ذكره القديس ديونيسوس بابا الإسكندرية، في رسالة بعثها إلى فابيان أسقف أنطاكية يشرح له ما حلّ بالإسكندرية من اضطهادات في عصر الإمبراطور دكيانوس، من بينهم آمون و زينو و بطوليموس (بطوليماوس أو بتوليموس) و أنجبينس و ثاوفيلس الشيخ.
ورد في التاريخ الكنسي كثيرون حملوا اسم بتوليماوس أو بطوليموس Ptolemaeus. من بينهم بتوليماوس تلميذ فالنتينوس: في القرن الثاني، الذي ذكره القديس إيرينيؤس.
يعيد له الغرب في 19 أكتوبر، استشهد في روما حوالي سنة 161 م، وقد شهد له معاصره القديس يوستين الشهيد. قيل أن سيدة متزوجة عاشت في حياة منحلة قد تعرفت على الإيمان المسيحي بواسطة بتوليماوس. هذه السيدة إذ ذاقت عذوبة الشركة مع الله وتمتعت بالحياة المقدسة، التهب قلبها غيرة وصارت تطلب من رجلها أن يقبل الإيمان، فكان يهينها ويسيء معاملته لها بصورة مُرة حتى اضطرت إلى تركه. وشى بها لدى الحاكم كمسيحية، فأُلقيّ القبض عليها، وإذ تأجلت محاكمتها وقف معلمها بتوليماوس أمام أوربيسيوس Urbicius، وإذ أصر على إعلان إيمانه حُكم عليه بالموت. حضر المحاكمة إنسان مسيحي يدعي لوسيوس، الذي احتج أمام الوالي أن الرجل قد دين دون جريمة ارتكبها، وأن ما يفعله يناقض فكر الإمبراطور الحكيم ومجلس الأشراف، عندئذ سقط لوسيوس تحت ذات الحكم، وتكرر الأمر مع رجلٍ ثالثٍ لا نعرف اسمه.
St. Bagoug وُلد القديس بجوش أو باجوش ببلدة "بِلاد Bilad" بوجه بحري، وكان فلاحًا غنيًا يملك الحقول الكثيرة. اتسم بحبه الشديد للفقراء فلم يكن يرد أحد يسأله. إذ نظر الله إلى قلبه المتسع حبًا أراد أن يهبه إكليل الاستشهاد. ففي أيام الإمبراطور دقلديانوس، ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل ودعاه أن يشهد لمسيحه، فقام بتوزيع كل ممتلكاته وذهب إلى مجلس القضاء يعلن إيمانه جهرًا. عرف الوالي شرف نسبه فصار يلاطفه، وكان إريانا والي أنصنا بصعيد مصر حاضرًا فطلب من الوالي أن يسلمه له وهو كفيل أن يجعله يجحد الإيمان. أُلقيّ الأنبا بجوش في السجن، فجاءت والدته تعاتبه كيف يتركها دون أن يشركها معه في هذا الإكليل، وبقيت معه طول الليل يصليان معًا كي يكمل الله معهما العمل حتى ينالا الإكليل. في الصباح أُستدعيّ بجوش أمام الوالي، فكانت أمه تسير وراءه تعلن إيمانها. اغتاظ الوالي لموقفها وأمر بقطع رأسها. أما بجوش فأخذه أريانا معه إلى أنصنا ليذيقه الآلام. وهناك استدعى رجلًا أعمى صار يشتم القديس ويجدف، قائلًا أنه قد فقد عينيه حين كان مسيحيًا أما الآن وقد سجد للإله أبولون فنال خيرات كثيرة. انتهره القديس على تجديفه، وفي الحال انشقت الأرض وابتلعت المجدف. اغتاظ أريانا وأمر بعصره فشفاه رئيس الملائكة ميخائيل. وإذ رأى الوالي أن كثيرين آمنوا بسببه أسرع بالحكم عليه بقطع رأسه، وقد تمّ ذلك في قرية طما التابعة لقاو Qari.
نشأ القديس بداسيوس Badasuis مع والديه العاملين لدى رجل تقي يُسمى "بجوش" بمدينة فاو بصعيد مصر. وهب الله هذا التقي طفلًا وحيدًا يُدعى يوساب، نشأ كأخ لبداسيوس، فارتبطا معًا منذ طفولتهما بصداقة عظيمة. كانا يترددان منذ صباهما على دير القديس باخوميوس، ويلتقيان بالآباء الرهبان، مما ألهب قلبيهما بالحياة النسكية حتى التحقا بالدير. مع الأب بولس: تتلمذ الاثنان للقديس الأنبا بولس (حوالي 527 -563 م)، الذي اهتم بهما فكانا ينميان في كل عمل صالح. جاءتنا بعض نصائح للقديس بولس وجهها لتلميذه بداسيوس، منها تحذيره من الاتكال على الشكل الرهباني والزي دون الحياة الداخلية، فمن كلماته له: "لا يثق قلبك في الاسم والشكل، بل تأمل ما قاله يعقوب أخو الرب إذ جاء في رسالته الجامعة أن كل افتخار مثل هذا خبيث (يع 11:4). فانه يوجد بيننا اليوم وسط هؤلاء الرهبان الذين نشاهدهم من هم يلبسون هذا الإسكيم وقد شهد لهم السمائيون أنهم بلغوا طوباوية الإسكيم الذي يلبسونه؛ أيضًا طوبى للذين كملوا سيرتهم وهم علمانيون (من الشعب) فإن هؤلاء أفضل وأخير من الذين ارتبطوا بإسكيم الرهبنة دون أن يكملوا فرائضها وحقوقها. الويل للذين هذا هو حالهم، كان خير لهم لو لم يولدوا في هذا العالم! ليتهم ينالون رحمة العادل إذ يقفون أمام المنبر العظيم المرهوب عراة، وينال كل واحد جزاءه على ما صنع إن كان خيرًا أم شرًا..." كما قال له: "الآن يا أخي انفرد في قلايتك مع نفسك ولازم الصوم والصلاة والوحدة، ولا تدع أحدًا من الناس يتطلع على عبادتك، ولا يعلم كيف يكون عملك، لا من العلمانيين ولا الرهبان، عندئذ تعاين مجد الله". جهاده: أحب حياة الوحدة والسكون في قلايته تحت إرشاد معلمه الأنبا بولس، يمارس الحياة النسكية الجادة من زهدٍ في الملبس وأصوامٍ ومطانيات مستمرة ليلًا ونهارًا. عجائب الله معه: كان رجل مُقعد من بطن أمه يتردد على الدير، وإذ عرف ما اتسم به القديس بداسيوس من حياة تقوية مقدسة سأله أن يصلي من أجله ويرشمه بعلامة الصليب، وإذ فعل القديس ذلك شُفي المُقعد وقام يسبح الله. تكرر الأمر مع رجل أعمى، فذاع صيته وجاء كثيرون يطلبون صلواته وبركته في الرب. إذ رأى الرهبان عمل الله معه قرروا أن يلبس الإسكيم (يُعطى للنساك الذين بلغوا قامة روحية عالية) أما هو فهرب سرًا في إحدى الليالي، وبقيّ أسبوعين ليعود معلنًا رفضه التام لهذا العمل الذي رآه أعلى من قامته، قائلًا بأن ما تم من أشفية إنما هو عطية الله من أجل إيمانهم وليس عن فضل له فيه، وإذ ألحّ في الرفض تركوه على حريته. حدث أن أرسنوي Arsinoe زوجة أرخن بمدينة فاو أصيبت بمرض في وجهها، وكانت الآلام شديدة خاصة من جهة عينها اليمنى، وإذ حار في أمرها الأطباء طلب منها البعض أن تذهب للقديس بداسيوس بدير القديس باخوميوس. بالفعل قرع الأرخن باب قلاية القديس ثم أخذه إلى خارج باب الدير كمن يود استشارته في أمرٍ خطير بعيدًا عن الجميع. وفيما هو يتحدث معه جاءت أرسنوي وأمسكت بيد القديس وقبلتها ووضعتها على وجهها فوهبها الله الشفاء للحال. سمعت المدينة كلها بما حدث مع أرسنوي فتحول الدير إلى مركز روحي يأتي إليه الكثيرون يطلبون كلمة تعزية وإرشاد وشفاء للجسد أيضًا. في قفط: إذ شعر القديس بشوقه للحياة الهادئة التقى بأخيه يوساب وطلب منه أن يفارقا الدير إلى مدينة قفط بعيدًا عن الأنظار والأصدقاء حتى يتفرغا للصوم والصلاة والسهر بعيدًا عن مديح الناس الباطل. لكن أينما حلّ القديس كان الله يتمجد فيه، وكان بحبه لا يستطيع أن يمتنع عن الصلاة من أجل الآخرين فيعطيهم الرب بركات ونِعَم. نياحته: إذ شعر أن وقت رحيله قد اقترب مضى إلى أخيه أنبا يوساب وقال له: "صل يا أخي لأني أظن أن أيامي قد اقتربت لكي أمضي في طريق آبائي جميعهم. إني أرجو منك أن تذكرني في صلواتك بلا فتور حتى أعبر النهر الناري الجاري قدام كرسي الديان العادل". كشف القديس بداسيوس لأخيه الرؤيا التي نظرها حيث ظهر له شخص مهوب وممجد جدًا، قال له: "بداسيوس، اهتم بشأنك، واحسن العناية بمسيرتك، فقد كملت أيامك لكيما ندعوك لتأتي عندنا فنأخذك!" وبالفعل أصيب القديس بداسيوس بمرض اشتد عليه، وفي الحادي والعشرين من طوبى - في عيد القديسة مريم - ظهر له رئيس الملائكة روفائيل وأعطاه السلام وبشره بكرامات كثيرة أعدها الله له، وبعد يومين تنيح في 23 من طوبة.
هذه كانت ابنة لوالدين من عظماء مدينة روما ومن عائلة الملك أنوريوس، وعند نياحة والدها أوصى الملك بها. واتفق أن أتت والدتها إلى مصر لتحصيل أجرة أملاك وغلات بساتين تركها لها زوجها، فأحضرت ابنتها معها وكان مرها وقتئذ تسع سنين، ونزلتا بأحد ديارات العذارى. وكانت راهبات ذلك الدير على غاية من النسك والتقشف فلا يأكلن شيئًا من الزهومات ولا زيتًا ولا فاكهة ولا يذقن خمرًا وينمن على الأرض، فأحبت هذه الصبية هذا الدير واستأنست بالخادمة التي فيهز فقالت لها الخادمة: "عاهديني أنك لا تتركين هذا الدير" فعاهدتها على ذلك. ولما أنهت والدتها عملها الذي كانت قد أتت لأجله، امتنعت ابنتها عن العودة معها قائلة: "إني قد نذرت نفسي للمسيح ولا حاجة بي إلى هذا العالم لأن عريسي الحقيقي هو السيد المسيح". فلما عرفت والدتها منها ذلك وزعت كل مالها على المساكين وأقامت معها في الدير عدة سنين ثم تنيحت بسلام. وسمع أنوريوس هذا الخبر فأرسل يطلبها، فأجابته قائلة بأنها نذرت نفسها للسيد المسيح ولا تقدر أن تخلف بنذرها، تعجب الملك من تقواها على صغر سنها وتركها. أما هي فسارت سيرة فاضلة وتعبدت تعبدًا زائدًا فكانت تصوم يومين يومين ثم ثلاثة فأربعة فأسبوعًا، وفي صوم الأربعين لم تأكل شيئًا مطبوخًا. فحسدها الشيطان وضربها في رجلها ضربة آلمتها زمانًا طويلًا، إلى أن تحنن الرب عليها وشفاها. وقد أنعم الرب عليها بموهبة شفاء المرضى، وكانت محبوبة من الأخوات والأم الرئيسة لطاعتها لها. وفي إحدى الليالي رأت الرئيسة أكاليل معدة، فسألت لمن هذه؟ فقيل لها لابنتك براكسية وأنها ستجيء إلينا بعد قليل. وقصت الأم الرؤيا على الأخوات وأوصتهن ألا يعلمن براكسية بها، ولما حانت أيامها للترك العالم اعترتها حمى بسيطة فاجتمع عندها الأم والأخوات والخادمة وطلبن منها أن تذكرهن أمام العرش الإلهي ثم تنيحت بسلام. فبكين جميعًا على تلك القديسة، ثم تنيحت بعدها الخادمة صديقتها. العيد يوم 26 برمهات.
تحتفل الكنيسة اللاتينية بعيد القديس بودنس أو بوديس St. Pudens وابنته بودنتيانا St. Pudentiana في 19 مايو، وأختها براكسيدس St.Praxedes في 21 يوليو. قيل أن القديس بودنس كان شريفًا رومانيًا تشرف باستقبال القديس بطرس في بيته، لكنه قبل المسيحية على يدي الرسول بولس الذي حسبه تلميذًا له في رسالته الثانية إلى تيموثاوس (2تي 4: 21)، عاش بعد معموديته بفترة قليلة في طهارة ونقاوة ليرقد في الرب، تاركًا بنتيه البتولتين بورنتيانا وبراكسيدس. قيل أن هاتين الطوباويتين كرستا حياتهما لخدمة الفقراء، وقدمتا قصريهما كنيسة للرب، يجتمع فيها المؤمنون ليمارسوا الأسرار المقدسة. يرى البعض أن الأولى استشهدت سنة 160 م، وإن كان البعض يرى أن شهيدة أخرى حملت هذا الاسم في ذلك الحين، وإن هذه القديسة تنيحت وهي شابة صغيرة في سن السادسة عشر. قيل عن أختها براكسيدس انها عاصرت الضيق الذي حلّ بالمسيحيين في أيام الإمبراطور مرقس أنطونيوس، فكانت تتبع الذين في ضيق تسندهم بالمال أو الرعاية أو كلمات التعزية، كما قيل أنها اخفت بعضًا منهم في بيتها بينما سندت البعض على الثبات في الإيمان وسط الآلام، واهتمت بدفن أجساد الشهداء القديسين. وأخيرًا إذ رأت قسوة ما يعانيه المسيحيون من متاعب صرخت إلى الله أن يحررها من هذا العالم بعنفه وقسوته فسمع الرب لصلاتها وأخذ روحها الطاهرة في 21 من شهر يوليو. قام الكاهن باستور Pastor بدفنها في مقبرة أبيها بوديوس، بينما دُفنت أختها بودنتيانا في مقبرة بريسكلا في Salarian Way.
أسقف أورشليم (416 - 425 م) بعد الأب يوحنا الذي تنيح في ديسمبر 415 م. خدعه بيلاجيوس فكتب رسالة إلى أسقف روما، الذي انخدع بدوره، لكنهما عادا فاكتشفا خداعه، فقام براليوس بطرده من المدينة المقدسة. أما جوهر بدعة بيلاجيوس فتتركز في الاعتماد على الذراع البشري في الخلاص دون حاجة إلى نعمة الله، وقد انبرى القديس أغسطينوس للرد عليه ومقاومته.
يذكر الغرب (في 13 نوفمبر) القديس الأسقف برايس Brice وبريتيوس Britius أو بريكتيو Brictio أسقف تور Tours كخلف للأسقف مارتن، الذي كسبه بالحب وطول الأناة. قيل أن برايس هذا كان شماسًا لدى الأسقف مارتن (تنيح عام 397 م)، وكان مشاغبًا جدًا، حتى اتهم أسقفه القديس بالغباوة والبله، وحين عاتبه أنكر. كان مقاومًا للأسقف بكل قوة، لكن الأخير قال له: "لقد صليت من أجلك، وستصير أسقفًا على تور، وستحتمل أتعابًا كثيرة". أما هو فكعادته استخف بكلمات أسقفه، وحسبها غباوة. إذ احتمل الأسقف الكثير من شماسه شعر الأخير بندامة، وجاء بدموعٍ ليجد قلب أسقفه مفتوحًا بالحب، ولم يقبل الأخير أن يفرض عليه تأديبًا. سيم برايس أسقفًا وقد عانى متاعب كثيرة منها أن سيدة اتهمته ظلمًا، لكن الله صنع على يديه أعجوبة مدهشة. نُفي عن كرسيه لمدة سبع سنوات تغير خلالها تمامًا، ثم عاد ليعوض السنوات التي أضاعها من حياته، وكان قلبه إنجيليًا محبًا للكرازة بالخلاص، مهتمًا بكل نفس.
نالت شهرة فائقة في الشرق والغرب. احتملت الكثير من أجل إيمانها، وبسبب ثباتها آمنت القديسة يوليانة بالسيد المسيح بل وتقدمت للاستشهاد. تعيد لهما الكنيسة القبطية في 8 كيهك، وتعيد لهما الكنيسة الغربية واليونانية في 4 ديسمبر. نشأتها: وُلدت في قرية جاميس التابعة لمدينة ليئوبوليس بنيقوميدية، في أوائل القرن الثالث في عهد الملك مكسيمانوس الذي تولى الملك سنة 236 م، وكان والدها ديسقورس شديد التمسك بالوثنية ويكره المسيحيين. لما شبت بربارة خاف عليها والدها من مفاسد العصر نظرًا لما كانت تتصف به من جمال فتان، ووضعها في قصر يحيط به العسكر ملأه بالأصنام، وجعل فيه كل أنواع التسلية. كانت بربارة تتلقي أرفع العلوم، محبة للتأمل، إذ اعتادت أن ترفع نظرها نحو السماء تتأمل الشمس والقمر والنجوم، تناجي الخالق الذي أوجد الأرض وكل ما عليها لأجل الإنسان. أرشدها بعض خدامها من المسيحيين إلى العلامة أوريجينوس فاشتاقت أن تلتقي به. وبالفعل إذ زار تلك البلاد التقت به فحدثها عن الإنجيل، فتعلق قلبها بالسيد المسيح، ونالت المعمودية دون أن تفاتح والدها في الأمر. التهب قلبها بمحبة الله فنذرت حياتها له، واشتهت أن تعيش بتولًا تكرس حياتها للعبادة. تقدم لها كثيرون من بينهم شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة ففاتحها والدها في الأمر حاسبًا انه يبهج قلبها بهذا النبأ السعيد، أما هي فبحكمة اعتذرت عن الزواج. وإذ كان والدها مسافرًا لقضاء عمل ما أرجأ الأمر إلى حين عودته لعلها تكون قد استقرت في تفكيرها. طلبت منه أن يبني لها حمامًا قبل سفره، فلبَّى طلبتها، وفتح لها نافذتين لزيادة الإضاءة، أما هي فحولت الحمّام إلى بيت صلاة، متعبدة لله بصلواتٍ وأسهارٍ وأصوامٍ بلا انقطاع. حطمت كل الأوثان، وأقامت صليبًا على الحمام وعلى أعلى القصر، كما فتحت نافذة ثالثة، وكما جاء في الذكصولوجية (تمجيد) الخاصة بها: "نور الثالوث القدوس أشرق على هذه العذراء القديسة بربارة عروس المسيح". أمام قسوة والدها: إذ رجع والدها لاحظ هذا التغيير الواضح، فسألها عن سبب ذلك. صارت تكرز له بالإيمان بالثالوث، كيف يجب أن نؤمن بالله الواحد المثلث الأقانيم، فاستشاط غضبًا وأخذ يوبخها بصرامة، أما هي فلم تبالِ بل في صراحة ووضوح كانت تتحدث معه عن إيمانها وبتوليتها، فثار الوالد وانقض عليها وجذبها من شعرها وهمّ ليضربها بالسيف، فهربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر، وكان أبوها يركض وراءها. قيل أن صخرة عاقتها في الطريق لكن سرعان ما انشقت الصخرة لتعبر في وسطها، ثم عادت الصخرة إلى حالها الأول. أما والدها إذ رأى ذلك لم يلن قلبه الصخري بل صار يدور حول الصخرة حتى وجدها مختبئة في مغارة، فوثب عليها كذئب على حمل، وصار يضربها بعنفٍ، ورجع بها إلى بيته. هناك وضعها في قبوٍ مظلم كما في سجن. أمام مرقيان الحاكم: روي ديسقورس للحاكم ما جرى وطلب منه أن يعذبها، لكن إذ رآها مرقيان تعلق قلبه بها جدًا وصار يوبخ والدها على قساوته ويلاطفها ويعدها بكرامات كثيرة إن أطاعت أمر الملك وسجدت للأوثان، أما هي ففي شجاعة تحدثت معه عن إيمانها بالسيد المسيح. جُلدت القديسة بربارة حتى سالت منها الدماء، كما كانوا يمزقون جسدها بمخارز مسننة بينما هي صامتة تصلي. ألبسوها مسحًا خشنة على جسدها الممزق بالجراحات، وألقوها في سجنٍ مظلمٍ. إذ كانت تشعر بثقل الآلام ظهر لها السيد المسيح نفسه وعزاها كما شفاها من جراحاتها، ففرحت وتهللت نفسها. استدعاها الحاكم في اليوم التالي ففوجئ بها فرحة متهللة، لا يظهر على جسدها أثر للجراحات فازداد عنفًا، وطلب من الجلادين تعذيبها، فكانوا يمشطون جسدها بأمشاط حديدية، كما وضعوا مشاعل متقدة عند جنبيها، وقطعوا ثدييها؛ ثم أمر الوالي في دنائة أن تساق عارية في الشوارع. صرخت إلى الرب أن يستر جسدها فلا يُخدش حيائها، فسمع الرب طلبتها وكساها بثوب نوراني. رأتها يوليانة وسط العذبات محتملة الآلام فصارت تبكي بمرارة، وإذ شاهدها الحاكم أمر بتعذيبها مع القديسة بربارة، وبإلقائها في السجن، فصارتا تسبحان الله طول الليل. استشهادهما: أمر مرقيان الحاكم بقطع رأسيهما بحد السيف، فأخذوهما إلى الجبل خارج المدينة وكانتا تصليان في الطريق. وإذ بلغتا موضع استشهادهما طلب ديسقورس أن يضرب هو بسيفه رقبة ابنته فسُمح له بذلك، ونالت مع القديسة يوليانة إكليل الاستشهاد. جسد القديسة بربارة موجود حاليًا في كنيسة باسمها بمصر القديمة. وقد رأى بعض المؤرخين انها استشهدت بهليوبوليس بمصر.