![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() الفصل السابع عقوبـات الخطيـة للخطية عقوبة، سواء هنا على الأرض أو في الحياة الأبدية، حقاً إنَّ هناك تفاوتاً في الثواب والعقاب، إلاَّ أنَّ العقوبة أبدية أيّ ليس لها مدة تنتهي بعدها، وكذلك الثواب أيضاً، وهذه حقيقة واضحة لنا نحن المسيحيين، ولا يستطيع أن يُنكرها كل من يقرأ الكتاب المقدس، أو يطّلع علي قصص التاريخ. فالله الرحوم الذي لا يشاء موت الخاطيء مثل أن يرجع وتحيا نفسه، هو أيضاً الله العادل، الذي وضع للخليقة ناموساً تسير بمقتضاه، ألا وهو: " الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً " (غل7:6)، " لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ " (مت 2:7). ولا يصح لنا أن نفهم مراحم الله منفصلة عن عدله، فصفات الله كاملة، لئلا ننقاد إلي الخطية غير شاعرين بخطورتها، وتجعلنا محبة الله أن ننسي مخافته، فقد قاد هذا الفَهم الخاطيء كثيرين إلي اللامبالاة والاستهتار، بعد أن بدأوا حياتهم الروحية بقوة ونشاط.. هذا ما يقوله قداسة البابا شنودة. هذا وقد رأينا قبل الحديث عن العقوبات (الأرضية والأبدية)، أن نتحدّث أولاً عن تفاوت العقاب، موضحين أسبابه، سواء كانت أسباب التفاوت: دوافع الخطية، أو ظروفها، أو الضرر الناتج عن الخطية، أو الشخص الخاطيء، أو الشخص المُخطيء إليه... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() " لذلك الذي أسلمني له خطية أعظم " ( يو 11:19) لقد تحدّث السيد المسيح أكثر من مرَّة، موضحاً مدي تفاوت عقاب الخطية فقال له المجد لتلاميذه: " وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجاًمِنْ ذَلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاًمِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ (مت10: 15،14). وقال لبيلاطس البنطي: " الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ " (يو11:19). ومعلمنا بولس الرسول أوضح أنه يوجد تفاوت في الثواب بقوله: " لأَنَّ نَجْماً يَمْتَازُ عَنْ نَجْمٍ فِي الْمَجْدِ " (1كو41:15)، فإن كان هناك تفاوت في الثواب، فلابد أن يكون هناك تفاوت في العقاب أيضاً. ولعل التفاوت في عقوبة الخطية يرجع إلي عدة أسباب ألا وهي: ++ دوافع الخطية هناك خطية تحدث عن غفلة بسبب الضعف البشريّ، وهناك خطية يمارسها الإنسان بإرادة ورغبة كاملة في الخطأ، فعقوبة الخطية في الحالة الأولي تكون أقل منها في الحالة الثانية، وهذا ما كانت تقصده الشريعة عندما كتب موسى النبيّ يقول: " مَنْ ضَرَبَ إِنْسَاناًفَمَاتَ يُقْتَلُ قَتْلاً وَلَكِنَّ الَّذِي لَمْ يَتَعَمَّدْ بَلْ أَوْقَعَ اللهُ فِي يَدِهِ (أيّ سمح الله أن يموت تحت يده) فَأَنَا أَجْعَلُ لَكَ مَكَاناً يَهْرُبُ إِلَيْهِ وَإِذَا بَغَى إِنْسَانٌ عَلَى صَاحِبِهِ لِيَقْتُلَهُ بِغَدْرٍ فَمِنْ عِنْدِ مَذْبَحِي تَأْخُذُهُ لِلْمَوْتِ " (خر21: 12-14). يقول مار إسحق السريانيّ " عذاب كل إنسان يتوقّف علي نسبة شغفة وميله للخطية، فإذا مال إليها بسبب إهمال الفضيلة سينال عقاباً قاسياً، أمَّا إذا امتُحن بزلة وهو يجدَّ في عمل الفضيلة، فلا ريب أنَّ الرحمة قريبة منه ولا تتركه بدون تطهير ". ++ ظروف الخطية فظروف المتعلم تختلف عن ظروف الجاهل، وهناك فرق بين الرئيس والمرؤوس، وكل هذه الظروف لها تأثير من جهة عقوبة الخطية، ولهذا قال رب المجد في مثل العبد الأمين: " وَأَمَّا ذَلِكَ الْعَبْدُ الَّذِي يَعْلَمُ إِرَادَةَ سَيِّدِهِ وَلاَ يَسْتَعِدُّ وَلاَ يَفْعَلُ بِحَسَبِ إِرَادَتِهِ فَيُضْرَبُ كَثِيراً وَلَكِنَّ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ وَيَفْعَلُ مَا يَسْتَحِقُّ ضَرَبَاتٍ يُضْرَبُ قَلِيلاً. فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيراًيُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيراًيُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ " ( لو12: 48،47). وقال أيضاً للفريسيين: " لَوْ كُنْتُمْ عُمْيَاناًلَمَا كَانَتْ لَكُمْ خَطِيَّةٌ. وَلَكِنِ الآنَ تَقُولُونَ إِنَّنَا نُبْصِرُ فَخَطِيَّتُكُمْ بَاقِيَةٌ " ( يو41:9). ومعلمنا القديس بولس الرسول يقول: " أنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفاً وَمُضْطَهِداً وَمُفْتَرِياً، وَلَكِنَّنِي رُحِمْتُ لأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْلٍ فِي عَدَمِ ايمَانٍ " (1تي13:1). ++ ضرر الخطية إنَّ مقدار الضرر الناتج عن الخطية يزيد من ثقلها، وبالتالي من عقوبتها.. وقد يكون الضرر الناتج عن الخطية مقصوداً، كمن يقتل آخر عمداً قاصداً الاضرار به والقضاء عليه، من أجل هذا أمرت الشريعة أن يُقتل القاتل المتعمد: " وَإِنْ دَفَعَهُ بِبُغْضَةٍ أَوْ أَلقَى عَليْهِ شَيْئاً بِتَعَمُّدٍ فَمَاتَ أَوْ ضَرَبَهُ بِيَدِهِ بِعَدَاوَةٍ فَمَاتَ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ الضَّارِبُ لأَنَّهُ قَاتِلٌ " (عد 35: 21،20). وقد يكون القتل غير مقصود فما أكثر لحظات السهو، ولهذا رأي الله أن يسن له شريعة خاصة تتناسب مع قصد المضر، فقال: " وَلكِنْ إِنْ دَفَعَهُ بَغْتَةً بِلا عَدَاوَةٍ أَوْ أَلقَى عَليْهِ أَدَاةًمَا بِلا تَعَمُّدٍ أَوْ حَجَراً مَا مِمَّا يُقْتَلُ بِهِ بِلا رُؤْيَةٍ أَسْقَطَهُ عَليْهِ فَمَاتَ وَهُوَ ليْسَ عَدُوّاًلهُ وَلا طَالِباً أَذِيَّتَهُ" (عد 35: 22-24). ++ الشخص الخاطيء جاء في الشريعة إنَّ الكاهن إذا أخطأ يقرّب عن خطيته: " يُقَرِّبُ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ ثَوْراً ابْنَ بَقَرٍ صَحِيحاً لِلرَّبِّ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ " (لا3:4). ولكن إذا كان الخاطيء رئيساً في الشعب: " تَيْساً مِنَ الْمَعْزِ ذَكَراً صَحِيحاً " (لا 23:4). أمَّا إذا أخطأ أحد من عامة الشعب: " يَأْتِي بِقُرْبَانِهِ عَنْزاً مِنَ الْمَعْزِ أُنْثَى صَحِيحَةًعَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ " ( لا4: 28،27). والعبدة إذا أخطأت: " وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ وَهِيَ أَمَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِرَجُلٍ وَلَمْ تُفْدَ فِدَاءً وَلاَ أُعْطِيَتْ حُرِّيَّتَهَا فَلْيَكُنْ تَأْدِيبٌ لاَ يُقْتَلاَ لأَنَّهَا لَمْ تُعْتَقْ " (لا 20:19). أمَّا إذا زنت ابنة الكاهن: " وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ " ( لا 9:21). ++ الشخص المخطيء إليه يتوقف ثقل الخطية أيضاً علي الشخص الذي تُخطيء إليه.. فهناك خطايا توجّه إلي الله، وعن هذه يقول الكتاب: " إِنَّ جَمِيعَ الْخَطَايَا تُغْفَرُ لِبَنِي الْبَشَرِ وَالتَّجَادِيفَ الَّتِي يُجَدِّفُونَهَا وَلَكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً " (مر3: 29،28). وهناك خطايا توجه ضد خدام الله.. وقد قال الله علي فم زكريا النبي قاصداً قديسيه: " مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ " ( زك 8:2)، وقد أوضح بهذا أنَّ الذي يُخطيء في حق الخدام، يكون كمن يخطيء في حق الله.. أيضاً الخطية التي تُرتكب في حق ملك أو رئيس، هى أثقل بكثير من التي تُعمل في حق شخص عادي ولهذا قيل: " لاَ تَلْعَنْ رَئِيساًفِي شَعْبِكَ " ( خر28:22). وقيل أيضاً: " أَيُقَالُ لِلْمَلِكِ: يَا لَئِيمُ وَلِلشُّرَفَاءِ: يَا أَشْرَارُ؟! " ( أي 18:34). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() " فقال أدوني بازق كما فعلت جازاني الله وأتوا به إلي أورشـليم فمات هنـاك " (قض: 7،6) " إذهبوا عني يا مـلاعين إلي الـنار الأبدية المعدة لإبلـيس وملائكـته " (مت 41:25) للخطية عقوبتان فهناك العقوبة الأرضية، وهى قد تكون نتيجة طبيعية للخطية، فالذي يُدخن قد يُصاب بالسرطان، والذي يلعب القمار قد يفقد أمواله ويفتقر، والذي يزني قد يصاب بالسيلان أو الأنيميا أو الإيدز.. وقد تكون العقوبة الأرضية ضربة من الله، مثل ضربة البرص التي ضرب بها الرب مريم، بسبب كلامها علي موسي أخيها " بِسَبَبِ المَرْأَةِ الكُوشِيَّةِ التِي اتَّخَذَهَا " ( عد10:12). وضربة الدمامل التي أصابت شعب مصر عقاباً علي قساوة قلب فرعون ( خر10:9). والوباء الذي أصاب بني إسرائيل بسبب خطية داود عندما عد الشعب، فمات منهم في يوم واحد سبعون ألف رجل (2صم15:24). هذا بالإضافة إلي الضربات الأُخري: كالهزيمة والعبودية.. وهناك عقوبات للخطية تُصيب الإنسان علي الأرض، لا يوقّعها الله مباشرة، إنّما يوقّعها المجتمع، أو الدولة، أو الكنيسة. فمن العقوبات التي ينالها الخاطيء من المجتمع: العار والفضيحة وسوء السمعة، ومن الدولة: الأحكام التي يصدرها القضاء علي المذنبين، سواء بالسجن أو الإعدام.. ومن الكنيسة: الحرمان من التناول، أو التجرّد من الرتبة الكهنوتية ( للكهنة).. وأحياناً تكون العقوبة الأرضية نفس الخطية التي ارتكبها الخاطيء، لأنَّه كما يقول الكتاب: " فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً " (غل7:6)، " لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ " (مت2:7).. ولدينا علي هذا مثلاً من الكتاب المقدس وهو أدوني بازق الذي إرتكب شروراً كثيرة منها: قطع أصابع الإبهام لأيدي وأرجل سبعين ملكا، فكان عقابه: قطع أباهم يديه ورجليه عندما انتصر عليه جيش يهوذا، وفي هذا يقول الكتاب المقدس: " فَهَرَبَ أَدُونِي بَازَقَ. فَتَبِعُوهُ وَأَمْسَكُوهُ وَقَطَعُوا أَبَاهِمَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَقَالَ أَدُونِي بَازَقَ: سَبْعُونَ مَلِكاًمَقْطُوعَةٌ أَبَاهِمُ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ كَانُوا يَلْتَقِطُونَ تَحْتَ مَائِدَتِي كَمَا فَعَلْتُ كَذَلِكَ جَازَانِيَ اللَّهُ، وَأَتُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَمَاتَ هُنَاكَ " ( قض1: 7،6). كما أنَّ العقاب الأرضيّ لا تتوقف شدته علي مدة الخطية، فقد يرتكب الإنسان الخطية لمدة قصيرة جداً، ومع ذلك فإن العقاب الزمنيّ قد يطول عشرات السنين أو مدي الحياة، فالقاتل يرتكب الخطية ويقتل في لحظات معدودة، ومع هذا قد يحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة. أيضاً العقاب الأرضيّ قد يكون في الحال أو بعد فترة، إذ ينتظر الله علي الخطاة زمناً قد يطول أو يقصر، لعلهم يتوبون لأنه لا يشاء أن " أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ " (2بط9:3). ولكن إذا رأي الله أنَّ شر الإنسان قد كثر في الأرض ولا أمل في نجاته، في هذه الحالة يظهر الله بمظهر الديان ويصب جامات غضبه علي الخاطيء، وفاءً للعدل الإلهيّ. وفي أحيان كثيرة تكون العقوبات الأرضية علاجاً للخاطيء، دواء لمرضي الخطية لتهزيبهم وإصلاحهم وشفاءهم.. فكل مريض في حاجة إلي الأدوية والخاطيء هو إنسان مريض، أما أدويته فهي التأديبات أو العقوبات التي تحل عليه، لعله يشعر بمرارة الخطية وآلامها فيجاهد ويسعي لتركها. ويجب أن نعرف أن الذي: " لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ " (عب12: 6)، كما أن الله الرحوم هو نفسه الله العادل، الذي قال: " لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ " ( رو19:12)، وعدل الله يقضي بأنَّ الخطية لابد أن تأخذ عقوبتها، فقد قال مرّة: " كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ " ( يو30:5). ولهذا كل من يُنكر عقاب الله يُنكر عدالته أيضاً، ومن يُنكر عدالة الله كمن يُنكر وجوده! لأنَّه ليس من المعقول أن يكون الله موجوداً ولا يكون عادلاً، ولهذا يقول: " سَافِكُ دَمِ الإِنْسَانِ بِالإِنْسَانِ يُسْفَكُ دَمُهُ " (تك 6:9). يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: " قل لي يا من لا تؤمن بالعقاب العتيد، ما الذي جلب الطوفان المخوف في زمان نوح البار وأغرق ساكني المدينة قاطبة؟ من أرسل البروق والصواعق علي أرض سدوم وعمورة؟ من أغرق فرعون وجنوده في البحر الأحمر؟ من أحرق محلة أبيرام؟ من أمر الأرض أن تفتح فاها وتبتلع قورح وداثان وأبيرام أحياء؟ من قتل في أيام داود سبعين ألف نفس؟ من قتل من الآشوريين مائة وخمسة وثمانين ألفاً في ليلة واحدة؟ فأي جواب لك ترده علي هذه كلها؟ " أمثلة للعقوبات الأرضية: + آدم وحواء علي الرغم من أنَّ الله حكم عليهما بالموت الذي أنذرهما به من قبل ( تك 17:2) إلاَّ أنَّه أوقع عليهما عقوبة أرضية، وهي الطرد من الجنة وهذه كانت عقوبة مشتركة لكليهما. ثم قال لآدم: " مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ، وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ (تك3: 17-19)، وظلت عقوبة التعب وأكل الخبز بعرق الجبين، لاصقة بجميع أبناء آدم إلي يومنا هذا، علي الرغم من عمل الفداء العظيم. وقال الرب لحواء: " تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً، وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ " (تك16:3)، وجاء السيد المسيح وغفر للمرأة خطيتها، ولا تزال تحبل وتلد بالوجع والتعب. ++ داود النبي أخطأ داود إذ زني مع امرأة أوريّا الحثي، ثم قتل أوريا ليخفي جريمته ويتزوج بامرأته (2صم11)، لكنه تاب واعترف بخطيته علي يد ناثان النبي قائلاً: " قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ " ، وسمع العفو الإلهيّ بقول ناثان له: " الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ، لاَ تَمُوتُ " (2صم13:12)، وهكذا رفع الله عن داود العقوبة الأرضية. أمَّا العقوبة الأرضية التي كان الرب قد فرضها عليه بعد خطيته فبقيت كما هي " وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً.. لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ" (2صم12: 10-12) وقد تحقق العقاب فلم يفارق الزني بيته، فقد سقط أمنون مع أخته ثامار، وأبشالوم مع سراري داود، ولم يفارق السيف بيته حيث قام ضده أبشالوم (2صم ص 13- ص 18)، وتكرر الأمر عندما عد الشعب (2صم 10:24).. ++ موسي النبي أخطأ موسي النبيّ عندما ضرب الصخرة مرتين، في الوقت الذي طلب منه الرب هو وهرون أن ( يُكلّما الصخرة)، كما أنَّ أُسلوب العبارة غير لائق بتمجيد الله، ويميل إلي الافتخار الشخصيّ " اسْمَعُوا أَيُّهَا المَرَدَةُ! أَمِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ نُخْرِجُ لكُمْ مَاءً؟ "، فكانت النتيجة أنَّ الله حكم عليه بعدم دخول أرض الموعد " مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا " (عد20: 7-12). وأصر الله علي أن موسي لا يدخل أرض الموعد، وبعد الحاح شديد وتوسلات.. سمح له الله، أن يري الأرض من بعيد، من علي الجبل، ولكن لا يدخل إليها (تث34: 1-6). ++ يعقوب أبي الآباء يعقوب الذي أحبّه الرب وهو لا يزال في بطن أُمه قبل أن يولد (رو13:9)، وأعطاه الرياسة علي أخيه الكبير عيسو ( تك 23:25)، قد وقع في خطأ، إذ خدع أباه وأخذ البركة من عيسو... فلم يتركه الله بدون عقوبة، علي الرغم من ظهور الله له ( تك 30:32) والرؤى التي أعلنها له ( تك 28: 15،24).. إلاَّ أنه كما غش أباه سمح الله لأولاده أن يغشوه بالمثل، عندما باعوا يوسف وغمسوا قميصه في دم تيس ذبحوه وأشاعوا أنَّ وحشاً افترسه، ووقع يعقوب في خدعة أولاده حتي انه مزق ثيابه، وناح علي ابنه أياماً كثيرة ( تك 37: 31-34). كما خدعه خاله لابان من قبل، وزوجه ليئة بدلاً من راحيل، التي كانت أحب إلي قلبه من ليئة ( تك23:29)، وغشّه أيضاً في أُجرته التي غيّرها عشر مرات ( تك41:31). ++ القديس موسى الأسود كان في مبدأ حياته قاتلاً وقاسياً ثم تاب، وأتي إلي الدير حيث ترهّب ووصل في الحياة الرهبانية إلي درجة عالية جداً من القداسة حتي إنهم رسموه قساً، وصار مرشداً روحياً لكثيرين، وعموداً من أعمدة البرية المعدودين.. ولكن علي الرغم من توبته الصادقة، وكل هذه القداسة، وتعدد المواهب.. إلاَّ أنَّه عندما هجم البربر علي الدير، هربوا الرهبان ودعوا الأنبا موسي أن يهرب معهم، فقال: أنا أعلم يا أولادي أنَّ البربر سيقتلوني لأني قتلت كثيرين في شبابي، والكتاب يقول: من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ (مت52:26)، وحدث هذا فعلاًَ، وهجم البربر علي أنبا موسي وقتلوه... ما ذكرناه هو بعض أمثلة للعقوبة الأرضية، وضعت كلها مثالا لتعليمنا، لئلا بحجة مراحم الله وحنوه وعطفه، نُقاد إلي الاستهانة والاستهتار، ونرتكب الخطية غير شاعرين بخطورتها، وفي محبة الله لنا ننسي مخافته. هذا وقد رأيت ختاماً لموضوع (العقاب الأرضي)، أن أكتب تلك العبارة التي قد ذكرها قداسة البابا شنودة الثالث، ختاماً لحديثه عن العقوبة الأرضية في كتابه الرائع (حياة التوبة والنقاوة ص93)، يقول قداسته: " ومع ذلك فلتعزيتكم، ولكي لا تقعوا في الرعب واليأس أقول لكم: إنَّ الله لا يُعاقب بعقوبة أرضية علي كل خطية، وذلك لأنَّ خطايا الإنسان لا تُحصي، وهو في كل يوم يُخطيء.. فلو كان الله يعاقب بعقوبة أرضية علي كل خطية، لتوالت العقوبات في غير نهاية، وبغير حصر لتُناسب عدد الخطايا.. ولكن الله يترك الكثير.. ووسط مئات الخطايا، قد يعاقب علي واحدة منها حتي لا يستهتر الإنسان، ويقع في اللامبالاة، وأيضاً لكي يتضع ويستفيد روحياً، كما حدث لداود النبي.. إنَّ العقوبة الأرضية هي ولا شك من مراحم الله.. يدعونا بها إلي اليقظة فنفيق من غفلتنا.. كما أنَّه يقودنا بها إلي الإنسحاق، فنشعر أننا أخطأنا، وأننا أغضبنا الله منا فنتوب ونرجع إليه.. وهكذا ننجو من العقوبة الأبدية، ليس لأنَّ العقوبة الأرضية قد حلّت محلّها، حاشا، بل لأنّها أيقظتنا لنتوب فنستحق المغفرة، إننا إن تألمنا هنا فهذا أفضل من آلام الأبدية فإن الأمر لا يزال بيدنا، فحتي هذه اللحظة ماذال في أيدينا أن نقرر مصيرنا.. ". أما العقوبة في الحياة الأبدية فهي ما سيناله الخاطيء من العذاب المُرعب، الذي لا يحتمل بل ولا يطاق، ولا يستطيع الخاطيء نفسه أن يتخلص أو ينجو منه، فالآلام قاسية وليس من يشفق، والبكاء مرير وليس من يرحم، هناك يكون الجوع والعطش الشديد وليس من يطعم أو يسقي، وهناك أيضاً الخزي والعار الفاضح وليس من نقاب يستره. فكل من يحيا في الخطية كمن يكوم كومة كبيرة من الحطب، ستلقي في يوم ما إلي كومة المواد الملتهبة التي ستشتعل يوماً بنيران دينونة الله، وفي هذا قال أحد الآباء: " بقدر ما تطعم النار مواداً ووقوداً هكذا يستمر إلتهابها، والمادة التي تشتعل بها نيران جهنم هي الخطية ". إنَّ عذاب الخطاة حقيقة لكنها مرة وقاسية، ولا يستطيع أحد أن يصفها أو يُعبّر عنها، تصوروا مكاناً ليس فيه سوي أجساداً محترقة مغطاة بالقروح وغائصة في لجة نار وكبريت، وتأملوا أُناساً لا يرون سوي النار، ولا يشعرون إلاَّ بالنار، ولا يلمسون إلاَّ النار، ولا يسمعون سوي البكاء والصراخ وصرير الأسنان!! قال أحد الآباء إن كان المجد السماويّ يعلو أفكارنا، فعذاب الأبدية يفوق عقولنا، فعقل الإنسان محدود ولا يستطيع أن يتصوّر عدل الله القوي الجبار، لو كان العذاب مدة من الزمن ولو ملايين السنين لكان هناك أمل، ففي يوم ما سيكون هناك تنعم، لكن مرارة عذاب الأبدية تكمن شدته في أنَّه عذاب لا ينتهي. وهذه الحقيقة أكدها رب المجد يسوع عندما قال: " فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " (مت46:25)، ومعلمنا بولس الرسول يتحدث عن النقمة التي سينالها الذين لا يعرفون الله ولا يُطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح فيقول إنهم " سيعاقبون بهلاك أبدي " (2تس7:1)، والقديس يوحنا الحبيب أوضح أنَّ دخان عذابهم سيصعد إلي أبد الآبدين ( رؤ1: 11،10). قديماً عندما أراد الله معاقبة سدوم وعمورة أنزل من السماء ناراً وكبريتاً، فأحرقها وأباد ما فيها، ولكن الذين أحرقتهم النيران ماتوا والنار إنطفأت، أمَّا نار غضب الله فإنَّها في جهنم لا تطفأ إلي الأبد، وأجساد الخطاة تحترق فيها علي الدوام، ولمَّا غضب الرب علي هيرودس الملك، ضربه ملاك الرب بدود فصار يأكله حتي مات، أمَّا اذزين سيأكل فيهم دود جهنم لا يموتون، كما أنَّ الدود نفسه لا يموت. ليصف لنا الذين يتمرَّغون في وحل الخطية، ويشربون الإثم كالماء، عذاب النار التي لن تُطفيء نيرانها مطلقاً، والدود الذي لن يموت أبداً، إن كانوا يستطيعون! إذا أراد ملك أن يقضي علي مدينة أحرقها بالنار، فليس في الأرض أعظم من عذاب النار، كما أنَّ الموت حرقاً يعد من أشر الميتات، ولكن هل يمكن أن تقارن نار العالم بنار جهنم؟! بالطبع لا! فنار العالم لا تُذكر إذا ما قورنت بنار جهنم، لأنَّ النار هنا تحرق الجسد وتلاشيه ثم بعد ذلك تنطفيء، وأمَّا النار فإنها تحرق الجسم ولكن لا تلاشيه ولا تنطفيء، كما أنَّها لا تقضي علي شعور الخطاة وأحاسيسهم، بل يبقي الهالك متيقظاً، منتبهاً لكل عذاب يقع عليه، شاعراً به شعوراً تاماً، وهذا هو قمة الآلام. إنَّ الذين يقولون إنَّ عذاب الخطاة في جهنم، سيأتي عليه يوماً وينتهي، يخدعون أنفسهم، ويسكَّنون ضمائرهم، حتي يظلون في خطاياهم، لكنَّ الحقيقة إنَّ عذاب الخطاة لا ينتهي ولا يتغيّر ولا تخف حِِدته، بل كما يكون في بدئه هكذا يكون إلي الأبد، فالنار هي هي لا تتغير، والدود هو هو لا يموت. علي جبل التجلي لم يرسل رب المجد يسوع، سوي قليل من أشعة مجده، فتأثر تلاميزه وسقطوا منطرحين علي الأرض، وفي بستان جثسيماني استطاع يسوع بكلمة واحدة أن يرعب الجند الذين جاءوا ليقبضوا عليه، وصاروا كالأموات، فإن كان عظم جلال هذا الإله المتأنس مخيفاً هكذا في الوقت الذي أظهر ذاته كمخلّص، فكم تكون رهبته في يوم الدينونة إذا ما صرخ هاتفاً كديان رهيب، متفوهاً بتلك الكلمات المخيفة: " اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ ؟ " (مت41:25). في متحف أحد الملوك وجدت حبوب من القمح يرجع تاريخها إلي (5000 سنة) مضت، قيل إنَّها لو زُرعت لنبتت الآن ونمت، وحبوب القداسة والبر ليست ميتة فيك، لكنَّك لا تُعطيها المجال حتي تنمو وتثمر، لكن مع هذا لا يزال الوقت أمامك، وإن كان النهار قد تناهي لكن الفرصة لم تفلت بعد، فالذي غفر لكثيرين قادر أن يغفر لك خطاياك، ويشفيك من أمراضك الروحية. لا يزال في مقدورنا أن نوقف نيران دينونة الله التي أوشكت أن تحل بنا ككارثة، وهذا لن يتحقق إلا إذا فكرت في وسيلة تتخلص بها من خطاياك، فاسمح لي عزيزي القاريء أن أقدم لك عدة وسائل، تساعدك أن تنهض من سقطتك وتتخلص من خطاياك. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() الفصل الثامن كيف تتخلص من الخطية ؟ قد يبدو لمن أسرتهم لذة الخطية، وقيدتهم أغلال الإثم، أنَّ التخلّص من سلطان وعبودية الخطية أمر مستحيل.. لكنَّ الحقيقة إنَّ علاج مرض الخطية أمر سهل وبسيط، إذا وضعت خطاياك أمام الله معتمداً لا علي قوتك البشرية فقط، بل وعلي نعمته الإلهية أيضاً. فالله قادر أن يُخلّصك ويحرّرك من هذه العبودية القاسية، لأنَّه سبق أن خلّص كثيرين من قبلك، بشرط أن تلتجيء إليه لأنّه قد قال: " لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً " ( يو5:15)، وفي نفس الوقت يكون لديك دافع أن تتخلّص من خطاياك.. ولهذا قال القديس أغسطينوس: إنَّ الله الذي خلقك بدونك لا يُخلّصك بدونك، فانت كائن حر تختار الطريق الذي تسير فيه بكامل حريتك وبملء إرادتك، ولهذا قال باسكال الفيلسوف الفرنسيّ، لقد خلقك الله من الألف لتصل أنت إلى الياء بإرادتك. أمَّا أنت فإذا تركت الخطية فلا تتأسّف عليها، ولا تحاول الرجوع إليها مرّة ثانية، يكفي ما ذقته من عذاب، وتذكّر امرأة لوط عندما خرجت من المدينة ونظرت وراءها، ماذا حدث لها؟ صارت عمود ملح، وعبرة للذين ينظرون لشهوات الماضي، ولهذا أوصي السيد المسيح المُخلع بعد أن شفاه قائلاً: " هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فلاَ تُخْطِئْ أَيْضاًلِئَلَّا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ " ( يو14:5). وفي هذا الفصل ذكرنا إحدي عشرة وسيلة، للتخلّص من الخطية والتحرر من قيودها.. وأول هذه الوسائل هي: |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() " فرجع إلي نفسه وقال..." ( لو 17:15) إن أردت أن تتخلّص من خطاياك، فيجب أولاً أن تجلس مع نفسك وتحاسبها، لكي تدرك حالتك وتعرف أخطاءك، وفي أثناء محاسبتك لنفسك، حاول أن تستعرض حالات تعبك وأسباب قلقك، والأسباب التي أفقدتك سلامك، واسأل نفسك ما الذي ربحته من حياة الخطية التي أفنيت فيها حياتك وصحتك وشبابك؟ وحاول أيضاً أن تستعرض ضعفاتك وسلبياتك وخطاياك أمام الله، واعزم علي ترك الخطية، بكل رضا واقتناع، وتأكد أن الله سيباركك ويقويك.. ويجب أن تعلم أنَّ الشيطان إذا رأي عزمك وإصرارك، علي حوارك الذاتي سوف يقاومك بكل قوته، خوفاً من أن تكون هذه الجلسة سبباً في انفصالك عنه، لأنَّه بلا شك يعرف أنك إذا جلست مع نفسك، ستدرك سوء حالتك وما قد وصلت إليه من ضعف وقلق وعذاب ضمير.. وبالتالي ستفكر في التوبة والرجوع إلى الله مرّة ثانية، وبهذا ستفلت منه. فالابن الضال عندما جلس مع نفسه وفكّر في حالته وما قد وصل إليه من إنحطاط، شعر بأمور عظيمة فأدرك حقيقة فقره وغني أبيه، ولهذا قال: " فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! " ( لو 17:15). كذلك شعر بجرم خطيته التي إرتكبها، عندما غادر بيت أبيه، وهذا دفعه أن يقول: " أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ ( لو15: 19،18). ويقيناً لو لم يجلس الابن الضال مع نفسه، ما كان قد وصل إلي حياة التوبة والإنسحاق، ولا كان قد رجع إلي أبيه، ولا كان قد خرج من قبضة الشيطان والبعد عن الأصدقاء السوء.. إلي حيث لبس الحُلة الجديدة والخاتم.. كل الذين تابوا بدأت توبتهم بجلسة مع النفس، أدركوا فيها فقرهم الروحي، وغني أبوهم السماوي الذي تركوه، فاجلس مع نفسك أيها الحبيب، وأعلم أن من يجلس مع نفسه ويصالحها أفضل ممن يصالح شعوباً، وكل من اصطلح مع نفسه اصطلحت معه السماء والأرض وتذكّر ما قاله أحد الآباء: " إذا ما افرزت نفسك للتوبة، فكل يوم لا تجلس فيه ساعة بينك وبين نفسك، متفكراً بأيّ شيء أخطأت وبأيّ أمر سقطت لتقوم ذاتك فيه فلا تحسبه من عدد أيام حياتك ". هذا وقد وضع لنا مار إسحق السريانيّ ، محاسبة النفس كقانون دائم لاستمرار الحياة الروحية، فيقول: " إذا هبط علينا روح الإهمال وبردت حرارتنا، نجلس بيننا وبين أنفسنا ونجمع أفكارنا، ونُميّز بدقة ما هو سبب الإهمال ومن أين بدأ؟ وما هو الذي يبطلك من الصلاة والعبادة؟ فإن كان الأمر يستحق التقويم قوّمه، وإذا كان يستحق القطع إقطعه، وإن لم تكن كفؤاً لذلك ولا يوجد مرشد لتستشيره من جهة أُمورك، فارجع إلي أول الطريقة التي بدأت بها وابدأ سيرتك كمبتديء، وأنت في وقت يسير ستمتليء حرارة وترتفع إلي الدرجة التي سقطت منها ". |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() " لأنَّ أُجرة الخطية هي موت " ( رو 23:6) لو كان آدم يعلم أنَّ الأكل من الشجرة، سيطرده من الجنّة.. ما كان قد أكل منها.. وقايين لو كان يعرف أنَّ بسبب قتله هابيل أخيه ستُلعن الأرض، ويكون تائهاً وهارباً منها، ما كان قتله.. ولو كان أبناء الله يعلمون أنَّ نظرهم إلي بنات الناس يقودهم إلي الشر الذي جعل الله يهلك العالم القديم بالطوفان، ما سمحوا لعيونهم أن تنظر إليهن، حتي لا يهلك العالم بسببهم.. ولوط لو كان يعلم أنَّ شربه الخمر، يجعل ابنتيه يتدنّسا معه ما شرب نقطة واحدة.. ولو كان جيحزي يعرف أنّ محبته للمال التي قادته إلي الكذب علي سيده إليشع، ستجعل برص نعمان يلصق به وبنسله، ما ذهب وراء نعمان ليأخذ منه شيئاً.. وكل شاب، لو علم أنَّ النظرة الشهوانية، تقوده إلي السقوط الفعليّ في الخطية، لسار مغمض العينين، وهكذا السكير لو كان يعلم مدي ضرر المسكر علي الجسم والعقل والمال.. لكان يقذف بكل كأس يُقدم إليه علي الأرض ويُحطّمه.. وكذلك الكذاب والشتّام والنمّام ومن يحلف... لو كانوا يعلمون جميعاً أنَّ خطاياهم هذه، ستؤدي بهم إلي قاع الجحيم وتفصلهم عن الله، والقديسين، لكان الجميع يطرحون خطاياهم، ويعيشون في البر والقداسة والتقوي.. إسأل نفسك بعد كل خطية تسقط فيها: ماذا ربحت وماذا خسرت من خطيتي هذه؟ ستجد الإجابة واضحة: إنّك لم تربح شيئاً، لأنّك إن كنت ستربح لذة وقتية ستخسر الله، الذي لذته تفوق كل لذة أرضية وشهوة جسدية.. يجب أن تعرف أنَّ الخطية لا تُعطي شيئاً، بل هى تأخز كل ما عندنا، وطريق الخطية إن كان يبدو مُزيناً، مليء بالأفراح واللذات الجسدية إلاَّ أنَّ نهايته بحيرة مليئة بالنار والكبريت، وكل من واصل السير فيه كان الموت نهايته، وربَّما يؤكّد كلامي هذا ما رواه أحد الأغنياء عن نفسه قائلاً: " أنا رجل أعمال، من الخارج اعتبر في نظر الناس ناجحاً، ولكن في الداخل قليلون هم الذين يدركون سر تعبي، فقد كنت مشهوراً بعلاقاتي الجنسية والتي امتلكت حياتي، ولم أقدر أن أعيش بدونها ولو ليوم واحد، لقد وضعت كنزي في النساء حتي إن قلبي كان معهن دائماً، وهذا ليس بغريب فالانجيل يقول: " لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضاً " ( مت21:6)، لكن ماذا ربحت من حياة النجاسة التي عشقتها؟ من جهة أُسرتي لم أكن أشعر بسلام وسعادة وأنا معهم علي الإطلاق، فكنت دائم الخصام والشجار مع زوجتي التي قاست بسببي حتي إنَّها حاولت أن تنتحر مرتين، أمَّا عملي فكاد أن ينهار، فقد خسرت مرَّة ملايين الدولارات حتي كنت أبكي، وشعرت بأنني مثل اليتيم وليس لي أصدقاء ولا أقارب، وكنت أزداد يأساًَ يوماً بعد يوم، ولولا أن تدخل الله في حياتي لهلكت..". |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() " فترك ثوبه في يدها وهرب " ( تك 12:39) قال الملاك للوط: " اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ، لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ، اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلَّا تَهْلَِكَ " ( تك17:19). ومعلمنا بولس ينصح تلميذه تيموثاوس قائلاً: " أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا " (2تي22:2)، ويُعلل ذلك بأنَّ: " الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ " (1كو33:15). أمَّا داود النبي فيقول: " طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ " ( مز 1:1). والقديس أندراوس الدمشقيّ كان يُناجي نفسه قائلاً: يا نفسي إهربي مثل لوط من حريق الخطية، فرّي من سدوم وعمورة، إهربي من لهيب كل شهوة بهيمية ". فحاول أن تهرب من الأشياء التي تُسقطك في الخطية، ولا تظن أن هذا ضعف، فالهروب من الخطية فضيلة وقوة.. لأنّه يدل علي أنَّ القلب من الداخل يكره الخطية، ولا يرغب التمرغ في وحلها.. كما أنَّه لا يريد معاشرة الخطاة وصحبتهم، وتذكر أنَّ هروب يوسف الصديق من امرأة فوطيفار، كان هو السبب في عدم سقوطه، ولولا هروبه لكان قد سقط وتدنّس وأغضب الله. وهنا نتسائل: أيهما كان أقوي: شمشون الذي غلب الأسد وهُزم من شهواته، أم يوسف الذي غلبه إخوته لكنّه غلب شهواته ولذاته؟.. حقاً: لقد كان شمشون القوي ضعيفاً أمام شهواته.. بينما كان يوسف الضعيف قوياً لأنّه انتصر وغلب شهواته.. ولهذا فيوسف يُعد أقوي من شمشون، وقد انطبق عليه قول معلمنا بولس: " لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ " (2كو10:12). يقول القديس أُمبروسيوس " إنَّ شمشون القادر الشجاع غلب الأسد، لكنه لم يستطع أن يغلب هواه، وقطع وثق أعدائه لكنه عجز عن قطع شهوته، وأحرق أكداس الظالمين ولكن أحرقه لهب اللذة المحظورة التي أوقدتها فيه امرأة واحدة ". قد تكون مسببات الخطية نابعة من داخلك، وكما يقول معلمنا لوقا البشير: " اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الصَّالِحِ يُخْرِجُ الصَّلاَحَ وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ " ( لو 45:6). أو من حواسك التي تجمع مناظر وأحاديث تتعبك وتتسبب في سقوطك.. أو من أفكارك.. ولهذا يجب علي الإنسان أن يضبط نفسه ويتحكم في حواسه، كما قال القديس بولس الرسول: " َمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ " (2كو5:10). وقد تكون المسببات من الشيطان الذي يستطيع أن " يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ! " (2كو14:11)، وكثيراً ما يقدم أفكاراً خاطئة ليسقط البشر، كما قدّم للسيد المسيح في التجربة علي الجبل ثلاثة أفكار (مت4 )، أو يظهر في رؤية أو حلم، ولهذا يقول يوحنا الحبيب: " لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ، بَلِ امْتَحِنُوا الأَرْوَاحَ: هَلْ هِيَ مِنَ اللهِ؟ " (1يو1:4). وفي مواقف كثيرة تكون مسببات الخطية، من الأقرباء والأحباء.. فآدم آتته العثرة من حواء امرأته.. ويعقوب من أمه التي دبّرت له الحيلة.. وشمشون من دليلة التي أحبها.. وآخاب من إيزابل زوجته.. وما أكثر الأطفال في البيوت، الذين تأتيهم العثرة من والديهم، سواء عن طريق الشتائم أو الألفاظ القبيحة التي يسمعونها.. أو من مناظر اعتداءات الرجل علي زوجته التي يرونها.. فالأفضل أن تبعد عن كل الأشياء، التي تتسبب في سقوطك في الخطية حتي لا تؤثر عليك، واهرب من كل الذين يجذبونك إلي أسفل، ويفقدونك روحياتك.. ولا تُدخل نفسك في تجربة قد لا تستطيع أن تخرج منها.. ولا تظن أنك أقوي من شمشون الذي سقط، أو داود الملك، أو غيرهما.. فالخطية هي التي " طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" ( أم 26:7). وتذكّر ما قاله مار إسحق السريانيّ: " تحكّم قبالة مسببات الآلام فتهدأ منك الآلام من ذاتها ". كما قال: " لا يتحرر الإنسان من لذة الخطية ما لم يمقط سببها من كل قلبه مقطاً نهائياً ". والقديس دوروثيئوس يقول: " يجب علي الإنسان أن يقتلع، لا الشهوات فحسب بل وأسبابها، ويسمّد حاله بسماد التوبة، عندئذ يلقي البذار الحسنة، أي الأعمال الصالحة ". أمَّا القديس باسيليوس فيقول: " إذا إدَّعي رجل أنَّ معاشرة النساء لا تضره، فهو إمَّا أن يكون ليس برجل، وإمَّا أنَّه لا يشعر بتأثير المُغريات ". فهل وصلت للدرجة التي لا تتأثر فيها بالنسـاء ؟! أعتقد أنها درجة القديسين الكـاملين ، فالأفضل لك هو البعد عن كل المسببات التي تُسقطك في الخطية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() " لنطرح عنا كل ثـقل والخطـية المحيطة بنا، ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا" ( عب 1:12) من السهل أن نطرح الخطية ونتخلص منها وهي لازالت صغيرة، فالأشياء في بدء نشأتها يمكن التغلب عليها بسهولة أكثر مما لو كبرت. فمثلاً: الشجرة في أول حياتها تكون لينة، ولذلك يمكن أن تقوّم إعوجاجها أو تقلعها بسهولة، ولكن بعد فترة من الزمن إذا كبُرت لا يمكن بسهولة تحقيق ذلك، أيضاً الشبل الصغير ما أسهل أن تقتله، ولكن لا تستطيع ذلك إذا كبُر وصار أسداً. وقد تغرق السفينة من ثقب صغير في أسفلها، كما تغرق من موجة كبيرة تصدمها، أو عاصفة تصادفها، وقد يمكن تفادي الرياح والزوابع، ولكن ثقباً صغيراً لا تلتفت إليه قد يعظم ضرره ولا يمكن إتّقاء شره. قال البعض " إحترس من الصغائر التي تظهر أنَّها أُمور هينة، لأنَّ الصغائر تُوّلّد الكبائر، ومعظم النار من مستصغر الشرر ". لو تركت خطية واحدة ترعي في قلبك لأفسدته ودنسته، والذين استسلموا لخطية واحدة ولم يقاوموها في البداية، قادتهم تلك الخطية إلي الهلاك الأبدي، وفي هذا يقول معلمنا القديس يعقوب الرسول: " مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماًفِي الْكُلِّ " ( يع10:2). يقول القديس دوروثيئوس " إقطع الآلام دائماً وهي لا تزال صغيرة، قبل أن تتأصل فيك، وتقوي وتبدأ في إضعافك، لأنّك عندئذ تُقاسي منها الكثير، فإنّه يوجد فرق كبير بين جني ورقة عشب صغيرة، واقتلاع شجرة ضخمة من جزرها ". فاحزر واحترس وبادر إلي اقتلاع الخطية وهي لا تزال عشب، ولا تتهاون في أية زلة مهما كانت صغيرة، وإلاَّ ستجد منها أخيراً سيداً قاسياً عنيداً، تضطر أن تسير أمامه كعبد مقيد زليل. وإن كانت سفينتك جازت وسط البحر، وتفادت الصخور، وقاومت الزوابع والعواصف، فاحذر الريح اللينة، والأوحال القليلة، والقش الضعيف. إمسك الثعالب الصغيرة واقتلها قبل أن تفسد كرمك، أمتْ تلك الانحرافات التي تظهر في باديء الأمر أنّها صغيرة، فتلك الزلات الصغيرة والعادات البسيطة التي لا تخشاها في أول الأمر، قد تنمو وتكبر وتتكاثر وتُوّلّد فيك خطايا لا يمكنك التخلص منها بسهولة! أليست الديدان الصغيرة التي لم تهتم بقتلها، قد تصير في يوم ما حيات سامة وأفاعي مميتة؟! فانتبه أيها الحبيب إلي كل ما هو صغير، وحاول أن تتخلّص منه قبل أن يُقيّدك شيئاً فشيئاً، إلي أن تصير القيود الخفيفة سلاسل حديدية، يصعُب التخلص منها فيما بعد!! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() إنَّ أجسادكم هي أعضاء المسيح أفآخذ أعضاء المسـيح واجعلها أعضـاء زانـية، حاشا " ( 1كو 15:6) عندما تعرف أنَّ جسدك هو عطية من الله، وديعة وسوف تُحاسب عليها يوم الدين لا تتجرأ وتفعل الخطية، لأنّها تُشوّه وتُتلف ليس أعضائك فقط، بل وأعضاء السيد المسيح أيضاً (1كو15:6). لقد اختار الرب أن تكون أجسادنا مسكناً له، هيكلاً لروحه القدوس: أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ، فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ لِلَّهِ"(1كو6: 20،19) وكل من يعيش في الخطية يُهين هيكل الله. وليست مسئوليتنا أمام الله عن أجسادنا، هي فقط التي تساعدنا علي ترك الخطية، بل أيضاً وحاجتنا إلي أجساد صحيحة، نستخدمها لفائدتنا في الحياة التي نعيشها عاملاً كبيراً، يجعلنا نطرح الخطية بسهولة. أيضاً عندما نعرف أنَّ أيّ خطية مهما كانت، كافية لإحدار نفوسنا إلي الهوة السحيقة، حيث البحيرة المتقدة بالنار التي لا تطفأ والدود الذي لا ينام نطرح عنا الخطية، رأفة بنفوسنا الخالدة وحباً في خلاصها، حتي لانرسلها إلي الجحيم بل إلي السماء حيث الله والقديسين والأبرار. " فمجدوا الله في أجسادكم وأرواحكم التي هي الله" (1كو20:6) |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() " هكذا أحب الله العالم حتي بـذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به" ( يو 16:3) عندما تتأمل في أُقنوم (الآب)، الذي خُلقنا علي صورته ومثاله في البر والقداسة، تجد ما يساعدك علي طرح الخطية، لتحفظ صورة الله التي خُلقت عليها، طاهرة، نقية، بلا عيب ولا دنس.. وعندما تُفكّر في أُقنوم (الابن)، الذي أحبنا وبذل ذاته لأجلنا، محتملاً آلامات وعذابات يصعُب وصفها، انتهت بسفك دمه الطاهر وموته علي عود الصليب، تهرب من الخطية التي سببت لفادينا الحنون كل هذه الآلام.. وعندما تنظر إلي أُقنوم (الروح القدس)، كعطية إلهية أراد الله أن تكن أجسادنا مقراًَ لسكناه (1كو19:6)، لا نطرح من قلوبنا كل خطية ودنس فقط، بل ونبكي بكاءً مرّاً علي خطايانا السابقة، التي جعلتنا نُحزن روح الله القدوس. إذاً من يعمل الخطية لا يهين نفسه فقط بل ويهين الله، يهين (الآب) لأننا بالخطية نحتقر قداسته!! ونؤلم (الابن) لأننا نحتقر محبته، ونرفض كل ما عمله وما احتمله لأجلنا!! ونُحزن ( الروح القدس)، الذي لا يقبل أن يسكن في قلوب فاسدة قد دنستها الخطية!! |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حمل في جسده دينونة الخطية، أبطل شوكة الموت |
لأن شوكة الموت هي الخطية |
كتاب شوكة الخطية للراهب كاراس المحرقي |
شوكة الخطية |
كتاب شوكة الخطية للراهب كاراس المحرقي |