12 - 08 - 2014, 03:16 PM | رقم المشاركة : ( 5051 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل من حياة روحية وقداسة في زمننا هذا؟
الأرشمندريت كيرللس، رئيس دير آسكس نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي جوابي المباشر على جزئَي السؤال هو "نعم" قوية. الله لم يتغيّر. يسوع المسيح هو نفسه أمس واليوم وغداً. طبيعة البشر لم تتغيّر أيضاً. منذ آدم، البشر مكرَّمون بهذه القوة على التحكّم بمصيرهم حتى أنهم يديرون ظهورهم لله والحياة الروحية وللسعي إلى القداسة. ولكن، إلى انتهاء العالم، سوف يوجد أشخاص، حتى ولو أقلية، يستنزلون نعمة الله على الأرض وعلى إخوتهم البشر. أن يستمر العالم هو إثبات على أنه ما زال هناك قداسة. يقول القديس سلوان: "أقول لكم أنه عندما لا يعود هناك على الأرض مصلّون، تكون نهاية العالم". بكلام آخر، الحياة الروحية، والقداسة التي هي ثمرتها، ليسا فقط من الماضي. يمكننا أن نرى القداسة في سابقينا ونتعلّم منهم، لكننا لا نختبر القداسة كمعرض في متحف تاريخي. إنها حقيقة معاشة نحن مدعوون إليها. كل إنسان يملك بعداً روحياً. الله ليس متحيزاً: يدعو كل واحد إلى الوجود بمحبة شخصية، ويهب كل إنسان القدرة للمشاركة في حياته. مستعملاً مصطلحات زمانه، قال القديس بطرس أننا مدعوون لأن نكون "مشاركين في الطبيعة الإلهية" (2بطرس 4:1). وهذه هي القداسة: "كونوا قديسين كما أنا قدوس، وأريد أن يكون لكم كل ما لي". هذه هي دعوة الله لنا جميعاً، مهما يكن مكاننا في المجتمع أو رتبتنا في الكنيسة: من الشعب أو الإكليروس. يكتب القديس سلوان: "لكل واحد في هذا العالم عمل ليقوم به، سواء كان ملكاً أو بطريركاً، طباخاً، حداداً أو معلماً، لكن الرب الذي محبته تمتد إلى كل منا سوف يعطي مكافأة أعظم لمن يملك محبة أعظم لله". وأيضاً: "لا يستطيع كل واحد أن يكون إمبراطوراً أو أميراً؛ وليس بمقدور كل واحد أن يكون بطريركاً أو رئيس دير أو قائداً؛ بل في كل طريق من طرق الحياة يمكن أن نحب الله ونكون مرضيين له، وهذا هو المهم فقط". الحياة الروحية هي الحياة التي تأخذ بعين الاعتبار البعد الروحي للكائنات البشرية. العمل على علاقتنا بالله ليس هواية عند بعض الأشخاص. كبشر نقول "هذا أو تلك هما من النوع المتديّن". هذا ليس إضافة اختيارية. إنها ما يجعل حياتنا بشرية فعلاً. يقدّم علم الحياة وعلم النفس صورة ناقصة عندما يستثنيان التزويد الإلهي للطاقة في التركيبة البشرية. الإنسان الدهري هو مجرّد حيوان متفوّق، وبالواقع ما دون الإنسان. من دون مجهود روحي لا نصقل روحنا. لا تُمحى لكنها تخمد وتضمر وتُرفَض أو تُجحَد. فقط إذا ما سلكنا في حياة روحية نكون ذواتنا بالكامل، موحدي الأجزاء بالكامل كأشخاص. تتضمّن الحياة الروحية أوجهنا النفسية والجسدية. كل ما أفكّر به أو أمارسه على كل مستويات الوجود يؤثّر في نفسي. وعندما تلامس نعمة الله نفسي يتبارك تفكيري وإحساسي وجسدي أيضاً. في البلدان الغربية بشكل خاص، كثيرون تركوا المسيحية. أحد الكتّاب الإنكليز (G.K. Chesterton) قال أنّه عندما لا يعود الناس يؤمنون بالحقيقة، يصيرون مؤمنين بأي شيء قبل أن يصيروا مؤمنين بلا شيء. وهكذا، الإيمان بالله يبقى حيث يُهجَر المسيح، لذا يوجد في كل البلدان مختلف أشكال الروحانيات. هذا الأمر ليس مفاجئاً، لأنّه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، والجوع الروحي يتواجد حتى حيث هناك تشويش بالأفكار حول الكائن المطلَق. إلى هذا، هناك تشترك الطرق الروحية بالكثير من الأوجه. على سبيل المثال، جوهر التعليم الأخلاقي مشترك بين كل الأديان. الفروقات الأساسية بين الأديان لا تظهر دائماً في أول الطريق: فقط عندما نتقدم تتّضح التشعبات. بعض معاصرينا يعلّمون أنّك بقدر ما تتقدّم في أي دين، تميل الطرق إلى الالتقاء: لكن فعلياً العكس صحيح. إذاً، على الذين يبحثون أن يسعوا إلى الحقيقة ويجدوا السبيل القائمة على اللاهوت الصحيح، على رؤية حقيقية لله كما كشف نفسه لنا. من ثمّ، الحدس العميق سوف يثبت أن يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة. إن ملء الحياة في الله متاح فقط في الإله-الإنسان، أي في الذي يشترك بطبيعتنا البشرية بينما عنده الطبيعة الإلهية كونه أحد الثالوث القدوس. تعطينا الكنيسة الأرثوذكسية نموذجاً أولاً: يمكننا أن نرى، نسمع، نلمس، ونتذوّق الكائن المطلق؛ يمكننا أن نختبر شذا كيان الله الفعلي. إذاً، يمكننا أن نمضي في طريق الكنيسة إلى النهاية بثقة. ما من طريق آخر، مهما سَمَت ممارساته وأخلاقياته وطموحاته، يصل إلى النهاية آمنًا. بالرغم من أنّه ما من إنسان محروم كليّاً من النعمة الإلهية، إلا إن ملء القداسة يتطلّب العقيدة الأرثوذكسية. تعليمنا لا يُفاق، لا يتخطاه الزمن، عنده ثمرة بالفطرة في أجيال وظروف وحضارات مختلفة. المسيحية هي لكل إنسان، يمكننا أن نفهم لماذا قال ترتليان أنّ "كلّ نفس مسيحية بالفطرة". إذاً، يمكن تحديد الحياة الروحية على أنّها "الحياة في المسيح". فلنتوقف عند هذه النقطة للحظة. لقد استعمل القديس نيكولا كاباسيلاس هذه العبارة كعنوان لكتابه عن الأسرار. على مثاله، القديس يوحنا كرونشتادت، العجائبي الذي كان كاهناً متزوجاً وقد رقد في سنة 1905، أعطى عنواناً مماثلاً لـِ "يومياته الروحية" عندما طُلب نشرها. أحد الكتاب القريبين من عصرنا، دعا أحد كتبه التي يشارك فيها نفاذ بصيرته "حياته حياتي" (His Life is Mine). الكينونة "في المسيح" تعني الاندماج في جسده الفعلي، المَسح بروحه ?المسيح تعني الممسوح-، التبنّي من أبيه السماوي. الإيمان المسيحي ليس فقط قول "نعم" لدستور الإيمان. إنّه يعني "لبس المسيح" (غلاطية 27:3). كيف؟ بالمعمودية التي يسبقها الاعتراف بالإيمان. بسهولة، نحن نعتبر أن هذه العطية العظيمة تُعطى على الأكيد، لكن الذين اهتدوا في الميدان أو كبالغين يمكنهم أن يخبرونا من خبرتهم أن المعمودية هي مرور من الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة. نحن ننسى أحياناً أن في المعمودية يقول لنا الكاهن "لقد اغتسلت، لقد تقدّست، لقد تبرّرت باسم الرب يسوع وبروح إلهنا". هذه الكلمات السامية المأخوذة من رسالة القديس بولس إلى الكورنثيين، قد تبدو كمجرد صيغة طقسية إذا أهملنا تفعيل عطية النعمة الإلهية في حياتنا. إن بذور الحياة الروحية قد زُرعَت فينا. نحن "مُقَدَّسونَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، مَدْعُوِّونَ قِدِّيسِينَ" (1كورنثوس 2:1). هذه هي مهمتنا. إذا كنا واثقين من أننا "وجدنا الإيمان الحقيقي" فليس هناك ما نخشاه في كثرة الطرق الروحية المحيطة بنا، بالرغم من كونها مشوِّشة. "لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ." (2تيموثاوس 7:1). إذا بقينا مخلِصين، وأغنينا باستمرار خبرتنا ومعرفتنا لحياة الكنيسة وتعليمها، سنكون في وضع أفضل لمساعدة مَن حولنا. السؤال الأساسي دائماً: ماذا تفتكر بالمسيح؟ يذكّر الرسول يوحنا الذين يراسلهم، "بِهذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ اللهِ." (1يوحنا 2:4). بالطبع، عرضُنا لما نفتكر به عن السيد سوف يكون متواضعاً؛ سوف يكون مليئاً بالمحبة والامتنان. يقول القديس سلوان: "الله محبة، وبالتالي ينبغي أن ينبع تعليم كلمته من المحبة. من ثمّ المعلّم والمستمع سوف يستفيدان. أمّا إن لم تفعل شيئاً غير الإدانة، فإن نفوس الناس لن تبالي بك، ولن يأتي منها أي خير". بالطبع، ليس الكل مدعوين لأن يكونوا واعظين متفرّغين، لكن مَن يشهد للمسيح يكون كلامه عن مَن قدّم إمكانية أن يصير كل البشر أشخاصاً حقيقيين. الحياة الروحية، بحسب العقيدة الأرثوذكسية، هي تعاون بين إرادتنا الحرّة وإرادة الله. أفضل سفراء المسيح هم الذين هيأتْهم حياتهم الروحية فيه ليتحدّثوا صلاتياً، حتى يرغب الآخرون بشرحهم لإيمانهم. "بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ" (1بطرس 15:3). إذا تكيّفنا مع السبيل التي عليها فقط يمكن أن نكتسب ما يسمّيه القديس بولس بجسارة فكر المسيح، لا يعني أن شخصيتنا تضيع. إلهنا واحد في الطبيعة وثلاثة في الأقانيم. يعلّمنا آباؤنا ألاّ نقسّم الطبيعة أو نخلط بين الأقانيم. والأمر نفسه في أن البشرية واحدة كما الله واحد. إذا عاش العالم في المسيح، تكون وصاياه الهدف الأول لكل شخص: محبة الله ومحبة القريب. لهذا، يكون كل إنسان أكثر ثباتاً وامتلاءً في علاقات محبة من غير ذوبان. إنه لمنوِّر أن نقرأ عن الناس القديسين، سواء من المعلَنين أو غيرهم، كمثل شيوخ القرن العشرين يعقوب وبورفيريوس وكثيرين غيرهما. أذكر هؤلاء من القرن العشرين لأنه تقريباً "اليوم"، ولأنه قرن الآلام الكبيرة. في فكري رجال ونساء قديسون لا نعرفهم لأن القديس لا يلبس ملصقاً دعائياً يقول "انظروا إلي أنا قديس!". إن درب المسيح هي درب التواضع، وقد يُكرّم البعض كقديسين فيما هم على الأرض، بينما غيرهم فلا. كنيستنا، بحكمتها، لا تمنح الاعتراف الرسمي لأي كان قبل مروره عبر بوابات الموت، وبالعادة ليس سريعاً بعد هذا. لذا من المبكر جداً الكلام عن قديسين من القرن الحادي والعشرين. ولكن إن نظرنا فقط إلى القرن العشرين فنرى أن هناك تنوع من الشخصيات والمستويات التربوية ودرجات التقوى في الشباب والخلفيات الدينية وغيرها. من ثمّ هناك طرق مختلفة من الحياة التي قادت إلى القداسة. جبل أثوس أعطى الكثيرين من القديسين العظماء أمثال سلوان الذي رقد في 1938؛ ولكن لم يكن كل قديسي القرن العشرين من الرهبان. هناك الملايين من الشهداء والمعترفين، من الرجال والنساء والأولاد، من الاتحاد السوفياتي؛ هناك كهنة رعايا، كمثل القديس نيقولا بلاناس، والقديسان الباريسيان الجديدان، ماريا سكوبتسوفا وديمتري كلابنين. هناك القديس نكتاريوس الذي تظهِر عجائبه المذهلة أن إلهنا إله حي وهو يعمل إلى الآن. هناك الكثيرون ممن تحمّلوا العذابات بإيمان، حتى وإن كانوا غير مشهورين، لكنهم الآن يجنون مكافأتهم ويصلّون من أجل العالم. كل هؤلاء الناس قصدوا الخدم ذاتها وقبلوا نفْس الإيمان. مع هذا فهم يتنوعون كمثل حديقة فيها أنواع كثيرة من الزهور. إنهم يقدمون لنا البرهان على أن الله معنا ومتقبّل للجميع هنا والآن. يعرف أصحاب التدريب العلمي أن البرهان يأتي بالدرجة الأولى بالخبرة. أفضل الطرق لدينا هي باختبار أن "إذا عشنا بحسب الجسد سنموت، أمّا إذا أمتنا أعمال الجسد بالروح فنحيا". "الجسد" و"أعمال الجسد" تعنيان هنا القوى الأثيمة كالبغض والعجب والشهوة وغيرها من الأهواء، التي تسبب الانحلال وتغلق الباب أمام روح الله. تتطلّب الحياة الروحية منّا بعض "الإماتة". مثال على هذا هو الأصوام التي نلتزم بها معاً في بعض الأوقات من السنة الكنسية، هذا بالضبط لكي تساعدنا على الصلاة لتطهير قلبنا من الأهواء الشريرة. يقول هنا الرسول بولس "لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ». اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ." (1كورنثوس 13:8-16). عندما "رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَينا" (1بطرس 14:4)، يكون جلياً أن هناك حياة روحية وقداسة في هذه الأيام |
||||
12 - 08 - 2014, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 5052 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اقترب من خبرة إيليا في حوريب بقلب تلميذ، فتشاركه الألفة مع الله.
جان لافرانس 1- في المشاهدة، حذار من أن تهمل بعض أوجه سرّ الله، أوجه قد تبدو لك أحيانا متنافرة. وهكذا فإنّ حسّ قداسته يجب أن يرافق خبرة ألفته. لقد لاحظت الألفة بين موسى والربّ. وإذا ما رافقت إيليا إلى حوريب فستشترك في ألفته مع الله (1 ملوك 19/14). 2- إن هؤلاء الرجال الذين ظهروا في الكتاب المقدّس، أمثال إبراهيم وموسى وإيليا، ليسوا شخصيّات من الماضي، بل إنهم آباؤنا في الإيمان، وقدّيسو العهد القديم. فيمكنك إذاً أن تلتمس منهم أن يمارسوا تجاهك أبوّتهم الروحية. وهكذا سينال لك إبراهيم نعمة ترسيخ حياتك في الإيمان بكلمة الله. واقترب أيضا من حياة إيليا العميقة بقلب تلميذ. إنّه أبو المشاهدين الذين يحيون في البحث الدائم عن الله. وبوسعه أن يهبك حصّة من هذه النار الباطنية التي كانت تلتهمه من أجل الله: إنّي غرت غيرةً للربّ إله الجنود (3 ملوك 19/14). 3- ضع هذه الخبرة في مكانها ضمن مجموعة ظهورات الربّ. ففي هذا المكان عينه، كشف الله لموسى عن اسمه، أي عن كيانه العميق، وأعطاه الشريعة والعهد. وأظهر قداسته في إطار رهيب من الرعود والبروق. ولكن يجب تجاوز هذه الظواهر العنيفة لاكتشاف حضوره الروحي في الألفة والوداعة. 4- إن إيليا هو ذاك الذي يقف أمام الربّ ليخدمه ( 3 ملوك 17/ 1 ). لقد عمل كثيراً لأجل ملكه. إنّه قلب رسول زاخر بالغيرة لبيت الربّ. ولكن إيليا يفضّل أن يقول: الله الذي أنا واقف أمامه. وأنت أيضاً تضطرم شوقاً إلى الرسالة، إلا أن الله لا يحتاج إلى خدماتك. فالخدمة الوحيدة التي ينتظرها منك، هو الانتباه والحضور. فهو يريد أن تقف أمامه: هذا محبّ الأخوة، المكثر من الصلوات لأجل الشعب والمدينة المقدّسة، إرميا نبيّ الله ( 2 مكابيين 15/14). 5- إن الربّ جعل نعيمه في أن يكون معك ( أمثال 8/ 31 )، وهو ينتظر أن تمكث معه. فالصلاة هي أن يصرف الإنسان وقته أمام الله مجّاناً. إنها لنعمة كبيرة أن نفرح معه وأن نشعر بحضوره. 6- ولكنّ الله، قبل أن يكشف عن ذاته لإيليا، أجازه في البرية، والعزلة والتجرّد والملل واليأس. لقد اختبر إيليا الشعور بالإخفاق الذي طالما ينتاب قلبك الإنساني والرسولي: إني لست خيراً من آبائي. ( 1 ملوك 19/4 ). ولهذا فإن القدّيس يعقوب يقارننا بإيليا قائلاً : إنّ إيليا كان خاضعاً للآلام مثلنا ( يعقوب 5/ 17 ). 7- وفي نهاية هذه الطريق الطويلة والأليمة عبر البريّة، اختبر إيليا الألفة مع إله قريب جداً. فاعرض، أنت أيضاً، وجهك التعب لمهبّ هذا النسيم الخفيّ الذي يعبّر عن روحانية الله ووداعته، بقدر ما يعبّر الرمز عن الحقيقة. 8- وقد أعطي إيليا، في لقاء حيّ، وحياً إضافيا عن كيان الله. فهو ليس العليّ القدير فحسب، بل هو أيضاً الإله الحاضر في هذه الألفة التي هي ميزة الروح الخاصة. ومن شأن الصلاة أن تذيقك عذوبة حضور الله هذا. فهل كلامه في حلقك أحلى من العسل في فمك؟ فأنت إنسان عيناك يجب أن ترى وقلبك يجب أن يذوق ما أطيب الربّ. إن كلمتك سرورٌ لقلبي ( مز 119/111). 9- وكمال الوحي الإنجيلي وحده، سيُظهر لك إلى أي مدى تبلغ هذه الألفة : إلى وسط الثالوث الأقدس؛ إنها شركة الأقانيم الإلهية الثلاثة الذين يتبادلون التلقّي والعطاء. فبقدر ما تسمع وتحفظ كلمة يسوع، تثبت في حركة الشركة هذه ويكون الثالوث حاضراً فيك. ويمكنك إلقاء الضوء على هذه الحقيقة عندما تقرأ ما جاء في إنجيل القدّيس يوحنا ( 16/ 23؛ 15؟ 1- 17 ). 10- وبوسعك أن تقول مثل يعقوب: إن الربّ لفي هذا الموضع وأنا لم أكن أعلم ( تك 28/16 ). وفي التأمل ضاعف من الغوص في سكنى الله هذه التي لا تنتزعك من العالم الواقعي، بل تجعلك أكثر حضوراً فيه. وحينما تعود إلى إخوتك، ستتطلّع هذا السرّ في قلوبهم، وتسير بحضور الربّ في أرض الأحياء |
||||
12 - 08 - 2014, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 5053 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي شروط التلمذة و التبعية للسيد المسيح؟
الإجابة: * حياة التلمذة: الحياة المسيحية هي حياة تلمذة Discipleship. وكل الذين آمنوا بالمسيح، دعوا تلاميذاً له. أما هو فدعى "المعلم"، و"المعلم الصالح". وعلى الرغم من تلمذة الجميع عليه، كان له تلاميذ خصوصيون، دعوا "خاصته" (إنجيل يوحنا 1:13). هؤلاء أعدّهم لخدمة الكلمة (سفر أعمال الرسل 4:6). عن هؤلاء قيل إنه: "دعا تلاميذه الاثنى عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة ليخرجوها" (متى 1:10). قيل في العظة على الجبل: "تقدم إليه تلاميذه، ففتح فاه وخاطبهم.." (متي 2،1:5). ولما أراد أن يحتفل بالفصح، أرسل اثنين من تلاميذه، ليقولا إن المعلم: "يسأل أين المنزل حيث آكل الفصح مع تلاميذي؟" (أنجيل مرقس 14،13:14). كذلك أتباع يوحنا المعمدان دعوا تلاميذاً له: قيل إنه حدثت مرة "مباحثة بين تلاميذ يوحنا واليهود من جهة التطهير" (آنجيل يوحنا 25:3). وفي إحدى المرات جاء إلى السيد المسيح تلاميذ يوحنا قائلين: "لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً، وأما تلاميذك فلا يصومون؟" (متى 14:9). و الفريسيون كانوا يدعون أنفسهم تلاميذ موسى: لذلك في مناقشة اليهود مع المولود أعمى الذي وهبه الرب البصر، قالوا له: "أنت تلميذ ذاك، أما نحن فتلاميذ موسى" (يوحنا 28:9). ونلاحظ أن الكرازة كانت تسمى تلمذة: فلما أرسل الرب تلاميذه ليكرزوا بالإنجيل، قال لهم: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم جميع ما أوصيتكم به" (متى 19:28). ولما ذهب بولس وبرنابا إلى دربة، قيل أنهما: "بشرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين" (سفر الأعمال 21:14). والتلمذة كأمر عام لا تشترط على شيء محدد.. فالتلمذة قد تكون على كلمة المنفعة، أو التلمذه على الحياة، أو يأخذ الإنسان دروساً من الموت، أو يتتلمذ على الكتب أو الطبيعة أو الحيوان أو الطقوس أو الأحداث ومجريات الأمور.. إلخ. *شروط التلمذة: في موضوع التلمذه، يجب أن نورد ملاحظتين: 1- إن التلمذة ليست على التعاليم فقط، بل على الحياة. 2- لذلك فللتلمذة شروط لابد من توافرها في الحياة العملية. وهكذا يقول السيد الرب لتلاميذه: "إن ثبتم في كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي" (يوحنا 31:8). إذن فمجرد سماع الكلام من معم، لا يعني التلمذة له. إنما الثبات في تعليمه. ومعنى هذا تحويل الكلام إلى حياة، وإلى مبادئ راسخة تثبت فيمَن يتعلم. ويعطينا السيد المسيح علامة ومثالاً عملياً بقوله لتلاميذه: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي، إن كان لكم حب بعضاً لبعض" (يوحنا 35:13). هنا يقدم شرطاً، بدونه لا يكونون تلاميذا له، مهما تعلموا منه نظرياً عن الحب. وإن من يجد الناس فيهم هذه المحبة المتبادلة، لا يمكنهم أن يقولوا إن هؤلاء تلاميذ للمسيح..! إنها علامة لازمة. كما كان المسيح يحب الكل، هكذا ينبغي أن يكون تلاميذه. "كما سلك ذاك، يسلكون هم أيضاً" (رسالة يوحنا الأولى 6:2). يذكرني هذا بقول الرب لليهود المفتخرين بأنهم أولاد إبراهيم: "لو كنتم أولاد أبراهيم، لكنتم تعملون أعمال ابراهيم" (يوحنا 39:8). إذن، التلمذة الحقيقة هي تلمذة على حياة، تظهر بأسلوب عملي في حياة الإنسان، ويعلن بها تلمذته على معلم تميز بهذا النوع من الحياة، وبهذا اللون من التعليم.. ولهذا يقدم السيد المسيح عينات من الناس لا يمكن أن يكون تلاميذاً له، منها: يقول: "إن كان أحد يأتي إليَّ، ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً"، "ومَنْ لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً"، "فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله، لا قدر أن يكون لي تلميذا" (إنجيل لوقا 33،27،26:14). وهكذا وضع السيد المسيح قاعدة للتملذة عليه، وهي التجرد، ومحبة الله فوق محبة الأقرباء. ومن هذا المنطلق قال له تلميذه بطرس: "قد تركنا كل شيء وتبعناك" (متى27:19). فأجابه السيد بنفس تعليمه الروحي: "كل مَن ترك بيوتاً، أو أخوة أو أخوات، أو أباً أو أماً أو امرأة أو أولاداً أو حقولاً، من أجل اسمي، يأخذ مائة ضعف، ويرث الحياة الأبدية" (متى 29:19). إذن هو مبدأ في التلمذة على الرب، أن تترك كل شيء من أجله، أو على الأقل تكون مستعداً قلبياً لترك كل شيء. ولا تندم على ذلك. ولهذا أضاف الرب شرطاً آخر وهو: "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح إلى ملكوت الله" (لوقا 62:9). فالتلمذة على الرب تحتاج إلى ثبات في الطريق وعدم رجوع إلى الوراء. وتحتاج إلى أن يحتمل الإنسان من أجل الرب ومن أجل خدمته، ويتعب في سبيل ذلك. ولذلك قال الرب: "مَنْ لا يحمل صليبه ويأتي ورائي، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً" (لوقا 27:14). هناك شروط أخرى للتلمذة منها الالتزام والتنفيذ. فالذي يريد أن يتتلمذ، عليه أن يلتزم بما يسمعه وينفذه، وهكذا يحول المعلومات إلى حياة. لأنه ما فائدة الكلام إن كنا نسمعه وننساه، أو نحتفظ به في أذهاننا فقط لمجرد المعرفة. ولذلك جميلة تلك العبارة التي كان يقولها مَنْ يزور الآباء: "قل لي كلمة، لكي أحيا بها". فالكلمة هي طعامه الروحي. يأخذها ويغذي بها روحه، فيحيا بها، وينتفع. ليس مجرد المنفعة الفكرية، إنما ينتفع بها في حياته العملية، فتصبح كلمة منفعة |
||||
12 - 08 - 2014, 03:22 PM | رقم المشاركة : ( 5054 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرح العطاء الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي-دوما وبما أنّ معظم الناس يفرح بالأخذ وقلّة تفرح بالعطاء، فإنّ فرح العطاء قليل بين الناس. والحقّ أنّ مَن كان همّه الأخذ فإنّ العطاء، بالنسبة إليه، خسارة، وإن أعطى فالقليل لأنّ اعتياد الأخذ يعلّم البخل. والبخيل يعطي، إن أعطى، ليأخذ شيئاً في المقابل. العطاء المجّاني، عنده، معدوم. وإن أعطى ولم يكن في نيّته أن يأخذ من الناس، فإنّه يرغب بالمقابل من الله. يتوخّى حماية رزقه وشراء البَرَكة لزيادة ما لديه. العطاء، عنده، مجال لتوظيف الطاقات، فيما العطاء المجّاني، تحديداً، هو ما لا مقابل له. على هذا مَن اهتمّ بالأخذ لا يمكن، من بعد، أن يهتمّ بالعطاء. إذا استأثر همّ الأخذ بالقلب فإنّه يلغي الاهتمام بالعطاء. القصد من قول الرسول بولس، إذاً، هو حثّ المؤمنين على العطاء الذي إن تعاطوه يقتنون فرحاً لم يسبق أن عرفوه وهو أعظم من الفرح الذي يعرفونه، في واقعهم، من الأخذ. فرح الأخذ عند الله لا قيمة له. القيمة، لديه، هي لفرح العطاء. هذا لأنّ مَن يحبّ الأخذ يحبّ نفسه ومَن يحبّ العطاء يحبّ الآخرين. والوصيّة هي "أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم". فرح الأخذ من غير نوع فرح العطاء. فرح الأخذ من الإنسان وفرح العطاء من الله. الأنانية تفرِّح لكن فرحها مريض، لذا فرح الأخذ لا يُشبع. فيه دائماً فراغ وجوع. حرارة فرحه حرارة حمّى. وإذا كان فرح الأخذ يدفعك، أحياناً، إلى العطاء بقصد الأخذ فإنّ فرح العطاء يدفعك إلى الأخذ بقصد العطاء. الأول يأخذ ليملأ فراغاً في نفسه لا يمتلئ والثاني يأخذ ليملأ فراغاً في نفسه دائماً ممتلئ. الأول، في الحقيقة، جائع إلى ملء نفسه والأخير إلى إفراغ نفسه. الأول بملء نفسه يعمِّق الفراغ الذي فيه والثاني بإفراغ نفسه يعمِّق الملء الذي فيه. لذا فرح العطاء يجعل الفرح بالأخذ عظيماً أيضاً لأنّ وجهته العطاء. المعطي، إذ ذاك، يفرح، في كلا الحالين، بالأخذ والعطاء. على هذا فإنّ الفرح الأصيل مرتبط بالحبّ. مَن لا يحبّ لا يعرف الفرح. يعرف ما يشبه الفرح وما يسمّيه زوراً فرحاً وهو ليس بفرح. فرح الأخذ نشوة، متعة، لذّة كما يشعر المدمن إذا ما تعاطى المخدّر. هذا فرحه طرفة عين ولا يدوم ولا جذور له ولا يبعث في النفس السلام الحقّ. سلامه إزالة توتّر. محبّ الأخذ في توتّر إلى أن يأخذ. يرتاح لبعض الوقت ثمّ ينتابه شعور بالفراغ وعدم الارتياح إلى أن يُثار توتّره من جديد ويطلب الأخذ من جديد ليزيل التوتّر الذي فيه من جديد وهكذا إلى ما لا نهاية. هنا كلّما زاد الأخذ عظم الفراغ في النفس. فرح العطاء ليس كذلك. فرح العطاء غبطة وبهجة عميقة في النفس، منها ينبعث سلام وسكون ينضحان بالحبّ ويتمتمان الفرح الذي يدفع المرء إلى إعطاء ما عنده وما ليس عنده. إن لم يكن لديه ما يُعطيه فإنّه يعطي نفسه حضوراً وامتداداً وشفافية وبذلاً وصلاة. ذروة الفرح عند المعطي ليس في أن يقدّم ما لديه بل في أن يمدّ كيانه، في أن يفتح قلبه، ليسنح للآخر أن يقيم فيه كوجود، كروح. والفرح يكتمل بأن يسكن المعطي والمعطى له، الذي يصير هو أيضاً معطٍ، كلٌّ في الآخرعلى نحو ما قال يسوع لأبيه وما أتاحه لنا: "ليكون الجميع واحداً كما أنّك أنت أيّها الآب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا... أنا فيهم وأنت فيّ ليكونوا مكمّلين إلى واحد" (يو 17). السماء والأرض، إذ ذاك، يجعلهما ربّك في خدمتك. فرح الأخذ أن تدّخر لصحّتك. وفرح العطاء أن ترى لصحّة المريض الفقير الآن وأنت قادر. مَن يعتني بك غداً؟ أمر من أمرين يحدثان أو ثلاثة. لا تمرض بعد لأنّك تكون قد سدّدت فاتورتك على المرضى المساكين. عليهم أنفقت مالك وهم ينفقون عليك صحّةً بطلباتهم إلى الربّ الإله من أجلك. وقد تُشفى بصلاة الكنيسة. العطاء يجعلك تمتصّ صلاة المؤمنين والكهنة والأساقفة والرهابين بيسر. وقد يرسل لك السيّد الربّ أحد قدّيسيه أو ملائكته ليشفيك. لأنّك أعطيت فلا يمكن إلاّ أن تُعطى. تأخذ الآخرين على عاتقك فيأخذك ربّك على عاتقه. فرح الأخذ أن تمدّ لنفسك وأصدقائك مائدة من أطايب المأكول والمشروب. تفرح بتكريم الناس لك ويفرحون بتكريمك لهم وتقول لنفسك: يا نفس كلي واشربي وافرحي لأنّ لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة (لو 12: 19). وفرح العطاء أن تبحث عن الجائع لتطعمه والعريان لتكسوه والعطشان لترويه والغريب لتأويه، ولا يطيب لك طعام لا يشاركك محتاج فيه ولا لباس لا يكون للعراة فيه نصيب ولا شراب لا يرتحل معه ذهنك إلى ظمآن وتبادر إليه ولا منزل يضمّك ولحاف يدفئك والمشرّد في العراء. كيانك يبقى جائعاً إلى أن تكسر الخبز لخاوي البطن. كيانك يبقى بارداً إلى أن تُلبس المنسيّ. كيانك يبقى لاهباً لماء البَرَكة إلى أن تفتقده. كيانك يقيم كما في صحراء إلى أن تأوي بعض المشلوحين في الأرض. محبّ الأخذ يبحث عن ملء بطنه ومحبّ العطاء عن ملء كيانه. الأول يمتلك عدماً والثاني يمتلئ بَرَكة. وكيان الإنسان برأه الله على صورة البَرَكة. لذا لا شيء غير البَرَكة يشبع الإنسان. إيليا بأكلة واحدة شبع وسار أربعين يوماً لم يأكل فيها شيئاً، والغني الذي أثمرت كورته بقي جائعاً إلى أهراء أكبر. محبّ الأخذ يذهب رزقه فلا يبقى له غير الجوع. ومحبّ العطاء يغادر أرزاق الدنيا ويأخذ معه ما يكون قد أعطاه. الأول يُعدّ نفسه بالأخذ للجحيم والثاني يُعدّ نفسه بالعطاء للفردوس. الأول أدمن فراغ الكيان والأخير ملء الكيان. ليس الجحيم من ابتداع الله ولا الفردوس. نعمة الله تملأ الكل. فقط كيان الآخذ ليس مروضاً على اقتبال النعمة لذا يكون في النار الأبديّة وكيان المعطي تستوطن فيه النعمة فيكون في العزاء الأبدي. هذا يقولون إنّه الفردوس وذاك يقولون إنّه الجحيم. كلاهما، عملياً، يصنعه الإنسان لنفسه، رغم أنّ الله ممتدّ للآخذ والمعطي سواء بسواء. قال محدّثي: جيء بطفل ألقاه ذووه عند باب مَن نذروا العطاء سيرة. كان الطفل بنصف قلب غير قابل في تقدير الأطباء للعيش. اتخذته إحداهن واعتنت بأمره. كان يُفترض أن يقضي نحبه في أيّام. عرضته على الطبيب. قال: بحاجة إلى جراحة صعبة مكلفة، وحظّه في الحياة قليل. اجتهدت وجمعت مالاً بنعمة الله وأُجريت له جراحة كلّفت أربعين ألف دولاراً أميركياً. نجحت العملية بنسبة لا بأس بها. قالوا: بعد سنتين بحاجة إلى عملية أخرى إذا عاش. عاش إلى السنتين. أُجريت له عملية جراحيّة أخرى. جُمع المال من بَركات الله، ممّن حرّك الربّ الإله قلوبهم. كلّفت أيضاً أربعين ألف دولاراً. نجحت بنسبة عالية. عاش الولد شبه طبيعي. بقي بحاجة إلى عناية دائمة. لما بلغ الخامسة جاء غنيّ لم ينعم بأولاد. رآه فقال: أتبنّاه! فقيل له عن حاله فازدادت رغبته في تبنّيه. أخيراً صار ابنه وهو الآن في مدينة في إيطاليا. هذا هو الفرح. هذا هو الفردوس على الأرض أن تمدّ نفسك إلى المائتين لتحييهم. هم يحييون، إذ ذاك، بك وأنت تحيا بالنعمة والفرح اللذين يبثّهما ربّك فيك. أقول هذا وفي ذهني ذاك الملياردير الذي وظّف أمواله بسوق البورصة فزادها أضعافاً فوق أضعاف. فلمّا هبطت البورصة مؤخّراً خسر كلّ ماله فذهب وألقى بنفسه أمام القطار السريع فمات لأنّه كان كما في جحيم. تُرى لو وظّف ما أضاعه سُدى في عطاء مساكين الأرض فكم كان ربحه ليكون وكم كان فرحه؟! كلّ شيء أعطاه ربّك للفرح وأنت جعلتَه للشقاء. ماذا ينتظرك بعد؟ إذا كان النور الذي فيكم ظلاماً فالظلام كم يكون ؟! |
||||
12 - 08 - 2014, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 5055 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمات في الحياة والروح الاب صفرونيوس (الابن الروحي للقديس سلوان ) بإزميله حجرية القلب ليشذب النتؤات منه ويشكله قلباً لحمياً على هيئة قلب الله .. يدفع بالاقدام المسترخية كي تتشدد وتمشي على دروب الخلاص. -" البشرية تتوجع بلا حد المنفذ الوحيد هو ان نجد في أنفسنا الحكمة والتصميم على أن لا نحيا بحسب حكمة هذا الدهر بل ان نتبع المسيح." -يجب ان لا نقارن انفسنا باي انسان كل واحد منا مهما كان صغيرا ، كبيرا أمام الله الأزلي، فالله يقيم مع كل فرد علاقة مميزة فريدة . -"احبب قريبك كنفسك" .لقد اعطي لي أن أعي هذه الوصية بشكل شجرة كونية ضخمة وجذرها آدم . وأنا لست سوى ورقة على أحد أغصان هذه الشجرة لكن هذه الشجرة ليست غريبة عني فهي قاعدتي واساسي وأنا أنتمي إليها... الصلاة لأجل الكون كله هي الصلاة من أجل هذه الشجرة بكليتها بمليارية اوراقها -احبتي، اخوتي افتحوا قلوبكم حتى يخط الروح القدس هيأة المسيح عليها هكذا تصبحون رويداً رويداً قادرين أن تقبلوا التجارب بفرح وهكذا الموت والقيامة .. -اليأس هو انتفاء الوعي أن الله يريد أن يعطينا الحياة الابدية . العالم يعيش في اليأس البشر يحكمون على انفسهم بالموت ، يجب علينا ان نجاهد بضراوة ضد السأم. -ان البشر لا يعرفون بانفسهم متى يخطئون ومتى لا يخطئون . فقط السيد والروح القدس يكشفان لهم هذا . في الفردوس عندما تكلم يسوع المسيح مع آدم رفض آدم ان يكون متهما ً" انت الذي اعطيتني هذه المرأة"وهي التي اعطتني ان اكل هذه التفاحة" دعونا نجتهد حتى لا نتهم الله. -فقط عندما ينيرنا النور الالهي، يسمح لنا برؤية خطايانا وبالصلاة شيئاً فشيئاً يبدأ قلبنا بوعي تأثيرات الأرواح المالئة الكون حولنا. -وبدل من أن نتقدم نرى بدقة متزايدة ، الاهواء التي تمتلكنا. ومن المفارقة ان هذا الشعور من عدم التقدم هو التقدم عينه . ومع اننا لا نكون قد عاينا النور الالهي غير المخلوق بعد فإننا نعاين خطايانا . -علينا أن نكون كثيري الحساسية لحاجات الآخرين هكذا نصبح واحداً وبركة الرب تكون معنا دوماً وبوفرة. -ليعطكم الله كلكم روح التوبة. ابكوا على خطاياكم .ابكوا حتى لا يجف قلبكم. -تكمن معطوبية القوانين لمحددة في انها تسكن ضمير اولئك الذين يطبقونها وتعطييهم شعور بانهم مخلصون .. هذا ساذج جدا. |
||||
12 - 08 - 2014, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 5056 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التوبة و المناولة عن كتاب " كلمات من القلب " للمطران سابا أسبر . بين الممارسة القديمة التي تقضي بعدم التقدّم من القرابين المقدّسة إلا في الأعياد الكبرى، أو تحدّد فترة طويلة بين مناولة وأخرى ، والممارسة الجديدة التي تطلب التناول المتواتر في كل قداس إلهي إن أمكن ، بات كُثر في تشويشٍ حول قضيّة الاستعداد والتهيئة لتناول جسد الرب ودمه .بدءاً لا بدّ من التذكير بأنّ القدّاس الإلهيّ يقام من أجل اشتراك المؤمنين بجسد الرّب ودمه وتالياً التعليم المسيحيّ يقضي بأن يشترك المؤمن في القداس الإلهي ، لا أن يحضر فقط ، وهذا يتم باشتراكه في المناولة المقدّسة . هذا الاشتراك هو اتّحاد المؤمن بالرب من ناحية ، واتّحاده بإخوته المؤمنين من الناحية الأخرى . لكنّ التعليم الكنسيّ يقضي أيضاً بأن يستعدّ المؤمن ويتهيأ للاشتراك في القدّاس الإلهيّ . وإلا فإنه يأخذ دينونة لنفسه على قول القدّيس بولس. هذا وقد رتّبت الكنيسة جملة ممارسات تساعد المؤمن على التهيئة اللائقة ، منها الانقطاع عن الطعام والشراب قبل الذبيحة الإلهيّة ، وتلاوة الصلاة الخاصّة بالاستعداد للمناولة ، والمعروفة بصلاة المطالبسي . ومنها ما هو أساس ولا غنى عنه أبداً كمصالحة من كان على خصام معه ، وإصلاح ما انقطع مع إخوته الذين آذاهم أو آذوه ، وممارسة سر التوبة والاعتراف من حين إلى آخر . هذا تنادي به الكنيسة لأنه يجب أن يكون علامة التوبة الدائمة المطلوبة من كلّ مؤمن، والتي تالياً وحدها تؤهله للتقدّم من الأسرار الطاهرة . أريد طرح أمرين ، أوّلهما سرّ الاعتراف الذي لا يمكن أن تكون للمؤمن توبة صحيحة من دونه . ألا يلفت النظر العدد الغفير الذي يتقدّم في كل قدّاس إلهي من الكأس المقدّسة ، مقارنة بالعدد الذي يتقدّم ولو لمرة واحدة في السنة ، من سر الاعتراف . لماذا يشارك المؤمنون دوماً في سر الشكر ، أي المناولة ، ولا يشارك أغلبهم في سر التوبة والاعتراف؟. الأمر الثاني هو الصوم أو الانقطاع عن الطعام والشراب قبل المناولة . لم تضع الكنيسة هذا الترتيب عبثاً وإنما لفائدة المؤمنين ويقضي الترتيب بأن يمتنع المؤمن عن أي طعام أو شراب منذ منتصف الليلة السابقة للمناولة . هذا يتضمن ألا يمضي المؤمن ليلته في السهر والاحتفال ، ومن أجل هذا منعت الكنيسة إقامة الأعراس ليلة السبت لأن الأعراس ترافقها ولائم وحفلات تمنع المؤمن من الاستعداد للمناولة المقدّسة في صباح الأحد . خلاصة الكلام: لا يجوز للمؤمن أن يمتنع عن الاعتراف كليّاً ، فليمارسه أقلّه في السنة، ولا يجوز له أيضاً أن يتناول أي طعام أو شراب قبل المناولة ، إلا ببركة من الأب الروحيّ في حال المرض . أرجو أبناءنا التقيّد بهذه التوجيهات من أجل بنياهم الروحيّ وخلاص نفوسهم. |
||||
12 - 08 - 2014, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 5057 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحــــــــــذر مــــــن : ؟ ؟ ؟ عن اليقظة ( الحذر ) والتدقيق في الأفكار والأقوال والأعمال : قال انبا بيمن : للشيطان ثلاثة عوامل قوية ( أسلحة يضغط بها ) : أولهما : الغفــــــلة ثانيهما : التهــــــاون أو الأهمال ثالثهما : الشــــــهوة ويضيف بقوله حيث تكون الغفلة يتبعها التهاون . ومن التهاون تنبع الشهوة ( الرغبة ) وبالشهوة يسقط الأنسان ( فعلآ ) ولو تيقظنا ( انتبهنا ) من الخطأ لن يأتي التهاون . وان لم نكن مهملين ( أي مجاهدين ) لن نغلب الشهوة . واذا لم يشته الأنسان ( فعل الخطية ) فأنه بمعونة المسيح لن يسقط أبدآ أحبـــــــــــائي : كثيرآ ما نغفوا ونتهاون ونهمل في حياتنا الروحية شاغلين أنفسنا بظروف الحياة وافكارنا مملوءة بالتدابير العالمية وهنا يجد الشيطان مكانآ في قلوبنا فيخفي عن أعيننا ما أعد لنا .... وما وهبه الله لنا وما نحن فيه من نعم .... هذه كلها تطمس العينين فلا تعود تري شيئآ ... بل يكون النور حولها والمخلص أمامها ومــــــــــع هذا لا تراه بل تبكي مع المجدلية وهي تصيح : أين المســــــــيح .... مع أنه كان أمامها بل يكلمها العين عندما لا تري .... والأذن حينما لا تسمع .... والقلب حينما ينغلق تدب الظلمـــــــــــــة في أعماق النفس وتقودها فلا تعود تري يسوع قائمآ معها وبجوارها ++ اخفي يارب عن عيني : حينما يضع الشيطان الغمامة علي عيوننا ++ اخفي يارب عن عيني : حينما أضع انا الغمامة بيدي أمام عيني ++ اخفي يارب عن عيني : حينما أدخل بارادتي في غمامة الخطية وتنحجب الرؤيا ++ اخفي يارب عن عيني : حينما أنصت الي الأشرار فيضعون البرقع على وجهي أنت ستر لي من الضيق تحفظني وبترنم النجاة تكتنفني |
||||
12 - 08 - 2014, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 5058 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحقّ
كلّ الناس يدّعي الحقّ. ولا واحد، إلاّ التائب، متى كان في الباطل، قال: "أنا في الباطل!" كل يتظاهر بالحقّ. كأنّه على حقّ. حتى إبليس يتجلبب بالنور، ادّعاءً، لأنّه يعرف أنّ مَن هم بإزائه قلّما يستسيغون، عن وعي، الإقامة في الظلمة. مشكلة الناس ليست أنّهم لا يريدون الحقّ بل أنّهم يحسبون الحقّ باطلاً والباطل حقّاً لأهوائهم. لذا قلّة تقيم في الحقّ الحلال وتثبت فيه. والسبب أنّ الحقّ مكلف. هذه الكلفة بالذات هي المحكّ. الثمن هو ما يحدّد ما إذا كان أحد في الحقّ أم في الباطل. لو كنتَ موظّف محاسبة، فقط إذا كنتَ متمسِّكاً بالأمانة لعملك، وإن سعى موظّف أرفع منك لأن يستميلك إلى اللعب بالأرقام، جنياً لربح حرام، وتهدّدك بتعطيل ترقيتك إن لم تفعل، فقط إذا ما ثبتَّ في الأمانة، ولمّا تبالِ، أقمت في الحقّ. قد تضغطك ظروفك. لك عائلة. ابنك في الجامعة. ابنتك بحاجة لأدوية مستديمة. عليك ديون ينبغي تسديدها في أوانها. وأنت بحاجة للترقية لتحصل على زيادة في المعاش. قد يخطر ببالك، تبريراً، أنّ كل الناس يغشّون ويكذبون أو أنّ صاحب العمل يستغلّك. كأنّك إن غششت انتقمت. مهما كانت الأسباب لا ما يبرّر الباطل تحت أي ظرف! كلّ إناء ينضح بما فيه. مهما كانت مكتسبات الحياة ثمينة يبقى الحقّ أثمن. وحده الحقّ يبرّر الوجود أينما كان وكيفما كان. مِن غير الحقّ مبرِّر وجودك وعملك كإنسان ينتفي. من دون ضياء الحقّ الإنسانُ تراب ورماد مجبولان بظلمة الأهواء. وقد تجد نفسك مكشوفاً. قد لا تكسب مادياً. قد تُطرَد من العمل لأنّ الموظّف الأعلى منك كلمتُه مسموعة ولا يتورّع عن تدبير المكائد لك ولغيرك. ماذا إذاً؟! للحقّ مصلوبيّته. لكنّك إن أعليتَ الحقّ وتمسّكت به وغِرت له تستنزل رحمات الله عليك. الحقّ، لدى الله، ولا أعنف في اختراق الحجب السمائية. الملائكة، أنفسهم، إذ ذاك، يأتونك خدّاماً. الخليقة كلّها، بنعمة ربّك، تصير رهن بنانك. هذا كلّه تختبره، تعيه أو لا تعيه، في سرّ القلب. أنت لا تعرف ماذا ينتظرك. أنت لا تسلك في الأمانة، في كل حال، لأنّك تنتظر من العليّ أجراً. هذه شيمة الأجراء. مثل هؤلاء لا يطول بهم المقام حتى يخوروا. الحقّ نَفَسٌ إلهي. ريح تنفخ في الصدر وتستقرّ في الكيان. تكون كالنار فيك إنْ عرفتَها. يصحّ عن الحقّ الإلهي ما قاله إرميا النبيّ ذات يوم: "إن قلتُ سأكفّ عن ذكره ولا أتكلّم باسمه بعد، صار كلامه في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي فأعياني كتماني وعجزت عن كبته" (20: 8 - 9). لذا الحقّ هو القيمة. هو المكافأة إن سلكتَ فيه والضنكُ إن خالفتَه بعد ذوق. الطوبى تلقاها في مستوى الكيان أولاً. ثمّ، إلى الحقّ، بعد أن تكون قد أعطيت للحقّ كل الحقّ، يعطيك ربّك كل ما تحتاج إليه زيادة. يتّخذك بالكامل. يتعهّدك. فقط إذا آمنت تعاين مجد الله. ما لم تره عين ولم يخطر في بال إنسان ما أعدّه الله للذين يحبّونه. هنا وهناك! لا تظنّ أنّ ربّك يعدك فقط بما هو هناك، ما بعد الحياة على الأرض، بل يعطيك ما هو هنا أيضاً، برهاناً على صدقيّته وعلى ما هو هناك. ليس إلهك منظِّراً. واقعية الله، حسّياً وروحياً، أعمق وأرسخ من كل واقعية. تأخذ مائة ضعف، حلالاً، في هذا الدهر، بالبركة، وفي الدهر الآتي حياة أبدية. لا تخف! كل حاجاتك مأخوذة في الاعتبار سلفاً عند ربّك. الخوف إن استسلمتَ له أذبل فيك الإيمان وقتل عمل الله. إيمانك بالله لا ينفعك إن لم تجسّده في محبّة الحقّ، في الإخلاص للحقّ، في الغيرة للحقّ، في الاعتراف بالحقّ كيفما أتاك، في التضحية من أجل الحقّ. لا الصوم ولا الصلاة ينفعانك إن لم تسلك في الحقّ كل يوم. الصوم والصلاة ينفعان طبعاً، ولكنْ في الحقّ لا في الباطل أو في أنصاف الحلول، أي إذا ما كنت أميناً للحقّ بالكامل، في مسعاك. على هذا، المحكُّ في الحقّ أن تتمسّك به مهما كلّفك. إرميا النبيّ عظّمه ربّه لأنّه لم يحد عن كلمة الحقّ قيد أنملة لينجّي نفسه. هدّده مواطنوه، رجال عناثوث. ألقاه الرؤساء، بموافقة الملك، في جبّ موحل ليموت. عنّفوه فكانت كلمة الحقّ فيه أعنف. رغم كل شيء لم يلن ولا تراجع. كلمة الربّ له كانت هذه: "لا تخف من حضرتهم... ها أنا قد جعلتكَ قويّاً... لتجابه كل أهل الأرض... فيحاربونك ولا يقهرونك لأنّي أنا معك" (1: 17 ? 19). هذا الكلام، بإرميا، هو لكل مَن ثبت في الحقّ. ويوحنّا السابق المجيد شهِد له الربّ بأنّه أعظم الأنبياء لأنّه امّحى بإزاء الحقّ. قال لهيرودوس قولة، وثبت عليها حتى الموت: لا يحقّ لك أن تكون لك امرأة أخيك. ودفع الثمن. سجنه وقطع رأسه. ماذا إذاً؟! الأهم أنّ رأس الحقّ بقي مرفوعاً فيه ورأس الباطل انقطع في هيرودوس. هكذا جعل روح الربّ يوحنّا لنا معلّماً على مدى الأجيال، فيما قضى هيرودوس في باطله. الحقّ يستأهل! أنت محبّ للحقّ إن تفوّهت به في أحلك ظرف، في وجه الغنيّ ولما تخشَ خسراناً. "لتكن فضّتك معك للهلاك..." (أع 8: 20). أنت محبّ للحقّ إن جاهرتَ به في حضرة المقتدر ولما تبال حرماناً من حظوة أو انتقاماً. أنت محبّ للحقّ لو تمسّكت به وسخر الناس منك أجمعون وقالوا عليك: "غبي، جاهل!" حين يأتيك الحقّ ولا تؤدّي عنه ثمناً من لحمك يكون، بالأكثر، في معرض الهوى والباطل! ولا تحسب الحقّ أن تتكلّم في الإلهيات أو تتعاطاها وحسب. حتى إن لم تعرفْ يسوع وجهاً لوجه يعرفك. فلو عرفت الحقّ دنوتَ منه. في أي مجال كنتَ، في أية بيئة، في أي زمان، لا فرق. قريباً مما هو، في الاعتبار، الكنيسة، أو بعيداً. ما دمت تتعاطى الحقّ فأنت من يسوع على قاب قوسين وأدنى. في الاجتماع، في السياسة، في الاقتصاد. في كل قطاع. ومتى تجلّى لك عرفته لأنّه فيك وأنت لا تدري. وحده الحقّ يبرّر ويغفر الخطايا لأهل السياسة. ولو زادت خطاياهم على رمل البحر في سابق عهدهم، إن أتوا إلى معرفة الحقّ وقالوه واستماتوا من أجله ولمّا يخشَوا طغياناً أو إرهاباً فإنّهم يمسون آنية لروح الربّ، في عداد الأنبياء بمعنى. لكنْ، حاذر! هذا لا يقبل الزيغ. سهل أن ترائي. سهل أن تقدّم في السرّ أو في العلن أنصاف حلول. لكنّك، في حقيقتك العميقة، إن تمسّكت بالحقّ بأمانة، بغير مواربة، سرى فيك نَفَس يسوع. أوليس هو الحقّ؟ أوليس كل حقّ إليه؟ بارتشافك الحقّ، بشوقك إليه، بسعيك، بأمانتك تستدعي السيّد. ولو كنتَ لا تعرف من الإنجيل ولا كلمة يصير فيك قُبسٌ من الإنجيل ما دام الإنجيل خارجاً من فِيه يسوع وأنفاسه. السيّد، إذ ذاك، مبلِّغك الكلمة، بالأكثر، بطريقة أو بأخرى. هو يبثّ فيك حضوره الفائق على الكلام حتى بلا كلام! واعلم أن مصلوبية الحقّ، في هذا الدهر، مردّها أن أكثر الناس، ولو كان لهم، بالفطرة، إحساس بالحقّ فإنّهم مؤثرون أهواءهم ولا يستسيغون الحقّ بعدُ. لذلك الحقّ على الأكثرين ثقيل. يحاولون، أبداً، أن يقمعوه، أن يشوِّهوه، ليوافق مراميهم. لذا المتمسّكون بالحقّ يُضطهَدون. لا بدّ للحقّ، في هذا الدهر، من أن يبقى مظلوماً. لكنّه باق علامة حياة، علامة ضمير. له دائماً شهود حتى في أحلك الظروف. لم يترك الله أمة، ولا في زمن، بغير شاهد. الحقّ يأتيك التماعات. وحسب الشهود أن يشهدوا بغير عنف، بالكلمة، بالموقف، بالاحتجاج، بكل تعبير يبلِّغ الرسالة ولا يقمع أحداً بالقوّة. القوّة، في هذا الدهر، تقتل الحقّ. الحقّ خروف أبداً. ذبيح. يُذبَحُ ولا يَقتل. لأنّه يحبّ. حتى عدوّه يحبّه. لا يحضر الله في الزلزلة بل في النسيم العليل. وحده الحقّ يخاطب القلب همساً وسرّاً. فيما عداه كل هوى يأتيك إرهاباً. الحقّ تقبله والعنف ترضخ له. الحقّ باق لأنّه الأدنى إلى قلب الإنسان، بل في القلب، والعنف تسلّط من الخارج يزول متى زالت أسبابه. لذا كان الحقّ، في الوجدان، إلى الأبد. "هذا هو حَمَل الله الرافع خطيئة العالم!" |
||||
12 - 08 - 2014, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 5059 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحبوا أعدائكم " أما أنا فأقول لكم " أحبوا اعداءكم وصلوا لأجل الذين يسئون إليكم " ( متى 5 : 44 ) ينبغى علينا أن نقاوم الدفاع الذى يدفعنا إلى الرد على من آذانا بأن تكيل له بنفس الكيل ، ولكن هل يتضمن هذا محبة له ؟ هل تستطيع أن تحب عند الطلب ؟ يأتى أمر يسوع لتلاميذه بأن يحبوا اعداءهم مباشرة بعد كلماته " سمعتم أنه قيل ، تحب قريبك وتبغض عدوك " ( مت 5 : 43 ) . أن عبارة تحب قريبك اقتباس من شريعة العهد القديم ؛ إنها جزء مما أشار إليه يسوع فى مكان آخر على أعتبار أنه ثانى الوصيتين العظميين : " تحب قريبك كنفسك " ( لا 19 : 18 ) . قال يسوع ( مت 22 : 36 ـ 40 ) إن كل من الناموس والأنبياء يتعلق بهذه الوصية وقرينتها ، " تحب الرب إلهك من كل قلبك .. " ( تث 6 : 5 ) ، التى دعاها " الوصية الأولى والعظمى " . ولكن الوصية بالحقيقة لا تتابع فتقول " تبغض عدوك . " غير أنه إذا كان علينا أن نحب أقرباءنا فقط ، وحددت كلمة " أقرباء " بمعنى ضيق ضيق نوعان ماء فربما يأتى من يجادل بالقول إننا أحرار فى أن تبغض من هم ليسوا اقرباءنا . لكن يسوع قال " لا تفعلوا هذا ؛ أحبوا أعداءكم كما تحبون أقرباءكم. " ثمة صعوبة تكمن فى الجوانب العاطفية التى تقترن بها كلمة " محبة " بالنسبة لكثيرين منا . إن المحبة التى يتحدث عنها الناموس والإنجيل على سواء هى موقف عملى جدا : " لا تحب بالكلام ولا باللسان[ فقط ] بل بالعمل والحق " ( يوحنا 3 : 18 ). إن المرء يعبر عن محبته للقريب بمد يد العون إليه عندما يكون فى حاجة إليها يقول يسوع ، " هذا هو الصواب قدم لعدوك يد العون عندما يكون هو فى حاجة إليها ، إن مشاعرك تجاهه ليست بالأمر المهم " . لكن إذا اعتقدنا أنه ينبغى علينا أن نطور مشاعر اكثر مسيحية نحو عدو . يدلنا يسوع على الطريق حين يقول " صلوا لاجل الذين يضطهدونكم " أولئك الذين وضعوا هذه الوصية موضع التطبيق يؤكدون لنا أن الاستمرار فى الصلاة لاجل شخص لاتحبه مهما كان البدء بذلك ضد ميلك الفترى فأنه سيحدث تغيير فى الموقف جديراً بالملاحظة يقتبس الالكسندر هويت من مفكرة قديمة اعترافات رجل كان يتشارك فى البيت نفسه والمائدة نفسها مع شخص كان يرى ان لا يطاق فابتداء يصلى لاجله إلى أن تمكن أن يكتب : فى الصباح التالى وجدت من السهل أن أكون مهذباً بل كريماً مع جارى وشعرت أمام مائدة الرب اليوم أنه سيأتى بالتاكيد اليوم الذى فيه احبه أن خير طريق لتدمير عدو هو تحويله إلى صديق ويقول بولس " لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير " ( رو 12 : 21 ) ويؤكد هذه النقطة بقتباس من امثال 25 : 21 - 22 إن جاع عدوك فاطعمه وأن عطش فاسقيه لانك أن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه 0 مهما كان معنى لهذا المثل بالاصل فإن بولس يكفيه لاغرضه بحذف العبارة المتعلقة بالذات والتى تتبع ما اقتبسه : " والرب يجازيك " جمر نار بحسب هذه القرينه قد يعنى الاحساس بالخجل الذى سيحدث لدى العدو ويؤدى إلى تغيير فى القلب من جانبه أيضاً لكن اولاً جازاه خيراً ودع المشاعر فستأتى فى وقتها |
||||
12 - 08 - 2014, 03:31 PM | رقم المشاركة : ( 5060 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الدخول إلى العمق " رأوا أعمال الله وعجائبه فى العمق " ( مز 107 : 24 ) + طالب الرب يسوع القديس بطرس بأن يدخل بسفينته إلى أعمق مكان فى بحيرة طبرية ، وأن يلقى الشبكة هناك ( لو 5 : 4 ) ، فالأسماك ، غالباً ما توجد فى العمق . + والمعنى الرمزى للدخول للعمق ، هو تعمق الإنسان فى كل أمور حياته العملية والروحية ، وفى الفضائل وفى الإيمان ، ووسائط النعمة والحكمة ، فالجواهر واللآلئ والمعادن الثمينة توجد دائماً فى عمق البحار والمحيطات . + فالتعمق في محبة الله :يكون بالتأمل في صفاته، وعمله العظيم معنا، وقراءة كلماته، وعبادته بحب وشكر دائم. +والعمق في الصلاة: صلاة بحب وليست كتقضية واجب (فرضاً على الإنسان ) . * " من الأعماق صرخت إليك يارب ..... " (مز13: 1 ) . * " من عمق قلبي طلبتك" ( مز119) . + والعمق في الصوم: ليس مجرد الأمتناع عن أطعمة معينة ، ولكن التدريب على ترك الخطية المحبوبة، والتدريب على اكتساب فضيلة جميلة ومرغوبة ومحبوبة. + والعمق في القراءات والتأملات الروحية: ليس معناه العمق في كثرة ما نقرأ، ولكن في فهمه وحفظه في القلب وتنفيذه بحب. + والعمق في العطاء : ليس المهم مقدار ما تعطي، وإنما بحب وبنية صالحة وبعمق المشاعر التي تعطي. والعطاء بفرح وبشكر، وعطاء كل شيء حتى النفس الآخير (كالشهداء) ، والعطاء في الخفاء ، والعطاء حتى للأعداء المحتاجين ، والعمق في العطاء وبتكريس القلب والفكر لله. + والعمق في الخدمة: في أماكن بعيدة ومتعبة ( 2كو6: 11) كالقرى والأماكن العشوائية..... + وكثيرون يعيشون على هامش الحياة الروحية ، فلا يعرفون سوى القشور ، عن العبادة أو الطقوس ، وتكون حياتهم الروحية فاترة وغير مثمرة ، لأنها غير عميقة فى النعمة . + وكان المتوحدون والسواح يتركون الأديرة العامرة إلى التعمق مع الله ، فى جوف الصحراء ، حيث الهدوء والوحدة والسكون ، وعمق التأملات ، والصلوات والأصوام ، والقراءات العميقة ، التى تلذ النفس المتمتعة بالتحليق مع الله فى سماه . + ويدعونا الله إلى ضرورة الإرتواء من مياه الأعماق الصافية ( حز 34 : 18 ) ومن الماء الحى ( العذب ) الذى يروى العطاش مجاناً !! ، ويرمز لكلام الله النقى ، وعمل الروح القدس بالنفس . + والنفس المتضعة ، كلما انحدرت لأسفل فى انكسار وتذلل ( عمق الإتضاع ) ، كلما زادت فى إتضاعها ، وشدد الرب من تمسكها به ، وثبتها فيه وهو فيها ، كالشجرة التى تمتد جذورها فى الأرض فتثبُت أمام العواصف ( عُمق الحياة الروحية يساعد على احتمال التجارب الصعبة ) . + ويقول لنا رب المجد يسوع : " كل من يأتى إلىّ ، ويسمع صوتى ( يُطيع كلامى ) يُشبه إنساناً بنى بيتاً ، وحفر وعمق ، ووضع الأساس على الصخر ( المسيح ) ، أما الذى يسمع ولا يعمل ( بالوعظ ) ، فيُشبه إنساناً بنى على الأرض ، بدون الأساس العميق ، فصدمه النهر ( الفيضان ) ، فسقط حالاً " ( لو 6 : 48 ?- 49 ) . وهو يحدث دائماً للأسف فى العالم . + فتعمق ( يا أخى / يا أختى ) فى كنوز النعمة ، تجد بركة وحكمة ، ويرضى الله عن عملك ، وتكون بركة لمن حولك , آمين |
||||