25 - 03 - 2014, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
مذبح للرب في بيدر أرونة "فَجَاءَ جَادُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَى دَاوُدَ وَقَالَ لَهُ: اصْعَدْ وَأَقِمْ لِلرَّبِّ مَذْبَحًا فِي بَيْدَرِ أَرُونَةَ الْيَبُوسِيِّ" (2صم 24: 18). قال له الرب: هذا هو المكان الذي سررت أن يدعى اسمي فيه، وإذ أرى علامة الدم فأعبر.. فأورشليم هي لي. وإن كان في هذا الوقت لم يكن قد جاء المسيح ولا بني الهيكل، ولكن الله كان يريد أن يؤكّد مُقدمًا أنه سيختار هذا المكان، فإذ أن أعماله معلومة منذ الأزل وكل الأمور حاضرة أمامه، "وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ" (رو4: 17). فهو يتعامل مع هذا المكان كما لو كان أورشليم بعد بناء الهيكل وبعد مجيء السيد المسيح وصلبه. أما بالنسبة للزمن فيمكن لله أن يتعامل بما هو فوق الزمان لكن في استحقاقات معينة هو مزمع أن يصنعها لذلك قال لداود اصعد وأقم للرب مذبحًا، هذا المذبح ليكفر عن خطايا الشعب فيرتفع الغضب الإلهي. |
||||
25 - 03 - 2014, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
واستجاب الرب فكفت الضربة "فَصَعِدَ دَاوُدُ حَسَبَ كَلاَمِ جَادَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ. فَتَطَلَّعَ أَرُونَةُ وَرَأَى الْمَلِكَ وَعَبِيدَهُ يُقْبِلُونَ إِلَيْهِ، فَخَرَجَ أَرُونَةُ وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ. وَقَالَ أَرُونَةُ: «لِمَاذَا جَاءَسَيِّدِي الْمَلِكُ إِلَى عَبْدِهِ؟» فَقَالَ دَاوُدُ: «لأَشْتَرِيَ مِنْكَ الْبَيْدَرَ لأَبْنِيَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ فَتَكُفَّ الضَّرْبَةُ عَنِ الشَّعْبِ». فَقَالَ أَرُونَةُلِدَاوُدَ: «فَلْيَأْخُذْهُ سَيِّدِي الْمَلِكُ وَيُصْعِدْ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ. انْظُرْ. الْبَقَرُ لِلْمُحْرَقَةِ، وَالنَّوَارِجُ وَأَدَوَاتُ الْبَقَرِ حَطَبًا». اَلْكُلُّ دَفَعَهُ أَرُونَةُ الْمَالِكُ إِلَى الْمَلِكِ. وَقَالَ أَرُونَةُ لِلْمَلِكِ: «الرَّبُّ إِلَهُكَ يَرْضَى عَنْكَ». فَقَالَ الْمَلِكُ لأَرُونَةَ: «لاَ. بَلْ أَشْتَرِي مِنْكَ بِثَمَنٍ وَلاَ أُصْعِدُ لِلرَّبِّ إِلَهِي مُحْرَقَاتٍ مَجَّانِيَّةً». فَاشْتَرَى دَاوُدُالْبَيْدَرَ وَالْبَقَرَ بِخَمْسِينَ شَاقِلاً مِنَ الْفِضَّةِ. وَبَنَى دَاوُدُ هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَاسْتَجَابَ الرَّبُّ مِنْ أَجْلِ الأَرْضِ، فَكَفَّتِ الضَّرْبَةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ" (2صم24: 19-25). لم يرضَ الملك داود أن يأخذ مكان المذبح والمحرقات مجانًا. فحيث إن الله قد أمره أن يقيم مذبحًا في هذا المكان، فلا يليق أن يقدم له مذبحًا وتقدمات مجانية، وإلا كأنه استخف بتقدمة الرب. هكذا عند بيدرأرونة اليبوسى، إشترى داودالبيدر والبقر، وأصعد محرقات وذبائح، واستجاب الرب من أجل الأرض. فكفت الضربة عن إسرائيل.. |
||||
25 - 03 - 2014, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
بئر بيت لحم موقف مشابه حدث يومًا ما؛ إذ تأوه داود عطشًا وخاطر رجاله وشقوا محلة الفلسطينيين ليستقوا ماء من بئر بيت لحم وحملوه وأتوا به إلى داود. هكذا يذكر الكتاب: "فَتَأَوَّهَ دَاوُدُ وَقَالَ: مَنْ يَسْقِينِي مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ؟. فَشَقَّ الأَبْطَالُ الثَّلاَثَةُ مَحَلَّةَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَاسْتَقُوا مَاءً مِنْ بِئْرِ بَيْتِ لَحْمٍ الَّتِي عِنْدَ الْبَابِ، وَحَمَلُوهُ وَأَتُوا بِهِ إِلَى دَاوُدَ، فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ بَلْ سَكَبَهُ لِلرَّبِّ. وَقَالَ: حَاشَا لِي يَا رَبُّ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ. هَذَا دَمُ الرِّجَالِ الَّذِينَ خَاطَرُوا بِأَنْفُسِهِمْ. فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَشْرَبَهُ..." (2صم23: 15-17). هكذا سكب الماء للرب ولم يرضَ أن يشربه، فداود كم هو حساس في علاقته مع الله. |
||||
25 - 03 - 2014, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
وقفة تأمل عند بئر بيت لحم كان بئر بيت لحم رمزًا للسيد المسيح الذي "مِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ" (يو1: 16)، فهو قد ولد في بيت لحم، وكان "يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ" (لو2: 52).. والماء يرمز إلى نعمة الروح القدس ومواهبه التي انسكبت على التلاميذ في يوم الخمسين حسب وعد السيد المسيح لهم "وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي" (لو24: 49). فالسيد المسيح هو البئر ومنه أخذنا نعمة فوق نعمة ووعد أن يرسل الروح القدس الذي ينسكب على الكنيسة ويعمل فيها "وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ بَلْ يَنْتَظِرُوا مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي... لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ" (أع1: 4، 8). لقد سكب داود الماء للرب على الأرض، وكان هذا إشارة إلى انتشار الإنجيل بفعل الروح القدس في الأرض كلها بواسطة التلاميذ الذين انسكب عليهم الروح القدس يوم الخمسين. |
||||
25 - 03 - 2014, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
داود مدرسة الفضائل حقيقةً نقول إن داود النبي مدرسة، مدرسة عجيبة جدًا، فيه الكثير والكثير من الفضائل والتعاليم الروحية؛ ماذا نقول عنه.. في اتكاله على الله وثقته في مواعيده، في غفرانه للمسيئين، في مشاعر محبته ووفائه لأصدقائه. يكفى فقط أن نتأمل هذا الوفاء في حياة داود.
|
||||
25 - 03 - 2014, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
الوفاء في حياة داود أمر عجيب ما حدث مع الرجل الذي جاء وبشره بموت شاول. جاء إليه رجل يجرى، وقال له: أريد أن أبشرك ببشارة، فقال له داود: وما هي؟ فقال: إن شاول قُتل اليوم، قال له كيف عرفت ذلك؟ أجابه: وجدته في المعركة وقد اعتراه الدوار فوقفت عليه وضربته بالسيف وقضيت عليه. قال له داود: أنت شهدت على نفسك إنك قتلت مسيح الرب، وأمر داود الحارس الواقف بجانبه أن يقطع رقبته فأطاح برقبته كما أمره (انظر 2صم1).. ياللعجب!! الرجل الذي جاء مبشرًا بموت عدو الملك راجيًا أن يفرح الملك داود آملاً أن يعطيه داود ألف دينار أو أي مكافأة. أمر داود أن تُقطع رقبته... لماذا؟! قال له أتتجاسر أن تمد يدك على مسيح الرب.. لكن حقيقة الأمر؛ إن هذا الرجل لم يقتل شاول بل إن شاول قد قُتِل في المعركة مع الفلسطينيين، إنما جاء هذا الرجل فقط ينسب إلى نفسه إنه هو الذي قتل شاول، فقال له داود: لسانك شهد عليك، والاعتراف هو سيد الأدلة، فأضاع نفسه لأن إذا كان إنسان يتجاسر أن ينطق بلسانه إنه قتل مسيح الرب يكون جزاؤه هكذا عند داود، فما بالك الذي يقتل فعلاً ماذا يكون نصيبه..؟!وماذا يكون أيضًا نصيب الذي يطلب منه شخصيًا أن يقتل شاول؟! إن كان داود قد وبّخ رجاله بشدة عندما قالوا له هذه هي فرصتك لتتخلص من شاول، هكذا قال الكتاب: "فَوَبَّخَ دَاوُدُ رِجَالَهُ بِالْكَلاَمِ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَقُومُونَ عَلَى شَاوُلَ.فَقَالَ لِرِجَالِهِ: «حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَعْمَلَ هَذَا الأَمْرَبِسَيِّدِي بِمَسِيحِالرَّبِّ، فَأَمُدَّ يَدِي إِلَيْهِ لأَنَّهُ مَسِيحُ الرَّبِّ هُوَ»" (1صم24: 6، 7). عجيب أن يقول داود عن شاول "سيدي" مع أن داود هو ملك إسرائيل الممسوح، ولكن يقول سيدي مسيح الرب وعندما ناداه قال يا سيدي الملك... انظروا كيف كان اتضاعه!! |
||||
25 - 03 - 2014, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
اتضاع داود ووداعته كان داود ممسوحًا ملكًا، وحل عليه الروح القدس، بينما كان شاول يملك بدون وجه حق، وعندما أرسل يسىداود بطعام لإخوته، ونزل داود إلى أرض المعركة... كنت تراه -وهو الملك- سائرًا في وسط الجنود ولا يعتبره أحدٌ!! وعندما خرج إخوته قبل ذلك للمعركة قالوا له انتظر أنت هنا، لأنك مازلت صغيرًا على هذه الأمور. ولم يغضب داود أو يتضايق لمثل هذه المعاملة. من أجل هذا يقول في المزمور "اُذْكُرْ يَا رَبُّ دَاوُدَ كُلَّ ذُلِّهِ" (مز132: 1) أو اذكر يا رب داود وكل دعته، أي كل اتضاعه ووداعته. لأن الكتاب يقول بفم القديسة مريم العذراء والدة الإله إن الله "أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ" (لو1: 52). داود لأنه لم يكن يرى في نفسه إنه شيء أو إنه يستحق الملك. إذا قرأنا الكتاب المقدس من أول صفحة إلى آخر صفحة نجد أن من أكبر الفصول في العهد القديم عن إحدى الشخصيات؛ هو المكتوب عن شخصية داود النبي،ولم يتذمر في أي موقف أو يعاتب الله أو يقول كيف إن الله مسحنى ملكًا، ولم يسلمنى من المُلك شيئًا! بينما قضى سنينًا طويلة في ظلم، في تجارب، في هوان، في تهديدات، مطاردًا في البرية. ولم يقل في أي مرة "لماذا يا رب لم تعطِنى المُلك؟!" ولكنه كان في كل هذا يشعر إنه غير مستحق... في الحقيقة إن حياة داود كانت سلسلة من التجارب والضيقات. وكثيرًا ما تذلل سواء قبلما يتسلم المملكة أو بعد أن صار ملكًا. وليس ذلك فقط بل كان شاعرًا وموسيقارًا ومرنمًا حلوًا. |
||||
25 - 03 - 2014, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
مرنم إسرائيل الحلو كانت حياة داود النبي مملوءة من الأشعار والموسيقى، كان شاعرًا وكان موسيقارًا، وقد استخدم الرب هذه المواهب فكتب كثيرًا من المزامير، رنم بها على المزمار والقيثار والعشرة أوتار؛ لدرجة أن شاول الملك لما كان الروح الشرير الذي دخل فيه يعذبه لم يقدر أحد أن يريحه إلا داود عندما كان يعزف على قيثارته. فقد كان عازفًا ومرنمًا، وكتب عنه إنه هو مرنم إسرائيل الحلو فيقول الكتاب: "وَحْيُ دَاوُدَ بْنِ يَسَّى، وَوَحْيُ الرَّجُلِ الْقَائِمِ فِي الْعُلاَ، مَسِيحِ إِلَهِ يَعْقُوبَ، وَمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الْحُلْوِ" (2صم 23: 1). حلو ليس بمعنى حلو في منظره فقط لكن يعنى أن ترنيمه كان حلوًا، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. كان يرنم للرب، كان يسبح تسبيحًا شيقًا جميلاً حلوًا عذبًا. فكان في موسيقاه يعزف أجمل من كل عازفي بني إسرائيل. وكان في أشعاره يتلو شعرًا حلوًا يخلب الألباب، وفي هذا كله كان يمجد الرب، ويرنم للرب، ويغنى للرب أغنية حلوة جميلة تستطيع أن تشفى حتى النفس التي تسلط عليها إبليس. وامتلأت مزاميره بنبوات عن السيد المسيح وأحداث الخلاص. وكثيرًا ما تكلم داود في مزاميره كذلك عن الأحداث التي كانت تمر في حياته الشخصية.. فإن المزمور كان يتفاعل مع اختباراته الشخصية من خلال علاقته مع الله. وليس ذلك فقط بل كان داود راعيًا للخراف. |
||||
25 - 03 - 2014, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
داود الراعي الأمين كان راعيًا أمينًا للغنم، كان يحب رعيته، ويسهر عليها، ويتعب من أجلها، وعندما هجم أسد ودب على القطيع تصدى لهما وقتلهما هذا الشاب الصغير، الذي كان مكتوبًا عنه إنه "أَشْقَرَ مَعَ حَلاَوَةِ الْعَيْنَيْنِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ" (1صم16: 12). ولكن بالرغم من حلاوة منظره؛ كان شجاعًا قويًا ذا بأس، بالرغم من مشاعره المرهفة وإحساسه المرهف كشاعر وموسيقار... لكنه كان مقاتلاً قويًا جبارًا. كان وديعًا كما يقول في المزمور اذكر يا رب داود وكل دعته، وكان قويًا مثل الأسد. فلما جاء الأسد وخطف إحدى الغنيمات، خرج وثار على الأسد وقتله وخلص الغنم من يديه أو من أنيابه. كان رمزًا للسيد المسيح في وداعته، وأيضًا في قوته بالصليب باعتباره الأسد الغالب الخارج من سبط يهوذا أصل داود (انظر رؤ3: 5). |
||||
25 - 03 - 2014, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود النبي والملك - الأنبا بيشوي
داود رجل الصلاة لقد وجد الله في داود صفات كثيرة حسنة؛ صفات الراعي الساهر على رعيته، وصفات رجل الصلاة الذي كان يقضى مع الرب وقتًا طويلاً يصلى ولا يشبع من الصلاة، لا يمل منها، ولذلك يقول داود النبي نفسه "محبوب هو اسمك القدوس يا رب فهو طول النهار تلاوتي": "كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي" (مز119: 97)، "سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي النَّهَارِ سَبَّحْتُكَ عَلَى أَحْكَامِ عَدْلِكَ" (مز119: 164)، ويقول له "فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ أَقُومُ لأَحْمَدَكَ عَلَى أَحْكَامِ بِرِّكَ" (مز119: 62)، ويقول "سبقت عيناي وقت السحر لأتلو في جميع أقوالك": "تَقَدَّمَتْ عَيْنَايَ الْهُزُعَ لِكَيْ أَلْهَجَ بِأَقْوَالِكَ" (مز119: 148).. ما هذا كله يا داود؟!! فى النهار يصلي، وفي الليل يصلى، بل أكثر من هذا يقول: "كنت أذكرك على فراشي، وفي أوقات الأسحار كنت أرتل لك": "إِذَا ذَكَرْتُكَ عَلَى فِرَاشِي فِي السُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ" (مز63: 6).. يملأ الدنيا صلاة؛ يصلى في النهار مرارًا كثيرة، ويصلى في الليل، ويصلى في الأسحار، ويصلى في وقت الفجر وفي الصباح الباكر فيقول كما أسلفنا "لأتلو في جميع أقوالك"، "سبقت عيناي وقت السحر"ويصلى حتى وهو نائم فيقول "كنت أذكرك على فراشي وفي أوقات الأسحار كنت أرتل لك". مثل هذا الإنسان رمزيًا يستطيع أن يقول: "أَمَّا أَنَا فَصَلاَةً" (مز109: 4) وهي العبارة التي تنطبق بصفة مطلقة على السيد المسيح الذي كان هو الكاهن وهو الذبيحة بآن واحد. |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تصميم | داود النبى والملك |
تصميم|داود النبى والملك |
داود النبى والملك |
داود النبى والملك |تصميم |
كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي |