11 - 08 - 2014, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 5041 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
||||
11 - 08 - 2014, 07:29 PM | رقم المشاركة : ( 5042 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ فى اليوم الذى جاء فيه جبرائيل إلى ضعفى صرت حرة وليس عبدة فأنا أمه لألوهيتك ، وأم لناسوتك + حملت النار فى يديها واحتضنت اللهيب بين ذراعيها ، أعطت للهيب صدرها كى يرضع وقدمت لذلك الذى يقوت الجميع لبنها ، من يستطيع أن يخبر عنها . + يا ألهى وأبنى ، يا أبن الملك ، لقد صرت بك أنا العبدة فجأة أبنه الملك ، هوذا أحقر من فى بيت داود ، وأنا أبنه الأرض لقد دخلت بك يا أبن داود السماء . مار افرام السرياني |
||||
12 - 08 - 2014, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 5043 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يستجيب الله لصلاتنا ؟ " لماذا نشعر أحيانا بعدم إستجابة الطلب في الصلاة وحتى يكون اإنسان فرّيسياً في تصرّفاته ؟؟ " نشعر أحيانا بعدم استجابة الصلاة وذلك لسببين: السبب الأول: لا يُستجاب الطلب في الصلاة عندما لا يكون الطلب نفسه صادقا وأمينا ، أما عندما نطلب بإيمان كامل تتحقّق إرادة الله فينا ويُستجاب الطلب وتأتي هذه بثقتنا الصادقة مع الله . أن سيرة الحياة تكون دائما إيجابية والحياة ليست هي بطلب واحد فقط بل المشاركة مع الله في الحياة اليومية وبطلبات أخرى أقل أهمية وأقل مستوى . السبب الثاني: التطابق بين الله والمؤمن . كل طلب يكون نابع من الله ذاته يجب أن يكون متطابقا بين المؤمن والله. هنالك نواقص بين الله والمؤمن وبهذا يكون الطلب ناقص وفي كثير من الأحيان يكون طلبنا مقبولاً لأظهار مجد الله للعالم. المؤمن يحتاج دائما الى الله ليكمّل مسيرته وهنا يكون الطلب صادقاً. الله أحيانا لا يعطي الطلب الرئيسي للمؤمن في صلاته بل يعطي طلبا لآخر مقاربا أو مشابها للطلب الأصلي وهذه مشيئة الله ، أو يعطي الله طلب الذي يصلي لأجله المؤمن أي عندما يصلي لشخص آخر يعطي طلب ذلك الشخص بواسطة المؤمن. ويكون الإنسان فرّيسيا في تصرفاته في ثلاث حالات: الحالة الأولى: رفض الأعتراف بالخطأ : في هذه الحالة يكون الإنسان دائما قنوع بأنه ذكي وصانع سلام ودائما يبيّن أعماله الصالحة ويدفن الطالحة منها ويختبيء وراء الخطيئة ويتستّر عليها وخاصة عندما يدين الآخرين لأن في إدانة الآخرين هو اختلاس لحقوق الله لأن الله هو وحده فقط الديّان. الحالة الثانية: الكبرياء:في هذه الحالة يكون الإنسان بتعامله مترفّعا عن الآخرين مع أهل بيته ومع أهل قوميته ووطنه ويعتبر الناس الذين يخدمونه وأولاده من الدرجة الثانية وهذه هي قمّة الأحتقار وبالخصوص مع الوالدين اللذين ربّونا وتعبوا من أجل راحتنا وهذه كلها ضد الروح القدس الذي يأمرنا بالتواضع التي هي عكس الكبرياء . إذن لنراجع أنفسنا وخاصة المكرّسين كيف نحب ونحترم الآخر على غرار سيدنا يسوع المسححيث كان دائما مع الفقراء والخطاة والمرضى وبهذا نحافظ على هويتنا ومبادئنا. الحالة الثالثة: عدم الثقة بالنفس وبالغير وبالله: في هذه الحالة يكون الإنسان عائشاً في حالة الفوضى ويميل مع كل ريح تهبّ عليه لقلّة الثقة والصدق. وهذا يؤدّي الى قلّة الإيمان والعيش تحت قوة الشهوات. في هذه الحالة يجب مراجعة الضمير والتوبة الصادقة والعيش بكل تواضع ويكون حاضرا مع أنوار المسيح لأغناء نفسه ونفوس الآخرين من حوله لبناء ملكوت السماء في الصدق والأمان والمحبة والسلام ، آمين . |
||||
12 - 08 - 2014, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 5044 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الـتـقـلـــيــد
قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص التقليد هو التعليم الروحي الذي ورثناه من الرسل الأطهار وآباء الكنيسة القديسين وهو إما إلهي، أو رسولي، أو أبوي. أما التقليد الإلهي، فهو التعليم الذي تسلمه الرسل الأطهار من السيد المسيح مباشرةً ومشافهةً، غير مدوّن بكتاب، ثم دوّنوه بإلهام الروح القدس وإرشاده. ويتضمن أسفار العهد الجديد، وحقائق الإيمان. أما التقليد الرسولي، فيتضمن تعاليم الرسل، وقوانينهم، وتسليماتهم المقدسة، التي تسلمها منهم تلاميذهم وخلفاؤهم الأقربون مشافهة، وهي مبنية على التقليد الإلهي الذي منه يستمد التقليد الرسولي قوته. وهذه التعاليم والتسليمات ولئن لم تدون بين دفتي الكتاب المقدس، غير أنها مطابقة لتعاليمه، ولا تناقضها وتعدّ الشاهد الأمين على صحة الإعلان الإلهي، والمفسّر الصحيح له، بل المساعد على فهمه. ويشتمل التقليد الرسولي على ما وضعه الرسل من دساتير الإيمان التي مصدرها اللّه، وعلى أسرار الكنيسة السبعة، وعلى القوانين التي سنّوها، والطقوس التي نظموها، كطقس القداس الإلهي. أما التقليد الأبوي، فهو ما تسلّمته الكنيسة المقدسة منذ فجر تاريخها من آبائها الميامين من تعاليم سامية، مبنيّة على تعاليم الرسل الأطهار في تفسير العقائد، وشرح الكتاب المقدّس، وتنظيم الطقوس الدينية، وسنّ القوانين وخاصة قرارات المجامع المقدسة والقوانين التي سنّها بعض الآباء كالبطريرك قرياقس (817 +) ومؤلّفات هؤلاء الآباء. قدم التقليد: إن التقليد أقدم عهداً من كتابة الأسفار المقدسة. ففي نظام العهد القديم قبل كتابة الأسفار المقدسة بأجيال عديدة، كان الخلف يتسلّم من السلف، الاعتقاد بالإله الواحد، والسير بموجب الشريعة التي تُعرف بشريعة الضمير. وأخذ الواحد عن الآخر عبادة اللّه وتقديم الذبائح الحيوانية له تعالى، واعتُبر بكر العائلة كاهنها وزعيمها المدني في آن واحد كما تناقل المؤمنون، جيلاً عن جيل، أخبار القدامى والحوادث التاريخية مشافهة، من ذلك قصة خلق العالم، وخلق الإنسان، وسقوطه في الخطية وتاريخ الفداء الذي يتضمّن تاريخ الآباء الأولين، ودعوة ابراهيم وتجربته، والعهد الذي قطعه اللّه معه ومع نسله، بسن شريعة الختان كعلامة لذلك، وغيرها من الحوادث التي جرت عبر الدهور، وأخذها الخلف عن السلف، حتى مجيء موسى النبي الذي دوّنها بإلهام ربّاني، كما تسلّم موسى الوصايا العشر شريعة مكتوبة، ودوّن سائر الشرائع الضرورية التي أخذها من اللّه تعالى، وعلى الرغم من كتابة الناموس فقد بقي التقليد مستمراً لدى شعب النظام القديم، لذلك فالكتاب المقدس يوصي الشعب قائلاً: «وتخبر ابنك في ذلك اليوم قائلاً من أجل ما صنع إلينا الرب حين أخرجنا من مصر» (خر 13: 8) و«اسأل أباك فيخبرك وشيوخك فيقولوا لك» (تث 32: 8)، وكان التعليم الشفهي ضرورياً أيضاً، لأن أغلب الشعب كان أمياً. وفي المسيحية أيضاً سبق التقليد كتابة أسفار العهد الجديد. وذلك أن الرب يسوع لم يدوّن إنجيله، فلم يعطِه مكتوباً لرسله وأتباعه. بل كان يكرز ببشارة الخلاص، ويدعو الناس إلى التوبة. ولذلك سلّم الإنجيل المقدس إلى رسله الأطهار مشافهة، فحفظه هؤلاء على ظهر قلب، وكذلك فعل أغلب التلاميذ والتلميذات. ولما أرسل الرب تلاميذه إلى العالم للكرازة بالإنجيل قائلاً: «اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلّها» (مر 16: 15) لم يأمرهم بكتابة هذه البشارة، كما لم ينوّه بعدم كتابتها، ولمّا طُلب من بعضهم أن يدوِّنوا ما بشروا به، دُوِّن الإنجيل المقدس، وذلك بإرشاد الروح القدس الذي صانهم من الخطل والزلل حسب وعد الرب لهم بقوله: «وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلّمكم كل شيء ويذكّركم بكل ما قلته لكم»(يو 14: 26). وممّا يوضح هذه الحقيقة ما كتبه البشير لوقا في افتتاح الإنجيل الذي دوّنه قائلاً: «إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقّنة عندنا، كما سلّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدّاماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً، إذ قد تتبّعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيّها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحّة الكلام الذي عُلِّمت به»(لو 1: 1 ـ 4) فالإنجيل المقدس الذي هو بشارة الخلاص، هو شهادة تلاميذ الرب يسوع عمّا شاهدوه أو سمعوه منه. وما دُوِّن في الإنجيل المقدس هو ذات ما بشّر به التلاميذ شفهياً أولاً. ولمّا دُوِّن في كتاب، أقرّت الكنيسة المقدّسة بإلهام الروح القدس، صحة الإنجيل الحقيقي، ورفضت الكتب المزوّرة، مبنيّة ذلك على شهادات الرسل الأطهار والتلاميذ الأبرار وخلفائهم الميامين، فالكنيسة المسيحية أقدم من كتابة أسفار العهد الجديد، ومرّ على تأسيسها فترة زمنية لم يكن لها خلالها أسفار مقدّسة مدوَّنة سوى أسفار العهد القديم، وكان المؤمنون يتداولون الإنجيل المقدس شفهياً، ويحفظونه على ظهر قلب، وينشرونه في العالم أجمع، وأول من دوّن الإنجيل المقدس هو الرسول متى وذلك باللغة الآرامية سنة 39 م وآخر سفر كتب من أسفار العهد الجديد هو سفر الرؤيا الذي كتبه يوحنا الرسول باليونانية بين سنتي (90 و100)م وإن كان التقليد الشريف أقدم من الأسفار المقدّسة المدوَّنة، وإن أثبتت الكنيسة المقدسة صحة هذه الأسفار وسلامتها، فإن هذه الأسفار أخذت سلطانها من الروح القدس مباشرة، هذا الروح الناطق بالأنبياء والرسل، الذي صان تعاليم الكنيسة وعقائدها، وألهم أباءها وذكّرهم بكل ما قاله المسيح لرسله وتلاميذه وأرشدهم إلى الحق لأنه روح الحق الذي من الآب ينبثق. قال العلامة أوريجانس (185 ـ 253) «إني عرفت من التقليد الأناجيل الأربعة وإنها هذه وحدها» وقال أوغسطينوس (354 ـ 430) «إني ما كنت أؤمن بالإنجيل لو لم يقنعني بذلك صوت الكنيسة الجامعة». وحيث أن التقليد هو أقدم عهداً من الإنجيل المدوَّن، فمن يقبل تعاليم الإنجيل المقدس، يُسلّم بالتقليد الإلهي والرسولي حتماً من حيث يدري أو لا يدري، ولا يمكن أن يقبل الإنجيل ويرفض التقليد، في الوقت الذي يُعدّ الإنجيل جزءاً من التقليد، والتقليد والإنجيل هما واحد، ولا يستغنى عن أحدهما، لأن الواحد منهما يكمل الآخر، وهناك نصوص عديدة في الإنجيل المقدس تدلّ على أن الرسل الأطهار لم يدوّنوا فيه كل ما قاله الرب يسوع، وكل ما عمله، وممّا يبرهن على صحة هذا، قول الرسول يوحنا في ختام الإنجيل: «هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا وتعلّم أن شهادته حق. وأشياء أُخَر كثيرة صنعها يسوع إن كتبت واحدة فواحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة»(يو 21: 24و25). كما قال أيضاً: «وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدّام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب، وأمّا هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن اللّه، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه»(يو 20: 30). فهذه الآيات الأخر الكثيرة، وهذه الأشياء الأخر الكثيرة، التي صنعها يسوع والتي لم تذكر في الإنجيل المدوَّن، صارت في ذمّة التقليد الشريف من ذلك ما علّمه الرب لتلاميذه، خلال ظهوراته في فترة الأربعين يوماً بعد قيامته وحتى صعوده إلى السماء، فقد جاء في سفر أعمال الرسل: «أنه ظهر لتلاميذه أربعين يوماً وتكلّم عن الأمور المختصّة بملكوت اللّه»(أع 1: 31). ولكن هذا السفر لم يذكر شيئاً عن هذه الأمور، ولم يدوِّن هذه التعاليم، ونحن على يقين بأنّ هذه التعاليم أعطيت شفهياً للمؤمنين فحفظوها وتداولوها وتناقلوها جيلاً عن جيل وصارت في ذمّة التقليد. كما أن بعض الرسل والتلاميذ كتبوا الإنجيل المقدّس، وبعضهم كتبوا رسائل ضمّت إلى أسفار العهد الجديد، ولكن تلك الكتب لم تتضمّن كل ما بشّروا به العالم، عمّا قاله الرب يسوع وعمله خلال تدبيره الإلهي في الجسد، وبعض الرسل والتلاميذ لم يكتبوا شيئاً ولكنهم بشروا شفهياً، وبعضهم كتبوا ولم تصل إلينا كتبهم ضمن أسفار العهد الجديد، ولكن بعض تعاليمهم وصلت إلينا عن طريق التقليد، فقد تسلّمنا من آباء الكنيسة الأولين القوانين التي نسبت إلى الرسل، والأنظمة التي وضعوها لبنيان الكنيسة، كما تسلّمنا العقائد المهمة التي سلّموها شفهياً للكنيسة فلم تدوَّن في أسفار العهد الجديد بل مارستها الكنيسة منذ فجر وجودها. من ذلك تقديس يوم الأحد، بدلاً من السبت اليهودي، وعماد الأطفال، وغيرها من التسليمات الشفهية. قال الرسول يوحنا في رسائله: «إذ كان لي كثير لأكتب إليكم، لم أرد أن يكون بورق وحبر لأنّي أرجو أن آتي إليكم وأتكلّم فماً لفم»(2يو 12 و3يو 13و14) فهذا التعليم الذي سلّمه الرسول للكنيسة فماً لفم، هو التقليد الرسولي الشفهي الذي قد يكون شرحاً لحقائق الإيمان، أو توضيحاً للعقائد السمحة، أو تفسيراً لتعاليم الرب، أو قد يكون تنظيماً لأحد طقوس العبادة وغير ذلك. لأن الروح القدس قد ألهم الرسل والتلاميذ تكميل ما احتاجت إليه الكنيسة المقدسة من تنظيم حسب متطلّبات الزمن مثال ذلك إيجاد رتبة الشماسية في الكنيسة، وانتخاب الشمامسة السبعة ورسامتهم (أع 6: 1 ـ 8) ونهج طريقة عقد المجامع المقدسة بعقدهم مجمع أورشليم عام (51م) واتّخاذهم القرارات التي اعتبروها من الروح القدس لذلك كتبوا قائلين: «لأنه قد رأى الروح القدس ونحن»(أع 15: 28). ويظهر عمل الروح القدس خاصة لدى انتخاب الأساقفة وإرسالهم، فقد جاء في أعمال الرسل ما يأتي: «وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلّوا ووضعوا عليهما الأيادي ثم أطلقوهما»(أع 13: 2). ولم يكن دور الروح القدس في تنظيم الكنيسة مفاجئاً للرسل والتلاميذ، فقد سبق الرب وأنبأهم بذلك بقوله: «إن لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، أمّا متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق»(يو 16: 12). فهذا الإرشاد إلى جميع الحق ليس فقط ما دوِّن في الإنجيل المقدس بل أيضاً التعليم والتنظيم اللذين صار بإمكان التلاميذ فهمهما وتحمّلهما بعد أن حلّ عليهم الروح القدس، وهذا كله يوافق تعليم الإنجيل المقدس ولكنّه لم يدوَّن فيه، بل تناقله الآباء شفهياً وبهذا الصدد يوصي الرسول بولس تلميذه تيموثاوس قائلاً: «ما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلّموا آخرين أيضاً»(2تي 2: 2). ويقول لأهل تسالونيكي: «فاثبتوا إذن أيّها الإخوة وتمسّكوا بالتعاليم التي تعلّمتموها سواءٌ كان بالكلام أو برسالتنا» (2تي 2: 15) وفي صدد شرحه سرّ القربان المقدس لأهل كورنثوس، يوضح الرسول بولس حقيقة استناد التقليد الرسولي إلى التقليد الإلهي، بقوله: «لأنني تسلّمت من الرب ما سلّمتكم أيضاً أن الرب يسوع في الليلة التي أسلِم فيها أخذ خبزاً وشكر وكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم» (1كو 11: 23 ـ 30) ويختم الرسول بولس كلامه بقوله: «وأما الأمور الباقية فعندما أجيء أرتّبها»(1كو 11: 34). وبهذا الكلام يؤجل الرسول بولس شرح بعض الأمور التنظيمية أو الطقسية إلى حين ذهابه لزيارتهم. وهذه الأمور التي سلّمها فماً لفم أي شفهياً وتداولتها الكنيسة وتناقلتها بالتقليد عبر الأجيال، قد صانها الروح القدس سليمة إلى يومنا هذا ومارستها الكنيسة الجامعة بمختلف اللغات وبموجب شتّى الحضارات المكانية، ذلك أن التقليد الأبوي أيضاً يستند إلى التقليد الرسولي في التنظيمات الطقسية والقوانين الكنسية، والتقليدان يستندان إلى التقليد الإلهي في التسليم بصحة الكتاب المقدس والعقائد الإيمانية. وما تزال مكانة التقاليد منذ فجر النصرانية، رفيعة في الكنائس المسيحية الرسولية، فقد كُتب في تاريخ أوسابيوس القيصري عن القديس الشهيد مار إغناطيوس النوراني (107 +) تلميذ يوحنا الرسول أسقف أنطاكية الثالث ما يأتي: «ويقول التاريخ أنّه أرسل من سوريا إلى روما، وأصبح طعاماً للوحوش البرية بسبب شهادته للمسيح، وفي أثناء رحلته وسط آسيا، وكان تحت حراسة حربية شديدة، كان يشدّد الكنائس في المدن المختلفة حيثما حطّ رحاله، وذلك بعظات ونصائح شفوية... وينصحهم للتمسّك بتقاليد الرسل. وكان علاوة على هذا يرى من الضروري أن يدعم تلك التقاليد بأدلّة يكتبها، وأن يعطيها شكلاً ثابتاً ضماناً لسلامتها» |
||||
12 - 08 - 2014, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 5045 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اكتساب الملكوت السماوي عظة حول الانجيل الثاني عشر من متى (الشاب الغني) باسم الآب والابن والروح القدس . امين واذا واحد تقدم وقال له يا معلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية؟فقال له لماذا تدعوني صالحا ؟ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.ايها الاحباء: ان المتقدم بهذا السؤال هو شاب وغني . ودعوة هذا الشاب ليسوع المعلم تتم عن روح الخضوع والرغبة في التعلم ، ودعوته ليسوع المعلم الصالح تنم عن محبته للمعلم واحترامه الخاص له كما فعل نيقوديموس ان قال له يا معلم نعلم انك اتيت من الله معلما . لم تجر العادة بين اليهود لتحية معلميهم بهذه التحية ايها المعلم الصالح ولذلك فانها تعبر عن احترام فوق العادة للمسيح. ان هذا الشاب احبه المسيح لانه وجد فيه بعض المزايا الحسنة ،ولكن وجده يسوع عند الامتحان ناقصا لا يستطيع ان يمتلك الحياة الابدية وان يدخل ملكوت السماوات بموجب ما عنده من الصلاح البشري. فتقدم الى يسوع وسأله سؤالا مهما جدا . بهذا السؤال اعترف الشاب بان المسيح معلم صالح وسأله اي صلاح يعمل به لتكون له حياة ابدية . جواب الرب له بيَن له ان المسيح كمعلم لا يكفي لحاجة الانسان الساقط ، المعلم يرشد الاخرين ولكن الشاب هو يحتاج الى اكثر من التعليم ، فمضى الشاب حزينا ،فقال له المسيح لما تدعوني صالحا ليس صالحا الا واحد وهو الله. اراد المسيح من هذا الشاب ان يعرفه كاله لان اله هو وحده الصالح ولكي يعلمنا نحن ان نحول لله كل ما يعطى لنا من مدح او كرامة ، فاذا ما دعنا احد صالحين لنخبره بان كل صلاح مستمد من الله. لذلك فليعط المجد لله لا لنا . لان الله هو ينبوع الصلاح هو المثل الاعلى في الصلاح وهو المقياس لكل صلاح . قصد الرب يسوع من هذا الجواب بان الله هو وحده صالحا . وان ينفي وجود الصلاح عند البشر نفيا مطلقا . ظنا الشاب ان الصلاح البشري الذي يتمتع به يؤهله للحياة الابدية، فجاوبه الرب حسب ما في فكره بان الصلاح لا يوجد الا في الله . وان كان هذا الشاب طالبا التعليم لا يقدر ان يرى يسوع انه عمانوئيل والمخلص بل مجرد انسان معلم فعبثا يلقبه بمعلم صالح لان ليس احد صالحا الا واحد هو الله. وان الحياة الابدية هي متعلقة بمعرفة حقيقة شخص يسوع المسيح ابن الله ، وليس بفكرة انه معلم من المعلمين الذي كان الله يقيمهم لشعبه من وقت الى اخر. يا احبائي : انتبهوا ما سأقوله : ان الرب نفى وجود اي انسان بشري كامل وصالح . الرب امتحن هذا الشاب بواسطة الشريعة والناموس التي وضعها الله لكي يطلب بها الصلاح من الانسان ويقيسه عليها ليكشف له حقيقة حالته انه خاطئ وضعيف ولا حق له في الحياة .لان هدف الناموس والشريعة هي معرفة الخطيئة. ولكن قال الرب لشاب ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا ولكن علينا ان ننتبه ونلاحظ ان الحياة المذكورة في الناموس والشريعة هي حياة على الارض وليست الحياة الابدية. اذ لا يوجد ذكر لدخول الحياة الابدية من خلال الناموس او الشريعة ،لان الحياة الابدية هي هبة من الله بيسوع المسيح . اذا الناموس والشريعة لا تجعل الشاب ان يقدر ان يدخل الحياة الابدية . بل قال له المسيح الحياة الحاضرة . لذلك فلا تستحق ان تسمى الحياة الحاضرة الان تسمى حياة . فنحن في الموت نكون في الحياة الحقيقية التي هي الحياة الابدية. المسيح يخبرنا كيف يمكننا ان ندخلها . ان طريق الحصول عليها هو بالمسيح يسوع هو بطاعة يسوع؟ المسيح الذي هو الطريق للاب والطريق لرؤيته والاثمار فيه هو الطريق الوحيد . العبد الامين هو الذي يدخل الى فرح سيده وسيكون ذلك الفرح حياته الابدية . لذلك فان مقياس الكمال والصلاح الان هو كلمة المسيح وقدوته ، اذا اردنا ان نسلك بحسب المبدأ الالهي اليوم ، فنذهب ونبيع كل شيء ونتبع المسيح في روح انكار وحمل الصليب . هذا هو الصلاح الذي به ندخل الى الحياة الابدية وهذا هو الذي يجعلنا سعداء هنا والى الابد، هذا يعني الخضوع الحقيقي وبصدق لما قاله يسوع . لا يكفي ان نبيع كل شيء ونعطي الفقراء ما لم نأت ونتبع المسيح . ومع ان الكثرين ممن يدعون انفسهم مسيحيين لا يعملون بحسب ما يؤمنون وبما يعتقدون فمن المؤكد اننا حينما نقبل المسيح يجب ان نتخلى عن العالم لاننا لانستطيع ان نعبد الله والبعل . يجب ان نبذل وسعنا لكي نرضي الله ونرث الحياة الابدية. ويلزمنا ان نرغب في هذا الامر وحده وان لا نتعلق بشيء سواه . فهذا ما طلبه الله منا وهو ان نعرفه ونحبه ونرث الحياة الابدية . ما هو الذي عملنا حتى الان من الاعمال الصالحة التي تؤهلنا لكي نرث الحياة الابدية وباي شيء قهرنا انفسنا حبا للحصول على مرضاة يسوع ، الا نبذل ونعمل بجد ونشاط ونحتمل الشدائد والضيقات لاجل ارباح زمنية اكثر ما نبذل في سبيل محبة الله. كم نقاسي ونحتمل من الاهانات لكي نحافظ على صداقة البشر ونرضيهم ولاجل عيون هذا وذاك ، هل نحتمل اي شيء لاجل محبة الله وطلب رضاه نرى اننا نفضل الاصدقاء والاقرباء ومصالحنا الشخصية الضيقة على الله . نفضل الاهل الابناء على الله، نفضل الاموال والغنى على الله ، اما لاجل خدمة الله ومحبته واكتساب رضاه ومسرته فلا يقتضي جزء قليل من التعب والعناية. يا احبائي : فيجب ان نطلب الله وحده ونحبه لكي نرث ملكوته والحياة الابدية ما اكثر الذين يصرفون حياتهم في طلب الدنيا وحطامها . فيا له من جنون ان نفضل الارض على السماء والزائل على الثابت ، ما اقسى الحياة واصعبها على قلب الانسان المتعلق بملاذها . ما اشد هول الموت الانسان المتمسك باموال هذه الحياة الفانية عندما يجبر على تركها ، فالحزن يملا قلبه ويميته كما حزن الشاب . يا احبائي : من شاء منكم ان يرث الملكوت يجب ان يضع رجاءه واتكاله في الله وحده لذلك فهو لايخاف من الموت نفسه ولا يضطرب مهما سيتعرض له تعودوا منذ الآن وتدربوا انفسكم على الانفصال عن الدنيا بطيبة خاطر، لكي لا تستصعبوا وقع الموت الذي يجبرنا على ترك هذه الحياة الفانية ، ضعوا رجائكم والقوا على الرب همكم وثقوا به فلا يقترب منكم الشر . يقول الكتاب الكريم الق على الرب همك وهو يساعدك ولا يدع الصديق يتزعزع الى الابد اخيرا أحبوا الله محبة صادقة من اعماق قلوبكم لا مثل ما احبه ذلك الشاب بالسؤال فقط اعملوا لكي تحيوا وتحصلون على الخلاص غير مكترثين بما يعرضوا عليكم . امين |
||||
12 - 08 - 2014, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 5046 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يُعلمنا الكتاب المقدس ألا نستسلم للفشل، وألا نيأس من إصلاح أنفسنا.. "لأن للشجرة رجاءً. إن قُطعت تُخلِف أيضًا ولا تُعدَم خراعيبُها. ولو قَدُمَ في الأرض أصلُها، ومات في التراب جذعُها. فمن رائحة الماء تُفرخ وتُنبت فروعُا كالغِرس" (أي14: 7-9). والشيطان دائمًا يحاول إسقاطنا في اليأس قائلاً: "ليس له خلاص بإلهه" (مز3: 2)، "إن الله قد تركه. الحقوه وأمسكوه لأنه لا مُنقذ له" (مز71: 11). كمثلما عيّر شمعي بن جيرا الملك داود، عندما خرج مطرودًا من وجه أبشالوم ابنه.. فقال له: "قد ردَّ الرب عليك كل دماء بيت شاول الذي مَلكت عوضًا عنه، وقد دفع الرب المملكة ليد أبشالوم ابنك، وها أنت واقع بشرِّك لأنك رجل دماء" (2صم16: 8). فكثيرًا ما يعيّرنا الشيطان بخطايانا، واخفاقاتنا، حتى نُصاب بالفشل والإحباط، ونشعر أن الله قد تخلى عنا.. لكن الله لا يتركنا أبدًا حسب وعوده الصادقة: + "لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك. كما كنت مع موسى أكون معك. لا أُهملك ولا أتركك. تشدد وتشجع" (يش1: 5، 6). + "أما أمرتك؟ تشدد وتشجع! لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش1: 9). + "والرب سائر أمامك. هو يكون معك. لا يُهملك ولا يتركك. لا تخف ولا ترتعب" (تث31: 8). + "تشددوا وتشجعوا. لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم، لأن الرب إلهك سائر معك. لا يُهملك ولا يتركك" (تث31: 6). + "لا تخف لأني فديتك. دعوتك باسمك. أنت لي. إذا اجتزت في المياه فأنا معك، وفي الأنهار فلا تغمرك. إذا مشيت في النار فلا تُلذع، واللهيب لا يُحرقك. لأني أنا الرب إلهك قدوس إسرائيل، مُخلصك. جعلت مصر فديتك. كوش وسبا عِوضَك. إذ صرت عزيزًا في عيني مُكرمًا، وأنا قد أحببتك. أُعطي أناسًا عوضك وشعوبًا عوض نفسك. لا تخف فإني معك" (إش43: 1-5). + "لا تخف من وجوههم، لأني أنا معك لأنقذك، يقول الرب" (إر1: 8). + "لا ترتع من وجوههم لئلا أُريعك أمامهم. هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض، لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض. فيحاربونك ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك، يقول الرب، لأُنقذك" (إر1: 17-19). + لذلك يرتل الإنسان المسيحي قائلاً: "الرب نوري وخلاصي، ممن أخاف؟ الرب حصن حياتي، ممن أرتعب؟ عندما اقترب إليَّ الأشرار ليأكلوا لحمي، مُضايقي وأعدائي عثروا وسقطوا. إن نزل عليَّ جيش لا يخاف قلبي. إن قامت على حرب ففي ذلك أنا مطمئن" (مز27: 1-3). وقد يحاربنا الشيطان بأن هذه الوعود هي للأبرار والصديقين، وليس لمثلي أنا الخاطيء الفاشل.. لكن السيد المسيح يعلن لنا بكل وضوح.. "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى. فاذهبوا وتعلموا ما هو: إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آتِ لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة" (مت9: 12، 13). إن نظرة الله لنا ليست كمثل نظرتنا لأنفسنا، فبالرغم من كل تعديات شعبه، وعنادهم ضده، لكنه يقول: "لم يُبصر إثمًا في يعقوب، ولا رأى تعبًا في إسرائيل. الرب إلهه معه" (عد23: 21) إن الرب يسوع يعطي رجاء لكل خاطئ، ولكل إنسان مُحبط.. "فيكون للذليل رجاء وتسد الخطية فاها" (أي5: 16). الأمر يحتاج منا فقط الصبر.. "جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب" (مراثي3: 26). ويحتاج أن نأتي إلى المسيح ليعالج ضعفاتنا.. "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم" (مت11: 28). + إن الرب يسوع بذبيحة صليبه المقدس "حوّل العقوبة خلاصًا"، ورد آدم إلى رئاسته مرة أخرى.. فهل لا يستطيع أن يردني إلى معرفته، وإلى النجاح والتوبة والخلاص؟! + الذي سند إبراهيم أبا الآباء ليرد سبي لوط ومَنْ معه.. ألا يستطيع أن يرد سبينا من أرض الخطية إلى سماء النعمة؟! + الذي أعطى إبراهيم ابنًا بعد أن شاخ، وبعد مُماتية مستودع سارة.. ألا يستطيع أن يمنحني الثمر الروحي حتى ولو كنت عقيمًا جافًا عجوزًا؟! إنه اليوم يقول لي كما قال قديمًا لأبي إبراهيم: "أنا الله القدير. سر أمامي وكن كاملاً" (تك17: 1). + الذي خاطب أبانا يعقوب ووعده، ونفذ له الوعد بالعودة إلى أرضه بعد عشرين عامًا.. "وها أنا معك، وأحفظك حيثما تذهب، وأردك إلى هذه الأرض، لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به" (تك28: 15).. ألا يقدر أن ينفذ عهده معي حتى وإن طال الزمان؟! + الذي حوّل مأساة يوسف الصديق إلى نصرة عظيمة، وجعل اخوته أعداءه يسجدون تحت موطئ قدميه، ورفعه من الظلم والعبودية والسجن ليكون رئيسًا وسيدًا للأرض كلها.. ألا يقدر أن يرفعني من ذل عبودية الخطية إلى حرية مجد أولاد الله؟! إن الأمر بالنسبة ليوسف الصديق قد استغرق 13 سنة.. فلا تيأس صديقي الشاب بل.. "انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك، وانتظر الرب" (مز27: 14). + الذي أخرج شعبه من عبودية فرعون بيد عزيزة وذراع رفيعة.. ألا يقدر أن يخرجني من سجن الخطية، والإحباط والفشل والضياع، ويعطيني مجد حضوره في حياتي، ويشبعني كما أشبع شعبه بالمَنْ ورواهم من الصخرة؟ إن إلهنا إله المستحيلات ولا يعسر عليه شيء. + الذي جعل المياه مثل السور.. ألا يقدر أن يحول أعدائي الذين يرغبون في إغراقي، ويحولهم إلى سور يحميني؟! إن تاريخ الله مع البشر بطول الكتاب المقدس يعطيني درسًا لا يجب أن أنساه.. وهو أن الله جعل "من الآكل خرج أُكل، ومن الجافي خرجت حلاوة" (قض14:14). لقد أوضح لنا الله أنه قادر أن يحول شاول الطرسوسي إلى بولس الرسول، وهو ما فعله أيضًا مع أغسطينوس، وموسى الأسود، وبائيسة، ومريم المصرية، ومع أريانوس والي أنصنا الذي كان يتفنن في تعذيب المسيحيين.. ثم صار هو نفسه شهيدًا. إن الله يحمل لي ولك في جعبته الكثير.. وإن حاربني الشيطان بقلة الصبر.. فلأهتف مع كل مَنْ له رجاء قائلاً: "في المستقبل يتأصل يعقوب" (إش27: 6). ما لا أستطيع أن أحققه اليوم أو أن أنجزه أو أحوزه فلابد أن الرب يخبئه لي إلى الغد، ولكنه لن يتركني في حزني وفشلي ويأسي.. "لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح" (2تي1: 7). "في ذلك اليوم أُقيم مظلة داود الساقطة، وأُحصن شقوقها، وأُقيم ردمها، وأبنيها كأيام الدهر" (عا9: 11). فقط كل ما هو مطلوب هو: + "اطلبوا الرب فتحيوا" (عا5: 6). + "ها أيام تأتي، يقول الرب، يُدرك الحارث الحاصد، ودائس العنب باذر الزرع، وتقطر الجبال عصيرًا، وتسيل جميع التلال. وأرد سبي شعبي إسرائيل فيبنون مدنًا خربة ويسكنون، ويغرسون كرومًا ويشربون خمرها، ويصنعون جنات ويأكلون أثمارها. وأغرسهم في أرضهم، ولن يقلعوا بعد من أرضهم التي أعطيتهم، قال الرب إلهك" (عا9: 13-15) |
||||
12 - 08 - 2014, 03:04 PM | رقم المشاركة : ( 5047 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"فصارعه ملاكٌ حتّى طلوع الفجر" (تك32،25) المطران بولس يازجي من كتاب "السّائحان بين الأرض والسماء" الله والإنسان الجزء الثاني كلّنا نعرف قصّة يعقوب، الذي ترك بلده وارتحل، ثم كوّن حياته وتزوّج وأنجب الأولاد وجمَّع الخيرات من المواشي والعبيد. ولكنّه للحظة يتذكّر "أرضَ آبائه"، وهي الأرض التي تربط حياته بـِ "الوعد"، أي بدِينه ومبادئه ورسالته في الحياة؛ فيشتاق للعودة. ولكنَّ طريق العودة كان يعني بالوقت ذاته قراراً حاسماً، فيه تحقيق الرغبة العامرة ولكن المخاطرة الكبيرة أيضاً. كان يعقوب يعرف أنّ عودته ستعني ملاقاته مع أخيه عيسو الذي اختلف معه منذ البداية، وعليه أن يكون عرضةً رخيصةً لثأر أخيه وبطشه. لهذا يبدو أنّه لما أخذ يعقوب قراره بالعودة، من حياته اليومية التي في الغربة إلى حياته التي تحقّق له الوعد بحسب الإيمان، كان قد اتّخذ هذا القرار في حضرة الله. كانيخطو طريق العودة وقد وضع اللهَ أمامه، لا بل سار في حضرته. إذ نجده في بداية مسيرته يشاهد رؤيا "سلّم يعقوب": سلّماً منتصبةً بين الأرض والسماء وملائكةُ الله تصعد وتنـزل عليها. وهذا يعني تماماً حضرة الله في خطوات يعقوب. ولما تقدّم يعقوب واقترب من الأرض، حيث سيلتقي أخاه، وعبر الجميعُ النهر حتّى أولادُه ونساؤه، بقي هو وحدَه "يصارع ذاته" متفكّراً بما سيجري نتيجة قراره هذا! وإذ بهِ يشاهد ملاكاً يصارعه، وقد صارعه طيلة الليل. هذا المشهد هو صورةٌ للخبرة التي يمرّ بها كلّ إنسانٍ مع الله، عند تنفيذه لقراراته الجديدة، التي يحسبها قد أُخذتْ بحسب رضوان الله وبركته! لم يستطع الملاك أن يغلبَ يعقوب! وعند الفجر قبل أن يتوارى الملاك، يطلب يعقوب منه "أن يباركَه"، فيباركُه الملاك ويغيّر له اسمه ويجعله "إسرائيل" بدل يعقوب. هذه البركة كانت ليعقوب دليلَ الرضوان الإلهيّ على مدى صحّة قراره ومسيرته الجديدة الغريبة في حياته. كانت هذه البركة له أهمَّ شيءٍ على الإطلاق، أي أن يعرف أنّه بدّل وجهة حياته وكان على حقّ! هنا كانت المعجزة الرّوحية، أي انتصار يعقوب الحقيقيّ، بعد البركـة. كـان هنـاك احتمــالان بعد بركــةالملاك (الله) ليعقوب. الأوّل هو أن يشعر أنّه "يمتلك الحقّ" مادام قد "اختار الحقيقة"! أي أن يبرّر ذاتَه بالرضى الإلهيّ والبركة التي نالها، ويشعر على الفور أنّ غيرَه (أخاه) "على باطل". ومادامت بركة الله معه فمن سيكون عليه؟ لا أحد، بلغة الكتاب المقدّس! لذلك كان المنتظَر في هذا الاحتمال أن يستشهد يعقوب من أجل هذا "الحقّ" الذي معه ويمتلكه. وإذا ما خرج أخوه عيسو للقائه كان عليه أن يحاربه، والله معه لأنّ "الحقّ معه". إنّه "صحّ"وصائب في قراره، وهذا يبرّر فوراً أن يمضي حتّى الشهادة والموت من أجل هذا "الحقّ - الصّح" الذي باركه الله له. كان سهلاً جدّاً أن يشعر يعقوب أنّ مكانة أخيه عيسو صارت أسفل ومكانته هي فوق. وهذا الاحتمال هو شكل "الأصوليّة الدِّينية" تماماً. حين نموت من أجل "الصّح" (الصواب) و"الحقّ" ونقتل أهمّ ما في الحقّ: "المحبّة"! الأصوليّ هو مَن يشعر أنّ الله قد "بارك" قراراتِه وأفكارَه ومواقفه، والمنتظر منه هو أن يحافظ على هذا "الصّح" وأن يلغي كلّ آخر "باطل". هذا إذا "صحَّ" شعوره بالـ "صحِّ" أيضاً. يُحيي الأصوليُّ الحقائقَ (التي يظنّها) ويقتل المحبّة. لكنَّ يعقوب، عندما باركه الله، لم يقرّر أن يبرّرَ ذاته ما دام هو على حقّ، "تواضعَ"، فقال سأمضي "وأسجد لأخي". الحقيقة لا ترفعنا فوق الآخر، الحقيقة تعطينا القوة لنتّضع أمامه. ما هو الـ "صحّ"؟ للأصوليّ "الصّح" أو الصواب أو الصالح هو المبدأ أو الفكرة أو المذهب الذي لديه، وقد كوّن معه الشعور بالرضى الإلهيّ والبركة عليه. والـ "صحّ" للمتواضع هو "العلاقة الصّح" (الصحيحة)، أي السلام بينه وبين الناس؛ وعندما يعرف أنّه على "حقّ" والآخر على "باطل"، يعرف على الفور أنّ عليه أن يتنازل، ليس عن حقيقته ولكن عن كرامته، لكي تصير العلاقة صحيحة- سليمة بينه وبين الناس. "التواضع" مفتاح الحقّ والسلام! لكنَّ التواضع ليس سهلاً أبداً. التواضع هو موضوع الصراع الداخليّ في الإنسان بين ذاته وحقّه. المتواضع يعرف الحقيقة لكنّه لا يملكها أي لا يتبرّر بها. المتواضع يعرف الحقّ فيحرّره من حبّه وعبادته لذاته ويحرّره من أهوائه. لذلك عندما يكون الحُرُّ على حقّ يتواضع ولا يتعالى؛ ترفعه البركة الإلهيّة، ولا يرى في سواها كرامةً، لذلك لا يجد في التواضع ذلاً ما دام هو الطريق الوحيدة بَعدُ إلى المسالمة. على أحد الطرفَين المتخالفين أن يتّجه نحو الآخر. هل ننتظر من الباطل أن يعرف قيمة التواضع، أم نتوقّع من الحقّ أن يسلك هذه الطريق؟ الحقّ أو "الصّح" مرتبط بالمحبّة والسلام، فدون أن نفرِّط بالحقيقة، نبذل الكرامة الشخصيّة فديةً لمحبّة الآخر، الذي على "باطل". لقد سجد يعقوب أمام أخيه عيسو، وناداه "يا سيّدي". ويقول الآباء القدّيسون إنّ تواضع يعقوب هذا كان صليباً كبيراً استدرَّ النعمة الإلهيَّة بقوَّة، والتي بدَّلت شرَّ عيسو إلى حنانٍ أخويٍّ عارم. فرفع عيسو أخاه، واشترى التواضعُ الحقَّ لاثنَين وليس لواحد. لا يخدعنا الشعور بأنّنا على حقّ. الحقيقة هي أن نكون على وفاق. أثمن من الحقيقة هي المحبّة، وأثمن من كرامة التبرير هو السّلام، دون أن تضيع الحقيقة بل أن تصير باللّقاء والحوار للجميع بدل أن نعتبرها حكراً علينا. "الصّح" للأصولي هو "أنا". و"الصحيح" في عينَي الله هو أن يرى علاقاتنا بين الأخ والأخ صحيحةً. هذا هو جهاد المسيحيّ الذي يطهّره، وهو أن يجعل كلّ علاقاته، أو ما استطاع منها، علاقاتٍ صحيحة. حين يملك المسيحيّ الحقّ عليه أن يشتريَ بتواضعه كلّ مَن هو على باطل. ليس "الصّح" موضوعاً، بل هو العلاقة. الأصوليّ هو عكس الله، لأنّه يحبّ الحقيقة لتبرير ذاته وليدين الآخر، بينما المتواضع، بحسب الله، يحبّ الحقيقة ليربح الآخر ويبذل ذاته. |
||||
12 - 08 - 2014, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 5048 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«أمـا المستعدات فدخلـن معـه إلـى العـرس» «أمـا المستعدات فدخلـن معـه إلـى العـرس» (مت25: 10) إنّه العرس السماوي الذي فيه تُزَفُّ الكنيسة المقدسة المنتصرة إلى عريسها وفاديها ربنا يسوع المسيح، في نهاية الدهر. ما أسعد الذين سيكون لهم نصيب أن يشتركوا بهذا العرس السماوي، أجل في مجيئه الأول أسّس الرب يسوع ملكوته على الأرض ودعاه الكنيسة المقدسة وأوكل رسله الأطهار وتلاميذه الأبرار ليرعوها بالنيابة عنه، ومنحهم سلطاناً للتعليم والتقديس والتهذيب لنقل أبناء الهلاك ليكونوا أبناءاً للملكوت وأعضاءً حية في كنيسته المقدسة التي أسّسها الرب يسوع على صخرة الإيمان به أنه «المسيح ابن اللّـه الحي» (مت16: 16)، مشتهى الأجيال والدهور، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الذي إنّما نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس والقديسة مريم العذراء وخلّصنا من أعدائنا الثلاثة الموت والخطية والشيطان، وابتدأ تدبيره الإلهي العلني بالجسد منادياً البشر كافةً قائلاً: «توبوا فقد اقترب منكم ملكوت السموات»(مت4: 17)، ودعا الرب الناس جميعاً إلى هذا الملكوت. وضرب لنا أمثلة عديدة عن هذا الملكوت، فملكوت اللّـه شبكة اصطادت أنواعاً كثيرة من الأسماك كبيرة وصغيرة، جيدة ورديئة وملكوت اللّـه يضمّ الصالحين والطالحين على هذه الأرض، مثّل ذلك الرب بالإنسان الذي زرع زرعاً جيداً ولكن اُخبر أنّ مع الزرع أيضاً نما زوان، إن ذلك يمثّل لنا أيها الأحباء أن في الكنيسة المقدسة يوجد من هو مؤمن يتمسك بالإيمان القويم الرأي ودستور الإيمان والعقائد السمحة بل أيضاً يترجم ذلك بالأعمال الصالحة التي يمارسها المؤمن، ويوجد مَنْ لا يستحق أن يُدعى مسيحياً ولا يُعتبر تلميذاً صالحاً للمسيحي سوع ربنا فهو زوان زرعه عدو صاحب الحقل وسط الحنطة ومضى فلما طلع النبات وصنع ثمراً حينئذٍ ظهر الزوان أيضاً فجاء عبيد رب البيت وقالوا له يا سيد أليس زرعاً جيداً زرعت في حقلك، فمن أين له الزوان، فقال لهم: إنسان عدو فعل هذا، فقال له العبيد: أتريد أن نذهب ونجمعه، فقال: لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه، دعوهما ينميان كلاهما معاً إلى الحصاد (مت13: 24ـ 30). ففي الكنيسة أناس أبرار كما فيها أشرار، ينتميان إلى الكنيسة معاً كأعضاءٍ فيها إلى يوم يأتي الرب يسوع ثانيةً بمجد أبيه وملائكته معه لدينونة العالمين فيرسل ملائكته ليعزلوا الصالحين من الطالحين ليرث الصالحون ملكوته السماوي والطالحون يطردون خارجاً إلى الظلمة البرّانية ليرثوا جهنم وبئس المصير، هناك يكون البكاء وصريف الأسنان. هؤلاء العذارى الجاهلات ولئن كنّ عذارى مؤمنات بالرب يسوع مخلص العالم، وكنّ منتظرات مجيئه الثاني مثل الحكيمات ولكن الجاهلات لم يحفظنَ في آنيتهنّ زيت الرحمة والمحبة والأعمال الصالحة، لذلك عندما انطفأت سرُجُهُن إذ نفد زيتها ولم يكن لهنّ زيت احتياطي، ولم يتمكّن من شراء الزيت لأن الأسواق كانت قد أغلقت في ذلك الوقت المتأخر، ودخلت العذارى الخمس الحكيمات المستعدات إلى العرس أما الجاهلات فقد وقفنَ على الباب يقرَعنه بحزنٍ وكآبة، ولم يفتح الباب لهنّ بل سمعنَ صوت العريس قائلاً لهنّ: لا أعرفكنّ، فقد اُغلق الباب ولم يبقَ أي مجال لتوبة الإنسان بعد أن يكون قد غادر هذه الحياة الدنيا لأن العريس يكون قد دخل إلى موضع العرس والمستعدات دخلن معه إلى العرس. ما أعظم شقاء أولئك الناس الذين ولئن كانوا في عداد المؤمنين في ملكوت اللّـه على الأرض في الكنيسة المقدسة ولئن كانت سرجهم مضاءة بالإيمان الصوري ولكنهم لم يقرنوا إيمانهم هذا بالأعمال الصالحة، أعمال الرحمة التي يصفها الرسول يعقوب بقوله: «الديانة الطاهرة النقية عند اللّـه الآب هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم»(يع1: 27)، ويقول الرب يسوع: «أريد رحمة لا ذبيحة»(مت12: 7) و(هو6: 6)، ويقول الرسول يعقوب أيضاً: «ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد أنّ له إيماناً ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه... إن الإيمان بدون أعمال ميت» (يع2: 14 و20)، وقد ضرب لنا الرب يسوع مثل السامري الصالح ليعلمنا كيف يجب علينا أن نرحم من يحتاج إلى الرحمة، فالسامري الصالح الذي سمع أنين ذلك الساقط بين اللصوص لم يهب أحداً وجازف حتى بنفسه وضمّد جروحات الساقط بين اللصوص بخمرة قلبه وزيت نفسه وحمله على دابته وأتى به إلى الفندق ودفع عنه دينارين وقال لصاحب الفندق: «اعتنِ به ومهما أنفقتَ فعند رجوعي أوفيك»(لو10: 35) ، فنال السامري الصالح الثناء من المسيح يسوع ربنا الذي علمنا أنّ الرحمة أفضل من الذبيحة، وبحسب المثل دان الرب يسوع الكاهن الذي مرّ بذلك الجريح الساقط بين اللصوص ولم يبال وهو يسمع صوت استغاثته، كما دان اللاوي أي الشماس الذي كان يخدم أيضاً في هيكل الرب لأنه سمع أنين الساقط بين اللصوص وتطلّع ولم يبالِ، ومدح الرب السامري الصالح غريب الجنس الذي اعتنى بذلك الجريح مبرهناً على أننا بأعمال الرحمة المقترنة بالإيمان سنرضي اللّـه تعالى إن كان في قلوبنا رحمة نُبرهن على صدقها بخدمة الإنسان المحتاج إلى مساعدتنا مهما كان دينه أو مذهبه أو جنسه لأننا لسنا ديّانين لهذا الإنسان إنما علينا أن نفعل الرحمة طالما الإنسان يحتاج إلينا. أجل: إن الرب يسوع في ملكوته السماوي على الأرض أتاح لنا فرصةً ثمينةً هي أن نؤمن به ونعمل بوصاياه لنرث ملكوته السماوي، فعرسه الذي دُعيت إليه البشرية كافة، هذا العرس الإلهي يبدأ بالإيمان به بأنه ابن اللّـه الوحيد ونبرهن على الإيمان بالتمسك بكل ما أمرنا به من وصايا سامية واثقين بأن حياتنا على الأرض مهما طالت فهي قصيرة ولابدّ أن نغادرها بالموت الذي وضع على الناس جميعاً أو تنتهي بمجيء ربنا يسوع المسيح ثانية في ساعة لا نعلمها كما أوصانا بقوله: «اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم واعلموا هذا أنه لو عرف ربّ البيت في أي هزيع يأتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان»(مت24: 42ـ 44). هذا السهر هو الاستعداد كاستعداد العذارى الخمس الحكيمات، لتوفير الأعمال الصالحة إلى جانب الإيمان الصوري لنكون في كل حياتنا على الأرض شهوداً له لأنه هو السامري الصالح الذي جاء من السماء وأنقذنا نحن الذين كنا ساقطين بين اللصوص أي الشياطين الذين يحاولون اسقاطنا بالتجارب فإذا صدقناهم كما صدق أبوانا الأولان إبليس فنفقد النعم الإلهية، ونترك بين أحياء وموتى مثل الإنسان الذي كان ساقطاً بين اللصوص ونحتاج إلى الرب يسوع، السامري الصالح لينقذنا ويعالجنا ويداوينا ويأخذنا إلى كنيسته المقدسة. أيها الأحباء عندما غادر الرب يسوع أرضنا هذه بعد أن أكمل عمل الفداء ليعود إلى أبيه السماوي ويجلس عن يمينه ودّع رسله الأطهار بأن رفع يديه وباركهم في جبل الزيتون وارتفع إلى العلاء صاعداً إلى السماء بجسده الممجد، وكان الرسل شاخصين إليه وأخفته سحابة عن أعينهم، ولوقا الذي يصف لنا هذا المشهد يقول أن هذين الملاكين اللذين ظهرا بهيئة شابين بثياب بيضٍ قالا للرسل: « أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء» (أع1: 9 و10)، ففرح التلاميذ لسماع خبر مجيء الرب يسوع ثانيةً، وليس هذا فقط بل سجدوا للمسيح وبذلك اعترفوا به بأنه اللّـه ظهر بالجسد، وعادوا إلى أورشليم فرحين ومنذئذٍ والكنيسة بشخص الرسل والآباء ثم جميع المؤمنين واقفة على أصابع أقدام الانتظار شاخصة إلى السماء تنتظر المسيح ليأت ثانية، بمجيئه الأول صنع الفداء وانتصر على أعدائنا الموت والشيطان والخطية، وأنعمَ علينا بأن نكون أولاداً لله بالنعمة، أبناءً للسماء ولكن في مجيئه الثاني سيأتي كما نعترف ونقرّ في قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني الذي نتلوه في بدء احتفالنا بالقداس الإلهي وختام صلواتنا صباح مساء «إن الرب يسوع يأتي ثانيةً لدينونة العالمين». والرسول بولس وهو يؤمن بهذه الحقيقة الإيمانية السمحة وقد أذاعها بين المؤمنين كما سلمها الرب يسوع لبقية الرسل أيضاً وعلمونا إياها أن نذكر في كل مرة نحتفل بها بالقداس الإلهي ونقول بصوت الشماس «أيها الرب يسوع» أننا نذكر موتك ونؤمن بقيامتك وننتظر مجيئك الثاني فارحمنا، أجل إننا ننتظر مجيء الرب الثاني بإيمان، وإن كنا أحياء بالجسد عند مجيء المسيح يسوع ثانيةً يقول الرسول بولس: سنختطف معه في الجو بعد أن يتمجد جسد كل واحد منا ويصير جسداً روحانياً، وإن كنا راقدين بالرب وأرواحنا حية خالدة فسنسمع صوت الرب ونقوم قيامة الأحياء حيث تتحد نفوسنا بأجسادنا ونرث معه ملكوت السموات. فما أسعدنا إن كنا نتمثل بالعذارى الخمس الحكيمات اللواتي كن ساهرين منتظرين مجيء الرب الثاني، سرجنا مضاءة بالأعمال الصالحة التي يراها الناس ويمجدوا الآب الذي في السماء، ونستحق أن نستقبل الرب بفرح وندخل ملكوته مشاركين بالاحتفال بعرسه الإلهي حيث ننتقل من ملكوت اللّـه على الأرض الكنيسة المجاهدة، لننضمّ إلى ملكوت اللّـه في السماء الكنيسة المنتصرة، كنيسة الأبكار المكتوبة أسماؤهم في السماء كما يقول الكتاب المقدس، لنحتفل بفرحٍ بعرس المسيح يسوع عندما تُزف إليه الكنيسة المقدسة المؤلفة من الأبرار والأتقياء والشهداء الصالحين. ما أسعدنا إن كنا في عداد أولئك الناس الصالحين يوم يأتي المسيح يسوع ثانية يوم يُنفخ بالبوق، يوم تسبق ذلك المجيء علامات أعلنها لنا الرب، يوم نؤمن كما آمن نوح بأمر الرب وبقي مائة سنة وهو يصنع الفلك لأن الرب أمره بأن يفعل ذلك وكان يعظ الناس طيلة هذه المدة ولكنهم لم يؤمنوا بما قاله لهم، ثم دخل نوح هو وعائلته أبناؤه ونساء أبنائه وأولادهم، وأدخَل معه من البهائم الطاهرة، ومن سائر البهائم والوحوش أيضاً عدداً محدوداً مما أمره اللّـه بأن يدخل معه إلى الفلك، وعندما جاء الطوفان، أغرق جميع الناس إلا نوح وثمانية أشخاص هم، أبناؤه ونساءهم الذين بقوا أحياء داخل الفلك وما اختاره من البهائم لتبقى حية هكذا جاء الطوفان وأخذ الجميع، سيأتي المسيح ثانيةً آمنا بهذه الحقيقة الإيمانية أو لم نؤمن وحينذاك إن كنا مؤمنين صالحين ساهرين سنكون مع العذارى الخمس الحكيمات ونرث السعادة الأبدية وإن لم نكن أبراراً نكون في عداد أولئك الذين كانوا في جيل لوط أيضاً حيث أمره الرب أن ينذر أولئك الناس الذين حادوا عن الشريعة الإلهية فأنذرهم لوط ويقول الكتاب المقدس أنه اعتبر كمازح في أعين أصهاره ولكن عندما أباد اللّـه ذلك الجيل بالنار والكبريت، خلص لوط ومن معه ولكن الذي كان يتوق إلى العودة إلى التمرغ بالخطايا عوقب كزوجة لوط التي التفتت إلى الوراء فصارت عمود ملح. أحبائي لا بد من أن المسيح يأتي ثانية، ويأتي لدينونة العالمين فإن آمنا بمجيئه الثاني وكنا مستعدين لأن الرب يسوع يقول في مثل العذارى: «أما المستعدات فدخلن معه إلى العرس» إن كنا مستعدين لاستقباله، إن كنا ساهرين مقتدين بالعذارى الخمس الحكيمات لنا في آنيتنا زيت احتياطي الذي يمثل أعمال الرحمة والمحبة زيت الإيمان الطاهر المقترن بالأعمال الصالحة فتبقى سرجنا مضاءة وندخل معه إلى العرس السماوي ونرث معه ملكوته السماوي يوم يدعو الرب الديان العادل الصالحين القائمين عن يمينه قائلاً لهم: «تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم... ثم يقول للأشرار القائمين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته... فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية» (مت25: 34 و41 و46). فلنقتدِ بالمستعدّات أحبائي، لنتمسّك بعقائدنا الإيمانية السمحة، لنتمسّك بنور المسيح، لنكون مملوئين من حرارة الإيمان، لا أن نقبل الإيمان الصوري فقط بل أن نقرنه بالإيمان الحي أي الأعمال الصالحة، لنكون أحياء في المسيح، حتى إذا ما جاء ووجدنا ساهرين مستعدين لاستقباله وسرجنا مضاءة وزيتنا وافر، يدعونا لندخل معه إلى العرس مع العذارى الخمس الحكيمات ونتنعم معه على مائدته السماوية إلى الأبد |
||||
12 - 08 - 2014, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 5049 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الملكوت على الأرض كما في السّماء! الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي - دوما انطرح السّؤال: أيُعقل أن تُبنى كنيسة من مال الحرام؟ بعضهم قال لِمَ لا طالما أنّ ثمّة بناء أُشيد من حجر. المؤمنون يقدّسونه باجتماعهم فيه. ليست العبرة بأيّ مال علا البنيان بل بما يجعل المؤمنون فيه من عبادات. هكذا ظنّ فريق منهم. ولمّا يشاركهم آخرون قالوا إنّ مال الحرام يترك في الموضع مناخًا من الهوى الإبليسيّ ينبثّ في الحجر والبشر ويفسد العبادة. كيف يمكن لما فاحت منه رائحة الخطيئة والنّتن أن يُسهم في تقديس العباد؟ أوليس الحجر، في كلّ حال، إلى البشر والبشر إلى الحجر؟ أليس الموضعُ حاضنَ النّاس والنّاسُ حضنة البيت؟ أيُعقَل أن لا ينجم عن السّوء تأثير وتأثّر يتبادله النّاس والأرض! على هذا، وسط الجدال، اتّفق الأضداد على تحكيم شيخَين روحيَّين، وما يُفتيان به يُتبنّى! حملوا القضيّة إلى الأوّل فقال انقضوا المكان حتّى إلى أساساته، لا تتركوا حجرًا على حجر إلاّ تقلبونه لأنّه لا خلطة للنّور مع الظّلمة ولا شركة لله مع بليعال! ثمّ نُقلت المسألة إلى الثّاني فقال: أبقوا على الكنيسة ولكن افتدوها بكمّ من المال تنفقونه على الفقراء. إذًا لا حلّ أُعطي بل اثنان. أخيرًا ارتُئي أن يُبقَى على الكنيسة وتُوزَّع العطايا على الفقراء. هذا اعتُمد لأنّ المال المستعان به خَفِيَ على القوم مصدرُه، وما اعتُبر الحلُّ المعتمدُ تشريعًا لاستعمال أموال السّوء، عن وعي، ثمّ افتدائها بعطايا للفقراء. لذا العادة القويمة، اليوم، ألا يؤخَذ المالُ الأسود لبناء الكنائس بل لإعانة الفقراء فقط. أمّا الكنائس فالمسعى هو التّثبّت من نقاوة الأموال المتّخذة لبنيانها حتّى تكون الحجارة تعبيرًا عن نقاوة الإيمان وسلامة القلوب واجتهاد القوم أن تكون تقدماتُهم من أتعابهم لا صدى لأهوائهم. في عالم تكدّه المادّيّة لا قيمة لجدال من هذا النّوع. النّاس يبنون الكنائس الحجريّة كأنّها قِيَمٌ في ذاتها. الإنجازات لدى الأكثرين فضيلة، بِغَضّ النّظر عن مصادر ما تتحقّق به هذه الإنجازات. مال الرّقيق الأبيض والرّشوة والتّهريب والغشّ والمخدّرات مال تنفقه في شهواتك أو تنفِّذ به مشاريع للرذيلة أو تبني به الكنائس لا فرق. المال، واقعًا، سيِّد مطلق في هذا الدّهر لا تُنجِز شيئًا من دونه، ولا تنظر، عادةً، في ما أتى منه بل في ما هو ذاهب إليه. هكذا يَتصوّر الأمورَ أكثرُ النّاس وهكذا يتصرّفون. لذا تختلط عطايا المبارَكين السّالكين بمخافة الله، الّذين يحصّلون القرش بالعرَق والأمانة، بأموال الغشّاشين والسّماسرة والسُّرَّاق المتعطّشين إلى المجد الباطل. مفهومُ أنّ ما لله يُنشَأ بالإيمان والبَرَكة ليس المستَنَد المعوَّلَ عليه في الممارسة الكنسيّة، اليوم، بعامة. المتعارَف عليه أنّك تجمع المال من المتبرّعين بغضّ النّظر عن مقاصدهم ومراميهم، من الحفلات، من الأنشطة المختلفة، وحتّى من التّومبولا وما شاكلها، ثمّ تبني ثمّ تكرِّس بتلاوة النّصوص وإتمام الطّقوس. لا هكذا يُشاد البنيان الكنسيّ! لا المال يبني الكنائس ولا الطّقوس تجعل الموضع مسكنًا للنّعمة الإلهيّة بالضّرورة. الكنائس تُبنَى بالبرَكة أوّلاً وثانيًا وأخيرًا. لذا قيل "إن لم يبنِ الرّبّ البيت فباطلاً يتعب البنّاؤون". الباني هو الله. هذا هو معنى بناء الكنائس بالبَرَكة. للمؤمنين دورُهم طبعًا. وأقول المؤمنون لأنّه ليس غير المؤمنين ولا بغير الإيمان يجوز أن تُبنى الكنائس. أمّا دور المؤمنين فأن يقدِّموا من نتاج إيمانهم وثمر تعبهم ما تيسّر. لذلك فقط المال النّظيف مقبول. هذا قد يكون كثيرًا أو قليلاً، كافيًا أو غير كاف. لا يهمّ. المطلوب أن يقدّم المؤمنون من السّمك الّذي اصطادوا (يو 21: 10). لا ينهمنّ المؤمنون بجمع المال من هنا وهناك كيفما اتّفق ليُكملوا البنيان. هذا عمل الله وليس عملهم. لا نعرف تمامًا كيف يعمل الله. فقط نعرف أنّه يعمل. هو يحرّك القلوب وله خدّامه. لا يجوز أن تكون الكنيسة من بناء النّاس بل من بناء الله والمؤمنين معًا. وليس عملُ الله، في ذلك، تحصيلَ حاصل إن لم يسلك المؤمنون في الإيمان والطّلبة. أن يعتمد النّاس على تدابيرهم بالكامل ويعتبروا عون الله لهم أمرًا مفروغًا منه، كلامٌ في الهواء. الكنيسة الّتي تُبنَى ببركة الله وغيرَة المؤمنين عجائبيّة تحديدًا لأنّ إصبع الله فيها. مكانَ صلاة تكون لا مجرّد مكان اجتماع. متى اجتمعوا فيها اجتمعوا إلى ربّهم لا فقط لإتمام طقس. الله يكون حاضرًا فيها بشكل مميّز. يكون مُتّخِذَها ومَن فيها كخاصة له. الكنيسة الّتي تبنيها البَرَكة تساهم في جعل المؤمنين كنيسة، فتكون كنيسة الحجر معينًا وتعبيرًا عن كنيسة البشر ويكون الكلّ تعبيرًا عن جسد المسيح. بالأيقونة نتعاطى الإلهيّات، والبناء الكنسيّ أيقونة حجريّة تحدِّث عمّا فوق. في مقابل المادّيّة المزعومة لهذا الدّهر وما تتضمّنه لجهة النّفسانيّات والفكريّات، الحقّ أنّنا نتعاطى الخليقة روحيًّا. منطلَق كلِّ ما هو قائم، إنسانًا وحجرًا ونباتًا وحيوانًا وما منه وما إليه، منطلَق روحيّ وكذلك مآلُه. ليس هناك ما يمكن اعتباره مادةً حياديّة. الله مالئٌ الكلّ ولا شيء منعزلاً عنه. كذلك رئيس سلطان الهواء، الرّوح الّذي يعمل الآن في أبناء المعصية (أف 2: 2). لا شيء في الإنسان أو يمتّ إليه إلاّ وراءه قوى روحيّة إلهيّة أو شيطانيّة مقاوِمة لما لروح الله. ثمّة تضاد قائم، على كلّ صعيد، بين ما لله وما لإبليس. المحبّة تؤثّر في كلّ ما لنا وما هو من حولنا وكذلك البغضاء. اسم الله يؤثّر وتغييب الاسم يؤثّر. سلام المسيح يؤثّر وفكر الشّيطان يؤثّر. الرّحمة تؤثّر والحسد يؤثّر. ما نعانيه وتعانيه الخليقة وكذلك ما نعاينه، إن كنّا لننظر بعين القلب، هو انعكاس لهذا التّضاد بين ما لروح الله وعدوّ الله. ما في قلب الإنسان، في ما يختصّ بما للإنسان، هو المصدر، وما للجسد والنّفس والفكر والمادّة هو أداة. لذا نرى في المرض، مثلاً، واقعًا روحيًّا أولاً وأخيرًا، وكذلك في الألم. العلاقات كلّها مغمّسة بالرّوحيّات. الحضارات والثّقافات والعلوم والآداب قيم روحيّة، سالبة أو موجبة، أوّلاً وقبل كلّ شيء. الأسد الّذي صار خادمًا للقدّيس جيراسيموس الأردنيّ حرّكه روح الرّبّ حتّى تصرّف كأنّه كائن عاقل. كذلك الكلب المسعور الّذي هاجم القدّيس سلوان الآثوسي فعل فيه إبليس. لا هذا ولا ذاك كان استثناء بل لأنّ القوى الدّافعة لكلّ الخليقة روحيّة الطّابع، درينا أو لم ندرِ. على هذا ليس بناء الكنائس أمرًا مادّيًّا بحتًا. قبل البناء البرَكة، وقبل المال ما في قلب الإنسان. ما تُبنى فيه الحجارة من قوى روحيّة هو المفاعل المؤثّر في ما يُشاع في المكان أوّلاً. نحن نشيد قيمًا روحيّة قبل أيّ شيء آخر. هيكلنا النّعمة أولاً وكذا موضع اجتماعنا. لذا نحرص على أن نبني الملكوت في كل ما نؤدّيه. ليست العبرة في أن نطعم الجيّاع وحسب، العبرة في أن نحبّ. ولا العبرة في أن تكون لنا أبنية جميلة المظهر، هذه ارتحلت إلى الأبد مع هيكل أورشليم الأرضيّة، العبرة في أن تكون لنا أبنية تحدّث عن بهاء الملكوت الّذي نحن إليه. "كلّ ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرّبّ ليس للنّاس، عالمين أنّكم من الرّبّ ستأخذون جزاء الميراث" (كو 3: 23). عندما تنفتح العيون على ما للرّبّ الإله في كلّ عمل وقول يزدهر الملكوت فيما بيننا، وعندما يقتصر الجهد على ما لأمجاد النّاس يُغيَّب الملكوت ولو ملأنا الأرض كتب لاهوت ومؤسّسات وكنائس. الأهمّ أن يكون ما هو هنا أيقونة لما هو فوق! |
||||
12 - 08 - 2014, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 5050 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الحاجة إلى واحد بين موقف مرتا العامل ومريم المتأملة الاب انطونيوس مقار ابراهيم راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان مقدمة نتأمل اليوم في فصل الانجيل الذي تُليىَ على مسامعنا من بشارة القديس لوقا10/43 ونجده مترابط بما سبقه من الآيات الأولى ، فحيث يذكر لنا القديس لوقا تعيين الرب للسبغين رسول وارسالهم اثنيين اثنيين، ومن ثم حديثة عن دينونة صور وصيد، وعودة الرسل بفرح وابتهاج وابتهجاهه هو للاب ومثل السامري الصالح إلى أن يصل بنا القديس لوقا لنص دخوله بيت عنيا. قراءة الاحداث: بينما هم سائرون أولاً الاشخاص يسوع ، التلاميذ، الجموع، مريم ومرتا" هنا فيه جماعة" ثانياً المكان " بيت عنيا" أي "بيت الطاعة" أو" بيت العناء". بين الاشخاص والمكان والحدثنرى يسوع يوجه نظرنا إلى : 1- يحمل المؤمن إلى الكنيسة ويمنحه الروح القدس يعضده حتى مجبيئه الثاني كما وضح لنا مثل السامري الصالح . 2- يسوع من مريم ومرتا يدعونا إلى العودة لكل ما هو جوهري وأساسي في حياتنا. 3- بيت الطاعة " هنا نعني بالكنيسة حيث يمتثل الاعضاء بالطاعة لله محتملين كل عناء كشركة آلام مع المسيح المخلص . 4- اكتشاف تناغم رائع وفريد في حياة مرتا ومريم ، يعطيه يسوع جمالاً أفضل. فماذا تمثل لنا كل من مرتا ومريم تمثل لنا مرتا تمثل لنا مريم 1- الانسانة المجاهدة " جماعة المجاهدين" 2-فعلت جيداً بتحضير واجب الضيافة. 3- استقبلته كضيف وسيد 4- اعدت طعاماً بيديها لتقدمه له. 5-مهتمة ومنشغله بأمور كثيرة بجد نشاط. 6- عينها على العادات والتقاليد. 7- اعدت وليمة كبيرة للرب 8- تمثل الحياة الحاضرة والعمل المستمر. 9- نرى فيها صورة لحياة الحزن وعدم الاستقرار. 10- نموذج لطالب الحياة الزمنية لارضية. 11- ما فعلتة ليس شرير ولا رديء. 1- المصغية والمتأملة " جماعة المتأملين ". 2- تفعل حسناً بجلوسها عند قدمية " سماع إصغاء. 3- استقبلته كرب ومخلص لها . 4-جلست ليطعمها هو بما في يديه" طعام الروح" 5- مهتمة ومتأملة كلامه بشوق وحياة . 6- عيناها على امرٍ واحد . 7- اعدت ذاتها لوليمة الرب . 8- تمثل الحياة العتيدة وحياة الراحة والاسترخاء. 9- نرى فيها صورة لحياة الفرح وهدوء البال 10- نموذجٍ لطالب الحياة الابدية السماوية 11- مافعلته حسنٌ وخيرٌ إن ما قامت به مرتا من أمور كثيرة هو هو ذاته ما نفعله نحن اليوم . وما قامت به مريم هو هو ما نترجاه في الحياة الآتية ، لذا فمرتا جاهدت في الخدمة العاملة ومريم جاهدت بطريقٍ أفضل في حياة العمل الروحي بكلمة الله والاصغاء إليه. واجبنا نحن المسيحيين والمؤمنين أن نقرن هذا التناغم معاً ولا نفرق بين حياة وحياة، فالمسيحي يحمل في قلبه فكر مرتا وفكر مريم، فلا جهاد خارج حياة التأمل. ولا حياة للتأمل بدون عمل . فنحن اعضاء وكلٍ منا له موهبته وعلينا أن ننظر إلى يسوع ونكون في حركة على الدوام بين حُب الهدوء والسكينة لعيش حياة تأمل ملؤها العبادة والسجود ليسوع . يسوع ينزل إلينا ويحتاج منا أن نطعمه ، ويرفعنا إليه ليطعمنا. هذا هو يسوع الذي جاء إلى العالم خاصته وخاصته لم تقبله أما الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله. جاء يسوع إلى الخدم فجعل منهم إخوة وإلى المأسورين فجعل منهم شركاء في الميراث. نحن مدعوين بأن نكون كمرتا نخدم ونجاهد وكمريم نجلس ونصغي له . مدعوين لنترك الاهتمامات والأمور الجسدية ( الطعام الفاني) ونهتم بالخير الأعظم في حياة التأمل. أخيراً يجاوب يسوع على رغبة مرتا التي قالت له أما تبالي بأن مريم لم تساعدني فقل لها أن تساعدني، يقول يسوع يامرتا أنك تهتمين بأمورٍ كثيرة لكن الحاجة إلى واحد ، فمريم إختارت النصيب الصالح الذي ينزع منها. وبهذه العبارة يكشف يسوع عن زوال كل مظاهر الغنى والمال والمناصب والمراكز الاجتماعية والشهادات وامور الجسد، ويلفت إنتباهنا إلى أمور الروح وحياة الفرح. فهذا هو النصيب الصالح بأن نكون ثابتين مجاهدين حتى تبقىّ كلمة الله ثابته فينا متجذرة ومتأصلة منها نمتليء حكمةً للإنتصار على المعوقات الارضية التي تؤدي بنا إلى عدم الاصغاء إلى كلام الله. لنفكر جيداً في عناية الرب التي تسهر علينا |
||||