![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الذاتية ومحاولة تحقيق الذات · الذي يريد أن يكبر ذاته يعمل على تحقيق ذاته في كل شيء. ![]() ويقصد بعبارة (تحقيق ذاته) أنه يشعر بوجود هذه الذات وحفظ مكانتها في كل عمل تعمله، حتى في الكنيسة، وفي الخدمة، يريد أن هذه الذات تظهر وتحقق وجودها. وما أكثر ما تتحطم الخدمة بظهور الذات ومحاولتها أن تبدو وأن تسيطر، ولا مانع من أن تصطدم بغيرها، ويسود الانقسام والصراع في الخدمة بسبب الذات. ![]() حتى في التعليم، قد تحاول الذات أن تثبت وجودها. وربما في سبيل ذلك، يوجد المنهج الخاص والتعليم الخاص، والخروج عن المفهوم العام لتقديم مفهوم خاص تتميز به الذات وتظهر. وقد تحاول أن تحطم التعليم القديم الثابت في الأذهان، لتقدم تعليمًا جديدًا.. وهكذا تظهر البدعة. وتدافع الذات عنها لتثبيتها. وفي الخدمة، ما أسهل أن تسعي الذات وراء المتكآت الأولي، والمنافسة عليها. فلا تكون الذات باذلة في مجال الخدمة، بل تكون الخدمة هي الوسيلة التي تظهر بها الذات، وتنال بها تقديرًا واحترامًا. ![]() * ومن اخطر ما تقع فيه الذات: الاستقلال عن الله. وكأن الذات تبحث عن ملكوتها هي، وليس عن ملكوت الله. وتهتم بتنفيذ مشيئتها الخاصة، لا مشيئة الله، وتحقيق رغباتها هي، لا وصايا الله. وبهذا تبعد كل البعد عن حياة الطاعة والتسليم. ومن الأمثلة البارزة في هذا المجال يونان النبي، الذي هرب من تنفيذ أمر الله في الذهاب إلي نينوى والمناداة عليها بالهلاك. لأنه كان يدرك أنها إن تابت بمناداته، سيغفر الله لها ولا تهلك.. فتسقط كلمته في المناداة عليها. وقد حسب ذلك ضد كرامته!! لذلك عندما رحم الله أهل نينوى، غًم ذلك يونان غمًا شديدًا فأغتاظ، وقال: الآن يا رب خذ نفسي، لأن موتي خير من حياتي (يون4: 1-3). ![]() * ومن مظاهر استقلال النفس عن الله، رغبتها في أن تحيا في حرية مطلقة، ولو أدى الأمر أن تعصي فيها كل وصايا الله!! وهذا ما وقع فيه الكثيرون، وقادتهم الحرية الخاطئة إلي التسيب والانحلال، وإلي الإباحية والشذوذ، والمطالبة لأنفسهم بحقوق في إباحيتهم وشذوذهم، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.ومن أمثلة ذلك أيضًا الوجوديون، الذين رأوا أن وجودهم لا يتحقق في ظل وصايا الله. فنادوا بأنه من الخير أن الله لا يوجد، لكي يوجدوا هم، أي لكي تتحقق لهم الحرية الكاملة في التمتع باللذة المنحرفة مستقلين عن الله..! ![]() والذي من أجل تحقيق ذاته، يأخذ هذا الموقف من الله، طبيعي جدًا أن يأخذ نفس الموقف من أب الاعتراف. فهو لا يريد أن يكون أب الاعتراف عائقًا لحريته. لذلك لا يطيعه إلا فيما يتفق مع غرضه هو. وإن نصحه أب الاعتراف بتدبير يراه ضد فكره واتجاهه، يجادله ولو إلي حد عدم الاستجابة لإرشاده. وقد يلجأ إلي عدم استشارته مطلقًا في أي أمر يشعر بأنه سيرفضه. وبهذا يريد أن يكون أب اعترافه مجرد جهاز تنفيذي لرغباته، يعطيها شرعية كنسية بالموافقة عليها، أو يسلك حسب هواه.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() السيطرة ![]() * والإنسان الذي يحب ذاته بمثل هذه المحبة الخاطئة، تظهر هذه الذات مسيطرة في معاملاته. فهو يريد أن يكون أهم من غيره. ويريد احترامًا لذاته من كل من يتعامل معه. ويكون حساسًا جدًا لكرامته وسمعته ونفوذ كلمته! وبسبب ذلك ما أسهل أن يصطدم بغيره. وتقوده الذات إلي خصومات وربما إلي معارك. ويقوده التنافس إلي الحسد. وتظهر (الأنا) Ego واضحة في تعامله. تقوده إلي الأنانية التي تسبب له كراهية الناس وتجنبهم للاختلاط به. ويميل إلي العظمة وتشامخ الروح. ويود أن تكون هذه العظمة له وحده، وتزول من غيره لتستقر عنده. ويستاء من كل مديح يوجه إلي غيره. كما لو كان إعجاب الناس وقفًا عليه وحده! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الطمع والمهتم بذاته يقع أيضًا في الطمع. وينطبق عليه قول الكتاب "كل الأنهار تجري إلي البحر، والبحر ليس بملآن" (جا 1: 7). ذاته لا تحاول أن تكتفي في كل المجالات. لا تكتفي غني ولا عظمة ولا مديحًا. ![]() أليس أن الشيطان لم يكتف بما كان فيه من مجد، فأراد أن يرتفع فوق كل كواكب الله، بل يصير مثل العلىً! (أش 14: 13، 14). وفي طمع الإنسان المحب لذاته، قد لا يسمح بأن يعطي فرصة لغيره أن ينال شيئًا إلي جواره. كما قيل عن رعاة لوط أنهم اختصموا مع رعاة إبراهيم، لما كثر الخير فتنافسوًا على المراعي. وقيلت تلك العبارة المؤلمة "ولم تحتملها الأرض أن يسكنا معًا" (تك 13: 6). والذي تقوده الذات إلي الطمع، يصعب عليه العطاء. فيحب الأخذ أكثر من العطاء، بعكس وصية الرب(أع 20: 35). من أجل تمركزه حول ذاته، يصعب عليه دفع العشور والبكور، ويصبح العطاء كأنه اقتطاع من ذاته،وفي قصة الغني ولعازر (لو 16) كان لعازر يشتهي الفتات الساقط من مائدة الغني، وذلك لا يعطيه. وبالتالي فإن المحب لذاته -إذا أعطي- يصعب عليه أن يعطي في الخفاء. لأن ذلك لا يمجد ذاته في أعين الناس. وإن أعطي، يكون عطاؤه كله خارج ذاته، بينما أعظم العطاء هو في بذل الذات لأجل الغير حسب قول الرب (يو 15: 12). ![]() والمحب لذاته يقع في الافتخار وفي تبرير الذات. فهو يكثر الحديث عن نفسه وفضائلها. وبلا شك يتحدث عن أنصاف الحقائق. لأن النصف الآخر من الحقيقة -وهو ضعفات ونقائص تلك النفس- لا يذكره في حديثه. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كلمة أنا كلمة (أنا) Ego والكبرياء يسيران معًا في طريق واحد منحرف، ويقعان معًا في هاوية واحدة، بعيدًا عن محبة الله والناس. إنها كلمة (أنا) في سعيها إلي الظهور، وفي طلبها للكرامة، ولمزيد من الحقوق، سواء على المستوي الدنيوي، أو المستوي الديني. ![]() ونقصد بكلمة (أنا) كل ما يتعلق بها أو ينتسب إليها.. كمن يقول: عائلتي، وقريتي، وأهلي، وعشيرتي، .. إلخ. كلها تحمل معني (الأنا) في الانتماء إليها، وفي الافتخار بها، وفي التعصب لها. على مستوي الجماعة، كما على مستوي الفرد. ![]() (الأنا) تريد كل شيء لها. وعلي الأقل تريد أفضل شيء لها..! ![]() وللأسف تبدو كمرض ينشأ منذ الطفولة المبكرة!! فعلي الرغم من وصف الأطفال بأنهم ملائكة، إلا أن (الأنا) تسود على غالبيتهم. فالطفل من صغره يتمسك بمحبة الذات التي تقوده إلي الغيرة وإلي الأنانية. فهو قد يتضايق إن أحبت أمه أو دلًلت طفلًا غيره. لأنه يريد كل الحب وكل التدليل له وحده. وإن أنجب أبواه طفلًا بعده، قد يعتبره منافسًا له في اهتمام الوالدين به. فهو يريد كل الاهتمام له! وإن رأي طفلًا آخر يلعب بلعبة جميلة، ربما يحاول أن يأخذها منه، أو يبكي بسبب ذلك.. إنها الذات ومشاكلها.. ![]() وبسبب ذلك فإن أسرة الطفل تحاول أن تتملقه أو تجامله، لتخفف من ضغط الذات عليه. وتقول له: أنت طفل جميل حلوًا أنت أحلي ولد. لا يوجد أبدًا مثلك.. وتظل تعطيه من أصناف المديح، بل ومن الهدايا والعطايا، لكي تشبع فيه (تحقيق الذات)، وتخفف عنه حروبها ومشاكلها! أو تحاول أن تقنعه بالرضي على غيره منً الأطفال. أو تعطيه ليعطيهم، فيكون العطاء عن طريقه، فتشبع ذاته وترضي..! ![]() محبة الذات هذه تتبع الطفل في نموه. وتكبر عنده حينما يكبر ويصير شابًا أو رجلًا. وتصير مصدرًا لألوان من الكبرياء عنده. والأمر يحتاج إلي حكمة كبيرة في أساليب التربية، لإنقاذ الطفل في أطوار نموه من كبرياء الذات وأنانيتها. وتفهيمه بأنه يمكن أن يكبر في الفضيلة، وفي النمو الروحي.. إلي أن توصله إلي تفضيل التواضع حينما يكبر في السن.. وليس هذا بالأمر السهل، ولكنه يحتاج إلي خبرة في التربية، ودراية بأساليب الإرشاد الروحي. أما الذي في نموه في السن، يستمر في إشباع الذات بالاستحواذ على كل شيء، فهو لا يزال يحتفظ ببعض أمراض الطفولة نفسيًا. ![]() ![]() وتبقي عنده مشكلة الذات: ماذا أكون؟ ومتى أكون؟ وكيف أكون؟ وكيف تكبر ذاتي؟ وكيف تفوق غيرها..؟ وتتحول ذاته إلي صنم يتعبد له!! بل قد تتبعه عبادة الذات في المجال الديني أيضًا!! فإن دخل في خدمة الكنيسة أو في خدمة المجتمع، تري ذاته أيضًا أمامه: كيف يكبر في مجال الخدمة؟ كيف يكون له الرأي الواجب التنفيذ؟ ويكون هو الأول أو يكون هو الوحيد والباقون أتباعًا!! كل ذلك في مجال خدمة الرب!! بل حتى في الصلاة، تقف الذات أمامه! كيف يعجب الناس بصلاته؟! وكيف باستجابة صلاته، ينال إعجاب الناس!! إنها (الأنا) التي لا تصلي لأجل خير الناس ومنفعتهم، إنما تصير (الأنا) هدفًا، تكبر عن طريق الصلاة واستجابتها! وإن لم يستجب الله لمثل هذه الصلاة، يدخل في عتاب مع الله: كيف تخلي عن أناه!! ![]() وربما في المعاملات، يريد أن يفرض صنم هذه الأنا على غيره! فكما أنه يحب هذه الأنا، ويتعبد لها ويمدحها، يريد أيضًا أن الكل يتعبدون لها ويمدحونها ويوافقونها على كل ما تريد!! ومن يعارض رغبات ذاته، يتخذه له عدوًا ويقاومه! لأنه لم يُشبع هذه (الأنا) ما تهواه من كرامة ومن كبرياء! وغالبًا ما تكون (الأنا) سبب كل عداوة وانقسام واختلاف. ويبقي أن الله ينجي الإنسان من خطورة هذه (الأنا) عليه وعلي غيره. وأيضًا على الإنسان أن يبحث عن وسائل تخلصه من أناه.. ![]() وربما إنسان يستخدم (الأنا) لاهوتيًا أو عقائديًا، فيفتخر بما وصلت إليه ذاته من رفعة روحية. فيقول: أنا تجددت. أنا تطهرت. أنا تقدست. أنا تبررت. أنا ضمنت الملكوت. أنا قد صار الشيطان تحت قدمي، أدوسه بكل قوه وأطرده.. وتكرر كلمة (أنا) في مثل هذه الافتخار! وفيه كله، لا يذكر إطلاقًا عمل النعمة فيه! ولا يُذكر الضعف البشري المعرض للسقوط. ولا يُذكر قول الكتاب عن نبي عظيم مثل إيليا: "إيليا كان إنسانًا تحت الآلام مثلنا "! (يع 5: 17) مع أنه " صلي صلاة أن لا تمطر السماء، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلي أيضًا، فأعطت السماء مطرًا، وأخرجت الأرض ثمرها" (يع 5: 17، 18). للأسف يستخدم الإنسان ما تعلنه نعمة الله معه، لتفتخر بها ذاته، وليس لكي يمجد عمل النعمة فيه، مع الاعتراف بضعفه. ![]() أما الآباء الأنبياء والرسل والقديسون، فقد استخدموا كلمة (أنا) في مجال الاتضاع وانسحاق النفس.. ![]() إبراهيم أبو الآباء، الذي باركه الله، وجعله بركة، وقال له: "وفيك تتبارك جميع قبائل الأرض" (تك 12: 2، 3)، نراه في مجال كلمة (أنا) يقول "أنا تراب ورماد" (تك 18: 27). وداود النبي، الذي كانت له دالة كبيرة عند الله، وقد صنع الله به نصرًا عظيمًا على جليات (1 صم 17)، نراه بعد ذلك لما عرضوا عليه مصاهرة الملك شاول، يقول لهم "هل هو مستخف في أعينكم مصاهرة الملك، وأنا رجل مسكين وحقير" (1 صم 18: 23).،وما أكثر اعترافه في مزاميره بضعفه. كأن يقول " ارحمني يا رب فإني ضعيف" (مز6: 2). ويوحنا المعمدان، مع أنه كان أعظم من ولدته النساء (مت 11: 11)، يقول للرب "أنا المحتاج أن أعتمد منك" (مت 3: 14). ويقول للناس " يأتي بعدي من هو أقوي مني، الذي لست مستحقًا أن أحل سيور حذائه" (مت 3: 11) (لو 3: 16). وبولس الرسول العظيم، الذي اختطف إلي السماء الثالثة (2كو 12: 2)، قال عن ظهور السيد المسيح للرسل بعد القيمة "وآخر الكل، كأنه للسقط ظهر لي أنا، لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلًا أن أدعي رسولًا، لأني أضطهدت كنيسة الله" (1كو15: 8، 9). ![]() هذا هو الاستخدام السليم لكلمة (أنا) بروح الانسحاق. وبنفس الروح، يرسل القديس العظيم بولس الرسول إلي تلميذه تيموثاوس فيقول "أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا. ولكني رُحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان" (اتي 1: 13). يقول ذلك عن نفسه في رسالة إلي تلميذه، بينما العادة أن يفتخر المعلمون أمام تلاميذهم! ولكنه يستدم كلمة (أنا) بالطريقة السليمة. ونلاحظ أنه عندما تحدث عن اختطافه إلى السماء الثالثة، لم يقل أنا، إنما قال "أعرف إنسانًا في المسيح يسوع" (2كو 12: 2) فلم يستخدم كلمة (أنا) في مجال التمجيد بينما استخدمها في الاعتراف بأخطائه. ![]() في تمجيد الذات، اهتم الآباء بتمجيدها في السماء لا على الأرض. في مجد (الأنا) على الأرض، في هذه الحياة الحاضرة القصيرة، كان يخيفهم قول الرب عن هؤلاء الذين ينالون مديحًا هنا من الناس:" الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم" (مت 6: 2). وتكررت نفس العبارة في (مت6: 5، 16). وبنفس المعني قال أبونا إبراهيم لغني لعازر: "يا ابني، اذكر أنك قد استوفيت خيراتك في حياتك" (لو16: 25). أما الذين " أجرهم عظيم في السماء"، فهم أولئك الذين أخفوا كلمة (أنا)، وعملوا الفضيلة في الخفاء، أمام أبيهم السماوي الذي يري في الخفاء، وسيجازيهم علانية (مت 6). وأيضًا أولئك الذين استخدموا عبارة (لا أنا) وما يشابهها. ![]() ![]() مثال ذلك القديس بولس الرسول الذي قال عن خدمته الناجحة: "ولكن بنعمة الله، أنا ما أنا، ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة. بل أنا تعبت أكثر من جميعهم. ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي" (اكو 15: 10). وهنا نركز على عبارة: "لا أنا، بل نعمة الله التي معي". ويكرر بولس الرسول نفس المعني، فيقول "مع المسيح صُلبت. فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيً" (غل 2: 20). لا أنا الذي يعمل، بل المسيح الذي فيً يعمل كل شيء. أما فقد صُلبت كلمة (أنا) فما عادت تظهر. ![]() وهكذا كل الخدام، لا تريد أن (الأنا) تنال مجدًا، بل يقولون: "ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز115: 1). نعم، في مجال التمجيد يقول كل منا: لا أنا، ليس لنا. وهذا هو التدبير الذي سار عليه القديس يوحنا المعمدان. فكان يرفض كل تمجيد موجه إليه، إلي "الأنا" ويحوله إلي السيد المسيح قائلًا عبارته الخالدة: "ينبغي أن ذاك يزيد، وأني أنا أنقص" (يو 3: 30). ما أكثر ترديد المعمدان لعبارة لا أنا، أو لست أنا.. أما أنا فمجرد "صديق للعريس، يقف ويسمعه فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس، إذن فرحي هذا قد كمل" (يو3: 29). ![]() وعبارة (لا أنا) نقولها ليس فقط من جهة علاقتنا بالله، بل أيضًا من جهة علاقتنا ببعضنا البعض.. فمن جهة الكرامة، يقول كل منا: لا أنا، عملًا بوصية الرسول: "مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة" (رو12: 10). ومن جهة الرئاسة يقول أيضًا كل منا لا أنا، عملًا بوصية الرب الذي قال: "من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا،ومن أراد أن يكون فيكم أولًا، فليكن لكم عبدًا" (مت 20: 26، 27). ![]() وفي عبارة "لا أنا" نتبع وصية الرب في المتكأ الأخير. نترك المتكآت الأولي للكتبة والفريسيين الذين يشتهونها (مت 23: 6). وأن عرضت علينا يقول كل منا: لا أنا. بل أخي أفضل مني وأولي. وهكذا نحيا حياة الاتضاع.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيف نتخلص من الذات (الأنا) يمكننا أن نتخلص من سيطرة الذات بالأمور الآتية:
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قهر الذات 1 - قهر الذات: الصوم والعفة يدخلان في قهر الذات، من جهة ضبط طلبات الجسد وشهواته. وهناك قهر آخر للذات من جهة شهوات النفس. فقد تشتهي النفس حب الظهور، وأن تعلن عن ذاتها وتسعي وراء العظمة. وفي هذا كله ينبغي أن نقاومها. وسعيد هو الإنسان الذي يراقب نفسه ويمنعها كلما تشرد وراء التنعمات العالمية. ويقنعها بأن التنعم بالله أفضل. إن مالت نفسك أو مال جسدك إلي متع هذا العالم، امنعهما بشدة: لا قسوة عليهما، إنما ضمانًا لأبديتك. لأن الذي يدلل نفسه هنا يهلكها.. ![]() ![]() والذي يتراخى في ضبط ذاته عليه، وتتمرد على سلوكه الروحي. بعكس الذي يدرب ذاته ويروضها في دروب الرب. إن الوسيلة التي تبني بها ذاتك، هي أن تقهر ذاتك وتغلبها. لأنك بقهر الذات وتغلبك عليها، تصل إلي المجد الحقيقي للذات، الذي هو غير المظاهر الخارجية من العظمة واللذة والشهرة.. كل هذه الأمور البرانية. بينما ينشد المرتل قائلًا في المزمور " كل مجد ابنة الملك من داخل" (مز45). ![]() ثق أن في قهر الذات لذة روحية، لا تعادلها كل ملاذ الجسد. لذلك إن أردت أن تبني ذاتك، اقهرها من جهة تطلعاتها الخارجية، لكي تبنيها من الداخل. وحينئذ تجدها في الله، وتجد الله فيها. وتبصرها صاعدة نحو الأبدية. ![]() ومن هنا كان الزهد من وسائل علاج الأنا. وفي الزهد تبني ذاتك -لا في هذا العالم الحاضر- إنما في العالم الآتي. وكما كان يوسف الصديق يخزن قمحًا للسنوات المقبلة، كذلك أنت أخزن ما ينفعك يوم تقف أمام الديان العادل،وكما خزنت العذارى الحكيمات زيتًا لحين مجئ العريس (مت 25). كذلك اخزن أنت زيتًا من عمل الروح القدس فيك.. اقهر ذاتك في أمور العالم، لأن العالم يبيد وشهوته معه (1يو 2: 17). ![]() إن أرادت أن تنتصر على الغير، اقهرها. فالانتصار الحقيقي هو الانتصار على الذات. أما الغير: فبدلًا من أن تنتصر عليهم، أكسبهم. لأن الكتاب يقول "رابح النفوس حكيم" (أم 11: 30).. أن الانتصار على الناس سهل. ولكن كسب الناس هو الذي يحتاج إلي مجهود، إن كنت فيه تقهر ذاتك.. * نقطة أخري في علاج الأنا. وهي محبة الآخرين وخدمتهم. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محًبة الآخرين وخدمتهم اخرج من حبس ذاتك داخل نفسك، إلي نطاق الآخرين. يقول المزمور "أخرج من الحبس نفسي" (مز142: 7). وأيً حبس هو أقوي من أن تحبس نفسك داخل هذه الأنا؟! اخرج منها إذن، واندمج في العالم الخارجي، مع الآخرين تحبهم وتخدمهم وتتعاون معهم. ![]() ![]() قطعًا، الشخص الذي يحب ذاته، لا تهمه محبة الآخرين. حاول إذن أن تخرج من التركيز على الاهتمام بنفسك، إلي الاهتمام بالآخرين. وثق أنك ستجد في هذه لذة. وسوف يبادلونك حبًا بحب، وتجد في محبتهم ما يشبع نفسك. أنتقل من مجال الأخذ إلي مجال العطاء. تدرب على أن تعطي الغير، تعطيهم خدمة، تعطيهم وقتًا، تعطيهم حبًا وجهدًا ومساعدة.. وإذا نما الإنسان في تدريب العطاء، فإنه يعطي حتى نفسه. وهذا أسمي ما يصل إليه في الانطلاق خارج الذات.. وإن كان من أخطاء (الأنا): البخل. فالعلاج هو العطاء. حيث يتدرب الإنسان على اليد المفتوحة باستمرار، الممدودة بالعطاء إلي الغير، في سعة، وفي رفق وحنان.. شكرهم سوف يشبعه. ومساعدتهم ستغير قلبه وتملؤه بمشاعر نبيلة، فيعطي أكثر، ويزداد في خدمة الآخرين وفي إسعادهم. ![]() ويتعود أن يتعب لأجل الآخرين. لا يهتم براحة نفسه، إنما براحة غيره. على عكس الأناني الذي يجعل راحته على تعب الآخرين. وكلما ينمو الإنسان الروحي في الاهتمام براحة الآخرين، قد يصل إلي حياة التكريس، لأن المكرس هو الذي يجعل حياته كلها لأجل الآخرين. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التواضع الإنسان الذي يعيش في محبة (الأنا)، يهمه أن تكبر ذاته باستمرار، وفي المقارنة يريدها أن تكون اعلي من غيره. وعلاج ذلك أن يضع أمامه قول الرسول: " مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة" (رو 12: 10). وعن ذلك يقول الشيخ الروحاني "في كل موضع تحل فيه، كن صغير أخوتك وخديمهم". بل أن السيد الرب يقول "إن أراد أحد أن يكون أولًا، فليكن آخر الكل وخادمًا للكل" (مر9: 35). وهكذا يمارس فضيلة (المتكأ الأخير). ![]() والمقصود بالمتكأ الأخير، أ، يكون الأخير لا من حيث المكان، بل من حيث المكانة. فلا تحسب نفسك أهم الموجودين في المكان الذي تحل فيه. ولا أن رأيك هو أهم الآراء، وقرارك هو أهم القرارات، ومركزك هو الأهم!! ولا تفكر في أنه ينبغي أن تكون أنت المطاع والمحترم بين الكل! ![]() ![]() لا تعط لنفسك كرامة وتفرضها على الآخرين. إنما اترك الناس يكرمونك من أجل ما يرونه من تواضعك ووداعتك.. لا ترغم الناس على احترامك. فالاحترام شعور ينبع من داخل القلب. لا يُفرض بالإرغام، إنما بالتقدير الشخصي.. قد ترغم إنسانا على طاعتك، ولكن لا تستطيع أن ترغمه على احترامك. ![]() وفي معاملاتك مع الناس، كن نسيمًا لا عاصفة. كثيرون يحبون صفة العاصفة، لأنها تحمل معني القوة. أما النسيم فيمثل الوداعة واللطف، اللذين ينبغي أن يتصف بهما من ينكر ذاته. وفي تواضعك لا تفضل نفسك على غيرك. على أن يكون ذلك بعمق الحب وعمق الاتضاع، وبغير رياء.. ![]() في اتضاعك، قل أنا. من أنا؟ أنا مجرد تراب ورماد. بل قبل أن أكون ترابًا، كنت عدمًا. خلق الله التراب قبلًا مني، ثم صنعني من هذا التراب.. وهنا يختفي منك الاعتداد بالذات. وفي اتضاعك أيضًا، تصل إلي فضيلة (إدانة الذات). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إدانة الذات الإنسان المصاب بالأنا، يكون باستمرار بارًا في عيني نفسه. إذا اخطأ لا يعتذر، لأنه يظن أنه على حق ولم يخطئ! وإذا حدث سوء تفاهم بينه وبين أحد من الناس، لا يذهب إليه ليصالحه. لأنه يأمل أن طلب الصلح لابد أن يأتي من الطرف الآخر، باعتبار أن الخطأ قد صدر من ذلك وليس منه! بل حتى مع الله، قد لا يعترف بأخطائه، لأن ذاته تقنعه أنه لم يخطئ. العلاج إذن أن يحاسب الإنسان نفسه بغير تحيز، ويدينها. يدين ذاته في داخل نفسه. ويدينها أمام الله وأمام أب اعتراف. ويدينها أمام الغير حينما يلزم ذلك. يدينها في اتضاع. ولا يجلب اللوم على غيرها، كما فعل أبونا آدم وأمنا حواء (تك 3). ولا يبرر ذاته من جهة أسباب الخطأ وظروفه. فكل دواعي التبرير سببها الذات وتمسكها ببرها الذاتي.. ![]() إن الإنسان الذي لا يعكف على تمجيد ذاته وتكبيرها، بل يهدف باستمرار إلي تنقية ذاته مما يشوبها من أخطاء ونقائص.. تراه يلوم نفسه ويدينها، لأنه بهذا يمكنه تقويمها وتصحيح مسارها. ![]() في إحدى المرات زار البابا ثاوفيلس منطقة القلالي وسأل الأب المرشد في ذلك الجبل عن الفضائل التي أتقنوها، فأجابه: " صدقني يا أبي، لا يوجد أفضل من أن يأتي الإنسان بالملامة على نفسه في كل شيء". هذا هو الأسلوب الروحي الذي يسعى به الإنسان إلي تقويم ذاته: يأتي بالملامة على نفسه، ليس على غيره، وليس على الظروف المحيطة. وليس على الله!! ظانًا أن الله لم يقدم له المعونة اللازمة! ![]() ليتنا ندين أنفسنا ههنا، حتى ننجو من الدينونة في اليوم الأخير. لأننا بإدانتنا لأنفسنا، نقترب إلي التوبة. وبالتوبة يغفر لنا الرب خطايانا. أما الذي لا يدين ذاته، بسبب اعتزازه بهذه الذات، فإنه يستمر في خطاياه، ولا يتغير إلي أفضل. ويكون تحت الدينونة. وصدق القديس الأنبا أنطونيوس حينما قال: " إن دنا أنفسنا، رضي الديان عنا " " إن ذكرنا خطايانا، ينساها لنا الله". " وإن نسينا خطايانا، يذكرها لنا الله". ![]() كذلك فإن إدانتنا لأنفسنا، تساعدنا على المصالحة بيننا وبين الناس، يكفي أن يعتذر الشخص ويقول لأخيه "لك حق. أنا قد أخطأت في هذا الأمر"، لكي يضع بهذا حدًا لغضب المُساء إليه، ويتم الصلح معه، أما إذا أستمر المخطئ في تبرير موقفه، فإن الخصم يشتد بالأكثر في إدانته. وما أجمل قول القديس مكاريوس الكبير: "أحكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك". |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ضع أمامك مثال المسيح إن كان الإنسان الأول قد انهزم في حرب الذات، واشتهي أن يصير مثل الله (تك3: 5)، فإن السيد المسيح الذي بارك طبيعتنا فيه، صحح هذه النقطة. وكيف ذلك؟ يقول الرسول عنه إنه: ![]() "أخلي ذاته، وأخذ شكل العبد، صائرًا في شبه الناس" (في 2: 7). ![]() وعاش على الأرض فقيرًا، ليس له أين يسند رأسه (لو9: 58) بلا وظيفة رسمية في المجتمع. وتنازل عن كرامته "ظُلم. أما هو فتذلل ولم يفتح فاه"، "وأحصي مع أثمة" (أش53: 7، 12). ولم يدافع عن نفسه. أنكر ذاته من أجلنا. ووضع ذاته لكي يرفعنا نحن. ووقف كمذنب لكي نتبرر نحن. ذاته لم يضعها أمامه، بل وضعنا نحن.. أليس هذا درسًا لنا من هذا الذي عظمته لا تحد.. درسًا لنا نحن المحاربين بالأنا، بينما نحن لا شيء. ![]() السيد المسيح اخلي ذاته من المجد الحقيقي. أما أنت، فتخلي ذاتك من كل مجد باطل. |
||||
![]() |
![]() |
|