منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 09 - 2021, 10:28 AM   رقم المشاركة : ( 50531 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وفي الخدمة نراعي أمرين: محبة الخدمة، وروح الخدمة.
فمن جهة محبة الخدمة، يحب الشخص أن يعين كل من هو في حاجة، ولا يستطيع أن يقوم بنفسه. ومع محبة القلب لكل المحتاجين والاستعداد لمعونتهم، قد يوجد تخصص في الخدمة: فهناك من يجد لذة في خدمة الأيتام بالذات، وإعطائهم ما فقدوه من حنان الأبوة أو الأمومة. وهناك من يجد لذة في خدمة المرضي، أو العجائز، أو المسنين، أو أطفال الحضانة، أو المصدورين، أو العائلات الفقيرة، أو الطلبة المتغربين، أو الفتيات المعرضات للضياع أو للانحراف..
 
قديم 13 - 09 - 2021, 10:30 AM   رقم المشاركة : ( 50532 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




محبة الخدمة تلازمه في بيته وفي عمله، وفي كل مكان.
إن جلس علي المائدة ليأكل، يطمئن أن الجالسين معه لا ينقصهم شيء، فيحضر لهذا كوب ماء. وبقرب من ذاك الملح أو الخبز.. وإذا انتهي الطعام يساعد في ترتيب المائدة وحمل الأواني، ولا يتركها ثقلًا علي الوالدة أو الأخت أو الزوجة. كذلك إن قام من فراشه، يرتبه، وإن خلع ملابسه، لا يتركها مبعثرة هنا وهناك في انتظار من يجمعها.
لأن هناك من له خطأ مزدوج: فهو من ناحية لا يخدم غيره. ومن ناحية أخري يترك نفسه ثقلًا علي الآخرين ليخدموه.
 
قديم 13 - 09 - 2021, 10:30 AM   رقم المشاركة : ( 50533 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الخادم الحقيقي إنسان حساس نحو احتياجات الناس: يجلس ويدرس ويتأمل، ماذا يحتاج غليه الغير، وكيف يدبر لهم احتياجاتهم. وهذا أيضًا هو عمل الراعي النشيط والخادم الروحي الناجح، الذي يدرس ما يحتاج إليه الناس، يدبر المشروعات والأنشطة التي تفي بكافة احتياجاتهم روحية ومادية، دون أن يطلبوا منه ذلك.
 
قديم 13 - 09 - 2021, 10:31 AM   رقم المشاركة : ( 50534 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كثير منا من ينتقد الآخرين، وقليلون من يهتمون بإصلاحهم.
النقد سهل يستطيعه كل أحد. ولكن إصلاح هؤلاء المخطئين، هو العمل الروحي، المملوء من المحبة العملية، النافع للملكوت، لأنه لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي.
سهل أن تطرد ولدًا شاذًا من فصلك. والمطلوب إصلاحه.
ولا شك أنها خدمة عميقة ولازمة، أن يتفرغ البعض لخدمة الأطفال والطلبة الشواذ. ما أعظم أجر هذه الخدمة عند الله! ما أجمل أن تخدم الأماكن التي لا يوجد فيها اسم المسيح علي الإطلاق، أو أن تخدم الذين يسخرون من الدين والتدين! أو الذين لا يخدموا الكنيسة قبلًا، ولا يريدون..
 
قديم 13 - 09 - 2021, 10:32 AM   رقم المشاركة : ( 50535 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




غالبية الخدام يبحثون عن الخدمة السهلة المعدة، وأن يدخلوا علي ما لم يتعبوا فيه، ويبنوا علي أساس وضعه آخر.. أما المجاهدين الكبار، فهم الذين يتعبون في تأسيس خدمات غير موجودة، ولا مانع أن يدخل خدام آخرون علي تعبهم.. فهكذا فعل السيد المسيح، وترك لنا مثالًا لنعمل. قال الرب: الحصاد كثير، والفعلة قليلون. أطلبوا من رب الحصد أن يرسل فعلة لحصاده. وفي كل مكان نجد هذا الاحتياج. ولعلنا نقول: كان الفعلة قليلين في ذلك الزمان يا رب. أما الآن فلنا عشرات الآلاف من الخدام يعملون في كرمك. فهل مازالت تنطبق علينا عبارة "الفعلة قليلون"؟!
نعم. الفعلة الذين لهم قوة الروح في الخدمة قليلون.
أقصد الفعلة الذي يعمل فيهم روح الله بقوة، الذين لخدمتهم تأثيرها العميق وثمرها المتكاثر. لا شك في أن هؤلاء قليلون. فالمسألة ليست مسألة عدد، وإنما المهم هو وجود الخدام الذين لهم فاعلية وتأثير، وقوة وروح. الذين في أفواههم كلمة الرب الحية الفعالة.
 
قديم 13 - 09 - 2021, 10:33 AM   رقم المشاركة : ( 50536 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إن الاثني عشر لم يبدأوا الخدمة إلا بعد أن حل الروح القدس عليهم ونالوا قوة (أع 1:8)، ولبسوا قوة من العالي (لو 24:49). حينئذ "إلي أقاصي المسكونة بلغت أصواتهم "وفي كل الأرض خرج منطقهم" (مز 19: 4).. إسطفانوس الشماس، لأنه كان مملوءًا من الروح القدس والحكمة، لذلك لما وقفت أمامه ثلاثة مجامع فلسفية "لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به" (أع 6: 10). وبفاعلية عمل الروح في العصر الرسولي "كانت كلمة الرب تنمو، وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا في أورشليم.." (أع 6: 7) "كان الرب كل يوم يضم إلي الكنيسة الذين يخلصون" (أع 2: 47) "والكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة، كان لها سلام، وكانت تبني وتسير في خوف الرب. وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر" (أع 9: 31).
أما نحن فلنا عشرات الآلاف من المدرسين، ولكن الخدام العاملين بالروح قليلون..
 
قديم 13 - 09 - 2021, 10:34 AM   رقم المشاركة : ( 50537 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تأملوا خادمًا واحدًا مثل بولس الرسول.. لاشك أن اختياره كان حادثًا خطيرًا في الكنيسة. لقد تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10). وتألم وجاهد أكثر من الكل "عدا الاهتمام بجميع الكنائس "وغيرته التي يقول فيها "من يعثر، وأنا لا ألتهب؟!" (2 كو 11: 28، 29). هذا الذي دعي "رسول الأمم". ووصلت خدمته من أورشليم إلي أنطاكية إلي قبرص، ثم إلي آسيا الصغرى وبلاد اليونان، وإلي رومه.. وكتب 14 رسالة، وكرز وهو في السجن.
أننا مستعدون أن نستغني عن عشرات الآلاف من الخدام الذين معنا، في مقابل بولس واحد..
وستكون خدمته أكثر فاعلية من الآلاف.. ربما نجد في أحد فروع الخدمة خمسين خادمًا، ولكن بلا حرارة في خدمتهم. ثم يلتحق بالخدمة خادم جديد، فيحول الخدمة إلي لهيب نار بقوة الروح الذي فيه.. إن ألسنة النار التي حلت علي التلاميذ في يوم البندكستي، أعطتهم لسانًا ناريًا وكلمات نارية، وخدمة لها لهيب وفاعلية، وحرارة في الروح، وحرارة في الصلاة، وحرارة في الحركة والأسفار..
إنها جمرات نار، ظل العالم يتقاذفها، حتى أشتعل العالم كله نارًا، ألهبت القلوب بالإيمان..
 
قديم 13 - 09 - 2021, 10:35 AM   رقم المشاركة : ( 50538 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أنظروا ماذا فعل أوغسطينوس مثلًا، حينما دخل في محيط الخدمة..
وكيف أن تأثيره لم يقتصر فقط علي جيله، وإنما حتى الآن مازلنا نستفيد من تأملاته.. وتادرس تلميذ باخوميوس، لما صار راهبًا، كم كان أعمق التأثير الذي أحدثه في الحياة الرهبانية في جميع الأديرة. وكذلك يوحنا القصير الذي قيل عنه إن الإسقيط كله كان معلقًا بإصبعه..
حقًا، هناك أشخاص في كل جيل، مميزون في خدمتهم. خدام من طراز خاص. كل منهم "مُعْلَمٌ بين ربوة" (نش 5: 10)
 
قديم 13 - 09 - 2021, 10:36 AM   رقم المشاركة : ( 50539 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فلنا خدام يخدمون الفصول العادية. ولكن الذين لهم قدرة علي خدمة اجتماعات الشبان والشابات، والأسرات الجامعية، وإعداد الخدام، أو الذين يتكلمون في مؤتمرات الخدمة. فلا شك أنهم قليلون..
والعجيب، أنه علي الرغم من احتياج الخدمة، نجد خدامًا يتشاجرون ويتنافسون في مكان للخدمة، تاركين ميادين عديدة غير مخدومة.
في تشاجرهم وتنافسهم، لا يعطون مثالًا عن روحانية الخدام، بل يكونون عثرة، إذ يفقدون روح المحبة والتعاون وإنكار الذات. وفي نفس الوقت توجد مجالات عديدة تستوعب كل طاقة مستعدة للخدمة، وهم يتجاهلونها، من أجل محبتهم لمكان أو وضع بالذات، دون محبة النفس البشرية أينما كان موضعها..
 
قديم 13 - 09 - 2021, 10:40 AM   رقم المشاركة : ( 50540 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,460

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مجالات وقوة ومميزات الخدمة الروحية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مجالات الخدمة الروحية



إننا لو أحببنا النفوس المحتاجة في كل مكان، ما تنافسنا مطلقًا على خدمة. فالميادين واسعة. والخدمة بذل وليست تنافسًا.
الذي يتنافس في الخدمة، إنما تهمه ذاته وليس الخدمة. فإن كانت الخدمة تشغل كل قلبه، فإنه يعمل على نجاحها بأية الطرق، وعلى يد أي شخص غيره. فالمهم هو نجاح الخدمة.
والذي يحب الخدمة، لا يشكو إن ثقلت أعباؤها عليه.
بل هو على العكس يفرح بنمو الخدمة، ويجد لذة في أن يحمل أثقال الناس، كما حمل المسيح أثقال العالم كله. ولذلك فإن هذا الخادم لا يرفض أية خدمة تعرض عليه، ولا يفضل خدمة على أخرى، فيقبل هذه ويرفض تلك.‍.
لأن هنا يبدو المزاج الخاص، وليس الاهتمام باحتياج الآخرين إن الخدمة تتسع للجميع. كل من يريد، يجد مجالًا.
ما أجمل أن نجد مجالًا في الخدمة للأشخاص الفاضلين الذين ‍"يحالون إلى المعاش" مستفيدين من وقت الفراغ الذي لهم، ومن وقار السن، ومن خبرة الحياة، ومن مواهبهم ومقدراتهم المتعددة. كما أن الخدمة تعطيهم حيوية ونشاطًا، وتشعرهم بأن رسالتهم في الحياة لم تنته، وأن الكنيسة والمجتمع لا يستغنيان عنهم. فالخدمة تستفيد منهم، وهم أيضًا يستفيدون منها.
كذلك توجد مجالات واسعة لخدمة النساء في الكنيسة.
سواء في مدارس الأحد، أو الخدمة الاجتماعية، أو الإشراف علي نظافة الكنيسة، وعلي تنظيم النساء فيها.. والمرأة يمكن أن تكرس للخدمة، وتعمل عمل الشمامسة. وفي هذا المجال يمكن أن تشرف علي خدمات معينة، مثل دور الحضانة، وخدمة المشاغل، وترتيب النساء في التناول، وأثناء المعمودية. كما تخدم في افتقاد العائلات، وفي زيارة المرضي، وفي مجال العزاء، وفي الإشراف علي بيوت الطالبات، وعلي بيوت المغتربات..
حقًا كما قال الرب: في بيت أبي منازل كثيرة.
ليس فقط في البداية، وإنما علي الأرض أيضًا، يوجد منازل ومنزلة لكل أحد في بيت الله..



مميزات الخدمة الروحية


1- حرارة الخدمة والتهابها:
إنها الخدمة الباذلة التي لا تقف عند حد.. مثلها قول الرسول "إذ الضرورة موضوعة علي، فويل لي إن كنت لا أبشر.. استعبدت نفسي للجميع، لأربح الكثيرين.. صرت للضعفاء كضعيف، لأربح الضعفاء. صرت للكل كل شيء، لأخلص علي كل حال قومًا".. (1كو 9: 16 – 22).
2- الافتقاد في الخدمة:
آباؤنا الرسل لم يؤسسوا خدمات ويتركوها بلا متابعة. بل علي العكس، كانوا يتابعون خدمتهم ويفتقدونها بشتى الوسائل: بالرسائل، بتلاميذ من قبلهم، كما كان بولس يرسل تيطس أو تيموثاوس، وكثيرًا ما كانوا يفتقدونهم بزيارات خاصة، كما قال القديس بولس عبارته المملوءة محبة "لنرجع ونفتقد أخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم" (أع 15: 36).
3- خدمة مملوءة بالروح القدس:
وما أجمل قول الكتاب في ذلك "وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع. ونعمة عظيمة كانت علي جميعهم" (أع 4: 33). من طبيعة الخدمة الروحية أنها قوية، لأنها بالروح.. ولأن كلمة الرب "حية وفعالة، وأمضي من كل سيف ذي حدين.." (عب 4: 12). ولذلك فإنها "لا ترجع فارغة، بل تعمل كل ما يسر الرب به، وتنجح فيما يرسلها له (أش55: 11).
4- خدمة مملوءة حبًا:
السيد المسيح "أحب خاصته.. حتى المنتهى" (يو 13: 1). وبنفس الحب خدمة الرسل. فلم تكن مجرد خدمة رسمية..



قوة الخدمة


إن قوة الخدمة تكمن في عمق تأثيرها، وليس في كثرة المخدومين.
ليس المهم عدد السامعين، بل عدد التائبين منهم.
نعم، قوة الخدمة ليست في عدد التلاميذ، إنما في عمق الإيمان الذي فيهم.. إن العظة قد يسمعها عدد كبير من الناس. ولكننا لا ندري كم هم الذين تأثروا بها، وكم هم الذين حولوا هذا التأثير إلي حياة. وتحسب قوة العظة بمقدار الذين حولتهم إلي الحياة مع الله. واجتماع الخدام لا تحسب قوته بعدد المحاضرات أو الخدام الحاضرين.
إنما قوة اجتماع الخدام هي في عدد ما ينتجه من المكرسين.
والكنيسة التي لا تقدم مكرسين للخدمة، أو للكهنوت أو للرهبنة، بلا شك خدمتها ضعيفة. لأن الخدمة القوية هي خدمة ولود.. وهناك ملاحظة، وهي أن الخدمة قد لا تأتي بنتيجة سريعة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
ولكنها لابد أن تأتي بنتيجة، ولو بعد حين..

القديس بولس الرسول بكل عظمته الروحية، وبكل قوته في الخدمة: لما تكلم في أثينا عاصمة اليونان استهزأوا به، وتهكموا عليه قائلين "ماذا يريد هذا المهزار أن يقول؟!" (أع 17: 18).. ولم يخرج بنتيجة إلا بشخص واحد هو ديونسيوس الأريوباغي الذي صار أسقفًا لأثينا فيما بعد.. ولكن ما لبثت أثينا أن صارت كلها مسيحية بعد حين. السيد المسيح كانت له خدمة عامة وسط الجموع والآلاف. وكانت له أيضًا خدمة وسط سبعين رسولًا.
ولكن كانت هناك خدمة مركزة وسط الاثني عشر. وهذه ظهرت قوتها العظيمة في نشر الإيمان.
هؤلاء الذين لا قول لهم ولا كلام، إلى أقصي المسكونة بلغت أقوالهم (مز 19). وعلي أيديهم كان ملكوت الله قد أتى بقوة.. ومعهم أيضًا كانت القوة التي عمل بها القديس بولس بحسب النعمة الممنوحة له. هذا الذي قال "قد تعبت أكثر من جميعهم. ولكن ليس أنا، بل نعمة الله العاملة معي" (1 كو 15: 10). أتذكر إنني حينما كنت طالبًا في الكلية الإكليريكية، وكانت دفعتنا خمسة طلبة، أن وقف أحد الأساتذة في حفل التخرج وقال:
نحن لا ندرس خمسة طلبة في الكلية، وإنما خمس مدن.
كان يعتبر كل طالب منا مدينة، أي أنه بعد التخرج سيتكرس خادمًا للرب يتولي رعاية إحدى المدن. وللأسف لم يتكرس من دفعتنا سوي طالب واحد.. نعود إلي خدمة الآباء الرسل فنقول إن خدمتهم لم تكن تقاس بعدد الذين يسمعونهم، وإنما يقول الكتاب في ذلك:
"وكان الرب في كل يوم يضم للكنيسة الذين يخلصون" (أع 2: 47).
نعم، الذين يخلصون، وليس كل الذين يسمعون.. هنا قوة الكلمة التي تفتح الطريق إلي الخلاص.. وهكذا عندما توليت مسئوليتي الحاضرة، بدأت بتقسيم الإيبارشيات لكي يكون كل أسقف مسئولً عن منطقة محددة يستطيع فيها أن يخدم منطقة مركزة، تكون خدمته فيها قوية ومثمرة..

وقد كان.. في القديم كان المطارنة مسئولين عن إيبارشيات واسعة جدًا، لا يقوي المطران علي رعايتها كلها. أما الآن فكل أسقف يستطيع أن يزور كل مدينة وكل قرية في إيبارشيته، ويرعي الجميع..
ونفس الوضع نقوله بالنسبة إلى كل كاهن في كنيسته..
لم يكن صالحًا أن يكون أب كاهن وحده في كنيسته، يقوم برعاية عدة ألاف، يبلغون في بضع الكنائس خمسة عشر ألفًا أو أكثر. فكان لا بُد من سيامة كهنة جدد في الكنائس تتوزع عليهم الخدمة، فيقومون بها بجدية، يهتمون بكل فرد ويقودونه إلى حياة التوبة والنقاوة.
فليست قوة الخدمة في عدد التابعين لك، وإنما في عدد الذين توصلهم إلى معرفة الله ومحبته
بعض الطوائف قد يكثر عدد الحاضرين في اجتماعاتها، بسبب المعونات المادية التي تقدم لهم، بينما لا يكون الإيمان ثابتًا في قلوبهم، فإن توقفت المعونات، توقف الحضور إلى الكنيسة ‍‍‍!! فهل ندعو هذه خدمة؟!.
وهناك كنائس تهتم بالأنشطة وليس بالروحيات!!
فتجد في الكنيسة المشغل والمعرض لعمل السيدات، وتجد النادي للشباب، وبيتًا للمغتربين. وكذلك تجد بيتًا للمسنين، مع عدد آخر من المشروعات، دون الاهتمام بالحياة الروحية. ولكن حسنًا قال الرب "وكان ينبغي أن تفعلوا هذه ولا تتركوا تلك" (مت 23: 23).
أما الخدمة الروحية، فهي الخدمة القوية في تأثيرها.

بطرس الرسول بعظة واحدة في يوم الخمسين، قد جذب إلى الإيمان ثلاثة آلاف نفس (أع 2). وهذه القوة التي تميزت بها العظة، كان سببها أن قائلها كان ممتلئًا بالروح القدس.
لم يقل الكتاب أن الناس تابوا نتيجة لعظته، وإنما نخسوا في قلوبهم وقبلوا الإيمان، واعتمدوا. بينما وعاظ كثيرين يلقون آلاف العظات، ولا يدخل في الإيمان شخص واحد..
بولس الرسول -وهو أسير- حينما كان يتكلم عن البر والدينونة والتعفف، ارتعب فيلكس الوالي (أع 24: 25).
السيد المسيح قال كلمة واحدة، جعلت سامعها يترك كل شيء ويتبعه.
كان متى جالسًا في مكان الجباية، فقال له السيد "اتبعني". فترك مكان الجباية وتبعه. ولم يقل له محاضرة في التكريس، وإنما كلمة واحدة، ولكنها قوية في تأثيرها وفي روحها جعلته يترك كل شيء ويتبعه.. وهكذا حينما قال لسمعان بطرس وأندراوس أخيه "هلما ورائي، فأجعلكما صيادي الناس".
المهم هو عمق الكلمة، وقوة تأثيرها.
وليس عدد العظات أو عدد المؤلفات، أو كثرة الأنشطة أو كثرة المؤسسات.. هذه هي الخدمة التي نريدها: أشخاص لهم قوة الروح، يكرزون كرازة لها قوة التأثير، وكلمتهم لا ترجع إليهم فارغة، بل تأتي بثمر، وثمر كثير..

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025