منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 09 - 2021, 05:58 PM   رقم المشاركة : ( 51341 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




من هذا المنطلق، للمسيح سلطان ليدين كل العالم،
حيث سينقذ الابرار ويدين الاشرار في وقت الدينونة.
ولا يحسن ان يتوقع الابرار ثوابهم في هذا العالم،

لانهم لم يوعدوا بنواله الاَّ عند مجيء الثاني للمسيح

كما جاء في تعليم بولس الرسول
"وقَد أُعِدَّ لي إِكْليلُ البِرِّ الَّذي يَجْزيني بِه الرَّبُّ الدَّيَّانُ العادِلُ في ذلِكَ اليَوم،

لا وَحْدي، بل جَميعَ الَّذينَ اشْتاقوا ظُهورَه"
(2 طيموتاوس 4: 8).
 
قديم 17 - 09 - 2021, 05:59 PM   رقم المشاركة : ( 51342 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الإنباء بصليب يسوع

بعد إعلان بطرس لإيمانه في قيصرية فيلبس (متى 16: 13 – 20) بألوهية المسيح أصبح ايمان التلاميذ ثابتاً وكافياً، "وبَدأَ يسوعُ مِن ذلِكَ الحينِ يُظهِرُ لِتَلاميذِه أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث" (متى 16: 21). وقد استخدم الرومان الصلب لإعدام العبيد عقاباً لهم عن أشنع الجرائم، ولإعدام الثوار في البلاد المحتلة. وكان يُعلَّق عليه المجرم حتى يموت من الجوع والعطش والإجهاد.

وكان الذي يُعلَّق على الصليب يُحسَب ملعوناً من الربّ حسب المعتقدات اليهودية كما جاء في سفر التثنية "وإِذا كانَت على إِنْسانٍ خَطيئَةٌ تَستَوجِبُ المَوت، فقُتِلَ وعلَّقتَه على شَجَرَة ×¢ضµ×¥، فلا تَبِتْ جُثَّتُه على الشَّجَرَة، بل في ذلك اليَومِ تَدفِنُه، لأَنَّ المُعَلَّقَ لَعنَةٌ مِنَ الله" (تثنية الاشتراع 21: 22-23). لذلك فقد جاء المسيح "وافتَدانا مِن لَعنَةِ الشَّريعة إِذ صارَ لَعنَةً لأَجْلِنا، فقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((مَلْعونٌ مَن عُلِّقَ على الخَشَبَةخ¾ل½»خ»خ؟د…)) (غلاطية 3: 13). إذاً، فهذا الصليب الذي كان أداة التعذيب وعلامة اللعنة صار أداةً للخلاص والفداء، ولكنه ما زال "عِثارٍ لِليَهود وحَماقةٍ لِلوَثنِيِّين وأَمَّا لِلمَدعُوِّين، يَهودًا كانوا أَم يونانِيِّين، فهُو مسيح، قُدرَةُ اللّه وحِكمَةُ اللّه،" (1 قورنتس 1: 23-24). لقد ضحَّى يسوع بحياته على الصليب من أجل خلاص البشرية محبة لهم (يوحنا 19: 26). ويُعلق البابا بندكتس "إن الصليب هو الإعلان المؤكد للمحبة والرحمة الإلهية".

واشار مرقس الإنجيلي أيضا في هذا الإنباء الى المعاملة السيئة التي لقيها يسوع " فَيسخَرونَ مِنه، ويَبصُقونَ علَيه ويَجلِدونَه ويَقتُلونَه، وبَعدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يَقوم" (مرقس 10: 34). ويتطابق موت المسيح مع نبوات دانيال. فالمسيح يجب ان يُقتل " يُفصَلُ مَسيحٌ ولا يَكونُ لَه" (دانيال 9: 26) ثم يأتي وقت ضيق " تكونُ شَناعَة الخَراب" (دانيال 9: 27)، وسيأتي اخيراً في المجد " فإِذا بِمِثلِ آبنِ إِنسان آتٍ على غَمامِ السَّماء"(دانيال 7: 13). ان كلمات الانباءات قريبة من اعترافات الايمان المسيحي الأولى، قريبة مما يُسمَّى الكرازة الأولى Kerygma وهي ملخص ما كان يقوله المسيحيون حين يبشرون بيسوع " مات وقام". ويذكرون كل مرة القيامة بعد الآلام.

بهذا الانباء أفهم يسوع تلاميذه انه لن يقوم بمهمته كمسيح الا عن طريق الالام والموت على الصليب؛ سر الصليب هو إيفاء العدل الإلهي حقَّقه بموت المسيح وتحصيل الحياة الأبدية للمؤمنين بذلك. ويعلق القدّيس يوحنّا الذهبي الفم: " صحيح. الصليب هو سرّ يفوق العقل البشري، وعلامة قوّة تتخطّى إدراكنا" (العظة رقم 4 عن الرسالة الأولى إلى أهل قورنتس). أعلن يسوع لتلاميذه ما سيعانيه في اورشليم من المٍ وعذابٍ وظلم واضطهاد. كما أوضح لتلاميذه من هو وأنه أتى ليؤسس كنيسته، وان ثمن تأسيس الكنيسة هو الصليب. وقبل أن يتوهم تلاميذه إذ سمعوا أنه المسيح المنتظر، أنهم سيملكون معه إذ يصير ملكًا وقائدًا عظيمًا، ها هو يشرح لهم أنه حقًا سيملك ولكن على قلوب كنيسته بصليبه، حاملًا الرئاسة على كتفه كما تنبأ أشعيا: "لِأَنَّه قد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا آبنٌ فصارَتِ الرِّئاسةُ على كَتِفِه ودُعِيَ أسمُه عَجيباً مُشيراً إِلهاً جَبَّاراً، أَبا الأَبَد، رَئيسَ السَّلام" (أشعيا 9: 5)، فبصليبه هدم مملكة الخطيئة ومملكة إبليس وأقام ملكوت قيامته. وفي الصدد قال القديس بطرس الرسول" وهو الَّذي حَمَلَ خَطايانا في جَسَدِه على الخَشَبة لِكَي نَموتَ عن خَطايانا فنَحْيا لِلبِرّ" (1بطرس 2: 24). وهذا الإنباء بالآلام والموت على الصليب والقيامة تكرَّر ثلاث مرات (متى 17: 22، 20: 18) كلازمة تتردَّد في طريق صعود يسوع الى اورشليم، مكان آلامه وصلبه وموته وقيامته.

وكان الهدف من تلك الإنباءات هو تبديد ظنون التلاميذ ان المسيح المنتظر ليس مسيحاً سياسياً بل مسيحاً متألماً. لذا لم تكن آلام يسوع حدثا طارئا او صدفة ولا مصيرا محتوما، انما هو مخطط الله الذي يُحقِّقه يسوع بطاعته لمشيئة الله في هذه الآلام لأجل خلاص البشر. ويُشدِّد يسوع من خلال هذه الإنباءات على الطريق التي تقود المؤمن الى مجد، لآن الآلام والصليب والرذل والتعيير والموت الشنيع، كل هذه الأمور تتبعها القيامة. ومن هذا المنطلق، لم يُقدِّم يسوع سر آلامه قيامته كوحي عن رسالته فحسب، إنما أيضا دلالة على الطريق الواجب تلاميذه إتباعه. فطريق الآلام هي طريق للقيامة، ولا طريق آخر غير هذا له ولتلاميذه. ان طريق يسوع هو طريقهم. وفي كل إنباء بيّن يسوع لتلاميذه ان عليهم ان يسيروا على الطريق نفسه. وهكذا جمع متى الإنجيلي تعليم يسوع بين سلوك عملي ومتطلبات الايمان بالمسيح المصلوب والقائم من الموت.
 
قديم 17 - 09 - 2021, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 51343 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الإنباء بصليب أتباعه

طلب يسوع من تلاميذه ان يتبعوه ويتألموا معه وذلك من خلال أربعة اقوال ليسوع؛ الأقوال الثلاثة الأولى تتركز على الزهد في الذات وحمل الصليب مع يسوع. والقول الأخير يتناول مجد القيامة.

ا) الزهد في الذات وحمل الصليب

القول الأول: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني"(متى 16: 24).

يشترط يسوع لمن يتبعه ان يزهد في نفسه. وهذا الامر يتطلب منه أن يقطع كل ما يشدُّ الإنسان إلى العالم الأرضي والأسرة والمال ومسرَّات هذا الدهر:" لا تُحِبُّوا العالَم وما في العالَم. مَن أَحَبَّ العالَم لم تَكُنْ مَحَبَّةُ اللهِ فيه. لأَنَّ كُلَّ ما في العالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العالَم. العالَمُ يَزولُ هو وشَهَواتُه. أَمَّا مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله فإِنَّه يَبْقى مَدى الأبد." (1 يوحنا 2: 15-17). ويعلق الراهب الدومنيكاني جان تولير "عليك التخلّي أوّلاً عن كلّ خيرٍ خارجيّ أو داخليّ تعلّقتَ به، واضعًا فيه كلّ الرضى. هذا التخلّي صليب مؤلم، وهو أكثر إيلامًا كلّما كان التعلّق أشدّ وأقوى"(العظة 59، الرّابعة بمناسبة عيد ارتفاع الصّليب). فالزهد في النفس معناه أنّنا في كلّ لحظة من حياتنا نقول (لا) للذات، ونقول (نعم) للربّ. فالزهد في النفس يعني إنزال الذات من على العرش، وتمليك الربّ على هذا العرش وبكلمة أخرى هو اتخاذ إنجيل التطويبات قاعدة للحياة.

ويشترط يسوع لمن يتبعه ان يحمل صليبه كما حمله، وان يكون مستعداً لحَمْل صليب طبيعته الساقطة ومفتخرا بضعفه التي لا خلاص له إلاَّ بالثبات في المسيح. وبدعوة يسوع تلميذه لحمل صليبه فإنه يدعوه إلى معرفة يسوع وقوة قيامته وشركة آلامه متشبِّهين بموته كما جاء في تصريح بولس الرسول" فأَعرِفَهُ وأَعرِفَ قُوَّةَ قِيامتِه والمُشارَكَةَ في آلامِه فأَتمثَّلَ بِه في مَوتِه (فيلبّي 3: 10)، وإنّ حَمْلنا لصليبنا هو شركة في آلام المسيح وموته وقيامته. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول " فإِنِّي أَفتَخِرُ راضِيًا بِحالاتِ ضُعْفي لِتَحِلَّ بي قُدرَةُ المَسيح" (2 قورنتس 12: 9).

ويستخدم يسوع أسلوب الاقناع مع تلاميذه، حيث ان قبل تقرير المصير لمن يريد ان يتبعه ويصير تلميذا له يطلب منه ان يعرف بمن يقتدي به ويُبرهن عن انه يستطيع ذلك فيشترط عليه الزهد: "فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه"(متى 16: 24).

وهناك وجهان للزهد: الوجه الداخلي هو ان يزهد الانسان بنفسه، ويُعلق أحد المفسرين "يزهد الانسان في نفسه عندما يُحبُّ الله، ويُحبُّ الله عندما يُبغض المرء شهواته الجسدية. تكمن في داخلنا وفي أفكارنا وقلوبنا وإرادتنا قوّة غير عادية تعمل دائمًا كل يوم، وفي كل لحظة، لإبعادنا عن الله؛ تقترح هذه القوة علينا أفكارًا ورغبات واهتمامات ونيّات ومشاغل وكلمات، وأعمال باطلة تثُير فينا الشهوات وتدفعها بعنف فينا مثل المكر والحسد والطمع والكبرياء والمجد الباطل والكسل والعصيان والعناد والخداع والغضب". أمَّا القديس يوحنا الذهبي الفم فيُعلق "يزهد الانسان في نفسه عندما لا يهتمّ بجسده متى جُلد أو احتمل آلامًا مشابهة، إنّما يحتملها بصبر".

والوجه الخارجي في اتباع يسوع هو ان يحمل صليبه. الصليب الذي عليه أن يحمله: إنه صليبه الخاص؛ صليب طبيعته الساقطة الضعيفة التي لا خلاص لها إلاَّ بالثبات في المسيح والاعتراف الدائم بدونه بعجزه عن البلوغ إلى البرِّ والقداسة كما صرّح يسوع " بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً" (يوحنّا 15: 5). ويعلق
القدّيس قيصاريوس ، راهب وأسقف آرل " ما معنى "يَحمِلْ صليبَه"؟ فيجيب باسم يسوع "أن يتحمّل كلّ ما يزعجه، هكذا سيتبعني. حين يتبعني، ملتزمًا بحياتي وبوصاياي، سيجد على الطريق أشخاصًا كثيرين سيعارضونه ويحاولون تغيير مساره، أشخاصًا لن يكتفوا بأن يسخروا منه، لكنّهم سيضطهدونه" (العظة 159).

لا ولن يقدر أحد أن يحمل صليب المسيح سواه، وهو الذي حمله وحده بإرادته وكامل رضاه ومسرَّته عن البشرية كلها " لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة "(يوحنّا 3: 16)، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " كأن يسوع يقول لبطرس: أنت تنتهرني لأني أريد أن أتألّم، لكنّني أخبرك بأنه ليس فقط من الخطأ أن تمنعني عن الآلام، وإنما أقول لك أنك لن تقدر أن تخلُص ما لم تمُت أنت أيضًا". لا يقدر أحد أن يتبع السيد المسيح ما لم يدخل دائرة الصليب، وقد أكد ذلك يسوع بقوله " مَن لم يَحمِلْ صَليبَه ويَتبَعْني، فلَيسَ أَهْلاً لي" (متى 10: 38). ويوضح القدّيس بونافَنتورا من خلال سيرة القديس فرنسيس معنى حمل الصليب " فليس عذاب جسد فرنسيس مَن سوف يحوّله ليتشبّه بالمسيح مصلوبًا، إنّما المحبّة التي تلهب قلبه هي التّي سوف تقوم بذلك "(حياة القدّيس فرنسيس).


القول الثاني: "لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها" (متى 16: 25)؛

لماذا يطلب يسوع من الانسان ان يضحي بنفسه؟ يطلب يسوع من تلميذه ان يضحي بنفسه لكي يكون مستعدا لبذل الذات حتى الموت. وهذا الامر يقتضي من التلميذ تخصيص جميع الموارد الفكريّة، والإرادة، والقلب، والخيرات الروحيّة والماديّة، والحريّة الشخصيّة، للربّ، لأن يسوع وحده يستطيع ان يخلص حياة الانسان، كما جاء في تعليم يوحنا الرسول "مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة " (يوحنّا 12: 25). لقد جاء المسيح إلى العالم " لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم" (يوحنّا 10: 11). لا تتوقف النظرة عند حد الآلام بل تتجاوزها الى القيامة. فالمسيح قام والتلاميذ سيقومون كما قام المسيح " لذا صرّح يولس الرسول عن إيمانه بقوله "الحَياةُ عِندي هي المسيح، والمَوتُ رِبْح" (فيلبي 1: 21).

القول الثالث:"ماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه وخَسِرَ نَفسَه؟ وماذا يُعطي الإِنسانُ بَدَلاً لِنَفسِه؟ (متى 16: 26).

وما فائدة زهد المرء في نفسه وحمل صليبه؟ يجيب المسيح فمن يحمل صليبه ويضحى بحياته أمانة ليسوع والانجيل لا يخسر حياته إنما يربحها للحياة الابدية. وهذا ما اختبره بولس الرسول "أَنَّ ما كانَ في كُلِّ ذلِكَ مِن رِبْحٍ لي عَدَدتُه خُسْرانًا مِن أَجلِ المسيح" (فيلبّي 3: 7)؛إن صليب التلاميذ هو صليب التناقض بين من "يربح يخسر؛ وبين "يخسر يربح"؛ وخير مثال على ذلك فإن إسكندر المقدوني استطاع ان ينطلق في مغامرة رائعة فاحتل الكون كله، ولكنه مات. فماذا نردُّ لمن فقد حياته؟ ماذا ندفع له لكي يجدها ثانية؟ هذا مستحيل. الحياة أثمن ما لدى الانسان، أمَّا المسيح فهو الذي يعطي الانسان سبيلا لتخليصها، وهذا السبيل هو ان يزهد المرء في حياته ويحمل صليبه من أجل الانجيل.

ان كل موت في سبيل يسوع تعقبه قيامة وحياة. لذلك كتب القدّيس أغناطيوس الأنطاكي في رسالته إلى أهل روما في وقت استشهاده: "ماذا تفيدني ملذّات العالم؟ ما لي وفتنة ممالك هذا العالم؟ إني أُفضِّل أن أموت مع المسيح من أن أملك أطراف المسكونة، إني أطلب المسيح الذي مات من أجلنا، وقام أيضًا من أجلنا. ... إني أريد أن أكون لله. لا تتركوني في العالم، لا تتركوني ومغريات الأرض. دعوني أبْلغ إلى النور النقي". هذا هو الصليب الذي ينتظر يسوع، وهذا هو الاضطهاد الذي ينتظر المسيحيين. يجب ان نضحي بحياتنا في سبيل ولائنا وإخلاصنا ليسوع والانجيل.

إن دعانا يسوع الى التضحية بحياتنا، هذا يعني ان ليسوع القدرة على خلاصها، وهذه هي القيامة حقاً التي تنتظر يسوع، كما تنتظر تلاميذه. لا يقتصر حمل الصليب على التلاميذ فقط، بل على الجموع أيضا. إن يسوع يوجّه كلامه الى الجميع، ولا يستثني أحداً، لان الوجود المسيحي هو رهن بوجود يسوع، ولذلك يتوجب على المسيحي ان يتبع المسيح ويقتدي به ويتحد به اتحادا وثيقا لينال القيامة معه.
 
قديم 17 - 09 - 2021, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 51344 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



"مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني"(متى 16: 24).

يشترط يسوع لمن يتبعه ان يزهد في نفسه. وهذا الامر يتطلب منه أن يقطع كل ما يشدُّ الإنسان إلى العالم الأرضي والأسرة والمال ومسرَّات هذا الدهر:" لا تُحِبُّوا العالَم وما في العالَم. مَن أَحَبَّ العالَم لم تَكُنْ مَحَبَّةُ اللهِ فيه. لأَنَّ كُلَّ ما في العالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العالَم. العالَمُ يَزولُ هو وشَهَواتُه. أَمَّا مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله فإِنَّه يَبْقى مَدى الأبد." (1 يوحنا 2: 15-17). ويعلق الراهب الدومنيكاني جان تولير "عليك التخلّي أوّلاً عن كلّ خيرٍ خارجيّ أو داخليّ تعلّقتَ به، واضعًا فيه كلّ الرضى. هذا التخلّي صليب مؤلم، وهو أكثر إيلامًا كلّما كان التعلّق أشدّ وأقوى"(العظة 59، الرّابعة بمناسبة عيد ارتفاع الصّليب). فالزهد في النفس معناه أنّنا في كلّ لحظة من حياتنا نقول (لا) للذات، ونقول (نعم) للربّ. فالزهد في النفس يعني إنزال الذات من على العرش، وتمليك الربّ على هذا العرش وبكلمة أخرى هو اتخاذ إنجيل التطويبات قاعدة للحياة.

ويشترط يسوع لمن يتبعه ان يحمل صليبه كما حمله، وان يكون مستعداً لحَمْل صليب طبيعته الساقطة ومفتخرا بضعفه التي لا خلاص له إلاَّ بالثبات في المسيح. وبدعوة يسوع تلميذه لحمل صليبه فإنه يدعوه إلى معرفة يسوع وقوة قيامته وشركة آلامه متشبِّهين بموته كما جاء في تصريح بولس الرسول" فأَعرِفَهُ وأَعرِفَ قُوَّةَ قِيامتِه والمُشارَكَةَ في آلامِه فأَتمثَّلَ بِه في مَوتِه (فيلبّي 3: 10)، وإنّ حَمْلنا لصليبنا هو شركة في آلام المسيح وموته وقيامته. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول " فإِنِّي أَفتَخِرُ راضِيًا بِحالاتِ ضُعْفي لِتَحِلَّ بي قُدرَةُ المَسيح" (2 قورنتس 12: 9).

ويستخدم يسوع أسلوب الاقناع مع تلاميذه، حيث ان قبل تقرير المصير لمن يريد ان يتبعه ويصير تلميذا له يطلب منه ان يعرف بمن يقتدي به ويُبرهن عن انه يستطيع ذلك فيشترط عليه الزهد: "فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه"(متى 16: 24).

وهناك وجهان للزهد: الوجه الداخلي هو ان يزهد الانسان بنفسه، ويُعلق أحد المفسرين "يزهد الانسان في نفسه عندما يُحبُّ الله، ويُحبُّ الله عندما يُبغض المرء شهواته الجسدية. تكمن في داخلنا وفي أفكارنا وقلوبنا وإرادتنا قوّة غير عادية تعمل دائمًا كل يوم، وفي كل لحظة، لإبعادنا عن الله؛ تقترح هذه القوة علينا أفكارًا ورغبات واهتمامات ونيّات ومشاغل وكلمات، وأعمال باطلة تثُير فينا الشهوات وتدفعها بعنف فينا مثل المكر والحسد والطمع والكبرياء والمجد الباطل والكسل والعصيان والعناد والخداع والغضب". أمَّا القديس يوحنا الذهبي الفم فيُعلق "يزهد الانسان في نفسه عندما لا يهتمّ بجسده متى جُلد أو احتمل آلامًا مشابهة، إنّما يحتملها بصبر".

والوجه الخارجي في اتباع يسوع هو ان يحمل صليبه. الصليب الذي عليه أن يحمله: إنه صليبه الخاص؛ صليب طبيعته الساقطة الضعيفة التي لا خلاص لها إلاَّ بالثبات في المسيح والاعتراف الدائم بدونه بعجزه عن البلوغ إلى البرِّ والقداسة كما صرّح يسوع " بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً" (يوحنّا 15: 5). ويعلق
القدّيس قيصاريوس ، راهب وأسقف آرل " ما معنى "يَحمِلْ صليبَه"؟ فيجيب باسم يسوع "أن يتحمّل كلّ ما يزعجه، هكذا سيتبعني. حين يتبعني، ملتزمًا بحياتي وبوصاياي، سيجد على الطريق أشخاصًا كثيرين سيعارضونه ويحاولون تغيير مساره، أشخاصًا لن يكتفوا بأن يسخروا منه، لكنّهم سيضطهدونه" (العظة 159).

لا ولن يقدر أحد أن يحمل صليب المسيح سواه، وهو الذي حمله وحده بإرادته وكامل رضاه ومسرَّته عن البشرية كلها " لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة "(يوحنّا 3: 16)، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " كأن يسوع يقول لبطرس: أنت تنتهرني لأني أريد أن أتألّم، لكنّني أخبرك بأنه ليس فقط من الخطأ أن تمنعني عن الآلام، وإنما أقول لك أنك لن تقدر أن تخلُص ما لم تمُت أنت أيضًا". لا يقدر أحد أن يتبع السيد المسيح ما لم يدخل دائرة الصليب، وقد أكد ذلك يسوع بقوله " مَن لم يَحمِلْ صَليبَه ويَتبَعْني، فلَيسَ أَهْلاً لي" (متى 10: 38). ويوضح القدّيس بونافَنتورا من خلال سيرة القديس فرنسيس معنى حمل الصليب " فليس عذاب جسد فرنسيس مَن سوف يحوّله ليتشبّه بالمسيح مصلوبًا، إنّما المحبّة التي تلهب قلبه هي التّي سوف تقوم بذلك "(حياة القدّيس فرنسيس).
 
قديم 17 - 09 - 2021, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 51345 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يشترط يسوع لمن يتبعه ان يزهد في نفسه. وهذا الامر يتطلب منه أن يقطع كل ما يشدُّ الإنسان إلى العالم الأرضي والأسرة والمال ومسرَّات هذا الدهر:" لا تُحِبُّوا العالَم وما في العالَم. مَن أَحَبَّ العالَم لم تَكُنْ مَحَبَّةُ اللهِ فيه. لأَنَّ كُلَّ ما في العالَم مِن شَهوَةِ الجَسَد وشَهوَةِ العَين وكِبرياءِ الغِنى لَيسَ مِنَ الآبِ، بل مِنَ العالَم. العالَمُ يَزولُ هو وشَهَواتُه. أَمَّا مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ الله فإِنَّه يَبْقى مَدى الأبد." (1 يوحنا 2: 15-17). ويعلق الراهب الدومنيكاني جان تولير "عليك التخلّي أوّلاً عن كلّ خيرٍ خارجيّ أو داخليّ تعلّقتَ به، واضعًا فيه كلّ الرضى. هذا التخلّي صليب مؤلم، وهو أكثر إيلامًا كلّما كان التعلّق أشدّ وأقوى"(العظة 59، الرّابعة بمناسبة عيد ارتفاع الصّليب). فالزهد في النفس معناه أنّنا في كلّ لحظة من حياتنا نقول (لا) للذات، ونقول (نعم) للربّ. فالزهد في النفس يعني إنزال الذات من على العرش، وتمليك الربّ على هذا العرش وبكلمة أخرى هو اتخاذ إنجيل التطويبات قاعدة للحياة.
 
قديم 17 - 09 - 2021, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 51346 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



يشترط يسوع لمن يتبعه ان يحمل صليبه كما حمله، وان يكون مستعداً لحَمْل صليب طبيعته الساقطة ومفتخرا بضعفه التي لا خلاص له إلاَّ بالثبات في المسيح. وبدعوة يسوع تلميذه لحمل صليبه فإنه يدعوه إلى معرفة يسوع وقوة قيامته وشركة آلامه متشبِّهين بموته كما جاء في تصريح بولس الرسول" فأَعرِفَهُ وأَعرِفَ قُوَّةَ قِيامتِه والمُشارَكَةَ في آلامِه فأَتمثَّلَ بِه في مَوتِه (فيلبّي 3: 10)، وإنّ حَمْلنا لصليبنا هو شركة في آلام المسيح وموته وقيامته. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول " فإِنِّي أَفتَخِرُ راضِيًا بِحالاتِ ضُعْفي لِتَحِلَّ بي قُدرَةُ المَسيح" (2 قورنتس 12: 9).

ويستخدم يسوع أسلوب الاقناع مع تلاميذه، حيث ان قبل تقرير المصير لمن يريد ان يتبعه ويصير تلميذا له يطلب منه ان يعرف بمن يقتدي به ويُبرهن عن انه يستطيع ذلك فيشترط عليه الزهد: "فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صليبَه"(متى 16: 24).
 
قديم 17 - 09 - 2021, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 51347 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هناك وجهان للزهد: الوجه الداخلي هو ان يزهد الانسان بنفسه، ويُعلق أحد المفسرين "يزهد الانسان في نفسه عندما يُحبُّ الله، ويُحبُّ الله عندما يُبغض المرء شهواته الجسدية. تكمن في داخلنا وفي أفكارنا وقلوبنا وإرادتنا قوّة غير عادية تعمل دائمًا كل يوم، وفي كل لحظة، لإبعادنا عن الله؛ تقترح هذه القوة علينا أفكارًا ورغبات واهتمامات ونيّات ومشاغل وكلمات، وأعمال باطلة تثُير فينا الشهوات وتدفعها بعنف فينا مثل المكر والحسد والطمع والكبرياء والمجد الباطل والكسل والعصيان والعناد والخداع والغضب". أمَّا القديس يوحنا الذهبي الفم فيُعلق "يزهد الانسان في نفسه عندما لا يهتمّ بجسده متى جُلد أو احتمل آلامًا مشابهة، إنّما يحتملها بصبر".

والوجه الخارجي في اتباع يسوع هو ان يحمل صليبه. الصليب الذي عليه أن يحمله: إنه صليبه الخاص؛ صليب طبيعته الساقطة الضعيفة التي لا خلاص لها إلاَّ بالثبات في المسيح والاعتراف الدائم بدونه بعجزه عن البلوغ إلى البرِّ والقداسة كما صرّح يسوع " بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً" (يوحنّا 15: 5). ويعلق
القدّيس قيصاريوس ، راهب وأسقف آرل " ما معنى "يَحمِلْ صليبَه"؟ فيجيب باسم يسوع "أن يتحمّل كلّ ما يزعجه، هكذا سيتبعني. حين يتبعني، ملتزمًا بحياتي وبوصاياي، سيجد على الطريق أشخاصًا كثيرين سيعارضونه ويحاولون تغيير مساره، أشخاصًا لن يكتفوا بأن يسخروا منه، لكنّهم سيضطهدونه" (العظة 159).
 
قديم 17 - 09 - 2021, 06:03 PM   رقم المشاركة : ( 51348 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لن يقدر أحد أن يحمل صليب المسيح سواه، وهو الذي حمله وحده بإرادته وكامل رضاه ومسرَّته عن البشرية كلها " لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة "(يوحنّا 3: 16)، ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم " كأن يسوع يقول لبطرس: أنت تنتهرني لأني أريد أن أتألّم، لكنّني أخبرك بأنه ليس فقط من الخطأ أن تمنعني عن الآلام، وإنما أقول لك أنك لن تقدر أن تخلُص ما لم تمُت أنت أيضًا". لا يقدر أحد أن يتبع السيد المسيح ما لم يدخل دائرة الصليب، وقد أكد ذلك يسوع بقوله " مَن لم يَحمِلْ صَليبَه ويَتبَعْني، فلَيسَ أَهْلاً لي" (متى 10: 38). ويوضح القدّيس بونافَنتورا من خلال سيرة القديس فرنسيس معنى حمل الصليب " فليس عذاب جسد فرنسيس مَن سوف يحوّله ليتشبّه بالمسيح مصلوبًا، إنّما المحبّة التي تلهب قلبه هي التّي سوف تقوم بذلك "(حياة القدّيس فرنسيس).
 
قديم 17 - 09 - 2021, 06:04 PM   رقم المشاركة : ( 51349 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



"لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَهُ في سبيلي فإِنَّه يَجِدُها" (متى 16: 25)؛

لماذا يطلب يسوع من الانسان ان يضحي بنفسه؟ يطلب يسوع من تلميذه ان يضحي بنفسه لكي يكون مستعدا لبذل الذات حتى الموت. وهذا الامر يقتضي من التلميذ تخصيص جميع الموارد الفكريّة، والإرادة، والقلب، والخيرات الروحيّة والماديّة، والحريّة الشخصيّة، للربّ، لأن يسوع وحده يستطيع ان يخلص حياة الانسان، كما جاء في تعليم يوحنا الرسول "مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة " (يوحنّا 12: 25). لقد جاء المسيح إلى العالم " لِتَكونَ الحَياةُ لِلنَّاس وتَفيضَ فيهِم" (يوحنّا 10: 11). لا تتوقف النظرة عند حد الآلام بل تتجاوزها الى القيامة. فالمسيح قام والتلاميذ سيقومون كما قام المسيح " لذا صرّح يولس الرسول عن إيمانه بقوله "الحَياةُ عِندي هي المسيح، والمَوتُ رِبْح" (فيلبي 1: 21).
 
قديم 17 - 09 - 2021, 06:05 PM   رقم المشاركة : ( 51350 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,657

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



"ماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه وخَسِرَ نَفسَه؟ وماذا يُعطي الإِنسانُ بَدَلاً لِنَفسِه؟ (متى 16: 26).

وما فائدة زهد المرء في نفسه وحمل صليبه؟ يجيب المسيح فمن يحمل صليبه ويضحى بحياته أمانة ليسوع والانجيل لا يخسر حياته إنما يربحها للحياة الابدية. وهذا ما اختبره بولس الرسول "أَنَّ ما كانَ في كُلِّ ذلِكَ مِن رِبْحٍ لي عَدَدتُه خُسْرانًا مِن أَجلِ المسيح" (فيلبّي 3: 7)؛إن صليب التلاميذ هو صليب التناقض بين من "يربح يخسر؛ وبين "يخسر يربح"؛ وخير مثال على ذلك فإن إسكندر المقدوني استطاع ان ينطلق في مغامرة رائعة فاحتل الكون كله، ولكنه مات. فماذا نردُّ لمن فقد حياته؟ ماذا ندفع له لكي يجدها ثانية؟ هذا مستحيل. الحياة أثمن ما لدى الانسان، أمَّا المسيح فهو الذي يعطي الانسان سبيلا لتخليصها، وهذا السبيل هو ان يزهد المرء في حياته ويحمل صليبه من أجل الانجيل.

ان كل موت في سبيل يسوع تعقبه قيامة وحياة. لذلك كتب القدّيس أغناطيوس الأنطاكي في رسالته إلى أهل روما في وقت استشهاده: "ماذا تفيدني ملذّات العالم؟ ما لي وفتنة ممالك هذا العالم؟ إني أُفضِّل أن أموت مع المسيح من أن أملك أطراف المسكونة، إني أطلب المسيح الذي مات من أجلنا، وقام أيضًا من أجلنا. ... إني أريد أن أكون لله. لا تتركوني في العالم، لا تتركوني ومغريات الأرض. دعوني أبْلغ إلى النور النقي". هذا هو الصليب الذي ينتظر يسوع، وهذا هو الاضطهاد الذي ينتظر المسيحيين. يجب ان نضحي بحياتنا في سبيل ولائنا وإخلاصنا ليسوع والانجيل.

إن دعانا يسوع الى التضحية بحياتنا، هذا يعني ان ليسوع القدرة على خلاصها، وهذه هي القيامة حقاً التي تنتظر يسوع، كما تنتظر تلاميذه. لا يقتصر حمل الصليب على التلاميذ فقط، بل على الجموع أيضا. إن يسوع يوجّه كلامه الى الجميع، ولا يستثني أحداً، لان الوجود المسيحي هو رهن بوجود يسوع، ولذلك يتوجب على المسيحي ان يتبع المسيح ويقتدي به ويتحد به اتحادا وثيقا لينال القيامة معه.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025