09 - 07 - 2012, 10:49 PM | رقم المشاركة : ( 41 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
34- الطفل مؤمن يولد الطفل مومناً. الإيمان غريزة مغروسة في نفسه. تحدثه عن الصلاة، فلا يعرضك. تلقنه ألفاظاً يقولها لله في صلاته، أو أن يقول "يا رب" فلا يقول لك: من هو الله؟ ومن هو ربنا؟ وأين هو؟ أو أتكلم مع من... لذلك فالذين يقولون "ننتظر على الطفل حتى يؤمن" !!... هؤلاء ينسون تماماً أن الطفل مؤمن. ولا توجد أمامه أية عوائق للإيمان. يمكن أن تلقنه فيها أن الله هو مصدر كل خير حولنا. هو الذى وهبنا الطبيعة: الشمس والقمر والنجوم، والشجر والعشب والزهور والطيور، والحيوانات الأليفة... وكل شئ... إنه القلب الكبير والمحب... وهو أيضاً الذى أعطانا النور والعين لنبصر، والأذن لنسمع وأعطانا الليل والنوم لنستريح... وهذه السن نافعة أيضاً للحديث عن قوة الله وعظمته. الله القادر على كل شئ، الموجود في كل مكان، الذى يرى كل ما نعمله، ويسمع كل ما نقوله. الطفل في سني طفولته الأولى يظن أن أباه بالجسد قادر على ان يعطيه كل شئ. وقد يقول لأبيه وهو سائر في الطريق: أريد أن تشترى لى هذه السيارة، أو هذه العمارة، وربما هذه الطيارة (إن رآها في الجو). وقد يداعبه أبوه ويقول له "حاضر يا حبيبى، وأنا راجع ألفها لك في ورقة". ويضحك الطفل لهذه المداعبة ثم ينسى ما طلبه. فإن كان الأب الأرضي يقدر على أشياء عديدة، فكم بالأكثر الله في السماء. ويمكن في هذه السن أيضاً أن تحكى له بعض المعجزات عن عناية الله: مثل معجزة الخمس خبرات والسمكتين، ومعجزة منح البصر للمولود أعمى (يو11)، ومعجزة شق البحر الأحمر (خر14)، وصعود المسيح على السحابة إلى السماء (أع1)، وصعود إيليا النبى في مركبة نارية (2مل1). إنها سن صالحة جداً لرواية المعجزات... وهي قصص واقعية تاريخية، أصلح بكثير مما ترويه له كتب العالم من قصص الجن والسحر وبساط الريح... إلخ. |
||||
09 - 07 - 2012, 10:49 PM | رقم المشاركة : ( 42 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
35- الطفل يحب القصص الطفل في هذه السن يحب القصص جداً. ويتسع ذهنه لتقبل قصص أكثر طولاً من قصص مرحلة الطفولة المبكرة. ولو قضيت معه وقتاً طويلاً تحكى له قصصاً، لا يسأم ولا يمل كلما يراك يطلب منك المزيد. أتذكر أننى زرت في مكتبةالمنصورة سنة 1963 في مؤتمر لمدارس الأحد، وأنا أسقف، وتجمع الأطفال حولي، فقلت لهم حكاية. ولما زرت المنصورة في السنة التالية، تجمعوا مرة أخرى. وطالبونى بأن أقول لهم حكاية كما حدث في السنة الماضية. إذا ذهب الطفل إلى مدارس الأحد، ولم يسمع حكاية، يعتبر كأنه لم يأخذ شيئاً. إنه يحب الحكايات، ويحب الذى يحكيها. وأحياناً يحب جدته التى يسهر معها وهى تحكى له حكايات... فينبغى إذن أن تكون خزانة لا تنضب من القصص، لكى يحبك الأطفال ويميلوا إلى عشرتك. وعندك كنز كبير من قصص الكتاب المقدس، ومن سير القديسين، ومن تاريخ الكنيسة، ومن القصص التي توضح بعض الفضائل، وحتى قصص الحيوانات والطيور أيضاً، والقصص الخيالية التي لها هدف نافع... صدقني، حتى الكبار أيضاً يحبون الحكايات. بشرط أن تكون جديدة عليهم... حتى في العظات وفى المحاضرات، المهم أن تكون لها هدف... غير أن الطفل إذا أعجب بقصة، لا مانع عنده من أن يطلب منك أن تعيد روايتها، وبخاصة القصة التي فيها لون من الذكاء، أو فيها لون من المرح والضحك... هذان النوعان يعجبانه جداً. وقد يسمعهما فيحاول أن يرويها لأصحابه... استغل هذه الرغبة، لتسمعه قصصاً مفيدة. منذ زمان، وأنا أطلب أن يجمع لنا البعض أكبر قدر من القصص المسلية الهادفة، ولو بمسابقة تكون لها جوائز... |
||||
09 - 07 - 2012, 10:49 PM | رقم المشاركة : ( 43 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
36- كيف تحكي قصص الشهداء؟ فى هذه السن لا تصلح أبداً القصص التي تروى عذابات الشهداء وآلامهم. لأننا لا نريد أن نخيف الطفل، بما يروى من قصص الجلد والسحل والرجم وتقطيع الأعضاء، وسائر ألوان التعذيب... لئلا يظن أن الذى يسير وراء الله ينتهى إلى مثل هذا المصير، فيخاف... والمفروض فينا أن نبعد عنه التخويف في هذه السن... ولكن يمكن أن نحكى له شجاعة الشهداء... وكيف كانوا يقابلون تهديد الولاة بغير خوف... مثل مارجرجس حينما مزق منشور دقلديانوس... أو شجاعتهم في الدفاع عن الإيمان أثناء المحاكمات... أو سيرهم إلى الاستشهاد وهم يرتلون ويسبحون... وكذلك كانوا بنفس الشجاعة في السجون... كذلك نظرتهم إلى الاستشهاد كلقاء مع المسيح. وانتقال إلى الفردوس، وإلى عشرة الملائكة والقديسين. وما كان يراه الشهداء من رؤى وظهورات مقدسة تقويهم وتشجعهم، وتشفى جرحهم وتعيدهم سالمين. وهكذا نحكى أيضاً المعجزات التي كانت تصحب آلامهم. مثل كأس من السم يقدم إلى مارجرجس، فيرشم عليه بعلامة الصليب، يشربه فلا تؤذيه... أو النار التي أرادوا بها حرق القديس بوليكربوس فلم تضره بشئ. وكذلك كل العذابات التي تعرض لها القديس يوحنا الإنجيلي... وهكذا يدركون قوة الله التى كانت مع الشهداء، تعينهم وتقويهم، إلى أن أكملوا جهادهم، وبقدر احتمالهم، كانت أكاليلهم. ويمكننا أيضاً أن نحكى معجزات الشهداء بعد انتقالهم. فى عيد مارجرجس مثلاً، ليس ضرورياً أن تحكى قصة استشهاده وعذاباته، إنما يمكن أن تحكى بعض معجزات مارجرجس ، فيأخذ الطفل فكرة عن قوة الشهداء وشفاعتهم، وإكرام الله لهم... وكذلك في عيد مارمينا، أو الأمير تادرس، أو الشهيد أبانوب، وغيرهم... وحذار أن تحكى الذبح والسلخ والسيف للأطفال الصغار... هم لم يصلوا بعد إلى المستوى الذى يمجد الاحتمال وبذل النفس... وحينما يصلون إلى هذا المستوى الروحي، نقص عليهم كم احتمل الشهداء من أجل محبتهم للرب وثباتهم في الإيمان... |
||||
09 - 07 - 2012, 10:50 PM | رقم المشاركة : ( 44 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
37- العقاب والمكافأة محبة الطفل، لا تعنى تدليله بطريقة ضارة. فيجب أن نكافأه على العمل الطيب الذى يعمله. ونوبخه علي العمل الخاطئ بطريقة غير قاسية. ويجب أن نمنعه عنه، إن كان ذلك يجلب ضراراً لغيره، أو كان أمراً غير لائق. أما تدليل الطفل، والاستجابة له في كل شئ، فقد يعلمه حب الذات، والإصرار على تنفيذ أغراضه مهما كانت خاطئة ، وقد يصل إلى حب السيطرة، والتهديد بالصراخ والبكاء والضجيج لتنفيذ أغراضه، حتى لو كسر محتويات البيت!! وهنا لابد من معاقبته، ولا يهمك إن بكي. من الصالح له حينئذ أن يتألم وأن يبكى، حتى يترك ما هو فيه. ولنذكر قول الكتاب: " الذى يحبه الرب يؤدبه... " (عب12: 6). فإن كان الله مصدر الحب كله، يؤدب ولا يتنافى هذا التأديب مع محبته، إذن ينبغى أيضاً أن نؤدب أولادنا. ولكن نؤدبهم في تعليم، وفى غير قسوة. وبعد التأديب نظهر لهم الحنان مرة أخرى. لكى يدركوا أن ذلك التأديب لم يكن تغيراً في مشاعرنا نحوهم، وإنما هو تغير في تصرفاتهم وخروج بها عن الحد اللائق... ولنذكر أن الرب عاقب عالى الكاهن، لأنه لم يحسن تربية أولاده ( 1صم3: 13). وكما نغرس فيهم العقائد الإيمانية، نغرس فيهم أيضاً محبة النظام والخير، وطاعة الكبار وقبول تأديبهم . إن الخطأ يكون غالباً في طريقة التأديب، إن كانت بأسلوب غير روحي، أو أسلوب غير إنساني... أو إن امتزجت بالقسوة. أو إن كانت هذه القسوة هي الأسلوب السائد، سواء كان الخطأ خفيفاً يكفيه مجرد النصح، أو خطيراً يقتضى العقوبة. إن الأبوين اللذين يسود الحنان معاملتهم لطفلهما، ستكون أكبر عقوبة له أن يحرم في وقت ما من هذا الحنان، ويشعر أنه فقد عطفهما وثقتهما. ويظهر هذا بالذات في سن الطفولة المتأخرة. |
||||
10 - 07 - 2012, 09:09 AM | رقم المشاركة : ( 45 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب كيف نعامل الأطفال؟ لقداسة البابا شنوده الثالث
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
|