12 - 08 - 2014, 03:32 PM | رقم المشاركة : ( 5061 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكلمة الشّافية! الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي دوما لا نعرف! نعرف، فقط، في البَشرَة، أنّ مخاطبة جمهور كثير في موضع سهل يحتاج إلى أجهزة صوت قويّة. مستحيل على جمهور أن يسمع متكلِّمًا، لا مناديًا (!)، من مسافة تزيد على بضعة أمتار. ومع ذلك، كانت الكلمة تبلغ أذن كلّ واحد من الحاضرين! حين يتكلّم الرّبّ الإله، يُعطَى السّامع أن يسمع بوضوح، وأن يفهم، إذا ما طلب أن يفهم. يَتوقّع المرء أن يكون صمت الجمهور، أو لنقل كلّ واحد من الحاضرين، عميقًا. ونعتبر أنّ السّيّد كان يخاطب كلاً من الموجودين شخصيًّا. النّاس يكلِّمون الجماهير ككتلة، أمّا الرّبّ الإله فيخاطبهم كأشخاص. يعرف كلَّ واحد وقلبَه وما يعاني وما يحتاج إليه وما ينفعه وما يضرّه. كيف ذلك؟ دانيال النّبيّ يخبرنا لو عرفناه كإله وعاينّاه متجلًّيا: "وجهه كمنظر البرق وعيناه كمصباحَي نار وذراعاه ورجلاه كعين النّحاس المصقول وصوت كلامه كصوت جمهور... وقال لي... افهم الكلام الّذي أُكلّمك به... من اليوم الأوّل الّذي جعلتَ قلبك للفهم ولإذلال نفسك قدّام إلهك سُمِع كلامُك وأنا أتيتُ لأجل كلامك... ولمسني كمنظر إنسان وقوّاني" (دا 10: 6، 11، 12، 18). يعطي يسوع كلاً قدر ما يشاء ووفق الحاجة. الرّوح يُعطَى بلا حساب: مَن يطلب قليلاً يأخذ قليلاً، ومَن يطلب كثيرًا يأخذ كثيرًا. يسوع يُعطِي ذاته بالكلّيّة. "خذوا كلوا، هذا هو جسدي... اشربوا منه كلّكم، هذا هو دمي". والكلمة تقع في كلّ كيان وفقًا لواقعه وباعتبار حاجته وما ينفعه. "أطعمتَهم طعام الملائكة وأرسلتَ لهم خبزًا مُعدًّا... يلائم كلّ ذوق... ويتحوّل إلى ما شاء كلُّ واحد" (حك 16: 20، 21). كانوا متعَبين. جاءوا حتّى من ساحل صور وصيداء (لو 6: 17). كانوا جوعى. والرّوح أراحهم لأنّهم كانوا إلى السّيّد. كلمته أنعشت قلوبهم وغذّتهم حتّى جسديًّا. أما قيل: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله"؟ يكفيهم أنّهم تبعوه. كلّ حاجاتهم، بعد ذلك، مقضيّة. لا يعطي السّيّد كما نتوقّع وكما نرغب، بل ما لا نتوقّع وما ينفع لأنّنا لا نعرف، بعد، أن نطلب، ولا ما يوافقنا. هو يعلِّمنا ما ينبغي أن نكون إيّاه ونسيناه بقوّة أهوائنا، ويعطينا ما لا يخطر لنا ببال. "خبزنا الجوهريّ أعطنا اليوم...". فالطّوبى لمَن يقبل ما يَتنزّل عليه من لدن الله مصحوبًا بضيقات كثيرة، كالأطفال، يتعلّم ألاّ يسأل شيئًا بل يَقبل ما يشاؤه الرّبّ له. "لتكن مشيئتك". علينا، في كلّ حال، أن نكون مستعدّين لأن نتغيّر في اتجاه الكلمة، في اتجاه ما يجعله الرّبّ الإله في قلوبنا. والكلمة الإلهيّة هي الّتي تخلق فينا حالة اتّزان وأن نعرف: أن نعرف أنفسنا على حقيقتها وأن نعاين الرّبّ الإله كما هو. فقط علينا أن نسمع بأذننا الدّاخليّة. كثيرون يسمعون ولا يسمعون، لذلك يسمعون ولا يفهمون. أما كان يسوع يردّد، من حين لآخر، قوله: "مَن له أذنان للسّمع فليسمع"؟ ما لم يخرج الإنسان من سماع نفسه، لا يمكنه أن يعطي انتباهًا لكلمة الله، ومن ثمّ أن يسمع. لا تنفذ كلمة الله إلى قلبه ولا تبثّ نورًا وروحًا، بل تبقى خارجًا. كلمة الله ليست ككلام النّاس. إن استقرّت في القلب تطيِّبه بطيب سماويّ. حتّى المبتدئين، إن طلبوها من كلّ القلب، تذيقهم الفردوس، فإنّ لها خِلابتها. لذا كان علينا، بإزاء الكلمة، أن نَصمت، أن نُخرس ثرثراتنا الدّاخليّة، ثرثرات أهوائنا وأفكارنا وذكرياتنا وطموحاتنا. لا يتجلّى الرّبّ الإله في كلمته إلاّ باليقظة والانتباه الكاملَين فينا! جاءوا ليستمعوه ويُبرَأوا. الأذن الدّاخليّة هي مطرح البرء. السّماع الأصيل هو يبرئ النّفس. للكلمة، أوّلاً، قوّة شفائيّة! إذا لم نعطِ إصغاء أحرى تَعبُر الكلمة بصورة عبد كأنّها لم تكن. كلّ مرض، في القلب والنّفس والجسد، أصلُه أنّ الإنسان لا يسمع، والكلمة، من ثمّ، لا تستقرّ في الكيان. القلب، بالكلمة، يُشفى، لا شكّ في ذلك، والذّهن يستنير. النّفس، إذ ذاك، تتعافى. العافية نور! وأمراض النّفس كلّها تيهان في عتمة الكيان! نور الله يجمع قوى النّفس إلى واحد ويجعلها متكاملة متراصّة. مرَضُ النّفس تَفَكُّكٌ في قوى النّفس، فإن حيِِيَتِ النّفسُ بالنّور انجمعت! تماسُك قوى النّفس من استقرار كلمة الله، في القلب، نورًا وحضرةً! القلب الخاشع المتواضع لا يرذله الله ولا يعرف مرضًا في النّفس. أمّا الجسد فيتعافى هو أيضًا. قد يظهر هذا في انحلال المرض من الجسد. يسوع شفى النّفوس والأجساد، النّفوس بطرد الأرواح الشّرّيرة في قواها القائمة مباشرة في النّفوس، أو في قواها القائمة في الأهواء، والأجساد باستعادة الانتظام في اللّحم والدّم. حتّى الّذين لم يُشفَوا من عللهم البدنيّة، إن استقرّت فيهم كلمة الله واستنارت أكبادُهم يتعافَون. أعظم خبرة أُعطيت للإنسان في الجسد أن يختبر العافية في المرض. حين يتوحّد القلب والنّفس والجسد في الكلمة، في النّور، في الرّوح، يختبر الإنسان أمرًا فذًّا ليس معروفًا بين الّذين لا يؤمنون بيسوع. يختبر بُرْءًا عجيبًا. الجسد، عضويًّا، يكون معتلاً، ولا تظهر العافية جسديًّا بل في الحال الدّاخليّة المرافقة لواقع الجسد. الفرح بالرّبّ يختبره صاحبُه أقوى من أتعاب الجسد ومعاناته، أقوى إلى حدّ يجعل معه الفرحُ وجعَ الجسد كأنّه لا شيء. نعمةٌ خاصّةٌ تكون لمَن استقرّت فيه الحضرة الإلهيّة ولمّا تغادرْه عللُ البدن، حتّى لَيَختبر المرءُ فرحَ الرّبّ أشدَّ وأعمق من الفرح الّذي كان ليختبرَه لو شُفي من أمراض الجسد. هذا بفضل الصّليب، صليب الرّبّ يسوع. القيامة لا تنفصل، في خبرة الكنيسة، عن الصّليب. الصّليب، بعد قيامة الرّبّ يسوع، صار علامة الموت والقيامة في آن معًا، أو بالأحرى، علامة القيامة في الموت، واستطرادًا علامة سلام المسيح القائمة في ضيقات البشريّة لأجل السّيّد. القيامة الّتي نشترك فيها والرّبِّ يسوع، كلّ يوم، هي هذه أنّنا أُعطينا حياةً جديدة ونحن في عتاقة آدم السّاقط، أنّنا أُعطينا فرح الرّبّ ونحن في معاناة الجسد في هذا الدّهر، أنّنا أُعطينا الشّفاء ونحن نكابد علل البدن، "حتّى كما أُقيم المسيحُ من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في جدّة الحياة، لأنّه إن كنّا قد صرنا متّحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته" (رو 6: 4 ? 5). فلا غرو إن تكلّم الرّسول المصطفى بولس بلغة لم يسبق لبشريّ أن تكلّم بها معبِّرًا عن خبرة الحياة الجديدة هذه، عن خبرة الحياة الأبديّة في الموت، عن خبرة الضّياء في الخزف، عن خبرة التّماسك الدّاخليّ في التّفكّك الخارجيّ. دونك ما قاله: "لنا هذا الكنز في أوان خزفيّة ليكون فضل القوّة لله لا منّا... حاملين في الجسد كلّ حين إماتة الرّبّ يسوع لكي تُظهَر حياة يسوع أيضًا في جسدنا. لأنّنا نحن الأحياء نسلَّم دائمًا للموت من أجل يسوع لكي تَظهَر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت" (2 كو 4: 7، 10 - 11). إذًا ليست الآلام الّتي يكابدها النّاس، في الحقيقة، من الله، فلا ننسبنّها إليه. الآلام هي من الانصراف عن سماع كلمة الله إلى سماع كلمة مَن جرّب آدم وحوّاء، في البدء، ولا يزال يجرّب الجنس البشريّ: إبليس! هذه هي التّجربة الّتي ترجمتُها في الإنسان أن يسمع الإنسان صوتَ نفسِه ويسلكَ فيما توحي له به من دون الله. لم يأتِ الرّبّ الإله متجسِّدًا ليُلغي هذه الحال، بل ليبثّ كلمتَه وروحَه في قلب الإنسان، ليحوّلَ آلام الإنسان إلى هيكل للفرح بالرّبّ، والأسى الّذي ينبعث في النّفس من جرّاء هذه الآلام إلى مطرح للرّجاء، والموت الّذي تفضي به إليه هذه الآلام إلى موضعٍ ومعبرٍ للقيامة والحياة الأبديّة... منذ الآن! |
||||
12 - 08 - 2014, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 5062 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
همسات روحية لنيافة الأنبا رافائيل مولود قبل كل الدهور فهو ابن الله منذ الأزل وإلى الأبد، وصار ابن إنسان بالتجسد في ملء الزمان. ولذلك يرد لقب (الابن) في العهد القديم (أي) قبل التجسد، ففي سفر الأمثال ورد النص التالي: يظن البعض أن السيد المسيح قد سُمي (الابن) لأنه وُلد من العذراء مريم، وهذا الظن خاطىء، لأن ربنا يسوع المسيح هو (الابن) منذ الأزل، لأنه مولود من الآب قبل كل الدهور. "مَنْ صَعِدَ إلَى السماواتِ ونَزَلَ؟ مَنْ جَمَعَ الرِّيحَ في حَفنتيهِ؟ مَنْ صَرَّ المياهَ في ثَوبٍ؟ مَنْ ثَبَّتَ جميعَ أطرافِ الأرضِ؟ ما اسمُهُ؟ وما اسمُ ابنِهِ إنْ عَرَفتَ؟" (أم30: 4). كما ورد على سبيل النبوة في مواضع كثيرة منها: "مِنْ مِصرَ دَعَوْتُ ابني" (هو11: 1). والابن مولود من الآب قبل الدهور ولادة طبيعية، أي كخروج الشعاع من المصباح، أو ولادة الحرارة من النار. ونقصد بعبارة (الولادة الطبيعية) أنها بدون إرادة، فالشمس يخرج منها النور والحرارة تلقائيًا، ولا تكون شمس إن لم يخرج منها نور وحرارة، وكذلك الآب يخرج منه تلقائيًا الابن المولود والروح القدس المنبثق، ولا يكون آبًا إن لم يكن له ابن وروح خارجان منه باستمرار وبدون انفصال. وإذا لم يكن الله آبًا فماذا سيكون؟!! هل هو صنم لا يتحرك ولا يتفاعل ولا يتكلم ولا ينتج ولا يُؤثر ولا يشعر به أحد (منذ الأزل)؟ حاشا لله أن يكون هكذا.. بل هو كائن حي نابض بالحيوية والاشعاع الحي، لذلك فهو منذ الأزل إله حي يتكلم ويسمع ويتحرك ويحب، وينبعث منه الابن بطريقة الولادة والروح القدس بطريقة الانبثاق. وهناك حوار منذ الأزل بين الأقانيم وهم في وحدانية الجوهر، وهناك حب وحركة وحيوية في الله الواحد المثلث الأقانيم منذ الأزل. وأبوة الله هي مصدر كل أبوة في الخليقة، لأنه إن لم يكن الله أبًا يلد ابنًا، فكيف يخلق خليقة قادرة على الانجاب؟!! "أحني رُكبَتَيَّ لَدَى أبي رَبنا يَسوعَ المَسيحِ، الذي مِنهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشيرَةٍ (أبوة) في السماواتِ وعلَى الأرضِ" (أف3: 14-15).. أي منه تنبع كل أبوة وكل خصب في الخليقة الحية. - هنا يجب أن أوضح مرة أخرى أن الفروق بين ولادة الابن من الآب، وبين ولادة أي كائن من كائن آخر هي: (1) بدون زواج.. فالآب قادر أن يلد بدون مساعدة من أحد. (2) بدون أقدمية.. فالآب أزلي والابن أزلي. (3) بدون انفصال.. فالآب والابن ليسا إلهين منفصلين بل أقنومان متحدان. (4) باستمرار.. فالولادة من الآب مستمرة منذ الأزل وإلى الأبد. (5) بدون إرادة.. لأن خروج الابن من الآب هو خروج طبيعي تلقائي. ونفس الكلام يُقال أيضًا عن خروج الروح القدس من الآب بطريقة الانبثاق، ومع مساواة الأقانيم الثلاثة في الجوهر والألوهة والأزلية والقدرة. مثال للإيضاح: ولادة الفكر من العقل.. هو أيضًا بدون زواج، وبدون أقدمية العقل عن الفكر، وبدون انفصال، وباستمرار، وبتلقائية. وكذلك ولادة الحرارة من النار، والشعاع من الشمس. |
||||
12 - 08 - 2014, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 5063 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في ذكر الموت مـــن كتـــــــاب الســلم إلى الله 2_ ذكر الموت موت في كل يوم. ذكر الخروج من الدنيا تحسّرُ في كل ساعة. 3_ مخافة الموت خاصة طبيعية نجمت عن المعصية ، أما الارتعاد من الموت فدلالة على سقطات لم نتب عنها: لقد خاف المسيح من الموت و لكنه لم يرتعد منه و ذلك ليظهر خاصة كل من طبيعته جلياً. 4_ كما أن الحاجة إلى الخبر تفوق الحاجة إلى سائر الأغذية كذلك الحاجة إلى الاهتمام بذكر الموت تفوق الحاجة إلى سائر الأعمال الروحية. إن ذكر الموت يولّد في العائشين في وسط العالم حزناً و ضياعاً و بالأحرى فتوراً بالهمة. أما عند الخارجين من ضوضاء العالم فيولّد إقصاء للهموم و صلاة متواصلة و يقظة للذهن، وهذه تعود بدورها فتولّد ذكر الموت. 5_ من البيّن أن القصدير غير الفضة و إن شبهها في منظره ، و كذلك فإن الفرق بين الخوف الطبيعي من الموت و الخوف الفائق الطبيعي واضح عند ذوي التمييز. 6_ من العلامات الصادقة لذكر الموت بإحساس عميق من القلب الزهد الاختياري بكافة المخلوقات و الإعراض الكامل المشيئة الذاتية. 7_ من ينتظر الموت في كل يوم هو لا شك فاضل ، و لكن منم يتوق إليه كل ساعة هو قديس. 8_ ليس كل اشتهاء للموت صالحا. فإن البعض تقسرهم العادة إلى السقوط المتواتر فيطلبون الموت من جراء ذلك. و البعض بالعكس لا يريدون أن يتوبوا فيبتغون الموت من جراء اليأس. و البعض يتوهمون باطلاً أنهم بلغوا اللاهوى و بالتالي لا يجزعون بعد من الموت. و البعض ( اللهم إن وجدوا في أيامنا هذه) يتوقون إلى الانصراف من هذه الحياة بفعل الروح القدس. 9_ يرتاب بعض المؤمنين الأتقياء متسائلين لماذا كتم الله عنا معرفة ساعة الموت مسبقاً ما دام ذكره ينفعنا بهذا المقدار ، غير عالمين أن الله العجيب في أحكامه إنما صنع خلاصنا بهذا الكتمان. فإنه لو علم أي منا بوقت وفاته مسبقاً لما بادر إلى المعمودية أو إلى السيرة الرهبانية ، بل لأمضى كل أيامه في الإثم منتظراً يوم انصرافه ليقبل إلى المعمودية و التوبة. و لكنه من جراء عادته الطويلة يكون حينذاك قد رسخ في الرذيلة و قد يبقى غير قابل للإصلاح بالكلية. 10_ إذا كنت تنوح على خطاياك فلا تقبل قط ما يوحيه إليك الكلب من أن الله محب للبشر، قاصداً أن ينزع عنك النوح و الخوف العادم الخوف ، إلا اللهم إذا رأيت ذاتك منجرفاً إلى يأس عميق. 11_ من يبتغي الهذيذ بذكر الموت و حكم الله على الدوام ، و في الوقت نفسه يدفع ذاته إلى اهتمامات و مشاغل مادية يشبه إنسانا يسبح و يريد أن يصفق بكلتا يديه. 12_ إن ذكر الموت الواضح المستمر يقطع تناول الأطعمة ، و متى انقطعت الأطعمة بالاتضاع انقطعت معها الأهواء. 13_ قساوة القلب تظلم الذهن و كثرة الأطعمة تجفف ينابيع الدموع. العطش و السهر يضغطان القلب و متى انعصر القلب نبعت منه مياه الدموع. ستبدو هذه الأقوال قاسية للنهمين و غير قابلة للتصديق للمتوانين. أما العامل المجاهد فيختبرها بنشاط. و من خبرها ينشرح لها أو يرتاح. أما الذي لا يزال في طور التماسها فيزداد وجوماً. 14_ كما حدد الآباء القديسون أن المحبة الكاملة لا تعرف السقوط ، كذلك أقول إن الإحساس الكامل بالموت لا يعتريه الخوف. 15_ إن أفعال الذهن النشيط العامل كثيرة أعني بها التأمل في الله و في حبه تعالى ، و ذكر الملكوت و غيرة الشهداء القديسين ، و حضور الرب شخصياً على حد قول القائل: ((رأيت الرب أمامي في كل حين)) 16_ أخبرني يوماً راهب مصري أنه بعد أن غرز ذكر الموت في قلبه أراد مرة أن يعزي جسده الطيني قليلاً بداعي الحاجة ، فمنعه ذكر الموت عن ذلك منع قاض صارم ، و العجيب أنه قصد إبعاده فلم يستطع. 17_ و راهب آخر مقيم هنا في المكان المسمى تولا كان يؤول به ذلك الفكر مراراً كثيرة في حالة الذهول فكان يحمله الإخوة الذين يصادفونه و هو فاقد التنفس تقريباً كمن أغمي عليه أو كمن صرع. 18_ و لن أصمت عن إيراد خبر ايسيشيوس الخوزيبي. هذا كان يتصرف دائماً بكل توان و لا يهتم البتة بخلاص نفسه. فمرض يوماً إلى الغاية و فارق جسده مدة ساعة. ثم عاد إلى ذاته و توسل إلينا أن ننصرف كلنا من عنده للحال ثم سد باب قلايته و مكث داخلها اثنتي عشرة سنة لا يتصل بأحد البتة بأية كلمة و لا يذوق غير الخبر و الماء. فكان جالساً وحده شاخصاً بنظره ما أبصره في غيبوبته و متأملاً إياه ، حتى أنه لم يغير مكانه قط بل كان شارد العقل على الدوام يدفق بصمت دموعاً سخية. و حين أوشك أن يفارق الحياة نقبنا باب قلايته و دخلنا ، و بعد تضرع كثير سمعنا منه هذه الكلمة فقط: ((اغفروا لي ، إن كل من حوى ذكر الموت لا يستطيع أن يخطأ)) . فأكد لنا الرب بذلك من خلال تلك التوبة الصادقة المأثورة قبوله لجميع المريدين أن يقوّموا سيرتهم بعد كثرة توانيهم. 19_ و كما أن لجة البحر لا حد لها و لا قعر ، كما اعتاد أن يقول البعض ، كذلك فإن ذكر الموت يؤول بالطهارة و السيرة إلى اللافساد. 20_ لا يخامرنا شك في أن ذكر الموت عطية من الله كسائر الصالحات ، و إلا فكيف يتفق أن نزور المقابر مراراً كثيرة و نلبث قاسين لا دموع لنا ، في حين أننا كثيراً ما نتخشع و نبكي خلواً من مثل ذلك المنظر. 21_ من مات عن الأشياء كلها يأتي إلى ذكر الموت. أما من لا يزال متمسكاً بالعالم فيتآمر على نفسه. 22_ لا تطلب أن تؤكد لجميع الناس بالأقوال حبك لهم بل بالأحرى يك أن تسأل الله إظهاره لهم بدون ما أقوال. و إلا فلن يكفيك مدى زمانك للتودد إليهم و التوجع على خطاياك معاً. 23_ يا مجاهداً عادم الفطنة لا تنخدعن بإمكان التعويض عن إضاعة وقت بوقت آخر فإن كل يوم من أيامك لا يكفي لإيفاء دينه كاملاً للسيد. 24_ قال أحدهم أنه يتعذر نعم يتعذر علينا أن نعبر يومنا ببر و تقوى إن لم نحسبه اليوم الأخير من عمرنا. و إنه لأمر غريب بالحقيقة أن الوثنيين أيضاً قالوا مثل هذا القول ، إذ حددوا الفلسفة بالانشغال بالموت. |
||||
12 - 08 - 2014, 03:43 PM | رقم المشاركة : ( 5064 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي عندما يواجهنا اضطهاد ٌ ، عندما يهاجمنا عدو ، عندما يعتدي علينا معتد ٍ ، حين ننظر امامنا فنجد سيوفا ً مشرعة ورماحا ً موجهة وسهاما ً منطلقة ً نحونا ، حين نرى عيونا ً ممتلئة ً بالحقد تحملق فينا وأنيابا ً ومخالب حمراء تسعى الينا ، حين يتركنا الصديق ويتخلى عنا الرفيق ، حين نجد أنفسنا وحدنا على الطريق " قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ " ( اشعياء 3 : 10 ) لا تخشى ايها الصديق الاضطهاد ، لا تفزع ولا ترتعب من عدو ٍ ينقض عليك ، لا تخف فالرب يقول لك خير . نعم خير ، ليس الخير في الاضطهاد لكن الخير في قدرتك على مواجهة الاضطهاد والصمود له . عندما تحل بك مشكلة ، عندما تنزل بساحتك مصيبة ، عندما تمر في ضيقة ٍ وتجربة ، حين ترى السواد الحالك يلتف حولك ، حين يلفك المرض ويعتصرك الالم ، يقول لك الرب : خير . نعم خير ، ليس الخير في المشكلة والمصيبة والضيقة ، الخير ان الله معك وسط الظلام ، الله نجمة الصباح التي تنير لك الطريق . في كل حياتك ، في كل ظروفك ، في كل امورك ، في كل احوالك ، في كل شيء ٍ لك خير . كل شيء ٍ للصدّيق خير ، الله يقوتك ويطعمك ، الله يعتني بك ويوفر لك احتياجاتك ، الله يجعل الشمس تُشرق لك ، الله يجعل النهر يمتلئ بالماء لك ، الله يُنبت الزرع لك . الذي يعتني بالعصفور ، الذي يهتم بزنابق الحقل ، الذي يُطعم الطير ، يُطعمك خير . الله يُعد لك مسكنا ً تُقيم فيه ، الله يبني لك سقفا ً تستظل فيه ، الله يُعد لك عشك . حين تهب الرياح بعنف ، حين تسقط الامطار بغزارة ، حين تهتز الارض وتزلزل ، انت آمن في بيتك ، انت تحتمي بمسكنك ، الله يبني اسواره حولك ، خير . الرب يملأ جسدك بالصحة والعافية ، الرب يملأ جسمك بالقوة والحيوية ، الرب يجعل الهواء يدخل رئتيك ، الرب يرعى وينظم ضربات قلبك ، الرب خالق السماوات والارض بكل الغازها وعجائبها خلق جسدك ، خير . الله أعد لك حياة ابدية في المسيح يسوع ، الله فتح ابواب السماء والخلود لك ، الله قبل تأسيس العالم دبّر خلاصك ، الله جعل المسيح ذبيحة فداء عنك ، وجعل هذا كله متاحا ً لك ، لم يعد عليك دين ، لن تدخل في الدينونة ، خير . الايمان بالله خير ، الاعتماد عليه خير ، الارتماء بين ذراعيه خير . هلل وسبح مع داود النبي ، قل " الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. …….. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي ....... إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي ، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ." ( مزمور 23 ) . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 5065 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ هل رأيت قطيع غنم ٍ يرعى في سفح جبل ٍ أو برية ِ واد ٍ من الوديان ؟ هل تأملت الغنم وكيف تتصرف ؟ هل لاحظت تحركاتها في المرعى ؟ لو تأملت لظننت انها بلا عقل تفكر به ، بلا فهم ٍ أو ادراك البتة ، تسير على هواها أو على هوى الغير ، على هوى الخراف الاخرى أو على هوى كلاب الحراسة أو على هوى الراعي ، تسير حسب صوته وعصاه . قد ترى العشب امامها ولا تأكل الا بدعوة من الراعي أو بدفعة ٍ من يده ، وقد ترى الماء تحت اقدامها ولا تشرب الا بضربة من عصاه وصرخة قوية . سقوط حصوة رفستها قدم احدهم تجعلها تجفل وتفزع وتجري وتهرب . بينما عواء الذئب لا يجعلها تبعد عنه فاذا سقط خروف ٌ سقط القطيع كله فوقه ، لهذا يشبّه الله الانسان الخاطئ بالغنم الذي يسير بجهالة وعدم فهم . يقول الوحي المقدس في نبوءة اشعياء 53 : 6 " كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ " اعتراف بضلال جماعي ، الكل غنم ٌ ضال ، وضلال فردي ، مال كل واحد الى طريقه . ولا يوجد سبب ٌ لهذا الضلال ، لا عذر ، ضلال كالغنم ، ليس للغنم عذر ، هي الطبيعة الداخلية التي تدفع الغنم للضلال ولا علاج ولا اصلاح ولا خلاص . ثم يأتي الأمل ، الامل في القول : " وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا " هناك من سيحمل إثم الجميع . وسط اليأس ، وسط الضلال ، وسط الميل الخاطئ نحو الطريق الخاطئ يأتي الأمل . هناك رجاء ، رجاء في ذاك الذي سيحمل الاثم ، في المسيح يسوع الذي هو رجائنا ، الراعي الصالح هو رجائنا ، الراعي الذي حمل اثم جميعنا وصعد به الى الصليب " ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا " كما تساق الشاة الى الذبح بدون احتجاج ، بدون مقاومة و صراع دون ان تفتح فاها ، هكذا ارتقى الصليب ليقدم نفسه ذبيحة ً عن ضلالنا ، عن ميولنا ، عن آثامنا . وقدم عنا نفسه ليغير طبيعتنا الفاسدة التي قادتنا الى الضلال ، فيه اصبحنا بطبيعة جديدة ، فيه صرنا خليقة جديدة ، فيه نلنا حياة جديدة . أصبحنا ونحن الغنم الضال ، خاصته . اصبحت ميولنا الخاطئة ميلا ً لاتباعه وهو ينادينا ويرعانا ، يطعمنا ويسقينا ، يقودنا ويقوتنا ، يعرفنا باسمائنا . لم نعد غنم ضالة ، انت في رعاية الراعي الصالح الذي يعرف طبيعتك ويتعامل معك ويرحمك ، الذي فداك وخلصك وجعلك غنم مرعاه . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 5066 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يعسر عليه شيء بعد موت داود تولى الحكم ابنه سليمان . كان داود ملكا ً عظيما ً مهوبا ً . كان قد ارسى قواعد مملكة ً كبيرة ، وترك لسليمان شعبا ً كثيرا ً ليحكمه . وترائى الرب لسليمان يوما ً في حلم وقال الله لسليمان اسأل ماذا أعطيك . فرصة ٌ نادرة لا تتاح لانسان ، ها هو الله بكل ما لديه يسأل سليمان ماذا يطلب . اعترف سليمان بعجزه لله وقال له : انت ملّكت عبدك مكان داود أبي وأنا فتى صغير لا اعلم الخروج والدخول اعطي عبدك قلبا ً فهيما ً لاحكم على شعبي ، وحسن الكلام في عيني ّ الرب لان سليمان لم يطلب طول ايام او غنى ً او انفس اعدائه ، طلب سليمان الحكمة ، طلب حكمة ً من الله واعطاه الله ما طلبه ، الحكمة ، واعطاه ايضا ً ما لم يطلب غنى وكرامة ، قوة وثروة ، مجدا ً وعظمة لم تكن لاحد مثله . الحكمة مطلب هام ، اهم مطلب ٍ للانسان . الحكمة اغلى من كل كنوز العالم . ويقول سليمان الحكيم : " الْفَطِنُ مِنْ جِهَةِ أَمْرٍ يَجِدُ خَيْرًا ، وَمَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ فَطُوبَى لَهُ " ( امثال 16 : 20 ) الحكمة قوة للانسان ، الحكمة غنى ً للانسان ، الحكمة رفعة ٌ للانسان ، الحكمة اعظم هدف . الحكيم يحيا كل مباهج الحياة . الحكيم يسير طريقه بيقين ونجاح وسلام . الفطن يجد خيرا ً ، الحكيم يحصد بركات لا تحصى ، اذا كان فطنا ً ينجح ويفلح . الجاهل الذي تعوزه الحكمة والفطنة مثل جواد ٍ جامح ٍ يدور حول نفسه بلا هدف . الحكيم هو الذي يطوّع عقله وظروفه ومواهبه وقدراته ليعمل وينجح ، الحكيم بداخله عقل ٌ يقوده الى الصواب ، الحكيم لا يسقط في الخطأ بسهولة . حين تواجهه ازمة يعرف كيف يتعامل معها ، لا يعسر عليه شيء ، لديه حل لكل صعب . وسط الظلام والعواصف تقوده حكمته الى الامام ، الى الطريق الصحيح . كل انسان عاقل يشتهي الحكمة لكن ليس كل من يطلبها يجدها بسهولة . الحكمة من الله ، الحكمة عند الله ، عند الرب " مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ فَطُوبَى لَهُ " . يقول يعقوب الرسول : " وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ " يعقوب 1 : 5 ) هو مصدر الحكمة ، الله كلي الحكمة ، الله لديه الحكمة ، هل تعوزك حكمة ؟ اذهب اليه ، اسأل ، هو يقول لك : اسأل ماذا أعطيك ؟ هل تريد مني حكمة ؟ اسأل ، اسأل فهو قادر ان يعطيك . اسأل فهو يريد ان يعطيك ما تسأل . لتكن الحكمة مطلبك وسؤالك من الله و " مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ فَطُوبَى لَهُ " . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 5067 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ بعد سنوات غربة ٍ وكفاح ٍ في بيت خاله ِ لابان ، اتخذ يعقوب طريقه عائدا ً الى اهله وبيته . كان سعيدا ً فرحا ً لا لانه حقق مكاسب مادية كثيرة ، غنما ً وبقرا ً وعبيدا ً وزوجتين واولادا ً ، بل لانه كان عائدا ً لارضه وعشيرته ، لم يكن يعكر صفو فرحته الا انتظاره لقاء عيسو أخيه . كان خائفا ً من لقاء أخيه ، كان يتوقع نقمته وانتقامه ، كان يخشى على حياته وحياة اولاده منه . وتفتق ذهنه عن حيلة ، أعد هدية لعيسو أخيه ليستميل قلبه ، أعد قطعانا ً من المواشي له وأرسلها قطيعا ً خلف قطيع وأوصى عبيده حين يلتقي بهم عيسو ويسأل : " لِمَنْ أَنْتَ ؟ وَإِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ " ( تكوين 32 : 17 ) أن يجيبوه انهم ليعقوب ذاهبين اليك حاملين هدايا مرسلة ً من أخيه يعقوب اليك . ونجحت الحيلة ونجى . وفي حربه مع العمالقة ومطاردته لهم وجد داود رجلا ً مصريا ً هاربا ً ، سأله : " لِمَنْ أَنْتَ ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ " ( 1 صموئيل 30 : 13 ) . وأنا اضع امامك نفس السؤال : لمن انت ؟ لا يوجد حياد ٌ في المسيحية ، لا حياد ، اما للمسيح أو لابليس . وقف ايليا النبي امام الشعب فوق جبل الكرمل ووضعهم امام الاختيار ، قال : " حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ الْفِرْقَتَيْن ِ؟ إِنْ كَانَ الرَّبُّ هُوَ اللهَ فَاتَّبِعُوهُ ، وَإِنْ كَانَ الْبَعْلُ فَاتَّبِعُوهُ " ( 1 ملوك 18 : 21 ) لا يمكن ان تقف معلقا ً بين الاختيارين ، لمن انت ؟ هل انت للمسيح ؟ هل وُلدت الولادة الجديدة ؟ قال المسيح لنيقوديموس عندما جاء ليسأله : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ " ( يوحنا 3 : 3 ) بمن تؤمن ؟ بمن تؤمنين ؟ هل تضع ايمانك في المسيح ؟ هل تضعين ايمانك في المسيح ؟ حين سأل حافظ السجن : " مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ ؟ " قال له بولس وسيلا : " آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ " ( اعمال الرسل 16 : 30 ، 31 ) . أي عمل تقومين به ؟ أي عمل تقوم به ؟ هل تعملين في كرم الرب يسوع ؟ هل تعمل في كرم الرب يسوع ؟ مكتوب ٌ في الكتاب المقدس قول الرجل لابنه : " يَا ابْنِي ، اذْهَب الْيَوْمَ اعْمَلْ فِي كَرْمِي " ( متى 21 : 28 ) العمل في كرم المسيح . من هم جماعتك التي تنتمي اليها ؟ أي شركة ٍ تنضم اليها ؟ من هم رفاقك واصحابك ؟ " إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ " ( 1 يوحنا 1 : 7 ) ما هي لغتك ، كلامك ، اقوال فمك ؟ في أي الموضوعات تتحدث وتتحاور وتتكلم وتتجادل ؟ يصلي داود النبي ويقول : " لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي " ( مزمور 19 : 14 ) هل انت للمسيح ؟ إن كان كذلك فاخرج من ابليس واخرج من مملكته . نحن لا ننتمي الى سلطان ابليس لأن الرب " أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ " ( كولوسي 1 : 13 ) . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 5068 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
زكا العشار كان كل طموح زكا العشار وشهوة قلبه أن يسقط نظره ُ حتى من بعيد على المسيح . ركض الرجل القصير ، أمسك بذيل ردائه ِ باسنانه وجرى ، جرى بخطواته القصيرة السريعة . وصل الى شجرة الجميز الباسقة المرتفعة على جانب الطريق وتسلقها بجهد ٍ وعزم ، ركب أحد فروعها وباعد بين أوراقها وأعد لنفسه ِ فتحة ً يستطيع أن يختلس النظر منها . وجاء المسيح محاطا ً بجموع ٍ كثيرة يعوقون سيره ويزحمونه من كل جانب ، ثم وقف ، وقف تحت الجميزة ورفع نظره ُ الى فوق يبحث عنه بين الاوراق والفروع والاغصان ورآه ، وجده يختبئ في الشجرة . ناداه باسمه وقال : " يَا زَكَّا ، أَسْرِعْ وَانْزِلْ ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ " ( لوقا 19 : 5 ) وهرول الرجل نازلا ً . أسرع ونزل وقبله فرحا ً ، أعطى نصف أمواله ورد ما أخذه أربعة أضعاف . وقال يسوع : " الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ ......... لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ " . الله يبحث ويطلب ويسعى وينادي ويدعو ويذهب الى الخاطيء لكي ينجيه ويخلصه وينقذه . يقول الرب بلسان اشعياء النبي : " قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ : «هُوَذَا مُخَلِّصُكِ آتٍ. هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَجِزَاؤُهُ أَمَامَهُ وَيُسَمُّونَهُمْ : «شَعْبًا مُقَدَّسًا»، «مَفْدِيِّي الرَّبِّ». وَأَنْتِ تُسَمَّيْنَ : «الْمَطْلُوبَةَ» ، «الْمَدِينَةَ غَيْرَ الْمَهْجُورَةِ» اشعياء 62 : 11 ، 12 ) المطلوبة ، الله لا يبحث فقط بل في نعمته يبحث ويطلب . جاء ليطلب ويخلّص . حين يطلب الباحث عن الذهب ذهبا ً ، يذهب الى منجمه ويحطم ويجمع الحطام والتراب ، يضعها في صفحته وينبش باصابعه ويفتش ويبحث بعينيه وقلبه يطلب الذهب . عند الغروب والراعي يقود خرافه آخر اليوم الى الحظيرة اكتشف ان خروفا ً ناقص ، أعاد عد الخرفان مرة ً أخرى واحد اثنان ثلاثة ، تسعة وتسعين ، تسعة ٌ وتسعين خروفا ً فقط ، وما ان اكتشف ان هناك خروفا ً قد ضل حتى ترك التسعة والتسعين خروفا ً ورائه وذهب ، ذهب الى الحقول والجبال ، الى الوديان والكهوف ، الى النهر ، الى نبع الماء ، الى البرية . كانت الشمس قد غربت ولف المكان كله ظلام ، أخذ ينادي ويدعو ويرفع صوته ويصرخ . كان يطلب الخروف الضال ، ذهب الى كل ظل ٍ حسبه خروفه ، دخل كل كهف ٍ توقع وجوده فيه . وبعد أن تمزقت أطرافه وتهرأت وجد خروفه الذي كان يطلبه ، ودعا الاصدقاء والجيران وفرحوا معه بعودة الضال ( لوقا 15 ) . ما أعظم أن تكون مطلوبا ً من الله . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 5069 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ارفع وجهك الى السماء كل انسان في الارض عرضة للتجارب والمحن والشدائد ، لا أحد معصوم من الحزن والالم . احيانا ً نتصور انفسنا فوق المتاعب لنا وضع خاص وحصانة خاصة ما دمنا مؤمنين . نتمسك بقول داود النبي : " يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ . إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. " ( مزمور 91 : 7 ) . كأن حولنا ساتر ٌ يحوطنا ويصد عنا كل الآلام أو جدارا ً نعيش في ظله آمنين ، وفي تصورنا ذلك نطمئن ونسترخي ونستمريء الراحة " وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي : لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ " ( مزمور 30 : 6 ) هذا الشعور الخاطئ يجعلنا نعمق جذورنا في العالم ونثبت اقدامنا في هذه الارض ، نتصور اننا في طريق نزهة نسير نحو الحياة الابدية في روضة ٍ يانعة ٍ خضراء هانئة ٍ آمنة . لو عشنا هذه الخدعة لصدمتنا تجارب الحياة صدمة ً قاسية وجرتنا الى احباطات مُرة . كل شجرة ٍ على سطح الارض عرضة ٌ لفأس قاطع الاشجار في كل لحظة ، لا تبني عشك عليها . كل جبل ٍ مهما شمخ ، كل واد ٍ مهما رَحُب واتسع ، كل بيت ٍ مهما ارتفع وعلا عرضة ٌ للزوال . لا تبني عشك على شجرة ٍ عرضة للقطع . لا تعلي بنائك على أرض عرضة للفناء . كل ما لدينا من بركات ٍ وديعة من الرب قابلة للاسترداد ، الثروة ُ والصحة والأهل والاصدقاء . المال مهما كَثُر له جناحان سريعا الطيران ، فجأة وبدون انذار يفقدهما ويرحل عنا . الصحة مهما بدت مستقرة والقوة مهما ظهرت ثابتة ، فجأة تهاجمنا جرثومة تنخر العظام وتفترس الاجسام ، حتى الاهل والاصدقاء معنا لحين ثم يرحلون . كلنا زهور ٌ رقيقة ضعيفة نابتة في حقل الحياة . لن نبقى الى الابد ، لن نُزهر الى ما لانهاية ، لا بد ان نذهب ونضمحل ونسقط وننتهي . يقول ايوب من عمق تجربته : " اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا. يَخْرُجُ كَالزَّهْرِ ثُمَّ يَنْحَسِمُ وَيَبْرَحُ كَالظِّلِّ وَلاَ يَقِفُ. ............... إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً ، وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ ، وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ ، فَأَقْصِرْ عَنْهُ لِيَسْتَرِيحْ ، إِلَى أَنْ يُسَرَّ كَالأَجِيرِ بِانْتِهَاءِ يَوْمِهِ. " ( ايوب 14 : 1 – 6 ) الأجير الذي يعمل في الحقل كلما زاد تعبه وسال عرقه ، كلما نظر الى الشمس يراقب حركتها ، يراها ويعجّلها أن تتجه نحو الغروب حتى ينتهي يوم شقائه وتعبه ليستريح من العناء . لا يمكن لانسان مهما علا قدره وعظمت قوته وصلحت حياته أن يهرب من الألم والوجع لأن الألم والوجع يسكن الارض ، الشقاء والتعب ظل لحياة الانسان في العالم . ارفع وجهك الى السماء . |
||||
12 - 08 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 5070 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تعرف المسيح ؟ دخل المسيح اريحا وكان يسير في طرقاتها ، كانت الجموع تتزاحم حوله ، الكل يريد أن يراه ، الكل يريد أن يسمعه ، الكل يريد أن يحصل على الشفاء منه . لم يكن ظاهرا ً وسط الزحام ، وأراد زكا القصير أن يرى يسوع ، الملتفون حوله يخفونه عنه ، المتزاحمون يدفعونه فلا يستطيع الاقتراب منه ، فلما لم يقدر ركض وتقدم الى الامام وصعد الى جميزة ينتظره أن يمر ويراه . وجاء المسيح وتوقف ووقفت الاجساد المتزاحمة أيضا ً ، كتلة ٌ صماء من البشر ، ونظر الى فوق ورأى زكا يخفي نفسه وسط اوراق شجرة الجميز وفروعها ، وناداه الرب ودعاه للنزول لانه مزمع ٌ أن يمكث في بيته ، ونزل بسرعة . ودخل المسيح بيت زكا وحدث تغيير ٌ في الرجل وفي البيت ، حصل خلاص ٌ لهما . " وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلاَءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ : يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ " ( يوحنا 12 : 20 ، 21 ) . نريد ان نرى يسوع . ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم والجميع يريدون ان يروا يسوع . سمعوا عنه ويسمعون لكنهم يريدون ان يقتربوا منه ، يريدون ان يعرفوه . في اريحا لم يستطيع زكا ان يراه من الجمع الملتف حوله بسبب تلاميذه وتابعيه . أحيانا ً يكون تابعوا المسيح وتلاميذه سبب عدم معرفة الناس للمسيح . اقوالنا واعمالنا وتصرفاتنا تعوق رؤيتهم له . لا يرون المسيح فينا ، تحجبه عنهم . تُرى هل انت عائق ٌ يحجب المسيح عن الناس ؟ هل انت عثرة ٌ لهم ؟ المسيح يريدنا سبيلا ً ليعرفه الناس لا سورا ً يبعده عنهم ويمنع رؤيته . العالم في شوق ٍ ولهفة ليعرف المسيح ، ليراه وليعرفه ، وانت وانا الطريق اليه . الناس في عطش لمعرفة المسيح ، يريدونه ، يسعون اليه ، يبحثون عنه . البعض يخدع نفسه ويصدق كذب الشيطان وادعاءه ان الناس لا تريد المسيح . يقول لنا ان احتياج الناس الى المال والسلطة والنجاح والشهرة . ومن وسط اكوام الذهب نسمع الاغنياء يصرخون يريدون ان يروا يسوع . ومن فوق العروش والسطوة نرى اصحاب السلطان يبحثون عن يسوع . ومن قمم النجاح وتحت اضواء الشهرة نجد الناجحين المشهورين يسعون اليه . هل تعرف المسيح ؟ هل رأيته وجها ً لوجه ؟ هل عرفته ؟ هل احببته ؟ فيه كل الشبع ، فيه كل الارتواء ، فيه كل الراحة والسلام . |
||||