منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 01 - 2014, 03:42 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

الأمور الصغيرة

هذا يحذرنا منه سفر النشيد قائلًا "خذوا لنا الثعالب الصغيرة، المفسدة للكروم" (نش2: 15). وهنا نجد تحذيرًا هامًا وهو:
مع أنها صغيرة، إلا مفسدة للكروم.
أول خطر لهذه الثعالب الصغار أنها تستطيع الدخول إلى النفس. الثعالب الكبيرة ربما لا تجد في سياج البستان تدخل منها. أما الصغيرة فدخولها سهل. الخطايا الكبيرة ربما يحترس منها الإنسان جدًا، ويبتعد عنها، وينفر منها، لذلك فالشيطان قد يؤجل محاربته بها، مادام هو منتبهًا لها. الأمور الصغيرة، فيحاربه بها:
يحاربه بها، لأنه لا يحترس منها، ولا يهتم بها.
تقول لإنسان مثلًا: احذر من العثرات. فيقول لك في استغراب: "عثرات؟! وهل مثلي يخاف من هذه الأمور الصغيرة؟! إنها قد تحارب الصغار أو المبتدئين. أما نحن فقد كبرنا عن أمثال هذه الأمور"... لهذا يحاربه الشيطان بها...

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
من كان يظن أن أبانا إبراهيم حبيب الله، يخاف ويقول عن زوجته سارة إنها أخته، فيأخذونها ويستبقونه؟! لاشك أن الخوف والكذب من الأمور الصغيرة بالنسبة إلى رجل روحاني عظيم مثل أبينا إبراهيم أبي الآباء والأنبياء...!
إن تنجيس الإنسان لا تلزمه خطية كبيرة مثل الزنا، إنما يكفي لذلك خطية من اللسان الذي "يدنس الجسم كله" (يع3: 6).
إنه "عضو صغير "ولكنه "عالم الإثم"، "شر لا يضبط، مملوء سمًا مميتًا" (يع3: 5، 8)، إنه ينجس الإنسان، كما قال الرب "ليس ما يدخل الفم، فمن القلب يصدر. وذاك ينجس الإنسان... أما ما يخرج من الفم، فمن القلب يصدر. وذاك ينجس الإنسان" (متى15: 11، 18). والعجيب أن خطية اللسان يقنعك الشيطان أنها من الأمور الصغيرة.
حقًا إن شيطان الأمور الصغيرة، يمكن أن يهلك الإنسان.
فيمكن أن تغرق سفينة بسبب ثقب صغير في قاعها...
والإنسان لا يشترط أن يكون موته بواسطة وحش كبير يفترسه، إنما يكفي لموته ميكروب صغير لا يري بالعين المجردة... لقد قال السيد الرب في عظته على الجبل:
"ومن قال يا أحمق، يكون مستوجب نار جهنم" (متى5: 22).
ما أسهل أن يقنعك الشيطان بأن كلمة (أحمق) وأشباهها هي من الأمور الصغيرة! وربما كان حنانيا وسفيرا يظنان أن خطيتهما أيضًا هي من الأمور الصغيرة، وقد هلكا بها (أع5: 1-11). وربما ظن سليمان أن زواجه بالأجنبيات هو من الأمور الصغيرة، وقد رأينا نتائجه الخطية جدًا على خلاص سليمان نفسه (1مل11: 1 - 11).
إن "الأمور الصغيرة "قد لا تكون صغيرة فعلًا.
الشيطان يسميها هكذا، ولكنها قد لا تكون كذلك... وربما توصل إلى أخطر النتائج، كما حدث مع سليمان وداود وحنانيا. وقد تتحول هذه الأمور الصغيرة إلى أشياء خطيرة جدًا...
إن الله يختبر إرادتنا بأي اختبار مهما بدا بسيطًا، لكنه يكشف نفسيتنا من الداخل، كما اختبر آدم وحواء بثمرة من ثمار الجنة.
فما هي هذه الأمور الصغيرة؟ ومن أمثلتها؟
ربما تكون مثل تمسك الإنسان برأيه، وعدم استشارته لأحد. وقد يقول له الشيطان "وماذا في ذلك؟ أي خطأ فيه؟ وهل لابد أن تستشير؟ وهل عقلك لا يكفي؟!". وقد تكون الأمور الصغيرة مثل قليل من التساهل مع الحواس والقراءات والسماعات... أو عدم التدقيق في الكلام، أو عدم لوم النفس في كل أخطائها.
طريقة الخلاص من شيطان الأمور الصغيرة هي حياة التدقيق.
كذلك التمسك بفضيلة "الأمانة في القليل "فالرب يقول "الأمين في القليل، أمين أيضًا في الكثير" (لو16: 10).
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2014, 03:44 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

التأجيل

إن الشيطان يريد بكل جهده أن يمنعك عن العمل الروحي.
إما إن وجدك مصرًا على العمل، فإنه يدعوك إلى التأجيل.
يقول لك: لماذا الإسراع؟ الأمر في يدنا نستطيع أن نعمله في أي وقت. ربما التريث يعطينا فكرة لفحص الأمر أكثر، أو لاختيار أسهل السبل الموصلة إليه، أو يعطينا مزيدًا من الاقتناع.. على أية الحالات عندنا بعض أمور هامة في أيدينا، ننتهي منها أولًا. ثم نأتي إلى هذا الموضوع.
والمقصود بالتأجيل هو إضاعة الحماس للعمل، أو إضاعة الفرصة، أو ترك الموضوع فترة لعلك تنساها، أو يحدث ما يغطي عليه...

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
كأن تأتيك مشغولية كبيرة نأخذ كل اهتمامك ووقتك، أو يحدث حادث يعطلك، أو تحدث عوائق معينة تضع صعوبات أمامك في التنفيذ، أو يلقي الشيطان في طريقك بخطية تفتر بها حرارتك الروحية، فلا تنفذ ما كنت قد نويت عليه وأجلته...
نتذكر أن الابن الضال لما أتاه الشعور أن يقوم ليذهب إلى أبيه، قام فعلًا وذهب (لو15: 18، 20). ولو أنه أجل، ما كنا نضمن كيف تنتهي قصته.
ومن أمثلة مضار التأجيل ما حدث لفيلكس الوالي والملك أغريباس:
بينما كان القديس بولس الرسول يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعب فيلكس وقال للقديس بولس "أما الآن فأذهب. ومتى حصل لي وقت أستدعيك" (أع24: 25). وبالتأجيل ضاع التأثر الذي كان عند فيلكس هذا. ولم يحصل له وقت، ولم يستعد بولس.
كذلك أغريباس الملك، بينما كان القديس بولس يترافع أمامه، قال له: أتؤمن أيها الملك أغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم أنك تؤمن. فقال أغريباس لبولس "بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا"، وبالتأجيل، لم يحصل أغريباس على هذا القليل ليقتنع ولم يذكر الكتاب أنه آمن.
ربما إحدى زيارات النعمة تدعوك، فإن أجلب ضاع تأثيرها.
إن فرصة في يدك، والحماس في قلبك، فأعمل عمل الرب ولا تتهاون ولا تؤجل، لأن التأجيل بما يكون خطوة إلى الإلغاء. والشيطان يقصد به ذلك. إنه لا يريد أن يمنعك في صراحة. ولكنه في لباقة يمنعك فعلًا... بالتأجيل. فاحترس منه.
لا تؤجل التوبة، ولا الصلاة، ولا عمل الخير جملة.
والكتاب يقول "لا تمنع الخير عن أهله، حين يكون في طاقة يدك أن تفعله. لا تقل لصاحبك: أرجع فأعطيك غدًا، وموجود عنك" (أم3: 27، 28).
هذا عن عمل الخير من نحو الغير. كذلك من نحو نفسك. فكلما يتكلم روح الله في داخلك، لا تؤجل الاستجابة لندائه. فالرسول يقول أكثر من مرة "إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب3: 7، 15).
إذن التأجيل لون من ألوان قساوة القلب.
والشيطان يدعوك إلى هذه القساوة، فيما يدعوك إلى التأجيل، أو هو يجعلك تعتاد قساوة القلب لتستمر بعيدًا عن الله.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2014, 03:45 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

المشغولية

بمشغوليات كثيرة يريد الشيطان أن يعطيك عن أي عمل روحي تعمله. هولا يريدك مطلقًا أن تجلس مع الله، أو أن تجلس مع نفسك. لأنه يخشى أن هذا الأمر بفصلك عنه ويلصقك بالله، وهذا أخشى ما يخشاه... فإن رآك الشيطان مواظبًا على صلواتك وقراءاتك، ومواظبًا على الاجتماعات الروحية وكل وسائط النعمة التي تنمى محبة الله في قلبك، حينئذ يحاربك بالمشغولية. وتكون إما مشغولية مؤقتة لتعطيل عمل معين، أو مشغولية دائمة، وهذه أخطر...
قد تكون المشغولية عملًا إضافيًا، يأتيك منه ربح مادي.
بحيث لا توجد معه وقتًا تتفرغ فيه لله. ويقنعك أن هذا العمل لازم جدًا لمعيشتك ولا يمكنك الاستغناء عنه. ومثل ذلك أيضًا ما يعرضه على البعض من دراسات عليا، أو بحوث، لتحسين مستواه العلمي، بحيث ينتهي من بحث ليجد آخر أمامه...
وقد تكون المشغوليات التي يقدمها خدمات كنسية تعطل وقت الصلاة.

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
الذى يرفض المشغوليات المادية، يقدم له خدمات كنسية، ويقنع ضميره بأهميتها. ونحن لا نعارض الخدمة، إنما المفروض أن تكون في حدود معينة بحيث لا تعطل الصلاة ولا التأمل ولا القراءة الروحية، ولا الصلة الخاصة بالله.
ليس فقط من أجل روحانية الخادم، بل أيضًا لنجاح الخدمة.
فالخادم إذا كثرت مشغولياته بحيث تفتر معها روحياته، لا تكون خدمته ناجحة ولا تكون لها تأثير قوى. لأن جفاف حياة الخادم الروحية، يجعل خدمته روتينية أو عقلانية، لا تدخل إلى أعماق القلب، ولا تخاطب الروح... وما أكثر الخدام الذين تجدهم مشغولين كل الوقت بأنواع أنشطة لا تنتهي، ولا يجدون وقتًا يصلون فيه صلاة، أو مزمورًا، أو ينفردون فيه مع الله. يعيشون على الرصيد الروحي القديم الذي كان لهم، دون جديد يضيفونه إليه، وحياتهم مهددة بالضياع...
هنا الشيطان لا يحارب العمل الروحي. ولكن لا يعطيه وقتًا.
لا يمنعك من الصلاة ولا من التأمل والقراءة، ولا من الترتيل والتسبيح ولا من المطانيات ولا من محاسبة النفس، بل قد يجعلك تلقي دوسًا ومحاضرات عن هذه الوسائط الروحية وفائدتها. ولكنه لا يترك لك وقتًا لممارستها. وتصبح -كما قال أحد الأدباء الروحيين- مثل الأجراس التي تدعو الناس إلى دخول الهياكل، دون أن تدخل هي إلى الهياكل، دون أن تدخل هي إلى الهياكل! حقًا ما أجمل قول أحدهم "قضيب عمرك في خدمة بيت الرب، فمتى تخدم رب البيت؟!"... هذا بالنسبة إلى الخدام. أما الأشخاص العاديون، فما أكثر مشاغلهم.
هناك مشغوليات الزيارات، والأحاديث والجدل والمناقشات. ومشغوليات الجرائد والمجلات، والأخبار والتعليق عليها. ومشغوليات التسلية وهي كثيرة تشمل الكبار والصغار. أنظر إلى مباريات الكرة مثلًا، وتأمل كم تأخذ من وقت الناس ومن مشاعرهم ومن حماسهم ومن تعليقاتهم...! وهناك أيضًا المشغوليات الفكرية والاجتماعية، ومشغوليات المشاكل وهموم العالم الحاضر، والمشغوليات المالية والاقتصادية... حتى الأطفال تشغلهم برامج التلفزيون، ورواياته، وقد تعطلهم عن الكنيسة. والكبار أيضًا تشغلهم هذه البرامج وتعطلهم!
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2014, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

إنه عالم مشغول

إن الله يطل من سمائه على العالم، فيجده عالمًا مشغولًا.
إنه عالم يجري بسرعة، لا يجد وقتًا يتوقف فيه ليفكر إلى أين هو ذاهب...! وهو أيضًا عالم صاخب، كله أحاديث وضوضاء ومناقشات وانفعالات... وأين الهدوء اللازم للعمل الروحي؟ غالبًا ما تبحث عنه فلا تجده...! حتى أن كثيرًا من رجال الإكليروس الذين كرسوا أنفسهم للرب، وأصبحوا "نصيب الرب"، تجدهم أيضًا مشغولين عن الرب بأمور كثيرة! إن حرب (مرثا) حرب قائمة ودائمة، كما يبدو في عالمنا الحاضر "أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، والحاجة إلى واحد" (لو10: 41، 42). أما أنت يا إبن الله وصورته، فينبغي أن يكون لك الطابع الروحي.
ليكن الله في مقدمة مشغولياتك، إن لم يكن شاغلك الوحيد.
عملك الروحي، وصلتك بالله، وحياتك الروحية، ينبغي أن تكون باستمرار في مقدمة مشغولياتك وفي توزيع وقتك، وبعد ذلك كل شيء. ضع خلاص نفسك أولًا، وأبديتك أولًا. ثم رتب باقي مسئولياتك مهما كانت أهميتها. وتذكر في ذلك قول الرب:

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله وخسر نفسه!" (متى16: 26).
وإن خسرت نفسك، ماذا تعطي عوضًا عن نفسك؟! وكل أولئك الذين ماتوا وتركوا هذا العالم، بماذا نفعتهم مشغولياتهم؟! ولما تركوا هذه المشغوليات بموتهم، هل ارتبك العالم؟ كلا، طبعًا. هذا العالم قال عنه الحكيم:
"الكل باطل وقبض الريح. ولا منفعة تحت الشمس" (جا2: 11).
ابدأ صباحك بالله، قبل أية مشغولية أخري. ليكن الله "في البدء". قل له "يا الله أنت إلهي. إليك أبكر. عطشت نفسي إليك" (مز63: 1). ونظم وقتك بحيث لا تطغي أية مشغولية على الوقت الذي تقضيه مع الله. ولا تخرج من منزلك قبل أن تقوم بكل واجباتك الروحية. ولا تجعل شيئًا يفوق روحياتك مهما كان ريحه، ومهما كانت قيمته أو أهميته...
إن الشيطان دائمًا يضخم في أهمية المشغوليات التي تعطلنا.
أو يضخم في إغرائنا بهذه المشغوليات. ولكن لا يوجد مطلقًا ما هو أهم من الله في حياتك. ولا يصح أن تضحي بعلاقتك مع الله من أجل أي شيء، أو أي شخص، أيًا كان. هوذا الرب يقول "من أحب أبًا أو أمًا... أو ابنة أكثر مني، فلا يستحقني" (متى10: 37). فكم هي أقل، باقي الأمور!
لذلك إن أتتك مشغولية جديدة، فكر كثيرًا قبل قبولها.
لأن الشيطان قد لا يكتفي بمشغولياتك الحالية التي تعطلك، فيحاول أن يضيف إليها مشغوليات أخري، لكي ترتبك..،ويقدم لك في كل يوم عروضًا ربما تكون سخية، ليشغلك بها. أما أنت فكن محترسًا. وضع روحياتك أمامك، قبل كل المشغوليات..
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2014, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

الفهم الخاطئ لمحبة الله

لا يناقش أحد في محبة الله لنا، وفي أهمية محبتنا له. ولكن الشيطان قد يقدم مفهومًا خاطئًا لهذه المحبة. بحيث أنه يمكن للإنسان أن يخطئ كما يشاء، معتمدًا على محبة الله ورحمته ومغفرته، ومعتمدًا على الخلاص الذي قدمه على الصليب!
وكأن محبة الله تقود إلى الاستهتار وإلى التراخي!

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
حاشا، فإن الكتاب يقول "أم تستهين بغني لطفة وإمهاله وطول أناته، غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب، تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب..." (رو2: 4، 5). ويقول أيضًا "هوذا لطف الله وصرامته. أما الصرامة فعلي الذين سقطوا. وأما اللطف فلك إن ثبت في اللطف، وإلا فأنت أيضًا ستقطع" (رو11: 22)
إن الشيطان يقدم محبة الله، بأسلوب يضيع مخافته!
ويستغل إلى أبعد الاستغلال - بتفسير خاطئ - قول القديس يوحنا "لا خوف في المحبة. بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو4: 18). وهكذا يحاول أن ينزع مخافة الله من قلوب الناس باسم المحبة، بينما الكتاب يقول "رأس الحكمة مخافة الرب" (مز111: 10). هنا وأستأذنكم في طبع كتاب لي عن (مخافة الله)، وعلاقة هذه المخافة بالمحبة. كنت قد جهزته منذ أكثر من عام، وأعلنت عنه، ثم أرجأت طبعه. وفي صميمي أري نشره لازمًا، لأن كثيرين يستغلون محبة الله استغلالًا خاطئًا يبعدون به عن الحرص الروحي، وربما يقعون به في اللامبالاة. وكل هذا من حيل الشياطين!!
حقًا إن الله محب جدًا وغفور، ولكنه أيضًا عادل وقدوس.
وإن كان الله غير محدود في محبته، فهو أيضًا غير محدود في عدله، وغير محدود في قداسته. وقداسة الله لا تقبل الخطية. وعدله يعاقب عليها...
هذا من جهة محبة الله لنا. وماذا عن محبتنا نحن الله؟
الشيطان يصور محبتنا لله، كمجرد مشاعر، لا أكثر!
بينما محبتنا لله هي في مفهومها السليم، المحبة العملية "لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو3: 18). ومن يحب الله، لا يخالفه، لا يعصاه، لا يفعل ما يغضبه. ولذلك ارتبطت محبتنا لله بطاعته وحفظ وصاياه. والرب قد قال "عن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي" (يو15: 10)، "إن أحبني أحد يحفظ كلامي" (يو14: 23)، وقد قال القديس يوحنا الحبيب "هذه هي محبة الله، أن نحفظ وصاياه" (1يو5: 3). ومحبتنا لله، معناها أننا لا نحب العالم وكل شهواته. لأن الكتاب يقول "إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب" (1يو2: 15). ويقول أيضًا "محبة العالم عداوة لله" (يع4: 4).
فلا يخدعنك الشيطان ويقول لك: يكفي أن تحب الله، وافعل ما تشاء!
ويقصد تفعل ما تشاء من الأخطاء أو التقصيرات! إن هذا فكر شيطاني، يقصد به أنك لا تلوم نفسك على أخطائك، وبالتالي تبقي فيها غير شاعر بأهميتها! كما أنه يصور المحبة بمفهوم خاطئ، كأنها مجرد مشاعر، بلا عمل يدل عليها. وهو بهذا يهز القيم الروحية في نظرك...
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2014, 03:50 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

هزّ المبادئ والقيم

الشيطان يشن على العالم الآن حربًا فكرية، يريد بها أن يقدم مبادئ جديدة ومفاهيم جديدة، تخدم أعراضه التي يريدها.
وفى هذه الرب يحاول أن يهدم القيم والتقاليد، وكل المسلمات.
يشكك الناس فيها كلها. ويتهم كل من يتمسك بالتقاليد القديمة، بأنه رجعى أو متخلف، أو "دقة قديمة "غير متحضر!! كما لو كان القديم سبة ينبغي التخلص منها!

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
إنها ثورة من الشيطان على القيم، وعلى العقائد أيضًا.
يريد الشيطان أن يكون تيارًا عامًا خاطئًا، كل من لا يسلك بمفاهيمه، يهاجمه المجتمع ويتهكم عليه! حتى أصبح كثير من المسلمات موضع جدل ونقاش! ما هي الفضيلة؟ وما هو الدين؟ وما هو الدين؟ وما هي الحقوق وما هي الواجبات؟ بل ما هي العلاقة بين الأب وابنه في مفهوم الحرية؟
لقد أعطى الشيطان في حيلنا مفهومًا منحرفًا للحرية...
أراد في هذا المفهوم أن يقنع الإنسان بأنه حر يفعل ما يشاء، ويعتنق ما يشاء من أفكار أو عقائد، وينشرها، بلا أي قيد على الإطلاق، مهما كانت آراؤه أو معتقداته أو تصرفاته خاطئة، ومهما كانت خطرة على المجتمع...! والمعروف أن الحرية المطلقة لا يوافق عليها أحد...
فالإنسان له أن يمارس حريته، بحيث لا يعتدي على حريات وحقوق الآخرين، وبحيث لا يسئ إلى المجتمع، ولا يحطم ما فيه من قيم وأخلاقيات.
أما أن يمارس حرية بلا شروط ولا تحفظات، فإن الحرية حينئذ ستكون مجالًا للإباحية والاستهتار، ومجالاُ للانحراف الفكري، دون ضابط! وإن كان الله قد منح الإنسان حرية، فإنه وضع له إلى جوار هذه الحرية وصايا ينفذها. كما أن الله سيحاسب الإنسان على مدى استخدامه لهذه الحرية، ويعاقبه إن كان قد أساء بها إلى نفسه أو إلى غيره.
والحرية المطلقة التي يدعو إليها الشيطان، لها أخطار سلوكية وعقائدية:
فالأخطار السلوكية نذكر كمثال لها الحرية التي أراد أن يسلك بها الهيبز hippies والبيتلز beatles وبعض الوجوديين الملحدين. بحيث لا مانع من أن يسيروا عراة في الطريق العام، أو أن يمارسوا الجنس بلا خجل، ويخدشوا حياء المجتمع...! ومثال لهذه الأخطاء أيضًا كل المناهج الإباحية، وكل العثرات التي يصادفها المجتمع، وتدفعه دفعًا إلى الفساد، ولا مانع عند الشيطان من ذلك، باسم الحرية. وفي الواقع هذا خداع. فهناك مفهوم سليم للحرية من الناحية الروحية...
فالحرية الحقيقية هي أن يتحرر الإنسان من الداخل، من الأخطاء:
يتحرر من الشهوات والرغبات الخاطئة، ومن العادات المسيطرة عليه التي تفقده حرية إرادته. أما إن حقق الإنسان رغباته ونزواته بكل ما فيها من انحراف، واستمر مستعبدًا لها، خاضعًا للجسد وللمادة التي تقوده، فماذا ستكون النتيجة إذن؟!
حتمًا إن العالم المستعبد لنزواته سيصل إلى كراهية الله الذي يقف ضد هذه النزوات. وهذه هي خطة الشيطان الماكرة!
أن يسعى إلى أن يكره الناس الله، ويعتبرونه عدوًا لهم، لأنه يضيع حرياتهم، ويلغى وجودهم، ويقف ضد رغباتهم...! وبدلًا من أن يصححوا رغباتهم ويصيروا أنقياء، فإنهم يتمسكون بهذه الرغبات ويعادون الله بسببها!
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2014, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 47 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

حرية الاعتقاد شيء، و الهرطقة شيء آخر

والشيطان أيضًا ينشر حرية بلا قيد في الفهم اللاهوتي.
بحيث أن كل إنسان يفسر الكتاب كما يشاء، ويفهم منه ما يشاء، وينشر ما يفهمه. وبهذا تتبلبل الأذهان وسط مفاهيم خاصة. وأمكن بهذه الحيلة أن توجد مئات المذاهب داخل المسيحية. سببها هذه الحرية الخاطئة التي يقولون فيها إن كل إنسان له حرية الاعتقاد دون الخضوع لسلطة دينية!!
إن الكنيسة لها إيمان واحد. وليست هي مجموعة متناقضات.
هذا الإيمان علم به الكتاب المقدس، فقال "رب واحد، إيمان واحد" (أف4: 5). ولجمهور المؤمنين "قلب واحد، ونفس واحدة" (أع4: 32).
والكنيسة هي جسد واحد، مهما تعددت أعضاؤه، وهذا الجسد رأسه المسيح (أف5: 23). ومادام رأسها هو المسيح، فباستمرار لها فكر المسيح (1كو2: 16). وفكر المسيح واحد لا تناقض فيه.
فماذا إذن عن حرية الاعتقاد؟ ما حدودها؟

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
نحن لا نعارض أن كل إنسان له حرية الاعتقاد. ومحال أن يعتقد شيئًا على الرغم منه. فالذي له اعتقاد الكنيسة يصير عضوًا في الكنيسة. ومن ليس له اعتقادها يبقى خارجًا عنها، بكامل حريته. ويبقى للكنيسة إيمانها الواحد. والكنيسة لا تتعدى على حرية أحد، ولا ترغمه على الأيمان. ولكن:
ليس لأحد أن يدعى عضويته في كنيسة لا يؤمن بمعتقداتها.
وهنا يكون دفاع الشيطان عن الحرية لا معنى له. فالحرية موجودة. ولكن كل من يقبل أن يكون عضوًا في كنيسة عليه أن يلتزم بعقائدها. وهذا أمر بديهي. فإن لم يلتزم بعقائدها، يكون قد خرج منها بإرادته. وينطبق عليه قول القديس يوحنا الحبيب "منا خرجوا،ولكنهم لم يكونوا منا. لأنهم لو كانوا منا، لبقوا معنا" (1يو2: 19). نقول هذا، لأنه باسم حرية الاعتقاد، نجد أنه في بعض كليات اللاهوت، في جهات كثيرة من العالم، يدرس المحاضرون ما يشاءون دون الالتزام بعقيدة الكنيسة التي ينتمون إليها، أو التي يدرسون عقائدها. فيدخل الأستاذ إلى المحاضرة، ويقول الذي يعجبه!
وهكذا وجد في بعض الكليات أساتذة لاهوت ملحدون!!
وأفلح الشيطان، باسم الحرية الزائفة، أن يضرب ضربته وينجح!!
أما الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية، الملتزمة "بالإيمان المسلم لنا من القديسين" (ية3)، فلم تسمح بهذا مطلقًا، بل كانت تحكم بحرم المبتدعين والمنحرفين وإخراجهم، لكي تبقي الكنيسة بإيمان واحد، تسلمه سليمًا للأجيال المقبلة. وهكذا قال القديس بولس الرسول في قوة:
"إن بشرناكم نحن، أو ملاك من السماء، بغير ما بشرناكم به، فليكن أناثيما" (غل1: 8). وقال القديس يوحنا الحبيب "إن كان أحد يأتيكم، ولا يجيء بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2يو10، 11). إنه حزم شديد من أكثر الرسل حديثًا عن المحبة.
لذلك كانت الكنيسة حريصة على الإيمان، تدافع عنه ضد أي انحراف. ولا تقبل مطلقًا أي انحراف إيماني يدخل إلى الكنيسة باسم الحرية! لينشر أفكارًا خاصة...!
لذلك فإن الشيطان لا يقبل سلطان الكنيسة، ويحارب السلطان الكهنوتي.
خذوها قاعدة ثابتة على مدي أجيال التاريخ: كل من ينحرف في عقيدته، إذا لم يتب، لابد أن يحارب السلطان الكهنوتي، أي يحارب القوة التي تحكم على انحرافه بسلطان من الله (متى18: 18، يو20: 23).
ولما كان الشيطان ينشر أفكاره وانحرافاته في كل ميدان، وليس في محاربة الكنيسة وحدها، لذلك فقد لجأ الشيطان إلى حيلة معروفة وهي:
الوقوف ضد السلطة عمومًا، في كل مجالاتها...
ويقصد طبعًا أن يقف ضد كل سلطة سوف لا تقبل الانحراف أو الخطأ، بل تحاربه وتمنعه أو تعاقبه، وذلك لكي يستمر الخطأ...
فهو يحارب سلطة الأب في الأسرة، دفاعًا عن شخصيته الأبناء!
وهو يحارب سلطة المعلم في الكلية أو المدرسة، لخلق جيل قوي!
وهو يحارب سلطة الدولة، باسم الديمقراطية وحقوق الشعب!
وهو أيضًا يحارب سلطة الله، لكي يشعر الإنسان بوجوده هو!
وبالتالي يحارب سلطة الإكليروس، كوكلاء لله على رعيته (تى1: 7).
الشيطان لا يريد وجود رقيب يضبط الأخطاء ويقومها. بينما الله يقول "قد جعلتك رقيبًا... فاسمع الكلمة من فمي، وانذرهم من قبلي" (حز3: 17). يريد الشيطان أن تبقي كل الأمور، بلا ضابط، بلا رقيب، بحرية طائشة، كما يقول الكتاب عن عهد القضاة: ولم يكن ملك في إسرائيل في تلك الأيام. وكان كل واحد يفعل ما يحسن في عينيه" (قض17: 6)... كل واحد يعمل ما يعجبه، وينشر ما يعجبه من آراء ومعتقدات. وإن وقفت ضده سلطة يهاجمها، بل يهاجم مبدأ السلطة عمومًا!! وهذه خطة الشيطان...
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2014, 03:52 PM   رقم المشاركة : ( 48 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

الانقياد للتيار العام

قد يكون التيار العام كله خاطئًا، يدعوك الشيطان أن تخضع لهذا التيار، وتكون مثله! وقد يهمس في أذنيك:
الكل هكذا... لماذا تشذ أنت، ويكون لك أسلوب خاص؟!
والجواب أننا نتبع الحق أيًا كان موقعه، في جانب الأغلبية أو الأقلية. فإن كانت أغلبية الناس في خطأ، فإننا لا نتبعها. وهكذا فعل أبونا نوح: كانت كل الناس في عهده أشرارًا، وكان هو وحده البار مع أسرته.
ما أسهل أن تكون الغالبية كلها مخطئة، أو الجيل كله.
الغالبية في وقت الصلب كانت مخطئة وصاحت أصلبه أصلبه (لو23: 21). بل الجيل كله، قال عنه السيد المسيح "جيل فاسق وشرير" (متى12: 39). وغالبية الناس أيام آخاب الملك، كانت تعبد الأصنام، إلا سبعة آلاف ركبة فقط من بين مئات الآلاف (1مل19: 18). وفي أيام موسى النبي، حكم الرب على الشعب كله بأنه متمرد وصلب الرقبة، ولم يدخل منه إلى أرض الموعد إلا اثنان فقط هما يشوع بن نون، وكالب بن يفنه (عد14: 20 - 30).

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
وإن رجل الله الثابت في وصاياه، هو الذي ينشد قائلًا:
سأطيع الله حتى لو أطعت الله وحدي
ولكن الشيطان يدفع دفعًا في التيار العام بطرق شتى:
أحيانًا يجعل الناس يجارون الخطأ من باب المجاملة، أو من باب الخجل، أو من باب التقليد، أو خوفًا من تهكم الناس ومن تعييرهم، أو نتيجة لضغط الظروف الخارجية وإلحاح الآخرين. أو أن يقول لهم الشيطان "هذه المرة فقط، ولن تتكرر"! ثم تتكرر طبعًا.. أو أن شخصًا قد يجاري التيار خضوعًا لسلطة أقوي منه أو خضوعًا لرئاسة... وقد يجاري التيار جهلًا. وقد يقول له الشيطان:
هل من المعقول أن يكون كل الناس مخطئين: وأنت الوحيد المصيب؟!
هل من المعقول أن كل هؤلاء يعرفون أين يوجد الخير والحق، وأنت الوحيد الذي تعرف؟! اتضع يا أخي... (ويتضع) الأخ! وينجرف في التيار.
وقد يسير في التيار نتيجة لصداقة أو صحبه خاطئة استطاعت أن تؤثر عليه وتجذبه إلى طريقها، كما سار سليمان الحكيم في طريق نسائه (1مل11: 4).
وقد يخضع الإنسان للتيار نتيجة لضعف شخصيته..، والعجيب أن أهل العالم يكونون أقوياء جدًا في دفاعهم عن طريقهم الخاطئ، وفي سخريتهم من أولاد الله الذين لا يجارونهم. ويظلون ينعونهم بشتى النعوت، حتى يضعف هؤلاء ويخضعون...! يا للأسف...
إن أولاد الله يجب أن يكونوا أقوياء في مبادئهم، ثابتين راسخين، لا يتزعزعون أما تهكمات الأشرار. وليتذكروا قول الكتاب:
"لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة، بل بالحرى وبخوها" (أف5: 11).
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2014, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

لا تشاكلوا هذا الدهر

فإن لم يستطيعوا أن يوبخوا أعمال الظلمة، فعلي الأقل لا يشتركون فيها.. وليكن لهم أسلوبهم المميز في الحياة، الذي قال عنه القديس يوحنا الحبيب "بهذا أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس (ظاهرون) (1يو3: 10). وكما قيل "من ثمارهم تعرفونهم" (متى7: 16). وقيل أيضًا "لغتك تظهرك" (متى26: 73). وقد قال القديس بولس الرسول عن عدم الخضوع للتيار العام:
"لا تشاكلوا هذا الدهر" (رو12: 2).
أي لا تصيروا شكله. لا تصيروا مثله. لأن شكلكم معروف، فأنتم صورة الله ومثاله. وما أجمل قول الله في ذلك "نعمل الإنسان على صورتنا، كشبهنا" (تك1: 26). فكيف تتنزل عن صورتك الإلهية، لتصير كصورة عالم ساقط منحرف.

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
إن دانيال والثلاثة فتية، كانوا أقوي من التيار العام.
ليس فقط في انفرادهم عنه بعبادة إلههم، حتى لو أدي الأمر أن يلقي دانيال في جب الأسود، ويلقي الثلاثة فتية في أتون النار... بل حتى منذ بدء تعيينهم في قصر الملك، إذ رفضوا الطعام الملكي، ولم يأكلوا مع سائر الفتيان. وما أجمل قول الكتاب "أما دانيال فجعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه" (دا: 8). صمم دانيال والثلاثة فتية على هذا الأمر، مع أنهم كانوا أسري حرب، وتحت سلطان، يخدمون وهم عبيد في قصر الملك. ولكن قلوبهم وأرواحهم كانت حرة طليقة، لا تخضع للتيار العام، بل لمشيئة الرب.
لذلك كن شجاعًا، وصحاب مبدأ، قاوم التيار العام إذا أخطأ.
لا تخضع للشيطان وكل نصائحه، بل وكل مخاوفه. وارفض الخطأ مهما رأيت كبارًا يسيرون فيه! وإن وجدت الذين يسيرون في طريق الحق قليلين، فلا يضعف قلبك، فهذه هي القلة المختارة. وقد قال الرب "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه" (متى7: 14). واعلم أنه:
لو وقعت الغالبية في الخطأ، فهذا لا يجعل الخطأ صوابًا.
الخطأ هو الخطأ. ووقوع الأغلبية فيه لا يبرره. والمعروف أن الصواب طريقه صعب، وقد لا يستطيعه كل الناس، بل القلة المتميزة بمبادئها. فإن وجدت الشيطان قد ألقي الكل في الخوف، لا تخف أنت. وإن وجدت الغالبية تعلمت التملق والرياء، فلا تكن أنت كذلك. وإن وجدت الكل قد استعملوا أساليب العالم في لهوه وترفيهاته ورفاهيته وأزيائه، فلا تكن كذلك. وإن وجدت لغة الناس قد تغيرت، وأصبحت ليست كذي قبل، فلتكن أنت بنفس لغتك الأولي.
وإن ضعفت مقاومتك للتيار، فقل مع المرتل في المزمور:
نجنا يا رب من هذا الجيل، وإلى الأبد آمين" (مز12: 7).
والرب قادر أن ينجيك من التيار العالم، فلا يجرفك.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 01 - 2014, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 50 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,719

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث

الإغراءات

منذ الخطية الأولي، والشيطان يقدم إغراءات ليسقط ضحاياه. وكان أول إغراء قدمه لأبوينا الأولين هو "تصيران مثل الله، عارفين الخير والشر" (تك 3: 5). واستمر يقدم إغراءات للبشر "شهوة الجسد، وشهوة العين، وتعظم المعيشة" (1يو2: 16). وقدم هذه كلها لسليمان الملك (جا2: 1 - 10). وعلى الجبل قدم للسيد المسيح ثلاثة إغراءات: الخبز، حمل الملائكة له على أجنحتها، وكل ممالك الأرض ومجدها (متى 4). ورفض السيد كل هذا، وأخزى الشيطان وطرده. إن إغراءات الشيطان لا تستلقط إلا قلبًا يميل إليها...
أو يمكن أن يميل إليها... أما القلب القوى فإنه يرفض تلك الإغراءات، أو قل إنها لا تغريه. إن الملكة إيزابل أرادت أن تؤثر على ياهو الملك وتغريه، كما كان آخاب الملك تحت سيطرتها من قبل "فكحلت بالإثمد عينيها، وزينت رأسها" (2مل 9: 30) أما يا هو، فلم يغره هذا الجمال الزائف، بل احتقره وأمر بقتلها...

كتاب حروب الشياطين لقداسة البابا شنودة الثالث
والشيطان أحيانًا ينتقى إغراءاته، وأحيانًا يجس النبض...
يجس النبض لكي يرى هل محاربه يضيف أمام هذا الإغراء أم لا. فإن وجده لا يهتم ولا يتأثر، يجرب إغراء آخر، كما فعل مع السيد المسيح، فوجده قويًا أمام كل إغراءاته. ومن خبرة الشيطان الطويلة، أنه ينتقى لكل نوع من الناس ما يرى أنه يناسبه...
وقد يغرى بالشيء الذي يرى الشخص محتاجًا إلية.
كما قدم للسيد المسيح تجربة الخبز، حينما قيل عنه إنه "جاع أخيرًا" (متى 4: 2، 3). وقدم تجربة العرافة لشاول الملك في الوقت الذي رآه فيه محتاجًا إلى مشورة ولم يجد (1صم 28: 4 - 7). وقدم تجربة العجل الذهبي لبنى إسرائيل في وقت رآه مناسبًا، وقد غاب عنهم موسى النبي، وغاب معه الإرشاد الروحي وهيبة النبوة (خر 32: 1 - 4).
والشيطان يقدم الإغراء قويًا مؤثرًا، ليمنع التوبة والعمل الروحي.
فإن وجد إنسانًا قد عزم على التوبة بكل عزم وقوة، يقدم له خطية كان يشتهيها منذ زمن، ويبحث عنها فلا يجدها. فيضعها أمامه فجأة تسعى بنفسها إليه من حيث لا يدرى، فيغريه بها ليسقط... وإن كان إنسان قد أبطل قراءة كتب معينة معثرة، لا مانع في هذا اليوم من أن يرسل إليه صديقًا، يهديه كتابًا كان هذا (الضحية). يشتهى شراءه شهورًا طويلة ولا يجده في السوق. فيجد نفسه أضعف من الإغراء، فيقرأ ويسقط. وإن تاب شاب عن الخطية الزنا، يجد خطية سعت إليه سعيًا.
بحيث يظن المسكين أنها فرصة لا تعوض. ويقول له الشيطان: لا تترك هذه الفرصة، ويمكن أن تتوب بعدها...!
وهكذا إن وجد الشيطان إنسانًا يبعد عن الخطية، يأتي إليه بأكبر إغراءات للخطية بالنسبة إليه. لأنه يعرف تمامًا أين يوجد الجرح الذي يدوس عليه فيؤلمه..فإن تبت ووجدت خطية تسعى إليك في إغراء عجيب...
لا تقل هذه فرصة. بل قل: هذا بلا شك فعل الشيطان.
ليس هذا شيئًا طبيعيًا، ولا هو أتى عن طريق الصدفة. بل هي خطة مدبرة محكمة من عمل الشيطان. ومبارك هو الرب الذي كشفها لي لأهرب منها... وكما قال الراهب القديس عبد المسيح الأثيوبي المتوحد ببرية شيهيت " فخ يا أباتي فخ"... نقطة أخرى بارزة في حرب الشيطان هي...
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأمل حروب الشياطين - بالموسيقي - البابا شنودة الثالث
كتاب آدم وحواء لقداسة البابا شنودة الثالث
حروب الشياطين-البابا شنودة الثالث
الغضب كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حروب الشياطين كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 12:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025