وبينما انا فى ذلك اصطدمت يدى بقالب طوب موضوع فوق مقبرة مجاورة
ووقع ذلك القالب فوق جمجمة كبيرة متطرفة بعض الشىء عن رفاقها من العظام والجماجم
وحدث ما لم يكن فى الحسبان ...
الجمجمة تتكلم عن صاحبها !!!
قبل ان يصطدم الحجر بهذه الجمجمة وكأن ساكنها نظر الحجر يسقط فوقه فصرخ بصوت عال
خرج الصوت مرتفعا مزعجا من الجمجمة يتوعد ويهدد ...
الحق ياابى اننى فزعت ورشمت نفسى بعلامة الصليب وكذلك رشمت الجمجمة
وامرتها ان تهدأ باسم ربنا يسوع المسيح ولا تثير ضجة
فخاطبنى صوت من الجمجمة قائلا :
لو كنت تدرى من انا ايها القسيس لمنعت اقدامك منعاً بتاً من أن تقترب من هذا المكان
من الذى آتى بك إلى هنا ..؟ الا تدرى اننى يمكن ان أفتك بك وامزقك إربا
اغرب عن وجهى ايها ال…..
واخذ يشتمنى ويسبنى ويهيننى بالفاظ نابية كثيرة ..
فرشمت عليه ثانية بعلامة الصليب
وامرته باسم ربنا يسوع المسيح أن يقص على قصته ..
من هو ؟ وماهى ظروف حياته ؟ وكيف كانت لحظات موته ؟
فاجابنى الصوت بعد ان خفض من صوته قليلاً ..
انا العميد ناجى لقد تربيت محروماً مقهوراً
إذ ماتت امى وانا طفل صغير
وتزوج ابى باخرى فذاقتنى المر ولم ترحم طفولتى بل كانت تضربنى
ومن الطعام تحرمنى بينما تغدق على أولادها بصورة جعلتنى أشكو لأبى فلم ينصفنى
ولكى تتخلص منى اشارت على ابى ان يلحقنى بمدرسة داخلية ..
قضيت فيها حياتى محروماً مقهوراً وخرجت منها لألتحق بالكلية الحربية التى تخرجت منها ضابطا
ولكن ساقنى حظى العاثر لأكون مرؤسا لجماعة من الضباط الذين اذلونى وعاملونى بما لايتناسب مع الانسانية
كل هذه الامور اختزنت داخلى طاقة غضب وحقد وسخط على المجتمع من حولى
وعندما ترقيت الدرجة تلو الاخرى كنت لا أدخر جهدا فى إذلال من هم اقل منى
وكذا زوجتى كنت اهينها واولادى كنت اعاقبهم بالضرب المبرح بمناسبة وبغير مناسبة
الخُلاصة اننى تحولت الى وحش كاسر لايردعه أحد
وكنت اجول بين الناس اصنع شراً وأضُر كل من استطيع دون خشية من ضمير او دين
اما الكنيسة فقد منعت عنها زوجتى واولادى ولم أكن اُتيح الفرصة امام احد مرؤسى لكى يذهب للصلاة
فقد كنت اكره التدين ولولا انى مسيحى حسب المدون فى اوراقى الرسمية لما دُفنت فى مقابر المسيحيين
فانا لم ادخل حياتى مكان للعبادة ولاحتى للمجاملة
كنت اشعر بكراهية شديدة للتدين لأنه يوصى بالرحمة
التى لم اشعر بها طيلة حياتى
كنت اكره رجال الدين وذات مرة ... ؟؟
إنتظروني غداً بمشيئة الرب لنُكمل