منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 08 - 2014, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 5091 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نظرات يسوع
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحديد النظرة: يسوع كونه إنسان كان ينظر ككل الناس وكما تكلم بلسانه تكلم بنظراته. والنظرات عنده هي نار ونور، أي نار تحرق في بعض الأوقات. كان يحرق بنظراته الكتبة والفريسيين وجنّ جنونهم باحدى نظراته ونور يُضيء في عتمات الكثيرين. ونحن انطلاقاً من هذه النظرات بامكاننا ان نعبُر ونُعَبّر لأن النظرة هي عُبور وتعبير، ننظر فنَعْبُر لنُعَبّر عن شيء ما. أمّا بالنسبة لنظرات يسوع فالبعض قبلها والبعض الآخر رفضها.
النظرة الاولى: نظرة حبّ ودعوة
اول شخص نظر إليه يسوع وأحبه هو الشاب الغني نظر إليه وأحبه ولكن للاسف الشاب الغني لم يتجاوب مع هذه النظرة المُحبّة ليسوع وهذا لا يعني أنه سيّء، إنّما لم يستطع أن يتجاوب، لأنّ هذا الشاب الغني كان عنده همّ الحصول على الحياة الثانية وهو لا يعلم كيف وإلى اين يذهب، ذهب الى يسوع وسأله ما عليه ان يفعله؟ وكان ليسوع جوابين الجواب الاول: إحفظ الوصايا ويسوع هوَ من عدّدها لهُ وأضاف واحدة وهي لا تظلم، مما يدلّ ان الظلم أكبر خطيئة يكرهها يسوع لأن الغني ممكن أن يظلم بسهولة من خلال عمله، فقال له الغني هذه حفظتها منذ صغري وعندها نظر إليه يسوع وأحبّه وهذا يعني إن انت يا يهوديّ إنسان جيد جداً فانا سأزيد من قيمتك اكثر ولا اريد ان أجعلك يهودي فقط انما مسيحي. أنت تتبع وصايا موسى، أنا اريد منك ان تتبع وصيتي وأمّا هذه الوصيّة فهي: اذهب وبع كل ما تملك واعطه للمساكين واتبعني. عندها نظر الشاب الغني إلى يسوع ولم يستطع أن يلبّي الدعوة، ويسوع الذي قال له وانت يكون لك الكنز الكبير، اي عليك ان تتخلى عن كل ما يمكن اقتنائه من الناس وهذا شيء عابر، إنما الكنز الذي أعطيك إياه يدوم طول الزمان ولا أحد يستطيع اعطاؤك إياه إلاّ أنا، ولكن أريد منك، كوني متطلّب ومتطلّب جدّاً، أن تتعرّى من كلّ شيء وأن تلبس الحلّة التي أعطيك إياها أنا.
تتعرى من كل المقتنيات وتلبس الثوب الذي ألبِسُكَ إياه وهو يضمن لك أنّ ما تبحث عنه تحصل عليه بكلّ سهولة.
اذاً، هذا الطلب صَعُبَ على الشاب الغنيّ، وأصبح ماله عائقاً، علماً أنه إنسان حسن النيّة والإرادة، ومتحمس للخلاص، وكان قد سجد ليسوع وقال له ايها المعلم الصال ولكن الثغرة واحدة، أنه نظر إلى ربّنا بعينيه وبقيَ قلبه خارجاً. فمضى ذلك الشاب حزيناً لأنه كان ذا مال كثير.
اذاً اتباع يسوع يقتضي تخلّي عن المقتنيات وتحلّي بالوصايا للوصول إلى حالة التجلّي الذي هو ربّنا.
وهذا أزعج التلاميذ فسألوه فمن يقدر اذاً أن يخلص فقال لهم يسوع: ما هو مستحيل عند الناس هو مستطاع عند الله. وهذه العبرة الروحية تعني، أن الإنسان الذي يتكل على الربّ، الربّ يساعده، لأنه لا شيء مستحيل عند الربّ.
كما اريد ان أوضح أنّ ربنا ليس ضدّ الغنى وليس فقط مع الفقير، فالمال هو عطيّة من الله، إذاً العملية ليست عمليّة كميات إنما عمليّة جهوزيّة ونوعيّة حياة، فمن الممكن أن أكونَ غنيّاً وفكري عند الربّ، أو أكون فقيراً وأنسى الربّ، فالربّ ينظر إلى القلب عكس الإنسان الذي ينظر إلى الوجه.
العبرة الروحية: رجل هذا الإنجيل هو مثال لكلّ واحد منّا، مثلاً أنا اذهب إلى القدّاس يوم الأحد، أصلّي مسبحتي وأصوم كل يوم ربّنا لا يريد كميّة عبادات وأقول أنّ الرجل الغنيّ هو مثال مَن يكتفي بأنه يتمّم الوصايا ويشعر بأنّه مدعوّ إلى شيء أكثر. فكروا دائماً أن الذي تفعلونه هنا وأنا ايضاً مع الربّ غير كافٍ، فلا أكتفي وأقول أنّ ما علي فعله قد فعلته وواجبي أنهيته. فخطر أن نكتفي، ويجب ألاّ نرتاح ابداً للحالة التي نحن فيها ونعمل أكثر وأكثر.
اذاً، النظرة الأولى هي نظرة حبّ ودعوة، لقد احببتك ودعوتك أن تكون واحداً من هؤلاء التلاميذ ولكن للاسف حبّي لم يجد أرض خصبة، (ويقال ان هذا الشاب بعدها عاد إلى ذاته وتبع يسوع وسار معه).
النظرة الثانية: نظرة تحدٍّ وتوبيخ.
ثم أجال طرفه فيهم جميعاً وجن جنونهم. لماذا لسبب بسيط، لأن يسوع صنع أعجوبة يوم السبت وشفى إنساناً كانت يده يابسة، فلا يمكن ليسوع أن يقف مكتوف الأيدي أمام شقاء الناس وأمراضها ولا حتى يوم السبت أو الجمعة العظيمة لأن يسوع لا ينظر إلى حرفية الشريعة ينظر إلى الروح، روح المحبّة التي سيعطيها. نادى المريض وشفاه. ولماذا جنّ جنونهم؟ لأن السبت الماضي صنع نفس الشيء ويسوع في مشاكل دائمة مع الكتبة والفريسيين، علماً أن لديه أصدقاء من بينهم مثل زكّا ومتّى وغيرعن مَن من أحبوه ولكن من أجل الحفاظ على مركزهم وكراسيهم كان همّهم أن يرى الناس كم أنهم محافظين على الشريعة. فهم يفرحون برضى الناس ولا ينظرون إلى رضى الربّ الذي يهتم باعماق الإنسان. يوم السبت جاع التلاميذ فأكلوا سنابل القمح. لم يأخذ يسوع السبت بحرفيته بل له معنى إيجابي عندما نعمل الخير، ويكون بهذا الخير خلاص نفس. خلاصها يوم السبت أفضل من هلاكها. في السبت شفى هذا المريض، اولاً ناداه فقال أُدعوه فأنا عندما أسمي إنسان باسمه فهذه علامة احترام والتفاتة مني إليه، فقال له أمدُد يدك وعندما أعاد له يده صحيحة اغتاظ الكتبة والفريسيين.
العبرة: لا حواجز أمام عمل الخير، فيدنا يابسة وقلوبنا يابسة وأفكارنا يابسة بغياب الربّ، ولكن طالما الربّ يسوع حاضر تعود اليد صحيحة، أي أُعيد تكوينها وهذا رمز لتجديد الكون. لا يمكن للكون أن يتجدّد من دون يسوع.
كانت ردة فعل الكتبة والفريسيين لثلاثة أمور:
1. كيف يقدر هذا أن يغفر الخطايا
2. كيف يقدر هذا أن يعطي جسده
3. كيف يعمل أعاجيب يوم السبت
أما يسوع، فلم يهتم لأنه أتى من أجل الخراف الضالة ولكي يعمل الخير وتصبح اليد اليابسة صحيحة والقلب المتحجّر منفتح ولكن نتيجة الخير الذي صنعه أخذ البعض يفتش كيف يُميت يسوع ويتخلّص منه.
الامثولة الاخيرة التي تهمني أنا قبلكم: يسوع بتوبيخه للفريسييّن الذي يتبعون بعض العبادات، يدعوهم أن ينزعوا الأقنعة عن وجوههم، لانكهم يدّعون الأمانة للشريعة ولا يريدون خير الآخر. مثلاً انا أتمسك بالمسبحة وكل العبادات، ولكن هذه لا يمكن تجدي نفعاً إذا لم تترجم عملياً في الحياة. فأنا كاهن وأتكلم كثيراً، ولكن عندما تكون حياتي ومسلكي مغاير لكلامي، تكون حياتي مغلّفَة بقناع. فأنا يجب أن أكون في جهد يومي لأخفف المسافة بين ما أقوله وأعلّمه وأعظه وبين الحياة التي أعيشها. وما اقوله لنفسي ينطبق على كل إنسان. فالناس لا تريد كلام، تريد أفعالاً، فتوجيه المسيح ككلام البابا لا تشبعوا الناس كلاماً، دَعوها ترى.
النظرة الثالثة: نظرة قلب غفور.
ثم التفت يسوع إلى تلك المرأة الخاطئة الربّ يتدخل ساعةَ يشاء وكيفما يشاء ولمن يشاء. في يوم من الأيام يدخل قلب هذه المرأة الخاطئة المعروفة بالزانية، الناس حكموا عليها. وفي يوم دُعيَ يسوع إلى العشاء عند سمعان الفريسيّ وكان قد تشاجرَ مع الفريسيين، تدخل فجأة هذه المرأة وتركع على رجلَي يسوع وتعبر عن ندمها. لم تفتح فمها، لأنه ليس ضرورياً ان أتكلّم كي يسمع يسوع، فهو يفهم بالنظرات والحركات والحالة الداخلية لكل إنسان. المرأة ترجمت توبتها خارجياً في ثلاثة اشياء:
1. غسلت رجلَي يسوع بالدموع
2. قبَّلت رجليه
3. مسحتهم بشعرها
المجتمع حكم على المرأة بالزنى وصارت معروفة بسمعتها السيّئة، وهي تريد ان تمحي هذه الصورة الماضية والسمعة السيّئة، ولم تجد ملجأً وملاذاً إلا بيسوع المسيح. تنتظر منه أن يعطيها براءة ذمة ويصفح عنها. وفي هذا الوقت الذي تعبّر فيه المرأة عن توبتها وندامتها مَن ينزعج؟ الفريسيّ. ماذا يفعل؟ عمل إثنين نحن أيضاً نعمل مثله في كثير من الأوقات: لو كان هذا الرجل نبيّ لعرف أن هذه المراة خاطئة.
اولاً: شكك بنبوة يسوع لو كان هذا الرجل نبيّ
ثانياً: هذه خاطئة: ومَن تكون أنتَ يا فريسي؟ نظر إلى الوجه ولم ينظر إلى القلب عكس الله.
وكم من المرات نحن لو الله يرى هذا الإنسان لأماته لأنه هكذا. فبأي حقّ أقول أنا هذا الكلام؟ وكم من المرّات نتذمّر على ربّنا وننظر إلى الأمور بنظرة بشرية لو كنت يا ربّ عادل لما كنت أمَتَّ هذا الرجل الطيّب وذاك العاطل ما زال يسرح ويمرح. ومن نحن لنحكم أن هذا طيّب وذلك عاطل.
لا احد يعلم كيف ينظر الربّ، فهو ينظر إلى الداخل. اذاً القصّة قصّة إدانة، فكيف بعدها نذهب ونتناول جسد الربّ؟
الدينونة حقٌّ إلهي لا يجوز لأحد أن يحكم على أحد حتى ولو رأيت.
تلاميذ يسوع دخلوا الحقل يوم السبت وأكلوا. اليهودي لا يفعل هذا فقالوا يخالفون الشريعة. وكم من المرّات نحن نقول: أنظر هذا يدخن سيجارة في الصوم أو يأكل ما دخلك أنت؟ الربّ ينظر إلى الداخل. إن قربَ يسوع من الخطأة لا يلغي قربه من أبيه السماويّ. يسوع إتّقن فنّ التعاطي مع الآخرين وأجمل ما قيل كان يدخل إلى قلوب الناس من باب حالتهم.
كان يتقن التواصل والاتصال بالآخر، يدخل إليهم ليخرجهم من بابه وهذه هي الرسالة.
مثلاً: واحد منكم يريد أن يقنع أحد الأشخاص أن يذهب معه إلى الكنيسة وهو ويعرفه لا يفارق البارات. فلا مانع أن يذهب يكلّمه في المكان الذي يجده به، ويدعوه إلى العشاء وهذا إلى أن يصل إلى يوم يستطيع فيه أن يغيّر له نمط حياته ويدخله في نمط الحياة التي يعيشها.
يسوع ينظر إلى المرأة، عندها حوّل أنظار الجميع اليها، وقال الجملة الرائعة غُفِرَت لكِ خطاياكِ غُفرت خطاياها كثيراً، لأنها احبت كثيراً.
إياكم أن يفكّر أحدكم أن يعمل خيراً دون أن يُحبّ. السيّد المسيح كرّر ثلاث مرات سؤاله لبطرس أتحبني؟ ولولا عملية الحبّ، لَما كنّا نحنُ هنا، فالرب يبارك وإذا كان العمل دون حبّ سأتندم وأضجر.
هذه المرأة أحبّت يسوع وطلبت منه أن يغيّر لها حياتها، وطالما أنه لمس هذا الحبّ بتعبير خارجيّ، وهوَ الذي يعرف قيمة الانحناء على الرجلين يوم إنحنى في خميس الغسل.
النظرة الرابعة: نظرة مجازاة ومكافأة لزكا
زكا عشّار، جابي ضرائب ودفع كثيراً من المال للحصول على هذه الوظيفة التي كانت تعرض بالمزاد العلنيّ.
حصل عليها وكان عليه أن يجبي كثيراً، وكان مكروهاً من كلّ اليهود لأنه كان يأخذ منهم المال ويعطيه للمحتلّ الروماني. ولكن أجمل جملة قالها الإنجيل كان يسعى أن يرى يسوع على الرغم من قذارة عمله كان في قلبه مكان صغير جيّد، وهنا الدعوة أن يُنظَر إلى الإنسان من خلال الخير الموجود فيه ولو صغيراً حتى بيوضاس.
هذا الإنسان فكّر فقرّر أن يذهب إلى أريحا وهناك سيرى يسوع. ذهب ووجد زحمة. مانِعان أمامه: أولاً زحمة الناس (أي إنشغالات كثيرة) وثانياً قصر قامته (عائق مادي) ولكن هذا الإنسان قصد أن يفعل جهداً لكي يرى يسوع دون أن يتأثر بالإعاقات، والأجمل من هذا، أنه لم يعد إلى بيته وقال أنه سيأتي مرة اخرى، بل صعد على شجرة وانتصر على الحواجز الماديّة وعمل مجهود إضافي لكي يرى يسوع. ويسوع تجاوب معه والتقت النظرتين، نظرة يسوع ونظرة زكا وفي الحال قال يسوع: إنزل سأتعشى في بيتك.
العبرة هي: هذا الإنسان عمل مجهود صغير لم يكلفه شيء، ربّنا أعطاه جهوزية ?لن تراني وحسب بل انا سأذهب الى بيتك.
طلب هذا الشيء البسيط فاعطاه الربّ اكثر بكثير.
ولمّا ذهب يسوع إلى بيته تضايق اليهود لأنه ذهب الى بيت خاطئ، وهو مَن يأخذ منهم المال ليعطيه للمحتل، واعتبروا أنّ يسوع يوافق على ما يفعله زكا.
لكن يسوع دخل إلى بيته ليخرجه، عمِلَ معه عملية إيمان وندامة confession de foi فقرّر زكا أن يعطي نصف أمواله للفقراء ويعوض عن المظلومين أربعة أضعاف. قال هذا لأنه اعتقد أن يسوع سيطلب منه كما طلب من الشاب الغنيّ وهو يعلم نقطة ضعف يسوع للفقير فقرر ان يعطي المظلومين أربعة اضعاف.
هنا يسوع تجاوب معه وأفهمهُ أنه ليس ضدّ المال والأغنياء. زكا قدم ليسوع عشاءاً ويسوع أعطاه أيضاً من مائدته من أطباقه. أعطاه الثقة والسلام والتوبة وأعطاه الجائزة الكبرى وقال له اليوم حصل الخلاص لهذا البيت.
النظرة الخامسة: نظرة عتب وتحذير
يوضاس يمثل كل واحد منّا يبيع يسوع. مرات كثيرة ندّعي أننا في مدرسة يسوع ومكرّسين ليسوع وفي لحظة تجربة نبيعه. يوضاس يلقّب بالخائن. الخائن هوَ من يبدل معلّمه بمعلّم آخر. الإنسان الذي يخون هوَ الذي يستبدل شريكه بآخر فكرياً وليس بالضروري جسدياً، ومَن يفضل بلد الآخر على بلدِه. هنا يوضاس طمعاً وحباً بالمال قبض ثلاثين دينار فضة. وأنا بامكاني ان أبيع أمانتي لشريكي بزواجي ووظيفتي والدليل هنا على الثمن الذي قبضه القبلة التي قبّلَها ليسوع. حول قبلة المغفرة والمحبّة إلى قبلة خيانة.
لكن يوضاس عنده ناحية إيجابية هي أنه أول مَن اعترف ببراءة يسوع وأعلنها، عندما ندم وأخذ الثلاثين من الفضّة وضرب بهم اليهود وقال لهم: إني خطئت إذ أسلمت دماً بريئاً. والبطولة في النظرة أنه من قلب القذارة أخرج شيءً نظيفاً.
النظرة السادسة:
القديس بطرس على الرغم من غيرته ومحبّته وقع في التجربة وأنكر معلّمه. أنكره لأنه كان يتبعه من بعيد وكل شخص يتبع يسوع وديانته من بعيد إلى بعيد، سيقع بالنكران مهما عَظُمَ شأنه. كلّ واحد يتبع عائلته من بعيد سيقع في الخيانة وممكن أن يختار الإنسان ألا يتبعه، على الاقل هنا يكون صادقاً.
النكران هو التشكيك بالتلمذة ليسوع ونقص في الانتماء وابتعاد عن الأمانة.
اول شخص امتُحِنَ ولمْ ينكُر أباه السماوي هوَ يسوع، عندما جُرِّبَ ثلاث مرّات. وصاح الديك ثلاث مرات ويسوع جُرِّب ثلاث مرات.
عُرض على يسوع التملّك والحريّة والسيادة على هذا العالم. لم يتنكر لأبيه ولم يؤخذ بالمظاهر الخارجية ولم يستغل بنوته الإلهية. ظل محافظاً على الأمانة. مَن يكون أميناً في ما يعمله لا يمكن أن يصل إلى حالة النكران. وعندما أنكر مار بطرس يسوع ثلاث مرات نظر إليه، وهنا النظرة جعلت مار بطرس يبكي بُكاءاً مُرّاً. ولكن على الرغم مِن نكران بطرس نرى في الإنجيل يسوع يسأله ثلاث مرات، كي يذكّره أنه أنكره ثلاث مرات وليقول له أنّه لن يعاقبه وثقته به كبيرة وكما وعده سيكون صخرة الكنيسة.
وهنا الامثولة نحكم على أحد الأشخاص طيلة الحياة لأنّه صدر منه عملاً سيئاً واحداً، المسيح لا يفعل، كان دائماً ينظر إلى الحلول الإيجابية ويشغل عامل الثقة. يسوع سأل مار بطرس إذا كان يحبّه أكثر من كل شيء وأكثر من كلّ الناس وذلك لكي يكون رأس ناجح، عندما تكون قدوة في الحبّ تصير قدرة في العمل وتكون إنسان مميّز. ونظر الربّ لبطرس نظرات كثيرة أخرى:
نظرة تفكير، التفكير جعله يتأمل بما فعل وإلا لما تاب.
نظرة تكفير بطرس عبّر بدموعه لأن الدمعة بالكتاب المقدس هي تعبير عن توبة وندامة.
نظرة تذكير، يذكّر بطرس بما قال له يسوع عن أنّه سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك.
التأمل:
الربّ ما يزال يمرّ بحياتنا ولا يزال ينظر إلى كلّ واحد منّا. المهمّ أن تلتقي نظراتنا وهنا يقول القديس أوغسطينوس: إذا مرّ يسوع بجانبكم ونظر إليكم أنظروا إليه، فأنا اخاف أن يمرّ الربّ ولا تلتقي نظرتي بنظرته فأكون قد أضعت الفرصة وخسرت ثمرة مروره في حياتي.
اذاً الربّ دائماً حاضر، أحياناً يمرّ من أمامي مِن خلال آخر ضعيف، مريض، في القداس في لقاء صلاة في أحد الأشخاص
النظرة السابعة: نظرة دعوة الى الملكوت:
لص اليمين، هذا الإنسان، دخلت نعمة الربّ حياته وحولته من إنسان لص إلى إنسان يرث الملكوت.
اللص الآخر يرمز إلى الإنسان الذي يرفض عمل النعمة في حياته ونحن نمثل اللصين؟.
قال له لص اليمين: أذكرني متى أتيت في ملكوتك. المرأة الخاطئة عبّرت عن ندامتها بطريقة مادية: غسلت له رجليه ومسحتهم بشعرها بينما هذا الإنسان أظهر ندامته من خلال كلامه، أراد أن يكون إلى جانبه وعرف أنهّ حُكِمَ على يسوع ظلماً وحُكَمَ عليه هوَ بالعدل. هذا الإنسان اعترف بخطيئته وأعترف ببراءة يسوع. وما كانت المكافأة؟ قال له يسوع اليوم مثل زكا. ما معنى اليوم السرعة في التجاوب، تكون معي. أنت أصبحت رفيق لي أينما أكون ستكون والدليل على ذلك أنك ستكون معي في الفردوس.
ويبقى نظرات أخرى عدّة منها، نظرة الدعوة إلى الرسالة ليوحنا والتلاميذ الأولين، قالوا له أين تسكن؟ فقال تعاليا وأنظرا. النظرة إلى بنات أوراشليم نظر اليهن قائلاً لا تبكين عليَّ بل إبكين على أنفسكنّ، نظرة لمتى العشار إتبعني وغيرها في الكتاب المقدس آمين.
لقاء مع الأب يونان عبيد الرسل جونيه
الأربعاء 14 أيار 2003.
 
قديم 13 - 08 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 5092 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كنيستي... أعشقها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عندما طرح علي الأستاذ موريس آكوب أن أختار موضوعين لمثل هذه الأحاديث اللاهوتية لم أتردد في أن أعرض عليه الكلام على موضوعين هما قطبا حياتي الكنسية والكهنوتية، ألا وهما الكنيسة والكهنوت اللذان يشكلان قطبي المحور في حياتي الذي هو يسوع المسيح، حب الله المتجسد لخلاص الإنسان. لقد اخترت عنوانين للموضوعين عنوانين لكتابين كتبتهما عام 2003 وهما: كنيستي ...أعشقها وحب بلا حدود عنوان الموضوع القادم في 9/12 .
كم يلذّ للإنسان أن يتكلم عما يحب. اسألوا أماً عن طفلها تصف لكم حياته بالتفصيل الممل...اسألوا تاجراً بخيلاً عن المال، يحدثكم ساعات طويلة عن الدولار وأسعار البيوت والذهب... ونحن أنملّ من الحديث عن يسوع المسيح الذي نحبه لأنه أحبنا أولاً ومات وقام من أجلنا؟ أنملّ من الحديث عن الكنيسة التي نحن خلايا فيها أو أعضاء حية! أأملّ من الحديث عن الكهنوت الذي دعاني إليه الله عن غير استحقاق مني واخترته برضاي وبفرح وحب كبير!... لذلك أنا مسرور أن أتكلم في هذا المساء عن الكنيسة. وكم أتمنى لكم أن تعشقوها مثلي وأكثر لأنكم من خلالها سوف تعشقون المسيح رأسها ورئيسها. وسوف تتجاوزون عن كل أخطائها وخطاياها بل تحاولون على قدر الإمكان تصحيح أخطائها الحاضرة بالسعي الإيجابي إلى خدمتها.
الكنيسة التي أتكلم عنها هي تلك الكنيسة التي أسسها يسوع على الصخرة. صخرة تعليمه وصخرة الرسل الذين امتلأوا من الروح القدس يوم العنصرة فانتشروا في العالم اليهودي أولاً ثم في العالم الوثني لكي يُعلنوا الخلاص، أي حب الله للبشر، في كل مكان، هذا الحب الذي تجسد في شخص يسوع المسيح كلمة الله المتجسد الذي أظهر لنا حب الله وإراداته.

الكنيسة التي أتكلم عنها وأعشقها هي كنيسة الشهداء والدياميس الذين بذلوا حياتهم رخيصة في سبيل الشهادة.
لذاك الذي أستُشهِد قبلهم حبّاً بهم، فبادلوه الحب بالحب وبالطريقة نفسها. وهم مئات الألوف في الكنيسة الأولى، خصوصاً ما بين عام 64 حين أصدر الإمبراطور الطاغية نيرون مرسومه بأن الدين المسيحي هو خارج القانون. (فيكفي أن يُعرَف عن إنسان أنه مسيحي حتى يُقتل) وعام 313 حين صَدَرَ مرسوم ميلانو للأمبراطور الوثني قسطنطين الكبير الذي يُلغي قانون نيرون الظالم.ولكن الكنيسة بقيت حتى يومنا هذا مضطَهَدة في أنحاء كثيرة في العالم قد يكون الاضطهاد دموياً وتصفيةً للمسيحيين كما جرى على ممر العصور في بقاع شتى من العالم أو قد يكون الاضطهاد معنوياً واجتماعياً من قطع أرزاق وفرض جزية وعدم التساوي مع باقي المواطنين أو تشنيع بالمسيحية أو محاولة نشر الفساد بالموضات الاجتماعية والبدع وتفتيت المسيحيين (شهود يهوه، المورمون، العبادات المشوِهة للديانة المسيحية...)، ترويج الخرافات والأفكار الملحدة، لا ننسَ المبادئ الشيوعية والرأسمالية- بالأفلام المناهضة للدين المسيحي: (محاربة الكهنوت، حياة التكريس (فيلم الراهبة، الإغواء الأخير للمسيح، يسوع سوبر ستار... ) قوى الشر لا تزال تقاوم المسيح واتباعه... وقد تدخل أحياناً من خلال المؤمنين أنفسهم بحجة التحرر، والتطور، والنقد "البنّاء" (وقد يهدم نفوساً كثيرة غير مستعدة) فهو غير بنّاء بل مخرّب.
الكنيسة التي أتكلم عنها وأعشقها هي كنيسة القديسين الذين لا عدد لهم الكبار منهم والصغار الذين طوّبتهم الكنيسة وتذكرهم الروزنامات الطقسية والمغمورين الذين لا يذكر اسمهم أحد. القديسون أي الذين عاشوا وعود معموديتهم والتزامات الميرون. فأينعت فيهم ثمار الأسرار المقدسة من حب عاشق لله وللإنسان فكرسوا حياتهم لله في خدمة الإنسان على جميع الأصعدة: فمنهم من أهلك نفسه من أجل البائس والمريض والمتألم (مثل تيريز كالكوتا، داميان دو فوستر رسول البرص وقزما وداميانوس) ومنهم من كرس حياته للتبشير بالمسيح وزرع كلمة الله في النفوس والتعريف عن إله المحبة مثل بولس وبطرس ويوحنا فم الذهب واغسطينوس وكسفاريوس صديق اغناطيوس دو لويولا... وجميع المبشرين. ومنهم من زهد في الدنيا وحتى في الرسالة ولكنه أصبح منارة للقاصي والداني فأصبحت عزلتهم للبعيد والقريب ولعابر السبيل مثل العمودين (سمعان) ومارون وشربل ورفقة ... ومنهم من عاش بصمت وصوم وصلاة ولكن كانت شهادة حياتهم الصامتة أروع حديث لمن يريد أن يصغي ويتأمل: مثل خوري آرس والبادري بيو ومكسميليان كولب الذي قدَّم نفسه ليموت في السجن بدلاً من إنسان آخر متزوج في المعتقلات النازية... وتيريزيا الطفل يسوع التي لم تبرح ديرها والحصن وأثرّت بحياتها الصامتة في روحانية القرن العشرين بكامله بما سمّوه "الطفولة الروحية".

الكنيسة التي أتكلم عنها هي الاحتفالات والطقوس. أعتبرها لقاءات إنسانية اجتماعية روحية إلهية.
يرتقي بها الإنسان من الذات الفردية ليلتقي بالله وبالجماعة المؤمنة المصلّية. هل أجمل من أسبوع الآلام وكل ما سبقه من أصوام وإماتات وصلوات ورياضات روحية وأحاديث عن موت المسيح وقيامته بما في ذلك رتبة درب الصليب ثم عيد الفصح والهجمة!؟ وكل الأعياد التي تتبع عيد الفصح: أحد توما وحاملات الطيب... والصعود والعنصرة وعيد جميع القديسين وعيد الجسد... ثم يأتي موسم عيد العذراء وانتقالها إلى السماء وصلاة الباراكليسي وصوم السيدة... ثم يليه موسم عيد الصليب والاحتفال به خصوصاً في بعض القرى مثل معلولا وصيدنايا ودمشق وفي جبل لبنان. ونتجه إلى موسم الميلاد بمباهجه للأطفال وللكبار... هذه الاحتفالات والمواسم التي أسميّها عناق الأرض والسماء بكل طقوسها وصلواتها وأناشيدها وفنّها وسمّوها تربط الإنسان بربه من خلال ما تذكّر به من وجوه سر الخلاص. ففي كل عيد ذكرى خاصة: نلحُّ مرةً على سر التجسد ونتعلم حب الله لنا في تواضعه وفقره وعيشه البسيط بين الناس.وفي موسم آخر نتأمل حب الله لنا في عذاباته وصلبه وقيامته. ومرة ثالثة نتذكر مع الكنيسة حب الله لنا في إرساله الروح القدس الذي وَعَدَنا به الابنُ في العشاء السري وتأسيس الكنيسة وانطلاقتها في العالم. أما في أعياد السيدة فإننا نتذكر حب الله لنا في اختياره إحدى بناتنا ورفعِها إلى مستوى الأمومة الإلهية وتمجيدها فوق العالمين وهو في ذلك يرفع من إنسانيتنا الخاطئة. كما نتذكر بنوّتنا الإلهية إذ أصبحنا في مريم أبناء الله بالتبني بدم المسيح المهراق على الصليب والتي شاركته فيه أمُّه، أمُّ الفادي. وأيضاً نعيّد للقديسين، أولئك الإخوة الذين سبقونا في الجهاد وأصبحوا لنا القدوة في عيش النعمة والقداسة وأصبحوا منارة للبشر بما قدموه من صالح الأعمال. ترون أن احتفالاتنا وطقوسنا ليست فولكلوراً موسمياً سنوياً. بل هي محطات روحية تعلّمنا فيها الكنيسة المقدسة ألف درس ودرس. تُعِيد فتربطنا بمحور حياتنا ألا وهو يسوع المسيح مخلصنا.
الكنيسة التي أتكلم عنها هي تلك الكرمة التي تكلم عنها يسوع في العشاء السري وذاك الجسد السري الذي وصفه بولس الرسول في أكثر من رسالة من رسائله. هل من صورة أو تشبيه أجمل؟ (إن كانت كرمة أو جسداً؟!) هل من تشبيه أبلغ لوصف ارتباط المسيحيين بيسوع المسيح واتحاد المسيحيين في ما بينهم!؟ كلنا نُسَرُّ أن نسير تحت "عريشة" أو عرائش منتشرة في السهل والعناقيد المتدلية من الأغصان وهي ناضجة للقطاف للأكل أو للعصير والتخمير وجمع الناس حول مائدة محبة يحتسون الخمرة الطيبة التي تُفرح قلب الإنسان (كما يقول الكتاب). وماذا نقول حين يمتد فكرنا إلى مائدة المذبح التي يجتمع حولها المؤمنون ويتناولون الجسد والدم المقدسين تحت شكلي الخبز والخمر. أما كان يسوع يفكر بالمائدة المقدسة حين شبه نفسه بالكرمة هو الجذع فيها ونحن الأغصان ويريدنا أن نكون أغصاناً يانعة شهية مثمرة بالعطاءات المختلفة وبالقداسة، شريطة أن نبقى فيه ثابتين، لأننا من دونه لا يمكننا أن نعطي ولا حبة عنب وبالتالي ولا قطرة خمر. فهو إذاً من يحيي حياتنا بالنسغ الذي يمدنا به، أي الروح القدس الذي يهبنا إياه، وهذا الروح الذي يهبنا بدوره الفكر والعمل.
وكنيستي أيضاً هي الجسد السري. أعضاء كثيرة ورأس واحد. أعضاء مترابطة متلازمة مختلفة يؤدي كل عضو دوره أو خدمته المتميزة أو رسالته في هذا الجسم الكبير بتوجيه من الرأس. في هذا الجسد الكبير مواهب كثيرة لبنيان الجماعة أي الجسد كله ولبنيان الفرد ولقداسته، على أن يعمل الجميع بإلهامات من الروح الواحد الذي يعمل نفسه في الجميع مثل الدم الذي يسري في العروق فهو يحمل معه الأوكسجين والغذاء وكل ما يلزم العضو لكي يقوم بدوره وعمله. فاليد تتغذى من الدم نفسه لكي تحسّ وتمسك بما يريد الرأس، والعين تتغذى من ذات الدم والغذاء لكي تبصر وتنقل الرؤية إلى الدماغ، كذلك الأذن لكي يسمع الإنسان ما يأتيه من أصوات. كل ذلك يفعله الروح عينه لبنيان الجسد كله. آه! لو شعر كلّ منا بعضويته هذه في هذا الجسد السري الكبير المتنوع الأعضاء، وعَرَفَ أن عضويته هذه مهمة جداً جداً مهما كان موضعه في الجسد السري. فحين ينشط ويخدم ويقوم بدوره كاملا ويتقدّس تنشط معه وتتقدّس باقي الأعضاء التي هو مرتبط بها ارتباطاً عضوياً. والعكس أيضاً صحيح حين يتقاعس عضوٌ في خدمته أو عمله فإن الأعضاء الأخرى تتأثر سلباً ( بعض الأمثلة الأب في المنزل، الأم) لو شعرنا كلنا بهذه العضوية الهامة فكم تتغيّر صورة الكنيسة! وكم يلتفت بعضنا لبعض فلا يبقى في ما بيننا حزين أو فقير أو محتاج أو خاطئ : الفرد في خدمة الجماعة والجماعة في خدمة الفرد، والجميع في خدمة الجميع، لمجد الله تعالى ومجد ابنه يسوع، رأس الجسد كم يجب أن نتعلم وأن نعلّم الأشخاص الذين نحن مسؤولون عنهم فكرة التضامن والعمل الجماعي ومصلحة الجماعة قبل المصلحة الفردية والأنانية
وإني أعشق كنيسة المسيح، أي كنيستي، رغم نواقصها وحدودها وأخطائها وخطاياها، بل رغم بعض الصفحات من تاريخها الملطّخ بالسواد والدم. لأني أعلم أن كنيستي ليست كاملة بل يسوسها بشرٌ من لحم ودم وغرائز وأنانيات ومصالح مهما عَلَت مراتبهم بل سَمَت نواياهم ولكنهم مع ذلك أخطأوا في التمييز والتنفيذ وإدارة الكنيسة. فقد يتخذون قرارات جائرة أو يتصرفون تصرفات مشينة بحق بعض الأشخاص أو الأمم من أبناء الكنيسة أو خارجها. إن هذه الصفحات الملوّثة كانت قد أطاحت بالكنيسة لولا أن تكون جسد المسيح وهيكل الروح القدس ولو لم يكن الله معها، لذلك فأبواب الجحيم لم تقوَ عليها بل بقيت صامدة رغم الفساد الذي عشش في بعض جوانبها. نعم إن بعض الأعضاء في الجسد قد تمرض وقد يضطر الطبيب إلى بترها، وبعض أغصان الكرمة قد تجفّ ولا يعود النسغ يصل إليها ولا بدّ من أن يقطعها الكرّام مع الأغصان اليابسة التي يقضّبها. ولكن الجسد يبقى حياً والكرمة تعود فتعوّض عن تلك الأغصان بأجمل منها وأغزر ثماراً. ثم إني لا أحتقر كنيستي ولا أستحي من عوراتها ما دامت مؤلفة من بشر، كما قلت، ولأني أعلم أن جميع الديانات والمؤسسات والفلسفات قد أصابها ما أصاب كنيستي من ضعف وخطايا، ولا تستطيع أية ديانة أن تتحدّى كنيستي في نقاء تاريخها وصفاء المؤمنين المنتسبين إليها. أين هم أبطال الديانات الأخرى أي القديسون والشهداء كمّاً ونوعاً ؟ أين هم الذين تركوا آثاراً خالدة في التاريخ والحضارة مثل الرهبان ومؤسسي الرهبانيات والقديسين الكبار؟
إني أعشق كنيستي أخيراً وهي عروس المسيح التي فداها بدمه المهراق على الجلجلة. فنبعت من جروح يديه ورجليه وجنبه ينابيع ماء الحياة، ولقد طهّرها بماء العماد بحلول الروح القدس عليها، ويغذّيها باستمرار بالأسرار المقدسة. ففي كل مرحلة من مراحل حياة الإنسان من الولادة إلى الوفاة سر من الأسرار يغذّيه ويقوّيه للمسيرة الخلاصية. وبسرّيْ الزواج والكهنوت ينظّم ويقدّس الجماعة الإنسانية. أما شركة القديسين مع الراقدين فهي تمدّ أبصار المؤمن إلى أن الحياة مع الله ليست لها نهاية، بل الراقدون أيضاً هم مع الأرضيين ينتظرون ساعة الانبعاث في القيامة العامة (ونرجو قيامة الموتى والحياة الأبدية - قانون الإيمان).

ليتنا نَعي عظمة وجمال سر الكنيسة، سر انتمائنا وعضويتنا في هذه المؤسسة الإلهية الإنسانية، عروس المسيح المجيدة

 
قديم 13 - 08 - 2014, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 5093 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي للهِ فِينَا. اَللهُ مَحَبَّةٌ ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ. ........ نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً " ( 1 يوحنا 4 : 16 ، 19 ) محبتنا صدى لمحبة الله . الله أحبنا أولا ً ، أحبنا قبل تأسيس العالم ، أحبنا منذ الأزل . الله أحبك قبل أن تتكون ، الله أحبك قبل أن تكون ، محبة الله قبل الزمن . ومنذ أحبك وهو يحبك ، لم تتوقف محبته ، لم تضعف ولم تهزُل ، هي ، هي ، كما هي . الله محبة لذلك محبته ُ خالدة ٌ خلوده ، أبدية ٌ أبديته ، باقية ٌ بقائه ، غير متغيرة كثباته . الله محبة ومحبته تحتوينا ، تحاصرنا ، تغطينا ، تحمينا ، تحفظنا ، تحيط بنا ، تعرفنا . محبة الله تعرف جُلُوسِي وَقِيَامِي . محبة الله فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ . محبة الله مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي . محبة الله جعلت علي َّ يده . محبة الله فَوْقِي ارْتَفَعَتْ . محبة الله تنير العالم حولي . إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ محبة الله تلاحقني وتعشعش حولي وتصحبني وترافقني . إن هبطت الى الهاوية محبة الله تلحق بي وتمسك بي وترفعني وتصعد بي الى الله ( مزمور 139 ) . الخطية لا تقلل من محبة الله لي . الله يحبني برغم إثمي . محبته تطهرني من ذنبي .
جلس بطرس حول النار يستدفئ والمسيح يقف يُحاكَم أمام رئيس الكهنة ، واقتربت منه جارية ، تفرست فيه ، قالت : هذا الرجل كان معه . انزعج بطرس وخاف ، انكر واقر انه لا يعرف ذلك الرجل . ثلاث مرات متتالية وبطرس ينكره . ثم صاح الديك وخرج بطرس خارجا ً " وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا. " ( متى 26 : 75 ) بكى على خطيته وانكاره . وقام المسيح من الموت وارسل الى بطرس ان يسبقه الى الجليل ليلتقي به ، والتقى به المسيح ، ولم يرى بطرس في عينيه عتابا ً أو حسابا ً ، رأى اهتماما ً ومحبة ، وكلفه بأن يرعى غنمه . ثلاث مرات سأله إن كان يحبه ، وثلاث مرات كلفه برعاية غنمه .
واحيانا ً تنزل بنا متاعب ومشقات ، وتجارب وصعوبات ، ونقف نواجهها حيارى ، هل يحبنا الله وهو يسمح بالنار تأكلنا ، والمرض يهاجمنا ، والألم يعتصرنا ، والحزن يلفنا ؟ أين محبة الله وسط الظلام ؟ أين محبة الله وسط الألم والدموع والبكاء والأنين ؟ قد نشك في محبته ونحن مطحونون بالتجارب ، لكننا لا نشك في وجوده أبدا ً . الله موجود ٌ حي قائم معنا ، فإن كان معنا فكيف لا يكون يحبنا ؟ محبة الله من ذات الله .

 
قديم 13 - 08 - 2014, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 5094 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عجيبة ٌ محبة الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فهمها فوق ادراك البشر ، لا يقدر العقل ان يستوعبها . محبة الله خارقة ٌ سامية ، مرتفعة ٌ عالية ، علت فوق النجوم والافلاك . صَدَق قول الشاعر :
لَـوْ كان ََ حِبْراً كُلُّ يَــمّ
وورقــــاً كـــلُّ الفَلَـكْ
وَكُــــلُّ عشبة ٍ قَلَــــمْ
والكُلُّ في النَسخ ِ اشْتَرَكْ
مــا كَتَبُــوا مــا وَصَفٌوا
مَحَبَّـــــةَ الحَبيـــــبْ
فَاضَتْ سَمَتْ فَاقَتْ طَمَتْ
مِقْدَارُهَــــا عَجِيــــبْ
واسعة ٌ منبسطة أعرض من الانسانية ، عميقة ٌ غائرة أعمق من المحيطات ، طويلة ٌ ممتدة لا بداية لها ، أزلية ، ولا نهاية لها ابدية . هي الله نفسه ، الله المحبة ، لكنها تصل اليك أينما كنت . إن صعدت الى أعلى الجبال تلحق بك وتتابعك وتغطيك مهما ابتعدت . إن نزلت الى قاع الوديان نزلت اليك . نقف امامها عاجزين عن احتواء ابعادها ، لا تصل انظارنا الى طولها وعرضها . لا يمكننا ان نقيس بعقولنا خطوطها . لاتستطيع حواسنا أن تعاير اتساعها ، الا بالمسيح وفي المسيح " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." ( يوحنا 3 : 16 ) به وحده فقط . وكما يقول بولس الرسول : " لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ . " ( افسس 3 : 17 – 19 ) . قد لا تستطيع أن تقيس محبة الله لكنك قطعا ً تستطيع الحصول عليها والتمتع بها . حين تحتويك محبة الله . حين تغوص في اعماقها . حين تحيا كل اتساعها . حين تتسلق ارتفاعها . حين تجري وتركض وتمرح في طولها وفي عرضها . حينئذ ِ فقط تعرفها . حينئذ ٍ فقط تُدركها ، تفهمها بالاختبار لا بالادراك . أصح طريق ٍ يقودك لفهم محبة الله هو أن تعلنها وتظهرها للعالم حولك . قد تعجز حواسك وعقلك عن الفهم ، لكنك ستعرفها حين تقدمها للآخرين " إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هكَذَا ، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضًا أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا. اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ . إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا ، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا . بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا : أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ............. مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ ؟ " ( 1 يوحنا 4 : 11 – 13 ، 20 ) . إن أردت معرفة وفهم محبة الله ، تمتع بها ، اختبرها . إن اردت ان تحياها وتعيش فيها ، قدمها ، مارسها مع اخوتك ، فمن يحب الله يحب اخاه ايضا ً
 
قديم 13 - 08 - 2014, 04:33 PM   رقم المشاركة : ( 5095 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عجيبة ٌ محبة الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فهمها فوق ادراك البشر ، لا يقدر العقل ان يستوعبها . محبة الله خارقة ٌ سامية ، مرتفعة ٌ عالية ، علت فوق النجوم والافلاك . صَدَق قول الشاعر :
لَـوْ كان ََ حِبْراً كُلُّ يَــمّ
وورقــــاً كـــلُّ الفَلَـكْ
وَكُــــلُّ عشبة ٍ قَلَــــمْ
والكُلُّ في النَسخ ِ اشْتَرَكْ
مــا كَتَبُــوا مــا وَصَفٌوا
مَحَبَّـــــةَ الحَبيـــــبْ
فَاضَتْ سَمَتْ فَاقَتْ طَمَتْ
مِقْدَارُهَــــا عَجِيــــبْ
واسعة ٌ منبسطة أعرض من الانسانية ، عميقة ٌ غائرة أعمق من المحيطات ، طويلة ٌ ممتدة لا بداية لها ، أزلية ، ولا نهاية لها ابدية . هي الله نفسه ، الله المحبة ، لكنها تصل اليك أينما كنت . إن صعدت الى أعلى الجبال تلحق بك وتتابعك وتغطيك مهما ابتعدت . إن نزلت الى قاع الوديان نزلت اليك . نقف امامها عاجزين عن احتواء ابعادها ، لا تصل انظارنا الى طولها وعرضها . لا يمكننا ان نقيس بعقولنا خطوطها . لاتستطيع حواسنا أن تعاير اتساعها ، الا بالمسيح وفي المسيح " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." ( يوحنا 3 : 16 ) به وحده فقط . وكما يقول بولس الرسول : " لِيَحِلَّ الْمَسِيحُ بِالإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي الْمَحَبَّةِ ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ ، مَا هُوَ الْعَرْضُ وَالطُّولُ وَالْعُمْقُ وَالْعُلْوُ ، وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ . " ( افسس 3 : 17 – 19 ) . قد لا تستطيع أن تقيس محبة الله لكنك قطعا ً تستطيع الحصول عليها والتمتع بها . حين تحتويك محبة الله . حين تغوص في اعماقها . حين تحيا كل اتساعها . حين تتسلق ارتفاعها . حين تجري وتركض وتمرح في طولها وفي عرضها . حينئذ ِ فقط تعرفها . حينئذ ٍ فقط تُدركها ، تفهمها بالاختبار لا بالادراك . أصح طريق ٍ يقودك لفهم محبة الله هو أن تعلنها وتظهرها للعالم حولك . قد تعجز حواسك وعقلك عن الفهم ، لكنك ستعرفها حين تقدمها للآخرين " إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ أَحَبَّنَا هكَذَا ، يَنْبَغِي لَنَا أَيْضًا أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا. اَللهُ لَمْ يَنْظُرْهُ أَحَدٌ قَطُّ . إِنْ أَحَبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا ، فَاللهُ يَثْبُتُ فِينَا ، وَمَحَبَّتُهُ قَدْ تَكَمَّلَتْ فِينَا . بِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِينَا : أَنَّهُ قَدْ أَعْطَانَا مِنْ رُوحِهِ............. مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ ؟ " ( 1 يوحنا 4 : 11 – 13 ، 20 ) . إن أردت معرفة وفهم محبة الله ، تمتع بها ، اختبرها . إن اردت ان تحياها وتعيش فيها ، قدمها ، مارسها مع اخوتك ، فمن يحب الله يحب اخاه ايضا ً
 
قديم 13 - 08 - 2014, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 5096 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحب الله العالم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحبه حتى بذل ابنه الوحيد ، احبه محبة ً تفجرت بذلا ً ، محبة الله ليست ساكنة ، محبة الله ليست خاملة ، محبة الله ليست هادئة . كثيرون يحبون في صمت ، وكثيرون يحبون في سكون ، كثيرون محبتهم سلبية . محبة الله عالية الصوت صارخة ، محبة الله شديدة الحركة متفجرة . احب الله فخلق العالم ، محبة الله خلقت العالم ، وكان العالم حسنا ً جدا ً . ثم لوثت الخطية العالم ، شوهت ومسخت وأفسدت ، جعلته سيئا ً جدا ً ، ولم تضعف محبة الله للعالم ، لم تخمد جذوتها ، لم تتراجع وتنسحب أمام وجه العالم القبيح . تحركت ، تمخضت ، بذلت الابن الوحيد ، قدمت الابن فداء ً ورجاء ً للعالم . تجسد الحب ، ارتدى جسدا ً عالميا ً ، نزل من السماء واصبح انسانا ً . فتح طريقا ً بعيدا ً عن الهلاك ، أعد صكا ً للبراءة من الحكم ، دفع الفدية بالكامل . ولحقت محبة الله بكل انسان ، كل انسان باختلاف جنسه ولونه ِ وعرقه ِ وهويته ِ لكي لا يهلك كل من يؤمن بالابن الوحيد المبذول بل تكون له الحياة الابدية . لم يعد الموت سيفا ً مسلطا ً على الاعناق . لم يعد الهلاك مصيرا ً محتوما ً . أصبحت الحياة الابدية في متناول اليد ، اصبحت الخليقة الجديدة حقيقة ً وحلا ً . المحبة الابدية التي لنا من الله الابدي وهبتنا في المسيح الحياة الابدية . الحياة الابدية التي لا نهاية لها ، حياة ً لا تغرب لها شمس ولا يتوقف لها زمن . الحياة الابدية ليست حياة ً مستقبلة بل حياة حاضرة تبدأ الآن من هنا وتدوم وتستمر في المسيح يسوع لكل من يؤمن به ما دام المسيح يحيا فينا ، يحيا فينا بحياته " فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ " ( غلاطية 2 : 20 ) يحيا فينا بابديته . محبة الله تطرد منا كل فساد وتوفر لنا طبيعة ً جديدة مقدسة ً الهية . محبة الله تصيّرنا شركاء الطبيعة الالهية بعيدين عن الفساد الذي في العالم . محبة الله مخلّصة ، تخلّصنا من كل خطايانا وتطهرنا من كل إثم ٍ وشر . محبة الله مغيرة ، تغيّر المؤمن من الصورة القديمة الى صورة ابن الله . محبة الله مبررة تُطلق ايدينا وتُكسر قيودنا وتحررنا من كل حكم ٍ ودين ٍ علينا . محبة الله مطهرة ، تجعلنا نحيا حياة الطهارة والقداسة بالخليقة الجديدة . محبة الله متاحة ٌ لك . محبة الله انسكبت لاجلك ولأجل العالم . محبة الله تحفظك بعيدا عن حياة العالم . محبة الله توفر لك في المسيح الحياة الابدية
 
قديم 13 - 08 - 2014, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 5097 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

محبة الله


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عين الرب سبعين تلميذا ً " وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ " الى المدن التي كان ذاهبا ً اليها . وذهب السبعون ." الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ " ( لوقا 10 : 2 ) . ذهبوا جميعا ً الى الحصاد ، طرقوا الابواب ، دخلوا البيوت ، تحدثوا الى الناس ، اعلنوا مجيء المسيح . ذهبوا الى المرضى وشفوهم ، والمحتاجين وسدوا احتياجاتهم . نشروا الخير . نادوا وقالوا للجميع : قد اقترب منكم ملكوت الله . وبعد فترة رجعوا ، رجعوا بفرح وقالوا للمسيح : " يَا رَبُّ ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ " ( لوقا 10 : 17 ) أتموا المهمة ، قاموا بالعمل ، أعلنوا الانجيل ، ارشدوا الناس الى طريق الخلاص . وقال المسيح لهم : " أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ . وَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ " ( لوقا 10 : 20 ، 21 ) تهلل يسوع بالروح . المسيح لم يكن دائما ً متهللا ً حين كان على الارض . لم يطلق صوته للضحك كثيرا ً . كان وجهه يحمل علامات حزن ، كانت عيناه تعكسان الألم ، كانت قسماته جادة . كان " رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ " ( اشعياء 53 : 3 ) ذلك لانه " أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا ، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا " . كل احزاننا وكل اوجاعنا . خطايا البشر جميعا ً كانت قابعة فوق كتفيه . آثام الخليقة كلها كانت على رأسه . والخطية تولّد الحزن ، الاثم يكدّر النفس . الشر يطرد من القلب كل فرح . وهذه الخطايا الكثيرة جدا ً ، الثقيلة جدا ً ، المظلمة ، المرة ، السوداء ، جعلته ُ حزينا ً . لكنه بعد أن عاد اليه السبعون من مهمتهم ، فرح المسيح وتهلل بالروح . فرح المسيح وتهلل لأن كلمة الخلاص قد وصلت الى قلوب الناس . فالله " يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ ." ( 1 تيموثاوس 2 : 4 ) هذا يفرح قلب المسيح . وفرح المسيح وتهلل بالروح لأن تلاميذه ُ المخلصون حملوا الرسالة وتمموا المهمة . فالله أقامهم شهودا ً للحق وهاهم يشهدون بالحق . اقامهم فعلة ً وهاهم حصادون . " مَا أَجْمَلَ عَلَى الْجِبَالِ قَدَمَيِ الْمُبَشِّرِ ، الْمُخْبِرِ بِالسَّلاَمِ ، الْمُبَشِّرِ بِالْخَيْرِ ، الْمُخْبِرِ بِالْخَلاَصِ " ( اشعياء 52 : 7 ) . داخل اعماق قلب المسيح فرح ٌ وتهليل برغم الكآبة والحزن الناتج عن خطية البشر . في داخله خير ، نزعة الخير في داخل القلب تُفجّر الفرح . بداخله قداسة وبر ينتج الفرح . برغم ان المسيح كان يرى رفض خاصته له ، برغم هجوم الكهنة والكتبة والفريسيين ، برغم معرفته بأن احد الملتفين حوله خائن ، واقرب تلاميذه سينكره . برغم المحاكمات الظالمة القادمة ، برغم الجلد واللطم والبصق ، برغم الصليب والموت . برغم ذلك كله كان داخل قلب المسيح فرح وبهجة لأنه كان يعلم أن بعد القبر قيامة ، لأنه كان يتمم قلب الله وينفذ مشيئته للخلاص والفداء لأنه كان يحمل محبة الله للعالم
 
قديم 13 - 08 - 2014, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 5098 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



تقدم المسيح صاعدا ً الى اورشليم وبالقرب من بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا عند جبل الزيتون ، أرسل وأحضر جحشا ً وركبه وسار الطريق نحو اورشليم ، وبدأ التلاميذ يفرشون الثياب أمامه . فرشوا ثيابهم في الطريق أمامه ، فتجمع الناس حوله وبدأوا يفرشون الثياب وسعف النخل . وارتفعت الاصوات ترحب به وتهلل وتغني ، كل الذين كانوا حوله رفعوا اصواتهم مسبحين ، قالوا : " مُبَارَكٌ الْمَلِكُ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ سَلاَمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَجْدٌ فِي الأَعَالِي " ( لوقا 19 : 28 ) . " أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ " ( مرقس 11 : 9 ) . وانزعج الفريسيون وقالوا له : ما هذا الذي يقولون " يَا مُعَلِّمُ ، انْتَهِرْ تَلاَمِيذَكَ " . نظر اليهم المسيح وقال لهم : " أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ " ( لوقا 19 : 40 ) وهل تصرخ الحجارة ؟ الحجارة لا تصرخ ، لكنه هو ، هو يستطيع ان يجعل الحجارة تصرخ . لقد جعل الابكم الذي تحجر لسانه في فمه يتكلم ، والحجارة البكماء يجعلها تصرخ . لو توقف الناس عن الصراخ والهتاف وتمجيد الله والترحيب بالمسيح والتهليل له ، لصرخت الحجارة ، لارتفعت من الحجارة اصوات الهتاف والتمجيد والتسبيح . الحجارة لو صرخت ونطقت لارتفعت اصواتها بالتسبيح . الحجر الذي رقد عليه اسحق ذبيحة ، هذا الحجر لو نطق لسبّح برحمة الله وقدرته وقد أُمِرَ ابراهيم ان يرفع يده عن الغلام . الحجر الذي أسند يعقوب رأسه عليه ونام ، لو نطق هذا الحجر وتكلم لسبّح الرب ، سبّح الرب للسلم المنصوبة بين السماء والارض والملائكة صاعدة نازلة عليه . الحجر الذي وضع ايليا الذبيحة عليه واغرقها بالماء وصلى يطلب نارا ً من السماء ، لو تكلم هذا الحجر لأعلن بصوت ٍ عالٍ آيات التسبيح لله القادر الذي ارسل ناره واكلت الذبيحة . والحجر الذي كان في البستان وتساقطت عليه قطرات عرق الفادي كالدم . الحجر الذي كان في الجلجثة وقد شهد محبة الله المصلوبة تصرخ طالبة ً الغفران للقتلة . والحجر الذي ارتعب حين تحرك المسيح داخل القبر وقام فابتعد مدحرجا ً عن الباب . كل هذه الاحجار وغيرها لو نطقت لسبحت الله ومجدته واعلنت ملكوته . المسيح حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون جعلنا أحجارا ً حية في هيكله . اختارنا من صُلب الجبل الخشن وقطعنا منه ، وأخذنا وسوانا واعدنا لنصلُح للبناء ، ووضعنا في هيكله ، هيكل الله الحي ، في الاساس أو الجدار أو الواجهة ، أينما يشاء . جعلنا جزءا ً من بنائه مرصوفين مع باقي القديسين نكوّن هيكل الله . وانت حجر في بناء الله تشهد وتصرخ وتُعلن وتسبّح وتتحدث عن المسيح . ما اعظم الحجارة الناطقة التي تشهد بمحبة الله وغفرانه وتُعلن مجد الله
 
قديم 13 - 08 - 2014, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 5099 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حول قلبك الى محبة الله



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ونحن نحيا حياتنا اليومية ، ونحن نسلك في طرق الحياة ، ونحن نعبر الزمن ، تقابلنا احداث ٌ تأخذ اهتمامنا وتجذب قلوبنا وافكارنا وتشغلنا وتلهينا ، فننسى ان نتغذى على محبة الله ، نغفل ان نرتوي من ينابع حب الله . نرى الحجر تحت اقدامنا جبلا ً يصعب تخطيه ، والحفرة في طريقنا هوة ً مفتوحة ً لابتلاعنا . حين نهمل الحياة في محبة الله تُصبح الحياة مستحيلة . حين نبتعد عن محبة الله تثقل بنا الحياة . تضيق نفوسنا ، يهاجمنا القلق ، ينفذ صبرنا بسرعة ، نضج ونشكو ونتذمر . ويأتي الينا صوت الله يدعونا لأن نتأمل محبته ونرتمي في احضانه بين ذراعيه . ونتحرك ببطء ٍ وبملل فالصبر قد نفذ والنفس قد صُدّت والوهن قد حل . عاش يوحنا الحبيب سنوات ٍ في منفاه في جزيرة بطمس . عاش وحيدا ً ، عاش متروكا ً بلا صديق ٍ حوله ، عاش بعيدا ً عن الكنيسة وعن الاحباء . وفي لوعة ٍ وألم يكتب : " أَنَا يُوحَنَّا أَخُوكُمْ " ( رؤيا 1 : 9 ) ما زلت انا يوحنا وما زلت هنا . وفي معاناة يؤكد لهم في كتابه : أنا " َشَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ " شريك آلامكم . والالم حين يكون شركة ً مع الآخرين تخف حدته ، والاثقال تخف بكثرة الأيدي . " شَرِيكُكُمْ فِي الضِّيقَةِ وَفِي مَلَكُوتِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَصَبْرِهِ " اخترق الألم سُحُب الوحدة ، ملكوت المسيح العتيد وصبره الجميل استرد شعوره بمحبة الله ، استعاد قوته . عندما تظهر محبة الله في حياتنا تفزع الهموم وتنقشع الغيوم وتهرب . مهما كانت الضيقة ، مهما كان الاضطهاد ، مهما كانت المقاومات ، هناك محبة الله وصبر المسيح . محبة الله وصبر المسيح الطريق الى السماء . يكتب بولس الرسول ويدعو : " وَالرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ اللهِ ، وَإِلَى صَبْرِ الْمَسِيحِ " ( 2 تسالونيكي 3 : 5 ) ماذا في السماء أعظم وأمجد واروع من محبة الله وصبر المسيح ؟ محبة الله : حين تضغط علينا الشدائد وتدوسنا التجارب ، هناك محبة الله تملأ القلوب بالفرحة ، تملأ العيون بالبهجة ، تملأ النفوس بالنور والرجاء . صبر المسيح : حين تضغط علينا الشدائد وتدوسنا التجارب ، هناك صبر المسيح ، يقوي النفوس ويعضّد الايدي ويعين الضعفات ويرفع القلوب . كم من مرة رأى المسيح الشك في عيون تلاميذه ، كم رأى الرفض من خاصته ؟ كم من مرة هاجمه اعدائه ، وسخر منه رؤساء الشعب ، وقاومه الكهنة والفريسيون ؟ وصمد المسيح وصبر .
حين تواجه الصد والرفض حول قلبك الى محبة الله وصبر المسيح . حين يتكاتف عليك الاعداء ويهاجمك الاشرار حول قلبك الى محبة الله وصبر المسيح
 
قديم 13 - 08 - 2014, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 5100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,466

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تخشى السقوط فالكل يسقط
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا ويل من يسقط بعد ارتفاع ، كما يقولون : اذا سقطت البقرة كثرت السكاكين . ما أن يهوي شخص كان في ملء السمع والبصر حتى يتسابق الناس ليذبحوه . ما أن يترك حاكم ٌ أو رئيس ٌ أو مدير ٌ كرسيّه ، حتى ترتفع الاصوات تحاربه . ما يكاد النجم العالي يهبط الى الأرض ، حتى تمتد الايدي تمزق وتنهش وتفتك به . هكذا العالم ، هكذا طبيعة البشر ، هكذا يفترس الانسان أخاه ُ الانسان . لا يسعى أحد لجمع شتاته وترميم حطامه واعادة بناء وشفاء نفسه المحطمة . لكن الله في محبته السامية يعمل على اقامة الساقط ومساعدة المرتد واستعادته . محبة الله تمتد نحو الانسان لتقيمه من عثرته ، محبة ٌ تجبر كسوره ، تسوّي وقفته . هوى بطرس التلميذ الشجاع المقدام وانكر سيده أمام الجواري والخدم . هوى في نظر زملائه التلاميذ ، هوى في نظر الناس ، هوى في نظر نفسه . لم يتركه المسيح ملقى ً حطاما ً مبعثرا ً ، مجروحا ً ، مهانا ً ، مرفوضا ً ، تتكاثر حوله اللعنات . لم يعتبره مثل يهوذا الذي خانه . كان يعلم ما بقلب بطرس من حب ٍ مخلص ٍ له ، فمد يده اليه ، اظهر اهتمامه به . لم تتغير معاملاته له بالعكس ، زاد منها . قدّمه الى الامام ، رفعه امام اخوته ، رفعه امام نفسه ، كلفه بمهمة ٍ كبيرة ، إئتمنه على غنمه ، اوكل اليه رعاية رعية الله ، أعاد اليه نشاطه وثقته بنفسه .
كم من مرة ٍ تسقط منا تحفة ٌ ثمينة تتحطم وتتناثر أشلائها . ماذا نفعل ؟ هل نلقي بها الى القمامة ؟ هل نتخلص منها ؟ أم نحاول لصق أجزائها ؟ ما دامت غالية الثمن ، ما دامت عزيزة علينا ، ما دامت محبتنا لها باقية ، فنحن نرممها ونستعيد تكوينها ونجددها ونجبرها ونبنيها من جديد . قد نسقط ، نسقط في خطية أو ننساق لشهوة أو ننحرف عن الطريق . نتكبر ونغتر ونشمخ فنسقط . نغضب ونثور ونحتد ونخطئ . قد نتردى في محبة المال وننسى الله وننتشي بالنجاح والاعتماد على الثروة . ننساق مع الزحام نحو الشر ، نلوك مرارة ً داخلية ونكره ونحقد ، نأثم ، يهتز ايماننا ، يهاجمنا الشك ، نسقط في اليأس ونتبعثر في الارض ، فيأتي الله بمحبته ليستعيدنا ، ينحني على الحطام ويجمع الاجزاء بصبر ، ويعيد لصقها بحب ، يركز نظره ويعمل باصابعه ، يصب محبته وهو يرممنا . لا تخشى السقوط فالكل يسقط . اصرخ اليه ، يأتي اليك ويستردك . لا تشمت لسقوط الآخرين ، اعمل على اقامتهم من عثراتهم
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025