![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 50991 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأُمم» ( متى 6: 31 ، 32) في متى 6: 25- 30 تحدَّث الرب عن الاهتمام والقلق، وكيف يجب أن يتحرَّر المؤمن من الهم بخصوص الغذاء والكساء، لأن لنا أبًا يعني بالطيور ويكسو الزهور، ونحن في نظر هذا الإله المُحب العظيم أفضل من عصافير كثيرة، وأهم من عشب الحقل الذي يُوجد اليوم ويُطرح غدًا في التنور. وبعدها أوضح الرب السبب في عدم لياقة الاهتمام بالمأكل والمشرب والملبَس، قائلاً: «فإن هذه كلها تطلبها الأُمم». والمقصود بالأُمم أي الوثنيين الذين لا يعرفون الله، والذين لا تربطهم بالله علاقة المحبة الأبوية. هؤلاء قد يكون لهم العذر في الاهتمام والخوف من المستقبل، إذ ليس لهم الإيمان الحقيقي الذي يعطيهم السلطان أن يصيروا أولاد الله، ولا يعرفون المحبة التي أعطانا الآب حتى نُدعى أولاده ( يو 1: 12 ؛ 1يو3: 1)، لكن أي عذر لنا نحن المؤمنين الحقيقيين؟! وإن لم يكن للوثنيين الإيمان الحقيقي بالله، فهل لنا نحن يا ترى الإيمان العملي والفعَّال؟ قال واحد: إن بداية القلق هو نهاية الإيمان، بينما الإيمان الحقيقي والحي هو نهاية القلق. فكم نحتاج إلى هذا النوع من الإيمان العملي في مسيرتنا اليومية هنا على هذه الأرض! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50992 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأُمم» ( متى 6: 31 ، 32) لقد حذرنا الرب من نوع صلوات الأُمم الذين يُكرِّرون الكلام باطـلاً ( مت 6: 7 ، 8)، فجرَّدوا الصلاة من معناها، فما عاد عرض احتياجاتهم على الله القدير هو المُراد، بل مجرَّد تكرار كلام بقصد تكراره، ظنًا منهم أنه بكثرة كلامهم يُستجَاب لهم! وها هو يُحذرنا في ختام الأصحاح من نوع اهتمام الأُمم ومشغوليتهم. وعندما يقول الرب إن هذه تطلبها الأُمم، فإنه يعني أن الناس تسعى وراء هذه الأمور – من مأكل وملبَس – سعيًا حثيثًا، وأنها موضوع مشغولية حياتهم، فهم يعيشون ليأكلوا، وشعارهم: «لنأكل ونشرب لأننا غدًا نموت!» ( 1كو 15: 32 ). نعم، إن جلّ اهتمامهم هو الإنسان الخارج، وموضوع شغلهم الشاغل هو مُتعة أجسادهم. وقلَّما يعيشون للقلب أو للروح. أما المؤمن فإن له نوعًا آخر من الاهتمامات، إذ يقول الرب: «لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرُّه، وهذه كلها تُزَاد لكم» ( مت 6: 33 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50993 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() «فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأُمم» ( متى 6: 31 ، 32) أما التعبير ”ملكوت الله“ فالمقصود به الجانب الأدبي لحكم الله على البشر، وبر الله يُقصَد به تجاوب البشر العملي مع حكم الله عليهم. وأن أطلب ملكوت الله وبرّه يعني أن أسأل نفسي دائمًا: هل كل تفاصيل حياتي؛ بيتي وعائلتي وكل ما تحت سيطرتي، خاضع لسلطان الله؟ وهل أنا في أدَّق التفاصيل أُراعي بر الله؟ ليتنا جميعًا هكذا! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50994 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هو يعتني بكم ![]() مُلقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم ( 1بط 5: 7 ) يظن البعض أن حمل الأثقال والهموم يجعلنا أقوياء في الرب. كلا. إن انحناء الإنسان تحت حمل ثقيل ليس فيه تمرين لعضلاته، ولكن التمرين هو أن يقف على قدميه ويلقي بالأثقال إلى شخص آخر. إن الانحناء تحت الأثقال والهموم ليس فيه تمرين للنفس، بل في الواقع فيه خرابها، بينما إلقاء الهموم على الرب يسوع فيه تمرين القوى الروحية وتشديدها. لو علمت مقدار النعمة التي يلاشيها هم صغير لكنت تُسرع بإلقاء كل هم على الرب. لا يمكن أن نوجد في حالة لا نخضع معها لهذه التجارب. إن لم تصل إلى هذا الاختبار فإن حياتك لا تكون قد وصلت إلى درجة الكمال التي يجب أن تكون فيها. يقول الرب يسوع «لا تهتموا بالغد» ( مت 6: 34 ). عندما تكون في قلق من ناحية الأمور المستقبلة تكون عاملاً ما يطلب منك الرب ألا تعمله، ولا يمكن أن تعمل شيئًا يقول لك الرب ألا تعمله بدون أن تُصيبك خسارة روحية. أيها الأخ العزيز لماذا تضطرب لأي شيء بينما يقول لك الرب يسوع «لا تهتم بشيء». عندما تعظم مشغوليتك بأمرٍ ما، لا يمكنك أن تعيش قريبًا من الله. إذا قرعت المشغوليات والهموم باب قلبك وفتحت لها الباب وسمحت لها بالدخول، فإنك بذلك تكون قد أدخلت عصابة خطرة من اللصوص. إنها لصوص تسلب النعمة والسلام. عندما تدخل الهموم داخل عتبة باب قلبك تقفز النعمة والسلام من الشباك. قد يقول شخص كثر همه: ماذا أصنع؟ اعمل ما عمله أحد الأفاضل: قال إنه فتح قلبه للرب يسوع فدخل، وأغلق الباب خلفه. دع الرب يسوع يحرس باب قلبك. عندما تأتي الهموم وتطلب الدخول أخبرها بأنه يجب عليها أن تستأذن من الرب يسوع لأنك قد أعطيته كل قلبك. هذا هو معنى العبارة «مُلقين كل همكم عليه». لا يكفي أن تنحني على ركبتيك وتطلب من الرب يسوع أن يأخذها؛ بل يجب عليك أن تلقيها عليه. في هذا العمل التمرين الذي تحتاج إليه النفس. إن النفس التي تعمل هذا تتقوى. يجب أن تضع الحِمل على كتفي الرب وتدعه يحمله. إنه على أتم الاستعداد أن يحمل كل أثقالك إن ألقيتها عليه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50995 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مُلقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم ( 1بط 5: 7 ) يظن البعض أن حمل الأثقال والهموم يجعلنا أقوياء في الرب. كلا. إن انحناء الإنسان تحت حمل ثقيل ليس فيه تمرين لعضلاته، ولكن التمرين هو أن يقف على قدميه ويلقي بالأثقال إلى شخص آخر. إن الانحناء تحت الأثقال والهموم ليس فيه تمرين للنفس، بل في الواقع فيه خرابها، بينما إلقاء الهموم على الرب يسوع فيه تمرين القوى الروحية وتشديدها. لو علمت مقدار النعمة التي يلاشيها هم صغير لكنت تُسرع بإلقاء كل هم على الرب. لا يمكن أن نوجد في حالة لا نخضع معها لهذه التجارب. إن لم تصل إلى هذا الاختبار فإن حياتك لا تكون قد وصلت إلى درجة الكمال التي يجب أن تكون فيها. يقول الرب يسوع «لا تهتموا بالغد» ( مت 6: 34 ). عندما تكون في قلق من ناحية الأمور المستقبلة تكون عاملاً ما يطلب منك الرب ألا تعمله، ولا يمكن أن تعمل شيئًا يقول لك الرب ألا تعمله بدون أن تُصيبك خسارة روحية. أيها الأخ العزيز لماذا تضطرب لأي شيء بينما يقول لك الرب يسوع «لا تهتم بشيء». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50996 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مُلقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم ( 1بط 5: 7 ) عندما تعظم مشغوليتك بأمرٍ ما، لا يمكنك أن تعيش قريبًا من الله. إذا قرعت المشغوليات والهموم باب قلبك وفتحت لها الباب وسمحت لها بالدخول، فإنك بذلك تكون قد أدخلت عصابة خطرة من اللصوص. إنها لصوص تسلب النعمة والسلام. عندما تدخل الهموم داخل عتبة باب قلبك تقفز النعمة والسلام من الشباك. قد يقول شخص كثر همه: ماذا أصنع؟ اعمل ما عمله أحد الأفاضل: قال إنه فتح قلبه للرب يسوع فدخل، وأغلق الباب خلفه. دع الرب يسوع يحرس باب قلبك. عندما تأتي الهموم وتطلب الدخول أخبرها بأنه يجب عليها أن تستأذن من الرب يسوع لأنك قد أعطيته كل قلبك. هذا هو معنى العبارة «مُلقين كل همكم عليه». لا يكفي أن تنحني على ركبتيك وتطلب من الرب يسوع أن يأخذها؛ بل يجب عليك أن تلقيها عليه. في هذا العمل التمرين الذي تحتاج إليه النفس. إن النفس التي تعمل هذا تتقوى. يجب أن تضع الحِمل على كتفي الرب وتدعه يحمله. إنه على أتم الاستعداد أن يحمل كل أثقالك إن ألقيتها عليه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50997 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ناطورة الكروم ![]() جعلوني ناطورة الكروم وأما كرمي فلم أنطره ( نش 1: 6 ) يبذل العدو كل مجهود لكي يسلب من المؤمن أوقاته وقواه ومواهبه التي ائتمنه الرب عليها، فعوضاً عن أن يستخدم المؤمن تلك الأوقات والمواهب لمجد الرب، نراه ينفقها بكل سخاء في الأمور العالمية ظاناً أن العالم سيعطيه أجراً على مجهوداته الكثيرة. وما أكبر الخسارة التي تعود على نفس المؤمن الذي يتعب ويكّد في الحصول على ثمرة مجهوداته الجسدية، فإذا به يجد أن "الكل باطل وقبض الريح". مَنْ من المؤمنين الذي أنفقوا قواهم في الأمور العالمية لم يكن تعبهم باطلاً؟ يا للأسف، قد أضاع الكثيرون حياتهم في خدمة العالم وخرجوا منه عُراة بلا ثمر. ربما ظنوا في بادئ الأمر أنهم مع تعبهم في العالم يستطيعون أن يتعبوا للرب ويخدمونه بأمانة، ولكن مَنْ ذا الذي يستطيع أن يحرس كرمين في آن واحد؟ لقد حرست العروس كروم العالم فلم تستطع أن تحرس كرمها لأنه "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين". ويا له من اعتراف مؤلم ومُحزن "أما كرمي" أي العمل الذي لأجله أوجدني الرب هنا، الموهبة التي منحها لي لأخدمه بها، الأوقات التي أعطاني إياها وسيحاسبني عليها، الأموال التي أوجدها الرب بين يدي وجعلني وكيلاً عليها وليس أكثر، الأولاد الذين أعطاهم الرب لي لأربيهم في تأديب الرب وإنذاره، النفوس الضالة التي أوجدني الرب شاهداً لها بغنى نعمته تعالى. هل نحن أمناء في هذه وغيرها مما أودعنا إلهنا؟ يا ليتنا لا نضيّع حياتنا سُدى، بل نكون "مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبنا ليس باطلاً في الرب" ( 1كو 15: 58 ). ثم أن لهذه العبارة معنى عملياً آخر "جعلوني ناطورة الكروم وأما كرمي فلم أنطره". إنه من السهل علينا أن نُقيم أنفسنا حراساً على حالة الآخرين فنراقب كل حركاتهم بل وربما ننتقد الكثير من أعمالهم، بينما نهمل السهر على حالة نفوسنا مع أنه كان الأولى بنا أن نلاحظ حالة نفوسنا أولاً "لاحظ نفسك (أولاً) والتعليم (ثانياً) ..." ( 1تي 4: 16 ). أما إذا لم نسهر على حالة نفوسنا وانشغلنا بمراقبة حالة الآخرين وتصرفاتهم، فإنه يتم فينا قول الرب "يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ تُبصر جيداً أن تُخرج القذى من عين أخيك" ( مت 7: 5 ). . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50998 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جعلوني ناطورة الكروم وأما كرمي فلم أنطره ( نش 1: 6 ) يبذل العدو كل مجهود لكي يسلب من المؤمن أوقاته وقواه ومواهبه التي ائتمنه الرب عليها، فعوضاً عن أن يستخدم المؤمن تلك الأوقات والمواهب لمجد الرب، نراه ينفقها بكل سخاء في الأمور العالمية ظاناً أن العالم سيعطيه أجراً على مجهوداته الكثيرة. وما أكبر الخسارة التي تعود على نفس المؤمن الذي يتعب ويكّد في الحصول على ثمرة مجهوداته الجسدية، فإذا به يجد أن "الكل باطل وقبض الريح". مَنْ من المؤمنين الذي أنفقوا قواهم في الأمور العالمية لم يكن تعبهم باطلاً؟ يا للأسف، قد أضاع الكثيرون حياتهم في خدمة العالم وخرجوا منه عُراة بلا ثمر. ربما ظنوا في بادئ الأمر أنهم مع تعبهم في العالم يستطيعون أن يتعبوا للرب ويخدمونه بأمانة، ولكن مَنْ ذا الذي يستطيع أن يحرس كرمين في آن واحد؟ لقد حرست العروس كروم العالم فلم تستطع أن تحرس كرمها لأنه "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين". ويا له من اعتراف مؤلم ومُحزن "أما كرمي" أي العمل الذي لأجله أوجدني الرب هنا، الموهبة التي منحها لي لأخدمه بها، الأوقات التي أعطاني إياها وسيحاسبني عليها، الأموال التي أوجدها الرب بين يدي وجعلني وكيلاً عليها وليس أكثر، الأولاد الذين أعطاهم الرب لي لأربيهم في تأديب الرب وإنذاره، النفوس الضالة التي أوجدني الرب شاهداً لها بغنى نعمته تعالى. هل نحن أمناء في هذه وغيرها مما أودعنا إلهنا؟ يا ليتنا لا نضيّع حياتنا سُدى، بل نكون "مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبنا ليس باطلاً في الرب" ( 1كو 15: 58 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 50999 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() جعلوني ناطورة الكروم وأما كرمي فلم أنطره ( نش 1: 6 ) ثم أن لهذه العبارة معنى عملياً آخر "جعلوني ناطورة الكروم وأما كرمي فلم أنطره". إنه من السهل علينا أن نُقيم أنفسنا حراساً على حالة الآخرين فنراقب كل حركاتهم بل وربما ننتقد الكثير من أعمالهم، بينما نهمل السهر على حالة نفوسنا مع أنه كان الأولى بنا أن نلاحظ حالة نفوسنا أولاً "لاحظ نفسك (أولاً) والتعليم (ثانياً) ..." ( 1تي 4: 16 ). أما إذا لم نسهر على حالة نفوسنا وانشغلنا بمراقبة حالة الآخرين وتصرفاتهم، فإنه يتم فينا قول الرب "يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذ تُبصر جيداً أن تُخرج القذى من عين أخيك" ( مت 7: 5 ). . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 51000 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفاضي يعمل قاضي ![]() من أنت الذي تدين عبد غيرك؟ ( رومية 14: 4 ) مَثَل شهير بالعامية المصرية، يُطلَق على مَن ينصِّب نفسه قاضيًا، يصدر أحكامًا على الناس والأحداث وهو غير مُكلَّف بذلك، ولا مؤهَّل لذلك، بل قد لا يعنيه الأمر من الأساس. ولست أدري إن كانوا يقصدون بكلمة ”القاضي“ أن عنده وقت فراغ كثير، أو أنه فارغ من الداخل بلا هدف في الحياة يكسبها قيمتها. وبغض النظر عمَّا يقصدون فإني أعتبر أن الأمر يشمل الاثنين. فمَن لا يعرف أن يستثمر وقته حسنًا سيجده يمتلئ تلقائيًا بما يضر. ومَن لم يعرف هدفًا لحياته ليس من المُستَغرَب أن يحكم على الآخرين ظانًا أنه بهذا يُكسب حياته معنى وأهمية. والحكم على الآخرين أمر قد نستسهله، فكلنا ندَّعي الفهم والعلِم ببواطن الأمور، ولا يحتاج الأمر الكثير منا. لكننا ينبغي أن نتعامل معه باحتراسٍ شديد: فالخطر الأكبر هو السقوط في شَرَك ما يُسمَّى في علم النفس ”الإسقاط“، وهذا يحدث عندما تضغط عليَّ أخطائي، فأحاول أن أهرب من هذا الضغط النفسي بأن أنسب الأخطاء لآخرين فأشعر بأن ذنبي أقل. ولمثل هذا يقول الكتاب: «أنت بلا عذر أيها الإنسان، كل مَن يدين. لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك. لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها» ( رومية 2: 1 ). لكن الخطر الآخر هو الحكم على الآخرين حكمًا غير صائب لإيذائهم. لذلك يحذِّرنا الكتاب من التسرُّع في الحكم على الأمور «لا تحكموا في شيء قبل الوقت»؛ فهناك أمور تحتاج أن ننتظر «حتى يأتي الرب الذي سيُنير خفايا الظلام ويُظهِر آراء القلوب» (1كورنثوس 4: 5). ومَن يعرف ما في القلب ونواياه غيره؛ لذا فلنتحذر من أن نحكم على نوايا الناس، فليس هذا من حقنا ونحن غير مؤهَّلين لذلك. كما علَّمنا الرب نفسه «لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكمًا عادلاً» ( يوحنا 7: 24 ). وهو فخ نقع فيه جميعًا، عندما ننخدع بالمظهر؛ إيجابًا أو سلبًا، فنصدر الأحكام على الآخرين. وكم فعلنا، وندمنا! لنتذكَّر قول الرب: «يا مُرائي، أخرِج أولاً الخشبة من عينك، وحينئذٍ تُبصِر جيدًا أن تُخرج القذى من عين أخيك!» ( متى 7: 5 ). فالأجدر بنا أن نحكم على أنفسنا أولاً، ثم نلتفت للآخرين، لا لنُحاكمهم، بل لنساعدهم على تصحيح أخطائهم. . |
||||