كنائس مارمرقس
يعتبر بيت القديس مار مرقس، هو أول كنسة في العالم. كما صار مركز كنيسة أورشليم، ومركز أسقفها القديس يعقوب البار أخو الرب.
ثم كرس الآباء الرسل الأطهار كنيسة القديسة العذراء مريم والدة الإله، في مدينة فيلبى، وذكر القديس باسيليوس الكبير (329-379) في ميمره، أن السيد المسيح قد إختار بنفسه مكان هذه الكنيسة، وإختار بنفسه أيضًا تسميتها على اسم العذراء مريم أمه.
أما في مصر فيذكر تاريخ كنيستنا المبكر، أن أول كنيسة كانت على أسم القديس العظيم ناظرالإله الإنجيلى مرقس الرسول، فبعد إستشهاد مار مرقس بمدينة الإسكندرية بيد الوثنيين عام 68 م، قام المؤمنون بأخذ جسد أبيهم، وحملوه إلى كنيسة بوكاليا، ووضعوه في تابوت، حيث صلى عليه خليفته القديس أنيانوس مع الإكليروس والشعب، وبعد الصلاة تقدموا جميعًا وقبلوا يدى شهيد المسيح، بين العبرات والزفرات، ثم دفنوه في قبر منحوت له بتلك الكنيسة، التي لقبت منذ ذلك العهد " بكنيسة القديس مرقس".
وقد أقيم في مصر العديد من الكنائس والأديرة والمذابح على اسم القديس مار مرقس، منها ما إندثر، وما هو قائم. وقد سجل قداسة البابا شنوده الثالث في كتابه الهام "مرقس الرسول" هذه الكنائس سواء القديمة، أو الحديثة، في مصر وبلاد المهجر، وأثيوبيا، وبعض الطوائف الأخرى.
وتعتبر الكنائس الأربع التي دشنها قداسة البابا شنوده الثالث على اسم السيدة العذراء مريم ومار مرقس، في البرازيل، وفي بوليفيا، وفي جنوب أفريقيا، وفي برمنجهام بإنجلترا، خلال رحلة قداسته إلى أمريكا الجنوبية اللاتينية، وجنوب أفريقيا، وبريطانيا، في شهر فبراير 2006..... ولا شك أن تسمية الكنائس الأربع وتدشينها باسم القديسة مريم العذراء والقديس مار مرقس الرسول، يؤكد أهمية مكانة وترتيب كل من العذراء والدة الإله ومار مرقس في حياتنا الكنسية، وهذا ما عبر عنه قداسة البابا نفسه في هذا التدشين المقدس لتلك الكنائس الجديدة، فقداسته هو خليفة القديس مار مرقس الرسول.
ومن هذا الإهتمام لقداسة البابا شنوده الثالث بوجود كنائس على اسم القديس مار مرقس، وهو في نفس الوقت إهتمام كنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية، نأمل أن تكون هناك المزيد من الكنائس على اسم مار مرقس في كل ربوع الكرازة المرقسية، وأن تكون هناك المذابح على اسم كاروزنا العظيم ناظر الإله الإنجيلى مرقس الرسول. بل نأمل أن يكون في كل كنيسة، وكل دير من أديرتنا، مذبحًا باسم مار مرقس.
بركة شفاعة والدة الإله القديسة مريم العذراء، والقديس العظيم ناظر الإله الإنجيلى مرقس الرسول الطاهر والشهيد، تكون معنا آمين.