منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 02 - 2014, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

الإيمان والتوبة، واللحظة

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
ليس الإيمان أمرًا يأتي عفو الخاطر. وليست التوبة مجرد انفعال وقتي. فهما ولا شك يحتاجان إلى وقت:
والإيمان والتوبة يحتاجون إلى عمل الكلمة، وإلى عمل النعمة:
هذه الكلمة، أو هذه الكرازة، نجدها واضحة في قول الرب: (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم جميع ما أوصيتكم به) (مت 28: 19، 20).
وفى قوله: (اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 15، 16) ونجد خدمة الكلمة واضحة في عمل بطرس الرسول في يوم الخمسين: كلمة. بعدها نخس السامعون في قلوبهم، فآمنوا، ودعاهم الرسل إلى التوبة والمعمودية (أع 2: 37، 38) ونجد نفس الأمر في إيمان الخصي الحبشي: بشره فيلبس، فآمن، فاعتمد (أع 8: 35-38).
وفى خلال خدمة الكلمة، كان الإيمان يزحف في قلب السامعين، حين وصل إلى نضجه، ثم إلى إعلانه.. ولم يتم كل ذلك في لحظة.
ونفس الكلام نقوله عن التوبة أيضًا. إنها لا تهبط فجأة في القلب في لحظة. يلزمها خدمة الكلمة، أو تأثيرات أخرى من عمل النعمة، تظل تعمل في القلب، حتى توصله إلى التوبة. وتدخل هي أيضًا في (مراحل الخلاص!).
بعد كل هذه المقدمات، فلنتناول هذه المراحل الثلاث ونفحصها:
  1. الخلاص من عقوبة الخطية
  2. الخلاص من سلطان الخطية
  3. الخلاص من جسد الخطية
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخلاص من عقوبة الخطية
هذا الذي تسميه النبذة (خلاصًا نلناه) بالتبرير، في لحظة! وهو كما تشرح النبذة خلاص من قصاص الخطية، عوامله دم المسيح، ووسائله سر التوبة والمعمودية، ومستلزماته الإيمان. وشواهده (مر 16: 16) (من آمن واعتمد خلص) و(لو 7: 48، 50) (قالها: مغفورة لك خطاياك.. إيمانك قد خلصك).
واضح أن السيد المسيح قدم خلاصًا بدمه على الصليب. ولكن هذا الخلاص لم ينله كل أحد. فكفارة السيد المسيح شيء، واستحقاق هذه الكفارة شيء آخر..
فمازال هناك كثيرون لم يخلصوا حتى الآن، على الرغم من الدم الطاهر المسفوك، وعلى الرغم من الكفارة التي تحمل خطايا العالم كله (1يو 2: 2) وذلك لأنهم لم يسلكوا في الطريق المؤدى إلى الخلاص. ومن جهة هذا الطريق تذكر الآيات الآتية كمثال:
1- (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16).
2- (توبوا. وليعتمد كل واحد منكم على اسم المسيح لغفران الخطايا) (أع 2: 38).
3- (قم اعتمد، واغسل خطاياك) (أع 22: 16).

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
4- (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5).
ومن هذه الآيات يتضح أنه للخلاص من عقوبة الخطية تلزم ثلاثة أمور لا تتم في لحظة، وهى الإيمان والتوبة والمعمودية.
وحتى مع الخلاص بهذه الأمور الثلاثة، لا يعنى الأمر سوى الخلاص من الخطية الجدية الأصلية، والخطايا الفعلية السابقة للمعمودية.
هذه الخطية الأصلية، هي التي قال عنها الكتاب: (بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع) (رو 5: 12) وهكذا أصبحنا كلنا) أمواتًا بالخطايا) (اف 2: 5) لقد كنا كلنا جزءًا من آدم ومن حواء، حينما حكم عليهما بالموت..
في المعمودية غفرت لنا الخطية الأصلية، والخطايا السابقة للمعمودية. وهذا لا يعنى مغفرة الخطايا التي تحدث أيضًا في المستقبل، بعد الإيمان والمعمودية.
الخلاص من عقوبة الخطية، أمر ينسحب على خطايا الماضي والحاضر والمستقبل.
فكل خطية بعد المعمودية، لها عقوبة وقصاص. وهذه العقوبة لا يخلص الإنسان منها، إلا بالتوبة وذلك حسب قول الرب: (إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5) فكيف يمكن لإنسان أن يقول إنه نال الخلاص من عقوبة الخطية لحظة إيمانه، أو لحظة توبته، أو لحظة معموديته؟‍‍‍‌‍‍‍! ألا يبقى أمامنا السؤال بلا جواب: وماذا عن الخلاص من عقوبة الخطايا التي بعد الإيمان والمعمودية؟! الجواب هو:
كل إنسان لكي يخلص من عقوبة الخطية يحتاج إلى توبة مستمرة كل حياته، عن كل خطية يرتكبها. ونحن في كل يوم نخطئ. وخطيئتنا لها قصاص وتحتاج إلى توبة.
إذن الخلاص من عقوبة الخطية في لحظة، أمر مستحيل عمليا ً. لأنه لا يوجد إنسان معصوم (إن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو 1: 8) (لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) (يع 3: 2) إذن كيف نخلص من هذه الخطايا؟ يقول القديس يوحنا الرسول: (إن سلكنا في النور، كما هو في النور.. إن اعترفنا بخطايانا..) (يو 1: 7، 9) حينئذ (دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية) (وهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم (1يو 1: 7، 9)
إذن اعترافنا بخطايانا، وسلوكنا في النور، أمران لازمان لنا في كل حياتنا لكي يغفر لنا خطايانا، ونستحق دم المسيح يطهرنا من كل خطية..
وهذا الأمر يستمر معنا كل الحياة، أعنى حياة التوبة الدائمة، والاعتراف بالخطايا، والسلوك في النور.. فالتوبة ليست عملًا لحظيًا، إنما هي حياة..
وبهذا فإن الخلاص من عقوبة الخطية أمر نطلبه طول من عقوبة الخطية أمر نطلبه طول حياتنا، ونسلك في وسائله ولا نقول إننا نلناه في لحظة!
إنما يتحدث عن الخلاص من عقوبة الخطية في الماضي، إنسان قد انقطعت صلته بالخطية تمامًا، وأصبحت الخطية بالنسبة إليه من حديث الماضي وحده! أما إنسان يعتقد أن الخلاص من سلطان الخطية،موضوع مسيرة العمر كلها، فهو يعترف ضمنًا أنه لم يخلص من الخطية وممارساتها. وبالتالي لم يخلص بعد من عقوبتها..!
ممارسة الخطية، وعقوبة الخطية، أمران متلازمان. فمادام الخلاص من سلطان الخطية هو مسيرة العمر كله، إذن بالتالي الخلاص من عقوبة الخطية هو طلبة العمر كله.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخلاص من سلطان الخطية

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
كان يمكن أن تقول إن هذه النقطة خارجة عن عن موضوع بحثنا، مادام كاتب النبذة يقول إنها تشمل مسيرة العمر كله. إذن هي ضد بدعة (الخلاص في لحظة) وتوقع أصحابها في تناقض..
ويسمونها مرحلة (التقديس).
ويسمونها أيضًا مرحلة (إتمام الخلاص) ويستشهدون بقول الكتاب: (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12).
وبقوله أيضًا: (لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله) (2كو 7: 1).
ولذلك يقولون إنه مستلزمات هذه المرحلة الجهاد القانوني، ومن وسائلها سر المسحة والتناول..
1- عبارة إتمام الخلاص، تعنى أن الخلاص لم يتم. وإتمامه كما يقولون يحتاج إلى مسيرة العمر.
فما معنى إذن (الخلاص في لحظة)؟!
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
2- وإن كانت المرحلة السابقة هي (نوال الخلاص) هذا الذي يقولون إنه تم في لحظة!
فهل يتفق مع نوال الخلاص، أن تقضى بعده مسيرة العمر (في خوف ورعدة) (فى 2: 12)؟
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
3- عبارات التبرير والتقديس والتمجيد، التي وردت في هذه النبذة، لنا عليها تعليق في بحث خاص في هذا الكتاب.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخلاص من جسد الخطية
قالوا في ذلك: وفي نهاية الحياة، وعد الرب أنه سيأتي، ليعطى المؤمنين الذين ينتظرون مجيئه أجسادًا نورانية شبه جسده الممجد (فإن سيرتنا نحن هي في السموات، التي منها ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع، الذي سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده) (فى 3: 20، 21).. وأيضًا (1كو 15: 52).
ويقولون إنه الخلاص الذي نترجاه، وانه كمال الخلاص، وانه الخلاص من جسد الخطية، ويسمونه التمجيد. ويقولون أن عوامله ووسائله هي مجئ المسيح الثانى. ومستلزماته السهر والانتظار. ويقولون إن هذا الخلاص يتم في لحظة.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
ولنا على كل هذا الكلام ملاحظات، من بينها:

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
1 عجيب أن يكون الخلاص الذي ننتظره، هو الخلاص من هذا الجسد ولبس الجسد الروحاني (1كو 15: 52)!!
فلبس الجسد الروحانى في القيامة، هو مجرد مقدمة للأفراح..
حيث نلبس إكليل البر (2تى 4: 8) ونخلص من هذا الجهاد العنيف، ونتمتع بما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخر على قلب بشر (1كو 2: 9) نتمتع بالعشرة مع الله، ومع ملائكته وقديسيه، في أورشليم السمائية مسكن الله مع الناس (رؤ 21: 3) حيث نأكل من شجرة الحياة (رؤ 2: 7) ومن المن المخفى (رؤ 2: 17) ونجلس مع الابن في عرشه (رؤ 3: 21) وترجع إلينا الصورة الإلهية، ونتمتع بكل البركات التي وردت في سفر الرؤيا. ونحيا حياة كلها سعادة وبركة.
هذه هو الخلاص العظيم الذي ننتظره. وخلع الجسد المادي فيه هو مجرد عنصر سلبي من سلبيات كثيرة.
حيث نتخلص من المادة كلها، ومن هذا العالم ومن الخطية ونتائجها: الموت والحزن، كما نخلص من حروب الشياطين ومن الخطية عمومًا، لأنه: (لا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد ) (والموت لا يكون فيما بعد) (رؤ 21) وإبليس الذي يضلنا سيكون قد طرح في بحيرة النار والكبريت (رؤ 20: 10) كما سنخلص من معرفة الخطية، وترجع أذهاننا وقلوبنا إلى البساطة والنقاوة التي لا تعرف خطية.. فلماذا إذن تركيز الخلاص الذي نترجاه، على مجرد خلع الجسد المادي؟!
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
2 ولماذا يسميه كاتب النبذة (جسد الخطية)؟
هل لمجرد الإيقاع اللفظي، في التوافق بين عبارات (خلاص من عقوبة الخطية) ومن سلطان الخطية، ومن جسد الخطية..! تمامًا كالإيقاع اللفظي في التقسيم السجعي: خلاص نلناه، وخلاص نحياه، وخلاص نترجاه..! إن شرح الأمور اللاهوتية على لفظي أو سجعي، كم أوقع الكثيرين في أخطاء لاهوتية عديدة وصعبة..!
من قال إننا نلبس جسد الخطية؟!
لو كان هذا الجسد خطية، ما كان الله قد خلقه، لأن الله لا يخلق شيئًا شريرًا على الإطلاق. ولو كان هذا الجسد خطية، ما لبس الله جسدًا حينما تجسد لخلاصنا. ولو كان هذا الجسد خطية، ما كنا نكرم أجساد القديسين، وما كانت ملامسة عظام أليشع تقيم ميتًا (2مل 13: 21) ولو كان هذا الجسد خطية، ما كان الرسول يقول: (مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله) (1كو 6: 20) وما كانت أجسادنا تصير هياكل للروح القدس (1كو 6: 19) وأعضاء المسيح (1كو 6: 15) وما كانت أجسادنا تشترك في العمل الروحي: في الصلاة والصوم والسهر والسجود والتعب من أجل خلاص الآخرين..!
إن كان الجسد يخطئ، فالروح أيضًا تخطئ.
الشيطان روح من غير جسد مادي، وهو يخطئ. وقد وقع في خطايا الكبرياء، والكذب، والحسد، خداع الآخرين. ولم يشترك معه جسد في هذه الأخطاء.. والبشر أيضًا يقعون في أخطاء الروح هذه، وفي أخطاء أخرى كثيرة للروح. وبأخطاء الروح يدفعون الجسد إلى الخطية دفعًا.
ونحن نصلى إلى الله أن يطهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا، وان ينجينا من دنس الجسد والروح. والرسول نفسه يقول: (لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله) (2كو 7: 1) إذن الروح تتدنس كما يتدنس الجسد.
والخلاص الذي نطلبه، هو خلاص من الخطية عمومًا، ومن الدنس عمومًا، سواء كان من الجسد أو من الروح.
ومادامت الروح تخطئ، إذن الروح تتعذب في الأبدية كما يتعذب الجسد. وليس العذاب وفق للجسد فقط للجسد، باعتباره جسد الخطية!!
إن الكتاب يقول لنا: (قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح) (أم 16: 18) ويحدثنا أيضًا عن (تكبر الروح) (جا 7: 8) وقيل عن نبوخذ نصر الملك إنه (ارتفع قلبه وقست روحه ) (دا 5: 20) ويقول الكتاب: (طول الروح خير من تكبر الروح. لا تسرع بروحك إلى الغضب، لأن الغضب يستقر في حضن الجهال) (جا 7: 9) وقال الله عن الجيل الزائغ المتمرد إنه (لم تكن روحه أمينة لله) (مز 78: 8) ولأهمية الروح وعملها وإمكانية سقوطها قال الكتاب: (مالك روحه خير من مالك مدينة) (أم 16: 32).
لماذا إذن الكلام عن الخلاص فقط من جسد الخطية؟ بينما المطلوب هو الخلاص من الخطية جسدًا وروحًا..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
3 لعل التركيز على (جسد الخطية) هو الظن بأن التخلص من هذا الجسد المادي يتم في لحظة!!
ولعل حجة هؤلاء هي قول الرسول: (هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا. ولكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير. فإنه سيبوق، فيقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير. لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت) (1كو 15: 51 53).
الواقع إن الذي يتم في لحظة، هو عملية الاختطاف، وما يتتبعها من تغير عند البوق الأخير، في يوم القيامة:
يقول الرسول: (إننا نحن الأحياء الباقين إلى يوم الرب، لا نسبق الراقدين لأن الرب نفسه، بهتاف، بصوت رئيس ملائكة، وبوق الله، سوف ينزل من السماء. والأموات في المسيح سيقومون أولًا، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعًا معهم، لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون على حين مع الرب) (1تس 4: 15 17).
هؤلاء الذين يبقون أحياء إلى مجيء الرب، ويخطفون معه إلى السحاب. تتغير أجسادهم في لحظة إلى أجساد روحانية.
وذلك لكي يمكنهم أن يلاقوا الرب في الهواء، ويأخذهم معه على السحاب، ويكونوا معه كل حين. ولا يجوز هذا للأجساد المادية. كما أنهم بهذا التغير يصيرون مثل باقي البشر الذين قاموا من الأموات بأجساد روحانية (1كو 15: 44، 53).
وطبعًا كاتب نبذة (مراحل الخلاص) لم يكتبها لهؤلاء الباقين إلى مجيء الرب الذين سيخفون لملاقاة الرب في الهواء!!
أما الذين يموتون الآن، ويقومون في اليوم الأخير، وكذلك الذين ماتوا قبلنا.. كلهم لا ينطبق عليهم الخلاص من الجسد المادي في لحظة.. فلماذا؟
ذلك لأن هذا الموضوع، ينقسم إلى مرحلتين بينهما مسافة:
أ المرحلة الأولى، وهى خلع الجسد المادي، بالموت.
ب المرحلة الثانية، وهى لبس الجسد الروحاني، في القيامة.
وبين المرحلتين مدى زمني، ربما يكون آلاف أو مئات السنين، وليس لحظة! لأن لحظة التخلص من الجسد المادي بالموت، ليست هي لحظة التمجيد الذي يقصدونه، وليست وسيلتها مجيء المسيح، وليس شاهدها (1كو 15: 52) أو (فى 3: 21) فكل هذا عن تغيير الجسد في يوم القيامة.
وواضح أنه ليست بيننا وبين القيامة لحظة.
فالمسافة بين الموت والقيامة طويلة جدًا. ولأن المسافة طويلة، فإن الخليقة كلها تئن منتظرة. وفي هذا يقول الرسول:
(.. فإننا نعلم أن كل الخلقية تئن وتتمخض معًا إلى الآن. وليس هكذا فقط، بل نحن الذين لنا باكورة الروح، نحن أنفسنا أيضًا نئن في أنفسنا، متوقعين التبني فداء أجسادنا. لأننا بالرجاء خلصنا، ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء. لأن ما ينتظره أحد، كيف يرجوه أيضًا؟ ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننتظره، فإننا نتوقعه بالصبر) (رو 8: 22-25).
هذا الذي ننظره ونتوقعه، بالصبر والرجاء، لا يمكن أن تنطبق عليه عبارة لحظة. فما أطول المسافة بين خلعنا لهذا الجسد، ولبسنا الجسد الروحاني النوراني..
ومن هنا يكون وصول الإنسان إلى مرحلة (التمجيد) التي يقصدونها لا يتم لقارئ النبذة أو لغيره في لحظة.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

خطورة التحديدات
هذه التحديدات الموجودة في (مراحل الخلاص) تحديدات غير مقبولة لاهوتيًا، والصيغات السجعية واللغوية ليست هي المقياس اللاهوتي السليم..
فمثلًا تحديد الخلاص من عقوبة الخطية بأنه خلاص نلناه، في الماضي تعبير خاطئ، لأننا أيضًا نحياه ونترجاه.
فنحن نحياه، عن طريق التوبة المستمرة، وما يصحبها من مغفرة وخلاص من العقوبة. كما إننا نترجى هذا الخلاص في المستقبل، حينما نقف أمام الله في يوم الدينونة الرهيب، راجين أن نسمع منه عبارات المغفرة والخلاص. وإلا فما معنى (يوم الدينونة) الذي سيجازى فيه الرب كل واحد حسب أعماله؟ (مت 16: 27، رو 22: 12).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
2 والخلاص من سلطان الخطية، أمر يختص أيضًا بالماضي والحاضر والمستقبل. ومن الصعب تحديده بالحاضر فقط.
فمهما كان الخلاص الذي نحياه حاليًا من جهة سلطان الخطية، فهو لا يقاس إطلاقا بما نترجاه في الأبدية، حيث نحيا في البر والقداسة والنقاوة، بلا صراع، بلا جهاد، إذ ننال إكليل البر (2تى 4: 8) ولا تكون خطية فيما بعد (لأن الأمور الأولى قد مضت) (رؤ 21: 4).
ولا يكون في الأبدية أي سلطان للشيطان ولا أعوانه في محاربة المؤمنين، ولا أي ضعف فيهم يستسلم لأية حروب داخلية أو خارجية، بل تنتهي الحرب تمامًا.
إذن الخلاص من سلطان الخطية ليس خاصًا فقط، بمعنى أننا نحياه الآن. إننا سنحياه أيضًا في المستقبل. لذلك نحن في صراعنا الحالي، نترجى هذه الحالة الروحية السامية.
إن الذي ينكر الخلاص من بعض سلطان الخطية في الماضي، إنما ينكر عقيديًا بعض مفاعيل المعمودية في تجديد الطبيعة.
حقًا إننا ما نزال نحارب. ولكن مقاومتنا بعد المعمودية أقوى بكثير من حالتنا قبلها. ولذلك يقول بولس الرسول: (إن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين أمنا) (رو 13: 11)
كذلك الخلاص من سلطان الخطية، نلنا منه شيئًا في الماضي، حينما دخلنا بالمعمودية في جدة الحياة، في نعمة التجديد، أعنى تجديد الطبيعة، هذه التي قال عنها القديس بولس الرسول: عالمين هذا، أن إنساننا العتيق قد صلب معه، ليبطل معه، ليبطل جسد الخطية، كي لا نعود نستعبد أيضا للخطية) (رو 6: 6، 4).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
3 كذلك الخلاص الذي نترجاه، ذكرنا من قبل أن حصره في الخلاص من قبل أن حصره في الخلاص من الجسد المادي، هو تحديد خاطئ..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
4 إن القضايا اللاهوتية تحتاج إلى دقة كبيرة في التعبير.
مجرد تغيير كلمة بكلمة، قد يؤدى إلى خطأ لاهوتي، أو إلى بدعة. والتقيد في المسائل اللاهوتية بالتعبير السجع، قد تكون له خطورة كبيرة.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
5 كذلك تعبير لحظة له أخطاؤه لاهوتيًا ولغويًا. ومن الصعب لغويًا أن نطلق كلمة لحظة على مرحلة!
كيف يمكن لإنسان أن يتحدث عن (مراحل) الخلاص، فيقول إنها ثلاث مراحل: المرحلة الأولى منها لحظة، والمرحلة الأخيرة منها لحظة، والمرحلة الأخيرة منها لحظة، والمرحلة الوسطى هي مسيرة العمر. والمراحل الثلاث توضع تحت عنوان (الخلاص في لحظة)؟!
وفى هذه المراحل ينسى الكاتب كل الخطوات الطويلة التي كانت ممهدة لها. فإن كانت المرحلة الأولى التي يسمونها التبرير تعتمد على الإيمان، فهل يمكن تجاهل كل الخطوات التي أوصلت الإنسان إلى الإيمان، كخدمة الكلمة، وعمل القلب، وصراع الروح للاستجابة.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

أية لحظة تقصدون؟!

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
أهي لحظة خاصة بالإيمان؟ أم بالتوبة؟ أم بالمعمودية؟
لا المعمودية تتم في لحظة، ولا التوبة، ولا الإيمان!
فكيف يمكن أن تشمل الكل معًا في لحظة؟!!!
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
6 بقى في النبذة موضوع خاص بمعمودية الأطفال. تعليقنا عليه، في الفصل الخامس بالمعمودية.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 47 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخلاص بالإيمان والتوبة والمعمودية
1- أنت يا أخي، كنت في صلب آدم، حينما أخطأ، وحينما عوقب، وحينما دخل الموت إليه. فورثت عنه كل هذا، وتلقيت معه حكم الموت، كجزء منه ودخلت الخطيئة إلى طبيعتك، وفقدت صورتك الإلهية.
وأصبحت في حاجة إلى الخلاص من هذه الخطية الأصلية الجدية، ومن كل نتاجها وعقوباتها.
هذه التي قال عنها الرسول: (بإنسان واحد، دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت. وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع) (رو 5: 12) فكيف إذن نلت الخلاص من هذه الخطية؟
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
2- تبدأ قصة الخلاص في حياة كل إنسان بالإيمان والتوبة والمعمودية.

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
وذلك حسب قول السيد المسيح: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) وحسب قول القديس بطرس الرسول لليهود في يوم الخمسين: (توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا..) (أع 2: 38).
وهذه الخطايا تشمل الخطية الأصلية، وجميع الخطايا الفعلية التي ارتكبها الإنسان قبل المعمودية.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
3- في المعمودية ننال خلاصًا وغفرانًا، وغسلًا لخطايانا، وتجديدًا.
فيها ندفن مع المسيح (كو 2: 12) نموت معه، لنقوم معه، ونحن في جدة الحياة (رو 6: 4) (عالمين أن إنساننا العتيق قد صلب معه، ليبطل جسد الخطية، حتى لا نعود نستعبد أيضًا للخطية) (رو 6: 6).
لقد صرنا في المعمودية أولادًا لله، وصرنا أعضاء في جسد المسيح. بل أكثر من هذا يقول الرسول: (لأنكم جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح، قد لبستم المسيح).
(غل 3: 27) لقد متنا مع المسيح وقمنا. مات إنساننا العتيق المحكوم عليه بالموت، وقام إنسان جديد على صورة الله..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
4- ولكننا مازلنا نخطئ بعد المعمودية. المعمودية منحتنا تجديدًا في طبيعتنا، ولكنها لم تمنحنا عصمة. لقد صار المعتمد إنسانًا جديدًا، ولكنه إنسان حر، وبالحرية يمكن أن يخطئ.
نحن لا ننكر أننا نخطئ بعد المعمودية، ونخطئ كل يوم (وإن قلنا إنه ليس لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو 1: 8).
نعمة التجديد التي نلناها في المعمودية، لم تسلبنا نعمة الحرية التي لنا كصورة الله، هذه الحرية إلى ترفع من قدر إنسانيتنا.. الطبيعة التي أخذناها من المعمودية، طبيعة نقية، ومع ذلك هي طبيعة قابلة للخطية. فهكذا كانت أيضا طبيعة آدم قبل السقوط..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
5 إننا لم ننل العصمة.لم ننل بعد إكليل البر، الذي يهبه لنا في ذلك اليوم الرب الديان العادل (2تى 4: 8).
حقًا إننا نخطئ بعد المعمودية. ولكن لا شك أن هناك فرقًا بين مَنْ يخطئ قبل العماد وحياته في الشر، وبين مَنْ يخطئ بعد عماده، ويُبَكَّت مِنْ الروح القدس ومِنْ ضميره. وتكون الخطية بالنسبة إليه شيئًا عارضًا، ترفضه روحه ويمكنه الانتصار عليه..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
6- كذلك نحن في سر الميرون، سر المسحة المقدسة (1يو 2: 20، 27)، يسكن فينا الروح القدس، نصير هياكل للروح القدس، وروح الله يسكن فينا (1كو 3: 16).
ولكن الروح القدس الذي فينا، لا يرغمنا على الخير.
ولا يمنعنا من ارتكاب الخطية إجبارًا بالقوة. إنما يرشدنا ويقوينا، ويبكتنا على خطية. ونبقى كما نحن أحرارًا، يمكن أن نسقط في الخطية، إذا انحرفت إرادتنا الحرة.
وواضح أننا نخطئ بعد المعمودية، وبعد سكنى الروح القدس فينا. وهنا لابد أن يعترضنا سؤال وهو:
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
7- هذه الخطايا التي نقع فيها بعد المعمودية: أليست لها عقوبة؟ ألا تحتاج أيضًا إلى خلاص؟!
الكتاب صريح في هذا الأمر. إنه يقول: (أجرة الخطية هي موت) (رو 6: 23) كل خطية، بلا استثناء (لأنه لابد أننا جميعًا نظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا) (2كو 5: 10) وقد قال السيد نفسه: (ها أنا آتى سريعًا وأجرتي معي، لأجازى كل واحد كما يكون عمله) (رؤ 22: 12) ومادامت هناك عقوبة على كل خطية فعلية نرتكبها، إذن لابد من احتياج مستمر للخلاص.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 48 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

الخلاص بالتوبة والتناول
8 لعلك تقول: كل خطاياي قد حملها المسيح المسيح على الصليب
هنا وأقول لك: أية خطايا قد حملها المسيح عنك؟
بكل صراحة، يجب أن تعلم أن المسيح لا يحمل عنك إلا الخطايا التي تتوب عنها. لأنه هو نفسه يقول (إن تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5). والكتاب يقول في ذلك أيضًا (أم تستهين بغنى لفه وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تدخر لنفسك في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة، الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله) (رو 2: 4-6).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
9 إذن هناك خلاص تناله أيضًا في التوبة..
والتوبة ليست عملًا يتم في لحظة، إنما هي تستمر معك طول حياتك، عن كل خطية ترتكبها في رحلة العمر الطويلة. وليست التوبة فقط، وإنما..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
10 هناك خلاص تناله في التناول من جسد الرب ودمه:
إننا نقول في القداس الإلهي عن التناول: (يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه).
ولعل هذا مأخوذ من وعود السيد المسيح التي قال فيها: من يأكل جسدي ويشرب دمى، فله حياة أبدية.. من يأكل جسدي ويشرب دمى، يثبت في وأنا فيه) (يو 6: 54، 56).
إذن هناك خلاص نناله في المعمودية، وخلاص نناله في التوبة والتناول وما في التوبة من اعتراف بالخطايا.
لا نستطيع أن نقول إننا خلصنا حقًا، مادمنا نخطئ، ومادامت عقوبة الخطية تترصدنا، ومادمنا نحتاج كل يوم إلى توبة.. إنما نحن ننال خلاصًا في كل يوم بالتوبة، وتمحى خطايانا بالدم، ونخطئ مرة أخرى.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
11 إننا نحيا على الأرض فترة اختبار. والإنسان لا يختبر في لحظة، أو في فترة معينة من حياته. إنما حياته كلها حتى يوم وفاته هي فترة اختبار.
إن لحظات مقدسة في حياة الإنسان، لا يمكن أن تعبر عن حياته كلها، مهما كانت لحظات توبة، أو عمق الصلة مع الله في صلاة وتأمل وخدمة للآخرين.. ‍‍‍‍‍‍‍! فحياة الإنسان فيها الكثير من التغير ومن التقلب..
القديس بطرس الرسول كان في لحظة ما في منتهى الحماس والتمسك بالرب حتى الموت، يقول له: (إن شك الجميع، فأنا لا أشك.. ولو اضطررت أن أموت معك، لا أنكرك) (مر 14: 29، 31).. وبعدها بساعات، سب ولعن، وقال لا أعرف الرجل، منكرًا المسيح ثلاث مرات (مت 26: 74، 75).
إن كان رسول عظيم كهذا، تعرض إلى حرب روحية شديدة وسقط، فماذا تقول عن نفسك يا من تظن أنك خلصت؟!
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 06:40 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

لا تستكبِر بل خَفْ
16 يقول القديس بولس الرسول: لا تستكبر بل خف. لأنه إن كان الله لم يشفق على الأغصان الطبيعية فلعله لا يشفق عليك أنت أيضًا. فهوذا لطف الله وصرامته: أما الصرامة فعلى الذين سقطوا. وأما اللطف فلك، إن ثبت في اللطف. وإلا فأنت أيضًا ستقع) (رو 11: 20 22)
إذن هناك احتمال أنك لا تثبت، وحينئذ تقطع. فذلك لا تستكبر وتظن أنك قد خلصت وانتهى الأمر، بل خف. المتضعون يسلكون بهذه المخافة. أما المتكبرون فيفتخرون باطلا بأنهم خلصوا، وضمنوا الخلاص إلى الأبد. وبهذا الافتخار تزول المخافة من قلوبهم. وبالتالي يزول الحرص، وتتخلى عنهم النعمة بسبب الكبرياء فيسقطون. ويبلون وصية الرسول القائل:
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
17 (تمموا خلاصكم بخوف ورعدة) (فى 2: 12).

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
ومعنى هذا أن الخلاص الذي نلناه في المعمودية من الخطية الأصلية والخطايا السابقة للمعمودية، وهو خلاص يحتاج إلى تتميم.
وهو تتميم يشمل الحياة كلها، ولا يتم في لحظة.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
18 إنه لم يتوقف على القبول والإيمان، ولا على التوبة والمعمودية، وإنما يحتاج إلى ثمر الإيمان (يو 15: 5، 6) وإلى ثمار تليق بالتوبة (مت 3: 8) ويلزمه في كل ذلك عمل النعمة، وشركة الروح القدس (2كو 13: 14) ومحبة الله، والثبات في هذه المحبة (يو 15: 9) والجهاد (2تى 2: 5 عب 12: 1) والمصارعة مع الشيطان (أف 6: 12) والمقاومة حتى الدم (عب 12: 4) كما تلزم فاعلية الأسرار وهى كثيرة..
ويلزم أيضًا الخوف: الخوف من السقوط، ومن الدينونة..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
19 ويقول القديس ذهبى الفم عن الخوف، في شرح (فى 2: 12):
[ إن الرسول لم يقل فق (بخوف ) وإنما قال (ورعدة) وهى درجة أعلى بكثير من الخوف..
هذا الخوف كان عند القديس بولس نفسه. ولذلك قال: أنا أخاف (لئلا بعدما كرزت لآخرين، أصير أنا مرفوضًا ) (1كو 9: 27).
لأنه إن كان بدون الخوف لا تتم بعض الأمور الزمنية، فكم بالأولى الأمور الروحية.. لأنه حيثما توجد حرب بمثل هذا العنف، وحيثما توجد هذه العوائق العظيمة، كيف يمكن أن توجد إمكانية للخلاص بدون خوف؟!].
ويستطرد القديس يحنا ذهبي الفم فيقول:
[أنت قد آمنت، وقمت بأعمال فاضلة. وقد ارتقيت إلى فوق. إذن احترس لنفسك. كن في خوف حيثما تقف. ولتكن لك العين الحذرة، لئلا تسقط. لأنه ما أكثر أمور الشر الروحية التي تعمل على الإحاطة بك (أف 6: 12)].
جميلة هذه النصيحة التي يقولها لنا القديس ذهبي الفم: إن عوائق كثيرة تعمل على الإحاطة بنا. لذلك ينبغي أن نتمم خلاصنا بخوف ورعدة.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
20 تخاف لأنك لا تزال في الجسد، ولأن حروبًا كثيرة تحيط بك لإسقاطك، ولأنك مهدد بأنك ستقطع إن لم تثبت. وتخاف بسبب ضعف طبيعتك وقوة أعدائك. كما أن الخوف يجلب لك الحرص والتدقيق والاتضاع، ويلصقك بالصلاة بالأكثر، لتنال معونة من فوق.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
21 وقد أكد القديس بطرس الرسول ضرورة هذا الخوف بقوله: (إن كنتم تدعون أبًا، الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد، فسيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط 1: 17).
نعم نسير بخوف، لئلا يفقد أحد إكليله (رؤ 3: 11).. لئلا تمحى أسماؤنا من سفر الحياة (رؤ 3: 5؛ خر 32:33) لئلا تتزحزح منارتنا من مكانها (رؤ 2: 5) لئلا نعمل مثل الغلاطيين: (نبدأ بالروح ونكمل بالجسد) ‍ ‍‍‍‍‍! (غل 3: 3).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
22 نخاف أيضًا، لأن الخلاص ليس سهلًا، فالرسول يقول:
(إن كان البار بالجهد يخلص، فالفاجر والخاطئ أين يظهران) (1بط 4: 18) والإنسان البار هو مؤمن طبعًا، لأن (البار بالإيمان يحيا) (عب 10: 38) فإن كان هذا المؤمن البار، بالجهد يخلص، أفلا يخاف المؤمن العادي؟!
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
23 ذلك لأنه لو كان الخلاص يتم في لحظة، أو لو كان قد تم وانتهى الأمر، ما كان هناك داع للخوف.
ولكن الكتاب يقول: (أما البار فبالإيمان يحيا. وإن ارتد، لا تسر به نفسي) (عب 10: 38) هناك إذن احتمال أن يرتد المؤمن، ولا يسر به الله. حقًا إنه أمر يدعون للخوف..
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
24 أيقول أحد إن المؤمن قد خلص وضمن الخلاص؟! ماذا نقول إذن عن هذا الذي يرتد بعد إيمانه؟!
وقصص الارتداد عن الإيمان كثيرة في الكتاب.. وقد شرحنا هذه النقطة بالتفصيل في كتابنا (الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي) هنا بموقع الأنبا تكلا، فلا داعي للاستفاضة فيها هنا. إنما نقول: مادام هناك خوف من الارتداد، إذن (سيروا زمان غربتكم بخوف) كما يقول الرسول (1بط 1: 17).
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 02 - 2014, 06:42 PM   رقم المشاركة : ( 50 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث

زمان غربتكم
25 حينما قال الرسول: (سيروا زمان غربتكم بخوف) (1بط1: 17) كان يقصد طبعًا طول مدة غربتنا على الأرض، يرافقنا الحرص فيها طلبًا للخلاص. ولهذا فإن الكنيسة كانت باستمرار تهتم كيف فارق الإنسان هذا العالم، وليس كيف بدأ حياته. ولذلك يقول القديس بولس الرسول عن الأمثلة التي نفتدى بها:
(انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم) (عب 13: 7).

كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
وماذا تعنى عبارة (نهاية سيرتهم) إلا أن الخلاص يشمل الحياة كلها حتى نهاية السيرة بحيث لا نستطيع أن نحكم قبل هذه النهاية، التي فيها هؤلاء القديسون (كملوا في الإيمان).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
26 فالخلاص ليس هو مجرد البدء، إنما الاستمرارية حتى النهاية.
ليس هو انتقالك من الموت إلى الحياة، إنما استمرارك في الحياة. فقد تبدأ بالروح وتكمل بالجسد، كما فعل الغلاطيون الأغبياء (غل 3: 3).
ليس الخلاص في أن تصير قديسًا، إنما الخلاص هو أن تستمر في القداسة، حتى تسلم وديعتك بسلام وتنتقل إلى الرب.
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
27 هوذا بولس الرسول يقدم لنا أهل أفسس كمثال:
إنه يكتب رسالته إلى القديسين الذين في أفسس (1: 8) ومع ذلك يطلب إليهم أن يسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعوا إليها (4: 1) وأن يسلكوا بالتدقيق، لا كجهلاء بل كحكماء (5: 15) وشرح لهم حروب الشياطين (6: 10؛ 18) وقال لهؤلاء (ألبسوا سلاح الله الكامل، لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس) (6: 11).
بل ما أعجب قول بولس الرسول إلى قديسي أفسس، وهو يحذرهم من الوقوع من الوقوع في الزنا والنجاسة والطمع وكلام السفاهة.
فيقول: (وأما الزنا وكل نجاسة أو مع، فلا يسم بينكم كما يليق بينكم كما يليق بقديسين ولا القباحة ولا كلام السفاهة.. ) (5: 3 7) أكان هناك خوف على هؤلاء القديسين أيضًا (لأنه بسبب هذه الأمور يأتي غضب الله على بناء المعصية، فلا تكونوا شركاءهم) (أف 5: 6، 7).
إذن فالقديسون يحتاجون إلى سلاح وإلى حرب، وإلى ثبات، حتى يعلن الله خلاصهم في اليوم الأخير (1بط 1: 5).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
28 فهل يجرؤ إنسان أن يسأل غيره قبل الوقت، ويقول له: ,, هل خلصت يا أخ؟،، إن كان قد خلص، وخلص في لحظة سجلها في مفكرته، فما معنى الجهاد إذن مدى الحياة؟ وما معنى الحرب التي يتعرض لها القديسون؟ وما معنى أن بعض القديسين سيغلبهم الوحش (رؤ 13)؟ وما معنى سقوط ثلاثة من ملائكة الكنائس السبع (رؤ 2، 3)؟ وما معنى حاجة المؤمنين إلى سلاح الله الكامل لكي يقدروا أن يثبتوا ضد مكائد إبليس (أف 6)؟!
إن شعر أحد في لحظة أنه قد تخلص من محبة الخطية، فليتضع هذا الشخص ولينسحق. فربما تعود إليه الخطية مرة أخرى، وبصورة أشد وأبشع!
إن الشيطان ليس نائمًا، ولم يسلم سلاحه بعد. بل على العكس هو مازال يجول كأسد يزأر (1بط 5: 8، 9). لذلك حياة القديسين هي حياة جهاد طوال (زمان غربتهم) على الأرض.. حتى بولس الرسول نفسه، الذي صعد إلى السماء الثالثة وسمع كلمات لا ينطبق بها (2كو 12: 2، 4).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
29 بولس الرسول العظيم يقول: (أقمع جسدي واستعبده، حتى بعدها كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا) (1كو 9: 27)!
هذا القديس المتواضع، لم يقل أنا خلصت في لحظة، كما يقولها بكل جرأة أحد الشبان في أيامنا! بل انه يقول بكل اتضاع: (أسعى نحو الغرض، لأجل جعالة دعوة الله العليا) (أسعى لعلى أدرك، الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح) (فى 3: 14، 12).
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
30 ولا يقول هذا الكلام عن نفسه فقط، بل يضعه كقاعدة أمامنا، بل أمام الكاملين منا فيقول:
(فليفتكر هذا جميع الكاملين منا.. فلنسلك بحسب بحسب ذلك القانون عينه، ونفتكر ذلك عينه) (فى 3: 15، 16).
إذن يا من تظن أنك نلت الخلاص في لحظة، انتظر قليلًا ولا تتسرع.. ربما تكون لحظة من النعمة قد مرت بك، فأحسست شيئًا روحيًا داخلك. وظننت أن نعمة تلك اللحظة قد صارت لك بيعة الحياة كلها..
إذن (لا تستكبر بل خف) (رو 11: 20) وأمامك مثال:
كتاب بدعة الخلاص في لحظة لقداسة البابا شنودة الثالث
31 القديس تيموثاوس، تلميذ بولس الرسول، كمثال في الخلاص:
كان هذا القديس من رجال الإيمان المعروفين. وقد تربى تربية صالحة على يدي أمه وجدته (2تى 1: 5) وكان منذ طفولته يعرف الكتب المقدسة (2تى 3: 15) وقد صار بعد إيمانه أحد أساقفة الكنيسة، وصار مساعدًا لبولس الرسول في كرازته الواسعة. ولقد قال عنه القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: (لأنه يعمل عمل الرب كما أنا أيضًا) (1كو 16: 10).
ومع كل ذلك، يقول له معلمه بولس:
لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك. لأنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا) (1تى 4: 16).
إذن القديس تيموثاوس الأسقف والمبشر والمعلم ومساعد بولس الرسول، الذي يعمل عمل الرب كما هو أيضًا.. تيموثاوس رجل الإيمان، كان محتاجًا إلى الخلاص، وكان محتاجًا أن يلاحظ نفسه لكي يخلص.. وهذه الملاحظة للنفس كانت لابد أن تستمر على الدوام.
وقد جعل الرسول خلاص هذا القديس الأسقف مشروطًا بشرط: إن فعلت هذا تخلص نفسك. إن لاحظت نفسك والتعليم ودامت على ذلك..
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب الكهنوت لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي لقداسة البابا شنودة الثالث
الاختيار في يد الإنسان ( قداسة البابا شنودة الثالث ) من كتاب بدعة الخلاص في لحظة
الغضب كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
بدع حديثة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 05:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024