06 - 12 - 2012, 07:58 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ديانوس أسقف قيصرية كبادوكية أسقف قيصرية كبادوكية لأكثر من عشرين عامًا، وهو رجل تقي بالرغم من التشكك إلى حد ما في أرثوذكسيته. علاقته بالقديس باسيليوس الكبير بالتأكيد هو الأسقف الذي قام بتعميد القديس باسيليوس الكبير عند عودته من أثنيا، وأقامه قارئا (باسيليوس عن الروح القدس 29). يتحدث عنه القديس باسيليوس بأسلوب يحمل احترامًا عظيمًا ووقارًا مع مشاعر حب من نحوه. يصفه بأنه معروف بفضائله واخلاصه، وسخائه، وجاذبيته بروح الصداقة العجيبة، إنه وقور في شخصه وفي سلوكه (رسالة 51). ضعفه اللاهوتي عاش في فترة الصراعات الفكرية اللاهوتية، لكنه كان ضعيفا من الجانب اللاهوتي؛ لم يكن من السهل أن يأخذ قرارًا لاهوتيًا حازمًا. فمن أجل سلامه الداخلي كان يتحاشى الحوارات اللاهوتية. كان يميل إلى الجانب القوي، لذا كثيرًا ما كان يميل الفريق النصف أريوسي في الكنيسة. يرى Tillemont أنه هو دانيوس Danius الذي كان على رأس قائمة الأساقفة، والذي كان له دوره الفعال في مجمع انعقد بأنطاكية في الشهور الأولى من عام 340م الذي يثبت عزل القديس أثناسيوس، وإحلاله بجورج أسقف كبادوكية. اشترك أيضًا في مجمع إنطاكية سنة 341، وكان حاضرًا في سارديكا Sardica عام 347م، وكما يقول القديس هيلاري أنه اشترك في إيقاع الحرمان على يوليوس الروماني Julius of Rome وأثناسيوس الإسكندري. Rimini، وقد حزن باسيليوس جدًا إذ وقعّ ديانوس على وثيقة هرطوقية تحت الضغط. لم يستطع القديس باسيليوس أن يكون في شركة مع شخص يخالفه في إيمانه فهرب إلى نزيانزا Nazianzaum. قيل أنه حرم أسقفه، وإن كان قد أنكر هو ذلك (باسيليوس رسالة 51). حزن ديانوس على فقدانه مشيره الصغير والبليغ باسيليوس خاصة بعد أن قام الإمبراطور يوليانوس ليعيد إحياء الوثنية. شعر بحاجته إلى باسيليوس، بعد سنتين استدعاه وأخبره بأنه وقع على قانون الإيمان Rimini في بساطة قلب، ورغبة في إقامة نوعٍ من السلام في الكنيسة، وأنه لم يكن يقصد قط مناقضة قانون الإيمان النيقوى. اقتنع القديس باسيليوس وقبل اعتذاره وعاد إلى مركزه الأول كمشير للأسقف حتى موته غالبًا في عام 362م |
||||
06 - 12 - 2012, 07:58 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد ديديموس شاب مسيحي ذهب لإنقاذ ثيؤدوره من بيت الدعارة التي وُضِعت فيه بسبب إيمانها المسيحي أثناء الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس. قد وردت سيرته في حرف "ث" تحت "ثيؤدوره وديديموس الشهيدان". |
||||
06 - 12 - 2012, 07:59 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية وُلد القديس ديديموس حوالي عام 313م، وفقد بصره في الرابعة من عمره. فلم يتعلم القراءة في مدرسة، وإنما بسبب ولَعِه بالتعلم اخترع الحروف البارزة بالنحت ليقرأها بإصبعه. بهذا سبق برايل بخمسة عشر قرنًا في استخدام الحروف البارزة للعميان. حفظ الكتاب المقدس والتعاليم الكنسية عن ظهر قلب، كما نبغ في النحو والبيان والفلسفة والمنطق والرياضة والموسيقى. شهد عنه القديس جيروم: "تعلم الهندسة أيضًا التي تحتاج إلى النظر أكثر من غيرها فكان أعجوبة كل ناظر إليه، وذاع اسمه في كل مكان". بعد نياحة مقاريوس مدير مدرسة الإسكندرية لم يتردد القديس أثناسيوس في تسليمه مسئولية التعليم بإقامته مديرا للمدرسة (346-398م). تتلمذ على يديه أو على كتاباته كثيرون منهم القديسين غريغوريوس النزينزي وجيروم وروفينوس وبالاديوس. أشار إليه القديس جيروم كمعلمٍ له، ومدح تعليمه وشهد لأثره على الفكر اللاهوتي في الغرب والشرق كما دعاه روفينوس "النبي" و"الرجل الرسولي". مع القديس أنبا أنطونيوس كان صديقًا حميمًا للقديس أنبا أنطونيوس. إذ شرعا ذات يوم يتحدثان في الكتب المقدسة سأله أنبا أنطونيوس ثلاث مرات: "ألعلّك لا تحزن لأنك كفيف البصر؟" أخيرًا أجابه القديس أنه يحزن على ذلك جدًا، فأجابه القديس: "إني متعجب لحزنك على فقدانك ما تشترك فيه مع أحقر الحيوانات كواسطة للإحساس إذ ليس لديها ما تحس به غير البصر (المحسوس)، ولا تفرح متعزيًا لأن الله وهبك بصيرة أخرى لا يهبها تقدس اسمه إلا لمحبيه. أعطاك عينين كأعين الملائكة تُبصر بهما الروحيات، بل وبهما تدرك الله نفسه، ويسطع نوره أمامك، فيزيل كل ظلام في قلبك…" فتعزى القديس بهذا القول كل أيام حياته. وقد نقل ذات الفكر القديس جيروم عندما بعث رسالة تعزية لراهبٍ ضريرٍ. نسكه اجتذب القديس ديديموس معاصريه لا بعلمه فحسب وإنما بنسكه أيضًا، فغالبًا ما عاش كمتوحدٍ. زاره القديس أنبا أنطونيوس عدة مرات، كما زاره القديس بالاديوس أربع مرات في فترة عشر سنين، وقد روى عنه قصتين: 1. مرة إذ طلب مني أن أصلي في قلايته ولم أُلبِّ طلبه روى لي هذه القصة: دخل أنطونيوس هذه القلاية للمرة الثالثة لزيارتي، وإذ سألته أن يصلي ركع في الحال ليصلي ولم يضطرني إلى تكرار الطلب، مقدمًا لي مثلاً في الطاعة. والآن إن كنت تود أن تقتفى آثاره، كما يبدو عليك، إذ تعيش في خلوة بعيدًا عن الأهل طالبًا الفضيلة، فأبعد عنك روح المقاومة. 2. أخبرني أيضًا الآتي: ذات يوم بينما كنت أفكر في حياة الشقي يوليانوس الإمبراطور، وفى كونه مُضطهِدًا، اضطربت للغاية حتى إني لم أذق خبزًا إلى ساعة متأخرة في المساء، وإذا بي أرى خيولاً بيضاء تجري، وكان راكبوها يهتفون قائلين: قولوا لديديموس أن يوليانوس قد مات اليوم الساعة السابعة. قمْ وكلْ، وأرسل إلى أثناسيوس الأسقف لكي يعرف هو أيضًا ما قد حدث. واستطرد يقول: "وقد دونت الساعة واليوم والشهر، واتضح لي ما قيل أنه صحيح. دفاعه عن أوريجينوس نشر دفاعًا عن كتاب "عن المبادئ De Principiis"، لأوريجينوس. فيه أظهر خطأ الذين يتهمونه بالضلال، معتبرًا إيّاها مجرد أوهام لا قيمة لها، إذ يقول: "الذين يتهمون أوريجينوس بالهرطقة هم عديمو الفهم، ليس لهم قدرة على إدراك الأفكار العالية والحكمة الغامضة التي امتاز بها ذلك الرجل العظيم الذي يعد من النوابغ المشهورين". ضد آريوس قال سقراط المؤرخ: "كان ديديموس عند الناس حصنًا منيعًا وسندًا قويًا للديانة المسيحية حتى قبل أن يتولى رئاسة المدرسة اللاهوتية، ويُحسب خصمًا عنيدًا كسر شوكة اتباع آريوس وأذلهم في مناظرته معهم". كتاباته أعماله التفسيرية: يقول بالاديوس أنه فسر العهدين القديم والجديد كلمة كلمة. وذكر جيروم أنه وضع تعليقات على أسفار المزامير وأيوب وإشعياء وزكريا الخ. وأشار كاسيدوروس Casiodorus أن له تعليقات على سفر الأمثال. وفى بردي الطور بمصر التي اكتشفت عام 1941م وُجدت مقتطفات مطوّلة لتفاسيره على التكوين وأيوب وزكريا. عن الثالوث: يقع هذا العمل في ثلاثة كتب، وضعها ما بين عام 381 و392، لا تزال موجودة، لأنها لم تحمل اتجاهًا أوريجانيًا. عن الروح القدس: الأصل اليوناني مفقود، لكن الترجمة اللاتينية للقديس جيروم موجودة. ضد اتباع ماني: يتكون هذا العمل من 18 فصلاً صغيرًا، موجود باليونانية. أعمال أخرى: في عمله "عن الثالوث" أشار القديس إلى عمل آخر من وضعه يُسمى "الكلمة الأول". كما يشير إلى مقاله Sanctorum Voluman في عمله عن "الروح القدس 5:12. وجاء في سقراط أن ديديموس خصص عملاً للدفاع عن كتاب أوريجينوس "عن المبادئ". ويشير الأب يوحنا الدمشقي إلي عملين آخرين للقديس هما "عن الفلسفة" و"التجسد". كما حفظت له بعض الأعمال تحت أسماء آباء آخرين. الثالوث من يتصل بالروح القدس يتقابل حالاً مع الآب والابن. ومن يشترك في مجد الآب يكون له هذا المجد من الابن بالروح القدس. فقد اتضح أنه في كل شيء توجد عملية واحدة بذاتها للآب والابن والروح القدس. (عن الروح القدس 17) لاهوتي الروح القدس لم يكتفِ بتخصيص الكتاب الثاني من "الثالوث" للحديث عن الروح القدس، وإنما وضع كتابًا خاصًا عن الروح القدس، وقد لُقب بلاهوتي الروح القدس. أكد مرارًا وتكرارًا أنه الخالق وليس مخلوقًا. كما تحدث عن انبثاقه من الآب وحده. ينبثق الروح القدس من الآب ويستقر إلهيًا في الابن. (عن الروح القدس 1: 3) من المستحيل لأي واحد أن يطلب نعمة الله إن لم يكن لديه الروح القدس الذي فيه يتضح أن كل عطايا الله متضمنة فيه. (عن الروح القدس 9). يجددنا الروح القدس في المعمودية بكونه الله، وبالاتحاد مع الآب والابن يردنا من حالة التشويه إلى حالة الجمال الطاهر. وهكذا يملأنا بنعمته فلا نعود نستطيع أن نفتح مجالاً لأي شيء لا يتأهل مع محبتنا. إنه يحررنا من الخطية والموت وأمور الأرض، ويجعلنا بشرًا روحيين شركاء في المجد الإلهي، أبناء الله الآب وورثة له. يُشكّلنا علي صورة ابن الله، ويجعلنا شركاء معه في الميراث واخوته، نحن الذين نتمجد معه ونملك معه. يهبنا السماء عوض الأرض، ويمنحنا الفردوس بيدٍ سخيةٍ، ويجعلنا أكثر كرامة من الملائكة، ويطفئ بمياه جرن المعمودية الإلهية نيران جهنم التي لا تًطفأ. (عن الثالوث 12:2). القمص تادرس يعقوب ملطي: آباء مدرسة الإسكندرية الأولون |
||||
06 - 12 - 2012, 07:59 PM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد ديديموس الكاهن كتب الملك منشورًا وأرسله إلى أرمانيوس والي الإسكندرية وإلى الحكام المعينين في كل مدينة بأن يهدموا كنائس المسيحيين ويبنوا هياكل للأوثان مكانها وأن يبخر الجميع للآلهة ويعبدوها، وأن من يمتنع يُعَذب ويُقتَل. حين وصل المنشور إلى الحاكم قبض على الكهنة في كل مدينة وأمرهم بعبادة الآلهة النجسة، ثم أرسله إلى كل ولاة الأقاليم. ولما وصل المنشور إلى أريانا والي أنصنا، جلس على منصة الحكم أمام الشعب وأمر بإحضار المسيحيين، فأحضروا إليه برشنوفي القارئ من بلدة جبليل، هيراقليد الجندي من أعمل الجنوب، ونويي Naui من مقاطعة هنيس Hnes، وبانا Pana من ننهاتي Nenhati، وبابيل Pabil من شنوتي Chounti، وطلبوا منهم أن يذبحوا، لكنهم رفضوا بشدة، فعذبوهم والقوهم في السجن. رؤيا في الليل كان هناك كاهن يدعى ديديموس من تارشيبي Tarchebi من مقاطعة بتينتو Pteneto. كان شابًا يخاف الرب منذ طفولته، يحيا ساهرًا في تعاليم السيد المسيح، حكيمًا وبارًا محبًا للصدقة. وحدث في الليل وهو نائم أن وقف رجل مضيء أمامه وقال له: "السلام لك أيها الأب ديديموس النبيل. لماذا تبقى هكذا لا تبالي من يوم إلى يوم؟ قم واذهب إلى أتريب، فالمعركة قائمة وسوف تأخذ الإكليل مجانًا، لأن إكليلك مُعد في السماوات. قم ولا تضيع وقتًا". ثم صعد الرجل المضيء إلى السماوات بمجدٍ عظيمٍ. في أتريب قام ديديموس مبكرًا جدًا بدون علم أهله ومضى إلى أتريب وتقدم إلى الوالي وقال: "أنا مسيحي وأقول ذلك بحرية. لا يوجد سوى الله الواحد يسوع المسيح ربنا ليس إله آخر سواه". اغتاظ الوالي من كلامه وأمر بوضعه فوق آلة التعذيب إلى أن يسيل دمه على الأرض مثل الماء، ثم يسخنوا رصاصًا حتى يغلي وأن يسكبوه عليه. وكان ديديموس أثناء ذلك يصلي ويطلب إلى الرب ألا يتركه. فأرسل الرب ملاكه إليه ليشجعه ولمس جسمه وشفاه، وكان يشعر أن الرصاص مثل ماء بارد، فآمنت الجموع الواقفة. أمر الوالي أن يجره الجنود على بطنه وأن يمدوه على آلة التعذيب ثم يتولى ضربه أربعة أربعة حتى تعب الجنود، وكان دمه يسيل على الأرض. وصرخ ديديموس للرب حتى ينقذه، فلمس رئيس الملائكة ميخائيل جسمه وعاد صحيحًا في الحال، حتى اعتقد الوالي أن القديس ساحر وأمر بإلقائه في السجن. بعد أربعة أيام جلس الوالي على منصة الحكم وأمر بإحضار المسيحيين المسجونين، وكان من بينهم ديديموس الكاهن، وكان الرجال والنساء يأتون إلى القديس ويحنون رؤوسهم أمامه قائلين: "السلام يا بطل المسيح، باركنا يا أبانا القديس". ولما رآهم الحاكم استشاط غضبًا لكنه خاف من الشعب، وحاول إقناع القديس بأن يذبح للآلهة ولكنه فشل. فأمر بأن يعدوا مقعدًا من الحديد ويجلسوا عليه القديس ثم أحضر مشاعل نار وأمر أن يضعوها تحته ويتركوها لمدة ثلاث ساعات. فرفع القديس عينيه نحو السماء وصلى وفي الحال كف بصر الجلادين وصرخوا في وجه الوالي وكل أهل المدينة قائلين: "إننا لا نرى بعد"، فصاح الجمع على الفور: "لا يوجد إله إلا إله المسيحيين، يسوع المسيح الذي يُعطي القوة لمختاريه". ولما سمع الوالي التفت إلى القديس وقال له: "أستحلفك بالمسيح الذي باسمه تصنع السحر، مُر أن يرى هؤلاء الجلادون"، فصلى القديس مرة أخرى وفي الحال أبصروا ومجدوا إله القديس. لما حار الوالي في أمره كتب تقريرًا بخصوصه وأرسله مقيدًا إلى كلكيانوس حاكم الإسكندرية، وفي الطريق ظهر له السيد المسيح وشجعه وقواه ثم أعطاه السلام وصعد إلى السماوات. في الإسكندرية في الإسكندرية أمر الحاكم بنزع أظافر يديه ورجليه، ثم أحضروا خلاً ورمادًا ساخنًا وسكبوها على جراحاته، ولم يكد القديس ينطق اسم السيد المسيح حتى وافاه ملاك الرب ولمس يديه ورجليه فشُفي. ولما اتهمه الحاكم بأنه يصنع هذا بقوة السحر ردَّ عليه القديس قائلاً: "بما أنك تجدف على اسم يسوع المسيح فليحكم عليك إلهي أن تكون أخرسًا"، وفي الحال انعقدت شفتاه ولم يستطع الكلام، ولما رأى الجمع ذلك صرخوا جميعًا: "لا يوجد إله آخر غيرك يا إله القديس ديديموس". حينئذ رجا الحاكم القديس يوليوس الأقفهصي لكي يشفع لدى القديس ديديموس لكي يشفيه. فذهب يوليوس يترجاه من أجل الحاكم فقال له الشهيد: "بصلوات القديسين لن يتكلم قبل أن يأخذ حبرًا وورق بردي ويكتب أمام كل هذا الجمع: لا يوجد إله آخر غير الآب والابن والروح القدس الإله الواحد". نفذ الحاكم ذلك في الحال وكتب كما قال القديس فانفتح فمه وانحلّت عقدة لسانه. وتقدم يوليوس إلى الشهيد يطلب منه خدمة يصنعها له، فطلب إليه أن يعتني بجسده بعد استشهاده، فوعده يوليوس أن يفعل ذلك. أخيرًا أمر الحاكم أن يأخذوا ديديموس ويعلقوه في مشنقة ورأسه إلى أسفل ثم أحضر زيتًا مغليًا وسكبه عليه، وكان جمع كثير يصرخ: "مبارك أنت أيها الرب الإله القادر على كل شيء"، كما آمن نحو ألف مدني وخمسمائة جندي وصرخوا قائلين: "نحن مسيحيون ونقول ذلك بحرية". ثم حكم عليه بقطع رأسه مع ستة مسيحيين آخرين من نفس مقاطعته. أمر الحاكم بأن يحفروا حفرة كبيرة ويملأوها بالنار يلقوا فيها الأهالي والجنود القديسين الذين اعترفوا بالسيد المسيح. رفع ديديموس عينيه نحو السماء وصلى ثم مدَّ عنقه فقطعوا رأسه في اليوم الثامن من شهر توت في الساعة الثالثة من النهار، وكفنه القديس يوليوس ووضعه على مركب وحمل الجسد إلى قريته تارشيبي حيث استقبله الشعب وأدخلوه بالتراتيل والمزامير، وأمضوا سبعة أيام يحتفلون به. الشهيدان أنبا صرابامون وأنبا ديديموس، صفحة 17 |
||||
06 - 12 - 2012, 08:00 PM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
القديس ديديموس الناسك جاء في كتاب "مشاهير الآباء" للقديس جيروم: "رأينا هذا القديس وكان متقدمًا جدًا في الأيام. وكان ناسكًا عظيمًا وحكيمًا. وقد اعتاد أن يقتل العقارب وكل الزواحف السامة بقدميه، وهو عمل لم يتجاسر أحد أن يصنعه". |
||||
06 - 12 - 2012, 08:00 PM | رقم المشاركة : ( 46 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ديسقورس الأول البابا الخامس والعشرون تلقبه الكنيسة "بطل الأرثوذكسية". كان شيخًا وقورًا، جمع بين الروحانية والعمق الدراسي اللاهوتي والشجاعة المسيحية والصلابة في الحق والرغبة في التضحية حتى الموت من أجل الإيمان. حدث بعد وفاة الملك ثيؤدوسيوس الصغير سنة 450م، الذي تلقبه الكنيسة بالملك الأرثوذكسي، أن اعتلى عرش المملكة الملك مرقيان وزوجته الملكة بولشريا. وفي هذا الوقت الذي احتدم فيه الجدل اللاهوتي حول طبيعة السيد المسيح كانت المؤامرات تحاك ضد كنيسة الإسكندرية وأساقفتها العظام، بِسَعيّ من لاون أسقف روما لدى الملك مرقيان وزوجته. عودة الجِدال اللاهوتي حول شخص المسيح إدانة نسطور في المجمع المسكوني الثالث في أفسس عام 431م ألهبت الجدال بين مساندي اللاهوت الإسكندري ومساندي اللاهوت الأنطاكي. أدان يوحنا الأنطاكي ومعاونوه القديس كيرلس ومعاونيه. وفي سنة 433م أعلن نص "إعادة الاتحاد" أو "رمز الاتحاد"، لكن هذا البيان لم يقدم إرضاءً شاملاً، إذ لم يقتنع به أي طرف من الطرفين الرئيسيين بطريقة كاملة. الآن، تغيرت الظروف وعاد الجدال بشكل أكثر حدة أدى إلى انشقاق مرّ في الكنيسة في مجمع خلقيدونية سنة 451م. في سنة 435م، في الرُها انتخب أسقف جديد هو هيبا، تحول إلى تلميذ غيور لثيؤدور المؤبسستى (الميصة) القائد الأنطاكي، فبدأ الجِدال العقيدي من جديد يرتكز على كتابات ثيؤدور. وفي سنة 433م احتل دومنيوس الأسقفية عِوض يوحنا الأنطاكي، وكان ضعيف الشخصية متذبذبًا، يأخذ قراراته الحسّاسة خلال إرشاد ثيؤدورت أسقف قورش. وفي سنة 444م تنيح القديس كيرلس وخلفه رئيس الشمامسة ديسقورس الذي صحبه في مجمع أفسس. وفي القسطنطينية مات برولكس وخلفه فلفيان (فلابيانوس، فلافيانوس 446م) وهو إنسان خجول بلا قُدرة على الكلام. ويبدو أنه كان يؤمن بـ "الطبيعة الواحدة المتجسدة لله الكلمة من طبيعتين"، لكن ثيؤدورت أسقف قورش غيَّر ذهنه. القديس ديسقورس وثيؤدورت أسقف قورش أرسل القديس ديسقورس بعد سيامته رسائل لاخوته الأساقفة حسب التقليد الكنسي، علامة الشركة الرسولية. أرسل ثيؤدورت أسقف قورش - الذي كان يناضل ضد القديس كيرلس لصالح نسطور - ردًا على البطريرك الجديد بخطاب مملوء تملقًا، يمتدحه فيه من أجل تواضعه ورقته. لكن ثيؤدورت - بعد ذلك - أعلن عداوته للقديس ديسقورس، لأن الأخير أرسل إلى دومنيوس أسقف إنطاكية يلومه فيه برقة وصراحة على تشجيعه للثنائية النسطورية من جهة شخص المسيح، واستهانته بمجمع أفسس، وإعلانه أن نسطور ليس هرطوقيًا. لقد أجاب دومنيوس برسالة رقيقة جاء فيها أنه سُرّ بخطابه بسبب محبته وصراحته. القديس ديسقورس وأوطيخا كان أوطيخا أرشمندريت ورئيس دير بالقسطنطينية، حيث كان حوالي 300 راهبًا يعيشون تحت قيادته. وهو ناسك شيخ، وُهب البلاغة لكنه لم يكن لاهوتيًا حقيقيًا. لعب دورًا خطيرًا في الانشقاق الكنسي في القرن الخامس. كان لأوطيخا شهرة فائقة في كرسي القسطنطينية، وفي الأوساط الديرية، وفي البلاط الإمبراطوري، وعلى مستوى الشعب. هذا يرجع إلى ذكائه وبلاغته مع حياته النسكية وعلاقته الوطيدة بالقصر الإمبراطوري، خاصة خلال قريبه خريسافيوس كبير الحجاب. كصديق للقديس كيرلس تقبل منه صورة من قرارات مجمع أفسس سنة 431م، وكان يعززها على الدوام. لقد قبل صيغة اللاهوت الإسكندري من جهة السيد المسيح: "طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد" دون التمتع بأساس لاهوتي سليم. في الواقع لم يكن يمثل اللاهوت الإسكندري أو الأنطاكي، إنما غيرته الشديدة ضد النسطورية التي كانت قد انتشرت في تلك المنطقة ودفاعه عن صيغة الإسكندرية قادته إلى هرطقة أخرى، إذ زاغ بقوله إن ناسوت المسيح ليس مساويًا لنا. نادى بوجود طبيعتين قبل الاتحاد، ولكن طبيعة واحدة فقط بعده، لأن الطبيعة الإلهية قد ابتلعت الناسوتية، وفُقدت الأخيرة تمامًا. لاهوتيات أوطيخا ليس بالصعب على أي دارس أن يكتشف شخصية أوطيخا ولاهوتياته من مجرد قراءة إجاباته أثناء مناقشته في مجمعيّ أفسس سنة 448، 449م. لم يكن بالشخص اللاهوتي، ولا مُدركًَا لنظام اللاهوت الإسكندري، إنما تارة يستخدم عبارات أرثوذكسية تضاد أفكاره الرئيسية. ربما لأنه كان متزعزعًا في معرفته اللاهوتية، أو عن خداع، أو ربما لحذره لئلا يفقد شهرته أو مركزه أو كهنوته. بعد المجمع المحلى بالقسطنطينية عام 448م أرسل "اعتراف إيمانه" للإمبراطور، إن كان بحق هذا الاعتراف يمثل رأيه فلا يكون حاملاً للهرطقة الأوطاخية، إذ يقول: [نُعلن أن يسوع المسيح ربنا مولود من الله الآب بلا بداية...، الذي من أجلنا ومن أجل خلاصنا وُلد من العذراء مريم...، أخذ نفسًا وجسدًا، إله كامل وإنسان كامل، واحد مع (مساوٍ) الآب في جوهره من جهة اللاهوت... وواحد معنا من جهة الناسوت. نعترف بهذا أنه "من from طبيعتين بعد الاتحاد... نؤكد أنه مسيح واحد، ابن واحد، رب واحد، أقنوم واحد، شخص واحد. لذلك لا نرفض تأكيد أنه طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد الذي صار إنسانًا، إذ هو واحد من اثنين، كائن واحد بعينه ربنا يسوع المسيح.] إدانة أوطيخا حدث صراع بين أوطيخا والقائد الأنطاكي ثيؤدوريت أسقف قورش، الذي لأجل محبته وولائه لنسطور قدم لصديقه معانٍ يقصدها هو وليس نسطور. من ناحية أخرى بسبب كراهيته المُرة للقديس كيرلس وكتاباته، خاصة الاثني عشر حرمانًا اتهم القديس كيرلس بالأبولينارية، ونشر هجومًا مطوّلاً ضد القديس كيرلس وأوطيخا [دون ذكر اسمه] دعاه "إرانستس" أو "الشحاذ"، ينقسم هذا الهجوم إلى ثلاثة أقسام: 1.القسم الأول أراد إثبات أن الطبيعة الإلهية لا تتغير. ولإثبات هذا دحض اصطلاح القديس كيرلس "ثيؤتوكوس" وأيضًا "تبادل الألقاب والخواص Communicato idiomatum". 2.القسم الثاني يظهر أن الطبيعتين توجدان في المسيح بغير اختلاط، رافضًا اتحاد الطبيعتين. 3.القسم الثالث خصصه لإظهار أن الله الكلمة بلا انفعالات. لقد هاجم الحرمان الرابع للقديس كيرلس الذي فيه يقول بأنه يستحيل التفريق بين شخصين وأقنومين، كما جاء في عبارات العهد الجديد. القديس كيرلس نفسه أكد الثلاث نقاط: عدم تغير اللاهوت، عدم اختلاط الطبيعتين، عدم انفعال اللوغوس، لكن الكتاب هاجم اللاهوت الكيرلسي، خاصة دعوة القديسة مريم "ثيؤتوكوس"، والمناداة بطبيعة المسيح الواحدة، وتبادل الألقاب والخواص. عُقد مجمع القسطنطينية من 8 إلى 22 نوفمبر سنة 448م لإدانة أوطيخا، حيث قدم يوسابيوس عريضَة اتهام ضده يتهم فيه أنه يفتري على الكُتّاب الأرثوذكس متمسكًا بآراء هرطوقية، طالبًا من فلافيان أن يستدعى أوطيخا ليدافع عن نفسه. رفض أوطيخا الظهور أمام المجمع حتى الجلسة السابعة، مقدمًا أعذارًا كثيرة مثل شيخوخته ومرضه وأن التقليد النسكي يمنعه عن مغادرة الدير. مناقشات الجلسات الست غير معروف منها سوى بعض عبارات حيث نسب بعض الأساقفة الحاضرين للقديس كيرلس أنه قال بالطبيعتين بعد الاتحاد. أمام المجمع أعلن أوطيخا أنه قبل تعليم نيقية وأفسس وأنه يؤكد أن [بعد أن صار المسيح إنسانًا، أي بعد أن ولد يسوع المسيح ربنا، يُعبد الله الكلمة بكونه طبيعة واحدة، أي الله الذي صار متجسدًا.] لقد أنكر أنه قال بأن جسد يسوع نزل من السماء، بل ضحك عند سماعه هذا الاتهام ضده. لقد كرر أن المسيح أخذ جسده من العذراء مريم، وأضاف أنه قد تم تجسد كامل، لكنه رفض القول بأن جسده واحد معنا (أي مساوٍ لنا). أصر يوسابيوس أن يجيب على سؤالين: 1.هل كان المسيح واحدًا معنا (مساوٍ لناحسب الجسد)؟ 2. هل يحمل فيه طبيعتين بعد الاتحاد؟ من جهة السؤال الأول، أجاب: [إلى اليوم لم أتحدث عن جسد ربنا أنه واحد مع جسدنا (مساوٍ لجسدنا)، لكنني أعترف أن العذراء واحدة معنا في جوهرنا، وأن الله تجسد منها]. وإذ علّق باسيليوس أسقف سلوكية قائلاً ما دامت الأم واحدة معنا، إذن فهو نفسه إذ يُدعى ابن الإنسان يلزم أن يكون واحدًا معنا، أجاب: [كما تقول أوافقك على كل شيء]. بخصوص السؤال الثاني أجاب: [إنني أقرأ الطوباوي كيرلس والآباء القديسين والقديس أثناسيوس، فقد تحدثوا عن "من طبيعتين" إذ يشيرون إلى ما قبل الاتحاد، أما بعد الاتحاد والتجسد، فهم لا يؤكدون الطبيعتين بل طبيعة واحدة.] قال باسيليوس أسقف سلوكية بأنه إذ لم يقل بالطبيعتين فهو ينادى بالاختلاط والامتزاج. أصدر فلافيان القرار بأن أوطيخا يتبع فالنتينوس وأبوليناريوس، وأن المجمع يحرمه ويعزله عن إدارة ديره وممارسة الكهنوت. التجاء أوطيخا إلى الإمبراطور والأساقفة إدانة أوطيخا سببت متاعب كثيرة في القسطنطينية. مساعدوه، خاصة في الأوساط الديرية، اتهموا فلافيانوس ومساعديه بالنسطورية. حرم فلافيانوس القادة في الأديرة بينما لجأ أوطيخا إلى روما والإسكندرية وأورشليم وتسالونيك، وأيضًا قدم شكوى إلى الإمبراطور خلال صديقه خريستوفيوس كبير الحجاب، يقول فيها بأن الذين حاكموه أرادوا إلزامه بالثنائية النسطورية وأن سجلات المجمع قد زُوِّرت. كتب لاون أسقف روما إلى أوطيخا يمتدحه على غيرته في الدفاع ضد الثنائية النسطورية، وفي نفس الوقت كتب إلى فلافيانوس يطلب منه الترفق بأوطيخا. لكنه غيَّر رأيه ربما عندما سمع أن الإمبراطور كتب إلى القديس ديسقورس بابا الإسكندرية يدعوه لعقد مجمع لمناقشة الأمر. لاون الذي لم تكن لديه معرفة صادقة لطبيعة الصراع بين لاهوت الإسكندرية ولاهوت إنطاكية أرسل طومسه (رسالة) إلى القسطنطينية في 13 يونيو 449م، لا من أجل مصالحة الطرفين وإنما بغية تشويه اللاهوتيين الإسكندريين. مجمع أفسس الثاني لسنة 449م إذ اقتنع الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني بعقد مجمع طلب من ديسقورس أن يمارس سلطته في المجمع كرئيس، وطلب من يوبيناليوس أسقف أورشليم وتلاسيوس أسقف قيصرية كبادوكية أن يكونا رئيسين شريكين معه. قبل مناقشة قرارات المجمع أود أن أشير إلى أن الخلقيدونيين يقولون إنه إن كان مجمع خلقيدونية سنة 451م قد سبب شقاقًا في الكنيسة، فإنهم يرون أن ما حدث كان رد فعل لمجمع أفسس عام 449م، الذي دعاه لاون أسقف روما بالمجمع اللصوصي، ويتهم المؤرخون واللاهوتيون القديس ديسقورس بالعنف، وأنه قاد المجمع لصالح اللاهوت الإسكندري. هل كان القديس ديسقورس عنيفًا؟ يقدم المطران غريغوريوس بولس بهنام بعد نشره رسالة الإمبراطورين ثيؤدوسيوس الثاني وفالانتينوس، مترجمة من السريانية إلى العربية، الملاحظات التالية: 1. لم يعقد المجمع (أفسس الثاني) بناء على طلب البابا ديسقورس، ولم توجد بينه وبين الأباطرة رسائل مسبقة في هذا الشأن. هذا يعنى أن القديس ديسقورس لم يكن يبغي نفعًا شخصيًا خطط له. 2. لم يصف الخطاب الإمبراطوري القديس ديسقورس بألقاب تكريم أكثر من غيره. هذا يعنى عدم وجود اتفاقات مسبقة بين الإمبراطور والقديس ديسقورس. 3. تكشف الرسائل الملوكية عن وجود اضطرابات لاهوتية متزايدة في إيبارشية القسطنطينية. كان طلب الإمبراطور من القديس ديسقورس هو الإسراع لوضع حد للمتاعب اللاهوتية. هذا ومما يجب مراعاته أن ديسقورس لم يعلن عن صيغة إيمان جديدة، بل كان يسعى للمحافظة على الصيغة التقليدية للإيمان الكنسي. 4. أُخذت القرارات بالتصويت، ولم نسمع أن أسقفًا من الحاضرين احتج أو انسحب من المجمع (غير فلابيانوس ويوسابيوس عند إصدار الحكم). 5. في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها يوبيناليوس الأورشليمي، وصف لاون أسقف روما بـ "القديس"، "محب الله"، وأعطى لدومنوس أسقف إنطاكية لقب "محب الله"...هذه الألقاب تكشف عن روح المجمع. 6. عندما سأل لاون أسقف روما إمبراطور الغرب فالنتينوس وأمه وأخته بولشاريا للتوسط لدى ثيؤدوسيوس الثاني ليعقد مجمعًا آخر أرسل الأخير رسالة يمتدح فيها مجمع أفسس بأن خوف الرب كان يحكمه، وأن أعضاءه تمسكوا بالإيمان الحق وقوانين الآباء، وأنه قد فحص الأمر بنفسه وهو راضٍ. 7. في الرسالة الملوكية في افتتاح المجمع أعلن الإمبراطور منعه ثيؤدورت أسقف قورش من الحضور بسبب الآلام التي يعانيها المؤمنون، حتى الذين في القرى، من النساطرة. في الواقع لم يكن ديسقورس عنيفًا بل النساطرة كما شهد الإمبراطور نفسه بذلك. وإنني أود أن أضيف ملاحظات أخرى: 8. لم ينطق القديس ديسقورس حتى اللحظة الأخيرة من انعقاد المجمع بكلمة ضد روما، بينما لاون في رسائله يشير إلى بابانا بأنه "السفاح المصري" و"معلم أخطاء الشيطان" والباذل بقوة جهده لبث التجاديف وسط اخوته. وسنرى كيف أن أناطوليوس أسقف القسطنطينية وغيره قد رفضوا نَسْب الهرطقة للبابا الإسكندري. 9. يعتمد الخلقيدونيون عادة على أعمال مجمع خلقيدونية في اتهام القديس ديسقورس بالعنف. وسنناقش هذه الاتهامات فيما بعد، لكنني أشير هنا إلى أنه من الطبيعي أن ينسب النساطرة العنف للبابا الإسكندري ليخفوا سلوكهم العنيف في مجمع القسطنطينية كما شهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الثاني وأيضًا سلوكهم القاسي مع أوطيخا وأعوانه، وقد كتب أوطيخا في التماسه للأساقفة أنه [أكد أثناء محاكمته رغبته في إتباعه ما قد صمموا عليه، ولكن فلابيانوس رفض الالتماس، كما اعترض على العنف الذي استخدم ضده في المجمع وما بعد المجمع بواسطة العامة]. ونحن نعلم أن فلابيانوس قد حرم كثيرًا من قادة الرهبان لأنهم سندوا أوطيخا ضد الثنائية النسطورية. 10. اعتاد بعض الدارسين أن ينسبوا العنف إلى لاهوتي الإسكندرية وآبائها، حتى بالنسبة للقديسين أثناسيوس وكيرلس. قرارات المجمع 1. إعادة اعتبار أوطيخا لم يكن خطأ ديسقورس أن المجمع أعاد اعتبار أوطيخا، وذلك للأسباب الآتية: أ. كتب لاون أسقف روما إلى بولشاريا قائلاً بأن أوطيخا انزلق في الهرطقة عن جهل منه، إن تاب فليعامل حسنًا. ب. أعلن أوطيخا عبارات أرثوذكسية مثل قوله: [فإنه هو نفسه، كلمة الله، نزل من السماء بلا جسد، صار جسدًا من ذات جسد العذراء دون أن يتغير أو يتحول، بطريقة هو نفسه يعلمها ويريدها. وهو الإله الكامل قبل الدهور هو بعينه صار إنسانًا كاملا |
||||
06 - 12 - 2012, 08:01 PM | رقم المشاركة : ( 47 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ديسقورس الثاني البابا الحادي والثلاثون اختياره بابا الإسكندرية كان سكرتيرًا لسلفه البابا يؤانس الثاني وابن عم البابا تيموثاوس الأول، وقد اشتهر بالاستقامة والولاء التام للإيمان الأرثوذكسي، حتى عدّه الشعب رجلاً كاملاً ومحاميًا مناضلاً وأحبه ووثق به، فقُدِّم بطريركّا بإرشاد الروح القدس سنة 517م. طلب القيصر نفسه تعيينه، ومع محبة الشعب لديسقورس رفضوا تدخل الأباطرة في اختيار البابا، مما سبب تأخير سيامته. الشركة مع القديس ساويرس بطريرك إنطاكية ما أن اعتلى الكرسي المرقسي حتى جدد الشركة مع القديس ساويرس بطريرك إنطاكية وغيره من الأساقفة الأرثوذكسيين، ضمنها القول عن الثالوث القدوس المساوي في الجوهر والألوهية، ثم شرح التجسد وأن الله الكلمة قد اتحد بجسدٍ بشريٍ كاملٍ في كل شيء بنفس عاقلة ناطقة، وأنه صار معه بالاتحاد ابنًا واحدًا، ربًا واحدًا لا يفترق إلى اثنين، وأن الثالوث واحد قبل الاتحاد وبعده لم تدخل عليه زيادة بالتجسد. وقد ردوا عليه برسائل مؤيدة للإيمان القويم والناطقة بإخلاصهم له وبفرحهم لنواله هذه الكرامة السامية، فرد عليهم برسالة مملوءة بالمحبة والإخلاص. علاقته بالإمبراطور أنستاسيوس حدث أن أثار بعض المصريين فتنة في الإسكندرية أغضبت الإمبراطور أنستاسيوس، فخافوا سوء العاقبة ورجوا من باباهم، الذي كان الإمبراطور يعرفه شخصيًا ويحبه، أن يشفع فيهم لكي يدفع عنهم أذى الإمبراطور، فأعلن اغتباطه بخدمتهم وقصد إلى الإمبراطور لساعته. وقد نجح في مهمته إذ أعلن الإمبراطور صفحه عن المشاغبين. أُهين في شوارع القسطنطينية ومع هذا لم يفتح فاه، محتملاً بصبرٍ. كانت أيام البابا ديسقورس الثاني قصيرة، فلم تتجاوز باباويته السنتين انضم بعدها إلى أسلافه، تاركًا شعبه يبكيه ويتألم من أن راعيًا روحيًا مثله انتقل إلى عالم النور بهذه السرعة. قصة الكنيسة القبطية، الكتاب الثاني صفحة 124. |
||||
06 - 12 - 2012, 08:01 PM | رقم المشاركة : ( 48 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيد ديسقورس استشهد القديس ديسقورس في زمان العرب. وكان من مدينة الإسكندرية، وحدث له ما دعاه إلى خروجه من دين آبائه ودخوله في الإسلام. ومكث كذلك مدة من الزمان، وكانت له أخت متزوجة بمدينة الفيوم، وإذ علمت ما صار إليه أرسلت له قائلة: "لقد كنت أشتهي أن يأتيني خبر موتك وأنت مسيحي، فكنت أفرح بذلك ولا يأتيني خبرك بأنك قد تركت المسيح إلهك". وختمت كلامها بقولها: "واعلم أن هذا الكتاب آخر صلة بيني وبينك، فمن الآن لا تعود تريني وجهك ولا تكاتبني". فلما قرأ كتاب أخته بكى بكاءً مرًا ولطم على وجهه ونتف لحيته. ثم قام مسرعًا وشد وسطه بزنار وصلى متضرعًا بحرارة ورشم نفسه بعلامة الصليب، وخرج يسير في المدينة وأبصره الناس على هذه الحال فاقتادوه إلى الوالي. قال له الوالي: لقد تركت دين النصارى ودخلت في ديننا، فما الذي جرى؟ أجابه قائلاً: أنا وُلدت مسيحيًا وأموت مسيحيًا ولا أعرف دينًا غير هذا. هدده الوالي كثيرًا وضربه ضربًا موجعًا فلم يرجع عن رأيه. فأودعه في السجن وأرسل إلى الحاكم يعرض عليه أمره. فأمره أن يعرض عليه الخروج من دين النصارى والدخول إلى دين الحاكم فإن أطاع يعفو عنه وإلا يحرقه. فأخرجه من الحبس وعرض عليه الجحود فأبى قائلاً: لقد قلت سابقًا وُلدت مسيحيًا وأموت مسيحيًا. فأمر بحرقه، فحفروا له ظاهر المدينة حفرة كبيرة وملأوها بالحطب وأوقدوها، ولما علا لهيبها طرحوه فيها بعد أن ضربه أهل البلد ضربًا كثيرًا وطعنوه بالسكاكين، فنال إكليل الشهادة في ملكوت السموات. السنكسار، 6 برمهات. |
||||
06 - 12 - 2012, 08:01 PM | رقم المشاركة : ( 49 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
ديسقورس الطيبي تحدث عنه القديس جيروم قائلاً بأنه قديس من طيبة، وكان أبًا لمائة راهبٍ. وكان كلما تقدم بعضهم للتناول من الأسرار المقدسة كان يقول لهم: "لعل أحدهم قد جاءت إلى قلبه أفكار شهوة النساء أثناء الليل، أو "الاحتلام" الغير مرتبط بالأفكار. وهو أمر غير إرادي، وليس نتيجة للرغبة الجنسية، لأنه أمر طبيعي نتيجة لما في الجسد من مواد. يقصد أنه قد يكون بسبب زيادة السائل المنوي، ويخرج من الجسد بشكل تلقائي وطبيعي فلا يُخطئ المرء. ويضيف القديس بقوله: "أما الحلم الفاسد فهو يأتي من فكر شرير، ويسبب نفس الشيء. وقال أيضًا القديس ديسقورس: "يجب على الراهب أن يسود على قانون الطبيعة، وألا يكون في جسده أية عدم نقاوة، مهما كانت قليلة؛ بل يُخضع جسده بالصوم حتى لا تزيد هذه المادة (السائل المنوي) في الجسد". "ولا يليق بالراهب أن يقترب مما يثير الجسد، بل يتفوّق في ذلك على أهل العالم، سواء لحفظ الصحة أو لفوائد أخرى. وينبغي على الراهب أيضًا أن يُراعي سلامة عقله ونفسه وروحه". |
||||
06 - 12 - 2012, 08:02 PM | رقم المشاركة : ( 50 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
الشهيدان ديسقورس وأخوه سكلابيوس كانا ابنيّ رجل من ذوي اليسار تقي محب لله من أبناء أخميم، يُدعى أمونيوس. لم يكونا قد بلغا الخامسة والعشرين من عمرهما، إذ أرادا أن يعيشا متعبدين لله، متمثلين بالقديس يوحنا المعمدان وإيليا النبي، باعا كل ما ورثاه من والدهما وقدماه للمساكين والأرامل والأيتام، وأخذا القليل لما يكفي حاجتهما الملحة. في البرية بعد نياحة أبيهما مضيا إلى جبل أخميم. التقيا بمعلم كاهن يدعى الأنبا موساس، كان يسكن في البرية متعبدًا عند عين ماء نابعة في وسط صخرة مع بعض النساك. ذهبا بناء على رؤية ظهرت لهما وفي نفس الوقت ظهرت للأنبا موساس توصيه بهما. أخبرهما الأنبا موساس بأن الأول سيسام قسًا والثاني شماسًا، وأنهما سينالا إكليل الشهادة مع جموع غفيرة من بلدهما. إذ جاءت ساعة انتقال الأنبا موساس في السابع من شهر بؤونة أبصر القديسان وباقي اخوتهما بعضًا من الملائكة يحملون روح القديس موساس إلى العُلا وهم يسبحون أمامه. دُفن القديس بجوار العين التي في الوادي وظل الأخوان يمارسان حياة الصلاة والنسك بلا فتور. سيامتهما في أحد الأيام أراد القديسان ديسقورس وسلكلابيوس النزول إلى أخميم ليبتاعا ما يحتاجان إليه، فأمسكهما أهل المدينة، ومضيا بهما إلى الأنبا قامسطاكلا أسقف أخميم، فسام الأول قسًا والثاني شماسًا بغير إرادتهما. سمع الأسقف أثناء السيامة صوتًا صارخًا في المذبح يقول في كل مرة: "مستحق، مستحق، مستحق". إذ سيم الاثنان بغير إرادتهما سمعا بالليل صوتًا من السماء يخبرهما بأن اضطهادًا سيحل بالمدينة وأن الشعب محتاج إلى مساندتهما. بنالوجيوس وإلى أخميم اشتهر بنالوجيوس والي أخميم ببغضه للمسيحيين، فقبض على الأسقف والكهنة وكان يضربهم بالمقارع. وإذ علم القديسان بذلك أرسلا إليه قائلين: "كف عن اضطهاد المسيحيين لئلا يحل عليك غضب الله". فعزّ على الوالي أن يخاطباه هكذا، فهدد بأنه سيذهب إليهما في اليوم التالي ويعذبهما. وإذ ابتعد عن المدينة قليلاً ألقاه حصانه على الأرض ورقد عليه فمات في الحال. علمت كل المدينة بما حدث للوالي، فخاف الكل الرب، خاصة الجند. أقام القديسان في جبل أخميم قرابة خمسة وأربعين عامًا في فرحٍ وتهليلٍ مع الاخوة النساك. وكان القديسان ينزلان أثناء المحن والضيقات لمساندة المؤمنين. نزولهما إلى أخميم ظهر لهما رئيس الملائكة ميخائيل بينما كانا يصليان تحت صخرة في الجبل، وعرّفهما بالاضطهاد المزمع أن يحل بمدينة أخميم، وطلب إليهما أن ينزلا إلى المدينة ليثبّتا الشعب، كما أنبأهما بأنهما سينالا إكليل الشهادة. نزلا إلى المدينة فوجدا أريانا الوالي قد وصل إليها ونصب محكمة وبدأ يحاكم المسيحيين ويعذبهم. ثار أريانا الذي بدأ حملته باضطهاد المسيحيين بأخميم، وقد وجد مسرته في منشور دقلديانوس ضد الكنيسة، إذ وجد ذلك تجاوبًا مع أعماقه. عندما بلغ المدينة وقرأ منشور الإمبراطور هتف الشعب كله الذي جاء لاستقباله ضد الإمبراطور. حاول أريانا أن يؤكد لهم ضرورة تنفيذ الأوامر فهزءوا به وتركوه. صمم أريانا أن يقضى على كل المسيحيين في أخميم، فطلب الكهنة الوثنيين بالمدينة ليذهبوا معه إلى هيكل الوثن بامين ناجوس. كم كانت ثورته حينما علم كاهن الوثن العظيم ويدعى أبسكنده قد قبل الإيمان المسيحي ومعه مجموعة من كهنة الأوثان. حسب هذا كله إهانة للإمبراطور وله شخصيًا فأراد الانتقام. أطاع القديسان أمر رئيس الملائكة ميخائيل ونزلا إلى أخميم ومعهما الاخوة النساك. كانوا في طريقهم إلى أخميم كمن يصعدون إلى أورشليم. فكانوا يترنمون بالمزامير قائلين: "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب. ننطلق وأقدامنا قيام في ديار أورشليم. أورشليم المبينة كالمدينة المحيطة بها سور. هناك صعدت القبائل، قبائل الرب. اشكروا اسم الرب". إذ وصل هذا الفريق الملائكي المسبِّح وجدوا الشعب قد اجتمع بفرح ليعيدوا عيد الميلاد المجيد بغير خوفٍ، وقد استعدوا جميعهم للاستشهاد على اسم السيد المسيح. وكان من بينهم كاهن الوثن العظيم أبسكنده والكهنة وجمع كبير من الوثنيين الذين آمنوا. جاءوا جميعهم وظلوا يصرخون في انتظار ساعة الاستشهاد قائلين: "يا رب خلصنا. يا رب نجنا. مبارك الآتي باسم الرب". تحدث القديس ديسقورس مع الشعب عن الأكاليل السماوية المجيدة التي تنتظرهم بعد الاستشهاد، وأن آلام هذا العالم لا تقارن بالمجد العتيد. تحدث أيضًا معهم أبسكنده وكهنة الوثن الذين آمنوا وكان عددهم سبعين. الاحتفال بعيد الميلاد المجيد أقيم قداس عيد الميلاد المجيد وكان يحتفل به الأنبا أباديون أسقف أنصنا الذي صحبه معه أريانا، وكان أسقف أخميم أوضاكيوس قد تنيح قبل ذلك بقليل. وكان القداس غير عادي، فقد أرادت السماء أن تسند كنيسة المسيح المجاهدة. فعندما جاء وقت الترنم بالتسبحة السمائية "قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت" إذا بالشعب يسمع أصوات الملائكة تترنم معهم. وفجأة ظهر السيد المسيح على المذبح وحوله الملائكة. كان الشعب يصلى بأصوات مدوّية عالية وفي حماس شديد. وإذ انتهى القداس الإلهي كان أريانا خارج الكنيسة يطلب مقابلة الأراخنة. صار يبكتهم على عدم طاعتهم لأوامر الإمبراطور، أما هم فبشجاعة أعلنوا أن الشعب كله قد جاء لتقديم الصلوات للسيد المسيح الذي وُلد في بيت لحم من أجلهم. ضرب الوالي عنقيّ اثنين من الشعب لكي يرهب الكل، فإذا بالكل يعلنون استعدادهم للاستشهاد من أجل المسيح. مذبحة أهالي أخميم قتل الوالي الكاهن الوثني أبسكندة وكهنته والوثنيين الذين قبلوا الإيمان بالمسيح. وأمر بأن يوثق الأسقف أباديون (ابنوديون) والرهبان لمحاكمتهم. أما الكهنة والشمامسة والأراخنة فتقدموا بفرحٍ لنوال أكاليل الاستشهاد. ثم جاء دور جميع الشعب، فكان الجنود يضربونهم بالسيوف ويقطعون أحيانًا بعض أعضاء جسمهم لتعذيبهم. وبينما كان الجند في وحشية يقتلون إذ بالجماهير قادمة من الكنائس القريبة تطلب الاستشهاد. إذ رأى الوالي الجماهير الغفيرة قادمة خاف فطلب من الجنود أن يستقبلوهم ويدخلوا بهم إلى الكنيسة ويقتلوهم هناك. استشهاد ديسقورس وسكلابيوس كانا يثبتان الناس على الإيمان المسيحي ويعلّمان الشعب، ثم أعلنا إيمانهما أمام الوالي وأخبراه عن قصة رؤية الملاك الذي أُرسل لهما لتثبيت إيمان المسيحيين في أخميم. فلما سمع أريانا ذلك قال: "ما هذه الخرافات، هلم بخِّرا الآن لئلا تعاقبا لجحودكما". حينئذ أجاباه: "نحن لا نضحي للآلهة، ونحن لا ننسى الذين استشهدوا في هذا اليوم، فقد كنّا نرى أرواحهم صاعدة أمامنا إلى السماء، ونحن مستعدون كذلك أن نموت مثلهم. ومهما أردت أن تفعل فاصنع بنا لنلحق باخوتنا". فغضب الوالي وأمر جنوده أن يضربوا القديسين ومن معهم بالدبابيس، وعذبوهم بأنواع عذابات مختلفة، وقيدوهم ووضعوهم في حبس، وكان يحرسهم أربعون جنديًا على رأسهم أقلوديوس وفليمون. في منتصف الليل ظهر ملاك الرب إلى ديسقورس وقال له: "قم صلِ فإن أقلوديوس وفليمون وجنودهما سوف يسبقونك، ويصيرون تقدمة لله في هذه المدينة". فظن القديس أن أحد الاخوة هو الذي يكلمه، فقال له: "كيف أقدر القيام الآن؟" أجابه الملاك: "قم صلِ لأن الرب يحل المقيدين". وللوقت انحلّت القيود التي كان مقيدًا بها وكذا قيود جميع المعترفين. فقاموا جميعًا وسبحوا الله ومجدوا اسمه، وكان نور سماوي يشرق من مكان الحبس ويضيء على أقلوديوس وفليمون. لما شاهد الجنود هذا كله دخلوا واعترفوا أمام أريانا. وبعد أن عذبهم أمر بطرحهم في النار ومعهم أقلوديوس وفليمون. وكان ذلك في اليوم الأخير من شهر كيهك، أما القديسان ديسقورس وسكلابيوس فأكملا شهادتهما في اليوم التالي (أول طوبة). فاج الصياد وابنه الطفل زكريا انفتحت عينا الطفل الصغير زكريا بن فاج الصياد، فرأى جماعة من النورانيين يحيطون بكومة نار كانت قد أُعدت، وطرح فيها أقلوديوس وفليمون والأربعون جنديًا. رأى هؤلاء النورانيين يمدون أيديهم لتأخذ نفوس الذين في النار وتضع عليها أكاليل نورانية. صار الطفل يصرخ طالبًا من أبيه أن ينظر إلى النورانيين. وإذ سمعت الجموع ذلك اندفعت نحو الطفل الصغير يسألونه عمّا يراه. إذ رأى الوالي اندفاع الجماهير نحو الطفل وعرف السبب أمر باستدعائه وقطع لسانه، فحمله أبوه بنفسه على ذراعه وهم يقطعون لسانه. لكن سرعان ما ظهر رئيس الملائكة ميخائيل وشفاه، فصار الطفل يتكلم متهللاً. أسرع الأب يخبر الوالي بعمل الله مع ابنه، فأمر بحرقهما معًا، ونالا إكليل الشهادة. اندفعت الجماهير الوثنية نحو الوالي تعلن إيمانها بالسيد المسيح، وكان عددهم حوالي 640 شخصًا نالوا جميعًا إكليل الشهادة. أُولاجيوس رئيس الجند قبل استشهاد ديسقورس ومن معه، أمر الوالي بتقييدهم ووضعهم في حبس تحت حراسة أولاجيوس رئيس الجنود الذي كان معه عدد كبير من الجنود. لاحظ أولاجيوس عمل الله الفائق مع هؤلاء القديسين وكان يخشاهم. وفي الهزيع الثالث من الليل نزل رئيس الملائكة ميخائيل وحل أربطة المأسورين. وأمر الملاك ديسقورس والمأسورين أن يصلوا من أجل أولاجيوس وجنوده الذين سيسبقوهم في الاستشهاد. صلّى الجميع من أجلهم وظلّوا يسبحون الله حتى الصباح الباكر. في الصباح رأى أولاجيوس ما حدث، وأوصاه ديسقورس أن يحتمل هو ومن معه الأتعاب التي ستحل بهم كشركة مع المسيح في آلامه وصلبه. جلس الوالي في مكان الحكم، وتقدم أولاجيوس وشهد بإيمانه أمام الوالي، في نفس الوقت طلب الوالي إحضار ديسقورس ومن معه. إذ أعلن الكل إيمانهم بالسيد المسيح أمر الوالي بحرق أولاجيوس وجنوده، وكان عددهم مائتين وثمانية وأربعين شخصًا، وتمت شهادتهم في أول طوبة. بعد أن تم استشهاد أولاجيوس ومن معه أشار مرافقو الوالي عليه أن يسرع بالحكم في قضية ديسقورس وسكلابيوس ومن معهما. فأمر الوالي بقلع عينيّ ديسقورس. ولكن ميخائيل رئيس الملائكة سرعان ما تناول حدقتيّ العينين من يديّ الجندي وأرجعهما إلى عينيّ القديس فأبصر في الحال. لذلك أمر الوالي بأن تقطع رأس ديسقورس وأن يقطع سكلابيوس أخوه من وسطه نصفين، وأن تشق أجسام الأربعة وعشرين راهبًا الذين كانوا معهما. فتم ذلك واستشهد هؤلاء الأبطال ولبسوا الأكاليل النورانية. وكان ذلك في الساعة السادسة من النهار في اليوم الأول من شهر طوبة |
||||
|