|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12 - 05 - 2014, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس بين الميلاد الجديد والتجديد المستمر - القمص تادرس يعقوب ملطي
من هم "ملائكة العماد"؟ 14. من هم "ملائكة العماد"؟ إن كان الله قد أقام كاروبًا شرقي جنة عدن يحمل سيفًا ملتهبًا حتى لا يقترب الإنسان ويأكل من شجرة الحياة (تك 24:3)، كما استخدم الملائكة كثيرًا لإعلان غضب الله على تصرفاتهم وإهلاكهم (حز 10:9، خر 23:12، أي 2:23)، لكن الإنسان لم يُحرم من خدمة الملائكة على المستوى الجماعي والمستوى الشخصي. فقد أقام الله رئيس الملائكة ميخائيل لخدمة شعبه (دا 10: 13، 21؛ 12: 1) كما قسم جند السماء لخدمة جميع الشعوب (تك 4: 19)، وأرسل ملائكته لمعاونتهم كما فعل مع عبد إبراهيم (تك 24: 7)، ومع دبوره في الحرب ضد سيسرا (قض 5: 19)، وفي إنقاذ طوبيا. ويقوم الملائكة بتقديم صلواتنا لله (طو 3: 24-25؛ 12: 12-15)، كما كانوا يعزون البشر كما حدث مع إيليا (1 مل 9: 5)، هذا بجانب إرسالياتهم غير المحصية لتبليغ رجال الله رسائل إلهية. أما في العهد الجديد إذ حلَّ رب السماء على الأرض متجسدًا، صارت أرضنا سماءً ثانية، وجاءت الملائكة تبشر بالعمل الإلهي، وانفتح باب جديد في علاقتنا مع السمائيين. لم يعد السمائيون كائنات غريبة منعزلة عنا، لكننا نشعر بالقرب الشديد إليها في المسيح يسوع ربنا، نشاركهم تسابيحهم ونحمل نوعًا من طبيعتهم ونقاوتهم، وهم أيضًا يفرحون بتوبتنا (لو 15: 10)، ويخدموننا (عب 1: 14) وينتظرون لقاءنا معهم في يوم الرب العظيم (رؤ 14: 15). هذا ما دفع الكنيسة الرومانية إلى الاعتقاد بوجود ملاك خاص بالعماد المقدس [497] يهتم بالموعوظين ويقودهم إلى حياة التوبة، كما يهيئ المياه ليقدسها الله، يفرح ويسر في لحظات العماد المقدس، ويسند المعمدين حتى بعد عمادهم ليكملوا بقية أيامهم في الإيمان الحيّ العملي. في الطقس الروماني الحالي في عماد الكبار يشار إلى ملاك العماد هكذا: [يا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب، الله الذي ظهر لموسى على جبل سيناء وقاد بنى إسرائيل خارج مصر، وقد عينت لهم ملاك رحمتك ليحفظهم نهارًا وليلًا، نصلي إليك أيها الرب أن ترسل ملاكك المقدس من السماء ليحفظ أيضًا عبدك (فلان) ويقوده إلى نعمة المعمودية، بالمسيح يسوع ربنا.] في القرن الثاني يتحدث العلامة ترتليان عن الملاك الذي يعد الطريق لحلول الروح القدس [498]. ويقول العلامة أوريجينوس: [حين يقدم لك سرّ الإيمان يكون القوات السمائية والخدام الملائكية والمجمع الذي لوحيد الجنس حاضرين [499]]،كما يقول: [خلال فترة عدم الإيمان يكون الإنسان تحت سيطرة ملائكة الشياطين، أما بعد التجديد (في الجرن) فيُعيّن ذاك الذي يخلصنا بدمه لنا ملاكًا مقدسًا ينظر وجه الله بطهارته [500].] ويقول القديس ديديموس الضرير: [بطريقة منظورة، يجدد الجرن جسدنا المنظور بخدمة الكهنة. وبطريقة غير منظورة يغطس روح الله -غير المنظور من الكائنات العاقلة- فيه جسدنا ونفسنا ويجددها بمعاونة الملائكة [501].] وصف القديس كيرلس الأورشليمي الإنسان في المعمودية قائلًا: [ترقص الملائكة حولك، وهم يقولون: من هذه الطالعة بيضاء في ملابسها مستندة على قريبها (نش 8: 5)؟! لأن النفس التي كانت قبلًا عبدة تبناها سيدها وجعلها قريبة منه [502].] ويحدث القديس أمبروسيوس طالبي العماد، قائلًا: [الملائكة تراقبكم وتنظر إليكم وأنتم تقتربون. أنهم يلاحظون حال البشرية الذي فسد قبلًا بوصمة الخطيئة السوداء، وقد صارت متلألئة فجأة. هذا ما جعلهم يسألون: من هذه الطالعة من البرية بيضاء؟ الملائكة في حالة دهش؛ أتريد أن تعرف السبب؟ أصغ إلى الرسول بطرس القائل أنه قد وُهب لنا ما تشتهي الملائكة أن تطلع عليها (1 بط 12:1) [503].] وفي الطقس القبطي نؤمن بدور الملائكة الإيجابي في حياة الكنيسة، نشاركهم تسابيحهم العلوية ونشتهي نقاوتهم ونطلب معونتهم كأحباء لنا وأصدقاء. _____ الحواشي والمراجع: [497] Cyprian Vagaggini: Theological Dimensions of the Liturgy, 1976, P 354-6. [498] De Baptismo 6. [499] In Jos., hom 9:4. [500] Comm. Matt 28. [501] De Trinitate 2:12 PG 39:672 C. [502] Lect 3:16. [503] De Sacr. 4, 5. |
||||
12 - 05 - 2014, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس بين الميلاد الجديد والتجديد المستمر - القمص تادرس يعقوب ملطي
ماذا يعني تعميد الأشياء؟ 15. ماذا يعني تعميد الأشياء؟ العماد هر سرّ تجديد الإنسان وتمتعه بالبنوة لله ودخوله في ملكية الله، لهذا أُستخدم تعبير "عماد Baptizing" في الغرب لتقديس أو تبريك بعض الأشياء، لكنه ليس بالمعنى الإنجيلي والكنسي لمفهوم العماد، من ذلك: أ. عماد أجراس الكنيسة [504]: في حقيقتها هي تبريك الأجراس، يرجع الطقس اللاتيني إلى القرن الحادي عشر حيث يغسل الأسقف الجرس بماء مقدس، ويرشمه بزيت المرضى من الخارج، والميرون من الداخل، وأخيرًا يضع مجمرة بها بخور تحت الجرس، ويصلي الأسقف طالبًا من الله أن يستخدم دقاته لدعوة المؤمنين وحثهم على التكريس لله، ولطرد عواصف الأرواح الشريرة ومخاوفها،هذا التأثير ليس من واقع الدقات في ذاتها، لكنها بفعل صلوات الكنيسة المستمرة. بممارسة هذا الطقس لا يستخدم الجرس إلا في الأمور الكنسية. ب. عماد السفن [505]: هو طقس روماني، في حقيقته هو تبريك للسفن، حيث تقدم بعض الصلوات فيها يسألون الله أن يبارك السفينة والمسافرين فيها كما بارك فلك نوح، وكما أعان بطرس حتى لا يغرق. ترجع ممارسة هذا الطقس إلى وقت الصليبيين. ج. يستخدم بعض اللاهوتيين كلمة "تعميد" بمعنى إعطاء مسحة مسيحية للشيء، كأن نقول أن الكنيسة القبطية عمدت الموسيقى الفرعونية أو الفن الفرعوني، بمعنى أنها تقبلت هذه الأشياء بعد أن مسحتها بمسحة مسيحية وكرستها لخدمة الله. _____ الحواشي والمراجع: [504] P. E. Hallett: A Catholic Dictionary, 1951, P 70. [505] Ibid, P 63. |
||||
12 - 05 - 2014, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس بين الميلاد الجديد والتجديد المستمر - القمص تادرس يعقوب ملطي
ما هو معنى الامتلاء من الروح؟ 16. ما هو معنى الامتلاء من الروح [506]؟ الامتلاء في الكتاب المقدس لا يعني الكم بل بالأكثر الكيف، كما جاء في العبارات التالية: "امتلأَت أفواهنا ضحكًا وألسنتنا ترنمًا" (مز 126: 2). "والأرض امتلأَت من تسبيحهِ" (حب 3: 3). "يمينك ملآنة برًّا" (مز 48: 10). "مجده مِلءُ كل الأرض" (إش 6: 3). "رأيت السيد جالسًا على كرسيًّ عالٍ ومرتفع وأذيالهُ تملأُ الهيكل" (إش 6: 1). بهذا لا نفهم "الامتلاء بالروح" بطريقة مادية وإنما تعني إعلان الروح ذاته فيها وتأكيد حضرته في داخلنا بعمله في حياتنا. الملء يعني تحقيق غايته فينا وبلوغه مقاصده الإلهية فينا. الامتلاء ليس أمرًا لم نأخذه من قبل أو لم نمارسه أو لم نعرفه بل هو نمو وتحقيق لعمل الله. لقد عبر القديس باسيليوس في كتابه عن الروح القدس عن هذا الامتلاء بقوله: إن الروح يعطي للإنسان قدر استعداد الإنسان، وكأن الروح لا يكف عن أن يُعطي مادام الإنسان يفتح قلبه لعمله فيه ويتجاوب معه. يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على العبارة: "وأما شاول الذي هو بولس أيضًا فامتلأَ من الروح القدس وشخص إليهِ وقال: أيُّها الممتلئُ كل غشٍّ وكل خبثٍ يا ابن إبليس يا عدَّو كل برٍّ أَلا تزال تفسد سبل الله المستقيمة" (أع 13: 9-10)، [لا يفتكر أحد أن بولس لم يكن مملوءً من الروح عندما تحدث مع الساحر، لكن الروح القدس الساكن فيه ملأه قوة ليقف أمام الساحر، فكما أن الساحر يحمل قوة الشر قدم له الروح قوة.] الامتلاء إذن ليس حلول خارجي نتقبله لكن قبول عمل الروح فينا وتمتع بقوته العاملة داخل النفس. في تسبحة الساعة الثالثة نقول: "هلمّ وحلّ فينا وطهرنا من كل دنس". لماذا نطلب حلوله فينا؟ -يجيب القديس باسيليوس- أن الحلول هنا إنما يعني استنارتنا به. في اختصار نقول أن الامتلاء هو نمو في الحياة مع السيد المسيح بالروح القدس الذي يثبت فرح المسيح ويكمل فرحنا (يو 15: 11). لقد أوضح القديس أنبا أنطونيوس هذا في إحدى رسائله لأولاده موضحًا عمل الروح القدس فيهم، أنه يعلن أن ما قد نالوه، يعمل فيهم ليس كغريبٍ عنهم بل ساكن فيهم، إذ يقول: "كل الذين اقتربوا من النعمة وتعلموا من الروح القدس قد عرفوا أنفسهم حسب جوهرهم العقلي، وفي معرفتهم لأنفسهم صرخوا قائلين: إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبّا الآب (رو 8: 15)، فنعرف ما أنعم به الله علينا: "فإن كنا أولادًا فإننا ورثة أيضًا"، وشركاء في الميراث مع القديسين،يا إخوتي الأحباء وشركاء الميراث مع القديسين، إن كل الفضائل ليست غريبة عنكم، ولكنها هي لكم وفيكم [507]". _____ الحواشي والمراجع: [506] راجع: الدكتور جورج بباوي: نظرة الأرثوذكسية إزاء الامتلاء من الروح القدس (مؤتمر الخدام والخادمات بالإسكندرية عام 1976). [507] الرسالة 4. |
||||
|