة الرب“: «كُلَّ مَا صَنَعَ الرَّبُّ بِفِرْعَوْنَ وَالْمِصْرِيِّينَ»، وعن ”محبة الرب“: «مِنْ أَجْلِ إِسْرَائِيلَ»، وعن ”خلاص الرب“: «وَكُلَّ الْمَشَقَّةِ الَّتِي أَصَابَتْهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَخَلَّصَهُمُ الرَّبُّ». وكان لهذا أعظم تأثير على يثرون إذ «فَرِحَ يَثْرُونُ بِجَمِيعِ الْخَيْرِ الَّذِي صَنَعَهُ إِلَى إِسْرَائِيلَ» (ع9)، وتغنى بخلاص الرب لإسرائيل: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَكُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ وَمِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ. الَّذِي أَنْقَذَ الشَّعْبَ مِنْ تَحْتِ أَيْدِي الْمِصْرِيِّينَ» (ع10)، كما اعترف بعظمة إله إسرائيل وحكمته: «الآنَ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ الآلِهَةِ لأَنَّهُ فِي الشَّيْءِ الَّذِي بَغُوا بِهِ كَانَ عَلَيْهِمْ» (ع11)، ومن ثم قدَّم محرقات وذبائح لله (ع12)، وأخيرًا نجده في شركة مع شيوخ إسرائيل يأكل معهم أمام الله (ع12)! فما أروع هذا المشهد!! إذ نحن هنا بصدد أول مشهد يأكل فيه الإنسان أمام الرب! صحيح إننا نقرأ قبل ذلك عن إبراهيم، خليل الله، أنه أضاف الرب، إلا أننا لا نجد إبراهيم يشارك الرب في الطعام ويأكل معهم، بل كان واقفًا بينما الرب يأكل هو والملاكان، حيث نقرأ: «وَإِذْ كَانَ هُوَ وَاقِفًا لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَكَلُوا» (تك18: 8). لكننا هنا أمام مشهد بديع وفريد، يثرون مع شيوخ إسرائيل يأكلون أمام الرب! كم كان الأمر مبهجًا ورائعًا. إنها وليمة بكل المعنى، وليمة لا يمكن أن تُنسى، وكأننا في هذا المشهد المُتميِّز نستمع لصوت الرب قائلاً: «الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ» (مز16: 3). كان يوجد في خيمة الاجتماع ”مائدة خبز الوجوه“، وسُمِّيتْ هكذا حيث كان الخبز يوضع على المائدة طوال أيام الأسبوع السبع ليُرَى أمام وجه الرب، ثم يُرفع في يوم السبت ليأكله الكهنة، ويوضع بدلاً منه خبزٌ جديد. وفي هذا نجد أن ذات الطعام الذي يُشبع الرب ويُسره، هو ذاته الذي يُشبع ويُسر الكهنة. صحيح هو طعام واحد للرب وللكهنة، لكننا لا نجد الرب يأكل مع الكهنة، أما هنا فنحن نرى حالة جديدة، إذ نجد شيوخ إسرائيل في ذات حضرة الرب، في جو رائع من الشركة حيث يأكلون أمام الرب. هكذا يلمع قصد الرب المجيد، وهو أن يكون للإنسان شركة حقيقية معه، شركة ملموسة ومحسوسة، شركة ترفع من شأن الإنسان وتسمو به، فإن كنا نرى الرب تبارك اسمه يُسر أن يسكن مع الإنسان (خر25: 8)، فها هو أيضًا يُسر أن يأكل الإنسان أمامه! لكننا نتعجب جدًّا أن نجد حوباب ابن رعوئيل (يثرون) يرفض عرض موسى بأن يذهب معهم، فيحظى بكل الخير والإحسان الذي قصده الرب لإسرائيل، فكان جواب حوباب ابن يثرون على قول موسى له: «اذهب معنا فنحسن إليك، لأن الرب قد تكلَّم عن إسرائيل بالإحسان ... لا أذهب بل إلى أرضي وعشيرتي أمضي» (عد10: 29، 30). نعم لقد كان إيمان يثرون بالرب، وهو الكاهن الوثني (خر18: 1)، إيمانًا حقيقيًّا، وقد اعترف بالرب، وعبده مقدمًا له محرقات وذبائح، وقد تمتع بامتياز الشركة مع الرب هو وشيوخ إسرائيل، ولكن يا للحسرة، إذ نرى ابنه يرفض مرافقة شعب الرب، مفضلاً أرضه وعشيرته عن كل هذا، فلم يُقدِّر امتياز الشركة مع شعب الله. وهكذا تُختم القصة بهذا الخروف، وقد ضلَّ طريقه وابتعد عن قطيعه؟! ولكننا في نور العهد الجديد كأننا نمسك بطرف هذا الخيط، ونجد استكمالاً لهذه القصة الجميلة، إذ نجد كيف أن الرب في مشهد النعمة يتعامل مع الضال ويُرجعه، ليتمتع بامتياز أن يأكل مع الرب، وهذا ما سنتكلم عنه بنعمة الرب في المقال القادم. |
||||