11 - 08 - 2014, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 5021 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يكرم قديسيه ان كان السيد المسيح قد عظّم المرأة الكنعانية بسبب إيمانها وقال لها: "ياإمرأة عظيم هو إيمانكِ"(متى28:15)، فكم تكون مريم التى آمنت ان يتم ما قيل لها من قِبل الرب(لوقا45:1)؟ ان الله قد عظّم ابراهيـم من أجل طاعتـه "من اجل انك سمعت لقولي"(تكوين18:22)، فكم تكون مريم التى سلّمت حياتها "فليكن لي بحسب قولِك"(لوقا38:1)؟ ... إن كان يوحنا المعمدان الذى إرتكض وهو جنين فى بطن امه اليصابات حينما سمع سلام مريم العذراء(لوقا41:1) وقد وصفه السيد المسيح بانه: "اعظم من ولدتهم النساء"(متى11:11)، فكم تكون مريم العذراء التى لم تكن ملاكا يهيئ طريق الرب بل هى حاملة الإله ووالدته "الروح القدس يحلّ عليكِ وقوة العلي تُظللكِ ولذلك فالقدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله"(لوقا35:1)؟ لأن الله امرنا قائلاً:"أكرم أباك وأمك" ولم يضع شروطاً لهذا الإكرام حتى نكرمهم بل نكرمهم من اجل أبوتهم وأمومتهم، فكم تكون مريم العذراء "حواء الجديدة" وام كل حي وام المسيح والذى نحن "الكثيرين جسد واحد فى المسيح"(رومية5:12)؟ ان كان القديس يوحنا قد أبصر وسمع فى رؤياه تطويب من له حظ فى عشاء الحمل"طوبى للمدعوين الى عشاء عُرس الحَمَل"(رؤيا9:19)، فكم تكون مريم العذراء والأم والمؤمنة؟ ان كان من يحفظ الشريعة ووصايا الله قد طُوّب كما جاء فى سفر الأمثال:"الذى يحفظ الشريعة طوبى له"(امثال18:29)، "طوبى لمن يحفظ اقوال الكتاب"(رؤيا7:22)، فكم تكون مريم التى حافظت على تطبيق الشريعة (لوقا22:2و41)وكانت "تحفظ ذلك الكلام كله فى قلبها"(لوقا51:2)؟ ان كان "المتواضع بالروح يحصُل على الكرامة" (امثال23:29) فكم تكون مريم العذراء التى قالت:"ها انا آمة الرّب"(لوقا38:1) وصرخت قائلة:"لأنه نظر الى تواضع أمتهِ"(لوقا48:1)؟ لأن الله يكّرم قديسيه، وهذا ما وضحه الكتاب المقدس فيما يلي: "...والآن يقول الرب حاشا لي. فإني أكرم الذين يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون" (1ملوك30:2). ويوضح معلمنا بطرس الرسول أن الرب قد أعطى المؤمنين جميعهم أي القديسين في المسيح يسوع الكرامة بقوله: "فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة ..." (1بطرس2: 7). وفي حادثة تجلي رب المجد يسوع على الجبل قد أكرم القديسين الذين رحلوا من هذا العالم عندما أحضر موسى وإيليا ليظهرا معه في تجليه أمام تلاميذه وكان يتكلم معهما(متى17: 1ـ 8).فكم يكون إكرام أم "قدوس القديسين"؟ وإن كان أهل العالم يكرّمون الأبطال وشهداء الوطن والشرفاء والأمناء في الأرض فكم يفعل الرب بأبطال الإيمان وشهداء الكنيسة والشرفاء والأمناء من عبيده القديسين؟ لأن أي إكرام للعذراء مريم يقودنا حتماً للسيد الـمسيح فكلمات مريم العذراء فى عرس قانا الجليل للخدام "مهما يأمركم به فإفعلوه"(يوحنا 5:2) ما زال قائماً، ففى كل الـممارسات التقوية نجد ان هدفها هو تمجيد السيد المسيح. ومريم العذراء فى جميع ظهوراتها تكرر هذا الرجاء "مهما قال لكم إفعلوه" فهى تحرص على أن تقود ابناءها نحو الـمسيح. ان كل تمجيد او إكرام مقدم ما هو إلاّ أصداء لما كان يردده شعب اسرائيل فى القديم عند قبولهم لعهد الله على جبل سيناء: "جميعما تكلّم به الرب نعمل به..ونأتمر به"(خروج3:24و7) وجددوه ايام يشوع (يشوع24:24)، وعزرا (عزرا12:10) ونحميا (12:5)،وهى أيضاً تلبيـة لأمر الله القائل:"هذا هو إبني الحبيب فله إسمعوا"(متى5:17). فإذا كانت مريم تطلب منا سماع كلمة يسوع وإن كان الرب يسوع يأمرنا أن نكرّم قديسيه ألا نسمع نحن النداء؟؟!. |
||||
11 - 08 - 2014, 05:32 PM | رقم المشاركة : ( 5022 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيـد مريـم أم الله أو عيد الأمومـة الإلهيـة 1 كانون الثاني وهو عيد كبير ومقدس ومن أقدم الأعياد الكبرى لـمريم العذراء ويتم فيه الإحتفال بعظمة مكانـة مريم كأم ليسوع الـمسيح إبن الله "مولوداً من إمراءة"(غلاطية4:4) الذى أتـى ليحررنـا من خطايـانـا ويجعلنـا أبناء للـه. وتحتفل الكنائس الشرقيـة فى هذا اليوم بعيد ختان الطفل يسوع (لوقا21:2). ولقب "والدة الإله" ليس مجرد إسم ولا هو لقب تكريمي للعذراء، إنـما هو تعريف لاهوتـي يحمل حقيقة حيّة إيـمانية، وتحمل لنا أيضا فعل محبة الله فى أعلى صورها. الحقيقة ان العذراء مريم ولدت الإله الـمتأنس، أي الـمسيح بلاهوتـه وناسوتـه، وعندما نقول عن أم انها ولدت إنسانا لا نقول انها أم الجسد فقط بل أم الإنسان كله مع انها لـم تلد روح الإنسان الذى خلقه الله، هكذا تدعى القديسة مريم والدة الإله ولو انها لم تلد اللاهوت لكن ولدت الإله الـمتأنس. إذا كان السيد الـمسيح هو الله الذى ظهر فى الجسد كقول الرسول بولس"عظيم سر التقوى الذى تجّلى فى الجسد"(1تيمو16:3) فوجب أن تدعى العذراء بأم الله فهى أم يسوع، ويسوع هو الله وعلى هذا تكون القديسة مريم هى أم الله، وبالعكس إذا لـم تكن القديسة مريم أم الله لا يكون الإبن الـمولود منها إلها. إن حبل مريم بيسوع الـمسيح لـم ينتج عنه تكوين شخص جديد لـم يكن له وجود سابق كـما هى الحال فى سائر البشر بل تكوين طبيعة بشرية اتخذها الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الـموجود منذ الأزل فى جوهر واحد مع الآب والروح القدس. فيسوع الـمسيح ليس إلا شخص واحد، شخص الإله الـمتجسد الذى اتخذ طبيعتنا البشرية من جسد مريم وصار بذلك إبن مريم. وتحتفل الكنائس ذات الطقس البيزنطي او السريانـي بعيد "أم الله أو "ثيؤتوكوس" فى يوم 26 من ديسمبـر، لأنـه يرتبط بعيد ميلاد السيد الـمسيح. |
||||
11 - 08 - 2014, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 5023 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إيليا يحطّم الأصنام الأب بسّام آشجي لدينا في قصة إيليا النبي نموذجاً حيّاً للأصنام التي يضعها الإنسان إلى جانب الله الحق، أو بدونه (الإلحاد)، أو فيه (الصور الخاطئة عن الله)، ويتعبّد لها (1ملوك17/1-7، 12/28-16/34). ففي عصر إيليا عبد الشعب الله، ولكنهم أشركوا أصنام البعل في عبادتهم، وذلك بناءً على طلب الملكة إيزابل زوجة آحاب الملك، إكراماً لشعبها الوثني. فاضطر إيليا إلى الدفاع عن عبادة الله الواحد بقوله: "إن كان البعل هو الإله فاتبعوه وان كان الله هو الإله فاعبدوه.. اليوم اختاروا مَن تعبدون". إن عبادة آلهة مع الله موجودة في كل عصر، وقد حذّر يسوع منها: "إياكم أن تعبدوا ربين الله والمال" (مت6/24). بدايةً، نستطيع أن نجد في تجارب البريّة نماذج واضحة لهذه الصنمية وأمثلةً بيّنة لتحديات الإيمان، اختبرها يسوع بعمق (لو4/1-13): 1ً- تجربة الخبز أو التعبد للحاجات (الأصنام مع الله): يقول إبليس: "إن كنت ابن الله فحوّل الحجارة إلى خبز".. أي كن على علاقة بالله ولكن لمَ لا تتعبّد أيضاً لحاجاتك!.. 2ً- تجربة السيادة أو التخلي الكامل عن الله والتعبد لغيره (الأصنام بدون الله): يقول إبليس ما معناه: "اسجد لي لكي يسجد لك كل شيء".. أي دعك من الله.. اتركه واعبد ما يفيدك: اعبد ذاتك.. مصلحتك.. 3ً- تجربة التزييف أو الصور الخاطئة عن الله والإيمان به من خلالها (الأصنام في الله): يقول إبليس: "مكتوب أنه يوصي ملائكته بك".. إن كلمة مكتوب أي مكتوب في الكتاب المقدس. أي أن أبليس يجرّب يسوع من خلال الكتاب المقدس.. يُبرز صورة خاطئة عن الله. صورة يستطيع للإنسان استعماله من أجل مصلحته. لقد انتصر يسوع على تجارب إبليس، وحطّم إيليّا أصنام عصره.. ماذا لو جاء إيليا اليوم أو يسوع نفسه تجسّد مجدّداً في عالمنا المعاصر؟ كم من الآلهة يحذرنا من عبوديتها.. إليكم بعض الأمثلة: 1. تأليه الكماليات : هل يمكننا اعتبار الموضة، والتلفزيون والفيديو والديش، والتلفون، والسيارة، ووسائل الرفاهية،... قد أصبحت آلهة؟ كم من الكماليات أصبحت في وقتنا ضروريات، وباتت تُعبد كآلهة؟ هل يعني هذا أن مبادىء الإنجيل ما عادت تنسجم والواقع المعاصر؟ (تأمّل: مت6/25-34، لو10/41-42). إن الإيمان هو دعوة اختيار، فطوبى لمن اختار النصيب الصالح الذي لا ينزع منه (لو10/42). لابدَّ من تمييزٍ واضح لحاجات العصر وتقييمها بشكل صحيح لئلا نفقد الثمين. فالإيمان المسيحي لا يتناقض مع تلبية حاجات الإنسان. ولكن المشكلة هي أن تستعبد هذه المظاهر الإنسان وتسرق علاقته بالله. إن الإنجيل يدعونا إلى الاهتمام بالآن، ولكن بشكل جيد ومقدّس وليس على حساب خسارة الأبدية (الغني الجاهل: لو12/16..). 2. تأليه الأنانيّة: لقد تميّز إنسان العالم المعاصر بالنزعة الفردية Subjectivity، فتشرعَنَتْ أنانيته في الكذب والحقد والشهوة والتسلُّط والسرقة، والتعنُّت والاستغلال والفوقيّة، والكثير من الصفات المؤذية. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إنَّ الإنسان لا يُحقِّق صورة الله ومثاله إلاَّ من حيث أنَّه يعيش المشاركة. فاللقاء بالرب لا يتمُّ إلاَّ من خلال الآخر. وهذا ما قصده بـ "سـرِّ الأخ". إنَّ الآخر ليس مرتعاً لاستهلاكاتنا، بل نحن مدعوون معه إلى أن نعيش قصد الله في خلقنا. فهو ليس "جحيماً "، حين لا يُلبِّي كلَّ حاجاتنـا، كما يـراه جـان بول سارتر. بل نحقِّق معه صورة الله ومثاله، حتى في فقره. إنَّ المسيح حيٌّ في شخـص الآخرين خصوصاً في إخوتـه الفقـراء والمحتاجيـن والمتألمين (مت 25/31..). "إن العطاء أكثر غبطة من الأخذ". 3. تأليه الأشخاص والتعصُّب: يقول الرب يسوع : "مَنْ كان أبوه أو أمُّه أحبَّ إليه مِنِّي، فليس جديراً بي. ومَنْ كان ابنه أو ابنته أحبَّ إليه مِنِّي، فليس جديراً بي" (مت10/37). أن هذا القول لا يعني أن الالتزام بالإيمان المسيحي يدعو إلى عدم محبة الأحباء. إن الإنجيل يدعو إلى محبة الأعداء (مت5/44)، فكم بالحري الأحباء. ولكنَّه يُنبـِّهُ إلى عدم المبالغة في هذه المحبة، التي تصل أحياناً إلى حدِّ تأليه الحبيب والتعصب الأعمى له . 4. تأليه عادات وتقاليد المجتمع : إنَّ مظاهر تأليه المجتمع تبدو واضحة بشكلٍ بيّنٍ، في اتباعٍ أعمى للعادات والتقاليد، ولقد انتقد يسوع بعض معاصريه لتمسُّكهم بهذه الصنميّة (لو11/37-54). كم من العادات والتقاليد عند المسيحيين اليوم، وخصوصاً في بلادنا، غريبة تماماً عن حقيقة الإيمان، لا بل معاكسة له؟ إنَّ الكتاب المقدس، وفي معظم صفحاته، يدعو إلى تنقية الإيمان من العبوديات المتنوّعة، ليكون "الـرب هو الله" (1ملوك18/3) وله تتـَّجِهُ كلُّ أمانةٍ ومحبّة. 5. تأليه العلم Scientism : يقول جاك مونود في كتابه الشهير" الصدفة والحتميّة": "إن المعرفة الموضوعية، أي تلك التي توفّرها العلوم التجريبية بمعناها الحديث، هي وحدها مصدر الحقيقة الصادقة". أي أن العقل هو الإله. والعلم وحده كافٍ لتفسير جميع معضلات الوجود والحياة والتاريخ. يمكننا الردُّ على هذا المذهب الصنمي بمثال بسيط لا يخلو من الفكاهة: لو أهدى محبّ إلى صديقته، الباحثة في علم النبات، وردةً، أتقول: "ما هذا؟.." أتصف مآبرها ومآسمها والساق والأوراق؟!.. أم تقول: "ما معنى هذا؟".. "إنها علامة حب!". فإذا كان العلم يبحث عن الإجابة عن سؤال: "ما هذا"، فيفسر ويحلل ويستنتج؛ الإيمان كالحب، يسعى إلى الإجابة عن سؤال لا يقل أهمية عن الأول، بل قد يفوقه في الأهمية، وهو: "ما معنى هذا"، أو "لماذا كان هذا أو ذاك في الوجود والتاريخ والحياة".. هل الإنسان عقلٌ فقط؟! ماذا لو كان عاطفة ومشاعر أيضاً؟.. ما المانع أن يكون فيه بُعداً مطلقيّاً يُسمّى "روح"؟.. ماذا يمنع أن ينشط هذا الروح بعلاقة حميمة مع المطلق بعينه، فيُفسّر أسباب الوجود والحياة والتاريخ، ويرجو الهدف من الكون والإنسان والعلم؟ صدق مَن قال: "قليلٌ من العلم يُبعدنا عن الله، والكثير منه يقرّبنا إليه". 6. تأليه المادة : بعـد غيـاب الإيـديـولـوجيات، في الآونة الخيرة، تعمَّقت ماديّة العالـم المعاصـر. فحلَّ الاقتصاد محلَّ العلم في الصنم السابق. وأصبح صنم الاقتصاد يسيّر كـلّ شـيء: business is business. الـمـادة هـي الإلـه. حتى إن أسمى العلاقات الإنسانية قد أخذ بُعداً تجارياً. فسمّي عالمنا بمجتمع الاستهلاك انطلاقاً من هذا الصنم. يقول كوستي بندلي: "إن مجتمع الاستهلاك يفرز العزلة والفراغ ويحكم على الإنسان بالعبثية والتفاهة. فإذا بالمرء فقير وسط خيراته المتراكمة، جائع كيانياً وسط تخمته، يسـتحوذ عليه السأم رغم تنوّع الملاهي وتجدّدها المستمر، ويفتك به القلق رغم كل الضمانات التي يقدمها له المجتمع.. المجتمع مريض، ينعكس مرضه على أفراده بشتى أنواع الاضطرابات". إذا كانت مظاهر التطور الاقتصادي والرفاهية المفرطة هي كلّ شيء في الحياة، ما معنى ازدياد نسبة الانتحار في البلدان الأكثر تحضّراً من الناحية الاقتصادية؟ ولماذا نجد في عواصم هذه البلدان، في الصباح الباكر، بقايا مستهلكـات المخدرات؟ ولماذا كُتب مرةً على أحـد جدران السوربون بباريس: "نرفض عالماً يموت من السأم.." هل تحوّل الإنسان إلى فحمة تحترق في مسيرة قطار نمو ورقي مجتمـع الاستهلاك؟ لكي يعيش هذا الإله الجديد، بعد أن ترك إنسان الاستهلاك اللهَ الحق الذي لا يهمّه سوى سعادة أبناءه البشر وخيرهم (أُنظر: مت6/ 25-34، لو11/11-13). 7. تأليه الإنسان: هناك تيارات إلحادية عديدة ألَّهت الإنسان على حساب الله. يقول نيتشـه: "لقد مات الله لكي يعيش الإنسان المتفوّق (السوبرمان)". يقول ماركس: "إن الإيمان بالله يقضي بالاعتراف بعدم قيمة الإنسان. إذاً، كان لابدَّ من الاستغناء عن الله لإنقاذ الإنسان... إن ديانة العمال هي ملحدة لأنها تبغي إعادة ألوهية الإنسان.. إن نقد الدين ُيخرج الإنسان من أوهامه، ويحمله على أن يفكر ويعمل ويُنظّم واقعه كرجل تخلّص من الوهم وبلغ الرشد ". يبدو أن التيارات التي تنكر وجود الله لم تتعرف فعلاً حقيقة الله التي ظهرت في شخص يسوع المسيح، الله المحبة. فلا مجال لمنافسة مَنْ جعل من خليقته صورته ومثاله، وقَبِلَ أن يموت من أجل مَن أحب (لو15/11..، مت5/ 13-16، 6/9، 25/14-15، يو15/15،.. الخ). يقول القديس ايريناوس (القرن الثاني): "مجد الله هو الإنسان الحي". أي أن الله يتمجّد في حياة الإنسان ونموّه. الله لا يقوّض الإنسان، بل على العكس يقبل أن يموت لكي يحيا وتكون حياته "وافرة" (يو10/10). لقد نشأت أيضاً أصنامٌ في العالم المعاصر بسبب الفهم الخاطئ لحقيقة الإيمان المسيحي يقول ماركس: "إن مبادئ الدين المسيحي الاجتماعية تفسّر جميع المعاملات الدنيئة التي يقاسيها المستضعفون من قِبَل مستغليهم، إما على أنها عقاب عادل للخطيئة الأصلية، وإما على أنها محنة تفرضها حكمة الرب على المختـاريـن. إن مبادئ الدين المسيحي الاجتماعية تدعو إلى الجبن، واحتقـار الـذات، والإهانـة، والخساسـة! وبكلمـة واحدة، إلى جميع صفـات الرعاع. أما الطبقة الكادحة فلـن ترضـى بـأن تعامـل كالرعـاع، بـل إن صفـات الشجاعة والكرامة والأنفة والشعور بالاستقلال، تهمها أكثر من الخبز وبوجيز الكلام: المبادئ الدينية المسيحية خنوعة، أما البروليتاريا فثوروية". أين يسوع من هذه المبادئ حين انتقد متسلطي عصـره وصـرخ الويـلات في وجههم؟ (لو11/29-53)، أو حين دخل الهيكل وطرد مَنْ جعلوه مغـارة لصوص (يو2/13-..). هل لأنه نادى بالمسامحة لما قال: "مَنْ ضربك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر" (مت5/39)، صارت مبادئه جبناً واستكانة، وهو حين ضُرب عند قيافا (يو13/23) احتجَّ وسأله عن سبب لطمه؟ المسيحية ليست إيمان استكانة أو ضعف أبداً، وإلا ما معنى صلب يسوع؟ أليس لأنه دافع عن الحق في وجه الظالمين، وساند الفقراء أمام مستغليهم، وطوّب منكسري القلوب (مت5/3-12)؟ ألأنه أحب كلَّ الحب ظهر بمظهر الضعيف؟ الوداعة لا تبطل الشجاعة. يقول القديس باسيليوس الكبير (القرن الرابع): علينا ألا نضحي في سبيل المحبة بالشهادة للحق، وبالمثل، علينا ألا نضحي في سبيل الشهادة للحق بالمحبة. لقد عاش يسوع هذه الموازنة، فظهر الحق مصلوباً في سبيل المحبة، لتظهر المحبة حيّةً في قيامة الحق. ومن أصنام العالم المعاصر: الوجودية الملحدة، التي تؤلِّه الإنسان على حساب الله، فتظنُّ أن الله يسلب حرية الإنسان، وأن الإيمان يلغي فرادته ويحطّم شخصيته. ولكن، وكما رأينا، إن الإيمان المسيحي، في عمقه، يسعى لإظهار الإنسان في أبهى صورةٍ، هي صورة الله نفسه. يقول البطريرك مكسيموس الرابع: "إن إلهاً يرفضه الملحدون، نرفضه نحن أيضاً في الكثير من مظاهره الكاذبة"، إنه ليس إلهنا الذي ظهر في شخص يسوع المسيح، الله المحبة، الله الحق، الحر والمحرِّر. إنَّ الغاية الأساسية من الإيمان المسيحي هي تأليه الإنسان Divinisation ولكن، في الله، وليس بدونه، كما أرادت تيارات الإلحاد. هناك أصنام نصنعها في الله هي الصور الخاطئة التي نرسمها عنه، وما أكثرها !؟ يقول أحد المفكرين: خلقتنا يا الله على صورتك، ونحن أيضاً بدورنا، نخلقُكَ على صورتنا. لنذكر بعضها: 8. صنم الله "ملبّي الطلبات": كثيرون يؤمنون بالله، فقط من أجل تلبية طلباتهم. فهو الطبيب الشافي عند مرضهم، ومعطي الرزق والخير في حاجتهم، ومنير الذهن في امتحانات أولادهم. توقد الشموع لتحقيق غاياتهم، وتوفى النذور رهناً لمقاصدهم.. فمنذ الطفولة تُقرن الصلاة بالطلب. أي أننا لا نفكر في الله إلا عند الحاجة. وفي غياب العوَز ُيـنسى الله! لاشكَّ أن يسوع قد قال: "اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم.." ولكنَّه في الوقت ذاته أراد أن ينقي طلباتنا: " اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّه.." (لو12/30-31). إنَّ المسيحية هي دعوةٌ إلى مجانيّة الإيمان. 9. صنم الله المراقب والقاضي أو لا موقف له: يخاف الناس من الله فيعبدونه، لأنه يجازي ويعاقب، فيصوِّرونه كأنَّه قاضٍ يراقب أعمال البشر، فإذا ما خطئوا أنزل بهم أشدَّ العقاب، وبذلك ينسَـون محبته وغفرانه. مَن قال: يجب أن تغفر سبعين مرة سبع مرات (مت18/21)، ألا يغفر لك فيما لو عدتَ إلى محبته يا قليل الإيمان؟ إنَّ محبة الله لا تعني أنَّ عنده "كلّ شيء مثل كلِّ شيء". ربما لأننا نتحدّث كثيراً عن محبته يظنُّ البعض وكأن لا موقف لديه تجاه شرورنا. فيظهَرون كمستغلِّين لحبّه وغفرانه. إنَّ محبة الله لا تلغي عدالته. وعدالته لا تمنع رأفته. يستحضرني أمام الصنمين السابقين قول تصوفي تظهر فيه المجانية في الإيمان: أحبك يا الله لا طمعاً بنعيمك، ولا خوفاً من جحيمك، ولكني أحبك لأنك تُـحَب. 10. صنم الله الذي يرسم حياة الإنسان بإلغاء حريّته (القدرية العمياء): يؤمن الكثير بالمثل الشعبي: "المكتوب عَ الجبين لازم تشوفو العين". أي أن كل شيء "مخطط"، وما على الإنسان سوى تنفيذ هذا "المرسوم"، فيخضع مستسلماً للقدر. إنَّ العناية الإلهية لا تلغي حرية الإنسان. فأنا بحريتي أطلب مشيئة الله لأعمل بموجبها. ولا تتنزّلُ عليَّ مشيئته مخططاً لكي أنفذه. هناك تفاعل بين مشيئة الله وحرية الإنسان. ثمّة مشيئتان متآزرتان Synergy : يدٌ من الله ويدٌ من الإنسان. فالله لا يستطيع فعل أيّ شيء رغماً عني. وأنا بإيماني أفعل كلَّ شيءٍ طالباً تحقيق مشيئته. أمام هذه الأصنام كافةً نحن أمام موقفين: إما أن نسعى لتحطيمها بشجاعة في كل مظاهرها، كإيليّا النبي، أو أقلّه، نسعى ألا تسطو علينا في حياتنا الشخصية. وإما أن ننطلق من خلالها لنتعرَّف ونُعرِّف بالله الحق، كما فعل بولس الرسول يوم مرَّ بمعبد أثينا الوثني وتجوَّل بين أصنامه. فحين شاهد هيكلاً كُتب عليه: "للإله المجهول"، بشَّر من خلاله بالله الحـق سيـد ورب الكـل (أُنظر: رسل 17/ 16-25 ). وأمام هذين الموقفـين، علينـا ألا ننسى التشبه بأجدادنا القديسين، الشهود والشهداء.. ولنا بشهود الإيمان القدوة والمثال (عب11/36-39) |
||||
11 - 08 - 2014, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 5024 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اللقاء بيسوع وصفات التلميذ والرسول
الخوري اميل هاني في هذه الاجواء الميلادية التي نعيشها نطلب من يسوع الطفل الالهي ان يتجسد في قلب كل واحد منّا، ليصير كل منّا مسيح آخر يجسّد يسوع في حياته الروحيّة والعمليّة، فيعكس وجهه لكلّ شخص يلتقي به ويكون كلّ شخص منّا تلميذاً حقيقياً ليسوع يشهد له أمام كل انسان يلتقي به حتى نمجد الله كلنا في حياتنا واعمالنا، له المجدالى الابد. مناسبة اخرى تدعونا أمنا الكنيسة للتأمل بها والتعمق بها في هذه السنة المخصصة لبولس الرسول، وعلى خطاه سنحاول الافادة من خبرته لنرى كيف يمكننا التشبه بخبرته وبعلاقته الشخصية بالمسيح القائم من الأموات هو الذي يكرر مراراً في رسائله (اقتدوا بي..) هذه الخبرة او هذه العلاقة الشخصية بالمسيح بدأ يعيشها بولس وهو ذاهب الى دمشق ليسلّم ويوثق تلاميذ الرب (اع ٩). وما كان إلا أن ظهر نور المسيح فجأة أمامه، فسقط على الارض.. وسأل السؤال الذي غيّر حياته،"من انت يا رب؟" هذا السؤال كان بمثابة الحدث الاساسي في حياته، والحدث المؤسِّس لكل لاهوته وتعاليمه. فبولس صحيح أنه كان فريسيًا وعلى اطلاع بالكتب المقدسة والانبياء وكل ما قيل عن المسيح لكنه لم يلتق به بعد هذا اللقاء الشخصي الا عندما التقاه على طريق دمشق. وهو يدعونا اليوم الى ان نترك جانباً كل الامور التي تعلمناها عن المسيح، فنجلس على أقدامه كما كانت مريم أخت مرتا جالسة عند قدمي يسوع تستمع الى كلامه.. فانها قد اختارت النصيب الافضل الذي لن ينزع منها" (لو ١٠/ ٣٨ - ٤٢) علينا أن نصغي اليه لنسمع كلامه ونميّز ارادته في حياتنا لنكون حقيقة سائرين على طريق التعرف اليه كما فعل بولس وغيره الكثيرين من القديسين. سهل جداً أن اتكلم عن المسيح لكن المطلوب والصعب قليلاً هو أن اتكلم مع المسيح. حتى نصبح كما قال يسوع اخوته الحقييين، "لأن اخوته وامه هم الذين يسمعون كلام الله ويعملون به" (لو ٨/ ٢١). كيف التقي يسوع؟ - من خلال الكتاب المقدس، مثل تلميذي عماوس، لم تنفتح أعينهما الا لمّا شرح لهما يسوع ما جاء في الكتب حول يسوع الناصري انه يجب ان يموت ويقوم.. الكتاب المقدس يجعلني أعرف حياة يسوع ورسالته والدعوة الى التشبه به "تعلموا مني اني وديع ومتواضع القلب". والى من اراد اتباعه: " من اراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني". الكتاب المقدس هو كلمة الله الحيّة في كل الدهور ولكل الاجيال هو كلمة الحقّ التي تتمّ في اوانها، لأنّ الله أمين وصادق في وعوده. الكتاب المقدس هو المكان الذي اجلس فيه مع يسوع لأصغي اليه ماذا يقول لي؟ هو المكان الذي اغوص فيه بالتأمل لمعرفة يسوع عن كثب (لو٢/ ١٩) "وكانت مرم تحفظ جميع هذه الامور وتتأملها في قلبها." هو المكان الذي يكلّمني فه يسوع ليقول لي من هو؟ ليعرّفني عليه، هو ابن الله وابن الانسان، هو المعلّم، هو الطبيب الذي يشفي جميع أمراض البشر الجسدية والروحية، هو المخلص. وانا اليوم في الحركة الرسولية المريمية عليّ أن أنتبه لدور الكتاب المقدس في حياتي والتزامي، على ألا يظلّ دوره محصوراً بالإجتماع الاسبوعي، بل يجب ان يرافقني في كل لحظة من نهاري في عملي، عند المساء وقبل النوم لأسعى بإلتزامي الى عيش الكتاب المقدس، والى تجسيده والشهادة ليسوع بكل موقف من حياتي. - ألتقي بيسوع من خلال الاسرار خاصة سرّ الافخارستيا الذي من خلاله يتحدّ بي يسوع وانا أتحدّ به فيقدّس جسدي ويطهّر نفسي ويجعلني أترسّخ أكثر فأكثر بهذه الكرمة التي أشكّل غصناً اخضراً ومثمراً فيها. - ألتقيه في سرّ التوبة الذي من خلاله يظهر لي الرب حنانه وعطفه ورحمته وغفرانه ومسامحته مهما كانت جسامة خطيئتي، يغمرني كما غمر الابن الضالّ دون أن يحسب لي خطاياي ودون أن يلومني أو يعاتبني. - ألتقي بيسوع من خلال الآخر: "كلّ ما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فلي قد فعلتموه"، وعليَّ أن أجعل الآخر يلتقي بيسوع أيضاً من خلالي. - في سرّ المعمودية التي من خلالها ألبس المسيح، كما قال بولس الرسول: "أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح"، وأتخلّق بأخلاق المسيح، فيصبح بإمكاني القول مع بولس:"لست أنا الحيّ بل المسيح حيٌّ فيّ" (غل٢/ ١٩ - ٢٠). لأنّ المعمودية تدعوني إلى أن أسير سيرة تليق بها تاركاً الانسان القديم مع كل ما فيه من ضعف وخطيئة وبعد عن الله ولابساً الانسان الجديد الذي هو المسيح مع كل ما فيه من نِعَم ومواهب إلهية، لأنّنا لم نعد تحت حكم الخطيئة بل في حكم النعمة. لم نعد عبيداً للخطيئة بل ابناءً لله الآب واخوة ليسوع المسيح وهياكل للروح القدس. علينا ان نحافظ على نعمة الله التي فينا. - الصلاة الفردية والجماعية الهدف من هذا اللقاء الشخصي بيسوع: - التلمذة الدائمة ليسوع، كل يوم نكتسب ونتعمّق أكثر في معرفتنا له، لا يمكننا الاكتفاء بكمّ معيّن وكانّه فترة تحصيل علمي ٣ - ٤ سنوات، انما هو إكتساب يوميّ ولقاء يوميّ بيسوع، "سيروا الى العمق." و الثمار المرجوة من هذه العلاقة الدائمة بيسوع، الشجرة الصالحة تثمر ثماراً صالحة، واذا كنت غصناً في الكرمة عليّ أن استمدّ الغذاء من الأصل الذي هو المسيح وأصِل به الى الفروع كما العضو في الجسد أيضاً عليه ان يقوم بمهامه لينمو الجسد ولا يكون فيه خلل. - الغيرة الرسولية:" الويل لي ان لم ابشّر" (١كور ٩ / ١٦) هي هذا الاندفاع الذي يجب أن يكون عند الرسول، وسعيه وعمله الجديّ لخلاص النفوس. هي نتيجة حتمية لمحبتنا للمسيح وللقريب، علينا أن نفعل ما يفعل يسوع وان نحبّ كما أحبّ يسوع، بذل الذات والانفتاح على حاجات ونقص الآخرين، وعدم الانكماش والانغلاق على الذات. علامات الغيرة الرسولية: ١- انها نقيّة عفيفة: منزّهة عن كلّ عيب، تعمل بروح المحبة (١ كور ١٣) دون غضب أو حسد.عندما نشعر بانفعال ما ينبغي الا نقرر شيئاً حتى نعود الى الهدوء. ٢- مسالمة: روح يسوع روح سلام وطمأنينة ومن يقبل اليه ويحمل نيره يستريح ويجد السلام. هكذا ينبغي أن تكون غيرتنا ليّنة محبّة توحي الايمان والنيّة السليمة بعيدة عن القساوة. ٣ - متواضعة: أي أن يصبر الانسان على ضعف الآخرين ويكون عنده الصبر في تقويم اعوجاجهم كالمعلم الإلهي. ٤- منفتحة للمشورة الصالحة: لا يكتفي الانسان بما يعرفه بل يستعين بخبرة غيره ويأخذ رأيه بالإعتبار، ويعترف بجميل من يؤازره. ٥- مجرّدة: لا يقصد الرسول من خلالها الا مجد الله فقط "لي أن أنقص وله أن ينمو". صفات الرسول: - ان يكون أداة طيّعة بين يديّ الله. - أن يكون تقيّاً: يحبّ الصلاة، يتحدّ بالله كل حين، ليستطيع أن يؤثّر في النفوس بأقواله وأعماله فتصبح حياته شهادة حيّة عن المسيح. - أن يعيش التضحية والكفر بالذات ليستطيع أن يثبت ويتحدّ بالمسيح ويخلّص النفوس. (كيف يستطيع الرسول أن يكون فادياً مع المسيح بدون تضحية). - أن يكون حكيماً كي يحسن تطبيق مبادئ الانجيل على بيئة ومحيط خاص، ويعرف أنه أخ وخادم ورسول الى النفوس. - أن يكون مجرّداً: يعمل لمجد الله وبآسمه ،لا بإسمه هو، ولا يقصد من رسالته جاهاً أومالاً. - أن يثق بالله، يتكل عليه ويعمل عمله مع البشر, هو من يؤمن بمواعيد الرب وقوة نعمته، وهو من يسير وراء المسيح من دون خوف، هو من يشتغل في كرم الرب ويترك الحصاد لغيره |
||||
11 - 08 - 2014, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 5025 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجنوح والأرتداد
قضيت عمرك في خدمة بيت الرب فمتي تخدم رب البيت .. إنظروا أيها الإخوة أن يكون في أحدكم قلب شرير بعدم الإيمان في الإرتداد عن الله الحي ( عب 3 : 12 ) لأنه بعد قليل جدا سيأتي الآذي .. ولا يبطىء أما فبالايمان يحيا وإن إرتد لا تسر به نفسي وأما نحن فلسنا من الإرتداد للهلاك بل من الإيمان لإقتناء النفس ( عب 10 : 37 ? 39 ).. الشيطان يحارب علي كل المستويات وكل الفئات لا ييأس ابدا والخطية لأنها طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها اقوياء (عب 7 : 26 ).. أنا عاوز ابدأ الموضوع معاكم بسؤال ؟ تعمل أية لو عدت إلي منزلك في يوم واكتشفت اختفاء احد أفراد أسرتك وماذا لو طالت مدة الأختفاء وتظل تبحث هنا وهناك ولا تصل لشيء وبعد فترة تسمع أخبار تتطاير .. أن هذا المفقود كان لدي زميل في الدراسة أو ما إلي ذلك ويحضر الكاهن ليخبركم أن هذا الشخص مقدم طلب جنوح .. ماذا ستكون مشاعرك حينئذ ؟؟ . أنا قصدت من هذا السؤال أن أرسخ في ذهنك شيء هام وهو أن تأخذ هذا الأمر بصورة شخصية إذا أدركت مفهوم الجسد الواحد بصورة سليمة وأيضا أن أخيك ليس هو من أنجبته والدتك فقط بل هو أخوك في المسيح . + أن هذا الموضوع مؤلم جدا ولا نقدر أن ننكر أنه موجود ولكن قد نجد أنفسنا أمام شيئين وهما : 1 - التهويل 2- التهوين إما أن نضخم الموضوع وإما أن نهمش الموضوع ونسطحه ولا هذا صحيح أو ذاك لذا : فهي ظاهرة حقيقية لا نقدر أن نتجاهلها فلابد من أن نوازن هذا الموضوع وقد تكون الأرقام كبيرة في القاهرة والإسكندرية لأنها من المدن المكدسة وأحيانا تجنح أحد الحالات وهي قريبة من الكنيسة والكنيسة لا تعلم بهذه الحالة .. لذلك نتسائل ماهو الجنوح ؟؟ الكتاب يجيب لا يخدعنكم أحد علي طريقة ما لأنه لا يأتي أن لم يأت الإرتداد أولا ويستعلن إنسان الخطية أبن الهلاك (2 تس 2 : 3 ). هل معني هذا أن كل نفس تترك مسيحها وتتجة إلي الجنوح .... أن كل نفس جنحت فعليا عن المسيح لابد وأنها جنحت نفسيا وقلبيا عن مسيحها وهي داخل الكنيسة للأسف كثيرين يحيون داخل الكنيسة ولا تحيا الكنيسة داخلهم بل وأحيانا يخدمون كما يقال قضيت عمرك في خدمة بيت الرب فمتي تخدم رب البيت !! الموضوع ليس هو شكل أو أوراق رسمية لذلك هناك الكثير الجانح ضمنيا وهم داخل الكنيسة والذي يكشف هذا بوضوح هو شكلية العبادة بل وشكلية الخدمة . وللأسف نجدها منتشرة أكثر بين الشباب .. والشباب هو مستقبل الكنيسة وسوف نتحدث في ثلاث نقاط :- 1 - دوافع الجنوح 2 - أسباب الجنوح 3 - الوقاية أولا : دوافع الجنوح أولا هو احتياج فلا بد وأن هناك احتياج إنسان يعاني من نقص في مشاعر معينة من فراغ ويحاول أن يعوض هذا النقص وهذا الفراغ بصورة أخري . 1 - الدافع العاطفي ( الداخلي ) الجسدي : الدافع العاطفي من أكثر عوامل تأثير الخادم كما أنه يوصل كلمة الله 0 المشكلة أن هناك نفوس بتنشأ في ظروف ونفسيات مختلفة وبيئات مختلفة ، نشأوا في أجواء صعبة من التربية 00 أسرة مفككة بين الأب والأم الحب اللي بينهم مفقود صارت المحبة والألفة كراهية 000 بنت تشعر بالنقص والدونية وعدم التميز مهملة ممن حولها سواء كانوا أهل أو أصدقاء مع ضعف روحي وفتور ستكون سهلة التأثير والانجذاب جدا تجاة أي طرف يحاول أن يعوض فراغ هذا الشعور 00 هذا الخطر يهاجم كل الحالات ، كل المستويات ، مثقفة أو جاهلة أو متعلمة ، جميلة أو دميمة ، فقراء أو أغنياء وهناك طرف آخر يسعي لدمار وهلاك كل إنسان لا يكل ولا يتعب من محاربة النفوس بل يتسم بثبات الأتجاة والهدف نحو هلاك البشر وهو عدو الخير ابليس ..أن مملكة الشيطان مملكة منظمة جدا لدمار الإنسان ولكن يجب إلا نغفل ان بجانب هذا يوجد الله ضابط الكل البنطوكراطور . فقد يكون هناك رباط عاطفي شهواني بين اثنين مختلفين وللأسف هذا موجود في البنات اكثر من الأولاد. أشباع نقص او رغبات خاطئة تؤدي إلي تورط.. إلي خطايا .. إلي مشاكل لا حدود لها ومع اصعب الحالات والظروف ليس عند الله مستحيل لأنه بحق مسيح المستحيلات فنستطيع أن نقول بملء الفم استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني (في 4 : 13 ) ففي اصعب الحالات هناك امل لا يستطيع أحد ان يقول عن إنسان أنه ابن الهلاك لأنة لا يملك هذا القول سوي الله وحدة ..لأنة طالما مازالت له حياة اذن مازال له رجاء ..مازالت له فرصة للخلاص . الجوع العاطفي نحن جميعا مسئولون عنه .. الأخ يجب ان يكون رقيق مع أخته ..والأب يكون حنون مع ابنته والأم صديقة لأبنائها .للأسف جميعنا يهتم بالأمور المادية ونغفل الأحتياج الروحي ..بيوتنا ليست مشاريع تسمين ومطاعم .. أولي بكل ولي أمر حتي لو ها ينقص من دخله الشهري أن يوفر وقت للأسرة ، يجلس وسطها كدخل روحي ونفسي أهم كثيرا من الدخل الشهري . الأهل يجب ان يتفهموا الأحتياجات النفسية والمتغيرات التي تطرأ عليهم في المراحل العمرية من حياتهم .. البيت المليان بالحب يكون صعب جدا امام شيطان الجنوح والأرتداد أن يخترقه . مهم جدا علي الكنيسة ان تنشر هذا الوعي بين الأسر ..مدارس الأحد لها دور في تثبيت هذا المفهوم .. الإجتماعات لها بصمة في تنمية مفهوم الحب الأسري ..كذلك المنتديات ليس الغرض ان يكون النشر بغرض النشر ولكن لها اهداف أعمق وأدق في تثبيت مفاهيم الأسرة المسيحية بكل مفرداتها .يجب أن ندخل المسيح لكل هذه القلوب ليملاء ربنا يسوع كل إحتياجاتنا وهو الوحيد الذي هو الكل وله الكل في الكل . أيضا التوعية لحديثي الزواج .. هناك ملاحظة غريبة ففي فترات الخطوبة نري المشاعر والحب والأهتمام واضحة بين الخطيبين وللأسف كثيرا ما تنطفيء هذه المشاعر بل واحيانا تفتر وتجف تبدأ الفجوات تظهر بين الزوجين ويدخل كل طرف في دائرة من الغموضويستسلم الطرف الي واقع الحياة وعند هزة نفسية تهاجم احد الأطراف يضعف وتحت ضغط عاطفي خارجي واغفال الزوج دورة النفسي في بيتة ومع فتور روحي وضعف نري البيت ينهار وينهدم وشيطان الأرتداد الذي كان يحوم من بعيد صار له مكان وحضور في البيت ، الخطية لا تبدأ صريحة لدي طرف بل أنها دائما ما تلبس ثوب الحملان حتي تورط النفس وتبدأ في ممارسة الضغوط عليها فالشيطان لا يهمة سوي أن يلمس الضعف الذي لدي كل نفس وما أن يكتشفة لا يغدق عليها بمشاعره مرة واحدة بل يستدرجها واحدة واحدة ويلقي لها بالفتات حتي يمتلك عاطفتها وحينئذ يكون العقل والتفكير ضعيف جدا ..اما سيطرة العاطفة والغريزة المسيطر عليها الشيطان يجعلها تفعل ما لا يليق . نحن نحيا في مجتمع لابد أن ندرك ماهو كيانه وكينونته أن ما يدور وينسج حولنا ليس هو بفكر عشوائي بل أنها منظومات تدار بدقة يبحثوا فيها عن كيفية أختراق النفس من خلال ضعفاتها وثغراتها . لذلك فأننا كنسيج في كنيسة واحدة ملتزمين بكل نفس الذي ننادي منذرين كل إنسان ومعلمين كل إنسان بكل حكمة لكي نحضر كل إنسان كاملا في المسيح يسوع (كو 1 : 28 ) 2 - الدافع المادي : وهو مع الجوع العاطفي يمثل اكبر دافعان للجنوح والأرتداد وذلك بالأغراءات والوعود البراقة الجذابة ، وهناك مجموعات عمل مثل خفافيش الظلام يربطوا الشاب ببنت وفلوس معا بل يغدقوا عليه الأموال ويكون الضغط مضعف علي الجانبين المادي والنفسي وتتم كتابة وصلات أمانة ويوقع عليها .. ويتم الضغط بالتهديد والوعيد والغريب ان بعض المسئولين يتورطون في هذه الأفعال . الأوضاع الأقتصادية الصعبة والطاقات المعطله وامكانيات تستخدم لتدمير شبابنا .. الشباب محتاج ومحتاج ... ولا يملك ، ويبدأ شيطان الأرتداد والجنوح ينسج خيوطه لتدمير هؤلاء الشباب الذين يجنوا في النهاية الذل وماذا ممكن ان يكون حال النفس بعد ان باعت مسيحها .. ولكن نكرر أن هناك حلول الله يعمل وبقوة ولا يتخلي عن إنسان التجأ إليه في وقت ضيق . كلمة في أذن كل أسرة بشأن الزواج .. ليتنا لا نغالي في طلبات الزواج وليتنا ندرك أن سعادة الأبنة الحقيقية هي في الإنسان الأمين الذي يصونها ويحافظ عليها ..كثيرا ما تتغلب علينا المنظرة الإجتماعية والمغالاة في الطلبات .... والثمن يكون تعاسة الابناء ومزيد من الضغوط النفسية عليهم . وهذا يتطرق بنا الي نقطة في غاية الأهمية الا وهي شكلية العبادة فكثير في الكنائس لهم الصلوات والممارسات ولكن ليست لهم علاقة قوية مع الله ، وكثيرا ما نسمع عن حالات الجنوح من داخل الكنيسة . المهم مقياس العمق في علاقتنا بالله وهذا العمق لابد ان يكون واضح ومعلن في حياتنا .في لوقا 18 :10 – 14 إنسانان صعدا الي الي الهيكل ليصليا واحد فريسي والآخر عشار 11 أما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار 12 أصوم مرتين في الأسبوع وأعشر كل ماأقتنيه 13 وأما العشار فوقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع علي صدرة قائلا اللهم ارحمني أنا الخاطيء 14 أقول لكم ان هذا نزل الي بيته مبررا دون ذاك لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع المسيحية ديانة محبة وليست ديانة فرائض ولا توجد ممارسات بدون حب ويقول القديس أوغسطينوس : تسهر عليا وترعاني وتهبني عطاياك كأني وحدي موضع حبك من منا يحيا هذه العلاقة الفريدة التي هي في حقيقتها علاقة النفس بالله |
||||
11 - 08 - 2014, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 5026 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أخوة يسـوع.. ما هى حقيقتهم؟ الشماس نبيل حليم يعقوب هناك العديد من التفسيرات التى قيلت عن "أخوة يسوع" وامتلأت الـمكتبات بالكتب والمؤلفات عن هذا الـموضوع وإمتد الجدل حول بتولية العذراء مريم قبل وبعد ميلاد السيد المسيح،أوعن بتولية القديس يوسف،ومنذ بدء الـمسيحية وحتى وقتنـا الحالـى وتتضارب التفسيرات وإختلفت الطوائف الـمسيحية الحالية فى معتقدها بخصوص من هم "أخوة يسوع"،فمن قائل انهم كانوا من زواج سابق للقديس يوسف،أو انهم جاءوا نتيجة معاشرة زوجية بين القديس يوسف والقديسة مريم بعد ولادة السيد الـمسيح. وكل من أصحاب تلك التفسيرات له ما يستند اليه من بعض آيات من الكتاب المقدس أوبعض من أقوال الآباء فى العصور الاولى للمسيحية أو حتى نتيجة لبعض الدراسات اللاهوتية الحديثة. والآن فلنحاول إلقاء الضوء على بعض من تلك الآراء مع محاولة لتفيند الحجج والاسانيد. هناك أكثر من 10 مواضع فى العهد الجديد التى ذُكر فيها "أخوة يسوع" أو "أخوة الرب" وهى كالتالى: 1. انجيل القديس متى + "وفيما هو يتكلم مع الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجاً يريدون أن يكلموه"(متى46:12). +عندما دهش اليهود من تعليم يسوع وحكمته وقالوا:"من أين له هذه الحِكمة والقوات.أليس هذا هو إبن النجّار. أليست أمـه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا"(متى55:13). 2. انجيل القديس مرقس +"حينئذ جاءت أمه وإخوته ووقفوا خارجا وأرسلوا إليه يدعونه. وكان الجمع جلوسا حوله فقالوا له إن أمك وإخوتك خارجا يطلبونك.فأجابهم قائلا من أميّ وإخوتـي.ثم أدار نظره فى الجالسين حولـه وقال هؤلاء هم أميّ وإخوتـي"(مرقس 31:3-34). + "أليس هذا هو النجّار إبن مريم وأخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان.أوليست أخواته ههنا عندنا.وكانوا يشكون فيه"(مرقس6:3). 3. انجيل لوقـا +"وأقبلت إليه أمه وإخوته فلم يقدروا على الوصول اليه لأجل الجمع.فأخُبر وقيل له إن أمك وإخوتك واقفون خارجا يريدون ان يروك"(لوقا19:8-20). 4. انجيل يوحنا + "وبعد هذا إنحدر إلى كفر نحوم هو وأمه وإخوته وتلاميذه ولبثوا هناك أياما غير كثيرة"(يوحنا12:2). +"فقال له اخوته تحّول من ههنا واذهب الى اليهودية ليرى تلاميذك ايضا اعمالك التى تصنعها فانه ليس احد يصنع شيئا فى الخفية وهو يطلب ان يكون علانية. إن كنت تصنع هذه فأظهر نفسك للعالم. لأن إخوتـه لم يكونوا يؤمنون بـه"(يوحنا3:7-5). +"وبعد ان صعد إخوته صعد هو ايضا الى العيد لا صعودا ظاهراً بل كمستتر"(يوحنا 10:7). 5. أعمال الرسل +"هؤلاء كلهم كانوا مواظبين على الصلاة بنفس واحدة مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته"(أعمال14:1). 6. رسالة بولس الى اهل كورنثوس الأولى + "أما لنا سلطان ان نجول بإمرأة أخت كسائر الرسل وإخوة الرب وكيفا" (1كورنثوس5:9). الشرح: حتى يمكن للـمرء أن يعرف من هم "أخوة يسوع" يجب دراسة النقاط التالية: أولا- أن نحدد ما معنى كلـمة "الأُخوة" كما جاءت فى الكتاب المقدس وحسب العادات والتقاليد التى كانت سائدة عند اليهود خاصـة ودول الشرق عامـة. ثانيا- أن نحدد من هم هؤلاء الإخوة وهوّيتهم ثالثا- أن نتعرض لبعض الإعتراضات. أولا- الأخـوة ..ومعناهـا لكى نفهم كلمة "أخ" او "أخت" فى الكتاب المقدس يجب أن نعود الى تلك العصور التى كانت فيها اللغة الآرامية او اللغة العبرية القديمة سائدة. يرى القديس جيروم(220-316م) أن تعبير "أخوة" قد استخدم فى الكتاب الـمقدس فىالحالات التالية: أ- اخوة حسب الدم: مثل يعقوب وعيسو ولدا اسحق ورفقة(تكوين21:25-26)، راحيل وليئة ابنتا لابان زوجتا يعقوب(تكوين 16:29)، وأولاد يعقوب الإثناعشر(اخبار الأيام الأول 1:2-2)، واندراوس وبطرس (يوحنا40:1)، ويعقوب ويوحنا إبنا زبدي(لوقا10:5). ب- اخوة بحسب وحدة الجنسية مثل اليهود فهم يسمّون أخوة"اذا باع منك اخوك العبراني او اختك العبرانية.."(تثنية الاشتراع12:15).وأيضا القديس بولس فى رسالته الى رومية يقول:"لأجل اخوتى أنسبائي حسب الجسد الذين هم اسرائيليون"(رو3:9)، وموسى عندما خرج الى اخوته ورأى رجل مصري يضرب رجلاً عبرانيا من اخوته فقتله موسى (خروج11:2). ج- اخوة بحسب القرابـة أي من عائلة واحدة كما جاء عن ابرام ولوط"فقال ابرام للوط لا تكن مخاصمة بيني وبينك لأننا نحن رجلان أخوان"(تكوين8:13) ولم يكن لوط اخ لابراهيم بل كان لوط ابن اخيه كما جاء "تارح ولد ابرام وناحوم وهاران وهاران ولد لوط"(تكوين27:11)،"كان ابرام ابن خمسة وسبعين لما خرج من حاران فأخذ ابرام ساراي امرأته ولوط ابن أخيه"(تكوين5:12). وكذلك جاء عن يعقوب وخاله لابان "قال لابان ليعقوب إذا كنت أخى أفتخدمنى"(تكوين15:29). د- أخوة بالـمحبة كالـمحبة الروحية التى تجمع الـمؤمنين معا كما يقول المرنم:"هوذا ما أحسن وما أجمل ان يسكن الاخوة معاً(مزمور1:132)،او كما جاء على لسان السيد الـمسيح لـمريم الـمجدلية بعد قيامته:"اذهبي واخبري اخوتى وقولى لهم" (يوحنا17:20). فإستخدام تعبير "أخوة الرب" أو "أخوة يسوع" سيكون مطابقا للحالة الثالثة. ان كلمة "أخا" فى الارامية وكلمة "أخ" فى العبرية Achim،او كلمةadelphosباليونانية معناها الشقيق ونصف الشقيق وأبناء العم والخال والأنسباء بالمعنى الواسع لانهم غالبا ما يعيشون فى العائلة الكبيرة تحت سقف واحد،فلا توجد كلمة مرادفة اومساوية لإبن العم او الخال مثل اللغة الانجيليزية cousin،وحتى هذه الكلمة لا تميز بين ابناء العم والخال والخالات والعمّات فالجميع يُدعون بلفظة Cousin. وهكذا يكون بحسب شرح القديس جيروم أن "أخوة يسوع" هم أولاد عم أو عمة أو خال أو خالة للسيد الـمسيح. ثانيا- من هم هؤلاء الإخوة وهوّيتهم؟ لو رجعنا الى انجيلي متى ومرقس لوجدنا أسماء أربعة ممن أُطلق عليهم "أخوة يسوع"وهم :يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان. فمن هم يا ترى؟ 1.يعقوب - هناك رسولان جاءت أسماؤهما بـ يعقوب وهما: يعقوب ابن زبدى وهو الذى يسمونه "يعقوب الكبير" وقد جاء إسمه فى بشائر الانجيل مقترنا بإسم أخيه يوحنا،ويعقوب بن حلفى أو يعقوب الصغير كما يلي: + "ولم يدع أحداً يتبعه إلاّ بطرس ويعقوب ويوحنا أخـا يعقوب" (مرقس37:5). + "يعقوب بن زبدى ويوحنا أخو يعقوب وجعل لهما اسم بُوانرجس اي ابني الرعد"(مرقس18:3). + "وهذه أسماء الإثنى عشر رسولاً.الأول سمعان المدعو بطرس ثم اندراوس أخوه ويعقوب بن زبدي ويوحنا أخوه وفيلبس وبرتلماوس وتوما ومتى العشار ويعقوب بن حلفى وتدّاوس"(متى2:10-3). + "ثم أخذ معه بطرس وإبنى زبدى وابتدأ يحزن ويكتئب"(متى37:26). + "ثم اجتاز من هناك فرأى اخوين آخرين يعقوب بن زبدى ويوحنا أخاه فى السفينة مع زبدى أبيهما يصلحان شباكهما فدعاهما"(متى21:4). + "ومتى وتوما ويعقوب بن حلفى وسمعان المدعو الغيور ويهوذا أخا يعقوب ويهوذا الإسخريوطى الذى أسلمه"(لوقا15:6-16). + "ولما دخلوا صعدوا الى العلية التى كانوا مقيمين فيها بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرتلماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا أخو يعقوب"(أعمال13:1). وأجمع علماء الكتاب الـمقدس أن يعقوب بن حلفى هو الذى جاء عنه فى سفر أعمال الرسل وهو الذى كان أسقفاً لأورشليم وكاتب أول رسالة من الرسائل الكاثوليكية فلقد توفى يعقوب بن زبدي قبل كتابة سفر اعمال الرسل كما جاء فى سفر أعمال الرسل:"وفى ذلك الوقت مدّ هيرودس الـملك يديه ليسئ إلى أناس من الكنيسة فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف"(اعمال1:12-2). وعليه فيكون الـمشار إليه فى سفر أعمال الرسل ورسائل القديس بولس هو يعقوب إبن حلفى أحد إخوة الرب: - " بطرس بعد خروجه من السجن قال:"أخبـروا يعقوب والإخوة بهذا" (اعمال17:12). - وأيضا جاء ذكره فى أول مجمع فى أورشليم"أجاب يعقوب قائلاً أيهـا الرجال الإخوة اسمعوا لي"(اعمال13:15) و عند عودة بولس الى أورشليم "وفى الغد دخل بولس معنا إلـى يعقوب.."(اعمال18:21). - وأيضا جاء ذكره فى رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية:"ولم أرى غيره من الرسل سوى يعقوب أخى الرب"(غلاطية19:1). ويعقوب الصغيـر أو إبن حلفى هو الذى كتب فى بدء رسالته "من يعقوب عبد الله والرب يسوع الـمسيح إلى.."(يعقوب1:1). وبـمقارنة ما جاء فى الآيات التالية سنتعرف عليه أكثر: - "وكان هناك نساء كثيـرات ينظرن عن بعد وهن اللواتى تبعن يسوع من الجليل يخدمنه وبينهن مريم الـمجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي وأم ابني زبدى"(متى55:27-56). وهنا إشارة لوجود ثلاث نسوة هن: مريم الـمجدلية ومريم أم يعقوب ويوسى، وأم إبنى زبدى. - "وكان ايضا نساء ينظرن عن بعد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير وام يوسي وسالومة"(مرقس40:15). - "وكانت واقفة عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم التى لكلوبا ومريم المجدلية"(يوحنا 25:19). - "وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسي تنظران أين وُضع"(مرقس46:15). - "ولـما إنقضى السبت إشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطاً ليأتين ويحنطن يسوع"(مرقس1:16). مـما سبق سوف نجد الآتـى: -"مريم التى لكلوبا" التى هى أم يعقوب ويوسى ليست بـمريم المجدلية أو مريم أم يسوع،أو أم ابنى زبدى وإلاّ لكان قد ذُكر أن مريم هـى أم يسوع ويعقوب ويوسى. -جاء تعبير "مريم التى لكلوبا" فكإمرأة متزوجة لا يتم ذكرها مرتبط بإسم أبوها بل تعنى أنها زوجة لكلوبا وليست إبنته. "كــلوبـا" و"حـلفـى": ببحث الآيات السابق ذكرهـا سوف نجد ان هناك إسمان هما "كلوبا" و"حلفى" ولقد أجمع علماء الكتاب المقدس أنهما لشخص واحد (كلوبا باللغة اليونانية وحلفى هو الإسم اليهودى له كما أخذ شاول وهو إسم يهودى إسم بولس بعد ذلك وهو اسم يوناني). وبهذا يكون يعقوب هذا هو ابن حلفى واخاً ليوسي ويهوذا وسـمعان. 2. يوسى -أمـا عن يوسى فلا يوجد شيئ معروف أكثر مـما جاء عنه مرتبطاً كأحد من أُطلق عليهم "أخوة الرب". 3. سـمعان- أمـا عن سمعان فلا يوجد شيئ يمكن إضافته سوى حسب ما كتبه الـمؤرخ اليهودى يوسيفوس من أنه كان إبن كلوبا وحل محل القديس يعقوب كأسقف لأورشليم. ولقد عرّفـه البعض من انه هو سمعان الغيور او القانوي(متى4:10،مرقس18:3،لوقا15:6). 4. يهـوذا- أمـا عن يهوذا فسوف نجد ذكره فى انجيلي متى ومرقس قد جاء ضمن الرسل الإثنا عشر بإسم "تدّاوس"(متى2:10-3)،(مرقس16:3)، وفى انجيل لوقا نجد اسم آخر هو "يهوذا" (لوقا14:6-16)،أما انجيل يوحنا نجد اسم "يهوذا وهو غير الإسخريوطي"(يوحنا 22:14). ولقد أوضح علماء الكتاب الـمقدس أنه هو كاتب رسالة القديس يهوذا الـموجودة بالعهد الجديـد"من يهوذا عبد يسوع الـمسيح وأخى يعقوب"(يهوذا 1). أمـا عن والد هؤلاء الإخوة يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا فهو كما سبق وان ذكرنا "حلفى" أو "كلوبـا"، وكما كتب الـمؤرخ اليهودى يوسيفوس من انه كان اخو القديس يوسف،أما أمهم فهى "مريم" وهى غير مريم أم يسوع. أما ما جاء فى نص انجيل يوحنا:"وكانت واقفة عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم التى لكلوبا ومريم المجدلية"(يوحنا 25:19)، فمريم التى لكلوبا هى كما جاء فى هذا النص "أخت" لـمريم أم يسوع ولكن لابد من أن نفهم أن كلمة "أخت" هنا لا يعنى شقيقة طبيعية لها من حنة ويواقيم والداي مريم العذراء بل كانت إبنة عم أو عمة أو خالة أو خال كما فى العادات الشرقية. هذا بالإضافة انه لا يُعقل ان تدعى فتاتان فى العائلة بنفس الإسم ،هذا ويسوع وحده كان يدعى ابن مريم "أليس هذا هو النجّار ابن مريم"(مرقس3:6). ثالثا- الإعتراضات الرد على الرأي القائل بأن أخوة يسوع هم أبناء للقديس يوسف من زواج سابق تصور البعض ونتيجة لـما جاء فى بعض الكتب مثل كتاب "انجيل يعقوب" والمعروف بـProtevangelium Jacobi(حوالى عام 125م) وكتاب "متى" وكتاب "قصة يوسف النجار" وكتاب "انجيل الـميلاد" وكتاب "حياة العذراء وموت يوسف" وكلها كتابات لا تعترف بها الكنيسة وأطلق عليها الكتب الـمنحولة أو الغير قانونية من أن أخوة يسوع ليسوا إلاّ أبناء القديس يوسف من زواج سابق. وجاء فى تلك الكتب من أن يوسف كان قد تزوج بإمرأة اسمها مِلكة او سالومى وهو فى سن 49 عاما وعاشا 49 سنة معاً وانجبا 6 أبناء (بنتان واربع ابناء) وبعد عام من موت زوجته اي كان عمره حوالى 90 عاما وعندما طلب رئيس الكهنة ان يتقدم كل الأرامل او الشبان من عشيرة مريم العذراء،تم إختياره بطريقة عجيبة ولكنه اعترض قائلا أنا رجل شيخ ولي اولاد ومريم فتاة صغيرة ولكن أقنعوه بهذا الزواج. وجاءت بعد ذلك بعض الكتابات بالقبطية والسريانية والأثيوبية فى القرن الخامس الـميلادى وهى تصف القصص الـمنقولة عن موت مريم العذراء وجاء فيها عن أخوة يسوع من زواج سابق للقديس يوسف. ولقد اعتقد كل من ترتليان(توفى 220/230م) وهيلفيدس فى حوالى عام 382م وجوفنياتوس (توفى حوالى عام 405م) وغيرهم فى معرض دفاعهم عن بتولية مريم العذراء من أن أخوة وأخوات يسوع ما هم إلاّ أخوة بالدم ليسوع جاءوا بعده،اما بعض الآباء أمثال ابيفانوس (من اواخر القرن الرابع الميلادى) وأوريجين (توفى عام 254م) والقديس اكلمنضس الأسكندرى وغريغوريوس النيصي وكيرلس الاسكندري ويوسابيوس اسقف قيصرية وغيرهم فلقد دافعوا عن بتولية مريم العذراء واعتبورا أن هؤلاء الإخوة هم من ابناء ليوسف من زواج سابق. ولقد دافع كلا من القديس جيروم والقديس اغسطينوس (480م) عن بتولية مريم العذراء قبل واثناء وبعد الـميلاد واعتبروا ان إخوة يسوع ما هم إلاّ اقارب لـه. لا يمكن ان يكون اخوة يسوع هم من زواج سابق للقديس يوسف وذلك للأسباب التالية: 1. يذكر لنا الكتاب المقدس ان مريم ويوسف والصبي ذهبوا للهيكل كعادة العيد وكان يسوع له اثناعشر عاما وعند رجوعهما بقى الصبي يسوع فى اورشليم وابواه لايعلمان(لوقا41:2-43)،"وإذ كانا يظنان انه مع الرفقة سافرا مسيرة يوم وكانا يطلبانه عند الاقارب والـمعارف"(لوقا44:2) ولم يذكر ان كان له اخوة أتت مع يوسف الى أورشليم. 2. يذكر لنا الكتاب المقدس عن الإكتتاب "صعد يوسف ايضا من الجليل..ليكتتب مع إمرأته الـمخطوبة"(لوقا5:4) فلو كان ليوسف ابناء من زواج سابق لذكر أنهم قد ذهبوا معه الى بيت لحم للإكتتاب. 3. يذكر لنا الكتاب المقدس انه عندما ظهر الملاك فى حلم قال ليوسف "قم فخذ الصبي وأمه وإهرب إلى أرض مصر" (متى13:2) ولم يذكر اي شيئ عن أبناء يوسف،ألايهم السماء انقاذهم ايضا؟ 4. يذكر لنا الكتاب المقدس بالتحديد من هم والداي يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا وهما حلفى او كلوبا وزوجته مريم. 5. كيف يختار الله شيخا ضعيفا أرمل وله ستة أبناء لخدمة العائلة الـمقدسة والمحافظة عليها والتعب فى تحصيل قوتها وكيف يتحمل شيخ ضعيف مشقات السفر الى مصر والعودة منها؟. 6. يذكر لنا الكتاب الـمقدس قول السيد المسيح على الصليب"فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذى يحبه واقفاً قال لأمه يا امرأة هوذا إبنك ثم قال للتلميذ هذه أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ الى خاصّته" (يوحنا36:19-37). وهنا لـماذا لم يترك يسوع أمـه لأحد إخوتـه أو أخواتـه؟، وإنما طلب من يوحنا بن زبدى تلميذه أن يرعى أمـه. 7. نقرأ فى بدء رسالة يهوذا "من يهوذا عبد يسوع المسيح وأخى يعقوب.." (يهوذا 1) فلماذا وضع يهوذا فروقاً بين انه عبد ليسوع الـمسيح وأخ ليعقوب؟،أليس لأنه كان فقط اخاً ليعقوب؟ 8. و فى انجيل متى "أوليست اخواته كلهن عندنا"(متى56:13) تشير الى وجود عدد كثير من الأخوات لهذا جاءت كلمة "كلهن" بالإضافة الى ما جاء ذكره من أسماء أربعة من الإخوة إنـما يدل على عدد كبير من الأبناء وهذا من الـمستحيل أن يثبت انهم جميعا أولاد يوسف من زواج سابق. الرد على الرأي القائل بأن أخوة يسوع هم أبناء للقديس يوسف من القديسة مريم يعترض البعض قائلا حقيقة ان مريم كانت بتولا قبل ميلاد يسوع فالكتاب يذكر انها كانت عذراء ولكن ليس بعد ميلاد يسوع،ألم يذكر الانجيل "فأخذ يوسف امرأته ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البِكر وسمّاه يسوع"(متى25:1)، اي انه بعد ولادة الـمسيح أتت العذراء بنسل آخر غير الـمسيح.وأضافوا قائلين ألم يُذكر ان المسيح هو "البِكر" والبكر لابد له من أخوة ولدوا بعده،وألم يُذكر أيضا أخوة الرب يوسى ويعقوب ويهوذا وسـمعان (متى55:13)،فكيف بقيت بتول؟ 1. انها مغالطة لأبسط قواعد اللغة العربية لكلمة "حتى" فهى تنفى ما بعدها كما هى تنفى ماقبلها لا سيما اذا تبعتها حرف نفى (لم يعرفها) اي لم يعرفها بعد الولادة كما لم يعرفها قبل الولادة. + يقول العلاّمة ديونيسوس مطران السريان فى دفاعه عن استخدام كلمة "حتى" من ان لفظة "حتى" تقال على ثلاثة انواع: أ- على ما له حد:كقوله "لم يرتحل الشعب حتى أُرجعت مريم"(عدد15:12) اي بعد شفائها قد رحلوا. وكقوله"لايزول قضيب من يهوذا حتى يأتى شيلون"(تكوين10:49) اي بعدما يجيئ المخلص يزول القضيب اي المُلك. ب- يفصل الأمور: كقوله"سار ايليا فى البرية حتى جاء وجلس تحت رِتمة" (3ملوك4:19) ومعلوم انه بعدما أتى جلس وبعدما وصل للجبل استراح. ج- على مالاحد له:كقوله"أرسل نوح الغراب فخرج مترددا حتى نشفت المياه"(تكوين7:8) ومعلوم أنه بعدما نشفت الـمياه لم يرجع. وكقوله"ان ميكال ابنة شاول لم يكن لها ولد حتى ماتت"(2صموئل23:6) فهل ولدت بعد موتها،فإن لم تلد قبل موتها فكم بالأمر بعد وفاتها. وكقوله"ها انا معكم كل الايام حتى انقضاء الدهر"(متى19:28) العل الرب فيما بعد يتركهم. وكقوله"قال الرب لربي اجلس عن يـميني حتى اضع أعداءك موطئاً لقدميك" (مز1:109) فهل يبطل جلوس المسيح عن يمين ابيه بعد اخضاع اعدائه. وعليه فلفظة "حتى" التى قيلت فانما اطلقت على ما لاحد له بمعنى انه لم يعرفها قط لاقبل ولا بعد. 2. إن القديس يوسف الذى يذكر الكتاب عنه انه كان باراً والبرارة فى عُرف الكتاب الـمقدس هى القداسة،وهى العيش بطرق الحق والعدالة والعمل بوصايا الله. جاءه الـملاك وطمأنه وأمره أن يأخذ امرأته الى بيته وأطاع يوسف كما فعل من قبله الأنبياء والأبرار من طاعة أوامر الرب وانطلق بامرأته الى بيته وعلم ان الله يُعد لـمجئ الـمخلص العجيب فهل نتصور أن يجرؤ أن يلمس امرأته بعد أن علم بحقيقة أمرها؟!. وبعد الـميلاد ظهر له الملاك وقال له خذ الصبي وامه ولم يقل خذ زوجتك وطفلك وهذا يعنى ان مريم لم تصر زوجة له بعد ولادة المسيح بل علاقتها مازالت بالمسيح وليست مع يوسف. 3. رؤيـة فى حلم وبشارة ورعاة يُبشرون والمجوس يسجدون ويقدمون الهدايـا وصرخة سمعان الشيخ وحنة النبية فكيف نصدق ان يوسف على الرغم من معرفته الكاملـة بـمثل هذه العجائب المدهشة يجرؤ أن يلمس أم الرب..هيكل الله..مسكن الروح القدس؟ 4. مريم العذراء هل تقبل يوسف زوجاً ؟. لا. لقد إمتلأت تماما من النعمة والروح القدس وولدت مخلص العالم،فإن لم تجد إشباع أشواقها الروحية وتطلعاتها السماوية فى ابن الله الوحيد فهل تجده فى الزواج وإنجاب الأولاد؟ 5. "حتى ولدت ابنها البِكر" وهنا لقب "البِكر" الذى يطلق على يسوع "فولدت ابنها البكر"(لوقا7:2) لا يعنى أن العذراء قد ولدت أبناء بعد يسوع فالقديس متى إنـما دعا الـمسيح البِكر Prototokosلأن العذراء لم تلد مولوداً قبله لا لأنها ولدت بعده فهذه هى شريعة الرب القائلة:"قدّس لي كل بِكر فاتح رحم من بنى اسرائيل (خروج2:13)،(لوقا22:2-23). ويقول القديس ايرونيموس فإذا كان اللقب البِكر يتعلق فقط بمن لهم أخوة أصغر منهم فان الكهنة ما كانوا يستطيعون ان يطالبوا بالأبكار الى ان يولد ما بعدهم حتى يتم التأكد من أنهـم الأبكار. ويسوع هو بِكر الآب و"بِكر كل خليقة"(كولوسي15:1) وهو "البِكر من بين الأموات لكى يكون هو الأول فى كل شيئ"(كولوسي18:1)، "انت ابنى وانا اليوم ولدتك وأيضا أكون له أبا وهو يكون لي ابناً"(عبرانيين5:1-6). 6. ان العذراء مريم بتولا وظلت هكذا قبل واثناء وبعد الـميلاد العجيب تأكيداً لنبؤة حزقيال النبي "قال الرب هذا الباب يكون مغلقاً لايفتح ولايدخل منه انسان لأن الرب اله اسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً"(حزقيال2:44). 7. فى قصة فقد يسوع فى الهيكل وكان يسوع لـه اثنا عشر عاما (لوقا43:2-44) فلم يُذكر ان كان له أخوة أتت بعد يسوع. إثنا عشر عاما بعد ميلاد يسوع ألم تكن كافية لإنجاب أولاد كما يدعى البعض؟ 8. عند الصليب ترك يسوع أمه إلى تلميذه الحبيب يوحنا البتول فأين هم اخوته؟ وكيف يـمكن ليسوع أن يفرّق ما بين مريم وأولادها ليسلمها الى يوحنا؟ 9. تساؤل العذراء مريم للملاك فى البشارة "كيف يكون هذا وانا لا أعرف رجلاً" (لوقا34:1) ما كانت تقوله إن لم تكن قد أخذت عهداً على نفسها للبتولية وهذا ما يؤكده القديس اغسطينوس. وعندما اخبرها الملاك "ان الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ولذلك فالقدوس الـمولود منك يُدعى ابن الله"(لوقا35:1) فكيف بعد ذلك تضحي ببتوليتها من أجل أطفال آخرين يأتوا بعد إبنها يسوع الإبن الوحيد للآب السماوي وهى بالتالى الأم الأرضية الوحيدة للإبن السماوى الوحيد؟ 10. فى نص انجيل مرقس"أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخا...."(مر3:6) حدد أن يسوع هو إبن مريم وليس أحد أبناء مريم وإلاّ لكان قد ذكر اسم يسوع ضمن قائمة أسماء اخوته لأن يسوع كان معروفا من أنه الإبن الوحيد لـمريم. 11. فى نص انجيل لوقا وفى مجمع الناصرة تعجب الجميع من يسوع ومن كلام النعمة البارز فيه وقالوا"اليس هذا هو ابن يوسف"(لوقا22:4) ولم يقولوا أنـه أحد أبناء يوسف. 12. عند الصليب عندما أعطى يسوع أمه الى يوحنا قال"هذه هى أمك" وقال لأمه "يا مرأة هوذا هو ابنك"(يوحنا36:19) ولم يقل هوذا كأحد ابناءك. 13. موسى النبي لم يعرف امرأتـه صِفّورة بعد ان رأى الله فكيف ليوسف ان يلمس أو يقترب لأم يسوع ابن الله. فالبتولية هى رمز لشركة فريدة مع الله كما يعلن سفر الرؤيا"هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء لأنم أبكار هم التابعون للحمل حيثما يذهب وقد افتدوا من بين الناس باكورة لله والحمل ولم يوجد فى أفواههم كذب لأنهم بلاعيب أمام عرش الله"(رؤيا4:14-5). 14. عندما يظهرون أن مريم هى إمرأة عادية لها أن تحبل وتلد بنين وبنات من غير مراعاة من ابنها يسوع هو ابن الله فيعد هذا تقليل من شأن يسوع نفسه من انه انسان عادي وليس قدوس الله. إن كل ما سبق ذكره من الحجج والأسانيد الكتابية والـمنطقية لا يدع ثمة شك ان من أطلق عليهم "اخوة يسوع" ما هم إلاّ أقربـاء لـه. ___________________ الـمراجـع: (1978). 2.اللاهوت فى فكر العذراء مريـم-القمص سيداروس عبد المسيح (1988). 3.دوام بتولية العذراء مريم-الاب بولس نصير (مايو 1937). 4.أم وعذراء-القمص ابراهيم جبرة(1978). 5.الإثنا عشر-حبيب سعيد (1979). 6.القديس يوسف النجار خادم سر التجسد الإلهى-ديرمارمينا(1989). 8. اللاهوت الـمسيحي والإنسان المعاصر - المطران كيرلس بسترس الجزء الرابع (1993). 7.القديس يوسف النجار خطيب العذراء مريم-الأنبا غريغوريوس،منشورات اسقفية الدراسات العليا اللاهوتية (1982) 8.فى خدمة البشارة: يوسف من أنت؟-(الجزء التاسع) جميل نعمة الله السقلاوى مرسل لعازري (1991)
12.“Saint Joseph and the Third Millennium”, Michael D. Griffin, Teresian Charism Press-1999 |
||||
11 - 08 - 2014, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 5027 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقاء يسوع في الكتاب المقدس الأب الحارث إبراهيم إنَّ العنوان بِحَدِّ ذاته يُفيد أنَّ هناك أكثر من مكان للقاء يسوع. ونحن نريد أن نتكلَّم عن لقائه في الكتاب المقدّس، وتحديداً أكثر في الإنجيل، أي في العهد الجديد. فسمعان الشيخ بقيَ عائشاً حتّى رآه ثم نادى: "الآن أطلق عبدَكَ أيّها السيّد، حسب قولِكَ، بسلام" (لوقا 2: 29) وذلك لأنه التقى يسوع في الكتاب المقدس وخاطبه وتمنّى أن يراه بالجسد فمَنَحَهُ اللهُ أن لا يرى الموتَ حتّى يُعاين مسيح الرب (لوقا 2: 26). هذه نقطة الانطلاق: قراءة الكتاب المقدّس تمنحنا فرصة اللقاء مع شخص الرب يسوع، والتحدّث إليه، ونمو وازدياد المحبّة نحوه والرغبة في البقاء إلى جواره الآن وعلى مدى الدّهور. بعد تجسُّد الرب وولادَتِه في فلسطين، عاش مع الناس وفيما بينهم. كانوا يلتقونه ويتحدّثون إليه، لكن البعض منهم صاروا مرافقين له. كانت جموعٌ كثيرةٌ تقصده، لكنهم لم يكونوا كلهم يرافقونه. الذين في لقائهم به عرفو أَنّه المكتوب عنه بالأنبياء نادى بعضهم بعضاً، كما فعل فيلبس بنثنائيل قائلاً له: "قد وجدنا المسيّا" (يوحنا 1: 45) أي المسيح، ومعناها: الذي عليه المسحة المقدسة، أي حامل الخيرات والنِّعَم السماوية، لهذا تحلَّق الناس حوله. مَن يلتقي يسوع يدعو الآخَرين إلى لقائه لشدّة الفرح الذي يعتريه ورغبةً منه في نقل هذا الفرح لأن لقاء يسوع يجعل قلب المؤمن الشاكر طافحاً بالحب نحو الجميع فيدعونهم للإمتلاء من نبع المحبّة هذا. هذا ما فعله الرسل وجميع الناس في فلسطين، كانوا يتحدّثون عن يسوع وعن أعماله. المرأة السامرية التي التقاها ربّنا على بئر يعقوب ذهبت تنادي: هلمّ انظروا يسوع الناصري، إنّه المسيح الذي ننتظره، فقد قال لي كلّ ما فعلْتُ (يوحنا 4: 29، 39). فتقاطر أهل البلدة والتقوا يسوع ليسمعوا منه. وعندما سمعوه قالوا لها: الآن نحن نؤمن لا من أجل كلامك بل لأننا رأينا وسمعنا ونعلَم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مُخلِّص العالَم (يوحنا 4: 42). بقي الرسل والناس على هذه الحال طيلة الفترة التي كان يكرز بها الرب يسوع، لكنهم نُكصوا عندما صُلِبَ المعلِّمُ ومات، واستولى عليهم الخوف، رغم إنباء يسوع بالأمر، لكنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب (يوحنا 20: 9). ثم حَدَثَ أمرٌ لم يكن في حسابهم ولا في حساب أحد، وهو قيامة يسوع المسيح. لم يصدّق الرسل حاملات الطيب لمّا أتينَ بخبر القيامة، "وكان عندهم هذا الكلام كالهذيان ولم يصدّقوهنَّ" (لوقا 24: 11)، كما لم يصدقوا تلميذَي عمّاوس (لوقا 24: 13-35). لماذا لم يُصدّقوا؟ لم يصدّقوا لأن هذا الحَدَث لم يسبق له مثيل، حتّى أنّ بطرس ذهب إلى القبر ليتحقَّق من الكلام فرأى الأكفان موضوعةً وحدها (لوقا 24: 12)، أي بدون جسد يسوع، ورأى المنديل الذي كان على رأس السيّد ملفوفا على حِدَةٍ (يوحنا 20: 7)، ومع أنّه رأى كل ذلك "عاد متحـيِّراً في نفسه ممّا كان" (لوقا 24: 12). لم يكن يستطيع فهم الأمر لأن هذا الحَدَث ينقض ثوابت بشرية عنده وعند غيره من الناس. لكن لمّا ظهر لهم يسوع حيّاً (مرقس 16: 9، 15) وتحقّقوا من أمر القيامة لمّا دعاهم قائلاً: "جسّوني وانظروا (إلمسوا جسدي وأبصروا بأمّ العين) إنّ الروحَ لا لَحم ولا عظمَ له كما ترَون لي" (لوقا 24: 39)، عندئذٍ صار خبرُ نهاية سلطة الموت وانفتاح الأبدية، خبراً لا يُكتَم، فعادت الدعوة إلى لقاء يسوع حيّةً من جديد وقالوا لتوما: "قد رأينا الرب!" (يوحنا 20: 25). فعاد توما يجتمع معهم ونال أمنيته والتقى الرب بعد أسبوع من لقائهم به وتحقَّق هو، كما تحقّقوا هم، من أمر القيامة لمّا دعاه يسوع إلى أن يضع إصبعه في جنبه وفي أثر المسامير (يوحنا 20: 27). وممّا زاد في حرص الرسل على الدعوة إلى لقاء يسوع أن المسيح نفسه أوصاهم أن "اذهبوا إلى العالَم أجمع وأَعلِنوا البشارة لكلِّ الأُمَم" (مرقُس 16: 15)، ولم يوصِهم أن يُعلنوا البشارة فقط، بل أن يأتوا إليه بتلاميذ آخَرين، لمّا قال: "اذهبوا وتلمذوا كلَّ الأمم مُعَمِّدين إياهم باسم الآب والابن والروح القدس، ومُعلِّمين إياهم أن يَحفَظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كلَّ الأيام حتّى منتهى الدّهر. آمين" (متّى 28: 19، 20). والتلمَذةُ تَحصُل إذ يَقبَلُ المرءُ المعموديةَ مُعلِناً معها قَبوله بيسوع معلِّماً فيجلِسَ مع مريم عند قدمَيه يسمع كلامه (لوقا 10: 39). وكلامُه الآن هو تعاليم الرسل الذين شهدوا لنا بكلِّ ما قال المُعلِّم وبكل ما فعل، وشهاداتهم مكتوبةٌ في العهد الجديد. خرج الرسل، من بعد صعود الرب عنهم إلى السماء وجلوسه عن يمين الله، "وكرزوا في كل مكان، والربُّ يَعمل معهم (لأنه حيٌّ وحاضرٌ) ويُثبِّتُ الكلامَ بالآيات التي كانت تقارنه" (مَرقُس 16: 20). كانوا يُحدِّثون الناس عن يسوع، كلمة الحياة، التي سمعوها بآذانهم، ورأتها عيونهم، ولمسوها بأيديهم (1 يوحنا 1:1) لكي يؤمنوا بيسوع فيحضروا للقائه في الجماعة ويتعرّفون إليه ويتلَقّون تعليمه ليصوغوه منهجاً لحياتهم مُتّحدين معه فينالون به الحياة الأبدية (يوحنا 20: 31). والرسل إذ أدركوا أنَّ ساعة خروجهم من هذا العالم قد دنت تركوا لنا تعاليم الرب مدوّنة، ليس كلّها كما يقول القديس يوحنا الإنجيلي بل ما يكفي لنؤمن فندخل في علاقة مع الرب وهو يُكمِلُ معنا بعدها. وقد وقف القديس لوقا بدقة على كل ما فعل يسوع وما علَّمَ به (أعمال 1:1) لكي لا يعتري الشهادة الرسولية شكٌّ. اليوم عندنا شهادات الرسل مكتوبةً، كما عندنا ترتيباتهم في الكنيسة، وهذه الشهادات المكتوبة هي أثمن ما نملك نحن من تعليم ربنا. فإذا كُنّا مؤمنين، فهذا يعني أننا نقبل بيسوع معلِّماً ونقبل شهادة الرسل على أنها حقّ (يوحنا 21: 24؛ أعمال 15: 7)، أي هي تعليم يسوع المسيح الصادق. لذلك علينا أنْ نقرأها بتمعُّنٍ وإصغاء لأنهم ينقلون لنا بأمانة تعليمَه وفكرَه اللذَين إذا عرفناهما نصير نحن كمن يواكب المسيح في تجواله في الزمان والمكان، أي أنهم ينقلوننا زمنياً إلى الفترة التي عاشها يسوع على الأرض وينقلوننا مكانياً إلى أرجاء شرقنا في فلسطين: اليهودية والسامرة والجليل الأعلى (لبنان حالياً). وبالتالي، عندما نقرأ الإنجيل، نحن نتتلمذ على يد يسوع تماماً كما تتلمذ الرسل. يسوع حيٌّ وهو حاضرٌ معنا. وهذه الميزة هي خير ما يميّز النعمة التي نحن عليها: ربّنا هو معلمنا وهو مؤدّبنا وصديقنا وناصحنا ومخلصنا وغافر ذنوبنا. عند قراءتنا للكتاب المقدّس يجب أن نتتبع الجملة ونتمعَّن في كلماتها حتّى نقف على: 1- موضوع الحَدَث المذكور. 2- الشخصيات الرئيسية والثانوية في الحَدَث. 3- موقف هذه الشخصيات من يسوع أو من الموضوع المطروح: مؤيد، معارض، حيادي، لا مبالي. 4- مفاهيم بعض الكلمات عند الناس في الزمن الذي عاش فيه يسوع، مثل: ابن داود، ابن البشر، المسيح، ابن الله، الراعي. 5- موقع الحَدَث في سلسلة الأحداث السابقة واللاحقة له. وبالتالي أولاً يجب أن نفهم عن ماذا يدور الحديث، ما هو موضوع الحَدَث؟ لكي نتهيّاً للفكرة التي يريد أن يطرحها السيد المسيح علينا. وبمراجعة الشخصيات المذكورة في الحَدَث نتعرّف قليلاً على خلفية كل واحد منهم لنفهم الغرض من حضوره أمام الرب أو من سؤاله. ولكي أفهم عمق الحوار الذي يجري يجب أن أكون مُلِمّاً بمفاهيم بعض الكلمات عند هؤلاء الناس، سواء كانت مفاهيمهم مغلوطة عَمَلَ المسيحُ على تصحيحها أو كانت مفاهيم صحيحة بَلَّغ المسيحُ بواسطتها خبراً ما أو حقيقة ما حيال دعوته وشخصه. ثم أتبيّن مواقف هذه الشخصيات من أقوال السيد المسيح، لأرى هل تغيّر موقف أحدهم أم تعنَّت على موقفه السابق. هذا التحليل البسيط ضروري جدّاً حتّى يعرف كلُّ واحدٍ مِنّا إلى أي حَدٍّ يشبه موقفه موقف إحدى هذه الشخصيات أو أكثر. وهذا يدفعنا بالتالي إلى التفكير في: لماذا أنا على هذا الموقف؟ هل هذا ما أريده أو أسعى إليه؟ هل أنفّذ ما يطلبه منّي ربّي يسوع عملاً بقول العذراء للعمال في عرس قانا الجليل: "مهما قال لكم فافعلوه" (يوحنا 2: 5) هل أطيعه وأخضع لإرادته ؟ فأقول مع السيدة العذراء: "ها أنا أمَةٌ للرب فليكن لي بحسب قولك" (لوقا 1: 38)؟ وأخيراً لا بدّ لي من معرفة التسلسل الفكري الذي يقودني فيه المبشّر حتّى أتعرف برفقته من خلال لقاءاتي مع يسوع على فكر يسوع في جوانب مختلفة منه. ينكفئ البعض عن قراءة الكتاب المقدّس، إمّا لأنهم: 1- غير مؤمنين. 2- غير مكترثين، ولا مبالين. 3- غير الراضين عن موقف المسيح من بعض القضايا. 4- مُدّعين المعرفة. 5- لا يفهمون كل ما يقرأون فيفضّلون عدم قراءة نصٍّ مبهم. 6- يعتبرون قراءة الإنجيل محفوظة لذوي الإختصاص لكي يدرسوها فيفيدوا الآخرين. أريد أن أتناول هذه الفئات واحدةً فواحدة، وأضع على عاتقكم أنتم الذين تسمعوني وتواظبون على الصلاة وقراءة الكلمة، إخراج هؤلاء من أوضاعهم وقناعاتهم غير الصحيحة وزرع القناعات الصحيحة فيهم. الفئة الأولى: فئة غير المؤمنين. عليكم أن تدعوهم إلى الإيمان الذي فيكم. إذا كنتم متأصّلين في الإيمان وعارفين الرب يسوع، فمن الطبيعي أن تأخذكم الحميّة والغيرة بدافع الحبّ لتدعوا الآخرين إلى الخلاص، لأن الرب يسوع يقول لنا "مَن لا يجمع معي يُفَرِّق" (متّى 12: 30؛ لوقا 11: 23) أي مَن لا يدعو الآخرين إلى خلاصهم فهو يتركهم يسيرون في طريقهم إلى هلاكهم (حزقيال 3: 17-22). فالمطلوب أن نشجّع غير المؤمن على لقاء يسوع في الإنجيل، ربما يجد في اللقاء كلمةً موَجّهةً له، تكون ضالّته منذ زمن، فيجدها وتُعيده إلى الحظيرة! مَن يدري؟ الفئة الثانية: فئة غير المكترثين واللامبالين. هؤلاء لم يتَّخذوا موقفاً حيال الأبدية، وربما لا يريدون ذلك لأن الموقف يتطلَّب التزاماً والإلتزام مسؤولية، وهم أناس لا يتحمّلون المسؤولية ويهربون منها. علينا أضاً أن نحُثَّ هؤلاء ليكونوا مسؤولين ويفتكروا بما بعد هذه الحياة، ويتهيأوا استعداداً لها. إن فعلنا ذلك نرفع عن أنفسنا مسؤولية هلاكهم. الفئة الثالثة:فئة غير الراضين عن موقف المسيح من بعض القضايا. هؤلاء قد لا يعجبهم مثلاً موقف التسامح عند يسوع، أو الوداعة وكثيراً ما يصوّرون الوداعة ذُلاًّ وتواضُع القلب جُبناً. علينا دعوة هؤلاء إلى قراءة الإنجيل من جديد ليتعرَّفوا على يسوع كيف يتصرَّف مع المتعالي ومع المُدّعي ومع المتعجرف ومع البائس ومع المحتاج ومع المريض ومع المؤمِن، أي كيف يتفاوت تصرّف المسيح مع الأشخاص على حسب تفاوت حالتهم. لماذا ندعوهم إلى قراءة الإنجيل؟ لأنه على الأغلب علق في ذهنهم مفهوم خاطئ صادر من شخص غير عارف. كان لديَّ ابن روحي تتلمذ عند "الفرير" وتكوّنت عنده فكرة أن يسوع درويش وكل الناس بتاكل حقّه، ومع أنه قوي رضي بالصلب. لم يكن يفهم سرّ الصليب ويعتبره ضعف. ويرى دعايات في الغرب يصوّرون فيها المسيح ذا نظرة حالمة "تعالوا إليَّ" ثم حالياً يصورونه غاضباً لأنه الديّان. قلتُ له إقرأ الإنجيل ثم بعد ذلك نتحدّث عن يسوع الذي ستلتقيه. بعد أسابيع التقيته، فقال: "ده كان راجل ثوري ما يخافش أبداً، ده مسح بالفريسيين الأرض، كان بيتحداهم وما يجرأوش يقرّبوا منه. كانوا يخافوه". قلت: "والمريض والفقير؟" قال: "ده حنيّن قوي!" إذاً هو ربّ الكل. الفئة الرابعة: فئة مُدّعي المعرفة. هذه الفئة صعبة لأنها لا تُقِرُّ بعدم المعرفة وبالرغبة في التعلُّم بسبب كبرياء أصحابها ولا هي تمتلك المعرفة حتّى نتعلَّم منها. أصحاب هذه الفئة إمّا يعتبرون الكتاب المقدس كتاب معرفة أو رواية قد ألمّوا بمضمونها وما عاد هناك من حاجة لإعادة القراءة، أو أنهم يفهمون أكثر من الرسل، وهم أيضاً يعتبرون الكتاب المقدس رواية لا أكثر ولا أقل. كيف يمكن أن نبيّن لهؤلاء أن الكتاب المقدس هو كتاب حياة؟ هذه مسألة تعتمد كلّياً على قامتنا الروحية لنشهد بمضمون الإنجيل لجهة الحياة الأبدية في كل وقت. يعني: المدّعي لا يظن أنه بحاجة إلى مواعظ من الإنجيل، وغالباً ما ينعدم عنده الإيمان بطريقة مقنّعة فلا يكتشفها. هنا الدور الإيجابي الذي يستطيع المؤمن أن يلعبه بكشف نواقص المعرفة عنده كلّما سنحت الفرصة، بلطف، ولا يمنع أحياناً بصلافة بقصد إحداث صدمة. (قل للذي يدّعي من العلم معرفةً: حفظتَ شيئاً وغابَت عنكَ أشياءُ). الفئة الخامسة: هم فئة الذين لا يفهمون كل ما يقرأون فيفضّلون عدم قراءة نصٍّ مبهم. هكذا يركنون إلى الكسل. كثيرون مِنّا يُصابون أحياناً بالكسل واللامبالاة. وليس من دواء سوى أن نتقوّى من بعضنا. أي نجتمع من أجل قراءة الكلمة (الكتاب المقدّس) ويساهم كل واحدٍ بما أعطاه الله أن يفهم. الذي عندي أعطيك إياه وآخذ منك ما عندك فنغتني كلينا. هذا مهم جدّاً لأننا جماعة؛ كلنا جسدٌ واحد وليس كل واحد منّا قائم بذاته لوحده. هذا يساعدنا أيضاً على التواضع. تعرفون أن النار إذا اقتربت من الماء يَخِفُّ لهيبُها وقد تنطفئ أما إذا اقتربَت من نارٍ أخرى يَزداد لهيبُهما كليهما أضعافاً. هكذا، بقيادة الروح القدس، عندما نجتمع باسم يسوع ويكون يسوع حاضراً بيننا يزداد فهم الجميع، وما لم نكن نعرفه قبلاً نصبح عارفينه الآن. قال فيلبّس للخصي: "ألعلّك تفهم ما أنت تقرأ؟ فقال: كيف يُمكنني إن لم يُرشدني أحد؟" (أعمال 8: 30، 31) المهم أنه كان يقرأ وعندما برزت الحاجة للإستفسار كان معه مَن يُفسِّرها له. الفئة السادسة: فئة الذين يعتبرون قراءة الإنجيل محفوظة لذوي الإختصاص لكي يدرسوها فيفيدوا الآخرين. هؤلاء يعتمدون على فهم الآخَرين كليّاً. لابأس أن نعتمد على فهم الآخَرين لكن لا بدّ أن يكون عندنا مشاركة. لا بدّ أن نلتقي نحن أنفسنا بيسوع. نقرأ تفاسير الآباء القديسين المعلّمين لكن علينا أن نلتقي نحن بيسوع ونسمع كلامه. هذا اللقاء شخصيٌّ ويتجاوز الكلمات. (تواجه مرّةً أحد الأعضاء في فرقة حركية مع شخص من شهود يهوه وكان يجاوبه غيباً ولا يحمل الكتاب المقدّس. فقال له الذي من شهود يهوه: "مَن قال هذا الكلام؟" قال له: "الأخ المرشد".) هنا المشكلة؛ هذا الأرثوذكسي لم يقرأ الإنجيل ولم يعرف ماذا علّم يسوع وبالتالي ليس له فِكرُ المسيح، كما يصف القديس بولُس المسيحيين بأن لهم فكر المسيح (فيليبي 2: 5)، فعجز عن الدفاع عن الإيمان وبالتالي عجز عن ردّ الضّال. الندوة الإنجيلية، أو لقاء يسوع في الإنجيل، سيجعلنا -1- مشابهين ليسوع المسيح لأننا نمتثل بالمعلّم الصالح (متّى 19: 16؛ مرقس 10: 17). -2- وهذا سيقينا من الزلاّت "سراجٌ لرِجلَيَّ كلامُكَ ونورٌ لسبيلي" (مزمور 119: 105). -3- كما أن لقاءه يجعلنا واثقين من إيماننا ومن كنيستنا لأننا عندها نتأكّد أن كلَّ ما نقوم به من عبادات في الكنيسة وما نُنشده إنّما هو من الكتاب المقدس ومن روح الإنجيل لا من خارجه، وبالتالي يُحَصّننا ضدّ البِدَع. -4- ويعطينا القدرة على دعوة غير المؤمنين إلى المسيح ويساعدنا على ردّ الضالين إلى حظيرة الإيمان. يسوع المسيح يدعونا إلى قراءة الكتاب كلّه. هو نفسه كان يقوم بالقراءة عندما كان بالجسد. نسمع القديس لوقا يقول أنه بعد أن صام وجُرِّب أتى الناصرة "ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ" (لوقا 4: 16)، وقد وبَّخ الصدّوقيين قائلاً: "تَضلّون إذ لا تعرفون الكُتُبَ ولا قدرة الله" (متّى 22:29)، ويسأل: أما قرأتم قط ؟ (ما فعله داود (متّى 12: 3؛ مرقس 2: 25؛ لوقا 6: 3)؛ أنّ الذي خَلَق (متّى 19: 4)؛ مِن أفواه الأطفال (متّى 21: 16)؛ هذا المكتوب (مرقس 12: 10)؛ في كتاب موسى (مرقس 12: 26). |
||||
11 - 08 - 2014, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 5028 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التحرر من وطأة الدنيا للمطران جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) سراج الجسد العين يريد به السيّد القلب المستنير بالمحبة. هذا اذا نشأ على بساطة المسيح، على عدم التعقيد والخبث يكون جسدك اي كيانك نيّرًا، والعكس اذا كان قلبك شريرًا. ويـكون الشر فـيك كثيـرا إن عبـدتَ ربـّين الله والمال. شهـوة المال رهيـبة جدًا. انت تستعمله اي تـستعبده. واما اذا أحسست ان كلّ وجـودك وحيـويـّتك منـه فـهو يـستعبـدك وتـستعبد بـه الناس. المال الوفـير يـقـودك عـادةً الى شهوة السلطة التي تـجعلك تـسخّر الناس لشهواتـك، ويـُنشئ المال الكثير عادةً افـتخارًا بـالثـروة وتـرى الى النـاس مـن خـلال ما يـملكون. ليس المسيح ضدّ الأغنياء كلّهم ولكنه ضدّ من عبدوا المال وجعلوه طريقهم الى الكبرياء. ولكن كيف تصل الى التواضع ان لم توزّع منه الكثير لتنقذ الفقراء من جوعهم او الفقر الشديد اذ يريد الربّ منك أن تُشاركهم في آلامهم. ثم يعطيك هذا الفصل الإنجيليّ المقتطف من عظة الجبل أمثلة من الحياة اليوميّة. الطيور مثلا لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الأهراء وأبوكم السماوي يقوتها. لم يتكلّم يسوع ضدّ السعي الى وضع اقتصاديّ جيّد او الى اليُسر. ولكنّه ضدّ البخل، ضدّ اقتناء المال وتشهّيه دون التعبير عن محبّتك للمحتاجين. هذا كلّه يعني تحررا أساسيّا من وطأة الدنيا عليك. وطأـة هـذا العالم لها ثـلاثة مـصادر أساسيّة: أولا الجنس الجارف وغير الشرعي، الشهوة الرهيـبة للمال، التـعلّق بـالسلطة الطاغي طغيـانـا كثـيرا. مقابـل ذلـك الحرية من الشهوات باستقبال يسوع وسيادته عليك. فإذا سكن القلب كلّه تستخدم أنت القوى التي فيك لإرضائه. المخلّص يعترف بأن هناك رغبات حسنة. الطعام مثلا حسن واشتهاؤه المعتدل حسن. اما اشتهاء له غير محدود فيكبّلك ويستنفد قواك. كلّ اشتهاء رهيب وغليظ يضرب فيك الرؤية وتوازن الشخصيّة. كلّ ما خلـقه الله جيـّد. المهم الا تـكون عبدًا في دنـيـاك لشيء. المسيـحيـّة لا تـطلب اليـك الخروج مـن الـعـالم. الى ايـن تذهب؟ تـطلب استـخدام هذا العـالم في طاعـتـك لـله. المـهـم ان تـحبّ سيــادة الـله وكلـمتـه عـليـك. لذلك خُتمت هذه القراءة بقول يسوع: اطلبوا اوّلا ملكوت الله وبرّه. وهذا كله يزاد لكم. ملكوت الله ليس إقصاء لأي شيء حسن ولكن أن تجعل الربّ فوق كلّ شيء. ملكوت الله ليس فقط السماء التي تأتي بعد القيامة ولكن السماء التي تنزل على قلبك الآن حسب قول الرب في لوقا: ملكوت الله في داخلكم. أن نرحّب باستلام يسوع قلوبنا وهذا هو بدء سمائنا في هذه الحياة. |
||||
11 - 08 - 2014, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 5029 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فكر بولس حول
آدم الأول وآدم الثاني رو 5/12-21 الاب انطونيوس مقار ابراهيم راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان يركّز بولس الرسول فكره هنا حول المسيح وعمله. فيقدّم آدم الذي به كان الموت والمسيح الذي جاء يخلّص البشرية منه.يعود الرسول إلى سفر التكوين فيقول إنّ الإنسان هو "صورة الله ومجده" متأمِّلاً إيّاه في وضعه الحالي كساقط وخاطىء معه ساد الموت سيادة موقّتة مستبدّة ومطلقة فصار البشر عبيداً خاضعين جميعاً لسلطان الخطيئة رو3/9 لذا نقول إنّ الموت في آدم الإنسان الأوّل أدرك البشر جميعًا. كلمة آدم هي لفظ متداول يدل على مجموعة كبيرة من المعاني منها مثلاً الانسان عامة (أي14/1) أو الناس(أش6/12) أو شخص ما(جا6/12) أو الذات البشرية(هو11/4،مز94/11) أو الانسان الاول (تك4/25 ،5/1و3-5، اخبار الايام1/1،طوبيا8/6) في حين يُظهر العهد الجديد أن البشر ينحدرون من أصل واحد(اع17/26) ويؤكد بولس الرسول في (1كور15/45-49) أن الانسان الأول صُنع نفساً حياً أرضياً وبشرياً وفي النص الذي امامنا يؤكد أن آدم كان رمزاً للآتي بعده وللتعمق أكثر في الموضوع استند بولس الرسول الى ما ورد في سفر أشعياء حول فكرة عبد الربّ المتألِّم وكشف عن موضوع أساسيّ وهو: إنسان واحد بريء البراءة كلّها، خاضع لإرادة الله، يمنح البشرية الخاطئة كلّها المغفرة والمصالحة التامّة مع الله. إعلان المسيح الذي صُلب وقام كما في نبوءة أشعياء عن موت عبد الله وتمجيده. ونظرته إلى آدم الجديد والفادي (5: 12- 21) تقابل ابن الإنسان وعبد الله المتألّم كما في التعليم الإنجيلي. في هذا الاطار نفهم قول أشعياء وسرّ الفداء شدّد بولس رسول الأمم على "عبد الله" الذي "أُسلِم" عن خطايا البشر، قال إنّ المسيح أَسلَم نفسه، وهب ذاته من أجلنا، من أجل خطايانا (غل 1: 4؛ 2: 20؛ أف 5: 2، 25). وذكَّرنا بالحبّ الذي ألهم هذا العمل: "ابن الله أحبّني وبذل ذاته عنّي" (غل 2: 20). "المسيح أحبّنا وبذل نفسه عنا مقدِّماً ذاته ذبيحة رائحة طيّبة (أف 5: 2). "المسيح أحبّ الكنيسة وبذل نفسه لأجلها" (أف 5: 25). وتركّز الرسالة إلى أهل روما على حبّ الآب أيضًا وليس على حبّ المسيح وحسب. "والبرهان على أن الله (الآب) يحبّنا، هو أن ابنه مات عنّا" (5: 8). "بهذا عرفنا المحبّة، أنّ ذاك قد بذل نفسه لأجلنا. فيجب علينا، نحن أيضاً، أن نبذل نفوسنا لأجل الإخوة". يكشف لنا القدّيس بولس في رسائله جميعها أنّ المسيح هو : برّنا (روما)، غنانا1(كو)، راحتنا2(كو)، محرّرنا(غلا)، حياتنا اف(نحن جسده)، سعادتنا (في)، المسيح قادم لمجدنا1و2تسا)، المسيح معلِّمنا (1تيم وتي)، المسيح مثال لنا(2تيم)،المسيح مثال لنا كسيّد(فل)، المسيح شفيعنا الكفّاري(عب)،أمّا في كولوسي فالمسيح هو كلّ شيء لنا . "وأنتم مملوءون فيه" (كو 10:2). نجد فيه كلّ شيء ولا يعوزنا شيء فهو النور الذي ينقذنا من سلطان الظلمة (12:1-13)، لنصير نحن أنفسنا نور العالم. وهو المخلِّص الذي يخلّصنا من سلطان إبليس وكلّ إثارة، إذ "لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا" (14:1). ينقلنا إلى ملكوته، أي مملكة ابن محبّة الآب (13:1). فبالمعمودية باسمه نتمتّع بالبنوّة للآب، ونُحسب أولاد الله المحبوبين. من جهة لاهوته فهو صورة الآب غير المنظور (15:1، فيه تتجدّد طبيعتنا، لنصير نحن حسب صورته: "ولبستم الجديد الذي يتجدّد للمعرفة، حسب صورة خالقه" (10:3). في آدم الأوّل فقدنا صورة الله، في آدم الثاني استرددنا الصورة. هو الخالق، فيه خُلق الكلّ(16:1)، حملنا فيه كجسدٍ له، وقادنا مستنيرين فيه لننعم بحياته المُقامة: "الذي هو البداءة، بكر من الأموات، لكي يكون هو متقدِّمًا في كل شيء" (1: 18)، "لأنّكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله" (3:3).صار رأسًا لنا نحن جسده، يتقدمنا في كلّ شيء (18:1)، لكي يكون مثالاً لنا في كلّ شيءٍ. بعمله الخلاصيّ كشف لنا سرّ الحبّ الإلهيّ الفائق، فتمتّعنا بالرجاء في المجد: "الذي هو المسيح فيكم رجاء المجد" (27:1). "متى أُظهر المسيحُ حياتُنا، فحينئذ تَظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (4:3). يدعونا الرسول بولس إلى التمتّع بالشركة معه لنختبر آلامه: "أُكمل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده" (24:1)، وموته: "لأنكم قد متّم" (3:3)، ودفنه: "مدفونين معه في المعمودية" (12:2)، وبالتالي نشترك في مجده: "تظهرون أنتم معه في المجد" (4:3). هكذا لا يعوزنا السيّد المسيح شيئًا! في المسيح : 1- يتحقق لقاء الله بالإنسان لقاءاً حيًّا شخصيًّا- كاملاً- مجّانيًّا 2- يهب الله ذاته لنا فنعرفه نتّحد معه ونبني الجسد الواحد الإنسانيّ الإلهيّ هنا يدعونا القديس بولس لا إلى فهم المسيح فقط بل إلى معرفته وهذه الدعوة تعني سعياً مستمرًّا متّصلاً متطلِّعاً إلى الأمام (تاركين ما وراءنا ناظرين الى قدّام إلى مبدأ إيماننا ومتمِّمه يسوع المسيح) وبالتالي لا بدّ من ضرورة صلب الإنسان القديم وانتهاج حياة جديدة جاهدة في سبيل القيامة تمرّ من خلال مراحل التألُّم مع المسيح نظرة بولس الإيمانيّة لهذا النصّ : بنى بولس اختباره لشخص المسيح الذي حوّله من مضطهِد إلى مبشِّر على طريق دمشق وقلب حياته، فتمحور تعليمه حول سرّ المسيح الفصحيّ، أي موته وقيامته وقام على بعدَيْن الأوّل عقائديّ نعيشه بالإيمان والمعموديّة والثاني خُلُقيّ نعيشه في "الحياة في الروح" التي تفرض على المؤمن خلع الإنسان القديم ولبس الإنسان الجديد، وهي حالة صراع دائم في الإنسان. خلق اللهُ الإنسان حرًّا طليقاً ذا سلطان ولم يشأ مطلقاً الموت له، خلقه كي يحيا لأنّه هو(الله) حياة ولكن، أراد الإنسانُ الانفصالَ عنه فآدم الأوّل قطع أوصال الخليقة مع الخالق وبخطيئته أقام حاجزًا كبيرًا فرض عليه الخروج من محيطه الأبديّ وعدم الموت الى محيط فساد وانحلال وفناء فصار آدم مائتًا يحدّه الزمان والمكان وخاضعاً لشروطهما وقيودهما بعد أن كان في اللامحدود في حضن الآب. هذا من جهة ومن جهة أخرى صار آدم بخطيئته ظلاماً وحُكمَ أو حَكمَ هو على نفسه بالموت لأنّ روحه فضَّلت ذاتها على الله ومع ذلك بقيّ حيًّا لوقت معيَّن (تك5/5) بالجسد بفضل رحمة الله كي يمنحه فرصة العودة والتوبة. ممّا لا شكّ فيه أنّ عذاب آدم ما كان لخسارة الفردوس وجماله بقدر ما كان لفقدان الحبّ الذي يجذب النفس الى الله. شعر آدم بالغربة والحرمان وهكذا تشعر كل نفس خاطئة بعيدة عن الله وتعود إليه بفعل التوبة الحقيقيّة " خسرّ آدم الفردوس فكان يطلبه بدموع"، فجاء إليه المسيح فاتحاً له الفردوس السماويّ الذي يشرق منه وفيه النور للأبد. ختامًا : نقول: أنَّ المسيحي هو ابن آدم بحكم ولادته، ويولد ولادة جديدة في المسيح بايمانه . لذلك يحتفظ المسيحي بعلاقة دائمة مع ىدم الأول وآدم الجديد(الآخر) وإن اختلفت طبيعة هذه العلاقة ، وعلى المسيحي أن يبقى آمين لإصله ولا يتذرع بخطيئة الانسان الأول لتبرئة نفسه بل يدرك أنه هو نفسه آدم بما فيه من ضعف وخطيئة ومن واجبه أن يخلع هذا الانسان العتيق ليلبس يسوع المسيح الانسان الجديد. وفي النهاية ، هذا الجدول يوضح لنا ما قلناه عن آدم الإنسان الأوّل وآدم المسيح الإنسان الجديد مقابلة بين النصّين رو 5/12-21 يقابل بولس المسيحَ المخلِّص بالمخلَّصين العديدين الذين هم كثيرين الذين هم "جميع" البشر (آ 18). (بطاعة واحد تبرّر الكثيرون5/9) 5/19 فيُنسب عمل التبرير إلى المسيح5 : 6 "مات المسيح عن الأثمة". في 5: 8 "مات المسيح من أجلنا. التضامن الذي أراده الله بين المسيح والبشرية أش52/3-53-12 يدلّ على مجمل الذين نعموا بالعمل الخلاصي الذي قام به عبد الله المتألّم استعمل أربع مرات (52: 14، 15؛ 53: 11، 12) كثيرين، الكثيرين (لا أقلّية، ضئيلة). "الجميع" معنيّون بهذا التحرّر أش 53: 6 "إنّ عبدي البارّ يبرّر الكثيرين يرتبط عمل التبرير بمبادرة الآب في عبد الله المتألِّم الانسان آدم الأول المسيح آدم الثاني 1- به دخلت الخطيئة العالمَ (تدبير الخطيئة) |
||||
11 - 08 - 2014, 05:59 PM | رقم المشاركة : ( 5030 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التألّه والأرثوذكسية
الأرشمندريت جاورجيوس، رئيس دير القديس غريغوريوس في جبل آثوس نقلها الأب أنطوان ملكي في كنيسة المسيح الأرثوذكسية، يحقق الإنسان التألّهَ لأن نعمة الله، بحسب تعليم الكتاب المقدس وآباء الكنيسة، غير مخلوقة. الله ليس جوهراً وحسب، كما يؤمن الغربيون، بل هو قوة أيضاً. لو كان الله جوهراً فقط، لما كنا نستطيع أن ننضمّ إليه وأن نشترك به، لأن جوهر الله مهيب وغير مدرَك من الإنسان، بحسب القول الكتابي: "لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ" (خروج 20:33). فلنُشِر هنا إلى بعض الأمثلة المتعلّقة بالبشر. إذا لمسنا سلكاً كهربائياً غير مغطى نموت. من ناحية ثانية، إذا وصلنا إلى السلك مصباحاً نستنير. نحن نرى قوة التيار الكهربائي ونتمتّع بها وتساعدنا، بينما لا نستطيع أن نمسك جوهره. ما يجري مع النعمة الإلهية مماثل إذا جاز التعبير. إذا استطعنا أن نتّصل بجوهر الله، نصير بالجوهر آلهة، أي أن كل شيء ممكن أن يصير إلهاً، وسوف يكون هناك تشوّش مما يؤدي على أن لا يكون هناك أي إله بالجوهر. إن ما يؤمن به الأديان الشرقية، كالهندوسية مثلاً، هو أن الإله غير موجود بشكل شخصي بل هو قوة غامضة منتشرة في كل الكون، في البشر كما في الحيوانات والمواد". أيضاً، لو لم يكن لله سوى جوهر إلهي غير قابل للشركة لبقي إلهاً مكتفياً بذاته مغلِقاً على نفسه دون أن يشترك مع خليقته. بهذه القوى غير المخلوقة خلق الله العالم ويستمر في الاهتمام به. إنه يعطي عالمنا الجوهر والوجود بقواه التي تخلق الجوهر. إنه موجود في الطبيعة ويؤازر الكون بقواه المؤازرة. إنه ينير الإنسان بقواه المنيرة. إنه يقدّس بقواه المقدّسة. وفي الختام إنه يجعل نفسه إلهاً بقواه الإلهية. بقواه غير المخلوقة يدخُل الله الطبيعةَ، العالم، التاريخ، وحياة الناس. إن قوى الله مقدّسة. إنها الله من دون جوهره. إنها الله ولهذا هي تجعل الإنسان إلهاً. لو لم تكن قوى الله مقدّسة وغير مخلوقة لما كانت الله، ولا كانت قادرة على جعلنا آلهة، ولا على ضمّنا إلى الله. من دونها تكون المسافة بين الله والناس غير قابلة للردم. لهذا، بامتلاك الله لقوى إلهية وضمّنا إلى هذه القوى، يمكننا أن نتّصل بالله وننضمّ إلى نعمته، من دون أن نتساوى به، كما لو كنا ننضمّ إلى جوهره. لهذا، نحن ننضمّ إلى الله من خلال قواه غير المخلوقة وليس من خلال جوهره. هذه هو سرّ الإيمان الأرثوذكسي وسرّ حياتنا. هذا ما لا يمكن للاعتقاد الخاطئ الغربي أن يقبله، لأن الغربيين عقلانيون لا يستطيعون أن يميّزوا بين جوهر الله وقواه وبالتالي يتمسكون بأن الله هو جوهر فقط. لهذا السبب لا يستطيعون أن يتحدّثوا عن تألّه الإنسان. كيف يقبلون أن الإنسان يصير إلهاً إذا كانوا لا يقبلون أن قوى الله غير مخلوقة بل يقولون بأنها مخلوقة؟ كيف يستطيع ما هو مخلوق أن يجعل الإنسان المخلوق إلهاً؟ جرى في القرن الرابع عشر اضطراب كبير في الكنيسة [الأرثوذكسية] حرّض عليه راهب غربي اسمه برلعام. لقد سمع أن الأثوسيين يتحدّثون عن التالّه، وعرف أنّهم يصيرون مستحقين، بعد جهاد كبير، لأن يطهّروا أنفسهم من الأهواء وبالصلوات الكثيرة ينضمّون إلى الله لكي يكتبوا خبرة الله ويعاينوه. لقد سمع أنّهم يرون النور غير المخلوق الذي رآه الرسل عند تجلي الرب على طور ثابور. مع هذا، كون برلعام من أصحاب الروح العقلانية الغربية، لم يتمكن من إدراك الخُبُرات الحقيقية الإلهية التي كانت لهؤلاء الرهبان المتواضعين، فراح يتّهمهم بانهم مخدوعون وهراطقة ووثنيون. فكان يقول، على سبيل المثال، إن من المستحيل أن يرى الإنسان نعمة الله، لأنه لم يكن يعرف الفرق بين الجوهر وقوى الله غير المخلوقة. من ثمّ جلبت نعمة الله معلماً للكنيسة مستنيراً هو الآثوسي القديس غريغوريوس بالاماس، رئيس أساقفة تسالونيكي. بحكمة عظيمة واستنارة من الله، كما بخبرة شخصية، قال وكتب الكثير وعلّم بحسب الكتاب المقدّس وتقليد الكنيسة المقدّس، بأن نور نعمة الله غير المخلوق هو قوة إلهية. كما علّم أن الذين يرون هذا النور فعلياً يصيرون إلهيين بالنعمة لكون هذه الرؤيا هي الخبرة الأسمى والأرفع للتأله ومعاينة نور الله. هذا هو مجد الله، بهاؤه، نور ثابور، نور قيامة المسيح والعنصرة والسحابة المنيرة التي في العهد القديم. نور الله غير المخلوق حقيقي وليس رمزياً كما ادّعى برلعام وغيره من أصحاب الإيمان الخاطئ. استمراراً لهذا، كل الكنيسة، من خلال ثلاث مجامع عظيمة عُقدَت في القسطنطينية، أثبتت أهلية القديس غريغوريوس بالاماس وأعلنت أن الحياة في المسيح ليست بمجرد تهذيب الإنسان بل بتألهه، الذي يعني الاشتراك بمجد الله ومعاينته ونعمته ونوره غير المخلوق. إلى اليوم ما يزال الغربيون يعتبرون النعمة الإلهية، قوة الله، مخلوقة. للأسف، هذه إحدى الفروقات الكثيرة التي ينبغي حملها على الجدّ في الحوار اللاهوتي مع الكثلكة. الفرق الأساسي بين الكنيسة الأرثوذكسية والبابويين ليس "الفيليوكفيه" وحدها، ولا أولية البابا وعصمته. إنه أيضاً ما سبق ذكره. لا نستطيع أن ننضمّ إلى الكاثوليك إن لم يقبلوا أن نعمة الله غير مخلوقة، حتى ولو قبلوا كل شيء آخر. مَن سوف يفعّل التالّه إذا كانت النعمة الإلهية وقوة الروح القدس مخلوقتين؟ |
||||