07 - 07 - 2012, 09:13 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
بيشوي الثاني ... حقاً مرة أخري " المحبة لا تطلب ما لنفسها " قال في نفسه ليتني أهب جسدي لمجزوم لكي أُدخل السعادة إلي قلبه ، وكانت أمنية قلبه صادقه ، كان قلبه مملوء بالمحبة التي حقاً لا تطلب ما لنفسها ، فقد لاحظ أثناء سيره في طريقه ليبيع عمل يديه شخصاً مجزوماً وكان جالساً في زاوية علي الطريق ، ولما رآه ذلك المجزوم أخذ يناديه إلي أين أنت ذاهب يا أبي الراهب ، فقال له ذاهب لكي أبيع عمل يدي يا أبني ، هل يلزمك شئ ..؟ فقال له المجزوم أصنع محبة يا أبي وخذني معك ، وهنا وبكل شجاعة تقدم أغاثون الصالح وهو مسروراً فقد تحقق له ما يريده ، حمله علي كتفه بلا تأنف ، وبلا خوف من أي عدوي تصيبه من هذا المرض اللعين ، ودخل به المدينة ، وباع جزءً ، وهنا سأله المجزوم أن يشتري له بما قبض من ثمن ، شبكة هو في حاجة إليها ، وكان القديس يطيع في محبة كاملة ، وهكذا كلما باع القديس شيئاً وقبض الثمن يسرع المجزوم وهو قابعاً علي كتفه بالطلب ، ولم يضيق صدر القديس به حتى أشتري له كل ما طلب ، وأنهي كل عمل يديه ، ولما لم يجد شيئاً يبيعه . سأله أغاثون هذا الإنسان في حياء ، فقد حان موعد رجوعه ، أخبرني يا رجل الله أين أستطيع أن أمضي بك وإلي أي جهة تقصد ، لقد أسعدتني كثيراً أيها المبارك ، وهنا أشار إليه المجزوم أن يرجعه إلي حيثما كان ، في مكانه الأول حيث وجده ... ولم يتذمر القديس ولكن في رضي وفي محبة كاملة بلا ضجر ، أخذ طريق العودة فرحاً بما عمل ، ووصل القديس إلي المكان وشرع في إنزاله ، وهنا أندهش القديس فقد رأي المجزوم ، وقد تغيرت هيأته وصار كشبه ملاك ، ولم يتركه الملاك قبل أن يهديه كلمات البركة والسلام ، وهنا عاد القديس الصالح إلي قلايته وإلى عبادته ، فقد عوضه الله صاحب الجزاء الصالح عن محبته ، المحبة التي لا تطلب ما لنفسها . ليتنا نتزرع بتلك الروح المحبة التي لا تطلب ما لنفسها ، وعندما يكون لنا تلك المحبة الخادمة البازلة المضحية ، سيكافئنا الله بأعظم المكافأة ولا يمكن أن ينسي تلك المحبة ، كما فعل مع أغاثون فعل مع أنبا بيشوي وأستحقوا أن ينالوا نظير محبتهم تلك المكافأة المعروفة لنا جميعاً .. |
||||
07 - 07 - 2012, 09:14 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
أحسنوا إلي مبغضيكم ... ما أجمل تلك المحبة العاملة بروح التفاني والتضحية محبة بدون تذمر ولا ضجر ، ولهذا أوصانا الرب يسوع قائلاً .. أحسنوا إلي مبغضيكم نحب لا بالكلام ولا باللسان ولا بالفكر فقط ، بل بالعمل والحق ، أحسن إلي عدوك بالنسبة لظروفه المعيشيه .. ( إن جاع عدوك فأطعمه ، وإن عطش فأسقه ) " رو12: 20 " وكما يقف الأخ بجوار أخيه في المحن والشدائد ، مضمداً جراحه ، ومخففاً آلامه ، هكذا أحبائي علينا أن نقف بجوار أعدائنا ، فليس أحوج إليه منه ، لأن ألمه آمر ألم ، ومعاناته أقصي معناه ... " مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ " ( أع20: 35 ) . بالحقيقة لا يوجد أفضل من الإنسان المحب فالإنسان المحب حقاً ينتصر ، أن هو أدرك كيف عامله السيد المسيح ، وليس كيف عامله عدوه ، فالسيد المسيح صُلب من أجل محبته لنا ، وهكذا تأخذنا وصية المحبة لأعدائنا إلي طريق الصليب ، وفي رفقة الصليب ، والمصلوب عليه ، وكلما توغلنا في المسير عبر طريق الصليب ، كلما كانت نصرة الحب علي كل كراهيات الأعداء أكيدة ، المحبة هنا لم تعد محبتك أنت يا مسيحي ، بل محبة السيد المسيح نفسه الذي ذهب إلي الصليب من أجل أعداءه ، مصلياً لأجلهم .. ( يا أبتاه أغفر لهم ) . |
||||
07 - 07 - 2012, 09:15 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
من الذي عراك يا أغاثون ..؟ كيف أترك وأنا الراهب هذا الإنسان الذي دعاه السيد المسيح أخليه يموت من شدة البرد ، أنا ألبس الصوف وأستدفئ ، لا .. لا .. ليس الفقير الذي تصطك أسنانه ، بل هو السيد المسيح المختبئ فيه ، وفي سرعة خلع الرداء الصوف وألبسه لهذا الفقير ، وعندما واصل سيره بغير رداء حتى قابله شخص غني ، بادره بالسؤال وهو في حيرة من أمره " من الذي عراك يا أبي ..؟ " فقال له الإنجيل يا ولدي فهو الذي علمه هذا فعلاً ... " من له ثوبان فليعطي من ليس له " . وهنا تأثر الغني من رد القديس وأهداه له .. " ثوب جديد " وشكر الله علي محبته وأكمل سيره ولفت نظره هذا الإنسان ، وقد أمسك به واحد يطالب بدين له ويهدده بل ويدفعه أمامه في قسوة هذا الأمر ، حرك القديس للشفقة التي كانت في قلب القديس ، وفكر بسرعة ماذا يعطي ثمناً لحرية هذا الرجل الذي دفع ثمنه السيد المسيح وحرره . لم يكن معه إلا الإنجيل المخطوط الغالي الثمن وعلي الفور باعه ودفع ثمنه للدائن الممسك بقوة في ثياب المسكين . وذهب بعد أن حرره من الدائن وهو فرحاً ومسروراً ، ولكنه وهو عائداً إلي صومعته قابله فقير آخر يرتعد من شدة البرد ، وهنا تذكر ما عمله مع الفقير الأول في أول يومه ، ولم يجد مشقه أن يخلع الثوب الذي أهداه له الرجل الغني ليلبسه للفقير ، ويعود لديره بلا ثوب وبلا إنجيل ، وهنا يراه تلميذه وهو لم يزل بعيداً ، وحينما يقترب ويحلق فيه بادره قائلاً : يا أبانا أين الثوب الذي كنت تستدفئ به ..؟ فقال له ( لقد قدمته يا إبني أمامنا نحتاجه هناك ، ولكن التلميذ يسأله عن الإنجيل الذي كان يتعزي به ، وهنا أطرق القديس سرابيون رجل المحبة التي لا تطلب ما لنفسها أطرق إلي الأرض وفي عبارة دافئة قال .. لقد كان يقول لي كل يوم بع كل مالك وأعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال إتبعني .. نعم المحبة لا تطلب ما لنفسها . ولنا في نهاية هذه السطور كلمة واحدة نريد أن نقيس بها أنفسنا هل حقاً نحن مسيحين ونتبع السيد المسيح ونحفظ وصاياه ..؟ علامة محبتنا لله هي حفظ وصاياه والعمل بها لأنه قال .." ليس من يقول لي يارب يارب بل من يفعل إرادة أبي الذي في السموات " فشريعة الله هي المحبة تحب الرب إلهك من كل قلبك ، مقياس المحبة هي إحتمال الآخرين بروح المحبة والتغاضي عن كل أخطاءهم . |
||||
07 - 07 - 2012, 09:16 PM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
المحبة المنتصرة .. يا تري ما هي المحبة المنتصرة تلك ..؟ إنتهي القديس مقاريوس الكبير من قطع الخوص وجعله في كومة كبيرة ، وحمله علي كتفه عائداً إلي قلايته .. وفي الطريق ، قابله راهب أستوقفه ولقد ظنه القديس واحد من أبناءه المنتشرين في البرية ، وبادره الراهب ، أعطني جزءً من الخوص الذي قطعته يا أبي.. وبسرعة أنزل القديس الخوص وطلب منه أن يأخذ ما يكفيه ، ولكنه طلب من القديس أن يعطيه هو ، عندئذ قسم القديس الخوص إلي كومتين ، فنتج عن التقسيم كومتين واحدة صغيره والآخري كبيرة ، ودون أن ينبث بكلمة حمل القديس الكومة الصغيرة ، تاركاً النصيب الأكبر للراهب السائل ، فعل هذا في محبة فائقة ، محبة لا تطلب ما لنفسها ، ودهش القديس إذ رأي الراهب يحترق كدخان ، فعلم أنه شيطان ظهر في شكل راهب ، فبادره في شجاعه قائلاً .. من أنت ..؟ قال له أنا شيطان النصيب الأكبر .. ويلاه منك يا مقاريوس ، لقد غلبتني .. ومضي القديس في طريقه ، فقد أنتصرت المحبة وأرتفعت جداً لأنها محبة لا تطلب ما لنفسها ... وماذا أيضاً .. |
||||
07 - 07 - 2012, 09:16 PM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
ولا تحتد ... إذا إحتد أحد علي أخيه وأحزنه فلا ينام قبل أن يصالحه بحلاوة المحبة ، فقد كتب .." لا تغيب الشمس علي غيظكم " القديس مقاريوس الكبير . هل يا تري في الإمكان بالنسبة للإنسان أن يعيش في هذا المجتمع دون أن يغضب ويثور ..؟ وهل يمكن أن أغير طبيعتي التي لا تعرف الوداعة وطول الآناة ..؟ الأجابة علي هذه الأسئلة هي إنك في المعمودية أعطيت لك إمكانية عظيمة ، أدخل الروح القدس في داخلك وصار السيد المسيح عاملاً فيك – ان أردته أن يعمل ، لهذا صلى إليه فهو الوديع فيعطيك وداعته ، عندما تسمع إهانة تشتاق إلي الإنتقام ، ولماذا يحدث هذا ..؟ لأن السيد المسيح نائم فيك ، لقد نسيت السيد المسيح ، أيقظه تذكره ، دعه يستيقظ فيك . لقد سمعت أهانة ... إنها ربح ، إنك غضوب ، إنها موجة هائجة ، إذن فلتوقظ السيد المسيح ، دعه يتكلم فيك فإن الريح والبحر جميعاً تطيعانه .. ( القديس أغسطينوس ) . + نعم إن الحب الخالص لا يبحث عن مقابل ، بل يبحث عن المحتاج إليه ، وتري .. من يحتاج إلي محبتنا أكثر ، من الذين جرفتهم البغضة في هوتها السحيقة ، وأصبحوا خالين تماماً من كل محبة ..؟ بمعني : من يستحق حبنا أكثر من عدونا ..؟ إن المحبة المسيحية تعتبر أن العدو الذي يحمل كراهية أكبر يستحق حباً أعظم ، سواء كانت البغضة التي يعادينا من أجلها دينية أم سياسية.. فعلي من يكرهنا أن لا يتوقع منا سوي الحب الغامر ، سواء علي المستوي الشخصي أم علي المستوي الرسمي ، ففي كليهما نحن تابعين للسيد المسيح . ولو سلكنا عكس هذا فنحن لسنا مسيحين علي الأطلاق . وقد يسأل البعض كيف أمارس محبة العدو عملياً ...؟ الرب يسوع هنا يعطي الأجابة .. باركه ، حبه ، صلي من أجله ، وأحسن إليه ، هكذا بدون أي تحفظ أو إستثناء ... ولكن من أين يجئ الأحتداد ..؟ نقول .. |
||||
07 - 07 - 2012, 09:17 PM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
حيث لا مذبح عائلي ولا صلاة تحل المشاكل .. يقال بأن العقل البطال معمل للشيطان ، ولنأخذ لنا أب الأباء أبينا ابراهيم مثلاً لنا ، كان ينتقل من أرض الميعاد من مكان إلي أخر ، بحثاً عن العشب والحياة لمواشيه الكثيرة ، وكان كل موضع ينزل فيه يبني مذبحاً للرب " تك12: 7 " " تك12: 8 " . وهناك يقدم ذبائح شكر ويدعو ويصلي بأسم الرب ، كانت شركته مع الرب قويه جداً ، ويهتم أن يتراءي دائماً أمامه لكي يقدم له كالعادة المتبعة في حياته ، يقدم له الشكر والتسبيح علي عنايته ورعايته له . وماذا جري بعد ذلك يا تري ..؟ يقول الكتاب .. ثم أرتحل ابرام أرتحالاً متوالياً نحو الجنوب " تك12: 9 " . ولم يذكر الكتاب أن في ارتحالاته المتوالية بعد سكناه في بيت إيل حيث المذبح والعشرة القوية مع الله انه بني مذابح أخري . وأنه دعا بأسم الرب وهذا يدل علي أن إتصاله بالله أصبح ضعيفاً ربما لأجل مشغولياته الكثيرة وتنقلاته المستمرة المتكررة ولأجل أهتماماته في البحث عن عشب وغذاء لمواشيه الكثيرة ، وأستمر هكذا حتى جاء إلي حدود مصر .. " وحدث جوع في الأرض ، فأنحضر ابرام إلي مصر ليتغرب هناك ، لأن الجوع في الأرض كان شديداً ( تك12: 10 ) . ويبدو أنه قد صاحب الإنحدار الجغرافي ، إنحدار روحي في حياته . فقد ترك بيت إيل ومذبح الله هناك ، وأهتم بأمر المواشي والعشب . وهنا يكمن الخطر .. الله معنا مادمنا معه فإن تركناه وأهتممنا بالعالم فهو بالتالي لابد أن يبتعد عنا ، ويتركنا لقوتنا الضعيفة ، ومن هنا نخور ونسقط في مشاكل أسريه كثيرة . وننسي في تغربنا عن الله بأن المحبة لا تحتد . فالمحبة تحتمل كل شئ وهنا نصل لفضيلة الإحتمال .. إحتمال الزواج أو إحتمال الزوجة وإحتمال الأبناء ، فالبيت الساكن فيه الله لا يمكن أن تجده في مشاكل ، ولكن مسيرة الحياة بينهم تكون مشتركة ، لقد ترك أبينا ابراهيم الصلاة والتأمل في الله لهذا وقع في خطيئين .. الأولي التأمل في الجمال الجسدي لأمرأته " علمت أنك إمرأة حسنة المنظر " ( تك13: 11 ) . والثانية الكذب " قولي أنك أختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك " ( تك12: 13 ) وكان الكذب نتيجة للخوف الذي لحق به عندما ترك صحبة الله " يقتلونني ويستبقونك " ( تك12: 13 ) . تماماً كما فعل أبينا آدم عندما أخطأ ، وإنفصل عن الله أول شئ أعتراه الخوف فحينما ناداه الله .. آدم أين أنت ..؟ كان رده وهو خائف ومختفي .." سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فأختبأت " ( تك3: 10 ) . أن أكبر وأعظم وأعقد المشاكل سببها شئ واحد وبالطبع هو معروف .." الإبتعاد عن الله وعن عشرته الجميلة الحلوة " . لهذا نجد أكثر البيوت مشاكل والطاعة الكبري نجدها هنا ، بأنه أول ما تقع المشكلة يهرولون إلي الكنيسة سريعاً ... " إلحئ يا أبونا تعال حللنا المشكلة دي " . وكان لهم من الأفضل ولعدم متاعب الكاهن الإلتجاء إلي الله إلي الكنيسة ، نريد أن نُحضر إلي الكنيسة جيل متدين جيل يعبد الله . جيل يكون كل فكره فكر المسيح ، وفي الحقيقة كل مشكلة ، ولها حل في بداية الحياة الزوجية .. ماذا تفعل الكنيسة ..؟ تُسلم العروسين بعد إتحادهم الروح القدس وجعلهم واحد وليس إثنين ، وما جمعه الله لا يفرقه إنسان ، تسلمهم حياة كلها قداسة وطهر وعفاف ولا يمكن أن ينفك هذا الرباط إلا بإنتقال أحد الطرفين ، لقد أستلم العريس عروسه من الكنيسة وليس من المحكمة لهذا أليس من الحكمة بأن أول شجار أو خلاف نلتجئ إلي المحاكم ، وهنا تكون السيرة علي كل لسان وننسي فضيلة الإحتمال وأن المحبة لا تحتد . الحياة الزوجية حياة شركة تجمع إثنين بالروح القدس الذي عن طريقة جعلهم واحد وليس إثنان ، لهذا يجب أن تكون حياتهم مشتركة من حلوها ومن مُرها ، فشركة الحياة هنا تعني الصبر والأحتمال – وعدم الأحتداد لأن المحبة ( لا تحتد ) ولكن هل من علاج لكي لا نحتد ..؟ |
||||
07 - 07 - 2012, 09:18 PM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
وكان هروبه أعلي الشجرة ... كلنا نسمع عن القديس يوحنا القصير والذي كان كلامه مثل الشهد ومن هنا كان تلاميذه يتلذذون بكلمات النعمة المنسكبة علي شفتيه ، ولكن في مرة من المرات جاءته التجربة وكانت مفاجئة له فقد أحتد عليه أحد السامعين وشتمه ، إنك تشبه المرأة الفاسدة التي تزين ظاهرها وتطيب ذاتها بالطيب الفاخر ، لكي تسقط الناس في شراكها . وهنا ربما من غيره رديئة تأكل قلبه ، وغضب أعمي ، غير مسئول آراد به أن يفسد علي القديس جلسته أو يزحزحه عن وداعته ، ونسي بأن القديس يوحنا كان يتحلي بالروح الوديع الهادئ الذي لا يحتد ، من منطلق المحبة ، لقد قابل غضبه بهدوء ورد عليه قائلاً .. ( حقاً يا أبي أني رجل خاطئ ) . وفي قلايته تقابل معه القديس الأنبا بموا وسأله ، لعل قلبك تألم من كلام هذا الأخ رغم إنه شيخ ..؟ فرد عليه القديس .. كلا يا أبي فالسيد المسيح الذي أدعوه دوماً وأتذكره في كل موقف علمني .. ( طوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم . أفرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات ) . أنني يا أبي أشبه أنساناً جالساً تحت شجرة عظيمة ، وإذ به يبصر وحشاً ضارياً يقترب منه ليفترسه ، فأذ أجد في نفسي عدم المقدرة علي مصارعته ، فأنني أهرب إلي أعلي الشجرة ، لأنجو منه . هكذا أسرع إلي قلايتي إذا دنت منى الأفكار الرديئة وسمعت ما لا أرضاه . أهرب إلي الصلاة لأتخلص منها . صدقني يا أبي لقد وطدت نفسي أن أقبل لأن السيد المسيح كل أنواع التضحية فلا الشتائم ولا الأحقاد أيا كانت تحزنني ما دام إيماني كاملاً ... وهنا نعلم جيداً بأن شجرة الحياة هي المحبة التي لا تحتد وتجعل الحياة متينة ، وقوية بفعل عمل الصلاة وبقوة الروح القدس الساكن في القلوب المُحبة الوفية المخلصة المحتملة المضحية . فالمحبة بالحقيقة يجب حسب الوصية أن تحتمل كل شئ . يجب أن الكبير يحتمل الصغير ، والصغير يحتمل الكبير ، وهنا لا نستطيع أن نُعطي علة للمقاوم ( إبليس ) وماذا أيضاً أحبائي عن المحبة ... |
||||
07 - 07 - 2012, 09:19 PM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
ولا تظن السُوء ... جميل حقاً أن يكون القلب مملوء بمحبة الله ، لأن القلب الفارغ من عدم محبة الله ، نراه بدلاً من محبة الله ممتلئ بالشر والخطيئة ، والإنسان حين يظن السُوء في الآخرين ، بالطبع لا يمكن أن ينجو من خطية الأدانة ، فحقاً خاطئة جداً هذه الخطيئة ، أنها التعبير الدائم عن خلو القلب من محبة الله ، ولنتأمل أحبائي نظرة الرب يسوع القدوس لكل الخطاة ، الخطاة الذين جالسهم وأكل معهم ، ودخل إلي بيوتهم ، ولكن لنلاحظ بأنه كان قبل أن يدخل بيوتهم ويبيت تحت سقفها يدخل إلي قلوبهم ، فلقد دخل مدينة الكهنة ، مدينة أريحا وفيها إختار بيت زكا لكي يبيت فيه بينما . كلمات الأزدراء ينطق بها الكتبة والفريسيون أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ ، وكما قال القديس يوحنا التبايسى يا أخوة الكامل هو الذي يحسب نفسه أن كل الناس أفضل منه ، وعديم المعرفة هو الذي يرذل رفقائه بإزدراء . |
||||
07 - 07 - 2012, 09:20 PM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
من أقوال الأباء .. - يا أخوة . النفس العاقر الخالية من ثمار الروح ، هي اللابسة الحقد والغيظ ، وتدين علي الدوام قريبها بجيد وردئ . ( مار اسحق السرياني ) - يوم تدين أخاك ، تنقطع عنك نعمة الروح القدس ، فتعثر بأخيك وتكون سبب عثرة . ( الأنبا برصنوفيوس ) - الذي يدين فقد هدم سوره بنقض معرفته . ( أنبا موسى الأسود ) - لا تدين الفاسق أيها الضعيف لئلا تصير مثله مخالفاً للناموس ، لأن الذي قال لا تزن قال أيضاً لا تدن . ( القديس بلاديوس ) نعم . نعم وحقاً بأن المحبة لا تظن السُوء ، ما دام القلب مملوء بمحبة ربنا يسوع المسيح ، فلا يستطيع أن يظن السُوء مهما كانت الظروف والأحوال ، وتعالوا بنا لنسمع تلك القصة الصغيرة ... |
||||
07 - 07 - 2012, 09:21 PM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
لهم ثلاثة أفكار مختلفة .. ثلاثة رهبان كانوا سائرين سوياً كعادتهم وقت الغروب ، ومن بعيد رأوا الثلاثة زميلاً لهم وكان خارجاً من قلايته متجهاً إلي الريف ( المكان المحيط بالدير ) فقال الأول في نفسه مسكين هذا الراهب لقد ترك مكانه ومكان عبادته لينزل العالم طمعاً في كسب المال ، قال هذا لأنه كان محباً للمال ، الذي هو أصل لكل الشرور ، أما زميلة الثاني فقد تنهد في داخله وقال .. كم هو مفزع وقبيح هذا الراهب ، لقد ترك قلايته في هذا الوقت من الليل ، ليستتر بالظلام لكي ينزل العالم ليتلذذ بشهواته ، ولماذا ظن هذا الظن يا تري ..؟ لأنه كان شهوانياً وساقطاً من الداخل ، وشهواته تقلبه وتطرحه أرضاً ، وكارز مقلوباً ومهزوماً ... أما زميلهم الثالث فقد قال في نفسه .. ما أمجدك أيها الراهب العفيف ، فقد تركت مكان قلايتك لتختلي بالله ، ولكى تجد في هدوء المكان ، وسكون الليل ما يقربك إلي خالقك ليتني أقتدي بك يا مبارك . حقاً كما قال الرب .. طوبي لأنقياء القلب ( مت5: 8 ) . فصاحب القلب النقي هو الذي بالحقيقة الذي لا يمكن أن يظن السوء ، قلبه روحاني يتحلي بفكر المسيح ، فها هم كما رأينا الثلاثة رهبان وكان من الواجب أن يكون لهم فكر واحد ، ولكن تعددت أفكارهم ولكن نشكر الله العبرة في النهاية ، نقصد صاحبهم وزميلهم الثالث صاحب الفكر النوراني والذي أشتهي وتمني أن يكون مثله ، ونحن في حياتنا اليومية وأن لم يكن الكثيرين منا فبعض منا له تلك الروح الضعيفة ، في محبتها من نحو أقرب الناس لها ، وتظل تشك وتتهم وتظن السُوء في ماذا ..؟ في لا شئ بينما يكون من نظن فيه هذا برئ وكل البراءة ، وترجع وتعود الخطية علي صاحب الظن ضعيف المحبة ، الذي كان له من الأفضل ومن اللائق أن يتحلي بثمرة المحبة ، التي لا تظن السُوء . |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن المحبة هي جوهر الملكوت |
قيامة المسيح جوهر الديانة المسيحية |
جوهر العقيدة المسيحية |
تابع جوهر الحياة المسيحية |
موضوع متكامل عن جوهر الحياة المسيحية |