منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 05 - 2014, 03:08 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

كان المسيح في ميلاده وطفولته وصبوته ينمو كإنسان

2 – كان المسيح في ميلاده وطفولته وصبوته ينمو كإنسان:
يقول الإنجيل للقديس لوقا: "وكان الصبي (يسوع) ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه.. وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو40:2،52). فماذا يقصد بقوله هذا؟

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
لقد ظهر المسيح على الأرض كإنسان، برغم تجسده ولاهوته، وكان في إمكانه أن يظهر علمه الكلي ومعرفته الكلية وقدرته الكلية ونعمته الغنية وحكمته الكلية منذ لحظة ميلاده وبداية ظهوره على الأرض وفي كل الأوقات والمناسبات ولكنه حجب هذه المعرفة وهذا العلم وهذه القوة وهذه النعمة والحكمة بسبب تجسده، اتخاذه الجسد الذي حل فيه وأتحد به، واشترك به في ضعف البشرية وعجزها، بحسب التدبير الإلهي، فقد كان "مجرب في كل شيء مثلنا بلا خطية" (عب15:4). ومن ثم فقد شاءت إرادته الإلهية أن يظهر علمه ومعرفته وقوته ونعمته وحكمته للناس تدريجيا، بطريقة متدرجة ومتطورة ومتفقة مع نموه الجسدي. بل وتأجل كل عمل إعجازي له إلى ما بعد حلول الروح القدس، حسب التدبير الإلهي والمشورة الإلهية، وكما أشار القديس بطرس: "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس لان الله كان معه" (أع10: 38). ولم يذكر الكتاب أي عمل إعجازي عمله قبل ذلك.
قال القديس كيرلس عمود الدين في رسالة له إلى نسطوريوس: "لو أنه أبان وهو طفل من الحكمة ما يليق به كإنسان، لظهر للجميع كأنه كائن غريب شاذ عن الجميع. ولكنه كان يتدرج في إظهار حكمته بالنسبة إلى تقدمه في العمر بحسب الجسد. وهكذا أراد أن يظهر للكل كأنه هو نفسه كان يزداد في الحكمة بما يتلاءم مع سنه.. ففي تأكيدنا أن ربنا يسوع المسيح هو واحد، وفي نسبتنا له خواص اللاهوت والناسوت نؤكد حقيقة أنه ملائم لقياسات تواضع المسيح حتى أنه قبل زيادة جسدية ونموًا في الحكمة. فأعضاء الجسد كانت تصل بالتدريج إلى تمام بلوغها، ومن جهة ثانية يظهر كأنه امتلأ حكمة بنسبة ظهور الحكمة الكامنة فيه كأنها تبرز بدرجة ملائمة لنمو الجسد" (4).
وقال في عظة له على (لو4:2-52): "حينما صار جسدا أي صار إنسانا مثلنا، فأنه حينئذ ولد بالجسد من امرأة. وقيل عنه أنه كان خاضعا للأمور التي تختص بحالة الإنسان، وبرغم أنه الكلمة لكونه إلهًا كان يستطيع أن يجعل جسده يبرز من البطن في قامة رجل ناضج مرة واحدة، إلا أن هذا يكون أعجوبة ومعجزة، ولذلك فأنه أعطى لعادات وقوانين الطبيعة البشرية أن يكون لها سلطان على جسده.. إذا فالجسد يتقدم في القامة والنفس تتقدم في الحكمة، لأن الطبيعة الإلهية غير قابلة للازدياد لا في القامة ولا في الحكمة إذ أن كلمة الله كامل تماما. ولذلك فأنه لسبب مناسب ربط بين التقدم في الحكمة ونمو القامة الجسدية، بسبب أن الطبيعة الإلهية أعلنت حكمتها الخاصة بما يتناسب مع قامة النمو الجسدي" (5).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 03:09 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

أسباب تأليف روايات ومعجزات الطفولة الأبوكريفية

3 – أسباب تأليف روايات ومعجزات الطفولة الأبوكريفية:
لم تذكر الأناجيل القانونية، (الإنجيل بأوجهه الأربعة)، سوى ثمانية أحداث عن ميلاد المسيح وطفولته، وهي (6):

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
(1) البشارة بالحبل بيوحنا المعمدان وميلاده (لو1:1-25؛57-80).
(2) بشارة الملاك للعذراء بالحبل بالمسيح وميلاده (لو1:26-38).
(3) شك يوسف النجار في العذراء وبشارة الملاك له (مت1:18-25).
(4) ميلاد المسيح في بيت لحم (لو2:1-20).
(5) الختان ودخول الطفل يسوع الهيكل ونبوات سمعان وحديث حنة النبية عنه مع جميع المنتظرين فداء في إسرائيل (لو1:21-38).
(6) ظهور النجم للمجوس ومجيئهم إلى أورشليم ثم بيت لحم (مت2: 1-12).
(7) قتل أطفال بيت لحم ورحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر وعودته منها إلى الناصرة (مت2:13-23).
(8) الطفل يسوع يناقش الشيوخ ويسألهم في الهيكل في سن 12 سنة (لو2 "41-52).
وقد كان هدف تدوين هذه الأحداث، بالروح القدس، هو؛ تعريف المؤمنين بأصل المسيح السماوي كابن الله العلي، وتجسده من الروح القدس ومن مريم العذراء، وكونه الوارث لعرش داود الروحي، من جهة نسبه ليوسف وميلاده من العذراء، وكليهما من نسل داود، الرد على الادعاءات اليهودية الكاذبة التي زعمت أن العذراء حملت به سفاحا من جندي يدعى بانثيرا Panthera، فرح السمائيين والأرضيين بتجسده لخلاص البشرية، تتميم النبوات التي سبقت وأعلنت عن تفاصيل تجسده وميلاه، مجيئه لخلاص كل البشرية، ومواجهته للآلام منذ طفولته.
وبرغم كفاية ذلك، إلا أنه لم يشبع فضول العامة والبسطاء وأصحاب الفكر الهرطوقي، الذين رغبوا في معرفة تفصيلات ومعلومات أكثر عن ميلاد المسيح وطفولته وصبوته، فقد أرادوا سيرة تفصيلية لحياة المسيح وليس ما يخص خلاصهم الأبدي، كقول القديس يوحنا بالروح القدس: "وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20:31).
وكانت الأحداث المذكورة في كل من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس لوقا تشكل تربة خصبة لإطلاق الخيال الأسطوري لتأليف روايات أسطورية خيالية تنطلق منها. فراح يختلق روايات وأحداث ترجع لما وراء هذه الأحداث الحقيقية وتتقدم للأمام وتنسج القصص الأسطورية التي تختص ليس بالميلاد فقط، بل تتجه نحو العذراء وتهتم بالسيرة الذاتية لها، وترجع لما قبل ميلادها وكيفية نشأتها وتربيتها في الهيكل وعناية الملائكة بها وإطعامها من السماء، إلى بشارة الملاك لها، وتتجه ليوسف البار، الرجل البار الذي أستحق أن يكون خطيب العذراء، وأن ينسب إليه المسيح، وتقدم سيرة لحياته، وتتكلم عن زواجه قبل العذراء وأنه كان أرملًا وقت خطوبته لها، وتعلل وجود أخوة للمسيح بأنهم أولاد يوسف من زوجته السابقة، المتوفاة، وتحاول التأكيد على عقيدة الكنيسة في دوام بتولية العذراء بصورة تفصيلية ولكن بشكل دوسيتي غنوسي غير أرثوذكسي.
وقد وصفت هذه الأحداث بمسحة غنوسية دوسيتية، تنكر حقيقة جسد المسيح، ومع ذلك حاولت تأكيد تجسده بميلاده من العذراء، مع التأكيد على دوام بتوليتها.
وكانت الهرطقات الغنوسية هي أكثر من أهتم بهذه الروايات الأسطورية في هذه الكتب الأبوكريفية، فقد كانت مهتمة بالبحث عن روايات عن المسيح تتناسب مع أفكارها وهرطقاتها. فقد اهتمت بظهورات المسيح بعد القيامة ونسجت حولها عشرات الروايات والكتب، كما اهتمت بدخوله الهيكل في طفولته ومناقشاته مع الشيوخ، ونسجت حولها الأساطير التي زعمت أنه كشف عن معرفته الكلية وحكمته غير المحدودة، متجاهلة ما جاء في الإنجيل القانوني بأوجهه الأربعة حول التجسد.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 03:10 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

لا معقولية معجزات وأساطير هذه الكتب الأبوكريفية

4 – لا معقولية معجزات وأساطير هذه الكتب الأبوكريفية:
وعلى عكس ما جاء في الأناجيل القانونية (الإنجيل بأوجهه الأربعة)، وما جاء في تقليد الكنيسة وكتب آبائها، تمتلئ هذه الكتب الأبوكريفية الأسطورية بالأفكار الخرافية والخيالية فتنسب للمسيح، في ميلاده وطفولته، أعمالا خيالية لا مبرر لها كسجود التنانين والأسود والنمور والثيران والحمير له! بل ونرى الطفل يسوع، طفلًا مشاكسًا متقلبًا ذا طبيعة تدميرية يؤذى معلميه ويتسبب في موت رفقائه بصورة إعجازية لا مبرر لها، تمزج قدرة الله بنزوات طفل مشاكس! وغير ذلك من الأفكار الأسطورية الخرافية المتأثرة بالفكر الإغريقي الهيلينسيتى والتي تشبع فضول البسطاء والعامة الذين اعتادوا سماع مثلها في دياناتهم الوثنية السابقة لاعتناقهم المسيحية.
يقول العالم الإنجليزي وستكوت: "في المعجزات الأبوكريفية لا نجد مفهوما سليما لقوانين تدخلات العناية الإلهية، فهي تجرى لسد أعواز طارئة، أو لإرضاء عواطف وقتية، وكثيرا ما تنافي الأخلاق، فهي استعراض للقوة بدون داع من جانب الرب أو من جانب من عملت معه المعجزة" (7).
"وهذا يكشف تصورات وأفكار قادة بعض الفرق الهرطوقية الذين كتبوا تراثًا ضخمًا من الكتابات الأبوكريفية التي تكشف عن عقائدهم وفلسفاتهم وخرافاتهم في شخصية المسيح في طفولته، التي جعلوا منها طفولة مفعمة بالمعجزات والقدرات التي تخالف ناموس الطبيعة".
يقول قاموس الكتاب المقدس، تحت مادة الأناجيل غير القانونية، عن هذه الكتب الأسطورية، الأناجيل المنحولة: "وأما موضوع هذه الأناجيل فوصف لحالة يوسف والعذراء مريم، والعجائب التي عملها المسيح في حداثته، وما شاهده في الهاوية وغير هذه مما يرضي عقول السذّج ومن شابههم من العامة الذين يرتاحون إلى مثل هذه الأساطير وأخبار القصصيين. أما نقص هذه الأناجيل فظاهر لأنها تناقض روح المخلص وحياته، على أنها دليل على صحة الأسفار القانونية دلالة النقود الزائفة على وجود النقود الصحيحة الخالصة".
ويقول أحد الكتاب: "أن كتبة ومؤلفي هذه الأناجيل كانوا مسيحيين متأثرين بالغنوسية أرادوا أن يقدموا سيرة للمسيح تتفق مع أفكارهم الغنوسية والتي هي خليط من عقائد وفلسفات وأساطير وخرافات شتى: يهودية ومسيحية وفارسية ويونانية ورومانية الخ أرادوا أن يحيطوا المسيح حتى في طفولته بهالة من القداسة والمعجزات فاخذوا ينسجون حوله معجزات غريبة فجة تتنافي مع الذوق والضمير والأخلاق, كانت العبرة عندهم بحشو أناجيلهم بالمعجزات بصرف النظر عن مضمونها والهدف والمغزى منها فالطفل يسوع كان قادرا على كل شئ, وكدليل على ذلك نسبوا له معجزة خلاصتها انه كان يقتل الأطفال رفاقه عندما يلعب معهم عندما يغضبوه!!
والغريب أن هذه الأناجيل الساذجة (أناجيل الطفولة) تنفرد ببعض المعجزات التي اختلقها مؤلفوها والتي لم توجد إلا بهذه الأناجيل ولم ترد في الأناجيل الأربعة ولا في عشرات الأناجيل المنحولة (الأبوكريفا Apocrypha) الأخرى مثل أن المسيح كان يتكلم في المهد وانه كان يخلق من الطين كهيئة الطير".

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
ويقول عما جاء بالكتاب المسمى بإنجيل الطفولة لتوما: "هذا الإنجيل الملئ بالخرافات والخزعبلات التي اختلقها مسيحي غنوسي إيمانا منه أن هذا سيزيد من عظمة المسيح في فترة طفولته المسكوت عنها في الأناجيل الأربعة, فاخذ يطوف بخياله وينسج قصصا إعجازية تصل إلى درجة الإسفاف والانحطاط أحيانا, فيظهر المسيح الطفل بصورة الساحر المتمكن من فن السحر لكي يبرهن على قدرته فيصنع معجزات خارقة لا هدف من ورائها إلا أظهار العضلات فيعذب من يشاء ويقتل من يشاء وينتقم ممن يشاء!! فصارت المعجزة عند المسيح الطفل قوة غاشمة غبية صبيانية لا هدف أخلاقي أو إنساني لها".
وتقول دائرة المعارف الكتابية، تحت كلمة أبوكريفا؛ "في كل هذا النوع من الأناجيل، نلاحظ أن رغبة كتاب الأناجيل غير القانونية في مضاعفة المعجزات، جعلتهم لا يعيرون أي اعتبار للمدة التي مضت من حياة المسيح بين الاثنتي عشرة والثلاثين من العمر، ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو أن أخبار هذه الفترة من حياة المخلص، لا تصل بهم إلى هدف عقائدي معين".
وتعتمد هذه الأساطير بالدرجة الأولى على كتابين هما، الكتاب المسمى بإنجيل يعقوب البدائي، والذي يركز على مكانة العذراء السامية وقصص معجزات الحمل والميلاد الأسطورية، المستمدة أصلًا من الإنجيل القانوني، والكتاب المسمى بإنجيل توما الإسرائيلي، والذي يركز على معجزات المسيح الأسطورية في طفولته. وقد كان هذان الكتابان هما الأساس لكل ما كتب بعد ذلك في هذا الشأن. وقد كتب الأول لتمجيد العذراء القديسة مريم ويروى أحداث إعجازية تخص ميلادها ونشأتها، بينما يقدم الثاني الطفل يسوع في شكل غريب وشاذ جدًا، بل وفي صورة لا يذكرها أي كتاب أرثوذكسي، لأي كاتب من آباء الكنيسة، بأي شكل من الأشكال، وتصاغ مادته بأسلوب أدبي أسطوري يقدم الطفل يسوع كامل المعرفة والحكمة والعلم على الإطلاق وبدون تحفظ. وعلى عكس الإنجيل القانوني الذي يقول أنه كان ينمو في المعرفة والحكمة بحسب نموه الجسدي وتقدم عمره الزمني، وأنه كان يحجب ويخفي لاهوته وأنه لم يكشف عن معرفته الكلية إلا بعد حلول الروح القدس وبدء خدمته، بحسب تدبير التجسد، فقد ظهر الطفل يسوع في هذا الكتاب، والكتب التي أخذت عنه، كطفل عبقري كامل المعرفة والعلم، ونسب له معجزات صارخة وملفته بصورة غير مبررة، تختلف بدرجة عظيمة عن صورته في الإنجيل القانوني بأوجهه الأربعة المتميزة بالبساطة والسمو والرفعة بدون تكلف.
كما اتخذت هذه الروايات مما جاء في الإنجيل للقديس لوقا عن دخوله الهيكل في سن الثانية عشرة عندما كان: "جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم. وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته" (لو2:46و47)، وسجله الإنجيل في شكل تلقائي وبسيط، ونسجت حوله روايات خيالية مبالغ فيها وغريبة، حيث صورت الطفل يسوع وهو يعلن معرفته اللانهائية، ويكشف عن حقيقة لاهوته وحكمته بأفعاله وأقواله، وكونه كاشف الأسرار بلا حدود ومالك الحكمة الإلهية في ملئها وكمالها المطلق، وبصورة دوسيتية غنوسية، وبأسلوب يدل على أن الكاتب كان واسع الخيال جدًا، خاصة في تصويره للحياة اليومية لطفولة المخلص (8).
ويقول أحد الدارسين تتساوى هنا معجزات يسوع بما هو معروف في العالم الهيلينستي وينقصها أسلوب المسيحية الحقيقية بشكل ملحوظ، فهي ببساطة تمجد الشاب يسوع الذي يستطيع أن يفعل ما هو ملائم لفائدته جسديًا وعاطفيًا (9).
ويقدم الكتاب الأسطوري، المسمى بإنجيل توما، والكتب التي أخذت عنه، الطفل يسوع بشكل مريع، وكطفل عنيف ومشاكس وسريع الغضب والانفعال، يلعن الولد الذي هدم أحواض المياه التي عملها يسوع فيموت، ويجعل الطفل الذي يصطدم به يموت بلا ذنب جناه سوى أنه أصطدم به دون أن يقصد!! ويتسبب في موت وإصابة أكثر من معلم من المعلمين الذين أرادوا أن يعلموه، فكان هو أكثر علما منهم، فضربوه حتى أغتاظ ولعنهم فماتوا!! وكان قادرًا دائمًا على أحياء الموتى خدمة لأمه أو للناس أو لتبرئة نفسه من تهمة التسبب في موتهم!! بل وعندما كان يخطيء يوسف في عمله كنجار ويقيس الخشب ويقطعه بصورة خاطئة يصلح له الطفل يسوع ذلك بأن يجعل الخشب يتمدد لأي طول يحتاجه بصورة إعجازية، فقد كان يعمل المعجزات بلا مبرر ولا هدف سوى أظهار مقدرته على ذلك (10)!!
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

موقف آباء الكنيسة والهراطقة في القرون الأولى منها

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
لم تنظر الكنيسة الأولى قط إلى هذه الكتب ولا إلى ما جاء فيها، ولم تقتبس منها مطلقًا، بل ولا يوجد مثيل لها في التسليم الرسولي مطلقًا، ولم تخرج عن دائرة من دوائر الكنيسة في الشرق أو الغرب، بل خرجت من أوساط الهراطقة وانتشرت بين بعض العامة والبسطاء لأنها تشبع رغبتهم وفضولهم لمعرفة الكثير عن حياة المسيح. ولم يذكر آباء الكنيسة الأولى أية روايات أو قصص عن شخص الرب يسوع المسيح غير الموجودة في الأناجيل القانونية (الإنجيل بأوجهه الأربع)، وقد عارضت هذه الكتب الأسطورية معارضة شديدة ورفضتها رفضًا تامًا. ولما كانت هذه الكتب رائجة بكثرة في العصور الوسطى، خاصة القرن الرابع والخامس والسادس، فقد رفضها القديس جيروم، وأدانها البابا داماسوس (366 – 384م)، والبابا أنوسنت الأول (401 – 417)، وحرمها القانون الجلاسياني، والذي وضعها تحت اسم؛ سلسلة أناجيل الطفولة الأبوكريفية المرفوضة(11).
وعلى عكس إيمان الكنيسة وآبائها فقد كانت هذه الكتب الأسطورية، بصورة جوهرية، هرطوقية، بل وأدوات دعاية دوسيتية غنوسية، أستخدمها الهراطقة لتوصيل أفكارهم وهرطقاتهم الغنوسية، وتوصيل تعليمهم الدوسيتي الذي قال عن المسيح أنه ظهر فقط في شبه وشكل جسد متجاهلة حقيقة وتدبير التجسد.
فبعد انتشار الأناجيل القانونية، (الإنجيل بأوجهه الأربعة)، والتي أعتمد عليها، أيضًا، وأنطلق منها جميع الهراطقة كقول القديس إيريناؤس: "الأرض التي تقف عليها هذه الأناجيل أرض صلبة حتى أن الهراطقة أنفسهم يشهدون لها ويبدأون من هذه الوثائق وكل منهم يسعى لتأييد عقيدته الخاصة منها" (12). فقد دعت حاجة هؤلاء الهراطقة لتوسيع وتمديد وتزويد ما جاء بها، وملء الفراغ الخاص بتفاصيل ميلاد المسيح وطفولته وصبوته، وتقديم وإعلان تعاليم هرطوقية لا وجود لها في الإنجيل الحقيقي. "وكانت أناجيل الطفولة مثالًا هامًا لهذا النوع من التوسع فتم توسيع آيات الأناجيل القانونية القليلة وتمديدها وتزويدها بإضافات ضخمة، وهنا وضُع في الاعتبار تأثير الشكل الأدبي للعالم المحيط" (13).
فقد كان الغنوسيون مهتمين بهذه القصص الخاصة بالطفولة وتشجيع انتشارها وعلقوا عليها أفكارهم الهرطوقية. واستخدموا روايات ظهورات المسيح القائم من الأموات مع حادثة دخوله الهيكل في سن الثانية عشرة وكل الأساطير التي نسبت لها، وقدموها في أطار مناسب كوّن، شكل، روايات الطفولة الغنوسية التي صورت المسيح فقط في مظهر إنسان دون أن يكون كذلك، وأنه لم يكن في الواقع في حاجة للنمو والتطور بحسب نموه الجسدي ومراحل عمره المختلفة، ولا لزيادة المعرفة، بل بدا في المنظر هكذا في أطواره المختلفه لأنه كان يمتلك الإعلان الكامل في ملئه وكماله، كما كان لديه قوة إعجازية غير محدودة لعمل المعجزات مهما كانت.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 03:11 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

مولد مريم والطفل يسوع أو إنجيل يعقوب التمهيدي أو البدائي


  • مقدمة إنجيل يعقوب البدائي
  • مؤلف إنجيل يعقوب الأولي
  • نص إنجيل يعقوب المنحول
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 03:12 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

مقدمة إنجيل يعقوب البدائي

1 – مقدمة الكتاب:

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
هذا الكتاب له عدة أسماء مذكورة على عدد من المخطوطات اليونانية والسريانية، فيذكر اسمه في أقدم مخطوطة له (Papyrus Bodmer V) بـ"ميلاد مريم"، وسمي بـ"تاريخ يعقوب"، و"رواية يعقوب"، أو حتى بدون ذكر لاسم يعقوب في الكثير من المخطوطات. وكان أول من أطلق عليه اسم "الإنجيل الأوَّلي" هو الراهب اليسوعي الفرنسي جوليّوم بوستيل (Guillaume postel) الذي ترجمه إلى اللاتينية سنة 1552م. وله أسم أخر في الترجمة السريانية هو: "تاريخ يعقوب عن مولد كلية القداسة ودائمة البتولية والدة الله وابنها يسوع المسيح". ويشير إليه أوريجانوس بـ"كتاب يعقوب". وقد ذكر في مرسوم البابا جلاسيوس الذي استبعده من دائرة الأسفار القانونية، ووصفه الأبوكريفي، باسم "إنجيل يعقوب الصغير الأبوكريفي".
كما سمي بـ"الأوَّلي" أو "التمهيدي" لأنه يذكر أحداث تختص بكيفية الحبل بالعذراء القديسة مريم وميلادها وكذلك بأحداث تختص بميلاد الرب يسوع المسيح وطفولته لم تذكر في الأناجيل القانونية خاصة الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس لوقا. وقد كتبت بعد ذلك، كما سنرى، مجموعة من أناجيل الطفولة والميلاد اعتمدت بالدرجة الأولى على هذا الكتاب وعلى الكتاب المسمى بإنجيل توما الإسرائيلي الخاص بطفولة المخلص. ويرى ب. بيترز(P.Peeters)، أن مصدر هذه الأعمال هو سرياني فريد مكتوب قبل العام 400م. وربما يكون قد ضم كتابات مرجعها شرقي وحتى بوذي. ويرى ج. ميشل (J.Michl) إمكانية وجود كتيَّب خاص بالطفولة الإلهية من القرن الثاني الميلادي، ويبدو أنه كتُب حوالي سنة 150م. ويؤكد يوستينوس وجود مثل هذا الكتاب وكذلك أوريجانوس وأكليمندس الإسكندري، ويزعم المؤلف أنه يعقوب أخو يسوع من زواج سابق ليوسف. ويضم أقدم روايات عن طفولة القديسة مريم ونشأتها في الهيكل، وولادة يسوع العذراوية. وقد احتُفظ بهذا النص في أصله اليوناني، وفي ترجمات سريانية، وأرمينية، وقبطية، وسلافونية، وعربية، ولاتينية.. مع تغييرات متعددة. وكان منتشرا في الشرق ومعروف جيدا للآباء اليونانيين، ولكنهم لم يعتبروه قط ككتاب قانوني. وقد حرمة في الكنيسة الغربية الباباوات ديدمسوس ( 382م) وانوسنت الأول ( 405م) والبابا جلاسيوس ( 496م).
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 03:12 PM   رقم المشاركة : ( 47 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

مؤلف إنجيل يعقوب الأولي

2 – مؤلف الكتاب وموضوعه:
يزعم الكاتب أنه يعقوب أخو الرب، وأنه ابن يوسف من زيجة سابقة قبل العذراء. ولكن هذا الزعم غير صحيح لأن الكتاب نفسه لم تكتب أقدم رواياته قبل سنة 150م، وأنه كتب (الكتاب) بعد موت هيرودس، والذي يفترض أنه هيرودس أغريباس. ويرى بعض العلماء أنه من المحتمل أن يكون فيه فقرات كانت مكتوبة بالعبرية، وأنه استخدم مصادر متنوعة، شفوية ومكتوبة، منها ما جاء في كل من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس لوقا، مع وجود تقليد بدائي يقول بزواج سابق ليوسف البار قبل أن تُخطب له العذراء القديسة مريم، وأنه أنجب من زيجته السابقة أخوة يسوع، إلى جانب كم كبير من العهد القديم، خاصة قصة صموئيل النبي في طفولته والتي وظفها جيدًا في روايته لقصة يواقيم وزوجته حنة، والدا العذراء، وعدم أنجابهما لأطفال، وأنطلق بخيال حر يؤلف رواياته، كما يرى البعض أنه يمكن أن يكون هناك شيء من التقليد الشفوي الذي استخدمه في ذلك العمل، خاصة ميلاد الطفل يسوع في كهف في بيت لحم.
ويرى بعض العلماء مثل ساندي في كتابه، "الأناجيل في القرن الثاني"، أن يوستينوس الشهيد قد أشار إليه، خاصة في ذكره لميلاد يسوع في كهف في بيت لحم ونسب مريم لداود، مما قد يدل على أنه كان معروفًا في صورة أقدم، في النصف الأول من القرن الثاني، سنة 150م. وهناك فصول عديدة كتبت لاحقًا على مراحل متعددة.

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
القديس يعقوب ابن حلفى
ويستنتج بروفيسور أور من تغير أسلوب الكلام من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم أن أصل الكتاب هو مصدر أسيني أبيوني، وأنه من جمع جملة كتَّاب مما يعلل الاختلاف الكبير في تحديد تاريخ كتابته، فالبعض يرجع به إلى القرن الأول، وزاهن وكروجر يرجعان به إلى العقد الأول من القرن الثاني، ويرجع به آخرون إلى النصف الثاني من القرن الثاني. بينما يرجع به آخرون (مثل هارناك) - في صورته الحالية - إلى منتصف القرن الرابع.
ومن دراستنا لنص الكتاب ومحتواه يتضح أن الكاتب الذي جمعه، أو محرره النهائي، من أصل غير يهودي ولا صلة له بفلسطين حيث يوجد في الكتاب أخطاء دينية وتاريخية وجغرافية كثيرة، وهي أخطاء لا تخفي على أي دارس أو يهودي فلسطيني من عصر المسيح، مثل كلامه عن نشأة العذراء وتربيتها في الهيكل، وهذا مستحيل، وطرد يواقيم لكونه عاقر ولم يكن ذلك من عادات اليهود. وربما يكون الكاتب من أصل يوناني أو أنه من اليهود الدخلاء الذين اعتنقوا المسيحية، وكان هدفه وغايته هو تأكيد قداسة العذراء القديسة مريم وتمجيدها والتأكيد على دوام بتوليتها.
ويتكون الكتاب من ثلاثة أقسام، يختص القسم الأول منه بميلاد العذراء الإعجازي الذي يستوحي فيه قصة ميلاد صموئيل النبي بل ويتخذ من اسم حنة أم صموئيل اسما لوالدة القديسة مريم وتربيتها منذ لحظة طفولتها في الهيكل إلى مرحلة النضج الأنثوي. ويتكلم القسم الثاني عن نضج العذراء كأنثى واستحالة بقائها في الهيكل وخطبتها ليوسف النجار بطريقة إعجازية ليكون لها حارسًا، ويقول هذا الكتاب أنه، يوسف، كان أرملًا وله أولاد من زواجه الأول، وهذا ما جعل البعض يقول أنهم أخوة المسيح المذكورين في الإنجيل القانوني الموحى به بالروح القدس "يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان" (مت13:55؛27:56؛ مر6:3)، واعتمد علي هذا الرأي أوريجانوس. ويركز الكتاب بصورة كبيرة على دوام بتولية العذراء قبل الحبل وبعد الميلاد، ليؤكد على هذه العقيدة التي كانت سائدة في الكنيسة الأولى كلها، ويركز قسمه الأخير على زيارة المجوس وهروب العائلة المقدسة إلى مصر، ويذكر قصة تقول باختفاء الطفل يوحنا المعمدان هو وأمه في الجبال ومقتل زكريا والده بيد هيرودس الملك.
وباختصار فهو يقدم قصة ميلاد العذراء ودخولها الهيكل وخطبتها ليوسف وميلاد الطفل يسوع وما حدث وقت ميلاده ثم اختباء يوحنا المعمدان وحمايته بصورة إعجازية، بشكل أسطوري يشبع فضول من كانوا يتوقون لمعرفة أحداث ما لم تذكره الأناجيل القانونية عن هذه الفترة من حياة الرب يسوع المسيح.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 03:14 PM   رقم المشاركة : ( 48 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

نص إنجيل يعقوب المنحول

3 – نص الكتاب:
نقدم هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت نص الكتاب مترجمًا عن عدة ترجمات إنجليزية وأن كنا قد اعتمدنا بالدرجة الأولى على ترجمة اسكندر شديد اللبنانية، مع وضع عناوين جانبية لكل فصل تشرح موضوعه ومحتواه.
الفصل الأول: لا يحق لك أن تقدم قربانك، لأنك لم تنجب ذرية في إسرائيل:
نقرأ في سجلات أسباط إسرائيل الاثنى عشر أن يواقيم كان غنيًّا جدًا ويقدَّم لله قرابين مضاعفة، قائلا في قلبه: "لتكن خيراتي للشعب كلّه، من أجل مغفرة خطاياي لدى الله، ليُشفق الربّ عليَّ". وحلَّ عيد الربّ الكبير وكان أبناء إسرائيل يأتون بقرابينهم، فاحتجَّ راؤبين على يواقيم، قائلاَّ: "لا يحق لك أن تقدم قربانك، لأنك لم تنجب ذرية في إسرائيل".
فاستولى على يواقيم حزن عظيم، ومضى يراجع سلاسل انساب الأسباط الاثنى عشر، قائلًا في سرَّه: "سوف أرى إنْ كنت الوحيد في أسباط إسرائيل الذي لم ينجب ذرية في إسرائيل". وبتفحُّص سجلات الماضي، رأى أن الأبرار كلهم أنجبوا ذرية، لأنه تذكَّر إبراهيم الأب الذي رزقه الله، في أيامه الأخيرة، إسحق ابنًا فأغتم يواقيم لذلك ولم يشأ الظهور ثانية أمام امرأته؛ فمضى إلى الصحراء، ونصب فيها خيمته، وصام أربعين يومًا وأربعين ليلة، قائلا في قلبه: "لن أتناول طعامًا ولا شرابًا؛ وصلاتي ستكون طعامي الوحيد".
الفصل الثاني: حزن حنة بسبب عدم إنجابها لذرية:
وكانت امرأته حنة تعاني حزنًا مضاعفًا، وكانت فريسة ألم مضاعف، وقائلة: "أنني ارثي لترملي وعقمي". إلا أن عيد الربّ الكبير حلّ، فقالت يهوديت خادمة حنة، لها: "إلى متى تستسلمين للحزن؟ ليس مسموحًا لك بالبكاء، لأننا في العيد الكبير.
خذي إذًا هذا الرداء وزيَّني رأسك. فأنا خادمتك، وأما أنت فسوف تشبهين ملكة". فأجابت حنة: "ابتعدي عنى، لا أريد أن أفعل شيئًا من ذلك. إن الله أذلَّني بشدة. أخشى أن يعاقبني الله بسبب خطيئتك". فأجابت الخادمة يهوديت: "ماذا أقول لك، ما دمت لا تريدين سماع صوتي؟ أن الله أغلق بحقًّ بطنك لئلا تُرزقي طفلًا لإسرائيل". وحزنت حنة جدًا وخعلت ثياب حدادها؛ وزيَّنت رأسها وارتدت ملابس عرس. ونزلت، نحو الساعة التاسعة، إلى الحديقة لتتنزَّه، وإذ رأت شجرة الغار، جلست تحتها، ووجَّهت صلواتها إلى الربّ، قائلة: "يا إله آبائي، باركني واستجبْ صلاتي، كما باركت أحشاء سارة ورزقتها إسحق ابنًا".
الفصل الثالث: حنة ترثي نفسها لعدم إنجابها:

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
ورأت على شجرة الغار، وهى ترفع عينَيها إلى السماء، عشًَّا للعصافير، فأنشدت مرثاة لنفسها قائلة: "وا أسفاه! بماذا يمكنني أن أقارن؟ لمَنْ أدين بالحياة لأكون ملعونة هكذا في حضور أبناء إسرائيل؟ أنهم يسخرون منى ويحقَّرونني وقد طردوني من هيكل الربّ. وا أسفاه! بمن أُشبه؟ أيمكنني أن أُقارن بطيور السماء؟ لكن الطيور مثمرة أمامك، يا رب. أيمكنني أن أُقارَن بحيوانات الأرض؟ لكنها مثمرة أمامك يا ربّ. لا، لا يمكنني أن أُقارن بالبحر، لأنه مسكون بأسماك، ولا بالأرض، لأنها تعطى ثمارًا في أوانها، وتبارك الربّ".
الفصل الرابع: بشارة الملاك لحنة ويواقيم بإنجاب نسل:
وإذا بملاك الربّ قد ظهر لها وقال: "يا حنة، أن الله سمع صلاتك؛ سوف تحبلين وتلدين، ونسلك يحكىً عنه في العالم كله". فقالت حنة: "حي هو الرب، إلهي؛ سواء كان من ألده ذكرًا أم أنثى فسوف أُقدمه للربّ، وسوف يكرَّس حياته للخدمة ألإلهية". وإذا بملاكَين أتيا، قائلين لها: "هوذا، يواقيم، زوجك، يصل مع قطعانه". ونزل ملاك الربّ نحوه، قائلًا: "يا يواقيم، يا يواقيم، أن الله سمع صلاتك، وستحبل امرأتك حنة". ونزل يواقيم ونادى رعاته، قائلًا: "أحضروا لي هنا عشر نعاج سليمة وبلا عيب، وسأنذرها للربّ إلهي. وأحضروا لي اثني عشر عجلًا بلا عيب، وسوف أقدّمها للكهنة وشيوخ بيت إسرائيل، وائتوني بمئة كبش، وهذه الكباش كلّها ستكون للشعب كلّه". وإذا بيواقيم آتٍ مع قطعانه، وكانت حنة عند باب منزلها، فلمحت يواقيم آتيًا مع قطعانه؛ فركضت وارتمت على عنقه، قائلةً: "اعلم الآن أن الرب إلهي باركني، لأنني كنت أرملة ولم أعُدْ كذلك؛ وكنت عاقرًا وحبلت". وارتاح يواقيم في اليوم نفسه في منزله.
الفصل الخامس: حنة تحبل وتلد:
وفي الغد، قدَّم يواقيم قرابينه وقال في نفسه: "إذا كان الربّ قد باركني، فلتكن لي علامة ظاهرة على عصابة جبين رئيس الكهنة". وقدَّم يواقيم تقدماته، ونظر إلى العصابة، حين صعد إلى مذبح الرب، ولم يرَ خطيئة فيه. فقال يواقيم: "اعلم الآن أن الربّ استجابني وغفر لي كلّ خطاياي". ونزل مبررًا من بيت الربّ وأقبل إلى منزله. وحبلت حنة، وفي الشهر التاسع ولدت وقالت لقابلتها: "ماذا ولدت؟" فأجابت الأخرى: "بنتًا". فقالت حنة: "نفسي ابتهجت هذه الساعة". وأرضعت حنة طفلتها وأسمتها مريم.
الفصل السادس: وليمة الفرح بميلاد مريم وتقديمها للهيكل:
ونمت الطفلة من يوم إلى يوم. وعندما بلغت من العمر ستة أشهر، وضعتها أُمها أرضًا لترى إنْ كانت ستقف. فسارت سبع خطوات وجاءت ترتمي في ذراعَي أُمها. فقالت حنة: "ليحَي الربّ إلهي؛ لن تسيري على الأرض حتى أُقدَّمك في هيكل الربّ". وصنعت محرابا في حجرة نومها، وكانت تبعد عنها كلّ ما كان مُنَجَّسًا.
وأحضرت بناتًا عبرانيات بلا عيب للاعتناء بالطفلة. وعندما أتمَّت عامها الأول، أقام يواقيم وليمة كبرى، ودعا الكهنة والكتبة ومجلس الشيوخ كلَه وكلَ شعب إسرائيل. وأحضر الطفلة للكهنة، فباركوها قائلين: "يا إله آبائنا، بارك هذه الطفلة وأعطها اسمًا يُعظَّم في كلّ الأجيال". وقال الشعب كلّه: "آمين، ليكن كذلك". وقدَّمها أبواها للكهنة فباركوها، قائلين: "يا إله المجد، تطلع لهذه الطفلة وامنحها بركةً لا تعرف أي انقطاع". وحملتها أُمها وأرضعتها، وأنشدت للرب الإله، قائلةً:
"سأنشد مدائح الربّ إلهي، لأنه تطلع إليّ وخلَّصني من تعييرات أعدائي. وأعطاني الربّ إلهي ثمرة عدل مضاعفة في حضرته. مَنْ يُعلن لأبناء راؤبين أن لحنة طفلًا؟ اسمعي كلّك، يا أسباط إسرائيل الاثني عشر، اعلمي أن حنة تُرضع". ووضعت الطفلة في المكان الذي طهَّرته، وخرجت، وخدمت المدعوين، وحين انتهت الوليمة وهم في ملء السعادة يمجدون إله إسرائيل.
الفصل السابع: مريم تدخل الهيكل:
عندما بلغت مربم الثانية من عمرها، قال يواقيم لحنة، زوجته: "لنقُدْها إلى هيكل الله، ولنتمَّم النذر الذي نذرناه، لئلا يغضب الله ولا يقبل تقدماتنا". فقالت حنة: "لننتظر العام الثالث، خوفًا من أن تعاود إلى أبيها وأمها". فقال يواقيم: "لننتظر". وبلغت الطفلة عامها الثالث، فقال يواقيم: "نادوا عذارى العبرانيين اللواتي بلا عيب، وليحملن مصابيح ويُشعلْنها، وعلى الطفلة ألا تلتفت إلى الوراء وألا يبتعد ذهنها عن بيت الله". وصنعت العذارى كما أمر به، ودخلن الهيكل. واستقبل الكاهن الطفلة وقبَّلها وقال: "يا مريم، أن الرب عظّم اسمك في جميع الأجيال، وفي آخر الأيام، سيُظهر الله فيك خلاص أبناء إسرائيل". ووضعها على درجة المذبح الثالثة، فسكب الله نعمته عليها، فارتعشت فرحًا وهي ترقص برجليها وقد أحبها كلّ بيت إسرائيل.
الفصل الثامن: مريم تتلقّى طعامها من يد الملائكة:
ونزل أبواها متعجبين، شاكرَين الله ومسبَّحينن لأن الطفلة لم تلتفت إليهما. وكانت مريم في هيكل الربّ مثل اليمامة وكانت تتلقّى طعامها من يد الملائكة.
وعندما بلغت الثانية عشرة من عمرها، اجتمع الكهنة في هيكل الربّ وقالوا: "هوذا مريم قد بلغت عمر الأثنى عشر عاما في الهيكل؛ فماذا سنفعل في شأنها، لئلا تمس قداسة هيكل الربّ إلهنا دنس ما؟". وقال الكهنة لرئيس الكهنة: "أذْهَبْ وقف أمام هيكل الربّ وصلَّ من أجلها، وما يُظهرُه الله لك، نمتثل له". فدخل رئيس الكهنة إلى قدس الأقداس، وقد لبس رداءه الكهنوتي المزيَّن باثنى عشر جُرسًا، وصلى من أجل مريم. وإّذا بملاك الربّ يظهر له قائلًا: "يا زكريا، يا زكريا، أُخْرُجْ واستدع مَنْ هم أرامل وسط الشعب، وليأت كلّ واحد بعصى، ومَنْ يختاره الله بعلامة يكون الزوج الُمعطى لمريم ليحفظها". وخرج المنادون في كل بلاد اليهودية، وبوق بوق الربّ وهرع الجميع.
الفصل التاسع: حمامة تخرج من عصا يوسف:
وأتى يوسف كالآخرين، وقد تخلَّى عن فأسه، وإذ اجتمعوا، مضَوا نحو رئيس الكهنة، ومعهم عصيهم. فأخذ الكاهن عصا كلّ واحد، ودخل الهيكل وصلى وخرج بعد ذلك وأعاد إلى كلّ واحد عصاه التي جاء بها، فلم تظهر أي علامة؛ لكنه عندما أعاد إلى يوسف عصاه، خرجت منها حمامة، حطّت على رأس يوسف. فقال رئيس الكهنة ليوسف: "لقد اختيارك الله لتقبُّل عذراء الربّ هذه وتحفظها قربك". فقَّدم يوسف اعتراضات قائلا: "لي أولاد وأنا شيخ، وهي فتاة صغيرة جدًا؛ وأخشى أن أكون عرضة للسخرية بالنسبة إلى أبناء إسرائيل". فأجاب رئيس الكهنة يوسف: "خاف الربّ إلهك وتذكَّر كيف عاقب الله عصيان داثان، وأبيرام وقورح، وكيف انفتحت الأرض وابتعلتهم، لأنهم تجرأوا على اعتراض أوامر الله. خاف إذًا، يا يوسف أن يحصل كذلك لبيتك". فتقبَّل يوسف مريم مرتعبًا وقال لها: "أنني أتقبَّلك من هيكل الربّ وأترك لك المسكن، وأذهب لأزاول مهنتي نجارًا وأعود إليك. وليحفظك الله كلّ الأيام".
الفصل العاشر: اختيار مريم لتغزل ستارة لهيكل الرب:
وعُقد اجتماع للكهنة وقالوا: "لنصنع حجابًا (ستارة) أو بساطًا لهيكل الربّ". فقال رئيس الكهنة: "أحضروا ليَّ عذارى سبط داود اللواتي بلا عيب". وبحث المستشارون ووُجدوا سبعًا من تلك العذارى. ورأى رئيس الكهنة أمامه مريم التي كانت من سبط داود وكانت بلا عيب أمام الله. فقال: "اختاروا لي بالقرعة مَنْ تغزل خيط ذهب ونارىّ وكتان رفيع وحرير وبرتقالي مُحْمَرّ وقرمزي". وحصلت مريم بالقرعة على الأُرجوان الخالص والقرمز، وإذ تسلَّمتهما، ذهبت إلى بيتها. وفي الوقت نفسه، أصبح زكريا أبكم، وحلَّ صموئيل محلَّه. إلى وقت كلام زكريا ثانيةً. وأخذت مريم تغزل، وقد تسلَّمت الأرجوان والقرمز.
الفصل الحادي عشر: بشارة الملاك للعذراء بالحبل وميلاد ابن الله:
ومضت بجرتها لتملأها بماءَّ، فإذا بها تسمع صوتًا يقول: "السلام لك، يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربّ معك: مباركة أنت في النساء". ونظرت مريم حولها يمينًا ويسارًا لتعرف من أين يأتي ذلك الصوت. وعادت إلى بيتها، وقد ارتجفت، ووضعت الجرَّة، وإذ تناولت الأُرجوان، جلست على مقعدها لتعمل. وإذا بملاك الربّ واقفا أمامها قائلا: "لا تخافي يا مريم؛ لأنك وجدت نعمة عند الربّ وها أنت ستحبلين حسب كلمته". وكانت مريم تقول في نفسها، وقد سمعته: "هل أحبل من الله وأضع كما تلد الأُخريات؟" فقال لها ملاك الربّ: "لن يكون الأمر كذلك يا مريم، لأن قوة الله تظلَّلك، لذلك المولود منك قدوس ويُدعى ابن الله. وتُسمينه يسوع؛ لأنه يخلص شعبه من خطاياهم. وها أن نسيبتك أليصابات حبلت بابن في شيخوختها، والتي كانت تُدعى عاقرًا هي في شهرها السادس، فما من مستحيل على الله؟" فقالت له مريم: "إنني أمَة الربّ؛ ليكن لي بحسب كلامك".
الفصل الثاني عشر: مريم تزور أَليصابات:
وإذ أنهت الأرجوان والقرمز، حملتهما إلى رئيس الكهنة. فباركها، وقال: "يا مريم، أن اسمك ممجَّد وستكونين مباركة في كلّ الأرض". ومضت مريم، وقد شعرت بسرور عظيم، إلى أليصابات، نسيبتها، وقرعت بابها. فركضت أليصابات إلى بابها، لتفتح، وإذ لمحت مريم قالت: "من أين لي هذا أن تأتي أٌم ربى لزيارتي؟ لأن الذي بداخلي ارتكض وباركك". وكانت الأسرار التي أعلنها رئيس الملائكة جبرائيل لمريم محجوبة عنها. وقالت، رافعةً عينيها إلى السماء: "مَنْ أنا إذًا لتدعوني كلّ الأجيال مغبوطة؟". فمكثت ثلاثة أشهر عند أليصابات. وكانت بطنها تكبر يومًا فيومًا، ومن خوفها انزوت مريم في منزلها واختبأت عن أنظار بني إسرائيل. وكانت في السادسة عشرة من العمر عندما حدث ذلك.
الفصل الثالث عشر: شك يوسف في مريم بسبب حبلها:
ولما كانت مريم في الشهر السادس من حبلها، عاد يوسف إلى البيت من عند مبانيه، فلاحظ وهو داخلّ البيت أن مريم حبلى، فأنطرح أرضًا، وخفض رأسه، واستسلم لحزن عميق، قائلًا: "كيف أٌبرَّر نفسي أمام الله؟ كيف أٌصلى من أجل هذه البتول؟ لقد استلمتها عذراء من هيكل الربّ الإله، ولم أحفظها. مَنْ هو الذي ارتكب هذا الفعل الرديء في بيتي ومَنْ أغوى العذراء؟ ألَمْ تتجدَّد قصة آدم من أجلى؟ ففي وقت مجده، دخلت الحيَّة، ووجدت حواء وحيدة، وخدعتها؛ ولقد حدث لي الأمر نفسه حقًا". ونهض يوسف من فوق الكيس الذي أنطرح عليه، وقال لمريم: "أنت التي كنت صاحبة قيمة فائقة في عيني الربّ، لماذا تصرفت على هذا النحو، ولماذا نسيت الربّ إلهك، لقد تربيت في قدس الأقداس؟ أوكنت تتلقّين الطعام من يد الملائكة، لمَاذا تخلَّيت عن واجباتك؟" وكانت مريم تبكى بمرارة شديدة، وأجابت: "أنا طاهرة، ولم أعرف رجلًا". فقال لها يوسف: "ومن إذًا فكيف حبلت؟ "فأجابت مريم: "حي هو الرب إلهي؛ أنني أٌشهدَّه على اننى لا أعلم كيف صار الأمر هكذا".
الفصل الرابع عشر: الملاك يخبر يوسف بحقيقة حبل مريم:
وقال يوسف في نفسه، وهو مذهول: "ماذا أفعل بها؟" وقال: "إذا أخفيتُ خطيئتها، فسوف أُعتبر مذنبًا بحسب شريعة الربّ؛ وإذا اتهمتها علانية أمام بني إسرائيل، فأخشى أن يكون ما فيها من ملاك، وان أُسلَّم الدم البريء لحكم الموت؟ ماذا أفعل بها إذًا؟ أتركها سرًّا". وكان منشغلًا بهذه الأفكار خلال الليل. وإذا بملاك الربّ يظهر له أثناء نومه، ويقول له: "لا تخف الاحتفاظ بهذه البتول؛ لأن الذي فيها هو من الروح القدس، فستلد أبنًا وتسميَّه أنت يسوع؛ لأنه يخلص شعبه من خطاياهم". فنهض يوسف من النوم ومجَّد إله إسرائيل الذي أغدق نعمته عليه وحافظ عليها.
الفصل الخامس عشر: يوسف يتهم بأنه دنس مريم:
وجاء حنان الكاتب إلى يوسف وقال له: "لمَ لم تأت إلى اجتماعنا؟" فأجابه يوسف: "كنت متعبًا من رحلتي التي قطعتها، وأردت أن أرتاح في اليوم الأول". وإذ التفت الكاتب، رأى مريم حبلى، فمضى مسرعًا نحو رئيس الكهنة، وقال له: "إن يوسف، الذي تثق به، اخطأ في شكل خطير". فقال رئيس الكهنة: "ماذا فعل؟" فأجاب الكاتب: "لقد دنَّس العذراء التي استلمها من هيكل الربّ، وتزوجها سرًا، واختبأ من أبناء إسرائيل". فأجاب رئيس الكهنة: "هل فعل يوسف ذلك؟ هل أرَتكب هذه الجريمة؟" فقال الكاتب حنانيا: "أرسلْ كهنة، وسوف يرَون أن مريم حبلى". ومضى الكهنة، ووجدوا صدق قول الكاتب. فقادوا مريم ويوسف ليُحاكما، وقال رئيس الكهنة: "يا مريم، كيف تصرَّفت هكذا، ولمَ خسرت نفسك، أنت التي ربيت في قدس الأقداس، وتلقَّيت الطعام من يد الملائكة، وسمعت أسرار الربّ واغتبطت في حضرته؟" وكانت تبكى بمرارة كبيرة، وأجابت: "حي هو الربّ إلهي، اننى طاهرة في حضرة الربّ، ولم أعرف رجلًا". فقال رئيس الكهنة ليوسف: "لماذاَ تصرَّفت هكذا؟" فقال يوسف: "حي هو الربّ الإله وحي هو مسيحه؛ أنني أشهدَّها على اننى طاهر من كلّ علاقة بها". وأجاب رئيس الكهنة: "لا تُدْل بشهادة زور، بل قُل الحقيقة؛ لقد تزوَّجتها سرًّا وأخفيتها عن أبناء إسرائيل، ولم تحن رأسك تحت يد العلىّ القدير، ليكون نسلك مباركًا".
الفصل السادس عشر: امتحان يوسف ومريم وبراءة مريم:
وقال رئيس الكهنة أيضًا: "أعدْ هذه العذراء التي تسلّمتها من هيكل الربّ". وكان يوسف يذرف دموعًا كثيرة، فقال له رئيس الكهنة: "سوف أسقيك ماء إدانة الربّ، وسوف تظهر خطيئتك أمام عينيك". واخذ رئيس الكهنة الماء وسقى منه يوسف، ثم أرسله إلى الأماكن العالية، فعاد يوسف منها في صحة تامة. وشربت مريم منه أيضًا، ومضت إلى الجبال، وعادت من دون أن تعانى أيّ ألم. وصُعقَ الشعب كله دهشةً من عدم ظهور خطيئة فيهما. وقال رئيس الكهنة: "أن الله لم يُظهر خطيئتكما، وأنا لن أدينكما". وصرفهما مغفورًا لهما. وأخذ يوسف مريم، وأعادها إلى بيته، بفرح وهو يمجد إله إسرائيل.
الفصل السابع عشر: ذهاب يوسف ومريم إلى بيت لحم:
وأصدر الإمبراطور أُوغسطس قيصر قرارًا بأن كلّ الذين ولدوا في بيت لحم عليهم أن يكتتبوا. فقال يوسف: "سوف أُسجَّل أبنَيّ، ولكن ماذا أفعل بشأن هذه المرأة؟ بأي صفة أُقيَّدها؟ أبصفتها زوجة؟ أنها ليست زوجتي، ولقد تقبَّلتها أمانة من هيكل الربّ. أأقول أنها ابنتي؟ لكن كلّ أبناء إسرائيل يعلمون أنها ليست ابنتي. ماذا أفعل إذًا بشأنها؟". وأسرج يوسف أتانًا أركب مريم عليها. وكان يوسف وسمعان يتبعان على بعد ثلاثة أميال. ولما التفت يوسف، رأى مريم حزينة، فقال في نفسه: "أن ما فيها يكدَّرها". وعندما التفت مجددًا، رأى أنها تضحك، فقال لها: "يا مريم ما السبب في أن وجهك تارةً حزين وتارةً فَرح؟". فقالت مريم ليوسف: "هذا لأنني أرى شعبَين أمام عينَي؛ واحد يبكى وينوح والآخر يضحك ويستسلم للفرح". وقالت له مريم، عندما وصلوا إلى منتصف الدرب: "أنزلني عن أتاني، لان ما في يضغط علىَّ للغاية، وأنزلها يوسف من فوق الأتان وقال لها: "أين أقودك، فهذا المكان قفر؟
الفصل الثامن عشر: تجمد كل الأشياء في لحظة واحدة:
وإذ وجد في ذلك الموضع مغارة، أدخل مريم إليها، وترك ابنه ليحرسها، ماضيًا بنفسه إلى بيت لحم ليأتي بقابلة. وحين كان سائرًا، رأى القطب حيث السماء كانت جامدة، والهواء مظلمًا، والطيور متوسط طيرانها. وإذ نظر إلى الأرض، رأى وعاءً مليئًا لحمًا مُحضَّرًا، وعماَّلًا متمدَّدين وأيديهم في الوعاء. ولحظة الأكل لم يكونوا يأكلون، ومَنْ كانوا يمدُّون أيديهم لم يكونوا يتناولون شيئًا، ومَنْ كانوا يريدون إيصال شيء ما إلى فمهم، لم يكونوا يوصلون شيئًا، وكلهم كانوا مركزين أنظارهم لأعلى إلى فوق. وكانت النعاج مشتَّتة، ولكنها لا تسير، بل كانت لابثةً في أماكنها جامدة. والراعي الرافع يده ليضربها بعصاه، كانت يده باقية من دون انخفاض. وإذ نظر من ناحية نهر، رأى كباشًا يلامس فمها الماء، لكنها لم تكن تشرب، فكلّ الأشياء كانت في تلك اللحظة جامدة.
الفصل التاسع عشر: امتلاء المغارة بالنور عند ميلاد المسيح:
وإذا بامرأة نازلة من الجبال قالت له: "أسألك إلى أين تذهب؟" فأجاب يوسف: "اننى أبحث عن قابلة من نسل العبرانيين". فقالت له: "أَأنت من نسل إسرائيل؟" فردَّ بنعم. إذاك قالت: "مَنْ هي تلك المرأة التي تلد في هذه المغارة؟". فأجاب: "أنها خطيبتي". فقالت: "أليست زوجتك؟". فقال يوسف: "أنها ليست زوجتي، بل هي مريم التي ربيت في هيكل الربّ وحبلت من الروح القدس". قالت له القابلة: "أهذا ممكن؟". فقال: "تعالى انظري ذلك". ومضت القابلة معه. وتوقفت حين أصبحت أمام المغارة. وإذا بسحابة مضيئة تغطى تلك المغارة. وقالت القابلة: "أن نفسي تجمَّدت اليوم، لأن عينَيّ رأتا معجزات". وفجأة امتلأت المغارة ضياء حادًا لدرجة أن العين لم تستطع تأمُّله، وحين خفت ذلك النور قليلًا، رُؤى الطفل. وكانت أمه مريم تُرضعه. فصاحت القابلة: "هذا يوم عظيم بالنسبة إلىَّ، لأنني رأيت منظرًا بهيًا". وخرجت من المغارة، وكانت سالومي قبالتها. فقالت القابلة لسالومي: "لدَّى معجزات عظمى أرويها لك: "أن عذراء ولدت ولا تزال عذراء". وقالت سالومي: "حي هو الرب، إلهي؛ إذا لم أتأكد بنفسي، فلن أُصدَّقك".
الفصل العشرون: سالومي تشك في بتولية العذراء وعقابها بسبب ذلك:
دخلت القابلة المغارة وقالت لمريم: "نامي، لأن صراعًا عظيمًا ينتظرك". وإذ لمستها سالومي، خرجت وهى تقول: "الويل لي، أنا الخائنة والكافرة، لأنني جرَّبت الله الحي. وان يدي التي تحرقها نار آكلة تسقط وتنفصل عن ذراعي". وسجدت أمام الله، وقالت: "يا إله آبائنا، تذكَّرني، لأنني من نسل إبراهيم، وإسحق، ويعقوب، ولا تَخزني أمام أبناء إسرائيل، بل أعدْني إلى أهلي. أنت تعلم، يا ربّ، اننى باسمك كنت أُنجز معالجاتي وشفاءاتي كلها، لست طامحة إلى مكافأة إلا منك". فظهر لها ملاك الربّ وقال لها: "يا سالومي، يا سالومي، أن الربّ سمعك؛ مدَّى يدك إلى الطفل، واحمليه؛ فسيكون لك الخلاص والفرح". ودنت سالومي من الطفل وحملته في ذراعيها، وهى تقول: "سأسجد لكَ، لأن ملكًا عظيمًا وُلد في إسرائيل". وشفيت على الفور، وخرجت من المغارة مُبَرَّأة. وسُمع صوت بالقرب منها يقول: "لا تُعلني المعجزات التي رأيتها، إلى أن يدخل الطفل أورشليم".
الفصل الواحد والعشرون: النجم يرشد المجوس إلى الكهف:
وإذا بيوسف يستعدّ للذهاب إلى اليهودية. وعلا صَخَبً عظيم في بيت لحم، لأن المجوس كانوا قد وصلوا، قائلين: "أين هو الذي وُلد ملكا"ً لليهود؟ لقد رأينا نجمه في الشرق، وجئنا لنعبده". ولما سمع هيرودس ذلك أضطرب، وبعث برُسل إلى المجوس. واستدعى أُمراء الكهنة، واخذ يستجوبهم، قائلًا: "عما هو مكتوب عن المسيح؟ أين يولد؟". فقالوا: "في بيت لحم اليهودية، فهذا ما هو مكتوب". فصرفهم هيرودس، واستجوب المجوس قائلًا: "أعملوني أين رأيتم العلامة التي تشير إلى الملك الوليد؟". فقال المجوس: "لقد ارتفع نجمه ساطعًا، وفاق بضيائه نجوم السماء الأخرى إلى حد أننا ما عدنا رأيناها. وعرفنا هكذا أن ملكًا عظيمًا وُلد في إسرائيل وجئنا لنسجد له". فقال لهم هيرودس: "هيّا، وابحثوا عنه، وإذا وجدتموه، تعالوا أعلموني بذلك لأذهب وأسجد له". ومضى المجوس، وإذا بالنجم الذي رأَوه في الشرق يرشدهم إلى أن بلغوا المغارة، وتوقَّف فوق مدخل المغارة. ورأى المجوس طفلًا مع مريم أُمه، فسجدوا له. وإذ اخرجوا تقدمات من خزائنهم، أهدَوه ذهبًا، وبخورًا ومرًّا. وإذ أعلمهم الملاك بأن عليهم ألا يعودوا إلى هيرودس، سلكوا دربًا أخرى للعودة إلى بلادهم.
الفصل الثاني والعشرون: الجبل يحتضن أليصابات وابنها والملاك يحرسهما:
واستولى الحنق على هيرودس، لأن المجوس خدعوه، فأرسل جنوده ليقتلوا كلّ الأطفال الذين كانوا في بيت لحم، من عمر سنتين وأدنى. وامتلأت مريم خشيةً، عندما علمت أنهم يقتلون الأطفال؛ فأخذت الطفل، وإذ لفَّته بأقمطة، أضجعته في مذود الثيران. وهربت أليصابات إلى الجبال عندما أُعلمت بأنهم يبحثون عن يوحنا، وكانت تنظر حولها لترى أين يمكنها إخفاؤه ولم تجد أي موضع مناسب. فقالت بصوت عال وهى تنوح: "يا جبل الله، تقبَّل الأُم مع ابنها. وانفرج على الفور الجبل الذي لم تكن تستطيع تسلُّقه وتقبَّلها. وكان يضيئهما نور عجائبي، وملاك الربّ معهما ويحرسهما.
الفصل الثالث والعشرون: هيرودس يقتل زكريا الكاهن:
خلال ذلك الوقت، كان هيردوس يبحث عن يوحنا، وأرسل بعض ضباطه إلى أبيه زكريا، قائلين: "أين خبَّأت ابنك؟". فأجاب: "أنا الكاهن العامل في خدمة الله، وأقف اهتماماتي على هيكل الربّ؛ لا أعلم أين ابني". وخرج المبعوثون ونقلوا ذلك إلى هيرودس. فقال بغضب: "ابنه هو الذي سيملك على بنى إسرائيل". وأرسلهم مجددًا إلى زكريا قائلين: "تكلَّم بصدق، أين ابنك؟ ألا تعلم أن دمك في متناول يدي؟" وعندما نقل الرسل إلى زكريا كلام الملك، قال: "اننى أُشهَّد الله على أنني أجهل أين هو ابني. أهرقْ دمي. إذا شئت؛ إن الله يتقبَّل روحي، لأنك تكون قد أرقت دمًا بريئًا".وقُتل زكريا في رواق هيكل الربّ، قرب حاجز المذبح.
الفصل الرابع والعشرون: الأسباط تبكى زكريا بسبب مقتله:
ومضى الكهنة إلى الهيكل في موعد السلام. ولم يكن زكريا في استقبالهم لمنحهم البركة، وفقًا للعادة. وعندما لم يظهر لهم، لم يجرأوا على الدخول. ودخل أحدهم الهيكل، وكان أكثر إقدامًا من الآخرين، وعاد يُنبئ الكهنة بأن زكريا قُتل. ودخلوا إذاك، ورأوا ما صنُع؛ وكانت كسوات الهيكل تُطلق عويلًا، وكانت مشقوقة من أعلى إلى أسفل. ولكن لم يُعثَر على جسده، أما دمه فكان في رواق الهيكل، كتلةً شبيهةً بصخر. وخرجوا مذعورين، وأعلنوا للشعب أن زكريا قُتل. وبكته أسباط الشعب ثلاثة أيام وثلاث ليال.
وبعد تلك الأيام الثلاثة، اجتمع الكهنة لينتخبوا واحدًا مكانه. وحلَّت القرعة على سمعان. وأُنبئ بواسطة الروح القدس بأنه لم يمت قبل أن يعاين المسيح.
الفصل الخامس والعشرون: يعقوب يلجأ إلى الصحراء:
أنا، يعقوب، الذي كتب هذه القصة، لجأت إلى الصحراء، إبان تمرُّد أثاره في أُورشليم المدعو هيرودس، ولم أعُدْ إلا بعدما هدأت البلبة. أنني أحمد الله الذي منحنى مهمة كتابة هذه القصة. لتكن النعمة مع الذين يخشَون سيَّدنا يسوع المسيح، الذي له المجد والقوة مع الآب الأبدي والروح القدس المحيي، الآن، ودائمًا، وإلى أبد الآبدين. آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 03:24 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

إنجيل توما الإسرائيلي المنحول

هذا النص، كتاب توما الإسرائيلي، هو كتاب غير قانوني، موحى به، بل هو نص مسيحي شعبي يخلط بين الأدب الشعبي والأساطير والمبالغات الخرافية الأسطورية والفكر الغنوسي والأساطير الهندية، ويرجع إلى القرنين الثاني والثالث للميلاد، وقد كتب كأدب إعجازي يرويه العامة من الناس ليشبع فضولهم ويروي ظمأهم لمحاولة معرفة الكثير عن حياة الرب يسوع المسيح في طفولته وصبوته، وذلك لعدم ذكر الأناجيل القانونية لتفصيلات حياة المسيح في هذه الفترة باستثناء ما سجله كل من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس لوقا. فامتلأ هذا الكتاب بقصص الطفولة والصبوة التي تمتليء بالمعجزات اللامعقولة التي تخيلوها والتي تتنافي مع روح الإنجيل السامية البسيطة وشخص المسيح السامي الذي كان يكشف عن لاهوته بصورة تدريجية تتناسب مع المرحلة السنية التي كان يمر بها.
وقد أشار لهذا العمل كل من العلامة هيبوليتوس والعلامة أوريجانوس في بداية القرن الثالث، ولكن بصورة غير واضحة تمامًا. ويزعم مؤلف هذا الكتاب المنحول أنه توما الإسرائيلي، وتوما الفيلسوف، وتوما ديديموس، ويهوذا توما..الخ ويرى العلماء أن بعض روايات هذا الكتاب ترجع لتاريخ أقدم ربما لسنة 80م، وقد بني عليها الكاتب الأخير رواياته وطورها وأضاف إليها، وأنه لا يمكن أن يكون مسيحيًا من أصل يهودي أو أنه من اليهودية لأنه لا يعرف أي شيء عن اليهودية ولا بيئتها ولا طبيعتها أو ظروفها ولا يعرف شيء من عادات اليهود سوى عيد الفصح، لذا يرون أن كاتبه مسيحي من أصل أممي وليس يهودي. فقط جمع ما كان منتشرا من روايات شعبية وتصور أنه بهذا يكمل ما بدأه القديس لوقا والقديس متى.

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
ويرجع أقدم اقتباس من هذا العمل للقديس إيريناؤس حوالي سنة 180 م. مما يدل على أن رواياته وقصص الأولية كان لها وجود قبل هذا التاريخ بقليل، ويتفق جميع من درسوا هذا النص على أنه قد كتب في النصف الثاني من القرن الثاني، فهناك وثيقتان، هما Epistula Apostolorum وAgainst Heresies للقديس إيريناؤس، تشيران إلى ما جاء في هذا الكتاب وهما عن طلب المعلم الذي كان من المفروض أن يعلم الطفل يسوع "قل ألفا - A" وإجابة الطفل يسوع له "أخبرني أولا ما هي البيتا – B". كما يتفق العلماء على أنه سبق الكتابة فترة من النقل الشفهي للنص ككل أو لعدة روايات مختلفة قبل أن تنقح وتدون.
ولا يتفق العلماء من جهة اللغة الأصلية التي كتب بها هذا الكتاب، ويختلفون حول كونها اليونانية أو السريانية استنادًا إلى عدم وجود مفرد أو مصطلح مترجم من اليونانية أو السريانية، والمخطوطات اليونانية الموجودة لا تفيد في شيء في هذا الأمر لأنها ترجع فقط للقرن الثالث عشر، في حين أن أقدم نص لهذا الكتاب هو النص السرياني المختصر والذي يرجع للقرن السادس، وهناك نص لاتيني أخر يرجع للقرن الخامس أو السادس، كما توجد عدة مخطوطات لهذا الكتاب وترجمات ونسخ مختصرة ومتنوعة وفي حالة فوضى مما يجعل من الصعب معرفة النص الأصلي بسهولة. ويعكس هذا العدد المتنوع للنص مدى شعبيته وانتشاره في بيئات كثيرة.
ويصف هذا الكتاب حياة الطفل يسوع بصورة إعجازية خيالية أسطورية لا تتفق مع ما جاء في الإنجيل القانوني بأوجهه الأربعة، حيث يصور الطفل يسوع يصنع معجزات بلا مبرر ولا سبب سوى كونه إلهًا موجودًا قبل خلق العالم، فيخلق من الطين عصافير وطيور وينفخ فيها نسمة الحياة، كما يصوره كشخص له ميول انتقامية شديدة فيميت الولد الذي فرق القنوات التي صنعها هو من طين ويقتل طفلا أخر لمجرد أنه أصطدم به وهو يجري في الطريق، ويصيب جيرانه بالعمى لأنهم اشتكوه ليوسف والعذراء، ويقيم ميت من الموت ليبرئه من تهمة موته!! ويحرج المعلم الذي ذهب ليعلمه!! وتستمر المعجزات التي لا مبرر لها سوى إظهار قدرته غير العادية كإله فيحمل الماء لأمه في ردائه بسبب كسر الجرة التي كان يحملها، ويجذب قطعة الخشب القصيرة لتتساوي مع قطعة طويلة ليساعد يوسف النجار في عمله وينقذه من حرج، أنه "يصور المسيح طفلًا خارقًا للعادة، ولكنه غير محبوب بالمرة. وعلى النقيض من المعجزات المسجلة في الأناجيل القانونية، نجد المعجزات المسجلة فيه تميل إلى طبيعة تدمير، وتصرفات صبيانية وشاذة. إن الإنسان ليصدم إذ يقرأ مثل هذا عن الرب يسوع المسيح، فهي تمزج قدرة الله بنزوات الطفل المشاكس المتقلب، فبدلًا من الخضوع لوالديه، يسبب لهما متاعب خطيرة، وبدلًا من النمو في الحكمة، نراه في هذا الإنجيل (المنحول) مندفعًا يريد أن يعلم معلميه، ويبدو عالم بكل شيء منذ البداية. ويطلب والد -مات ابنه بسببه- من يوسف: "خذ يسوعك هذا من هذا المكان لأنه لا يمكن أن يقيم معنا في هذه المدينة، أو على الأقل علمه أن يبارك لا أن يلعن". وعندما كان يسوع في مصر في الثالثة من عمره، نقرأ في الإصحاح الأول: "وإذ رأى الأولاد يلعبون، بدأ يلعب معهم، وأخذ سمكة مجففة ووضعها في حوض وأمرها أن تتحرك، فبدأت تتحرك، فقال للسمكة: "اخرجي الملح الذي فيك وسيري في الماء "ففعلت ذلك وعندما رأى الجيران ما حدث، أخبروا به الأرملة التي كانت مريم أمه تقيم عندها، وحالما سمعت ذلك طردتهم من بيتها فورًا. وكما يقول وستكوت: "في المعجزات الأبوكريفية لا نجد مفهومًا سليمًا لقوانين تدخلات العناية، فهي تجرى لسد إعواز طارئة، أو لإرضاء عواطف وقتية، وكثيرًا ما تنافي الأخلاق، فهي استعراض للقوة بدون داع من جانب الرب أو من جانب من عملت معه المعجزة".
  رد مع اقتباس
قديم 04 - 05 - 2014, 03:26 PM   رقم المشاركة : ( 50 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟

نص إنجيل توما المنحول

ويستمر النص هكذا إلى أن ينتهي برواية حوار الصبي يسوع مع قادة اليهود في الهيكل والتي نقلها عما جاء في الإنجيل للقديس لوقا. وما جاء في هذا الكتاب يقدم صورة مختلفة تماما للطفل يسوع كما يصوره الوحي الإلهي في الإنجيل بأوجهه الأربعة والتي تؤكد، كما يؤكد آباء الكنيسة أن الرب يسوع المسيح لم يصنع أي معجزة قبل عماده وحلول الروح القدس ولم يكن من تدبير التجسد ذلك. وفيما يلي هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت نص الكتاب كما نقلناه عن عدة ترجمات إنجليزية واختيار النص الأطول لأنه يمثل معظم المخطوطات:
1 - كتاب القديس توما الرسول الخاص بطفولة الرب:
أنا توما الإسرائيلي، رأيت أنه من الضروري أن أعرف كل الأخوة الذين من الأمم بالأعمال العظيمة التي عملها ربنا يسوع المسيح في طفولته، لما كان ساكنا في الجسد في مدينة الناصرة وكان عمره خمسة أعوام.
2 - يسوع يأمر ماء البركة فيصبح رائقًا:
في أحد الأيام كان هناك مطر غزير، وقد خرج هو من المنزل الذي تقيم فيه أمه، ولعب على الأرض حيث كانت المياه تنساب. فصنع بركًا ووضع فيها المياه التي أحضرها، فامتلأت البرك بالماء. حينئذ قال: "أيها المياه كوني صافية نقية حسب إرادتي" فصارت كذلك في الحال.
3 - ابن حنان الكاتب يفرق ماء البرك، فيلعنه المسيح ويجف ويموت:
ومر صبي هو ابن حنان الكاتب وكان يحمل فرع صفصاف، فشتت البرك وتدفق منها المياه. فالتفت يسوع وقال له: "أيها الشرير الأحمق ماذا فعلت برك المياه إليك حتى تفرغها؟ هوذا منذ الآن تجف مثل شجرة لا تنتج أوراقًا أو جذورًا أو أثمارًا". وفي الحال جف الصبي تمامًا أما يسوع فمضى إلى منزل يوسف. فحمل الوالدان الطفل وندبا شبابه وأتيا به إلى يوسف وقالا له: "أنظر ما فعله أبنك بابننا".
4 – يسوع يخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيتحول إلى طير مغرد:

كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
وصنع يسوع من طين الصلصال، أثني عشر عصفورًا. وكان ذلك يوم سبت. فجرى صبي وأخبر يوسف قائلًا: "هوذا أبنك يلعب عند غدير المياه وصنع من طين الصلصال أثني عشر عصفورًا، الذي لا يحل “. فلما سمع ذلك ذهب وقال ليسوع "لماذا فعلت ذلك ودنست السبت؟". لكن يسوع لم يجاوبه، بل نظر للعصافير وقال: "انطلق، طيري، وعيشي واذكريني". وعند قوله هذا طارت وصعدت في الهواء، فلما رأى يوسف ذلك تعجب.
5 – يسوع يلعن طفل ويموت لأنه ضربه بالحجر:
وبعد عدة أيام كان يسوع سائرا في وسط المدينة، فألقى صبي بحجر عليه، فأصابه في كتفه. فقال له يسوع: "أنك لن تسير في طريقك “. فسقط في التو ومات أيضا، والذين رأوا ذلك ذعروا جدًا، وكانوا يتردَّدون، ويقولون: "كلماته كلها نافذة، إما للخير، وإما للشر، ويأتي بمعجزات". وعندما رأوا أن يسوع يفعل أشياء كهذه، نهض يوسف، وشدَّ أذنه بقوة. فغضب الطفل وقال: "لَيكْفك البحث وعدم الاكتشاف؛ لقد تصرَّفت كمجنون؛ "أنا لك من دون شك؛ ولكن ليس عليك أن تعذَّبني في شيء، أنا لك فلا تزعجني مطلقًا".
6 - عند المعّلم زكّا بعض المجرّئين على تصحيح النصوص، بزياد:
وسمع معلَّم مدرسة، اسمه زكّا كان قربهما، يسوع يكلَّم أباه هكذا، فدهش جدًا لتعبير طفل بهذه الصورة. وبعد أيام قليلة قصد يوسف وقال له: "أن طفلك موهوب بذكاء كثير؛ سلمه ليّ، فأعلَّمه الأحرف، وأمنحه كلّ أنواع التهذيب، معلَّمًا إياه خصوصًا احترام الشيخوخة ومحبَّة والديه". وعلَّمه الأحرف كلها من الألفا حتى الأوميجا، شارحًا بوضوح وعناية قيمة كلَّ منها ومعناه. وإذ نظر يسوع إلى المعلَّم زكّا، قال له: "أنتَ الذي يجهل طبيعة الحرف أَلفا، كيف تعلَّم الآخرين ما هي البيْتا؟ أيها المرائي، علَّمنا أولًا، ما هو حرف أَلفا، وإنذاك نصدَّقك حين تتحدَّث عن حرف بيْتا". وأخذ عندها يلحّ على المعَّلم بأسئلة عن أول حرف من الألف باء، فلم يستطع زكّا إعطاء أجوبة مرضية. وفي وجود كثير من الحضور، قال الطفل لزكّا: "إسمَعْ، يا معلَّم، ما هو موقع الحرف الأول، ولاحظْ من كم خطَّ يتألَّف، وكم يحتوى منها داخليةَّ، حادةَّ، متباعدةَّ، متلاقيةَّ، مرتفعةَّ، ثابتةَّ متناسقةَّ. غير متساوية القياس". وشرح له كل ما له علاقة بالحرف A.
7 - زكّا يعلن هزيمته:
عندما سمع زكّا الطفل يعرض أشياء بهذه الكثرة، خَجل من علمه، وقال للحضور: "واأسفاه! كم أنا تَعس، فقد أورثت نفسي الندامة، وجلبت علىَّ نفسي عارًا بإحضار هذا الطفل إليّ؛ خذه، استحلفك بذلك، يا أخي يوسف فأنا لا أستطيع الصمود أمام قوة براهينه، ولا أحسن الارتفاع إلى أحاديثه. فهذا الطفل لم يولَدْ على الأرض؛ ويمكنه التسلَّط على النار؛ ربما ولدَ قبل خلق العالم؛ أجهل أي بطن حمله وأي ثدي أرضعه؛ لقد وقعت في خطأ جسيم، فقد أردت أن يكون لي تلميذ فوجدت معلَّمًا؛ أنني أرى، يا أصدقائي، ما هو ذلَّي، فأنا، الشيخ، هزمت على يد طفل، وستكون نفسي في يأس، وسأموت بسببه، ومنذ هذه اللحظة، لم أعد أستطيع مواجهته. وحين يقول الجميع أنني هُزمت على يد طفل، فبماذا أجيب وكيف أتحدَّث عن قواعد الحرف الأول وعناصره بعد كلّ الذي قاله عنها؟ أنني لا أعرف بداية هذا الطفل ولا نهايته. استحلفك إذًا، يا أخي يوسف، خذه إلى بيتك: فسيكون له شأن عظيم، إنه إله أو ملاك، لست أدرى".
8 - شفاء المصابين بلعنة:
وعندما كان اليهود يقدَّمون نصائح لزكّا، أخذ الطفل يضحك وقال: "الآن وقد أثمرت الأمور وعمْى القلب يبصرون، جئت من فوق لألعنهم وأدعوهم إلى أشياء أسمى، هذا هو الأمر الذي أعطاني إياه منْ أرسلني لأجلكم". وحين أنهي كلامه، كلّ الذين أصابتهم لعنته شفوا على الفور. ومنذ ذلك الوقت، ما من أحد كان يجرؤ على إثارة غضبه خوفًا من أن يلعنه ويصاب بشرَّ ما.
9 - قيامة زينون الطفل:
وبعد أيام قليلة، كان يسوع يلعب على مصطبة، في أعلى منزل، فسقط أحد الأطفال الذين يلعبون معه، من أعلى السطح ومات، وإذ رأي الأطفال الآخرون ذلك، ونزل يسوع وحده. وعندما جاء أهل الطفل الذي مات، اتهموا يسوع بدفعه من أعلى السطح، وكالوا له شتائم. فنزل يسوع من السطح، وأقترب من جثة الطفل، ورفع صوته، وقال: "يا زينون (كان هذا اسم الطفل)، قُمْ وقُلْ لي إن كنت أنا مَنْ أوقعك". وأجاب الطفل، وقد نهض على الفور: "لا، يا سيد، لم تسبب سقطتي، وبالعكس تمامًا، أقمتني من الموت". وذهل الذين كانوا حاضرين. ومجد أهل الطفل الله لأجل الآية التي حصلت، وسجدوا ليسوع.
10 - قيامة شاب:
وبعد بضعة أيام، كان شاب منشغلًا بقطع الأخشاب، فأفلتت فأسه من يديه، وأحدثت في قدمه جرحًا عميقًا، فمات وقد نزف دمه كله. ولما كانوا يهرعون نحوه وكانت هناك جلبة عظيمة، ذهب يسوع مع الآخرين، وإذ وسع لنفسه مكانًا، اجتاز الجمع، ووضع يديه على قدم الشاب، فشفي على الفور. وقال للشاب: "قُْم احتطبْ وتذكرني". وعندما رأي الجمع ما حدث، سجدوا كلهم ليسوع، وهم يقولون: "حقا، أن روح الله يسكن هذا الطفل".
11 - ماء في الرداء:
وعندما بلغ السادسة من العمر، أرسلته أُمه، وقد أعطته جرة، لاستقاء الماء من الينبوع وجلبه إلى البيت، وإذ ارتطمت الجرة، وسط الجمع، تحطمت. فبسط يسوع رداءه الذي كان يلبسه، وملآه ماءً وحمله إلى أمه. فقبلته أمه، وقد رأي الآية التي صنعها، وكانت تحتفظ في قلبها بذكرى الآيات التي كانت تراه يصنعها.
12 - آية الزرع:
وإذ جاء زمن الزرع، ذهب الطفل يسوع مع أبيه ليبذر قمحًا في أرضهما، وفيما كان يوسف يبذر، تناول الطفل حبة قمح وطمرها في التراب، وهذه الحبة وحدها أعطت مئة كر من القمح. وإذ جمع فقراء القرية كلهم، وزع عليهم القمح، وأخذ يوسف ما تبقى. وكان يسوع في الثامنة من عمره حين صنع هذه الآية.
13 - إنقاذ يوسف من ورطة:
وكان أبوه نجارًا وكان يصنع في ذلك الوقت محاريث ومقارن. وقد أوصاه رجل ثرى أن يصنع له سريرًا. ولما كانت المسطرة التي يستخدمها يوسف لقياس الخشب لا يمكنها أن تفيده في ذلك الظرف، قال له الطفل: "ضع أرضًا قطعتي خشب وانجرهما انطلاقًا من الوسط". وفعل يوسف ما أمره به الطفل، وإذ كان يسوع في الجانب الآخر، ضم الخشب وشد نحوه القطعة الأقصر، وجعلها مساوية للأخرى، وقد طالت تحت يده. وإذ رأي أبوه يوسف ذلك، أُعجب، وقال، وهو يقبل الطفل: "لقد تباركت لأن الرب أعطاني طفلًا كهذا".
14 - إلى معلم آخر:
وإذ رأي يسوع أن الصبي قويًا في الجسم، أراد مرة أخرى أن يتعلم الأحرف، فأصطحبه إلى معلم آخر. وهذا المعلم قال ليوسف: "سوف أُعلمه أولًا الأحرف اليونانية ومن ثم الأحرف العبرية. وكان المعلم يعرف مهارة الطفل كلها ويرهبه، إلا أنه كتب الألف باء، وحين أراد سؤال يسوع، قال له يسوع: "إذا كنت حقًا معلمًا، وإذا كانت لديك معرفة صحيحة بالأحرف، فقُلْ لي ما معنى حرف ألفًا، أقول لك ما معنى حرف بيتا". فدفعه المعلم، ثائرًا وضربه على رأسه. فلعنه الطفل، غاضبًا من هذه المعاملة، وعلى الفور سقط المعلم على وجهه ميتًا. وعاد الطفل إلى مسكن يوسف، الذي أغتمَّ جدًا لذلك، وقال لأُم يسوع: "لا تدعيه يجتاز باب البيت، فكلّ الذين يغضبوه يموتون".
15 - تلميذ مملوء نعمةً:ً
وبعد بعض الوقت، قال ليوسف معلَّم آخر، كان قريبًا وصديقًا له: "أحضر هذا الصبي إلى مدرستي؛ فربما أنجح في شكل أفضل في تعليمه الأحرف، غير مستخدم حياله سوى معاملة جيدة". فقال له يوسف: "أن كانت لك الشجاعة فخذه معك، يا أخي". وأخذه معه بخوف وكرب عظيم وكان الصبي يمضى مسرورًا. وإذ دخل المدرسة بثقة، وجد كتابًا على منبر القراءة، فأخذه ولم يقرأ ما كان مكتوبًا؛ لكنه كان يتكلَّم، فاتحًا فمه، بالروح القدس، وكان يشرح الشريعة للحاضرين. وكان يحيط به جمعٌ كثير، وكلّهم كانوا معجبين بعلمه وبان طفلًا يعبر بهذه الطريقة. فارتعب يوسف، وقد علم ذلك، وأسرع إلى المدرسة، خائفًا من أن يكون المعلَّم أُمَّيّاَّ. وقال المعلَّم ليوسف: "تعلم، يا أخي، أنني أخذت هذا الطفل تلميذًا، لكنه مملوء نعمةَّ وحكمة بالغة؛ أرجوك يا أخي، أرجعْه إلى بيتك". وعندما سمع الطفل، ابتسم وقال: "لأنك تكلمت بالحق وشهدت بالحق، فمن أجل خاطرك فأن مَنْ صُعقَ سيشفي". وعلى الفور شفي المعلَّم الآخر. وأخذ يوسف الطفل ومضى إلى بيته.
16 - شفاء يعقوب:
وأرسل يوسف ابنه يعقوب ليحزم حطبًا ويحمله إلى البيت وكان يرافقه الصبي يسوع. وعندما كان يعقوب يلتقط أغصان شجر، لسعته أفعى في يده. وحين كان في لحظة الموت من جرحه، اقترب يسوع، ونفخ فوق اللسعة، فتوقف الألم على الفور، وماتت الأفعى، وفي الحال شفي يعقوب تماماَّ.
17 - "آمرك بألا تموت":
وبعد ذلك، حدث أن طفل أحد جيران يوسف مرض، ومات، وكانت أُمه تبكى كثيرًا. وسمع يسوع صوت النحيب والتأوُّهات، فجرى مسرعًا، وعندما وجد الطفل ميتًا، لمس صدره، وقال: "آمرك، أيها الطفل بألا تموت؛ عشْ وابقَ مع أُمك". وعلى الفور نهض الطفل وأخذ يضحك. فقال يسوع للأُم: "خذيه وأرضعيه، وتذكَّريني". وحين رأي الشعب الذي كان هناك هذه الآية، قال: "هذا الطفل هو حقّاَّ إله أو ملاك الله، فكلّ ما يأمر به يُنَفَّذ على الفور". ومضى يسوع مع الأطفال الآخرين.
18 - الميت ينهض ويسجد:
وبعد بعض الوقت، ولما كانوا يبنون مبنى، حدثت جلبه عظيمة، فذهب يسوع ليرى ما حدث، فوجد رجلًا راقدًا ميتًا، فأمسك بيده وقال له: "أقول لك يا رجل قُمْ، وعُدْ إلى عملك". فقام الميت في الحال وسجد له. فتعجب الجموع وكانوا يقولون: "لقد جاء هذا الطفل حقًا من السماء، فقد أنقذ أنفسًا كثيرة الموت، وسوف ينقذها كلّ زمن حياته".
19 – يسوع يعلم في الهيكل أمام الشيوخ والمعلَّمين:
وعندما بلغ يسوع الثانية عشرة من العمر، ذهب أبواه، بحسب العادة، إلى أُورشليم ليحتفلا بالفصح، برفقة أشخاص آخرين، وبعد الفصح عادا إلى ديارهما. وفيما كانا سائرَين، رجع الصبي يسوع إلى أُورشليم، وكان أبواه يعتقدان بأنه كان مع الذين يرافقونهما. وبعدما ذهبا مسيرة يومًا واحدًا، كانا يطلباه بين أقربائهما فلم يجداه؛ وكانا في حزن عظيم وعادا إلى المدينة ليبحثا عنه، وفي اليوم الثالث، وجداه في الهيكل، جالسًا في وسط المعلمين، يستمع للناموس ويسألهم أسئلة، ويشرح الشريعة. وكلّهم كانوا منتبهين ومندهشين لأن طفلًا أربك الشيوخ ومعلَّمي الشعب وضيَّق عليهم بالأسئلة، باحثًا في نقاط الشريعة وفي أمثلة الأنبياء. وقالت له أُمه مريم، متقربةَّ منه: "لمَ فعلت بنا ذلك، يا بُنَىّ؟ فقد كنا مغمّومَين ونجن نفتَّش عنك". فأجابها يسوع: "لمَ تفتَّشان عنّى؟ ألا تعلمان أنه ينبغي أن أكون مع الذين هم لأبى؟" فقال الكتبة والفريسيون: "هل أنت أُم هذا الصبي؟" فأجابت: "أنا هي". فقالوا لها: "مباركة أنت بين كلّ النساء، لأن الله بارك ثمرة أحشائك؛ أننا لم نرَ ولم نسمَعْ أبدًا مجدًا بهذا المقدار، وحكمةَّ بهذا المقدار وبراعة بهذا المقدار". فنهض يسوع وتبع أُمه، وكان خاضعًا لوالديَه. وكانت أُمه تحتفظ في قلبها بذكرى كلّ ما كان يحدث. وكان يسوع ينمو في الحكمةَّ، والنعمةَّ وعمراَّ. له المجد في كل الدهور.أمين.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من الهيكل فى العهد القديم نشأت الكنيسة فى العهد الجديد
ما هي الأناجيل الباطنية (الابوكريفية) ولماذا رفضتها الكنيسة؟
كتاب مفتاح العهد الجديد - البابا تواضروس الثاني
الكتب الأبوكريفية المنحولة: متى كتبت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
كتاب العهد الجديد بالخلفيات التوضيحية


الساعة الآن 09:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024