منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 05 - 2012, 07:58 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

متى تكون محاسبة النفس؟




بقى سؤال وهو: متى نحاسب أنفسنا؟

البعض يحاسبون أنفسهم في مناسبات:
في بداية سنة جديدة مثلاً: السنة الميلادية أو القبطية أو في بدء سنة من عمرهم. والبعض الأفضل يحاسبون أنفسهم قبل كل اعتراف وتناول. وأفضل من هذين النوعين من يحاسبون أنفسهم في آخر كل يوم وافضل من هؤلاء جميعاً من يحاسب نفسه بعد الفعل مباشرة، ويبكت نفسه..

أما الوضع الأمثل والأكمل، فهم أن تحاسب نفسك على العمل قبل فعله.

فقبل أن تنطق كلمة مثلاً، تحاسب نفسك: هل يليق بى أن أقول هذه الكلمة؟ وماذا سيكون وقعها على الآخرين؟ وهل سيفهمها البعض على غير ما أقصده؟ فإن وجدت خطأ تتفاداه قبل وقوعه.

وهكذا في تصرف، وفى كل فكر.. بهذا تسير نحو الكمال. وليكن الرب معك...
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 07:59 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

ملاحظات حول التداريب الروحية، وكراسة التدريبات



ثق أنك إن بدأت، لابد ستبدأ النعمة معك:

الله لا يتركك وحدك في تداريبك، بل سيعمل معك. لأنك بالتدريب أظهرت أمك جاد وملتزم بالسلوك في الحياة مع الله. وهذا الشعور ستتجاوب معه المعونة الإلهية. وإن كان الشيطان يحاول أن يحاربك لتكسر التدريب، فإن النعمة سوف تسندك لتنجح فيه. المهم أنك لا تتراجع ولا تتراخى ولا تكسل. بل تكون حازماً مع نفسك..


و إن دربت نفسك على فضيلة، فاعلم أن الثبات في الفضائل أهم بكثير من اقتنائها.

لأنه ما أسهل تسير في فضيلة ما يوماً أو يومين أو ثلاثة أو أسبوعاً.. ولكن المهم أن تستمر، حتى تصبح هذه الفضيلة عادة فيك، أو تتحول إلى طبع، وهكذا تحتاج التداريب إلى مدى زمنى طويل لكى ترسخ في أعماق النفس. وكما قال ماراسحق إن كل تدبير لا تثبيت فيه زمناً، يكون بلا ثمر..
ذلك لأن الزمن والاستمرارية هما المحك العملى لمعرفة عمق الفضيلة فيك. والوقت أيضاً يعطى فرصة لاختيار المعوقات التي تقف ضد التدريب وطريقة النصرة عليها.


لهذا، فإن القفز السريع من تدريب إلى آخر، لا يفيد روحياً.

كثيرون يريدون أن يصلوا إلى كل شئ، في أقل فترة من الوقت. فتكون النتيجة عدم الوصول إلى شئ..!! أو أنهم يضعون أمامهم تداريب عديدة في نفس الوقت بحيث ينسون بعضها، أو لا يستطيعون التركيز عليها جميعاً. أما أنت فاسلك في تداريبك بحكمة، شيئاً فشيئاً، لكى تصل. وهنا أضع أمامك بعض الملاحظات.


*ليكن التدريب محدداً وواضحاً.

فلا تقل أدرب نفسى على المحبة بينما القديس بولس الرسول يضع لهذه المحبة حوالى 14 عنصراً في (1كو13). يمكنك الاكتفاء بعنصر واحد تركز عليه. ولا تقل إنى أريد أن درب نفسى على حياة التواضع، أو الوداعة، أو الإيمان. بينما تكون كل كلمة من هذه غير واضحة في تفاصيلها أمامك. وهكذا لا تفعل شيئاً.. إنما قل مثلاً أريد في حياة الاتضاع أن أدرب نفسى على أمر واحد فقط ، هو أنى لا أمدح ذاتى. فإن أتقنت هذا، تقول: ادرب نفسى على أنى أسعى وراء مديح الناس فإن أتقنت هذا، تقول أتدرب على شئ آخر، وهو إن مدحنى أحد، أتذكر في الحال خطاياى وتقصيرى، وأبكت ذاتى من الداخل.


البعض يضع لنفسه تدريباً فوق مستوى إرادته، أو لا تساعد عليه ظروفه. أو يقفز في التدريب إلى مستوى درجة عالية لا يستطيع الاستمرار فيها، وقد تصيبه بنكسة فيما بعد ترجعه إلى الوراء خطوات. فمثلاً، لا تضع لنفسك تدريباً في الصوم فوق احتمال صحتك، ولا تدريباً في الصمت لا يتفق مع ظروف عملك ومقابلاتك، وظروف بيتك، لا تدريباً في الصلاة أو في الخدمة لا يسمح به وقتك..

*و يمكن أن تتدرج في التدريب، بحيث لا تأخذ في كل مرة إلا حزءاً واحداً من تفاصيله.

من الصعب مثلاً أن تدرب نفسك على الصمت، في حياة المجتمع الذي تضطر فيه بالضرورة إلى الكلام. ولكنك قد تتدرج فتقول: أدرب نفسى على عدم الإطالة في الحديث. فما يحتاج إلى كلمة، لا أقول فيه جملة.وما يحتاج إلى جملة، لا ألقى فيه محاضرة. وإن فهم محدثى ما أريد، لا داعى لأن أزيد..

فإن أتقنت هذا، تقول: لا أبدأ الكلام إلا لضرورة. ثم تدخل في تدريب آخر، وهو البعد عن الصوت الحاد، وعن الصوت العالى، وتقول أدرب نفسى على " الصوت المنخفض الخفيف " (1مل 19: 12). ثم تدخل في مقاومة أخطاء اللسان واحدة فواحدة. إلى أن تصل إلى حسن الكلام. وحينئذ إن بعدت عن الصمت، تصل إلى النقطة التالية وهو حسن الكلام، فلا تخطئ. لأن هناك من ينطبق عليه المثل القائل: سكت دهراً ونطق كفراً!!

*و لتكن تداريبك من صميم حياتك العملية الواقعية.

فما يصلح لغيرك من تداريب، قد لا يصلح لك أنت. أما تداريبك فليكن مصدرها مقاومة أخطائك الخاصة، وتقصيراتك الروحية، وما يناسبك في حياة الفضيلة بحسب قامتك الروحية. وتداريبك يجب أن تتفق مع حياتك وظروفك الداخلية والخارجية.

كراسة التدريبات:

*ولتكن لك كراسة خاصة بالتدريبات.

تكتب فيها التدريب، وآية أو ضع آيات من الكتاب تشجعك، وتحثك على هذا التدريب بالذات. واحفظ هذه الآيات ورددها باستمرار، لكى تكون حاضرة في ذهنك كلما حوربت بشئ ضد ما تدرب نفسك عليه. وتذكر أيضا قصص القديسين الذين كانوا أمثلة عليا في الفضيلة التي تدرب نفسك عليها.


*و إن سقطت في تدريبك في وقت ما، اعرف أسباب السقوط، وحاول أن تتحاشاها فيما بعد.

و هكذا تأخذ خبرة روحية في كل ممارساتك، وتعرف حروب العدو وطريقة الانتصار عليها. حتى أن البعض – بهذه التدريبات – صاروا مرشدين لغيرهم. كالأم التي جربت الحياة، وتستطيع

أن تنصح ابنتها بنصائح عملية تفيدها.

*وحاول أن تستفيد من فشلك احياناً في تداريبك.

ليكن ذلك سبباً في اتضاعك وشعورك بالضعف، حتى لا تتكبر نفسك بتوالى النجاح.

وأيضاً ليكن ذلك سبباً يدعو إلى الاشفاق على الضعاف والمخطئين. ولتكن سقطاتك موضوعاً لمطانيات أمام الله تقدم فيها انسحاق قلبك ولتكن مجالاً لصلوات ترفعها إلى الله ليمنحك قوة ونعمة.


و بعد، فإن التداريب في صورتها الظاهرة، هى جهاد للوصول إلى نقاوة القلب، حتى يستحق سكنى الله فيه. ولكنها ليست مجرد جهاد، وإنما هى طلبة مقدمة إلى الله ليتدخل. وكيف؟

كثيرون يقدمون لله رغباتهم الروحية في أسلوب نظرى، في مجرد مشاعر القلب أو كلام في الصلاة. أما التداريب الروحية فهى رغبات تقدم إلى الله بأسلوب عملى..

هى جهاد عملى صارخ إلى الله لكى يتدخل ويمنح من عنده النصرة لهذا الجهاد.. والله هو العامل فينا أن نريد وأن نعمل من أجل المسرة (فى 2: 13).. المسرة في أن يتمجد اسمه فينا كلما ننجح في جهادنا وتداريبنا. وليكن اسم الرب مباركاً من الآن وإلى الأبد.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 07:59 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

- قراءة سير القديسين



قراءة سير القديسين Hagiography من أهم الوسائط الروحية التي تستخدمها النعمة لتنمية علاقتنا مع الله، اشعال محبتنا له وملكوته.

وهى تقدم لنا التنفيذ العملى للمبادئ الروحية.

ربما تبدو لنا كثير من الوصايا والتعاليم وكأنها مبادئ نظرية. ولكننا نراها في سير القديسين في الواقع العملى، منفذة بصورة واضحة وفى ظروف مناسبة لها.

و هكذا يرينا القديسين أن وصايا الرب سهلة وممكنة، وليست مثاليات نظرية.

فكثيراً ما يقول البعض في استغراب: من يستطيع أن ينفذ هذه المثاليات؟! هل حقاً يمكن لإنسان أن يحول الخد الآخر لمن بلطمة على خده؟! (مت 5: 39). هل يمكن أن يصلى إنسان كل حين ولا يمل (لو 18: 1)؟! وأن يصلى بلا انقطاع! (1تس 5: 17). وهل يمكن أن يعطى الإنسان كل ماله للفقراء؟! (مت 19: 21). هذه الأسئلة مع الكثير من أمثالها، نراها جميعاً مجابة وممثلة في سير القديسين.


و لقد سمح الله أن يقدم لنا هؤلاء القديسون أمثلة عالية في كل فضيلة من الفضائل بلا استثناء

و بطريقة مذهلة حقاً، تدعو إلى الاعجاب الشديد بروحانية أولئك الأبرار، حتى وكأنهم كانوا ملائكة أرضيين، ارتفعوا فوق مستوى المادة والجسد، وعاشوا بالروح مع الرب، في حياة نصرة كاملة على كل حروب العدو. أو تقول إنهم عادوا إلى الصورة الإلهية التي خلق بها الإنسان منذ البدء.. فحياتهم تشجع كل إنسان أن يسير في النهج الروحى، بلا خوف، وبلا تردد.

بحيث نقول في ثقة حينما نقرأ عنهم: الله قادر أن يعيننا كما أعانهم..

حياة البر إذن ممكنة وسهلة ومتاحة، لكل من يطلبها. ونعمة الله مستعدة أن نعمل في كل قلب، وترفعه إلى أسمى درجة، مهما كانت حالته الأولى.. فروح الله الذي كان يعمل، ويقود النفوس نحو الله، ويمنحهم كل الإمكانيات والمواهب.


فما عمله القديسون، هو ما عمله روح الله معهم. أترانا نقرأ عنه أم عنهم في هذه السير؟

أم القصص التي وردت في سير القديسين، إنما تحكى " عن شركة الروح القدس" (2كو 13: 14) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أو هى قصة (الله مع الناس). عمل الله معهم، أو عملهم معه. يبدأ الله فيستجيب الناس، أو يتجه الناس نحو الله، يجذبهم إلى أحضانه بكل قوة. أو هى صورة لتلك العبارة في سفر النشيد " اجذبنى وراءك فنجرى " (نش 1: 4).


لقد كان لسير القديسين تأثير عميق في الجميع على مدى الأجيال.

فقصة حياة القديس الأنبا أنطونيوس التي كتبها القديس أثناسيوس الرسولى، كان لها تأثير عجيب في أهل رومه، حتى كانت سبباً في انتشار الرهبنة هناك. ولما قرأها القديس آوغسطينوس تأثر بها جداً، وقادته إلى التوبة. كذلك فإن تأثير سير الرهبان في برية شيهيت، جذب إليهم السواح من كافة البلاد، ليروا هؤلاء الذين عاشوا على الأرض وكأنهم في السماء.. فجاءوا إليهم، ليسمعوا من أفواههم كلمة منفعة، وكتبوا قصصهم أو بعضاً منهم، فحفظها التاريخ.


إن هؤلاء القديسين لم يكتبوا أى كتاب عن حياتهم. ولكن حياتهم كانت هى أشهى كتاب.

كانت التاريخ الحى الذي قرأه جيلهم، وعاش به ونقله إلى باقى الأجيال.

و الوحى الإلهى نفسه نقل إلينا سير كثير من الأنبياء والرسل، حتى تسمت بأسمائهم بعض الأسفار المقدسة، التي شرحت لنا عمل الله فيهم، ورسالتهم التي كلفهم الله بها، وسيرتهم المقدسة.


و قد اهتمت الكنيسة جداً بسير القديسين.

فوضعتها في كتاب اسمه السنكسار Synaxarium، لكى تقرأ منه في كل قداس إلهى، سيرة واحد منهم أو أكثر، لتعزيتنا وتعليمنا. وتقرأ أيضاً على المؤمنين جزءاً آخر من سير آبائنا الرسل الأطهار من (الأبركسيس)، أى سفر " أعمال الرسل ". وما أكثر ما تقيم الكنيسة أعياداً لأولئك القديسين، تحتفل فيها بذكراهم، وتعيد على الآذان والأذهان سيرهم وفضائلهم.

و كذلك أيقوناتهم في الكنائس، وما يوضع أمامها من شموع، إنما تعيد إلى الذاكرة سير أولئك القديسين، لتكون غذاء للروح ومجالاً للتأمل فضائلهم. وما أجمل قول ماراسحق:

" شهية هى أخبار القديسين، مثل الماء للغروس الجدد".

كانت التاريخ الحى الذي قرأه جيلهم، وعاش به ونقله إلى باقى الأجيال. والوحى الإلهى نفسه نقل إلينا سير كثير من الأنبياء والرسل، حتى تسمت بأسمائهم بعض الأسفار المقدسة، التي شرحت لنا عمل الله فيهم، ورسالتهم التي كلفهم الله بها، وسيرتهم المقدسة.

إنها غذاء روحى لا يستغنى عنه أحد، يجلب لنا الشعور بمحبة الله، ومحبة طرقه التي تؤدى إلى الملكوت.. وتجعلنا أيضاً نحب الفضيلة، ونحب أولئك الأبرار، ونتخذهم لنا آباء وشفعاء، ونحرض أن نعمق علاقتنا بهم، وكأنهم أحياء يعيشون معنا على الأرض، نتحدث إليهم ونطلبهم.


و من محبتنا لهم ولسيرتهم، نتسمى بأسمائهم.

و نشكر الله أنه في أيامنا هذه، كثر التسمى بأسماء القديسين ن نسمى بها أطفالنا، لينشأوا محبين للقديسين، وأيضاً اعترافاً منا بمحبتنا لهم وإعجابنا بسيرتهم.. ونفس الوضع حينما يدخل أحد في حياة التكريس، راهباً او كاهناً، يتسمى باسم أحد هؤلاء القديسين، إعترافاً منا بالسيرة المقدسة التي لهذا الإسم الحسن. وأود في هذا المقال أن أسجل بعضاً من التاثير الروحى لسير القديسين:


1- التأثير الأول هو القدوة:

و هذا ما قاله القديس بولس الرسول " اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم " (عب 13: 7)0

و هنا نجد أمامنا منهجاً واسعاً جداً. فكل فضيلة يريد إنسان أن يقتنيها، نجد مجموعة من القديسين يرشدونهم بحياتهم إلى كيفية السلوك فيها، ويقدمون لنا مثالاً عملياً، وحافزاً يجذبه إليها.. على أننى أحب هنا أن أضع ملاحظة هامة وهى:


علينا أن نقتدى بالقديسين فيما هو ممكن لنا.

فمثلاً قد لا تكون حياة الاستشهاد متاحة. ولكننا نقتدى بالشهداء في قوة إيمانهم،فى شجاعتهم، في احتمالهم للإيمان، وفى الاستعداد للأبدية، وعدم محبة العالم ولا التمسك به.. وكل هذا ممكن لنا

و قد لا نستطيع الصلاة الدائمة، كما كان يفعل القديس أرسانيوس الكبير، أو القديس مقاريوس الاسكندارنى.. ولكن على الأقل ليكن لنا محبة الصلاة والاستمرار فيها على قدر قامتنا الروحية0

و لنعلم أن حياة قديسى البرية غير حياتنا في العالم. فلا نقلدهم في طى الأيام صوماً، الأمر الذي أتقنوه بعد سنوات طويلة من التدريب الروحى، وساعدتهم عليه حياة السكون..

إنما ليكن اقتداؤنا بهم في تلك الفضائل العالية تحت ارشاد روحى، وبتدرج حكيم.

و هناك فضائل أخرى متاحة للجميع، مثل الاتضاع، والوداعة، والهدوء، وخدمة الآخرين واحتمالهم، وعدم الغضب، وما يشبه ذلك.

أما الصمت الكامل، فلا يناسبك، إنما تأخذ منه: الكلام عند الضرورة، والكلام بقدر، واختبار الكلمة المناسبة، والكلمة البناءة النافعة..

فلا تقلد الفضيلة تقليداً كاملاً لا يناسبك ولا تقدر عليه. ولا ترفضها بالتمام في يأس. وإنما خذ منها بقدر، وبحكمة، وبتدرج، وتحت إرشاد..



خذ الفضيلة في روحها، لا في شكلها:

فحينما تقرأ مثلاً عن قديسى التوبة، حاول أن تكون مثلهم في حرارة توبتهم، وفى عدم عودتهم مطلقاً إلى الوراء. وتمثل بهم في إنسحاق قلوبهم وفى دموعهم. ولكن لا تقلد تقليداً حرفياَ الذين قادتهم التوبة إلى الرهبنة مباشرة مثل بيلاجية ومريم القبطية وموسى الأسود، وأوغسطينوس..

خذ محبة التائب لله، وعودته إليه، وعميق ندمه، واشمئزازه من الخطية.. ولكن عش في حدود شخصيتك وامكانياتك، وما أعطيته من النعمة..

2- التأثير الثانى لسير القديسين هو تقوية إلايمان:

سواء ما تقدمه سير الشهداء والمعترفين من التسمك بالإيمان، إلى حد الموت من أجله، أو قبول كل صنوف التعذيب، برضى وفرح وصبر..

أو ما تقدمه سير أبطال الإيمان الذين دافعوا عن العقيدة، بكل قوة وكل فهم، محتملين في سبيلها السجن والنفى والتشريد وكافة ألوان الاضطهاد، كالقديس أثناسيوس الرسولى مثلاً: الذي نفى عن كرسيه أربع مرات، واتهموه اتهامات شنيعة، وصدرت ضده أحكام، وقيل له " العالم كله ضدك يا أثناسيوس "..



نقرأ عن ذلك فيتبكت هذا الجيل، الذي لا يبالى بالخلاف في المذهب أو العقيدة، وينسى ما تحمله القديسون من آلام في سبيل ذلك!!

كانت المجامع المحلية والمسكونية تقام بسبب نقطة خلاف واحدة. ويبذل القديسون كل جهدهم في الدفاع عن الإيمان وفى إثبات العقيدة السليمة. والآن من أجل زواج أو طلاق، يمكن أن يغير إنسان مذهبه، بكل سهولة وبلا مبالاة، أو بجهل!! أو يختلف شخص مع أحد رجال الكهنوت، فيترك الكنيسة كلها، بكل إيمانها وعقيدتها. ولا يبالى بكل جهاد القديسين في سبيل ذلك الايمان.


لذلك نحن محتاجون إلى قراءة سير القديسين أبطال الإيمان، لتغرس في نفوس الجميع أهمية الإيمان والثبات فيه، ونبذ ما يسمى باللاطائفية!!

إن الكنيسة ليست طائفة، ولا هى مجموعة طوائف، ولكنها جماعة المؤمنين بايمان سليم في كل تفاصيله..

هذا الإيمان الذي استشهد من أجله قديسون في جميع الأجيال، والذين تألم بنسببه وتعذب عدد كبير من القديسين. ومن بينهم رهبان عاشوا في البرية الجوانية. ولكن عاشوا في الأيمان. وما أجمل الرمز الذي يحويه تكفين الأنبا السائح في رداء البابا أثناسيوس بطل الإيمان..

3- التأثير الثالث لسير القديسين هو غرس مشاعر الاتضاع و الانسحاق:

فكلما نقرأ عن هذه القمم العالية، وما وصلوا إليه، تتضع نفوسنا في الداخل، ونشعر أننا لا شئ إلى جوارهم..

حينما نقرأ عن القديس الأنبا ابرام في العطاء، ألا تنسحق نفوسنا؟‍‍ هذا الذي كان يعطى كل شئ. ولا يبقى لنفسه شيئاً. حتى أن البعض أعطاه مرة قطعة قماش أسود ليفصلها ثوباً له بدلاً من جلبابه البالى، فوهب قطعة القماش هذه لأرملة زارته.. أو ماذا نقول عن الأنبا يوحنا الرحوم الذي باع كل ما كان له وأعطاه للفقراء0و لما لم يجد شيئاً يملكه، باع نفسه عبداً، وتبرع بثمن نفسه للفقراء..!! آلا تتضع نفوسنا، حينما نقارن عطاءنا بعطاء هؤلاء؟!


حقاً إن سير القديسين تطرد من نفوسنا كل محاربات الكبرياء والمجد الباطل، إن حاربنا العدو بها.

إن حاربتنا أفكار من جهة خدمتنا، وقارنا أنفسنا بسيرة بولس الرسول الذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10). وبشر في أورشليم، وفى إنطاكية، وآسيا الصغرى، واليونان، وفى رومه، ووصل إلى أسبانيا. وأسس كنائس لا حصر لها، وذاق متاعب لا توصف (2كو11)0 وكان يكتب رسائل، حتى وهو في السجن (أف 4: 1).. ألا تنسحق أنفسنا بهذه المقارنة وأشباهها؟!


و مهما أنسحقنا لن نصل إلى اتضاع القديسين.

هؤلاء الذين على الرغم من كل فضائاهم، قيل إنهم كانوا يبكون على خطاياهم!! القديس مقاريوس الكبير بكى وأبكى كل المجمع معه. القديس موسى الأسود، القديس بيشوى، القديس باخوميوس الكبير.. ماذا كان يبكى كل هؤلاء؟

القديس أرسانيوس الذي كان يقف ليصلى وقت الغروب، والشمس خلفه، ويظل واقفاً في الصلاة حتى تشرق مرة أخرى من أمامه، يقال إنه سقطت رموش عينيه من كثرة البكاء. وكان يبلل خوصه بالدموع!! فأين هو اتضاعنا نحن مهما اتضعنا؟!

القديس مكاريوس الكبير مؤسس الرهبنة بالاسقيط سألوه بعد رؤيته لسائحين في البرية الجوانية، فقال " أنا لست راهباً ولكنى رأيت رهباناً"..!! القصص أمامنا لا تنتهى فلعلنا نكتفى بهذه..


إننا نحارب بالكبرياء، حينما نقارن أنفسنا بأمثلة حية، تظن أننا أعلى منها!! أما حينما نقرأ سير القديسين، فحينئذ يستد كل فم، وندرك أننا لا شئ..

التأثير الرابع لسير القديسين

أنها تعطينا روح الحكمة والإفراز

تعلمنا الطريق الصحيح الذي نسلك فيه.. ما أجمل ما نقرؤه عن داود الملك، حينما أراد أن يشترى مكاناً لبناء الهيكل ووافق أرونه اليبوسى أن يهبه كل شئ بلا مقابل، حينئذ رفض داود وقال " لا، بل أشترى منك بثمن. ولا أصعد للرب إلهى محرقات مجانية " (2صم 24 |: 24).

إننا نتعلم الحكمة أيضاً من أبيجايل: كيف أنها تمكنت من توبيخ داود النبي بطريقة ربحته بها (1صم 25: 23 – 35)

نتعلم الحكمة من سير آباء البرية، حتى من الشباب. الذين فيهم أمثال القديسين الأنبا يوحنا القصير الذى قيل إن الأسقيط كله كان معلقا باصبعه0 ومثل تادرس تلميذ باخوميوس ومن حكمة الشيوخ مثل الأنبا أغاثون والأنبا ايسيذورس وغيرهم إن حكمة الآباء كنز لمن يتعلم..


الدرس الخامس الذي نتعلمه من سير القديسين هو دوام النمو

إنه صعود إلى فوق بغير حدود.. مثال ذلك بولس الرسول بكل مواهبه وخدمته وصعوده إلى السماء الثالثة. ومع ذلك يقول " ليس أنى نلت أو صرت كاملاً، ولكنى أسعى لعلى أدرك. أنسى ما هو وراء، امتد إلى ما هو قدام. اسعى نحو الغرض " (فى 3: 12 – 14).

الدرجات العليا التي وصل إليها القديسون في كل فضيلة، تحثنا على أن نمتد إلى قدام، ولا نكتفى مهما وصلنا. فالطريق أمامنا طويل طويل.. والنعمة مستعده أن تأخذ بأيدينا لنقطع فراسخ أولاً.. على آثار هؤلاء القديسين، إذ تعطينا سيرهم حرارة لا تخمد ولا تنطفئ..


أمور أخرى كثيرة نتعلمها من تأثير سير القديسين فينا.

نتعلم كيف تكون اعترافاتنا اكثر دقة، إذ نكتشف تقصيرات عديدة في حياتنا، بالمقارنة بسيرهم..

نتعلم ايضاً أسلوب التخاطب مع الله في الصلاة، عندما نقرأ صلواتهم، وما فيها من دالة، وما فيها من اتضاع، ومن حب وحرارة.. نتعلم أيضاً أسلوبهم في التعامل مع الناس، وطريقتهم في مواجهة الحروب الروحية، وأسلوب الانتصار عليها.

إن الذي يقرأ سير القديسين، يصير على الدوام في تغير مستمر، إلى أفضل: أسلوبه يتغير كلامه يتغير، معاملاته تتغير، محاولاً أن يصل إلى تلك الصورة عينها..


و بعد، أنا لست أدعى مطلقاً أننى وفيت هذا الموضوع حقه، فهو يحتاج إلى كتاب أو كتب. وكل ما ذكرته هو مجرد أمثلة.

و أترك لك أيها القارئ العزيز هذا الخضم الواسع من التأمل في فوائد سير القديسين.

فلا شك أن هذا الموضوع قد يشمل الحياة الروحية كلها..
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 08:00 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

كتاب الوسائط الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث

- قراءة سير القديسين



قراءة سير القديسين Hagiography من أهم الوسائط الروحية التي تستخدمها النعمة لتنمية علاقتنا مع الله، اشعال محبتنا له وملكوته.

وهى تقدم لنا التنفيذ العملى للمبادئ الروحية.

ربما تبدو لنا كثير من الوصايا والتعاليم وكأنها مبادئ نظرية. ولكننا نراها في سير القديسين في الواقع العملى، منفذة بصورة واضحة وفى ظروف مناسبة لها.

و هكذا يرينا القديسين أن وصايا الرب سهلة وممكنة، وليست مثاليات نظرية.

فكثيراً ما يقول البعض في استغراب: من يستطيع أن ينفذ هذه المثاليات؟! هل حقاً يمكن لإنسان أن يحول الخد الآخر لمن بلطمة على خده؟! (مت 5: 39). هل يمكن أن يصلى إنسان كل حين ولا يمل (لو 18: 1)؟! وأن يصلى بلا انقطاع! (1تس 5: 17). وهل يمكن أن يعطى الإنسان كل ماله للفقراء؟! (مت 19: 21). هذه الأسئلة مع الكثير من أمثالها، نراها جميعاً مجابة وممثلة في سير القديسين.


و لقد سمح الله أن يقدم لنا هؤلاء القديسون أمثلة عالية في كل فضيلة من الفضائل بلا استثناء

و بطريقة مذهلة حقاً، تدعو إلى الاعجاب الشديد بروحانية أولئك الأبرار، حتى وكأنهم كانوا ملائكة أرضيين، ارتفعوا فوق مستوى المادة والجسد، وعاشوا بالروح مع الرب، في حياة نصرة كاملة على كل حروب العدو. أو تقول إنهم عادوا إلى الصورة الإلهية التي خلق بها الإنسان منذ البدء.. فحياتهم تشجع كل إنسان أن يسير في النهج الروحى، بلا خوف، وبلا تردد.

بحيث نقول في ثقة حينما نقرأ عنهم: الله قادر أن يعيننا كما أعانهم..

حياة البر إذن ممكنة وسهلة ومتاحة، لكل من يطلبها. ونعمة الله مستعدة أن نعمل في كل قلب، وترفعه إلى أسمى درجة، مهما كانت حالته الأولى.. فروح الله الذي كان يعمل، ويقود النفوس نحو الله، ويمنحهم كل الإمكانيات والمواهب.


فما عمله القديسون، هو ما عمله روح الله معهم. أترانا نقرأ عنه أم عنهم في هذه السير؟

أم القصص التي وردت في سير القديسين، إنما تحكى " عن شركة الروح القدس" (2كو 13: 14) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). أو هى قصة (الله مع الناس). عمل الله معهم، أو عملهم معه. يبدأ الله فيستجيب الناس، أو يتجه الناس نحو الله، يجذبهم إلى أحضانه بكل قوة. أو هى صورة لتلك العبارة في سفر النشيد " اجذبنى وراءك فنجرى " (نش 1: 4).


لقد كان لسير القديسين تأثير عميق في الجميع على مدى الأجيال.

فقصة حياة القديس الأنبا أنطونيوس التي كتبها القديس أثناسيوس الرسولى، كان لها تأثير عجيب في أهل رومه، حتى كانت سبباً في انتشار الرهبنة هناك. ولما قرأها القديس آوغسطينوس تأثر بها جداً، وقادته إلى التوبة. كذلك فإن تأثير سير الرهبان في برية شيهيت، جذب إليهم السواح من كافة البلاد، ليروا هؤلاء الذين عاشوا على الأرض وكأنهم في السماء.. فجاءوا إليهم، ليسمعوا من أفواههم كلمة منفعة، وكتبوا قصصهم أو بعضاً منهم، فحفظها التاريخ.


إن هؤلاء القديسين لم يكتبوا أى كتاب عن حياتهم. ولكن حياتهم كانت هى أشهى كتاب.

كانت التاريخ الحى الذي قرأه جيلهم، وعاش به ونقله إلى باقى الأجيال.

و الوحى الإلهى نفسه نقل إلينا سير كثير من الأنبياء والرسل، حتى تسمت بأسمائهم بعض الأسفار المقدسة، التي شرحت لنا عمل الله فيهم، ورسالتهم التي كلفهم الله بها، وسيرتهم المقدسة.


و قد اهتمت الكنيسة جداً بسير القديسين.

فوضعتها في كتاب اسمه السنكسار Synaxarium، لكى تقرأ منه في كل قداس إلهى، سيرة واحد منهم أو أكثر، لتعزيتنا وتعليمنا. وتقرأ أيضاً على المؤمنين جزءاً آخر من سير آبائنا الرسل الأطهار من (الأبركسيس)، أى سفر " أعمال الرسل ". وما أكثر ما تقيم الكنيسة أعياداً لأولئك القديسين، تحتفل فيها بذكراهم، وتعيد على الآذان والأذهان سيرهم وفضائلهم.

و كذلك أيقوناتهم في الكنائس، وما يوضع أمامها من شموع، إنما تعيد إلى الذاكرة سير أولئك القديسين، لتكون غذاء للروح ومجالاً للتأمل فضائلهم. وما أجمل قول ماراسحق:

" شهية هى أخبار القديسين، مثل الماء للغروس الجدد".

كانت التاريخ الحى الذي قرأه جيلهم، وعاش به ونقله إلى باقى الأجيال. والوحى الإلهى نفسه نقل إلينا سير كثير من الأنبياء والرسل، حتى تسمت بأسمائهم بعض الأسفار المقدسة، التي شرحت لنا عمل الله فيهم، ورسالتهم التي كلفهم الله بها، وسيرتهم المقدسة.

إنها غذاء روحى لا يستغنى عنه أحد، يجلب لنا الشعور بمحبة الله، ومحبة طرقه التي تؤدى إلى الملكوت.. وتجعلنا أيضاً نحب الفضيلة، ونحب أولئك الأبرار، ونتخذهم لنا آباء وشفعاء، ونحرض أن نعمق علاقتنا بهم، وكأنهم أحياء يعيشون معنا على الأرض، نتحدث إليهم ونطلبهم.


و من محبتنا لهم ولسيرتهم، نتسمى بأسمائهم.

و نشكر الله أنه في أيامنا هذه، كثر التسمى بأسماء القديسين ن نسمى بها أطفالنا، لينشأوا محبين للقديسين، وأيضاً اعترافاً منا بمحبتنا لهم وإعجابنا بسيرتهم.. ونفس الوضع حينما يدخل أحد في حياة التكريس، راهباً او كاهناً، يتسمى باسم أحد هؤلاء القديسين، إعترافاً منا بالسيرة المقدسة التي لهذا الإسم الحسن. وأود في هذا المقال أن أسجل بعضاً من التاثير الروحى لسير القديسين:


1- التأثير الأول هو القدوة:

و هذا ما قاله القديس بولس الرسول " اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم " (عب 13: 7)0

و هنا نجد أمامنا منهجاً واسعاً جداً. فكل فضيلة يريد إنسان أن يقتنيها، نجد مجموعة من القديسين يرشدونهم بحياتهم إلى كيفية السلوك فيها، ويقدمون لنا مثالاً عملياً، وحافزاً يجذبه إليها.. على أننى أحب هنا أن أضع ملاحظة هامة وهى:


علينا أن نقتدى بالقديسين فيما هو ممكن لنا.

فمثلاً قد لا تكون حياة الاستشهاد متاحة. ولكننا نقتدى بالشهداء في قوة إيمانهم،فى شجاعتهم، في احتمالهم للإيمان، وفى الاستعداد للأبدية، وعدم محبة العالم ولا التمسك به.. وكل هذا ممكن لنا

و قد لا نستطيع الصلاة الدائمة، كما كان يفعل القديس أرسانيوس الكبير، أو القديس مقاريوس الاسكندارنى.. ولكن على الأقل ليكن لنا محبة الصلاة والاستمرار فيها على قدر قامتنا الروحية0

و لنعلم أن حياة قديسى البرية غير حياتنا في العالم. فلا نقلدهم في طى الأيام صوماً، الأمر الذي أتقنوه بعد سنوات طويلة من التدريب الروحى، وساعدتهم عليه حياة السكون..

إنما ليكن اقتداؤنا بهم في تلك الفضائل العالية تحت ارشاد روحى، وبتدرج حكيم.

و هناك فضائل أخرى متاحة للجميع، مثل الاتضاع، والوداعة، والهدوء، وخدمة الآخرين واحتمالهم، وعدم الغضب، وما يشبه ذلك.

أما الصمت الكامل، فلا يناسبك، إنما تأخذ منه: الكلام عند الضرورة، والكلام بقدر، واختبار الكلمة المناسبة، والكلمة البناءة النافعة..

فلا تقلد الفضيلة تقليداً كاملاً لا يناسبك ولا تقدر عليه. ولا ترفضها بالتمام في يأس. وإنما خذ منها بقدر، وبحكمة، وبتدرج، وتحت إرشاد..



خذ الفضيلة في روحها، لا في شكلها:

فحينما تقرأ مثلاً عن قديسى التوبة، حاول أن تكون مثلهم في حرارة توبتهم، وفى عدم عودتهم مطلقاً إلى الوراء. وتمثل بهم في إنسحاق قلوبهم وفى دموعهم. ولكن لا تقلد تقليداً حرفياَ الذين قادتهم التوبة إلى الرهبنة مباشرة مثل بيلاجية ومريم القبطية وموسى الأسود، وأوغسطينوس..

خذ محبة التائب لله، وعودته إليه، وعميق ندمه، واشمئزازه من الخطية.. ولكن عش في حدود شخصيتك وامكانياتك، وما أعطيته من النعمة..

2- التأثير الثانى لسير القديسين هو تقوية إلايمان:

سواء ما تقدمه سير الشهداء والمعترفين من التسمك بالإيمان، إلى حد الموت من أجله، أو قبول كل صنوف التعذيب، برضى وفرح وصبر..

أو ما تقدمه سير أبطال الإيمان الذين دافعوا عن العقيدة، بكل قوة وكل فهم، محتملين في سبيلها السجن والنفى والتشريد وكافة ألوان الاضطهاد، كالقديس أثناسيوس الرسولى مثلاً: الذي نفى عن كرسيه أربع مرات، واتهموه اتهامات شنيعة، وصدرت ضده أحكام، وقيل له " العالم كله ضدك يا أثناسيوس "..



نقرأ عن ذلك فيتبكت هذا الجيل، الذي لا يبالى بالخلاف في المذهب أو العقيدة، وينسى ما تحمله القديسون من آلام في سبيل ذلك!!

كانت المجامع المحلية والمسكونية تقام بسبب نقطة خلاف واحدة. ويبذل القديسون كل جهدهم في الدفاع عن الإيمان وفى إثبات العقيدة السليمة. والآن من أجل زواج أو طلاق، يمكن أن يغير إنسان مذهبه، بكل سهولة وبلا مبالاة، أو بجهل!! أو يختلف شخص مع أحد رجال الكهنوت، فيترك الكنيسة كلها، بكل إيمانها وعقيدتها. ولا يبالى بكل جهاد القديسين في سبيل ذلك الايمان.


لذلك نحن محتاجون إلى قراءة سير القديسين أبطال الإيمان، لتغرس في نفوس الجميع أهمية الإيمان والثبات فيه، ونبذ ما يسمى باللاطائفية!!

إن الكنيسة ليست طائفة، ولا هى مجموعة طوائف، ولكنها جماعة المؤمنين بايمان سليم في كل تفاصيله..

هذا الإيمان الذي استشهد من أجله قديسون في جميع الأجيال، والذين تألم بنسببه وتعذب عدد كبير من القديسين. ومن بينهم رهبان عاشوا في البرية الجوانية. ولكن عاشوا في الأيمان. وما أجمل الرمز الذي يحويه تكفين الأنبا السائح في رداء البابا أثناسيوس بطل الإيمان..

3- التأثير الثالث لسير القديسين هو غرس مشاعر الاتضاع و الانسحاق:

فكلما نقرأ عن هذه القمم العالية، وما وصلوا إليه، تتضع نفوسنا في الداخل، ونشعر أننا لا شئ إلى جوارهم..

حينما نقرأ عن القديس الأنبا ابرام في العطاء، ألا تنسحق نفوسنا؟‍‍ هذا الذي كان يعطى كل شئ. ولا يبقى لنفسه شيئاً. حتى أن البعض أعطاه مرة قطعة قماش أسود ليفصلها ثوباً له بدلاً من جلبابه البالى، فوهب قطعة القماش هذه لأرملة زارته.. أو ماذا نقول عن الأنبا يوحنا الرحوم الذي باع كل ما كان له وأعطاه للفقراء0و لما لم يجد شيئاً يملكه، باع نفسه عبداً، وتبرع بثمن نفسه للفقراء..!! آلا تتضع نفوسنا، حينما نقارن عطاءنا بعطاء هؤلاء؟!


حقاً إن سير القديسين تطرد من نفوسنا كل محاربات الكبرياء والمجد الباطل، إن حاربنا العدو بها.

إن حاربتنا أفكار من جهة خدمتنا، وقارنا أنفسنا بسيرة بولس الرسول الذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10). وبشر في أورشليم، وفى إنطاكية، وآسيا الصغرى، واليونان، وفى رومه، ووصل إلى أسبانيا. وأسس كنائس لا حصر لها، وذاق متاعب لا توصف (2كو11)0 وكان يكتب رسائل، حتى وهو في السجن (أف 4: 1).. ألا تنسحق أنفسنا بهذه المقارنة وأشباهها؟!


و مهما أنسحقنا لن نصل إلى اتضاع القديسين.

هؤلاء الذين على الرغم من كل فضائاهم، قيل إنهم كانوا يبكون على خطاياهم!! القديس مقاريوس الكبير بكى وأبكى كل المجمع معه. القديس موسى الأسود، القديس بيشوى، القديس باخوميوس الكبير.. ماذا كان يبكى كل هؤلاء؟

القديس أرسانيوس الذي كان يقف ليصلى وقت الغروب، والشمس خلفه، ويظل واقفاً في الصلاة حتى تشرق مرة أخرى من أمامه، يقال إنه سقطت رموش عينيه من كثرة البكاء. وكان يبلل خوصه بالدموع!! فأين هو اتضاعنا نحن مهما اتضعنا؟!

القديس مكاريوس الكبير مؤسس الرهبنة بالاسقيط سألوه بعد رؤيته لسائحين في البرية الجوانية، فقال " أنا لست راهباً ولكنى رأيت رهباناً"..!! القصص أمامنا لا تنتهى فلعلنا نكتفى بهذه..


إننا نحارب بالكبرياء، حينما نقارن أنفسنا بأمثلة حية، تظن أننا أعلى منها!! أما حينما نقرأ سير القديسين، فحينئذ يستد كل فم، وندرك أننا لا شئ..

التأثير الرابع لسير القديسين

أنها تعطينا روح الحكمة والإفراز

تعلمنا الطريق الصحيح الذي نسلك فيه.. ما أجمل ما نقرؤه عن داود الملك، حينما أراد أن يشترى مكاناً لبناء الهيكل ووافق أرونه اليبوسى أن يهبه كل شئ بلا مقابل، حينئذ رفض داود وقال " لا، بل أشترى منك بثمن. ولا أصعد للرب إلهى محرقات مجانية " (2صم 24 |: 24).

إننا نتعلم الحكمة أيضاً من أبيجايل: كيف أنها تمكنت من توبيخ داود النبي بطريقة ربحته بها (1صم 25: 23 – 35)

نتعلم الحكمة من سير آباء البرية، حتى من الشباب. الذين فيهم أمثال القديسين الأنبا يوحنا القصير الذى قيل إن الأسقيط كله كان معلقا باصبعه0 ومثل تادرس تلميذ باخوميوس ومن حكمة الشيوخ مثل الأنبا أغاثون والأنبا ايسيذورس وغيرهم إن حكمة الآباء كنز لمن يتعلم..


الدرس الخامس الذي نتعلمه من سير القديسين هو دوام النمو

إنه صعود إلى فوق بغير حدود.. مثال ذلك بولس الرسول بكل مواهبه وخدمته وصعوده إلى السماء الثالثة. ومع ذلك يقول " ليس أنى نلت أو صرت كاملاً، ولكنى أسعى لعلى أدرك. أنسى ما هو وراء، امتد إلى ما هو قدام. اسعى نحو الغرض " (فى 3: 12 – 14).

الدرجات العليا التي وصل إليها القديسون في كل فضيلة، تحثنا على أن نمتد إلى قدام، ولا نكتفى مهما وصلنا. فالطريق أمامنا طويل طويل.. والنعمة مستعده أن تأخذ بأيدينا لنقطع فراسخ أولاً.. على آثار هؤلاء القديسين، إذ تعطينا سيرهم حرارة لا تخمد ولا تنطفئ..


أمور أخرى كثيرة نتعلمها من تأثير سير القديسين فينا.

نتعلم كيف تكون اعترافاتنا اكثر دقة، إذ نكتشف تقصيرات عديدة في حياتنا، بالمقارنة بسيرهم..

نتعلم ايضاً أسلوب التخاطب مع الله في الصلاة، عندما نقرأ صلواتهم، وما فيها من دالة، وما فيها من اتضاع، ومن حب وحرارة.. نتعلم أيضاً أسلوبهم في التعامل مع الناس، وطريقتهم في مواجهة الحروب الروحية، وأسلوب الانتصار عليها.

إن الذي يقرأ سير القديسين، يصير على الدوام في تغير مستمر، إلى أفضل: أسلوبه يتغير كلامه يتغير، معاملاته تتغير، محاولاً أن يصل إلى تلك الصورة عينها..


و بعد، أنا لست أدعى مطلقاً أننى وفيت هذا الموضوع حقه، فهو يحتاج إلى كتاب أو كتب. وكل ما ذكرته هو مجرد أمثلة.

و أترك لك أيها القارئ العزيز هذا الخضم الواسع من التأمل في فوائد سير القديسين.

فلا شك أن هذا الموضوع قد يشمل الحياة الروحية كلها..
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 08:00 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

كتاب مقالات روحية للبابا شنودة الثالث

- مقياس الطول ومقياس العمق (روحانية العبادة)


أود في هذا المقال أن أحدثكم عن روحانية العبادة لكي يختبر الإنسان مقدار درجته في العبادة، هناك مقياسان:

أما مقياس الطول، فهو مقدار الوقت الذي يقضيه الإنسان مع الله في كافة نواحي العبادة: في الصلاة، في التأمل، في الترتيل، في الألحان، في التسبيح، في القراءات الروحية..

في مقياس الطول لا أريد أن أحداثك عن الدرجات الروحية العالية لئلا تقع في اليأس. لا أريد أن أحدثك عن حياة الصلاة الدائمة فربما لا يكون هذا هو طريقك في الحياة، وقد تكون هذه من درجات النساك العابدين. ولا أريد أن أحدثك عن تدريب صلب العقل الذي سار فيه القديس مقاريوس الإسكندري، ولا عن حالات اختطاف الفكر، ولا عن تدريب خلط كل عمل من أعمال الحياة بالصلاة.

ولا أريد أن أحدثك عن أمثال القديس أرسانيوس الذي كان يقف للصلاة وقت الغروب والشمس وراءه، ويظل واقفاً مصلياً حتى تطلع الشمس أمامه مقضياً الليل كله في الصلاة..

ولكنى أحب أن أسألك كم تعطى الله من وقتك؟ وكم تعطى لأمور العالم من وقتك؟ وهل هي نسبة عادلة؟ وهل الوقت الذي تقضيه في العبادة كاف لغذاء روحك؟

هناك إنسان يزعم أنه يصلى كل يوم. وقد يكون مجموع صلواته في اليوم بضع دقائق، لا تشبع روحه ولا تشعره بالصلة بالله..

وقد يقف إنسان ليصلى، وسرعان ما يشعر بالسأم والملل، ويحب أن ينهى صلاته بأية طريقة كما لو كان عبئاً ثقيلاً عليه!! ذلك لأن قلبه جاف من الداخل ليست فيه محبة الله..

وقد يعتذر إنسان عن الصلاة بضيق الوقت. وقد يكون السبب الحقيقي هو عدم وجود الرغبة وليس عدم وجود الوقت!

إن أكبر رد على مثل هذا الإنسان هو داود النبي الذي كان ملكاً، وقائداً للجيش، ورب أسرة كبيرة جداً، ومع ذلك نراه يصلى" عشية وباكر ووقت الظهر". ويقول لله: "سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك".. ولا يكتفي بالنهار بل يقول أيضا: "فى نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك". ولا يكتفي بالليل بل يقول: "كنت أذكرك على فراشي، وفى أوقات الأسحار كنت أرتل لك". ولا ينهض فقط في وقت السحر بل يقول للرب: "سبقت عيناي وقت السحر، لأتلو في جميع أقوالك " ومع كل صلوات الليل هذه، نراه يقول في شوق إلى الله: "يا الله أنت ألهى، إليك أبكر، عطشت نفسي إليك"..

وفى النهار يقول: "محبوب هو أسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي"..

إنه مثل جميل، لرجل من رجال الصلاة، كان مشغولاً جداً، وعليه مسئوليات وأعباء لا حصر لها، ومع ذلك نجح في عمل الصلاة، وضرب مثالاً رائعاً لمقياس الطول في العبادة.. فلا يصح إذن أن نعتذر بالمشغوليات. لأننا إن آمنا بأهمية أمر من الأمور، نستطيع أن نوجد له وقتاً. المشكلة إذن في عدم وجود الرغبة.. المرجع: موقع كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت

وقد يكون السبب هو عدم الإحساس بالاحتياج إلى الصلاة.. مثال ذلك الشاب الذي زارني في إحدى المرات وقال لي: "إن شاء الله ستبدأ امتحاناتي يوم السبت، فأرجوك أن تذكرني في صلواتك يوم الأربعاء لأنها مادة صعبة". فقلت له: (وماذا عن امتحان يوم السبت؟). فأجاب: "إنها مادة سهله لا تحتاج إلى صلاة"..! نعم، ما أكثر تلك الأمور التي نراها لا تحتاج إلى صلاة.. إنها الثقة بالنفس أو بالظروف المحيطة أو ببعض المعونات البشرية، التي تجعلنا نشعر أننا لسنا في حاجة إلى صلاة.. كأننا ننتظر الوقت الذي يسمح فيه الله بضيقة أو مشكلة، وحينئذ فقط نصلى!!

أعود إلى سؤالي: ماذا عن مقياس الطول في حياتك الروحية؟ وهل أنت من جهة وقت العبادة في نمو مستمر؟

أما عن مقياس العمق فهو حالة القلب أثناء العبادة.. فقد يصلى إنسان وقتاً طويلاً ولكن في غير عمق.. بصلوات سطحية أو بصلوات من العقل فقط أو من الشفتين وليست من القلب، أو بصلوات من عقل غير مركز يطيش أثناء الصلاة في العالميات..!

إن مقياس العمق في الصلاة يجعلنا نسأل الأسئلة الآتية:

هل صلواتك بحرارة؟ وهل هي بإيمان؟ وهل هي بحب وشوق نحو الله؟ وهل صلواتك في انسحاق وتواضع قلب؟ وهل هي في خشوع وهيبة شديدة لله؟ وهل هي في تركيز وجمع للعقل؟ وهل صلواتك تشعر فيها بالصلة الحقيقية أمام الله كما لو كان قائماً أمامك تخاطبه وجهاً لوجه ؟
وهل هي من القلب حقاً أم من الشفتين فقط؟ وهل تتكلم فيها مه الله بدالة وثقة؟ وهل أنت تجد لذة في صلاتك وتتمنى لو استمرت معك كل الوقت أم أنك تؤدى فرضاً لابد أن تؤديه؟ وهل صلواتك من أجل نفسك فقط أم من أجل الآخرين أيضاً؟ وهل صلاتك هي لله وحده أم فيها عناصر الرياء ومحبة الظهور أمام الناس..

إنها أسئلة كثيرة إن أجبت عليها تعرف مقدار العمق الذي لك في عبادتك..

ويدخل في مقياس العمق نوعية الصلاة أيضاً.. فهل صلاتك مجرد طلب، أم فيها أيضاً عنصر الشكر، وعنصر التسبيح والتمجيد، وعنصر التوبة والانسحاق والاعتراف بالخطية..

ثم أيضاً هل صلاتك بفهم؟

هل تعنى كل كلمة تقولها لله؟ وهل تفهم معاني الألفاظ التي ترددها وبخاصة في الصلوات المحفوظة وفى المزامير؟

ويبقى بعد كل هذا أن نسأل: هل أنت حقاً تصلى؟ هل ينطبق عليك مقياس العمق؟ هل تشعر أن صلواتك قد وصلت فعلاً إلى الله؟ وهل تشعر انه قبلها، وانه مطمئناً واثقاً أن الله سيعمل معك عملاً..

وهل في صلاتك تشعر انك حفنة من تراب تحدث خالق الكون العظيم، فتقف أمامه في خشوع تشكره على الشرف الذي منحك إياه إذ سمح لك أن تقف أمامه..

إن قست نفسك بهذين المقياسين، مقياس الطول ومقياس العمق، ووجدت نفسك لم تبدأ بعد حياة العبادة، فنصيحتي لك أن تبدأ من الآن، وأن تحسن حالتك يوماً بعد يوم.. ولا تنهمك في أمور العالم الانهماك الذي يجفف قلبك ويقسي روحك ويجعلك تنظر إلى أمور العبادة بعدم اكتراث!!

أيها القاري العزيز، ضع أمامك على الدوام قول السيد المسيح: "ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟! أو ماذا يعطى عوضاً عن نفسه "؟!.. اهتم آذان بنفسك واحرص على أبديتك. ولتكن لك علاقة عميقة بالله. وان وجدت صعوبة في بداية الطريق فلا تيأس. وان حاربك الشيطان فقاومه، واثبت في عبادتك. وسيأتي الوقت الذي تذوق فيه جمال الحياة الروحية فتجدها شهية وممتعة، فتأسف على الأيام التي ضاعت عبثاً من حياتك. ابدأ في عمل الصلاة، وفى صلاتك اذكر ضعفى. وليكن الرب معك يقويك على عمل مرضاته..
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 08:01 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

كتاب
لقاء يومى مع الهى


اعداد
القمص تادرس يعقوب ملطى

موضوعات عن الخلوة الروحية


كتاب اللة يدعو

http://www.coptictamgeed.com/B-God_Calls.htm




كتاب
تدريب صلاة يسوع
القس انطونيوس فهمى

http://www.4shared.com/file/131212002/dfc99918/___.html



كتاب رحلة إلى المرتفعات.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 08:02 PM   رقم المشاركة : ( 47 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

تــــــــــــــأملات رااااااااااائعـــــــــــــة...

موضوعات عن الخلوة الروحية



أعطني من مياه ينبوعك النقي

مسكينة هي النفس التي لم تلتقِ بعد بينبوع ماء الحياة..
مَنْ يستطيع أن يطفئ لهيب ظمأ الناس؟
مَنْ يستطيع أن ينجو من هلاك العطش إلى الشهوات؟
الينبوع..



الينبوع وحده قادر أن يروي ويشفي ويسعد الإنسان..



"يا سيد أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي"

(يو4: 15)



ربي يسوع..



أعطني من مياه ينبوعك النقي..



لكي لا أحتاج مرة أخرى إلى قاذورات العالم..



ولكي لا آتي هنا مرة أخرى إلى حيث أماكن العثرة والخطية والضياع..



حقًا إن "النفس الشبعانة تدوس العسل، وللنفس الجائعة كل مُر حلو"

(أم27: 7)



فأعطني يا سيدي القدوس أن أرجع إليك..



لأشبع بكَ فأدوس على عسل العالم المُر..



وأنكر الفجور والشهوات..



وأكون لكَ إلى المنتهى.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 08:03 PM   رقم المشاركة : ( 48 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

يسوع هو الحبيب الأبدي

موضوعات عن الخلوة الروحية


طوبى لنفس ارتبطت بالمسيح..
فصارت ثابتة به في عالم سريع التغير.
طوبى لنفس استراحت في المسيح..
وتمتعت بحبه فزهدت حب العالم الأناني.



طوبى لنفس استقرت في حضن المسيح..



يمسح لها دموعها، ويغفر لها خطاياها،



ويُطهرها من كل إثم وزلة.



طوبى لنفس تعود في المساء بعد العناء..



لتجد الراحة والهدوء..



بل والخلود بين ضلوع الحبيب الأبدي.



طوبى لنفس تعلّقت برجائها الأبدي..



وصارت في العالم غريبة عنه تسعى كسفيرة.



عيناها هناك حيث المسيح جالس.



فهو لنا العون والمعين..



"فرَحًا أفرَحُ بالرَّب. تبتَهِجُ نَفسي بإلهي،



لأنَّهُ قد ألبَسَني ثيابَ الخَلاصِ. كساني رِداءَ البِر،



مِثلَ عَريسٍ يتزَيَّنُ بعِمامَةٍ،



ومِثلَ عَروسٍ تتزَيَّنُ بحُليها



(إش61: 10).
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 08:04 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

يسوع هو العون والمُعين

موضوعات عن الخلوة الروحية

بى يسوع..
دعني أُقبِّل قدميك وأقتنيك فيَّ حصنًا،
وعريسًا، وغفرانًا، وطهارة،
ورجاء أبدى

ربى يسوع.



دعني أمسك بكَ ولا أرخيك.



فأنت ملاذي ومرجعي..



وحصني الحصين.



آتِ إليك..



فأجد الأمان بعد أن تغير كل شيء فيَّ وحولي،



ولم يعد للعالم أمان.



ما أمسكه اليوم كحقيقة..



يفر من يدي غدًا كالدخان.



وما كنت أظنه تأمينًا لمستقبلي..



يصير نفسه تهديدًا لحياتي، وفقدانًا للأمان.



لا شك أن تيار الخطية يعمل الآن بقوة.



يقف المسيح فاتحًا أحضانه..



يغفر ويغسل ويُجدِّد،



ويُرمم النفوس المتهالكة،



والأجساد المُنهكة بالخطية.



يختطف النفس من بين أنياب الوحش.



ويُضمد جراحاتها..



ويشفي أنينها.



قد نخطئ ضعفًا.



وكل منَّا لا يريد أن يخطئ..



وكل منَّا تعب من كثرة الخطأ والخطية.



ونفوسنا ملّت هذا المسلسل السخيف.



وقلوبنا تهفو إلى يوم نعيش فيه في براءة وطهارة ونصرة.



يسوعنا المحبوب قادر أن يسندنا..



ويمنحنا كامل قوته لننتصر به على كل ضغط وإغراء العالم.



هو يغفر ويداوي..



ويطرح خطايانا في بحر النسيان..



ويُجدِّد عهودنا معه، لنحيا به معه إلى المنتهى..



ولا يستطيع العالم أن يسحقنا ثانية.



آمين.

  رد مع اقتباس
قديم 28 - 05 - 2012, 08:05 PM   رقم المشاركة : ( 50 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,171

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي

الحَمَل المذبوح

موضوعات عن الخلوة الروحية
ربي يسوع المحبوب.. دعني أُقدِّم ذاتي تحت رجليك.
وقتي وجهدي،
ومالي وصحتي،
وعافيتي ونظري،

وسمعي وكلامي...

وكل ما لديّ..



أُقدِّمه تحت قدميك الطاهرتين في تسليم وتكريس وحب وفرح،



عالمًا أن ما لديّ هو عطية خالصة من صلاحك يا محب البشر،



فمُعلِّمنا بولس الرسول نبّه ذهني إلى عطاياك حينما قال:



"أيُّ شَيءٍ لكَ لم تأخُذهُ؟ وإنْ كُنتَ قد أخَذتَ، فلماذا تفتَخِرُ كأنَّكَ لم تأخُذْ؟"

(1كو4: 7).



حقيقة أنا لا أملك ذاتي لأنك وهبتني الحياة من العدم.



ولمَّا سقطت وكنت في خطر أصلحتني بتجسدك الإلهي،



ورددتني مرة أخرى إلى الوجود والخلود بسبب صلاحك ومحبتك للبشر.



أنا مِلكَك لسببين..



الأول أنك خلقتني،



والثاني أنك اشتريتني بدمك بعد أن مُت وأحييتني بقوتك.



"وهو ماتَ لأجلِ الجميعِ كيْ يَعيشَ الأحياءُ فيما بَعدُ لا لأنفُسِهِمْ،

بل للذي ماتَ لأجلِهِمْ وقامَ"

(2كو5: 15).



لذلك أُقدِّم لكَ ذاتي وهي أيضًا "من الذي لك


  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عن التزام الخدام بالخلوة الروحية دون أن تعوق الخلوة العمل ولا العمل حياة الخلوة
مجالات الخلوة الروحية
معنى الخلوة الروحية
الخلوة الروحية
الخلوة الروحية اليومية


الساعة الآن 04:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025