![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 49711 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث هذا الباب المفتوح رآه يوحنا وهو في ضيقة منفيًا في جزيرة بطمس، ومضطهدًا لأجل الكلمة. في وقت لم يكن يجد فيه علي الأرض حنانًا ولا عدلًا، ولم يجد من البشر معونة ولا سندًا.. حينما بدا أن كل إنسان قد تخلي عنه، أو عجز عن معونته، فترك إلي أعدائه يحكمون عليه.. في هذا الوقت الذي أغلقت فيه أبواب الأرض، نظر وإذا باب مفتوح في السماء، وسمع، صوتًا يقول له "اصعد إلي ههنا فأريك.." وأراه عرش الله في الرؤيا، وقوات السماء.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 49712 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث عجيب هو الله حقًا في عمق عطاياه، الله المقيم المسكين من التراب (مز 113: 7). ولعل القديس يوحنا كان يقول للرب: من أنا يا رب الذي تصنع معي كل هذا أنا البائس الملقي في هذه الجزيرة النائية، أنا غير المستحق أن أري عرش الأمبراطور تراجان، كيف استحق أن أرص عرش ملك الملوك ورب الأرباب؟! نعم تعال يا يوحنا واصعد لتري هذا العرش، لكي تعرف أن كل أباطرة الأرض هم حفنة من تراب..! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 49713 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث كيف صعد يوحنا إلي السماء، ليري هذه الرؤيا؟ هنا تقف اللغة عاجزة.. نعم كيف صعد؟ أنا لست بمستطيع أن أجيب.. أفضل إجابة هي أن أقول: لا أعرف.. لست أجد ألفاظًا في اللغة العربية، ولا في أية لغة أخري تستطيع ان تعبر عن هذا المعني..لذلك اكتفي بأن أتركه إلي تأملاتكم الخاصة. "أصعد إلي هنا". هذا أمر. كيف نَفَّذَهُ يوحنا؟ أو كيف نُفِّذَ في يوحنا؟ كيف صعد إلي السماء؟ وكيف دخل من هذا الباب المفتوح؟ وكيف رأي؟ بالعين أم بالروح أو بعين روحية؟ وكيف؟ المهم أن الله حول ضيقته إلي فرح، وجهله إلي معرفة، ونفيه إلي ترقية، وأنعام عربونًا لحياة أخري ستكون بع القيامة، ومنحنا نحن رجاء في تلك الحياة.. كل هذا حدث ليوحنا، وهو في المنفي.. لم يحدث هذه الرؤيا وهو في أورشليم، مدينة الملك العظيم، ولا وهو في الهيكل ولا حتى في قدس الأقداس، ولا إلي جوار تابوت العهد ليس في كل تلك الأماكن العظيمة والمقدسة، حيث ينتظر الإنسان أن يري رؤى.. إنما في الضيقة، وفي النفي.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 49714 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث حقًا إن ملكوت الله لا يأتي بمراقبة (لو 17: 20)). أننا لا نعرف متى ولا أين يفتقدنا الله بنعمته، بعمل روحه القدوس. لا نعرف متى تفتح السماء أبوابها؟ ومتى يأتينا الصوت كبوق، أو كريح عاصف، أو كصوت مياة كثيرة..؟ إنه يأتي بانتظارنا أو توقعنا، أو مراقبتنا.. لسنا نعرف متى يأتي الرب لمعونتنا ومتى يعلن لنا. المهم أن نكون مستعدين لعمل الروح فينا.. نفتح نحن قلوبنا، فيفتح لنا الرب بابًا في السماء. نصعد بأرواحنا إلي السماء، بينما أجسادنا لا تزال علي الأرض، حينئذ يصعدنا الرب إلي السماء، حتى لو بقينا ظاهريًا علي الأرض.." في الجسد أم خارج الجسد؟ لست أعلم. الله وحده يعلم" (2 كو 12: 3). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 49715 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث أن أبواب السماء صارت مفتوحة. وقد رآها القديس اسطفانوس الشماس من قبل: وذلك حينما حنق عليه اليهود ليقتلوه. يقول الكتاب: "أما هو فشخص إلي السماء، وهو ممتلئ من الروح القدس. فرأي مجد الله والرب يسوع عن يمين الله فقال: ها أنا أنظر السموات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله" (أع 7: 55، 56). هذه السماء المفتوحة أمامنا هي أملنا الكبير الذي نسعى إليه لكي نري فيها مجد الله ونبصر الرب يسوع. رآها اسطفانوس أول الشمامة، ورآها يوحنا الحبيب، مفتوحة. وأبصرا شيئًا من المجد العتيد، كعربون للملكوت الأبدي.. والعجيب أن كلا منهما قد رآها وهو في ألم واضطهاد، مرذولًا من الناس، أحدهما في وقت رجمه، والآخر أثناء نفيه.. وذلك لكي نفهم أن طريق هذه السماء هو الصليب، وأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع 14: 22). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 49716 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث قبل اسطفانوس ويوحنا، أبصر السماء حزقيال النبي: رأي عرش الله محمولًا علي الكاروبيم (حز 1). ورأي هذا المنظر حينما كان ضمن المسبيين، عند نهر خابور. وقال في ذلك "كان.. وأنا بين المسبيين عند نهر خابور أن السموات انفتحت. فرأيت رؤى الله.." وشرح ما رآه.. ثم فال "هذا منظر شبه مجد الرب. ولما رأيته خررت علي وجهي وسمعت صوت متكلم (خر 1: 28). عجيب أن يري هذه الرؤيا وهو في السبي... كيوحنا في النفي. بنفس الوضع رأي دانيال النبي شبه المنظر وهو في السبي: رأي ابن الإنسان وهو علي سحاب السماء، أمام الآب، وقد أعطي سلطانًا ومجدًا وملكوتًا، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته مالا ينقرض (دا 7: 13، 14). ورأي رؤى أخري، وأرسل له الله الملاك جبرائيل ليفسرها له (دا 8: 16). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 49717 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث كل هذه الرؤى رآها أنبياء وقديسون في ضيقاتهم. سماء الله وعرشه رآهما يوحنا في النفي، اسطفانوس قبل قبل رجمه. وحزقيال ودانيال وهما في سبي. ولا شك أن هذه المناظر التي يسمح الله لقديسيه أن يروها أثناء ضيقاتهم لأجل اسمه، إنما هي لون من العزاء الإلهي أثنا الآلام.. وأنتم أيها الأخوة، هل رأيتم هذه السموات المفتوحة؟ أما أن لكم عيونًا ولكنها لا تبصر؟ وإن كان كذلك، فمتى تنقشع تلك الغشاوة عن أعيننا، حتى نري ما يمكن أن يراه الروحانيون.. كأشخاص في الجسد، نحن لا نري، ولكن متى صرنا في الروح، مثلما كان يوحنا "في الروح في يوم الرب" (رؤ 1: 10)، حينئذ سنري. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 49718 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث طالما عيوننا مشغولة بالجسد وبالمادة وبالعالم، ومغلقة بالهيولانيات، فلا يمكن أن تري الروحيات. السماء المفتوحة رآها القديسون في ضيقاتهم، أما المترفون الذين يعيشون في المتعة والفرح واللذة، فإنهم لا يشعرون بالحاجة إلي باب مفتوح في السماء! وإن طلبوا من الله، فسيقولون: افتح لنا أبوابًا علي الأرض. فالسماء لم يأت موعدها بع.. افتح لنا أبواب الكنوز والرزق والترقيات. هؤلاء المترفون، أخشي أنهم في السماء أيضًا سيسمعون تلك العبارة المخيفة "الحق أقول لكم إنكم قد استوفيتم أجركم" (متى 6: 5). ومثل المترفين، كذلك لا يطلب المنشغلون بابًا في السماء إن كل تفكيرهم مركز في العالم وفي الأرضيات. ليس لديهم وقت ولا رغبة لكي يرفعوا نظرهم إلي فوق. مثالهم ذلك الغني الغبي، الذي قال "أهدم مخازني وأبني أعظم منها، وجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي، وأقول للنفسي: يا نفسي خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة. فاستريحي وكلي واشربي وافرحي" (لو 12: 18، 19). . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 49719 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() البابا شنودة الثالث إذن علينا أن نرتفع فوق الأرضيات، لنري الباب السماوي المفتوح.. مثال ذلك: فلك نوح الذي تغرب عن العالم، وارتفع فوق المياه التي غطت ككل شيء. وفتح أبونا نوح فيه طاقة، تشبه الباب المفتوح في السماء. وخرجت من الطاقة حمامة جاءت بغصن زيتون، رمزًا للسلام الإلهي في الأرض الجديدة التي باركها الرب.. إن لم تستطيع أن ترتفع فوق الأرضيات بصفة دائمة، فليكن ذلك علي الأقل في فترات، كيوم الرب. لقد منحك الرب هذا اليوم، ليكون لك معه، تنحل فيه من الأرضيات، لكي ترتبط بالواحد الذي هو الله: تفكر فليه، تكلمه، تستمع إلي صوته في قلبك، وقد تطهر ذهنك -ولو مؤقتًا- من كل ما هو مادي.. حينئذ ستبصر الباب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 49720 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() المسيح هو مخلِّص العالم قال عنه الملاك في البشارة إنه يدعي يسوع " لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى1: 21). ولم يقتصر خلاصه على شعبه، بل قال " لم آت لأدين العالم، بل لأخلص العالم" (يو12: 47). بل قيل إنه " هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يو4: 42). وقد قال عن نفسه إنه " جاء لكي يخلص ما قد هلك" (متى18: 11) (لو19: 10)... والعالم كله تحت حكم الهلاك. |
||||