13 - 08 - 2014, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 5131 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحو السماء يقف الفلاح أو الزارع أمام أرضه ، يراها منبسطة ً على مرمى البصر واسعة ، جرداء ممتلئة بالحفر والاحجار والاعشاب والاشواك ، بائرة ً بلا حياة . ويعمل محراثه يشق به قلب الأرض ، يقلب جوفها ، ينقي الأحجار ، ويبعد الاشواك ، يطفئ عطشها ، يغذيها بالحبوب والبذور وينتظر . الارض تبدو خامدة ، ساكنة . ويعمل الله ، يحرك الله الحياة التي تسكن الارض . ينشق الحب ويخرج الزرع ، ينتفض ، يستقيم ، يثقب وجه الارض ، يخترق قشرتها ، يعلو النبات ، يرتفع الى فوق . ويرى الفلاح في ضوء النهار الارض وقد اخضر سطحها ، بساط ٌ سندسي ٌ يغطيها . وينمو الزرع اكثر ، يعلو ، ويتجه نحو السماء ويزهر ويثمر ويتلون بلون الحصاد الذهبي . ويسعد الفلاح ويفرح ، يرفع وجهه وقلبه أيضا ً نحو السماء ويشكر الله ويحمده . عمل وتعب وعرق وبذر وروى وعمل الله واحيا واثمر واعطى ووهب واغدق . الله يعمل دائما ً ويريد ان يشاركه الانسان عمله . الله والانسان يعملان معا ً . في كل شيء يعمل الله ويعمل الانسان . العمل ليس عمل الانسان ، العمل عمل الله . حين خلق الطاقة اخذها من فحم الارض ، من البترول الذي استخرجه منها ، من الكهرباء التي حصل عليها من سقوط الماء وانهماره بقوة من شلال متدفق . حين طار في الجو ممتطيا ً جسما ً معدنيا ً ، حين غزا الفضاء ، حين نزل على سطح القمر ، حين فتت الذرة ، حين استخدم اشعة الليزر ، حين وصل بعلمه ليحقق اقصى حاجاته ، كان يعمل عمل الله ، كان يتمم قصد الله ، كان ينفذ مخطط الله ويستخدم قوته . مثل المهندس الذي يضع تصميما ً ويرسمه على الورق الازرق ليتمم تنفيذه ، ويأتي العمال يتابعون التصميم وينفذون الرسم ويصعدون بالبناء . وما أن يعلو البناء ويقف الجميع امامه سعداء يهللون للعمل الذي انجزوه معا ً . لا يستطيع البنّاء ان يقول انه تمم العمل ولا يستطيع عامل النجارة ان يقول ذلك . وليس من حق منفذ عمليات الكهرباء أو الطلاء أن ينفرد بامتياز اتمام العمل . الكل عملوا معا ً لتنفيذ تصميم المهندس صاحب الرؤيا والخطة الذي اعد للبناء . واجه بولس الرسول موقفا ً في كنيسة كورنثوس حين حدث انقسام ٌ بين الاعضاء . قال البعض " أَنَا لِبُولُسَ " وقال البعض الآخر " أَنَا لأَبُلُّوسَ " وتصدى بولس للمشكلة ، قال : " فَمَنْ هُوَ بُولُسُ ؟ وَمَنْ هُوَ أَبُلُّوسُ ؟ بَلْ خَادِمَانِ آمَنْتُمْ بِوَاسِطَتِهِمَا " وقال : " أنَا غَرَسْتُ وَأَبُلُّوسُ سَقَى ، لكِنَّ اللهَ كَانَ يُنْمِي . إِذًا لَيْسَ الْغَارِسُ شَيْئًا وَلاَ السَّاقِي ، بَلِ اللهُ الَّذِي يُنْمِي . وَالْغَارِسُ وَالسَّاقِي هُمَا وَاحِدٌ ، وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَأْخُذُ أُجْرَتَهُ بِحَسَبِ تَعَبِهِ . فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ ، وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ، بِنَاءُ اللهِ . " ( 1 كورنثوس 3 ) . |
||||
13 - 08 - 2014, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 5132 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَل َ؟ في قمة تجبره وهو في عنفوان قوته ، كان لم يزل شاول ينفث تهديدا ً وقتلا ً على تلاميذ الرب . كان يسافر ويطاردهم ، يقبض عليهم ويلقي بهم في السجون ، يقتلهم ثم يفتك بهم . وفي طريق جبروته وهو يعتلي جواده بغتة ابرق حوله نور ٌ من السماء اسقطه على الارض . وهو ملقى ً وسط حوافر الجياد منكفئ على وجهه ومنكسر ، سأل : " يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَل َ؟ " ( اعمال الرسل 9 : 6 ) . وقيل له ماذا ينبغي ان يفعل . لم يستطع ان يرفس مناخس ، سلّم واستسلم وتألم . كان الله قد اعده ليكون اناء ً مختارا ً ليحمل اسم الرب امام الامم والملوك وبني اسرائيل . وعلى مر السنين أرى الله بولس كم ينبغي ان يتألم من أجل اسمه ، وأُضطهد المُضطهد . لكن الله اراه رؤى ً واعلن له اعلانات عظيمة ، اُختطف الى السماء الثالثة الى الفردوس ، رأى ما لم تره عين ، سمع ما لم تسمعه أذن ، كلمات ٌ لا ينطق بها ولا يسوغ لانسان أن يتكلم بها ، ولئلا يرتفع بفرط الاعلانات أُعطي شوكة ً في الجسد ، ملاك الشيطان ليلطمه لئلا يرتفع . شوكة ٌ في الجسد ، يقولون انها مرض في العينين ، رمد ٌ أو عجز ٌ في النظر ، اعاقة ٌ قاسية . أصبح يحتاج دائما ً لمن يكتب له وينسخ رسائله . عاش بولس حبيس عجزه واعاقته . وسط خدمته ، وسط الرؤى والاعلانات ، وسط النجاح العظيم ، وزنه الرب بثقل ٍ وعجز ٍ وشوكة . ارتمى امام الرب . سقط على وجهه وتضرع وصلى وطلب ثلاث مرات ان تفارقه شوكته . ولم يرفع الله شوكته عنه ، لم يشف ِ اعاقته ، لم يقّوي عجزه ، لم يستجب لتضرعه . قال له : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كورنثوس 12 : 9 ) فاخذ يلهج ويفتخر مسرورا ً بضعفاته . قال :" لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ . لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. " نعمة الله جعلت قوته في الضعف تكمل . الله " يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً ، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً.اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا . وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً . يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ . يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ. " ( اشعياء 40 : 29 – 31 ) . اذا اصابك عجز ، اذا امسكت بك اعاقة ، اذا حلت بجسدك شوكة لا تنزوي في الظل تلوك عجزك لا تبكي وتندب حظك ، لا تنطوي حول شوكتك . افتخر في ضعفاتك ، افرح في اضطهاداتك ، نعمته تكفيك . ترنم في احزانك ، هلل في هزيمتك ، نعمته ُ تكفيك |
||||
13 - 08 - 2014, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 5133 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اقْبَلْ رُوحِي منذ قيام كنيسة الرب ، منذ عصر المسيحية الاول ، واولاد الله يُضطهدون لاجل اسمه . ما ان صعد يسوع الى السماء ، وبدأ الرسل ينفذون ارساليته وهم يواجهون الاضطهاد . امسكوا بهم ، القوا بهم في السجون ، ضربوهم ، عذبوهم ، رجموهم وقتلوهم . سلسلة من الاضطهاد المخزي الذي لوث وجه التاريخ وشوه صورته . حكام بغاة ، وحوش ٌ وطغاة ، تلذذوا وتفننوا في تعذيب وقتل الشهداء . تجربوا في هزء ٍ وجلد ، في قيود ٍ وحبس ، رُجموا ، نُشروا ، جُربوا ، ماتوا قتلا ً بالسيف . أُلقي بهم الى الوحوش تفترسهم . طافوا في جلود الحيوان ، أُحرقوا ودُفنوا أحياء . لم يتراجعوا ، لم ينكروا سيدهم ، لم يستسلموا ، لم يخوروا أو يفشلوا " لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى ، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا. لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى ، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ. " ( 2 كورنثوس 4 : 16 – 18 ) هذا هو الذي جعل اول الشهداء ، اسْتِفَانُوسُ يقف شامخا ً ، عالي الرأس أمام المجمع . في ايمان ٍ وفي قوة . في اصرار ٍ وفي عزم ، فبدا وجهه امام الجميع كأنه وجه ملاك . وقف وهو عالم ٌ ان ساعته قد اقتربت ، يقول لهم " أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ . كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ . أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ ؟ ....... أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ . فَلَمَّا سَمِعُوا هذَا حَنِقُوا بِقُلُوبِهِمْ وَصَرُّوا بِأَسْنَانِهِمْ عَلَيْهِ. وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ، فَرَأَى مَجْدَ اللهِ ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً ، وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ . فَصَاحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ ، وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَرَجَمُوهُ ........ فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ : أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي . ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ . وَإِذْ قَالَ هذَا رَقَدَ " ( اعمال الرسل 7 : 51 – 59 ) ملحمة تعذيب واستشهاد ، ملحمة ُ ظلم ٍ واضطهاد ، هكذا نمت وتأسست كنيسة المسيح . وما يزال العالم يضطهد اولاد الله ، يطاردهم في كل مكان ، يتعقبهم بحقده وظلمه . وما يزال الشهداء في مسالك الارض يتساقطون ، تتساقط اجسادهم وتعلو ارواحهم ، لا يتراجعون ، لا ينكرون ، لا يستسلمون ، لا يخورون ، لا يفشلون ، لان لهم " هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا. مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ ، لكِنْ غَيْرَ مُتَضَايِقِينَ . مُتَحَيِّرِينَ ، لكِنْ غَيْرَ يَائِسِينَ . مُضْطَهَدِينَ ، لكِنْ غَيْرَ مَتْرُوكِينَ . مَطْرُوحِينَ ، لكِنْ غَيْرَ هَالِكِينَ . حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. " ( 2 كورنثوس 4 : 7 – 10 ) سمفونية خالدة لا يفهمها العالم " وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا " ( متى 10 : 28 ) لا تنظر الى ما يرى بل الى ما لا يرى ، لا الى الاشياء الوقتية بل الابدية |
||||
13 - 08 - 2014, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 5134 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تأملت في عظمة الله ؟ هل فكرت في جلاله ؟ هل سعيت لمعرفة قدرته ؟ لا ادعوك لأن تفهم او تدرك او تحيط به ، هذا مستحيل على مخلوق مثلك . الفناء لا يستوعب الخلود ، التراب لا يصمد للنور الازلي الابدي ، العقل البشري ذرة عاجزة عن ادراك قدرة الله وعظمته وجلاله . لكن إن تأملت بخشوع ٍ في ذات الله الذي تنتمي اليه وتعبده امتلئت عجبا ً . الله من كال بكفه المياه ، كل مياه العالم التي تغطي تسعين في المئة من مساحة الارض ، كل هذه المياه قطرة في كفه ، ترتعش على راحته ، تترجرج في استحياء . الله هو الذي قاس السماوات بالشبر ، السماوات المتسعة ، الكون اللانهائي . بالنسبة لله نهائي ، منشور ٌ امامه، منبسط ، قابل للقياس بالشبر ، الله هو الذي كال بالكيل تراب الارض ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان . يجمعها في يده ، يمسكها باصابعه ، يحيطها ويحتويها ويزنها ويحصيها . الله الاعظم ، الله الاكبر ، الله الذي لا يحتويه احتواء ولا يدركه ادراك . اين هو ؟ اين يقيم ؟ اين يسكن ؟ هل تعرف اين يسكن الله العلي ؟ يقول اشعياء النبي : " هكَذَا قَالَ الْعَلِيُّ الْمُرْتَفِعُ ، سَاكِنُ الأَبَدِ ، الْقُدُّوسُ اسْمُهُ: فِي الْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ الْمُقَدَّسِ أَسْكُنُ ، وَمَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ " ( اشعياء 57 : 15 ) هل تسمع ذلك ؟ هل تسمع ؟ الله يسكن مكانين لا ثالث لهما . في الموضع المرتفع المقدس عرشه يعلو الكون ، كرسيه يملأ السماء . الله عظيم ، اعظم من ان تحتويه سماء السماوات ، السماء لا تسع حضرته . الله قدوس ، اقدس من ان تليق به مقادس السماء لتكون موطئ قدميه . سكنه اعظم وارفع من كل عظيم مرتفع . اقدس واطهر من كل قدس ٍ قدوس . هذا مكانه الاول العالي السامي المرتفع . مكانه الثاني مع الانسان ، مع الانسان المنسحق ، الانسان المتواضع الروح ، يسكن الله قلب الانسان ، ما هو الانسان بالنسبة للكون ، بالنسبة للسماء ؟ لا شيء ، لا شيء بالمرة ، لكن الله يتواضع ويتضع ، يجعل نفسه في حجم قلب الانسان ، مسكن الله الثاني . قلب الانسان المنسحق المتواضع الروح ، قلب الطفل الصغير . ما اعظم الله ، ما امجد الله ، ما اكبر الله ، ما اقدس الله ، ما اعجبه . لا لانه يسكن السماء ، يحرك كرة الارض ، يتحكم في الكون والطبيعة والخلق ، بل لانه سبحانه يضع نفسه لاجل الانسان ، يخلي نفسه ليحيا قلب الانسان . الله بكل عظمته ، بكل جلاله ، بكل قداسته ، بكل قدرته يسكن قلبك . قلبك مسكن الله ، قلبك محل اقامة الله . |
||||
13 - 08 - 2014, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 5135 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مواعيد الله لك نستيقظ في الصباح يملئنا التفاؤل ، ننظر من النافذة نرى ضياء ً يملأ الجو . نستنشق الأمل في يوم جديد جميل ، نسرع بالخروج لنواجه حياتنا اليومية . ونخطو الى الخارج ، تصدمنا اصوات الشارع ، ضجيج اصوات عالية وصراخ . تهب حولنا ريح تثير التراب ، يتصاعد الغبار ، يعلو ، يلطم وجوهنا ، يدخل عيوننا ، يغزو خياشيمنا ، يكتم انفاسنا ، يجعلنا نسعل وندمع وتتعثر خطواتنا . تسقط اقدامنا في حفر ٍ لم نرها . تنغمس احذيتنا في طين الشوارع . ما هذا الذي حولنا ؟ هذا التلوث يلوث حياتنا ، لم نُخلق لهذا الجو الكئيب . ويبدأ تعاملنا مع الناس ، نصارع الخداع والكذب ، نصطدم بالرياء والنفاق ، نسير في طرقات الحياة الملتوية ، منحنيات كبيت جحا نتوه فيها ونضيع . ويهاجمنا اليأس ، نفقد تفاؤلنا ، يضيع حماسنا ، نذوب في دوامة الاحباط . لن ينقذنا من ذلك الا ان نلبس الايمان وننظر الى فوق ونستدعي وعود الله . الله لم يعدنا بارض ٍ مستوية بل وعدنا ان يسير معنا الطرق الوعرة يقودنا . الله لم يعدنا بالجو الصحو والشمس الساطعة ، وعدنا بأن يخترق معنا العاصفة . تمسك بوعوده ، استدعيها ، طالبه بها ، اسأله ، مُد يدك اليه ، خذها . وعود الله لنا متاحة ، موجودة ٌ لديه ، محفوظة لنا لحين نطالب بها ونحصل عليها . يقول بطرس الرسول : " قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ " ( 2 بطرس 1 : 4 ) مواعيده عظمى وثمينة . يعيش كثيرون بؤساء ويد الله تمتد اليهم بالسعادة . السعادة امامهم . ويعيش الكثيرون فقراء وكنوز الله في متناول ايديهم ، كل كنوز الله . كالمتسول الذي مات من البرد والجوع على وسادة ممتلئة باوراق النقد . عاش يمد يده يشحذ ويجمع الاموال يدخرها في وسادته ويموت فوقها جائعا ً . وعود الله تحرك ايماننا ، تقويه ، تنميه ، تجعل الحرارة تدب فيه . ويشب الايمان ، يقف شامخا ً ، يثبّت قدميه على صخرة وعود الله وعهوده . كل ما حولنا في العالم غبار وتراب ، صعاب ٌ وعذاب ، حروب ٌ وصراعات ، غيوم ٌ كثيرة سوداء . لكن وعود الله شمس ٌ ساطعة حرارتها تطرد كل الغيوم . صخور ٌ صلبة حادة ، الايمان بوعود الله يحطمها ، يسحقها ، يذرّيها في الهواء . مواعيد ٌ عظمى ، مواعيد ٌ ثمينة ، لا تسدد احتياجنا وتعبد الطرق فقط ، بل تصيّرنا " شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ " تشكلنا وتصنعنا وتبعدنا عن الفساد . لا تفقد تفاؤلك ، مواعيد الله لك |
||||
13 - 08 - 2014, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 5136 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا يخيفك ؟ كان المسيح يجلس فوق ربوة عالية في الخلاء ، كان الجو صحوا ً والسماء صافية . والشمس ترسل اشعتها تملأ المكان نورا ً ودفء ً وحياة ، جمال ٌ يفوق الوصف . والتفّت الجموع حول المسيح . جائت من كل انحاء البلاد لتسمع اقواله وترى افعاله . نظر المسيح اليهم بقلبه الحنون ، اخترقت نظراته رؤوسهم ، علم افكارهم وهمومهم ، اهتزت مشاعره وعواطفه ، عرف ما يثقل اكتافهم وما يشغل اهتمامهم . ارتفعت نظراته عنهم الى الفضاء الممتد حوله وحولهم ، سقطت انظاره على الحقول الممتدة على الجبل ونزلت الى الوادي المغطى ببساط اخضر . بساط اخضر ممتد يلف الارض جميعها ، يتدرج اللون الأخضر ويتشكل اشكالا ً عديدة . تطريز رائع وزخرفة عبقرية ونمنمات دقيقة . لم تمتد يد انسان لتصنع ذلك الجمال كله . نباتات وزهور وزنابق برية مزينة بكل الوان الطبيعة احتفلت في ضوء الشمس فزهت . تحولت انظار الجموع تتبع انظار المسيح ، ورأوا الجمال الخارق الذي يحيط بهم ، دخلت الرائحة الجميلة انوفهم ، اريج الزهور وعبير الورود وشذى النباتات عبق حولهم . ارتفعت العصافير فوق رؤوسهم ، تنقلت الفراشات بين الزهور ترتشف رحيقها . جمال ٌ يحتضن اجسادهم المتعبة ، جمال ٌ يخفق مع قلوبهم المهمومة . رأى المسيح همومهم تشوه جمال اللوحة حوله فارتفع صوته يقول : " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ ، وَلاَ لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ الطَّعَامِ ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ اللِّبَاسِ . تَأَمَّلُوا الْغِرْبَانَ: أَنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ ، وَلَيْسَ لَهَا مَخْدَعٌ وَلاَ مَخْزَنٌ ، وَاللهُ يُقِيتُهَا. كَمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلُ مِنَ الطُّيُورِ! …….. تَأَمَّلُوا الزَّنَابِقَ كَيْفَ تَنْمُو: لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ، وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا. …… فَلاَ تَطْلُبُوا أَنْتُمْ مَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَشْرَبُونَ وَلاَ تَقْلَقُوا ..... بَلِ اطْلُبُوا مَلَكُوتَ اللهِ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. " لوقا 12 : 22 – 31 ) أترى فيض خير الله حولك ؟ أترى كيف صنع الله الطبيعة ؟ كيف البسها ردائها ؟ لم تغزل ، لم تنسج ، لم تخيّط ، لم تتعب . أترى كيف البسها الله بذوق ٍ وجمال ٍ ملابسها ؟ الله يصنع كل شيء ٍ كاملا ً ، يوفر لك النبات لا مغذيا ً فقط بل جميلا ً رائعا ً . يوفر لك الحياة والدفء لا حماية ً فقط بل نورا ً وبهاء ً وصفاء ً براقا ً . الله يعطيك بغنى ً للتمتع ، الله يوفر لك ملبسك ومأكلك في اطباق ٍ ذهبية . ماذا يقلقك ، ماذا يزعجك ، ماذا يخيفك ؟ " لاَ تَخَفْ ، أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ. " ( لوقا 12 : 32 ) |
||||
13 - 08 - 2014, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 5137 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة مريم العذراء هي أم يسوع المسيح الناصري وكانت مريم مخطوبة إلى القديس يوسف في الوقت التي حَمَلت بيسوع (متى 20-1:18، لوقا 1:35) والدي مريم كانا بحسب التقليد الكنسي هما القديس يواكيم والقديسة حنّة. وحسب ماورد في إنجيل لوقا، بأن مريم التي ما زالت عذراء في ذلك الوقت تم اخبارها عن طريق الملاك جِبرائيل بأنها حامل بيسوع المسيح بواسطة قوة الروح القدس. لكن في هذا الموضوع سنتكلم عن مريم العذراء في ضوء ما جاء به في الكتاب المقدس، دون التطرق لكتب الآباء أو التقليد الكنسي. لم تحضر مريم العذراء كثيراً في إصحاحات العهد الجديد وذلك لأن الإنجيل كتب عن بشارة مجيء المخلص يسوع المسيح... لكنها حضرت في 7 إصحاحات من العهد الجديد بشكل مباشر. وهي كالتالي: الإصحاح الأول والثاني من بشارة متى. والإصحاح الأول والثاني من بشارة لوقا والإصحاح الثاني و19 من بشارة يوحنا والإصحاح الأول من سفر أعمال الرسل. هذا عن الحضور الصريح. لكن في وسط الإصحاحات الأخرى نجد أن مريم قد ذُكِرت عدة مرات عندما كنت تسأل عن إبنها وحينما كان يندهش الناس من يسوع قائلين بأنه ابن مريم وعندما رفعت إمرأة صوتها من بين الجموع قائلة "طوبى للبطن الذي حملك..." على رغم من حضور مريم المتفاوت من بشارة لبشارة إلا أن طريقة وجودها في كل بشارة يتميز كل منه عن الآخر. لنبدأ بحسب ترتيب بشارات الإنجيل: تابعوني .. |
||||
13 - 08 - 2014, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 5138 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" حضور مريم العذراء في الكتاب المقدس " قراءة نقدية في بشارة متى تحضر مريم طوال الإصحاحين الأول والثاني لكنها لا تتكلم ولم يسجل القديس متى أي كلمة منها بل كل ما يذكره هو الأحداث التي تمت في أول سنتين من ميلاد يسوع المسيح. ولم يتكلم الملاك معها إنما مع خطيبها يوسف. وينفرد متى بذكر زيارة المجوس وهروب العائلة لمصر بل أن إنجيل متى هو من أوضح النبوءة الموجودة في أشعياء عن العذراء التي تلد ويسمى ابناً اسمه عمانوئيل. ومن الأمور التي يتميز بها إنجيل متى عن غيره هو أنه كتب باللغة الآرامية وهي اللغة التي كان يتحدث بها أسرة يسوع المسيح وكل الحوارات التي كانت تدور في هذه العائلة المقدسة كانت تتم بهذه اللغة. أما باقي الأناجيل فقد كتبت باللغة اليونانية. في بشارة مرقس لا يوجد حضور واضح لمريم العذراء اللهم إلا المرة الوحيدة والتي كانت تبحث عن إبنها يسوع وسط الجموع (مرقس 3/31) لكن ما يميز بشارة مرقس عن غيره هو أنه الوحيد من بين كل البشارات الأربعة الذي دعي فيه يسوع بأنه "النجار ابن مريم" (مرقس 6/3) وينسب يسوع للمرة الوحيدة لأمه العذراء في هذا الإنجيل. علماً أن هذه الآية هي الآية الوحيدة أيضاً التي تشير بأن يسوع المسيح كان يمتهن مهنة النجارة. أما في بشارة لوقا وفي أول إصحاحين فقد كان حضور مريم العذراء أساسياً بل وكان لب الموضوع وفيه تكلمت مريم أول مرة في الإنجيل حينما خافت من سلام الملاك قائلة «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!» (لوقا1/29) ثم رنمت مريم العذراء ترنيمتها المعروفة عند زيارتها لأليصابات (لوقا1/46) وثم في الهيكل حين تقابلت سمعان الشيخ الذي تنبأ بأن سيف سيجوز في نفسها ومقابلتها مع حنّة النبيّة (لوقا 2/33) وأيضاً في الهيكل لما كان يسوع ابن اثنتي عشر سنة، تقول مريم "يا بُنَي لما فعلتَ بنا هكذا؟ فأبوكَ وأنا تعذبنا كثيراً ونحن نبحثُ عنكَ" (لوقا2/48) .. أكبر حضور لمريم كان في إنجيل لوقا وذلك يعود لأن القديس لوقا كان قد زار مريم عدة مرات وسألها عن مذكرات حياتها مع إبنها يسوع. وأخيراً في بشارة يوحنا نشهد لمريم العذراء مشهدين مهمين غير مذكورة أبداً في الأناجيل الأزائية الثلاثة. فقد ذكرت مرة في عرس قانا الجليل (يوحنا 2/1) ومرة عند موت إبنها يسوع المسيح على الصليب (يوحنا 19/25) علماً أن بشارة يوحنا لا يذكر فيه إسم مريم صراحةً بل تلقب بأم يسوع في كل مرة تحضر فيه. وأما في باقي أسفار العهد الجديد فقد جاءت مريم العذراء مرة واحدة فقط في أعمال الرسل لما كانت تواضب الصلاة والطلبة مع الرسل (أعمال 1/14) وكان ذلك آخر ذكر لإسمها في الكتاب المقدس .. وأما في الرسائل فقد جاءت كتلميح عابر مرتين، مرة في غلاطية (4/4) ومرة في سفر الرؤيا (12/1). |
||||
13 - 08 - 2014, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 5139 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" حضور مريم العذراء في الكتاب المقدس " قراءة نقدية لو قلنا أن حياة يسوع المسيح تكمن في ثلاث محطات مهمة: الميلاد والصلب والقيامة فنجد أن مريم حضرت إثنتين منهما بل أن محطة الميلاد كانت هي الشخص الرئيس فيها ومن ثم محطة الصلب حينما وقفت عند الصلب، لكنها لم تتواجد في المحطة الأخيرة عند قيامة المسيح على رغم من إهمية الحدث إلا أن مشيئة الرب أراد أن تكون مريم غير حاضرة في هذا الوقت وكأنها كانت تعرف كل ما سيجري فهي قد حفظت كل الأمور في قلبها منذ ثلاثة وثلاثون سنة. قد يتساءل البعض عن الحدث الميلادي العجيب حينما ولد يسوع من عذراء وكل الأحداث التي حصلت وقتها. فإن كان هذا الحدث هو في تلك الأهمية لماذا لم يكتبها مرقس أو يوحنا في بشارتهما حتى ولو على سبيل الذكر أو التلميح إنشالله لو بسطر واحد؟ تعجبني إجابة جوش ماكدوبل حينما أعطى فكرة مبسطة عن السبب: إنجيل مرقس هو أول إنجيل كتب ويعتبر من أقصر الأناجيل وأكثرها إختصاراً بل وكأنه صورة مصغرة لإنجيل متى. الأحداث تصبح متتالية بشكل سريع والقارئ يجد أن أحداث كثيرة حصلت في إصحاح واحد. وعدم ذكر مرقس الميلاد ذلك يعود لأن قصة الميلاد كانت معروفة بين كافة الشعب في ذلك الوقت وكانت متناقلة من شخص لشخص دون الحاجة لتدوينها وحينما كتب مرقس إنجيله كانت مريم العذراء مازالت حية بجسدها وتعيش معهم ويمكن لأي شخص التوصل إليها ليسألها. لكن بعد أن تنحت مريم وانتقلت إلى السماء ادت الحاجة إلى كتابة الحدث الميلاد العجائبي فدوناه البشيرين متى ولوقا. وأخيراً وبعد مرور أكثر من عشر سنين كتب يوحنا إنجيله لم يعد الحاجة لكتابة الميلاد وذلك لأن القصة قد دونت. حضور مريم العذراء في الكتاب المقدس هو مهم جداً. فإن غابت مريم عن الكتاب المقدس واكتفينا بكتب الأباء لما عرفنا قيمتها الحقيقية. فهي هيكل الله القدوس وهي الوحيدة التي جمعت بين الأقانيم الثلاثة في شخصها وفي وقت واحد. هي إبنة الله الآب الأقنوم الأول وأم الله الإبن المتجسد في يسوع المسيح الأقنوم الثاني وحل عليها الروح القدس الأقنوم الثالث وليس هناك شخص قبلها أو بعدها نال هذه النعمة العظيمة وعلى الرغم من كل هذا تواضعت مريم قائلة: أنا أمة الرب (لوقا 1/38) كان يمكن أن تقول أنا العظيمة بين النساء أنا ملكة الملوك. لكنها اختارت أن تتواضع بالرغن من كل النعم الذي منحها الله والذي اختارها الله من بين كل النساء. يرجى التنويه أن البعض يخطئ من دون قصد في اختيار عباراته ليقول بأن الله انتظر الفتاة المناسبة ليتجسد بها. هذه عبارة خاطئة، الله لا يتنظر. فهو كلي القدرة ويستطيع خلق مريم العذراء بعد سقوط حواء مباشرة.. إنما بسبب خطة الله الإلهية وترتيبه الزمني للأحداث جعل مريم العذراء تأتي في ذلك الزمان البشري لتكون هي المرأة المستحقة بأن تصبح أماً للمسيح الإله المتجسد. وللدراسة بقية .. |
||||
13 - 08 - 2014, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 5140 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" حضور مريم العذراء في الكتاب المقدس " قراءة نقدية يوم ميلاد المسيح.. في إنجيل متى نرى مريم الصابرة المطيعة التي لا تسأل ولا تناقش في كل مايقوله الملاك لخطيبها يوسف تفعله دون حتى أن تسأل كفضول. كانت مرحلة الخطوبة في ذلك العهد تعادل مرحلة الزواج من حيث الأهمية. لو قرأنا إنجيل متى بالتدقيق نرى أن حياة طفولة المسيح مروية كما لو كانت بلسان يوسف النجار بعكس إنجيل لوقا الذي يصور لنا الحدث الميلادي كما لو كانت مريم العذراء هي الراوية. جاء الملاك أولاً لمريم ليخبرها عن أن الله يحل عليها بروحه القدوس لتنجب إبناً يدعى إبن العلي. فقبلت مريم أن تكون هي من ضمن خطة الله لخلاص البشرية لا وبل وتكون هي البوابة والجسر الإلهي التي سيدخل الله بها إلى عالمنا التي قاله عنها الملاك بصريح العبارة: «السَلاَمٌ عليَكِ يا ممتلئة نعمة! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».. فهي الممتلئة نعمة والمباركة بين كل النساء. فذهبت إلى أليصابات لزيارتها. ويسجل لنا لوقا عبارتين مهمتين: الأولى: هي ما قالته أليصابات لمريم العذراء: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ 44فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. 45فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ». على الرغم من أن الله باركها في البداية عن طريق الملاك جبرائيل لكن هنا يأتي دور البشر أيضاً ليباركوها وباستحقاق. فها نحن بكل تواضع نبارك القديسة مريم على عظمتها ومكانتها القديرة عند الرب والناس. الثانية: هي ترتيلة مريم الشهيرة أو ترنيمة مريم الشهيرة.. وسأكتفي بذكر آياتين فقط من ضمن العشرة آيات: «48فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، 49لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ» اختصرت مريم علينا الطريق. فلن يسأل أي مسيحي بعد الآن: هل سنطوبها أم لا؟ ويسأل آخر: هل انتهت رسالتها بعد أن ولدت لنا المخلص؟ الإجابة باختصار لا .. فإلى اليوم وعلى كل مسيحي أن يطوبها بتقدير واحترام ويجب أن تكون للقديسة مريم مكانة وموضع خاص في كل قلب مسيحي وكل من يؤمن بالكلام المكتوب في الكتاب المقدس. فإن جميع الاجيال ستطوبها.. فالله قد صنع بها عظائم!. وبعد ذلك ارتحلت مريم من مدينة الناصرة مع خطيبها يوسف النجار إلى مدينة بيت لحم للإكتتاب وقد حان موعد الولادة لتد ويبدو أن الوقت كان ليل والناس كلهم نيام ولم يجدا مريم ويوسف أي فندق لينتزلا فيه. ولربما تطوع أحد أصحاب الفنادق بأن يبيتا تلك الليلة في الإسطبل الخاص بالمواشي. ثم باتا هناك فأنجبت يسوع هناك فشاهدوا رعاة المواشي في المزارع الأخرى ملائكة في السماء فعرفوا أنه قد ولد المخلص ودخلوا لمكان المذود فرأوا يسوع وأمه مريم بين الحيوانات. فرأت مريم كل ذلك لتحفظ به في قلبها وتفكر فيه (لوقا 2/19) هنا يسجل لوقا أهم أحداث الميلاد، ولأنه رسام، فقد أوصل لنا بإنجيله لوحة فنية جميلة مريم تحمل طفلها يسوع وبجانبها يوسف وحولهم الأغنام والأحصنة وأمام الرعاة . وكأن كل المخلوقات تشهد بميلاد المسيح وتسجد له. بشر وملائكة وحيوانات. وبعد أيام تذهب مريم مع خطيبها يوسف ويجدان سمعان الشيخ فحمل الصبي وتنبأ عنه أن يكون نور إعلان الأمم وأنها سيخترق السيف قلبها متنبئاً بما يجري حول الصليب. عرفت مريم أن سمعان يتكلم عن موت إبنها وأنه سيعذب ويهان لكن من دون أن تعرف طريقة موته أو تسأل التفاصيل. ثم تمر شهور عديدة فيأتي المجوس لزيارة المخلص وقد أعطوا كل ماعندهم للمسيح ساجدين له. فعلم هيرودس ذلك فأمر بقتل كل الأطفال دون السنتان. فهربت العائلة لمصر كما يخبرنا البشير متى. ثم يعودان لاحقاً. (متى 2/19) وبعد 12 سنة من ميلاد المسيح نرى مريم تبحث عن يسوع بعد رحلة الحج إلى أورشليم ولما أخبرها يسوع عنه أنه ينبغي أن يكون لأبيه.. لم يفهمها الإثنان ما يقصده لكنها هي وحدها من حفظت هذه الأمور في قلبها (لوقا 2/51) |
||||