السؤال الرابع
-الملائكة-12 برمهات تذكار الملاك ميخائيل-30 برمهات تذكار الملاك غبريال-29 برمهات عيد البشارة
اولا :ـ تذكار الملاك ميخائيل رئيس 12 برمهات
تعريف:
كلمة "ميخائيل" كلمة عبرية معناها "من مثل الله" (قاموس الكتاب المقدس)، وهي مكونة من مقطعين:
الأول: ميخا = قوة
الثاني: ئيل = الله
فيكون المعنى العام للكملة قوة الله، أو من مثل الله (في القوة). وهي أسم يدل على ما أعطاه الله من قوة ومقدرة وسمو وقداسة.
مركزه بين السمائيين:
ي
عتبر ميخائيل رئيس الملائكة وهو الأول أيضاً في رؤساء الملائكة السبعة السابق ذكرهم، ففي دانيال يلقب بأنه "واحد من الرؤساء الأولين" (دا13: 10). وفي سفر يشوع يقول عن نفسه بأنه "رئيس جند الرب" (يش13: 5). وفي سفر دانيال يدعى بأنه "الرئيس العظيم" (دا1: 12) ولقبه يهوذا الرسول بأنه "رئيس الملائكة" (يهوذا 9).
تعتبره الكنيسة بناء على ذلك رئيس الملائكة الأولين الواقف أمام الرب على الدوام، يشفع فينا أمام الرب، ويدافع عن الكنيسة من أعدائها الشياطين، لذلك تكرمه وتبجله في مناسبات كثيرة، لأن شجاعته فاقت الوصف، ومحبته لله عظيمة جدا، وغيرته على مجد الله لا تحد.
الغيرة المقدسة للملاك ميخائيل على مجد الرب في العهد القديم
نستطيع أن نلمس أعمال الرئيس الجليل ميخائيل من خلال الحوادث التي ذكرها الكتاب المقدس، ومنها نتأمل في غيرته ومحبته المقدسة واخلاصه لرب الأرباب وملك الملوك، ونحاول أن نستفيد منها في حياتنا الروحية:
أ- في العهد القديم:
1. يقول الكتاب عن دانيال النبي أنه صام ثلاثة أسابيع أيام (أي 21 يوماً) متذللاً، لم ياكل لحماً ولم يشرب خمراً، وظل صائماً متذللاً حتى ظهر له الملاك جبرائيل (الملاك المبشر) وقال له "لا تخف يا دانيال فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للفهم، ولإذلال نفسك أمام إلهك، أستجيب كلامك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني رئيس مملكة فارس واحد وعشرون يوماً. فأتى لنصرتي ميخائيل أحد الرؤساء الأولين.. وليس أحد يساعدني على هؤلاء إلا ميخائيل رئيسكم" (دا 13: 10- 21).
فمن هو رئيس مملكة فارس؟
إنه الشيطان المعين من قبل سطانائيل للسيطرة على مملكة فارس وإضلالها وإفسادها فجبرائيل الملاك يقول لدانيال لا تخف.. فإنك من أول يوم وجهت فيه قلبك للصلاة مع إذلال نفسك بالصوم إلهك إستجيبت صلواتك، وأتيت أنا لأجل كلامك، وقد قاومني الشيطان المعين لإضلال مملكة فارس 21 يوماً. وهذا هو سر تعطيلي كل هذه المدة.. إلى أن جاء ميخائيل الرئيس العظيم فخلصني من هذا الشيطان الذي قاومني.
وهذا يرينا أهمية الصلاة وأهمية الإلحاح فيها، فإذا صلى الواحد منا، ووجد أن صلاته لم تستجب بعد، فلابد أن يلح في الصلاة، لأنه يجوز أن تكون هناك معاكسات من قوى شريرة تعطل إستجابة الصلاة حتى يمل الإنسان من الصلاة ويكف عنها، فإذا واظب الإنسان على الصلاة بالحاح وبلجاجة تهتز السماء، وينزل الملائكة الكبار لكي يكونوا في عون الإنسان، ويحطوا القوات المعادية الشريرة التي تكون واقفة في مقابلة تعاكسه.
ويرينا أيضا أهمية التعاون في الخدمة، ومحبة بعضنا البعض، فعندما رأى ميخائيل رئيس الملائكة أن الشيطان قد عطل وعاكس جبرائيل، جاء لمعاونته ضد العدو اللئيم.
2. هناك إشارة إلى رئيس الملائكة ميخائيل في سفر يشوع حينما رآه يشوع بن نون واقفاً قبالته، وسيف الله مسلولا في يده، فلما رآه في صورة رئيس جند وقائد عظيم، ورأى منظره غير عادي "فأقبل إليه يشوع وقال له" ألنا أنت أم لأعدائنا؟
فقال: كلا، بل أنا رئيس جند الرب، الآن جئت إليك.
فسقط يشوع على وجهه إلى الأرض وسجد وقال: بماذا تأمر عبدك يا سيدك فقال رئيس جند الرب ليسوع: إخلع نعليك من رجليك فإن الموضع الذي أنت فيه قائم مقدس. فصنع يشوع ذلك (يش13: 5- 15) وقال الآباء إن رئيس جند الرب الذي ظهر ليشوع هو بعينه ميخائيل.
3. وفي سفر دانيال أيضا جاء ذكر رئيس الملائكة ميخائيل حيث يقول جبرائيل رئيس الملائكة لدانيال النبي "في ذلك الزمان يقوم ميخائيل الرئيس العظيم لبني شعبك" (دا1: 12). وهنا يصف الوحي ميخائيل بأنه الرئيس العظيم، كما ينسب إليه عمل الشفاعة والوساطة، وهما هنا الشفاعة التوسلية عن الشعب.
غيرة ميخائيل الملاك المقدسة في العهد الجديد
1. يقول يهوذا الرسول (المعروف بلباوس والملقب بتداوس وهو غير يهوذا الاسخريوطي) في رسالته أن هناك حربا نشبت بين ميخائيل وبين الشيطان بخصوص جسد موسى النبي، فكان الشيطان يريد إظهار جسد موسى أمام الشعب لكي يعبدوه، وكانت عبادة الأوثان منتشرة في ذلك الوقت، فأراد الشيطان أن يغوي الشعب إلى عبادة الأصنام عن طريق عبادة جسد موسى والإبتعاد عن عبادة الله، فغار ميخائيل رئيس الملائكة غيرة الرب، فأخفى جسد موسى ودفنه في مكان لا يعرفه أحد "فدفنه في الخواء في أرض موآب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم" (تث6: 34).
"وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب" (يه9: 1).
2. في التقليد الكنسي وفي كتب الكنيسة (أنظر كتاب الخولاجي المقدس) يوصف رئيس الملائكة ميخائيل بأنه ملاك القيامة الذي دحرج الحجر عن فم القبر – بعد أن قام السيد المسيح له المجد من بين الأموات- ليعلن أن القبر فارغ وأن السيد المسيح غير موجود فيه لأنه قام، ويقول الكتاب المقدس:
"وإذا زلزلة عظيمة قد حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس فوقه، وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج ومن ضوئه إرتعد الحراس وصاروا كالأموات" (مت2: 28- 4).
3. جاء في سفر الرؤيا قوله:
"وحدث قتال في السماء: ميخائيل وملائكته كانوا يقاتلون التنين، وكان التنين وملائكته يقاتلون، لم يقوا، ولا وجد لهم موضع في السماء. فطرح التنين الحية القديمة المسمى إبليس أو الشيطان والذي يضل المسكونة كلها. طرح إلى الأرض وطرحت مرئكته معه" (رؤ7: 12- 9).
وهذا النص يدل على الحرب التي نشبت بين ميخائيل وملائكته الصالحين، والشيطان وملائكته الأشرار الذي تبعوه في تمرده، وقد إنتهت هذه الحرب بطرد الشيطان وملائكته من السماء، وإسقاطهم إلى الأرض.
ولعله إلى هذه الحرب يشير مخلصنا في قوله:
"أني رأيت الشيطان ساقطاً من السماء كالبرق" (لو18: 10)
ولعله أيضا إلى هذا ترمز الصورة التلقيدية السائدة في الكنيسة المقدسة، والتي يصور فيها رئيس الملائكة ميخائيل ممسكاً بميزان في يده اليسرى،
وبالسيف في يده اليمنى، والشيطان ساقطاً عند قدميه..
أما الميزان فيرمز إلى عدالة الله، وقد ظهر الشيطان ناقصا أمامه..
فسقط على الأرض مغلوبا في قتاله مع رئيس الملائكة ميخائيل.
وبعبارة أخرى فإن الكتاب المقدس في سفر الرؤيا يظهر لنا ميخائيل رئيس الملائكة غريما وخصماً ومطارداً لسطانائيل رئيس الشياطين،
وهو الذي شن عليه هذه الحرب نيابة عن الله، الذي أعطاه السلطة أن يطرد سطانائيل من حضرته ومن السماء ويسقط إلى الأرض.
4. وفي التقليد المسيحي أن رئيس الملائكة ميخائيل هو ملاك القيامة العامة الذي يبوق بالبوق ليدعو أجساد الراقدين إلى القيامية:
"لأن الرب نفسه عند الهتاف، عند صوت رئيس الملائكة وبوق الله سينزل من السماء" (اتس 16: 4)
شفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل
إن شفاعة الملائكة والقديسين حقيقة معروفة منذ زمن بعيد، وهي الشفاعة التوسلية المقصود بها مساعدة الملائكة لنا في صلواتنا التي رفعها إلى الله، وقد أمرنا الله بها، وتوجد أدلة في الكتاب المقدس كثيرة على شفاعة الملائكة للبشر، وقد ذكرنا بعضها في الفصل الخاص "بخدمة الملائكة".
ويمكننا أن نلخص هذه الأدلة في ثلاث نقاط جوهرية هي:
أ. الملائكة يصعدون صلواتنا إلى الله (رؤ3: 8، 4)، (أع4: 10)
ب. الملائكة يتشفعون من أجل سلامة العالم (زكريا 12: 1، 13)
ج. الملائكة يتشفعون من أجل توبة الخطاة ويفرحون بها (لو10: 5)
وهذه الشفاعة تعطينا فكرة واضحة عن محبة الملائكة لنا، وبالتالي فأننا نبادلهم نفس المحبة، والله أراد وسمح أن يكون بيننا وبينهم دالة محبة قوية، لآن الله محبة.
ويجب أن نعرف حقيقة واضحة أن تمجيد الملائكة والقديسين هو في الواقع تمجيد لله نفسه، إذ يقول الوحي الإلهي على فم داود النبي "الله يتمجد في قديسيه"، وقال أيضاً "سبحوا الله في جميع قديسيه" (مز 1: 15)
أعياد الملاك ميخائيل
تقيم كنيستنا القبطية أعيادا تذكارية للملاك ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر من شهور السنة القبطية. ولكن هناك تذكاران مهمان يكون الإحتفال فيهما أكبر من باقي شهور السنة. فالعيد الأول يقع في 12 هاتور، والثاني يقع في 12 بؤونه.
تاريخ هذه التذكارات:
أما ترتيب العيد الأول الذي يقع في 12 هاتور، فسببه أن البابا البطريرك إسكندر (ترتيبه ال 19 في عداد البطاركة. وقد رسم سنة 295م، وأقام في الكرسي الأسكندري 23 سنة تقريباً) وجد أن أهل الأسكندرية كانوا يقيمون عيداً لإلههم "زحل" بالإسكندرية في 12 هاتور من كل سنة، حيث يذبحون الذبائح الكثيرة ويوزعون لحومها على الفقراء، فأراد أن يحول نظرهم عن عبادة الأوثان وإكرامها، فلما حان العيد جمع أهل الأسكندرية ووعظهم بتعاليم الكتاب المقدس، وعرض عليهم الإحتفال بعيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل. ثم بني مكان "هيكل زحل" كنيسة باسم رئيس الملائكة ميخائيل.
ثم ظلت هذه الكنيسة مدة من الزمن يزورها الكثيرون من أقاصي البلاد الصلاة ومشاهدة عجائب ومعجزات شفاء المرضى، التي كانت تتم فيها بقوة الله تعالى، وبشفاعة ميخائيل رئيس الملائكة النورانيين.
أما العيد الثاني فميعاده يوم 12 بؤونة، ويقع دائماً في بدء الفيضان، وكان أصله عيداً من أهم أعياد قدماء المصريين، فقد كان يقام "للإله ستيرون" إله النيل. وكان في زعمهم أنه في زمن فمه قطرات ماء تتبخر وتصعد إلى السماء فتتحول إلى سحب كثيفة تنهمر سيولاً من أعالي الجبال، فيفيض النهر بالمياه التي تروي البلاد، فيعم الخصب والنماء، ويفرح المصريون ويبتهجون ويتبادلون الهدايا والفطير.
ولما دخلت المسيحية مصر، بكرازة القديس مرقس الرسول، وتحول الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الحي، تحول هذا العيد إلى تذكار للملاك ميخائيل، بصفته رئيس الملائكة الواقف أمام العرش الإلهي يقدم صلوات ميخائيل، بصفته رئيس الملائكة الواقف أمام العرش الإلهي يقدم صلوات المؤمنين ويطلب عنهم إرتفاع مياه النيل ليعم الخبر بالوادي.
القراءات الكنيسة في أعياد الملاك ميخائيل
تقيم الكنيسة في هذه المناسبات الصلوات والقداسات المقرونة بقراءة فصول من الكتاب المقدس مناسبة لهذه التذكارات وبيانها كالآتي:
1. في العشية:
أ. المزمور: "سبحوا الرب من السموات. سبحوه في الأعالي. سبحوه يا جميع ملائكته. سبحوه يا كل جنوده" (مو 1: 148، 3).
ب. الإنجيل: ".. وهكذا يكون في إنقضاء العالم، يخرج الملائكة ويفرزون الأشرار من الأبرار ويطرحونهم في أتون النار، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان.." (مت44: 13- 53)
2. في صلاة باكر:
أ. المزمور: "المسقف علاليه بالمياه، الحامل السحاب مركبته، الماشي على أجنحة الريح، الصناع ملائكته أرواحاً، وخدامه لهيب نار" (مز 3: 104، 4).
ب. الإنجيل: ".. هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب.." (لو3: 15- 10)
3. في القداس الإلهي:
أ. البولس: "الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة بأبنه، الذي جعله وارثا لكل شئ.. صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث إسماً أفضل منهم. لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني وانا اليوم ولدتك.." (عب1: 1 و1: 2- 4)
ب. الكاثوليكون: ".. والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم رياستهم، بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام.." (يهوذا 1: 1 - 13)
ج. الأبركسيس: ".. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان "ملاكان" قد وقفا بهم بلباس أبيض وقالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء. إن يسوع الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء.." (أع 1: 1- 20)
د. المزمور: "الرب في السموات ثبت كرسيه، ومملكته على الكل تسود. باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه. باركوا الرب يا جميع جنوده خدامه العاملين مرضاته"
ه. الإنجيل: ".. وحينئذ يبصرون إبن الإنسان آتيا في سحاب بقوة كثيرة ومجد، فيرسل حينئذ ملائكته ويجمع مختاريه م الأربع الرياح، من أقصاء الأرض إلى أقصاء السماء.." (مز42: 13- 43)
التسابيح والتماجيد في أعياد القديس ميخائيل الملاك
أ
. في التسبحة العامة (كتاب الابصلمودية السنوية، وهو كتاب التسابيح المستعمل حاليا في الكنيسة القبطية، وكلمة أبصلمودية مشتقة من كل (ابصلموس) ومعناها مزمور، وهي كلمة يوناينة) يقال "ألوف ألوف، ربوات ربوات، رؤساء ملائكة وملائكة مقدين، قيام أمام كرسي ضابط الكل، صارخين قائلين: قدوس. قدوس. قدوس. بالحقيقة المجد والكرامة يليقان بالثالوث، بشفاعات جميع صفوف الملائكة، يارب أنعم لنا بغفران خطايانا.
ب. تمجيد (ذكصولوجية) ("ذكصولوحية" كلمة يونانية معناها تمجيد، ومشتقة من كلمة "ذكصا" ومعناها المجد) لرئيس الملائكة ميخائيل: "ميخائيل رئيس السمائيين هو الأول في الطقوس الملائكية يخدم أمام الرب.
إن الرب يرسل لنا مراحمه ورأفاته بشفاعة ميخائيل رئيس الملائكة العظيم.
وتكمل الأثمار بطلبات ميخائيل، لأنه قريب من الله، يطلب منه عنا كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة إنما تهبد لنا من فوق من عند أبي الأنوار.
فلنسبح ونمجد ونسجد للثالوث المقدس المساوي الدائم إلى الأبد.
إشفع فينا يا رئيس الملائكة الأطهار ميخائيل رئيس السمائيين ليغفر لنا الرب خطايانا.." (أنظر الابصلمودية)
ج. في أعياد الملاك ميخائيل:
1. في 12 هاتور يقال في مرد الأبركسيس "السلام لميخائيل رئيس الملائكة العظيم. السلام لذروثاؤس وثاؤبسته" ("ذورثاؤس" معناها "هبة الله"، و"ثاؤبسته" معناها "أمانة الله" وهما اسمان لرجل وزوجته كانا يحتفلان بعيد الملاك ميخائيل في عيديه).
2. في 12 بؤونه يقال "السلام لميخائيل رئيس الملائكة العظيم، السلام لأرسطوخوس أوفوميه" (إسمان لرجل وزوجته كانا يحتفلان بتذكار الملاك ميخائيل فصنع معهما معجزة بشفاعة الملاك ميخائيل- أنظر السنكسار القبطي).
3. في مرد الإنجيل يقال: "إشفع فينا يا رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل، رئيس السمائيين ليغفر لنا خطايانا.
الأعجوبة العظيمة التى صنعها رئيس الملائكة ميخائيل بأرض الحبشة
(أعجوبة 12 برمهات)
كان هناك كاهن سجازات متزوجا بإمرأة اسمها سارة من عظماء مدينة طلاسن وكانا خائفان الله صانعان وصاياه وأوامره بالصوم والصلاة والصدقة على الفقراء والمساكين محبان للغرباء , فكانا يشبهان أبيهما إبراهيم وسارة , وكانت إمرأته جميلة المنظر جدا . وكان كل من رآها تعجب منها ومن أعمالها وفضائلها فأسموها (أكزاى هازبا) التى تفسيرها (مختارة الله ) . وكان تفسير اسم زوجها (عطية الآب) وقد ورثا أموالا كثيرة من والديهما , وصارا أغنياء بالذهب والفضة الكثيرة وكانت مختارة الله عاقرا وكانا يصنعان تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الملائكة فى الثانى عشر من كل شهر , وكانا كثيرى الصدقة للفقراء والمساكين والمحتاجين وكانا فى وجع قلب إذ لم يكن لهما ولدا يقر عيناها . وكانت تصلى هكذا قائلة ياربى يسوع المسيح أنت هو ملك الملوك ورب الأرباب ومعونة الذين فى الشدائد والضيقات ورجاء الخائفين , فرح الحزانى لك تسجد كافة البروق ولك تخضع الرعود والعواصف والرياح , بأمرك تسير الشمس والقمر بقوة لاهوتك , اسمعنى يا إلهى وارزقنى ولدا وإن كان ذلك لا يرضى صلاحك فأغلق أحشائى وأنت يا ميخائيل رئيس الملائكة اسأل الله من أجلى ليقبل طلبتى بشفاعتك أيها الطاهر .
ولما أكملت صلاتها مضت إلى بيتها فلما أتى بعلها عطية الآب وكانت عادته كل حين أن يمضى إلى الكنيسة وقت رفع البخور يعلم الشعب شريعة الإيمان , ولم يدخل قط مرة فارغ اليد , فقالت له زوجته مختارة الله إنى قد أتى خطر على فكرى شئ أريد أن أعرضه عليك وإن كان صواب فإفعله وإن كان لا يرضيك أتركه .
فقال لها قولى حتى أسمع . فقالت نحن قد ورثنا غنى كثيرا وعظيما ونحن بغير ولد يرثنا فإن متنا من الذى يأخذه ؟ لكن ما دمنا فى هذه الحياة فالنتصدق به على الفقراء والمساكين وما يتبقى ندفعه للكنيسة ونجعل الله غريما فى هذا .
وأما العبيد والجوارى فنعتقهم جميعا لعل الله يعتقنا من عبودية الخطية ويكون لنا عونا .
فأجاب زوجها هذه مشورة صالحة لكن الكتاب يقول لا تعجل بالعطاء إن كان سترجع وتندم . فقالت له زوجته حاشاك يا سيد دعنا نتصدق فى حياتنا فإنه لا يستطيع أحد أن يعطى صدقة بعد موته , والذى نعطيه اليوم هو فداء عن نفوسنا , ونكمل ما يرضى الرب . وبعد ذلك الحين مات الملك وجلس ملك آخر عابد للأوثان فهدم الكنائس وبنى هياكل للأوثان وظلم وسلب وسبى النساء , وكانت ضمنهن (أكزاى هاريا) مختارة الله فكانت تتشفع بالملاك الجليل ميخائيل فحفظها الله سالمة وعادت لزوجها بسلام . فكانوا يتحدثون بعظائم الله والعجائب التى صنعها معهما بمساعدة رئيس الملائكة ميخائيل ,
وكانا يصنعان تذكاره العظيم فى الثانى عشر من كل شهر .
وبعد ذلك ظهر لهما ملاك الرب ميخائيل فى رؤيا الليل وبشرهما بميلاد ابنا لهما هو القديس تكلا هيمانوت الحبشى فلما ولد وبلغ من العمر سنة ونصف حدث جوع فى أرض الحبشة وكان اليوم الثانى عشر من برمهات تذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الطغمات السمائية قد اقترب فصارت ام الطفل تبكى حزينه مع خلو يدها وعدم إمكانها القيام بعمل التذكار , فمسح الطفل دموعها بيديه الصغيرتين ولعدم إمكانه النطق أشار إليها بيده أن تدخله إلى حيث كان هناك طبق به قليل من الدقيق . فأدخلته ووضع يده فى ذلك الدقيق القليل فصار كثيرا حتى بدأ يتدفق إلى الأرض فأحضرت قففا وكانت كلما فرغت الطبق عاد إلى الإمتلاء , وهكذا إلى أن إمتلأت اثنتا عشر قفة وقدمت إليه قدور السمن والزيت الفارغة , ولما عاد أبوه من الكنيسة مجد الله كثيرا الذى لم يتركهم بشفاعة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل ثم عمل التذكار وأطعم الفقراء وكل الجيران .
وباتا تلك الليله يتحدثان بصنيع الله معهما من المعجزات والعجائب بمساعدة رئيس الملائكة الأطهار ميخائيل وكانا يصنعان تذكاره العظيم فى الثانى عشر من كل شهر إلى يوم وفاتهما .
والرب يؤهلنا لقبول التعب على اسمه القدوس ويمنحنا الصبر ويجعل رحمته قبالة أعيننا كما قال المرتل داود النبى جربنى يا إلهى وامتحن قلبى وكليتاى ...
بشفاعة الست والأم الباقية عذراء القديسة مريم الطاهرة والشفيع الأمين الجليل ميخائيل رئيس الملائكة الأطهار ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين .