![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنواع من العثرات ليست كلها في الأمور الشبابية كما يظن البعض. فهناك عثرات في الدين، كهراطقة، والذين ينشرون الشكوك في الدين، أو الذين ينشرون الإلحاد والذين ينكرون القيامةوالمعجزات. ![]() وهناك عثرات في الفلسفة والفكر.. وزعزعة الفكر في كثير من المبادئ والقيم كأصحاب البدع الذين يأتون بشيء جديد لتحطيم ما تسلمه الناس من قبل ويقدمون ذلك باسم العلم والتجديد. ![]() إن الأريوسيين كانوا أكثر خطرا من أريوس، وأكثر إيذاء لأثناسيوس.. لذلك حسنا قال معلمنا يعقوب الرسول: لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم (يع 3: 1). لماذا؟ (لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا) إنها العثرة في التعليم.. يعثر نفسه إذ يظن أنه على حق، ويكون (حكيما في عيني نفسه) (أم 3: 7) وأيضا يعثر غيره بنشر تعليمه الخاطئ. ![]() ويكون لكم عثرة.. ذلك لأن البعض يحاولون أن يقدموا شيئا جديدا، يلفون به المسلمات القديمة، ليثبتوا أنهم أكثر علما (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ومنهم بعض المشتغلين بالنقد الكتابي Biblical Criticism وهم في الجامعات الأجنبية من رجال الدين ومن أساتذة اللاهوت، ولكنهم عثرة، وحسب قول الرسول يأخذون دينونة أعظم.. دينونة بسبب أخطائهم، ودينونة بسبب نشرها. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القدوة السيئة ![]() هي أيضًا عثرة، إذ يقع الغير في أخطاء بسبب تقليدهم لتلك القدوة. وهؤلاء المخطئون -إن كانوا من القادة أو الرؤساء أو الزملاء- لم يقصدوا أن يجعلوا غيرهم يخطئون. ولكنهم كانوا سببا في ذلك فقد يعلمونهم الروتين، أو الحضور متأخرين إلى مكان العمل، أو محاولة تبرير كل خطأ، أو سوء معاملة الناس وتعطيل مصالحهم، أو يعلموهم قلة الإنتاج، أو كتابة تقارير وهمية أو مزورة.. إلخ. ![]() ويدخل في هذا المجال أيضًا: الآباء والأمهات بالنسبة إلى أبنائهم.. فالأبناء ينظرون إلى آبائهم وأمهاتهم كقدوة ويقلدونهم. ويدخل في مجال العثرة أيضًا ما يتعرض له البسطاء الذين ليست لديهم القدرة على تحليل تصرفات من هم أكثر منهم خبرة وعلما ومركزا. فيعثرون بهم -ليس من جهة انتقادهم- إنما من جهة تقليدهم. كذلك الموظف الأدنى مركزًا، إذا توقى إلى مركز أعلى، قد يسير على نفس نهج من سبقه، ويكون ذلك له عثرة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الثقافة والإعلام ![]() كل أجهزة الوسائل السمعية والبصرية قد تكون عثرة، إذا قدمت برامج معثرة للسامعين أو المشاهدين فلها تأثير على شخصياتهم، من حيث تفكيرهم وأساليبهم، وما تتركه في نفوسهم من مشاعر وأحاسيس. وبالمثل كل مصادر الفكر من كتب ومجلات وجرائد ونبذات ومنشورات، هي أيضًا قد تكون عثرة، إن أثرت على أفكار الناس ومشاعرهم وتصرفاتهم تأثيرا خاطئا وقادتهم في طريق يضرهم أو يضر المجتمع. ![]() وأريد أن أضيف إلى ذلك: ليس الأمر يقتصر فقط على ما تقرأ، وإنما أيضًا ماذا ترى وماذا تسمع فالكاسيتات، وأجهزة التليفزيون و الفيديو، لها خطورتها في التأثير على الناس، وكذلك الأفلام السينمائية والمسرحية. وكثير من هذه كلها قد تكون عثرة.. وعلينا أن نكون حريصين في كل ذلك. بالنسبة إلى أنفسنا وإلى أولادنا. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الكبير والصغير على الكبير أن يكون حريصا جدا، في أقواله وتصرفاته، حتى لا يعثر الصغير، أو الضعيف. وهكذا يقول الرسول: (أنظروا لئلا يصير.. هذا معثرة للضعفاء) (1كو 8: 9) ويكرر عبارة (الأخ الضعيف الذي مات المسيح لأجله) (1كو 8: 11) ثم يقول أخيرا (إن كان طعام يعثر أخي، فلن آكل لحما إلى الأبد، لئلا أعثر أخي) (1كو 8: 13) وهو من جهة العثرة يقول عن الضمير (ليس ضميرك أنت بل ضمير الآخر.. غير طالب ما يوافق نفسي، بل الكثيرين لكي يخلصوا) (1كو 10: 29 – 33) والسيد المسيح – من جهة العثرة – اهتم بالصغار. فقال (من أعثر أحد هؤلاء الصغار) (مت 18: 6). ![]() إن أسباب العثرة قد يقاومها القوى. ولكن ما ذنب الضعيف؟ ![]() ونقصد بالقوى، القوى في روحياته، والقوى في إرادته، والناضج في تفكيره. هذا القوى يمكنه أن يدرك الخطأ ويقدر على مقاومته. ولو أنه من الجائز أن يقع في إدانة صاحبه.. ولكن المشكلة في عثرة الضعيف أو البسيط.. والضعيف أيضًا قد يقول: إن الكبار هكذا يسقطون، فماذا أفعل أنا الضعيف؟! وقد يستسلم للخطأ، أو يقع فيه يأسا، أو انقيادا. ![]() وربما من عثرة الضعيف أن تسقط المثل العليا أمامه. وهكذا فإن القديس بولس الرسول لما وبخ القديس بطرس الرسول، قال له قدام الجميع (إن كنت وأنت يهودي، تعيش أمميًا لا يهوديًا، فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا؟! ) (غل 2: 14) قال ذلك لأنه وجد (أن برنابا أيضًا انقاد إلى ريائهم) (غل 2: 13) أي أعثر منهم.. فليحترس الكبار إذن في تصرفاتهم. ونقصد الأبوين في محيط الأسرة، والمدرسين بالنسبة إلى التلاميذ، والخدام بالنسبة إلى مخدوميهم والكهنة بالنسبة إلى شعبهم والمرشدين بالنسبة إلى من يسترشد بهم.. ![]() يحرصون ألا يكونوا عثرة في كلامهم وتصرفاتهم وحركاتهم وملامحهم.. وكذلك في حفظهم للنظام، وفي طاعتهم للقانون، وفي حفظهم للوصية فإذا كان الشمامسة مثلًا لا يتكلمون في الكنيسة، يحرصون على احترام الهيكل والصلوات قد يقتدي بهم الشعب. وإن أخطأوا قد يكونون عثرة للشعب، الذي قد يفعل المثل.. والذي يتكلم أثناء الصلاة في الكنيسة يقع في عدة أخطاء: أولا: عدم احترام الكنيسة، وعدم احترام الصلاة، وعدم وجود مخافة الله في قلبه. والخطية الثانية: يكون عثرة لغيره: إما في أن يفعلوا مثله، أو أن يقعوا في إدانته. وبالمثل الذي يداوم النظر إلى ساعته، أثناء الاجتماع أو العظة. وكذلك الذي يخرج من الكنيسة قبل البركة أو التسريح. ![]() على الشخص أن يتنافى العثرة، حتى لو لم يكن في تصرفه خطأ. إن السيد المسيح عندما طلبت منه الجزية، وكان يعرف أن الجزية لا تطلب من بنى البلد بل من الغرباء، قال لبطرس: (ولكن لئلا نُعثِرَهم، اذهب إلى البحر وألق صنارة) (مت 17: 27). ولكي لا يعثرهم أيضًا، تقدم إلى معمودية يوحنا التي للتوبة، مع أنه غير محتاج إلى توبة.. وإن السيد المسيح أطاع الناموس في أمور كثيرة لا تلزمه، وكذلك القديسة العذراء، لكي لا يعثرهم أحد. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الضمير يوجد ضمير ضيق يتشكك في كل شيء، ويظن الخطأ حيث لا يوجد خطأ وضمير واسع يبرر تصرفات كثيرة. وموضوع الضمير يدخل في موضوع العثرة. والأمثلة كثيرة: ![]() ·هل الجمال مثلا يعثر؟ فتاة جميلة. ينظر إليها البعض ويشتهونها. فهل هي عثرة لهؤلاء؟ وما ذنبها؟ ![]() كلا، إنها ليست عثرة. العثرة هي في قلوب الذين يشتهونها. الخطأ فيهم وليس فيها. القديسة يوستينا مثلا كانت جميلة جدا وقد اشتهاها شخص لدرجة أنه لجأ إلى السحر ليحصل عليها. فهل كانت هذه القديسة عثرة؟ كلا، وإنما العثرة في قلب ذلك الإنسان غير النقي. ما رأيكم في ملاكين اشتهاهما أهل سادوم؟! هل الملاكان كانا سبب عثرة؟! حاشا. إنما الخطأ في انحراف ذلك الشعب الشاذ، لذلك ضربهم الملاكان بالعمى عقابا لهم عل شهوتهم النجسة (تك 19: 4-11). ![]() · الكتبة والفريسيون انتقدوا السيد المسيح، لأنه صنع معجزات في يوم سبت – فهل كان السيد المسيح عثرة لهم؟! بل عدم فهمهم أو عدم نقاوة قلوبهم كان هو السبب. العثرة أتتهم من داخلهم، وليس من سبب خارجي. · وما أكثر القديسين الذين اتهموا من الناس ظلما، مثل القديس مكاريوس الكبير، والقديسة مارينا والقديس افرام السرياني، ولم يكونوا عثرة، وأظهر الله براءتهم. وهنا ليتنا نتأمل قول الرسول: (كل شيء طاهر للطاهرين) (تى 1: 15). غير الطاهرين إذن، تكون كثير من الأمور عثرة لهم، بسبب عدم طهارتهم إذ يفكرون بطريقة فيها دنس.أما الطاهرون فيفكرون بنقاوة. لذلك لا تعثرهم أشياء تعثر غيرهم. الأمر إذن يحتاج إلى ضمير نقى يحكم بعدل. ![]() ·لقد أمرنا السيد الرب أن نخفى فضائلنا. فهل إذا خفينا صلواتنا وأصوامنا وصدقاتنا حسب أمر الرب (مت 6) أيعثر الناس فينا ويظنوننا لا نصلى ولا نصوم؟!أم نطهر فضائلنا لكي لا يعثروا ونخالف وصية الرب؟! المسألة إذن مسألة ضمير.. المهم أننا نقدم مادة للعثرة. أما إن أعثر غيرنا لسبب فيه، ولا قصد منا في إعثاره، فالذنب ذنبه. ![]() ·هل كان داود النبي سبب عثرة لشاول الملك، حينما انتصر على جليات؟! كلا، بلا شك. وما كان بإمكان داود أن يترك جليات يعير صفوف الرب وداود نفسه نسب الانتصار للرب. وقال لجليات (اليوم يحسبك الرب في يدي..) (لأن الحرب للرب، وهو يدفعكم ليدنا). (1صم 17: 46، 47) ولكن الذي أعثر شاول هو الغيرة التي في قلبه، وتعبه من قول النساء (ضرب شاول ألوفه، وداود ربواته) (1صم 18: 7). ![]() داود النبي قال أيضًا في المزمور: (أكثر من شعر رأسي الذين يبغضوني بلا سبب) (مز 69: 4). فهل هو أعثرهم حتى أبغضوه؟! كلا، بل هم أبغضوه بلا سبب منه. إنما السبب هو حقد قلوبهم، وغيرتهم من تقواه وانتصاراته، أو شهواتهم في أن يغتصبوا سلطانه كما فعل أبشالوم.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 8) مفهوم الوداعة: أهمية الوداعة ![]() من أبرز الآيات عن أهمية الوداعة قول السيد المسيح له المجد (تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم) (مت 11: 29) كل الكمالات موجودة فيه، ولكنه ركز على الوداعة أولا. وجعلها سببا لراحة النفس. والقديس بولس الرسول وضع الوداعة ضمن ثمار الروح (غل 5: 23). ويقول القديس يعقوب الرسول (من هو حكيم وعالم بينكم، فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة) (يع 3: 13). ![]() (طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض) (مت 5: 5). ويوجد تطويب كثير للوداعة في سفر المزامير، إذ يقول (يسمع الودعاء في الحق) (مز 25: 9) وعندما تكلم القديس بطرس الرسول عن زينة النساء، قال (زينة الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن (1بط 3: 4). إن كانت الوداعة بهذا المقدار، يقف أمامنا سؤال مهم: ما هي الوداعة إذن؟ وما هي صفات الوديع؟ |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما هي الوداعة؟ الإنسان الوديع هو إنسان هادئ طيب، ومسالم، وبشوش.. هو إنسان هادئ، لا يغضب ولا يثور، ولا ينفعل بسرعة. لا يحتد في كلامه، بل الصوت المنخفض الخفيف.. هو بعيد عن النرفزة أعصابه هادئة.. قيل عن السيد المسيح في وداعته، إنه (لا يخاصم ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ) (مت 12: 19، 20)، (أش 42: 2، 3). ![]() ![]() هدوء الوديع، هدوء من الداخل ومن الخارج. يملك السلام على قلبه في الداخل، فلا يقلق ولا يضطرب. ومن الخارج هو مسالم لجميع. لا يهاجم أحدًا، ولا يجرح شعور أحد. هو بعيد عن العنف. حتى إذا هوجم، لا ينتقم لنفسه. إنه لا يتدخل في شئون الناس، ولا يقيم لنفسه رقيبا على أعمالهم، وبالتالي لا يدين أحدًا. وإن تدخل في إصلاح غيره، يكون ذلك في هدوء، حسبما قال الرسول: "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 1). يصلحه بالإقناع بالهدوء، وبالاتضاع ناظرًا إلى نفسه لئلا يجرب هو أيضًا.. ![]() الإنسان الوديع يحتمل الآخرين، بطول الروح. بطول بال. يضع أمامه قول الكتاب (الجواب اللين يصرف الغضب) (أم 15: 1) هو على صورة الله الذي يحتمل الخطاة، ويطيل أنته عليهم . الإنسان الوديع بعيد عن التذمر سواء في علاقته مع الله أو الناس. بل بالعكس يكون على الدوام بشوشا مبتسمًا. ![]() والوديع غالبا ما يكون خجولا. يتميز بشيء من الحياء. بل كما قال أحد الآباء (لا يملأ عينيه من وجه إنسان) لا يفحص ملامح الناس، ولا يغوص في أعماقهم، ليعرف ما في داخلهم. لا يحلل الناس ومشاعرهم. إنما نظراته بسيطة. هو إنسان حيى. لا يفارقه حياؤه. ![]() الوديع شخص سهل التعامل. بسيط، ليس عنده دهاء ولا مكر ولا خبث. واضح في تعامله، يبطن غير ما يظهر، ولا يعقد الأمور. يتعامل في وضوح، بلا لف ولا دوران، ولا يدبر خططا. يمكنك أن تستريح إليه، لأنه واضح، صريح، ومريح.. ![]() إنه رقيق، لطيف، حلو الطبع. لذلك تجده محبوبا من الكل. لأنه إنسان طيب. حتى لو ظلمه البعض، تجد الكثيرين يدافعون عنه ويقولون لمن ظلمه (ألم تجد سوى هذا الإنسان الطيب، لكي تظلمه؟!) حتى الذي ظلمه، يأتي إليه بعد حين ويعتذر له.. والكل يدافع عنه، لأنه لا يؤذى أحدا ولأجل محبة الناس للوداعة، يقول الرب طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض) (مت 5: 5) هذا بالإضافة إلى السماء.. ونعمة الله باستمرار تكون عليه. ![]() والإنسان الوديع، إنسان (مهاود). يميل إلى إراحة الناس، وعدم العناد معهم. لا يكثر من الجدل والنقاش. والملاججة والتحقيق. إنما الخير الذي يستطيع أن يعمله، يعمله بهدوء وسرعة وبدون تأجيل مناقشة. إنه لا يتشبث برأيه في كل شيء، كما يفعل البعض. إنما يمرر الأمور مادامت لا تكسر وصية. ولذلك فإنه لا يتحزب، إنما يحب الكل.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() فَقْد الوداعة ![]() الإنسان الوديع يحتفظ بوداعته باستمرار. لا يفقد وداعته إن نال مركزا كبيرًا، أو تمتع بسلطة. فمهما كان مركزه عاليًا، تستمر وداعته كما هي. ولا يرتفع قلبه في أمر ونهى. ![]() والوديع أيضًا لا يفقد وداعته بسبب إصلاح الآخرين. فإن كان في وضع يسمح بهذا، لا يصلح الناس بالعنف أو بالشدة، أو بحدة الصوت أو حدة التصرف. إنه لا يفقد وداعته أيضًا، إن دافع عن الحق.. إنما يدافع عنه في هدوء، دون أن يجرح شعور أحد.. كذلك إن تكلم بصراحة، لا تكون صراحته جارحة. وإنما يعبر عما يريد قوله بأسلوب رقيق (اقرأ مقالًا آخراُ عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وفي هذه المناسبة نذكر أسلوب السيد المسيح مع المرأة السامرية. كشف لها كل شيء، بغير أن يخدش حياءها، أو يجرح شعورها (يو4). ![]() والوديع الحقيقي لا يفقد وداعته بحجة الحزم أو الشجاعة، أو بالفهم الخاطئ للقوة وللكرامة الشخصية. ![]() ولا يحتج أحد بفقد الوداعة بحجة أنه مولود بالطابِع الناري. فموسى الأسود كان من هذا النوع، ولكنه اكتسب الوداعة بحياة التوبة، على الرغم من أنه بدأ حياته شديدًا. ولكنه درب نفسه حتى تحول إلى إنسان طيب القلب جدًا. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الوداعة والشجاعة البعض يخطئ في فهم الوداعة، فيتصور الوديع كشخصية خاملة، بلا تأثير ولا فاعلية ويظن الوداعة رخاوة في الطبع!! كأن يتحول الوديع -بسبب طبيعته- إلى أضحوكة وسط الناس، يلهون به ويدوسون على كرامته. أو أنه بسبب احتماله للآخرين وعدم تذمره، يصبح مهزأة. أو أيضًا بسبب عدم إدانته للناس، لا يفعل شيئا متى رأى الشر مسيطرًا على الخير! كلا فليست هذه هي الوداعة. ![]() إنما المفهوم الصحيح للوداعة، لا يمنع مطلقا من أن ترتبط بالرجولة والنخوة والشجاعة والشهامة فنحن نتحدث عن الوداعة بأسلوب الحقائق! ونقول إن الوديع هو إنسان طيب ومسالم ومهاود، ونتغافل أن يكون ذا شجاعة ونخوة وشهامة.. ![]() وأيضا هناك كلمة عميقة قيلت في سفر الجامعة، تنطبق على تصرف الوديع في مختلف المواقف والأحداث، وهى: (لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت.. للسكوت وقت وللتكلم وقت) (جا 3: 1، 7). فنع أن الطيبة هي الطابع العام في حياة الوديع، إلا أنه للشجاعة في حياته وقت وللشهامة وقت، ولكن في غير عنف. أمثلة: ·السيد المسيح في وداعته وحزمه: هذا المثل الأعلى الذي قيل عنه (لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته) نراه حازما قويا في تطهيره للهيكل، حينما طرد الباعة، وقال لهم (مكتوب بيتى بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص) (مت 12: 12، 13). وكان قويا وحازما أيضًا في توبيخه للكتبة والفريسيين) (مت 23). وكان حازما في شرح شريعة السبت وفعل الخير فيه، على الرغم من كل المعارضة التي لاقاها.. ![]() ·مثال موسى النبي المشهور بحلمه العجيب. حتى أنه قيل عنه (وكان الرجل موسى حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض). (عد 12: 3) موسى هذا الذي نزل من الجليل ومعه لوحا الشريعة، ووجد الشعب يعبد عجلًا ذهبيًا ويغني ويرقص . لم يقف موقفًا سلبيًا باسم الحلم والوداعة، بل حمى غضبه وطرح لوحي الشريعة من يديه وكسرهما. ثم أخذ العجل الذي صنعوه، وأحرقه بالنار، وطحنه حتى صار ناعمًا وذراه على وجه الماء (سفر الخروج 32: 19، 20) وانتهر هرون رئيس هرون رئيس الكهنة، حتى اضطرب بين يديه. ![]() · مثال آخر هو داود النبي. هذا الذي قيل عنه في المزمور (اذكر يا رب داود وكل دعته) (مز 132: 1) كان موقفه جريئًا وشجاعًا، لما رأى جليات يعير صفوف الله الحي، بينما كان كل الجيش واقفا في خوف أمام ذلك الجبار.. أما داود الوديع فقال من هو هذا الأغلف حتى يعير شعب الله؟! وظل يكلم الناس بشأنه، ولم يهمه استهزاء أخيه الأكبر به. وأخيرا قال لشاول الملك (لا يسقط قلب أحد بسببه) (1صم 17: 32) وذهب وحاربه ولم يخف منه، بل قال له (أنت تأتى إلى بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتى باسم رب الجنود.. اليوم يحبسك الرب في يدي.. (1صم 17: 45، 46). هذا هو داود الشاب الهادئ الأشقر، صاحب المزماروالقيثار، وفي نفس الوقت صاحب الغيرة، ورجل الحرب جبار البأس.. ![]() ·مثال ثالث هو بولس الرسول. إنه إنسان طيب هادئ، يقول لأهل كورنثوس في توبيخه لهم (أطلب إليكم بوداعة المسيح وحلمه، أنا نفسي بولس الذي هو في الحضرة ذليل بينكم، وأما في الغيبة فمتجاسر عليكم) (2كو 10: 1). ويقول لشيوخ أفسس (متذكرين أنى ثلاث سنين ليلًا ونهارًا، لم افتر أن أنذر بدموع كل أحد) (أع 20: 31) إنه رسول، من حقه أن ينذر، ولكنه بوداعة ينذر، ولكنه بوداعة ينذر بدموع. ![]() إنه حينما يتكلم عن البر والدينونة والتعفف أمام فيلكس الوالي، يقول الكتاب (ارتعد فيلكس. وقال له اذهب الآن، ومتى حصلت على وقت أستدعيك) (أع 24: 25) ولما وقف أمام اغريباس الملك، قال له الملك (بقليل تقنعني أن أصير مسيحيًا) (أع 26: 28). ![]() وبولس هذا الوديع، لم يمتنع عن توبيخ بطرس الرسول. وقال (لما رأيت أنهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل، قلت لبطرس قدام الجميع: إن كنت وأنت يهودي تعيش أمميًا لا يهوديًا، فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا) (غل 2: 14). · مثال رابع هو أليهو بن برخئيل : كان الرابع بين أصدقاء أيوب. ومن وداعته ظل صامتا بينما كان يتكلم أصحاب أيوب الثلاثة معه على مدى 28 إصحاحا. ولم يفتح أليهو فمه من فرط وداعته، لأنهم كانوا أكبر منه سنا.. وأخيرا لم يستطع أن يصبر هذا الوديع أكثر من هذا، لما رأى أن الجميع قد أخطأوا. وفي ذلك يقول الكتاب (فحمى غضب أليهو بن برخئيل البوزي من عشيرة رام. على أيوب حمى غضبه، لأنه حسب نفسه أبر من الله. وعلى أصحابه الثلاثة حمى غضبه، لأنهم لم يجدوا كلاما واستذنبوا وأيوب.. فقال لهم (أنا صغير في الأيام، وأنتم شيوخ، لأجل ذلك خفت وخشيت أن أبدى لكم رأيي..) (أى 32: 2-7) ثم بدأ رسالته في التوبيخ.. حقا لكل شيء تحت السموات وقت. لسكوت الوديع وقت، ولكلامه وقت. لطيبته وقت، ولحزمه وقت.. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ملاحظات ![]() 1- هل تجد أحد أقربائك على وشك أن يتزوج مطلقة، أو أية إنسانة لم تأخذ تصريحا من الكنيسة، أو زيجة بقرابة خاطئة لا يجوز فيها الزواج.. هي ترى كل هذا، وتسكت باسم الوداعة والهدوء، دون أن تحذر قريبك ليبعد عن الزيجة الخاطئة؟ كلا، ليست هذه وداعة. إنما يجب أن تحذره من الموقف الخاطئ، وتشرح له في هدوء خطأ موقفه.. ولا تكون ضد الوداعة في موقفك، لأنك وضحت الموقف دون أن تشتم أو تجرح أو تخطئ. إنما عبارة القديس يوحنا المعمدان على فمك (لا يحل لك أن تأخذ (هذه) زوجة لك). ![]() 2- أو تجد أحد معارفك يريد أن يتزوج امرأة زواجًا عرفيًا، وتقف صامتا باسم الوداعة؟! كلا. قل له إن هذا أمر خاطئ لا يباركه الله، يقودك إلى حياة خاطئة. وليس في هذا ضد الوداعة. إننا لا نقول لك لا نقول لك أن تثور وتضج وتملأ الدنيا صياحا بل أن تنذر في هدوء.. ![]() 3- إن الله يحب الحق، ويحب أن يرى من يدافع عنه، بأسلوب لا يخطئ فيه. وفي ذلك يقول الرب في سفر أرميا النبي (طوفوا في شوارع أورشليم، وفتشوا في ساحاتها، هل تجدون إنسانا أو يوجد عامل بالعدل، طالب الحق، فاصفح عنه) (أر 5:1). إذن الدفاع عن الحق فضيلة يطلبها الله. إن سلكت فيها تسلك في الحق ولا يتنافى هذا مع الوداعة ما دام الأسلوب سليما. |
||||
![]() |
![]() |
|