قصة: أبونا مينا مات! ----------------- وسط حديث المرحوم نظمي بطرس الوديّ معي قال لي: "أتعرف كيف نشأت صداقتي مع قداسة البابا كيرلس السادس؟" قلت له: "لا أعرف!" قال لي: "لم أكن أعرفه جيدًا، بل سمعت عنه أقوالًا متضاربة. وإذ رُشح للبطريركية هاجمته بعنفٍ على صفحات جريدة. اُختير للبطريركية، وصار بطريركًا، فذهبت لأهنئه بالبطريركية. بعد أن هنأته، وقد لاحظت على ملامحه البشاشة، ظننت انه لا يعرف شيئًا عما كتبته عنه في الجريدة. في وسط حديثه اللطيف قال لي وهو مبتسم: (بيقولوا عليَّ كذا) ذاكرًا اتهامي له. شعرت بالخجل الشديد منه، فقلت له: "حاللني يا سيدنا، فإنني لم أكن أعرفك!" ابتسم قداسة البابا وقال: "أنت لم تهاجمني، أنت هاجمت أبانا مينا المتوحد شعرت بقلبه الكبير المتسع؛ ومنذ هذه اللحظة صرنا أصدقاء، وصارت بيننا محبة كبيرة. هذه قصة قلب كبير، يعرف كيف يكسب الآخرين بحبه، ويُحول حتى المقاومين إلى أحباء. يعرف أن عظمة الإنسان ليست في مركزه ولا بشعبيته وإنما باهتمامه بكل أحدٍ ليجعل منه صديقًا شخصيًا له. لا تقل: إنه بابا وبطريرك هذا عمله أن يكسب الكل، يقدر أن يسامح! فالقلب الكبير لا يرتبط برتبة كنسية ولا بالسن وإنما باتساعه ليقبل اللَّه فيه. * ليمت قلبي الصغير، ولأحمل قلبك الكبير! * صار قلبي مقبرة ضيقة للغاية لا يحتمل مضايقات الناس، بل وكثيرًا ما يسيء فهمهم! * عوض المقبرة الضيقة هب لي مقدسًا متسعًا، فتتفتح أبواب الفردوس في داخلي، وتتحول أعماقي إلى جنتك،تدخلها وتدخل معك خليقتك. تستريح في وتستريح خليقتك بعملك في! * تنشغل نفسي بثمر روحك القدوس، فتأكل وتشبع، وتفيض بالفرح! لا تبالي بكلمات الغير ولا مضايقاتهم بل تدعوهم ليفرحوا معها ويتهللوا بك!