08 - 08 - 2014, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 4941 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تخشى الغد ، الغد له الناس تعيش في خوف ٍ من الجوع ، في افريقيا يموت الالوف جوعا ً وقد يزحف الجوع من افريقيا وينتقل بين باقي القارات يحصد ضحاياه ، ويعمل العلماء والباحثون بكل جهد ٍ وبلا كلل ٍ يبحثون عن بدائل للطعام ، يريدون الحصول على غذاء ٍ من ضوء الشمس أو الهواء أو رمل الصحراء ، ويتمادون في ابحاثهم فيسعون للسفر الى كواكب اخرى بحثا ً عن الطعام . ويأتي الينا نحن المؤمنين الصوت الهادئ الرقيق يقول : لا تهتموا " فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ : مَاذَا نَأْكُلُ ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا " . الآب السماوي لا يدع اولاده يجوعون ، أي أب ٍ يترك ابنه جائعا ً . المسيح لم يعطي الطعام الجسدي اهمية واظهر اهمية الغذاء الروحي لكنه لم يهمله ، حين جاعت الجموع وكادت تخور لم يصرفهم ليأكلوا بل قدم لهم خبزا ً وسمكا ً كثيرا ً فأكلوا وشبعوا وفاض منه . الله غني ٌ وغناه لا ينضب كغنى العالم الذي يفسده السوس والصدأ . خزائنه ملآنة خيرات ، خيرات ٌ تكفيك وتكفيني وتكفي الجميع حتى طيور السماء ، جتى طيور السماء يقوتها يوما ً بيوم ، وجبة ً بوجبة ، لا يتركها جائعا ً ، لذلك يدعونا المسيح ان لا نهتم بالطعام الجسدي فهذا مكفول ٌ لنا وموفور . حين جائه الشيطان وهو جائع ٌ واغراه بأن يقول كلمة ً فيحوّل الحجارة خبزا قال له المسيح : " مَكْتُوبٌ : لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ ." ويوجهنا لأن نرفع انظارنا اليه ونطلب اولا ملكوت الله وبره . قال : " اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ " . المسيح لا يدعوا الى التواكلية السلبية ، المسيح يوجهنا لاولويات حياتنا . الطعام والشراب مطلب ٌ بسيط وحصولنا عليهما مضمون ٌ لأنه في يد الرب . اولا ً ملكوت الله ، اولا ً مجد الله ، اولا ً السعي لخدمة الله ، وأي خادم ٍ لله يموت ُ جوعا ً . حين تهتم بشؤون الله يهتم الله بشؤونك . حين تعمل في كرم الله يكفل الله لك معيشتك ومعيشة اولادك . ركز نظرك على الله لا تتشتت ، لا تشتت نظرك بينه وبين البحث عن الطعام . وجه عينيك الى مكان ٍ واحد ، وجه عينيك نحو الرب الهك ، لا تتلفت حولك لا تنظر الى الأرض ، لا تحول نظرك عنه ، احتياجاتك جميعها لديه ، محفوظة ٌ لديه ، لا تخشى الغد ، الغد له |
||||
08 - 08 - 2014, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 4942 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تخف ، لا ترتجف في وسط الليل في الظلام والبرد جلس الرعاة حول النار يستدفئون وفجأة وقف بهم ملاك الرب واعلن لهم مولد المسيح المخلّص المنتظر وظهر جمهور ٌ من الجند السماوي يسبحون الله ويقولون : " وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ" . على الارض السلام ، حل اليوم بالارض سلام ، كل السلام ، وسط الحروب سلام ، وسط الحقد سلام ، وسط المنازعات سلام ، وسط الاضطهاد سلام ، وسط العبودية سلام ، حل بالارض سلام . على الارض السلام ، كان الرومان يحتلون الارض ويعيثون بها فسادا ً . على الارض السلام ، كان الاقوياء يظلمون الضعفاء ويستعبدونهم . كيف يكون السلام والسيوف تقطع الرقاب وتمزق الاجساد ؟. كيف يكون السلام والحقد الاسود يمزق القلوب ويحرق النفوس ؟ السلام الذي جاء ليس سلاما ً يوقف الحروب ويكسّر السيوف والحراب . السلام الذي جاء ليس سلاما ً يوقف النزاع ويجمّد الصراع . السلام الذي جاء ، جاء شخصا ً ، جاء شخصا ً يحلُّ في القلوب والحياة ويعيش ُ في الانسان فيعيد ُ تشكيله وخليقته ويصنعه من جديد فيحيا السلام وسط صراع الجيوش ، وسط ضربات السيوف وطلقات البنادق . ويحيا السلام وسط الظلم والاضطهاد ، وسط العنف والارهاب . سلام أمير السلام ، سلام رب السلام ، سلام ٌ ابديٌٍ دائم ، سلامٌ يفوق كل عقل ، سلام ٌ يحفظ القلب ، سلام ٌ يرطب الفكر " لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا " المسيح هو سلامنا . المسيح انهى كل عداوة ٍ وابطل كل شر . على الارض السلام " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. " . على الارض السلام . جاء المسيح وحل بالارض السلام . لن تتوقف الحروب ، لن تنتهي ، جاء المسيح وحل بالقلب السلام . لن يتوقف الالم ، لن ينتهي لكن المسيح السلام سيجعل الناس وسط الحروب في سلام . لكن المسيح السلام سيجعل القلب وسط الآلام في سلام . سلام ٍ ينبع من الداخل لا ينتج عن ظروف واحداث خارجية ، سلام ٍ يعلو فوق كل الحروب ويسمو فوق كل الآلام . هل حصلت على هذا السلام ؟ السلام الذي يفوق كل عقل ؟ السلام جاء ، حل بالارض ، على الارض حولك سلام ، تمتع به فهو متاح ٌ لك . لا تتلفت حولك في خوف ، تمسك به فهو في متناولك لا تخف ، لا ترتجف ، لا تتردد فقد حل بالارض السلام . |
||||
08 - 08 - 2014, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 4943 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لم نعد تحت حكم الموت في وسط الليل في الظلام والبرد جلس الرعاة حول النار يستدفئون ، فجأة وقف بهم ملاك الرب واعلن لهم مولد المسيح المخلّص المنتظر وظهر جمهور ٍ من الجند السماوي يسبحون الله ويقولون : " وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ " بالناس المسرة ، مسرة ، فرح ، بهجة ، سعادة ، تهليل وتسبيح ، مسرة . المسرة تحيي النفس ، المسرة ترطب القلب ، المسرة تُبهج الروح . مولد ُ طفل يجلب المسرة . الطفل ُ حين يولد يبكي والناس حوله يضحكون . صراخ الطفل الوليد يُفرح وُيسعد ويُبهج الأم والاهل والاصدقاء . للاهل بمولد الطفل مسرة ، للناس جميعا ً بمولد المسيح مسرة . مسرة لأن الله افتقد شعبه ، الله أحب وجاء الينا . مسرة لأن الحكم بالموت قد رُفع ، لم نعد تحت حكم الموت . بمولد المسيح صار لنا الحق في ان نتحرر من عبودية الشر . بمولد المسيح تبررنا من كل جريمة وتطهرنا من كل لعنة . الآن لنا الحق في ان نفرح ونُسَر فقد تم سداد الدين . الآن لنا الحق في ان نبتهج ونسعد فقد تم كسر ُ قيدنا . جاء المسيح وحمل عنا كل خطايانا وصعد بها الى الصليب وخلّصنا منها ونفّذ عنا في نفسه حكم الموت . مات لأجلنا . لهذا نُسر ، بالناس المسرة ، مسرة ُ الاحرار ، مسرة ُ الابرار ، لهذا نفرح فالانسان الحر يفرح فرحة حرية لا تعادلها فرحة ، وهذا الفرح فرح ٌ دائم لا ينتهي ، كل مسرات العالم تنتهي . مسرة العالم قصيرة العمر تنتهي وتخمد بانتهاء النشوة ، مسرة ُ المسيح ابدية لا تنتهي فهو الله المسرة الابدي الدائم . بهجة ُ وجود المسيح فينا ، بهجة ُ مولد المسيح داخلنا ليس كأي بهجة ، هي بهجة ٌ داخلية ، ينبوع ٌ لا ينضب يفيض ُ ويفيض ُ ويفيض لأن مصدره هو المسيح فرحنا ، بهجتنا ، مسرتنا وسعادتنا . وسط النيران المحرقة الأتون كان الفتية سعداء بصحبة ابن الله . وسط جب الاسود ، الانياب المتوحشة كان دانيال راقدا ً في سلام . في اعماق السجن المظلم كان بولس وبرنابا يسبّحان الله ويتهللان . تحت ثقل السلاسل وحيدا ً في سجنه ِ كان بطرس ينام ُ نوما ً هادئا ً . بالناس المسرة ، هكذا كانت الانشودة بالناس المسرة . بالناس المسرة هكذا كانت البشارة بالناس المسرة . لك المسرة إن كان لك المسيح . مجيئه لك مسرة ، حلوله ُ فيك مسرة . |
||||
09 - 08 - 2014, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 4944 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ كان شاول ( بولس ) يضطهد الكنيسة ويقتل التلاميذ ويهدد المؤمنين ، وفي الطريق الى دمشق ابرق نور الرب عليه واسقطه على الارض بقوة وسمع صوتا ً قويا ً يعنفه ويؤنبه ويضربه كسياط ٍ ، يقول : شَاوُل ُ، شَاوُلُ ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي ؟ " . لم يرى احد وسط النور لكن الصوت افزعه فقال في خوف : " مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟ " وقال الصوت وكان صوت الرب : " أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ." وارشده الى ان يدخل المدينة . طلب الرب من حنانيا ان يذهب ليساعد شاول ، وتردد حنانيا فهو يعرف كم من شرور ٍ فعل شاول لكن الرب قال له ان يذهب اليه فهو يصلي ، وان الله قد اختاره ليكون اناء ً مختارا ً وسوف يريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمه ، وبدأت آلام بولس من ذلك الحين . عاش بولس الرسول حياة آلام ٍ لا مثيل لها ، رفضه التلاميذ ، لم يقبلوه في بداية اعلان توبته ، عاش متقشفا ً في البرية ، في كل مكان ٍ ذهب اليه واجه مقاومة ، هاجموه واتهموه وامسكوه وضربوه . رجموه وقيدوه واحضروه امام الحكام والولاة ليحاكموه وليسخروا منه . سجنوه ونقلوه مقيد اليدين والرجلين بين المدن والبلاد ومحاط ٌ بالجند والحرس . حياته كانت سلسلة من التعب والعذاب والمعاناة مما حوله ومن حوله ، وفي رحلة شاقة قاسية الى رومية اخذوه مع اسرى آخرين الى سفينة ٍ في البحر ، وهاج البحر وصخب وعلا الموج وصدم السفينة ، عاشوا اياما ً كثيرة معذبين . ونتسائل لماذا يا رب هذا الذي تسمح به يحدث لخدامك المخلصين الامناء ؟ لماذا يا رب تتراكم الشدائد هذه حول بولس عبدك ؟ لماذا كل هذا التعب ؟ أليس هو خادمك ؟ ألا تسهّل له طريق الخدمة ؟ ألا تُرسل له وسط البحر نجدة ؟ حين كان التلاميذ معذبين في البحر أتيت اليهم ماشيا ً على الماء وانقذتهم . ألا ترسل ملاكا ً من السماء يمد يده ويختطف بولس من وسط العاصفة ويرفعه ؟ يرفعه الى السماء وسط كل هؤلاء الشهود ؟ لو فعلت ذلك لآمنوا جميعهم بك . لكن الله لم يفعل ذلك . كانت حياة بولس مثالا ً للمسيحي الذي يتألم ، تألم لأجل اسم المسيح ، وحين صلى طالبا ً ان يرفع الرب عنه الشوكة التي في الجسد ، لم يرفعها بل وهبه نعمة ً فوق الألم وقال له : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي " . عاش بولس كما قال : " فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِد َ، فِي ضَرُورَاتٍ ، فِي ضِيقَاتٍ ، فِي ضَرَبَاتٍ ، فِي سُجُونٍ ، فِي اضْطِرَابَاتٍ ، فِي أَتْعَابٍ ، فِي أَسْهَارٍ، فِي أَصْوَامٍ " . حين تواجه الما ً انظر الى حيث يأتي العون . حين تهاجمك شوكة اغترف من النعمة التي عنده |
||||
09 - 08 - 2014, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 4945 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا توقف
يصور الكتاب المقدس حياة المسيحي في هذا العالم بالسباق ، سباق ٍ كبير . والمؤمن في حياته على الارض يشارك في سباق مصيري هام ٍ عظيم . ويسميه كاتب الرسالة الى العبرانيين بالجهاد " الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا " وفي السباق الكل يجري كل ما حولك ومن حولك يدفعك الى الجري ، لا توقف ، إن توقفت تدوسك الاقدام التي تجري خلفك . لا تباطؤ ، إن تباطئت تراجعت َ وتأخرت وتخطاك الآخرون . لا خروج من السباق ، لا سبيل َ للخروج ، الطريق يسير الى الامام فقط . ويقول الوحي المقدس " لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ " . في السباق لا يتثقل الانسان بشيء ، لا يحمل جواهره ُ وحليه ُ وثروته وامواله . هذه تعوق ُ سرعتنا ، لا نحملها معنا . المتسابق يلبس ملابس خفيفة ، المتسابق يلقي عنه اثقاله واحماله ، المتسابق يلقي عنه حتى ملابسه ، وما حولنا من خطية ٍ تُغري ، تُبعد النظر عن الطريق والهدف ، تعطّل . المتسابق لا يلتفت حوله ، لا يتوه ُ بصره يمنة ويسرة ، الهدف امامه فقط ، ونحن في سباقنا تُحيط بنا الخطايا التي تُمسك بملابسنا وتعوق ُ تقدمنا ، لا بد ان ننفضها عنا ، نلقيها بعيدا ً الى اقصى ما تصل اليه ايدينا . سوف تحاول ان ترتمي تحت اقدامنا لنعثر ونسقط وتدوسنا الاقدام ، لكن الله وضع لنا اسلوبا ً نتخلص منها بسهولة ، قال : " إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ." . ازفر خطاياك ، اخرجها من قلبك ، اعترف بها جميعها لربك ، تتخفف منها وتنطلق في السباق خفيفا ً ، نشطا ً ، قويا ً ، مثابرا ً للوصول . ويوصينا الكتاب المقدس " بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا "، الصبر في السباق . قد يطول السباق ، قد تتقطع الانفاس ، قد تُرهق العضلات ، لكن السباق لا بد ان يستمر ولن يساعدنا على الاستمرار الا الصبر ، الصبر الذي نراه في مثال الرب يسوع المسيح الذي جرى سباقنا هذا قبلنا . يقول الرسول بولس : " نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ. " حيث نهاية السباق . كما صبر المسيح ، كما احتمل المسيح ، كما جاهد المسيح ، نصبر ونحتمل ونجاهد . جاهد في السباق ناظرا ً الى المسيح الذي يجري امامك ، بهذا تصل الى النهاية وتحصل على الاكليل . |
||||
09 - 08 - 2014, 06:06 PM | رقم المشاركة : ( 4946 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ كان شعب الله يعبرون الصحراء ، كانت الشمس حامية حارقة والجفاف يحيط بهم ، احترقت امعائهم عطشا ً ، كانوا عطشى ولم يكن هناك ماء ليشرب الشعب . تذمروا ، صرخوا ، خاصموا موسى ، هاجوا وقالوا : أعطونا ماءً لنشرب . وتدخل الله ووفر لهم الماء ، قال لموسى : هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ " ( خروج 17 : 6 ) . وضرب موسى الصخرة بعصاه ، وتفجرت الصخرة ، انفتح قلبها وجرى من الصخرة ماء وسط الصحراء . وفي عز النهار تحت اشعة الشمس الحارقة في قمة الجفاف أحست السامرية بالعطش وجائت تستقي ، جائت لتملأ جرتها من الماس الذي تحتويه بئر يعقوب ، وكان المسيح جالسا ً على البئر ، رأى عطش المرأة ، أحس بجفافها وحاجتها للماء . الماء الذي جائت اليه ليس فيه ارتواء ، لديه هو الماء الذي يروي كل عطش ، قال لها : " مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. " ( يوحنا 4 : 14 ) . الماء الذي يعطيه المسيح ماء أبدي الارتواء من يشرب منه لا يعطش أبدا ً ، وكما فجر الله الصخرة فاعطت ماء ً وسط الصحراء هكذا المسيح ينبوع ماء لنا وسط العالم ونسمع نداء : " أَيُّهَا الْعِطَاشُ جَمِيعًا هَلُمُّوا إِلَى الْمِيَاهِ ، وَالَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا اشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا اشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْرًا وَلَبَنًا." ( اشعياء 55 : 1 ) . أرضنا يابسة ، أرضنا بلا ماء لن تروينا مياه العالم جميعها نحتاج الى مياه ٍ مروية ، والماء الحي الينبوع الذي لا ينضب ، المياه التي تحول الصحراء الى بستان يعرضها الله علينا مجانا ً ، بلا فضة ، بلا ثمن ، مياه ٌ لا تقدّر بفضة ولا تقدّر بثمن . لن نجد ذلك الماء الا عنده . قال المسيح للمرأة : " لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا." . لو كنت تعلم لطلبت منه فيعطيك ماء ً حيا ً . الله يوفر لك الماء الحي . الله يجعلك تفيض ، يغنيك ، سواقي الله ملآنة ٌ ماء ً . قل مع داود النبي : " يَا اَللهُ ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي ، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ " ( مزمور 63 : 1 ) اليك يا رب آتي ، تعال اليه ، اطلب منه ارتواء ً لنفسك وماء ً لجسدك وشبع ٍ لروحك ، سوف يوفر بوجوده فيك نبع ماء ٍ حي ، تفيض فيك أنهار ُ ماء ٍ حي فترتوي ، يجري الماء فيك فيرويك ثم تروي الآخرين حولك . النبع فياض ، النهر ُ مملوء ٌ بالماء . الماء فيك يجعلك قناة ً في العالم ، يملئك لترتوي وتروي |
||||
09 - 08 - 2014, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 4947 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ كان نجما ً لامعا ًغير مألوف ذلك الذي امتطى قبة السماء وتربع في زرقتها . وتفاءل من شاهدوه ، أهذا نجم ٌ أم قمر ٌ أم شمس ؟ هذا شيء ٌ غريب ٌ وعجيب . لم يكن عجيبا ً عند المجوس الذين درسوا الفلك وادركوا انه علامات مولد ملك . نحم ٌ كبير ٌ في المشرق يعلن مولد َ ملك عظيم ، ملك لليهود يستحق السجود . وجاءوا كل من مملكته . جاءوا حاملين الهدايا يسعون نحو الملك المولود ليقدموها له . وفي وسط السكون علت طرقاتهم على باب الملك هيرودس في اورشليم . فُتحت الابواب ودخلوا ، وفي حضرة الملك سألوا : " أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ " اضطرب الملك واضطربت حاشيته . اضطربت الملكة واضطربت اورشليم ، لم يولد للملك هيرودس ابن ، فأي ملك هذا الذي لم يأتي من نسله ؟. لم يكن الملك المولود من نسل هيرودس بل من نسل داود ومن صلب يهوذا ، الملك المولود كان هو المسيح ، المسيح ابن داود ، ابن الله . سمع المجوس وذهبوا . ذهبوا يبحثون عن الملك ليسجدوا له ، سعوا وراء النجم ذاهبين اليه ، وسمع هيرودس وحاشيته ومن معه وخافوا واضطربوا ولم يذهبوا . وقادهم النجم الى المذود حيث الملك راقد ً ، سجدوا له وعبدوه ، وانتظر هيرودس وحاشيته ، ولم يعد المجوس ، خافوا وغضبوا ، ثم ارسلوا جندا ً بسيوف يقتلون الاطفال من ابن سنتين فما دون " صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ ، نَوْحٌ ، بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا ، وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى " ( ارميا 31 : 15 ) . الذين رأوا النجم وعرفوا بمولد الملك ذهبوا اليه وقبلوه ملكا ً ، والذين انكروا النجم ورفضوا مولد الملك لوثوا أيديهم بدمه ورفضوه . وُلد ملكا ً ودام ملكا ً يجلس على كرسي داود الى الابد " وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ " وسيبقى ملكا ً ، ملكا ً اعترفوا به أو لم يعترفوا ، هو الملك ، ملك الملوك ورب الارباب ، اقامه الله ملكا ً ، اعلنه الله ملكا ً ابديا ً ، إن اعترفت به وقبلت ملكه سلمت وخلصت وتمتعت بملكه وخلاصه وسلامه وإن رفضته وتمردت على ملكه هلكت وصرت عرضة للعقاب والموت الابدي . كل العلامات تؤكد ملكوته . كل المخلوقات تعترف بانه الملك ، الملك المخلّص ، إن قبلته اليوم ملكا ً ومخلّصا ً نلت الحياة الأبدية والمجد الابدي معه وإن رفضته اليوم مخلّصا ً اخترته لنفسك ملكا ً ديانا ً لك عنده حساب . يوم يجيء ملكا ً يخلّص وحوله نور النجم العظيم ، غدا ً يجيء ملكا ً يدين ويحاسب . انتهز الفرصة ، فرصة النعمة واذهب اليه وقدم له الخضوع . لا تنتظر الى وقت ان تُغلق ابواب النعمة وتُفتح سجلات الحساب . اسمع صوته الآن وهو ينادي ويدعوا ويخلّص |
||||
09 - 08 - 2014, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 4948 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ شجرة التين الخضراء مزروعة وسط الكرم محاطة بكل الحماية والاهتمام . الارض جيدة ، كرم ٌ خصب ٌ غني ، المياه متوفرة والكرام مجتهد ، وتمر الايام وصاحبها يحلم بالثمار ، يتوقع فروعا ً مثقلة بثمار التين ويأتي في موسم الحصاد ليقطف الثمر ، يأتي يطلب الثمر ولا يجد ويندهش ويسأل الكرّام : هل قصرت بالعناية بشجرة التين ؟ هل تكاسلت ؟ لم يتكاسل الكرّام ، بذل كل الجهد ، عزق وشذّب ونقب وروى ، ويقف الرجل غاضبا ً ثائرا ً : ماذا يُصنع ايضا ً وانا لم اصنعه ؟ ماذا يُصنع ؟ ويقول للكرّام : " ً هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَرًا فِي هذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا! لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضًا ؟ " لماذا تُبطل الارض ؟ اقطعها ، اقطعها حالا ً . وينظر الكرّام الى الشجرة غير المثمرة ويعطف عليها ، يتذكر كم رعاها واهتم بها ، كم انحنى تحت جذعها ، كم حفر حولها ، كم سال عرقه مع الماء يرويها ، كم سهر بجوارها ليلا ً يناجيها ويحدثها كأنها تفهم ، كم ربت على جذعها وفروعها . وفي رجاء ٍ قال : " ً يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. " . سنة ً اخرى ؟ سنة ً ثانية ؟ ماذا يمكن ان يُصنع لها اكثر مما صُنع لثلاث سنوات ؟ نعم نعم احاول ثانية سنة ً أخرى فقط لعلها تصنع ُ ثمرا ً " وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا " . يا لطول اناة الله ، يا لطول اناته علينا ، يا لطول اناته سنة ً وراء سنة . يوفر لنا كل شيء ، يوفر لنا ذاته ، جاء من هناك ، من بعيد ، من السماء ، " إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ " ، " أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ " وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ." ، وفر لنا الروح القدس العامل فينا " فَأَحْيَا لاَ أَنَا ، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا " . ويوفر لنا كلمته ، كلمته الحية الفعالة القوية " اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ ". وفر لنا كنيسته الارض الخصبة التي تحيط بنا وتضعنا تحت جناحيها . ما الذي يمكن ان يُصنع لنا ولم يصنعه الله لنا ؟ ماذا هناك ؟ اعطانا الكثير ولا بد ان نعطي له الكثير أيضا ً " فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ ". اين الثمر ؟ الله يتوقع ان يجد فروعك محملة بالثمر . أُثبت فيه واثمر ، اثبت فيه تحمل ثمارا ً كثيرة . |
||||
09 - 08 - 2014, 06:10 PM | رقم المشاركة : ( 4949 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أتحبني ؟ ارع َ غنمي . في الليل اثناء محاكمة المسيح أضرم الخدام نارا ً وسط الفناء والتفوا حولها ، ودفع البرد بطرس أن ينضم اليهم ويجلس وسطهم لعله يحس بالدفء معهم ، والتفت البعض اليه وقالوا : " أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟ " فانكر وقال :" لَسْتُ أَنَا " . وامعن آخر في وجهه و تفحص ملامحه وقال له : " أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ " رأيتك ، وتراجع بطرس زاحفا ً للخلف ، وقف بعيدا ً وانكر بشدة ذلك ، وصاح الديك ، " فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ " . صدمت النظرة وجهه " فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا " . وبعد الغذاء التفت المسيح الى بطرس مرة ً اخرى بعد قيامته من الاموات وظهوره لتلاميذه ، نظرة ٌ جديدة حافلة ٌ بمعاني كثيرة عميقة ، سأله : " يَاسِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟ " لم يستطع بطرس أن يواجه نظرة المسيح ، أخفض عينيه وقال : " نَعَمْ يَارَبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ " . انتظر المسيح برهة فرفع بطرس نظره يستطلع فواجهته نظرة المسيح القوية وقال : " ارْعَ غَنَمِي " ثلاث مرات والمسيح ينظر اليه ويسأله وثلاث مراتٍ يكلفه بأن يرعى غنمه . نظرة ُ تشجيع ٍ جديدة تختلف عن نظرة العتاب التي ارسلها اليه عندما انكره . نسي المسيح ضعف بطرس وتخاذله وخوفه وانكاره له وكلفه باعظم مهمة " ارْعَ غَنَمِي " انشر انجيلي ، احمل بشارتي ، اكرز بالانجيل للخليقة كلها . مراتٍ كثيرة نتخاذل مثل بطرس ، مرات ٍ كثيرة نضعف ونتراجع ونفشل لكن المسيح يوجه نظراته المشجعة لنا ويكلفنا باتمام مهمته ويقول : ارعوا غنمي . العالم ما يزال على قلب المسيح ، الخطاة يسكنون فكر المسيح واهتمام المسيح ونعمة المسيح ، وهو يريدنا ان نذهب الى العالم اجمع وننفذ مأمورية المسيح العظمى لنا . تفادى نظرة عتابه حين تضعف وتخور ، تفادى موقف العتاب والحساب ، تلقف نظرة دعوته وتكليفه ، اسمع قوله وامره ، تحرك نحو اتمام ارساليته . الكرازة ُ ارضاء الله ، الكرازة ُ اسعاد لله ، الكرازة تحقيق مشيئة الله . الموت سيف ٌ مسلول ٌعلى رقاب البشر ، الموت ُ حكم ٌ ابدي على العالم والمسيح جاء ليكسر السيف ويرفع الموت ن المسيح جاء بالرجاء والخلاص للانسان وانت طريق الله لتقديم فداء الله في المسيح يسوع للانسان ، لكل انسان . أتحبني ؟ ارع َ غنمي . |
||||
09 - 08 - 2014, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 4950 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ كثير ٌ من الناس يعيشون حياتهم يشكون ، يتذمرون ، لا يكتفون ، مهما حققوا من نجاح يسعون الى نجاح أكبر ، النجاح الذي حققوه لا يكفي ، مهما نالوا من بركات ينظرون بتأففٍ ، يطالبون ببركات ٍ أوفر وأكثر ، لا يشبعون أبدا ً ، لا يرتوون ، لا يقنعون ، لا يستريحون ، لا يشكرون ، مثل الارض الصحراوية مهما القيتَ بها من ماء لا ترتوي ، لا تشبع ، لا تكتفي . دائما ً يطلبون المزيد ، إذا ربحوا الوفا ً طلبوا عشرات الالوف ، مئات . ينظرون الى ما بين ايديهم بعدم رضا ، يعيشون حياتهم يرثون انفسهم ويتحسرون ، دائما ً يتحسرون ، يشكون ويولولون : آه لا حصلنا على الأكثر ، على الافضل . ويحصلون على الاكثر ويصلون الى الافضل لكنهم لا يكتفون ، لا يقنعون . يقول بولس الرسول : " وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ " . دخلنا الى العالم بأكف ٍ خالية خاوية وسنخرج منه بأكف ٍ خالية خاوية . الكل يمضي ، الكل يزول ، الكل يجف ، الكل يذبل ، الكل يسقط . حياتنا لا تعتمد على اموالنا " مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ " . المسيحية ليست ضد المال ، المسيحية ضد محبة المال . الانسان يسود المادة ، المادة لا تسود الانسان . المسيحية ليست ضد التمتع ، الله اعطانا " كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ." . المسيجية تهتم بتوفير احتياجاتنا باطمئنان وثقة وشعور ٍ بالأمان " لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ ، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ " . في هذا القول ضمان وامان . حياتنا ليست من اموالنا ، سنحيا كسبنا ام خسرنا . الكتاب المقدس ينادي بالاكتفاء ، ينادي بالقناعة . الاكتفاء ابن الايمان ، القناعة بنت الايمان . الاكتفاء ُ والقناعة توازن ٌ داخلي ناتج ٌ ونابع ٌ من الايمان بالله ، الايمان بالله الذي لا يهملنا ولا يتركنا ، الايمان بذلك اكتفاء واستفضال " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ ........ لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ " . ولا نحصل على الإكتفاء والقناعة فجأة بل نحصل عليهما بالتدريب والتعليم . يقول بولس الرسول : " أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ " قد تعلمت " قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ." " قَدِ اسْتَوْفَيْتُ كُلَّ شَيْءٍ وَاسْتَفْضَلْتُ " هكذا تعلّم بولس الرسول الاكتفاء بالارتكان على الله ، وهكذا تتعلم القناعة بالثقة والايمان به |
||||