08 - 08 - 2014, 01:48 PM | رقم المشاركة : ( 4921 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البشريّة المريضة
بيت الداء وحقيقة الدواء(1) ثمّة مَن يدّعي أنّ الله خلق الموت وثمّة مَن يعتبر الكثير من الرذائل، كالزنى واللواطية، حاجات طبيعية في الناس. إنّ اعتماد نظرة كهذه إلى الأمور يؤثّر في مجمل أخلاقية الشعوب والأفراد. بالنسبة لنا ما نقوله هو إنّ البشريّة مريضة ومرضها نردّه إلى ما نسمّيه "السقوط". يستحيل علينا أن نفهم مِمَ عانى الإنسان عبر التاريخ ما لم تكن لنا نظرة صحيحة إلى ما كان عليه قبل السقوط وما حلّ به في السقوط، ما هي الخطيئة؟ لماذا الخطيئة مرتبطة بالمعصية؟ ما الذي تسبّبت به خطيئة آدم وحوّاء؟ كيف انتقل تأثير سقوط آدم وحوّاء إلى كل الجنس البشري؟ لماذا تجسّد ابن الله؟ ما الذي اشترك فيه الربّ يسوع من جهة ما للإنسان الساقط وما الذي لم يشترك فيه؟ ما الذي حقّقه الربّ يسوع؟ كيف جيّر الروح القدس ما حقّقه الربّ يسوع للجنس البشري؟ أي نهج بات على الإنسان أن ينهجه ليخلص ويحقّق قصد الله له؟ كل هذا في ضوء ما ورد في الكتاب المقدّس ولدى الآباء القدّيسين في الكنيسة. على هذه وغيرها من الأسئلة المصيرية، والإجابات الواضحة والدقيقة بشأنها، يتوقّف سداد موقف المؤمن، من جهة تدبير الله الخلاصي للإنسان وسلامة مسيرته الروحية في كل زمان ومكان. نقول هذا لأنّ في التداول، بين المؤمنين، أفكاراً ليست من تراث الأرثوذكسية. ولا غرو فانفتاح عالمنا على كل فكر يجعل التلفيق (الاختلاط) في المواقف ميسّراً. هذا لا يجد فيه الكثيرون ما يضير بل ما يُغني، لكنّه، في الحقيقة، يؤذي ويشوِّش ويشوِّه. السبب هو أنّ الفكر عندنا، في الكنيسة، ليس للفكر ولا هو بمعزل عن حياتنا المسيحيّة. فكرنا اللاهوتي مرتبط، عضوياً، بالحياة الروحية، وهو خارطة الحياة الجديدة. مستحيل على المؤمن أن تستقيم حياته الداخلية ما لم يكن فكره اللاهوتي أرثوذكسياً. من هنا أهميّة العقيدة القويمة عندنا، ومن هنا حرصنا على التمسّك بما انحدر إلينا من الآباء القدّيسين أكبر الحرص. في إطار هذا الفهم، بالذات، للأمور نُقبِل على ما تمدّنا به الكنيسة الأرثوذكسية المقدّسة من إجابات على أسئلتنا أعلاه. لم يخلق الله الإنسان، في الأساس، لا خالداً ولا غير خالد (القدّيس ثيوفيلوس الأنطاكي، القرن 2 م). كان، في ذاته، قابلاً لكِلا الأمرَين معاً، الخلود وعدم الخلود. سيره في هذا الاتجاه أو ذاك كان رهناً بإرادته هو، بسلوكه في طاعة الله، في الوصيّة الإلهيّة، أو بعدم سلوكه فيها. الخلود، عندنا، لا يعني الحياة إلى الأبد بل الحياة الأبدية. هناك فرق كبير بين الاثنين. الحياة إلى الأبد معناها الحياة إلى ما لا نهاية، فيما الحياة الأبدية، وفق إنجيل يوحنا (17: 3)، هي "أن يعرفوك [الآب السماوي] أنتَ الإله الحقيقي وحدكَ ويسوع المسيح الذي أرسلتَه". أن يعرفوك بمعنى أن يدخلوا في شركة المحبّة معكَ إلى الأبد، "أنا فيهم وأنتَ فيّ... كما أنّك أنتَ، أيّها الآب، فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا" (يو 17: 23، 21). هذا في ما خصّ الخلود. أمّا في ما خصّ عدم الخلود، أو الموت، فلا يعني، عندنا، الفناء بل ما أسماه الربّ يسوع نفسه "عذاباً أبدياً" (مت 25: 46) إذ يُلقَى فاعلو الظلم (لو 13: 27) في "النار التي لا تُطفأ حيث دودهم لا يموت" (مر 9: 45 ? 46)، في "الظلمة الخارجية. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (مت 8: 12 ? 13). الحياة الأبدية، من جهة طبيعة الإنسان، هي نعمة من فوق، فيما الموت هو ناتج انصراف الإنسان عن الله. لذا ليس الموت من صنع الله (حك 1: 13). موت الإنسان أتى به الإنسان على نفسه بعدما انقطع عن ربّه لما عصاه. طبعاً ما أراده الله للإنسان، منذ البدء، كان أن يشترك، بالنعمة، فيما لله، أي في الحياة الأبدية. لكنّ الله جعل تحقيق مبتغاه للإنسان رهناً بإرادة الإنسان نفسه، بحرّيته. الإنسان كان قادراً على أن يَقبل عطيّة الله وقادراً على أن يرفضها. الحياة والموت معاً كانا في يده: الموت إذا نبذ الوصيّة وعصى الله، والحياة إذا حفظ الوصيّة وأطاع الله. من هنا أهميّة الوصيّة الإلهية وطاعة الله. وصيّة الله لآدم كانت هذه: "من جميع شجر الجنّة تأكل أكلاً. أما شجرة معرفة الخير والشرّ فلا تأكل منها لأنّك يوم تأكل منها موتاً تموت" (تك 2: 16 ? 17). أولاً علينا أن نُدرك أنّ شجرة معرفة الخير والشرّ كانت خيراً (القدّيس يوحنّا الدمشقي) طالما الله أبدعها. لكنْ يبقى السؤال مطروحاً طبعاً: إذا لم يشأ الربّ الإله لآدم أن يأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ فلماذا جعلها في الجنّة أمام عينيه؟ ألم تكن فخّاً له؟ كلا أبداً! وجود شجرة معرفة الخير والشرّ في الجنّة كان أمراً طبيعياً لأنّ الله خلق الإنسان حرّاً. الحرّية تتضمّن، فيما تتضمّن، أن يكون في وسع صاحبها أن يعرف الخير والشرّ. قمّة الحرّية، في الحقيقة، أن تعرف الشرّ وتنبذه وتتمسّك بالخير. هذا لأنّ الحرّية لا تتحقّق إلاّ في الخير، أما في الشرّ فتضيع لأن "مَن يعمل الخطيئة هو عبد للخطيئة" (يو 8: 34). أوصى الربّ الإله آدم أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشرّ لا لأنّه لم يُردْه أن يأكل منها بالمطلق بل لأنّ آدم كان، بادئ ذي بدء، وفق ما يُفيدنا به آباء الكنيسة، في حال الطفولة الروحيّة. بتعبير القدّيس ثيوفيلوس الأنطاكي "كان طفلاً"، وبتعبير القدّيس إيريناوس الليّوني "كان خُلُقياً غير كامل". وقد أعطاه الربّ الإله وصيّة أن لا يأكل من الشجرة بقصد حمايته منها إذا ما خطر بباله أن يتناول من ثمارها قبل الأوان. ثمّ اللهُ لا يُعامِل الإنسان، بعدما خلقه حرّاً، بالإكراه، بل بالإيعاز، بالوصيّة. الله المحبّة لا يَفرض نفسه فرضاً. كان لا بدّ لآدم أن ينمو، أولاً، في النعمة والقامة الروحيّة، في طاعة الله ومحبّته. فقط إذ ذاك يصير بإمكانه أن يأكل من الشجرة دون أن يتأذّى. هنا يُشار، كما يُبدي آباؤنا (القدّيس ثيوفيلوس، القدّيس يوحنّا الدمشقي...)، إلى أنّ السقوط مردّه لا أَكْلُ آدم من الشجرة الحرام بل عصيانُه لله، مخالفته للوصيّة. هذا وحتميّة الأكل من الشجرة، في الوقت المناسب، يتضمّن، استنتاجاً، أنّ الإنسان، متى نما في الروح، يصير قادراً على أن يعرف ما هو الشرّ، في عمقه الكياني، دون أن يختبره. طبعاً هذا غير ممكن بشرياً، لكن الروح هو الذي يجعل الأمر ممكناً. بهذا المعنى القدّيسون الذين امتلأوا من روح الربّ هم أكثر الناس معرفة بماهية الخطيئة وعمقها الكياني. هناك معرفة للخطيئة كفعل، هذه لم يكن آدمُ قبل السقوط ليعرفَها لو أقام في الطاعة لله. وهناك معرفة للخطيئة في عمقها الكياني، في بُعدها الروحي، هذا بالذات ما كان قد تسنّى لآدم أن يعرفه لو حفظ نفسه بالوصيّة، وبمعرفته له كان لُصوقُه بالخير لِيَقوى وانشدادُه لربّه ليتعزّز. هكذا كانت حرّيته، في الحقيقة، لِتتحقّق وتكتمل، من حيث إنّ تمام الحرّية هو الخيار الكياني العميق لحقّ الله ومحبّته بإزاء الشرّ في الكيان والكون. كلامنا أعلاه يتضمّن أنّ الله نفسَه يعرف المضمون الروحي للشرّ دون أن يختبر الشرّ كفعل وإلاّ ما كان خلَق الإنسان حرّاً ولا خلَق له شجرة معرفة الخير والشرّ. دليلنا على ذلك ذوق الربّ يسوع المسيح للموت. لم يعرف الربّ يسوع الخطيئة، لكنّه عرف عمقها الكياني المتمثِّل في الموت. لذا ذاق الموتَ كإنسان وعرف عمق الموت في الكيان بروحه دون أن يذوق الموتَ كإله، حيث إنّ الله منزّه عن الموت. هذا يأتي بنا إلى موضوع الطاعة. لِمَ الطاعة أساسية لدخول الإنسان الحياة الأبدية؟ هناك، في الحقيقة، نوعان من الطاعة: الطاعة الخارجية والطاعة الداخلية. الطاعة الخارجية تكون متى قال لك أحد، لغاية في نفسه، تعال إلى هنا فتأتي. اذهب إلى هناك فتذهب. افعل هذا فتفعله. لا تفعل ذلك فلا تفعله. الطاعة الخارجية، إذاً، تكون لآخر يأمرك جاعلاً إياك أداة له. أما الطاعة الداخلية فتكون متى أوصاك آخرُ، حرصاً عليك ومحبّة بك، بما هو خير لك. من ذلك مثلاً طاعتك للطبيب في ما يوصيك به بشأن صحّتك، وطاعتك للميكانيكي في ما يوصيك به بشأن سيارتك. كلّما كان طبيبك قديراً كلّما استدعى ذلك أن تكون طاعتك له أعظم. الطاعة الكاملة تكون لله. لماذا؟ لأنّه هو العارف تماماً بك وبما يناسبك. الله لا يأتيك كغريب عنك بل كأقرب من نفسك إليك. ولا يوصيك إلاّ بما هو خير لك. مشيئته أن تكون لك حياة أبدية. وأنت متى أطعته حقّقت لنفسك الخير الذي يريده لك. من هنا كون حياة الإنسان، في العمق، من طاعته لله ولا حياة له من غير طاعة. هذا والقول صحيح إنّ الإنسان لو أطاع الله، بدءاً، لما ذاق الموت وعرف الفساد. طاعته لله، قبل السقوط، هي أعطته المناعة الروحيّة. حفظته في كنف الله، في النعمة، في الحياة. فلمّا عصى الإنسانُ الله سقط وكان سقوطه عظيماً! |
||||
08 - 08 - 2014, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 4922 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مجنون يحكي وعاقل يسمع الخوري بطرس الزين طرد الشياطين وغرق الخنازير من انجيل متى -8-28: ولما وصل يسوع إلى الشاطئ المقابل في ناحية الجدريـين استقبله رجلان خرجا من المقابر، وفيهما شياطين. وكانا شرسين جدا، حتى لا يقدر أحد أن يمر من تلك الطريق. فأخذا يصيحان: ((ما لنا ولك، يا ابن الله؟ أجئت إلى هنا لتعذبنا قبل الأوان؟)) وكان يرعى بعيدا من هناك قطيع كبـير من الخنازير، فتوسل الشياطين إلى يسوع بقولهم: ((إن طردتنا، فأرسلنا إلى قطيع الخنازير)). فقال لهم: ((اذهبوا! )) فخرجوا ودخلوا في الخنازير، فاندفع القطيع كله من المنحدر إلى البحر وهلك في الماء. فهرب الرعاة إلى المدينة وأخبروا بما حدث وبما جرى للرجلين اللذين كان فيهـما شياطين. فخرج أهل المدينة كلهم إلى يسوع. ولما رأوه طلبوا إليه أن يرحل عن ديارهم. مجنون رح يحكي : كورة الجرجسيين : تحيطها مقابر . والحراس عند اسوارها أموات. وبيوتها قبور. وحتى الأحياء فيها مجانين. يدخل الرب كورة الجرجسيين . فيستقبله مجنونان. قد تكون بلداتنا واحياءنا هي كوره بصورة من الصور. هناك بلدات يحيطها موت وبيوتها مقابر وسكانها مجانين واموات بالخطايا . حتي في مخاطبتهم الرب يكونون بلا فهم ، انهم مجانين . يعارضونه ، يحتجون ويرفعون الصوت بوقاحة ! : ماجاء بك الآن ؟ الزمان زماننا، وانت موعدك في النهايات لتأتي وتحاسب. هذه حياتنا ، نحن رعاة خنازير . الخطيئة خنزيراً تلهث خلف الوسخ وتقتات من البقايا. ونحن نستلذها . تستهوينا الخطيئة ونستلطف القباحة ونستلذ بالدنس. غريب جنون البشر. حين يرفض الإنسان النقاوة والسلام ، ويرتمي في احضان الخطايا ودنسها. المجد لمن قال ويقول : من له اذنان للسمع فليسمع . ليت من له الفهم ان يفهم ، والعقل لأن يعقل ، والبصيرة لأن يبصر الصورة التي نستخلصها من انتحار الخنازير ! الخنازير لم تحتمل دخول الشيطان فيها فإنتحرت فوراً ! لم تحتمل الشرير لساعة واحدة ! أو دقيقة واحدة ! ففضلت الموت على الحياة مع الشرير! هذه صفعة لكل من تمرغ ولم يزل بالخطيئة ، حين نرى ان الخنازير اكثر حرصاً على حياتها من كثيرين من البشر الذين يهرولون نحو الشرير بأرجلهم ، ويتلذذون بالعيش في قباحة الخطايا والشرور! لشهور وسنوات وعمراً كاملاً !. من يمكنه ان يخرجنا من جرجسيتنا وكورتنا المدمرة سوى يسوع ؟ يجتاحنا الجنون، والخلافات والمشاجرات والصراخ والسلب والقتل. الجنون يستوطن مفارقنا وحياتنا. والمسيح ابن الله عند المشارف ، فمن يستقبله بعقله وقلبه وروحه ؟ ومن يريد ان يتحرر من خنزيريته وقباحته ؟. يسوع هناك عند مشارف مدينتنا وبلدتنا وحارتنا وبيتنا وشهواتنا ، فمن مستعدٌ للقاء المسيح ؟ المجانين لا يعلمون انهم مجانين . والموتى لا يخجلون من القبور ولا تنفرهم رائحة الموت والنتانة لأنهم فقدوا هبة الحواس الخمس. الرب آتٍ ليشفينا ، لينتشلنا من موت الخطايا . ليعيد الينا كرامتنا وليس ليدعونا إلى الإنتحار. بل جاء ليقودنا إلى الحياة ، والحياة مع الله بالكرامة والمجد. ... خرجت المدينة كلها للقاء يسوع . انهم البقية من مجانين هذه المدينة . خرجت المدينة كلها للقاء يسوع . ولكن لتقول له : ابتعد عن تخومنا , ولا نريدك بيننا . نحن رعاة خنازير مرتاحون الى خطايانا . لقد خاوتنا الخطيئة وصارت منا ونحن اليها . مزروعة في اللحم والعظم ، منها حاجتنا وقوت حياتنا . خنازير ؟ وإن يكن مالنا ولك يايسوع يابن الله ؟! . اتركنا ! ارحل إلى مدينتك ، فليس لك موطئ قدمن عندنا . إنه الإنتحار . الخنازير ماتت في البحر ولكن الشيطان مازال يسكن تلك الكورة المجنونة ، ويبحث عن خنازير اخرى . يارب يامن سربلت جبلتنا الترابية بحلة محبتك وجعلتنا منائر للروح الأزلي ، وملأتنا من هباتك وعطاياك حتى الدم . قدنا يارحيم اليك ، واضرب فينا كل حيوانية وشهوة ترعانا وتزللنا وتمرغنا بحمأتها، وترمينا عراة من اي فخر. أخرِج منا كل روح ضعف ، طهرنا بالتوبة اليك . فما اجمل البوح لعينيك ، وارتمي عند قدميك لأقول : يارحيم ارحمني يا الله بعظيم رحمتك وبكثر رأفتك امح مآثمي اغسلني .. |
||||
08 - 08 - 2014, 01:53 PM | رقم المشاركة : ( 4923 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإيمان العملى للقمص ميخائيل جرجسباسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين مقدمة قد نسأل أحد الأشخاص : هل تؤمن بالمسيح ؟ يرد بسرعة : طبعاً أؤمن أقول له : هل إيمانك هذا نظرى أم عملى ؟ يرد قائلاً لا أفهم ما تقصد أقول له : هل صلتك بالمسيح قوية أم سطحية ؟ يجيب قائلاً : طبعاً قوية أقول له : هل تصلى مثلاً باستمرار .. أم متقطع ؟ يجيب قائلاً : الحقيقة إن وقتى ضيق، وعندما يكون لدى وقت أصلى أقول له : إذن صلتك بالمسيح سطحية، وإيمانك نظرى يجيب قائلاً : ماذا تقصد ؟ أقول له : أنت تعترف فقط بالمسيح، ولكن لا تعمل أعمال المسيح الذى أوصى بها .. أنت تؤمن إيماناً نظرياً، ولكن إيمانك ليس عملياً .. القديس يعقوب الرسول يقول " أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ إن كنت تؤمن بالمسيح، فهل تحبه ؟ وإن كنت تحبه هل تتكلم معه ؟ إن الصلاة هى صلة بين اثنين .. أى بين الله والناس، فالذى يحب الله يصلى له دائماً وبدون انقطاع (يع2: 19) داود النبى يقول " سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي النَّهَارِ سَبَّحْتُكَ عَلَى أَحْكَامِ عَدْلِكَ. حَفِظَتْ نَفْسِى شَهَادَاتِكَ وَأُحِبُّهَا جِدّاً كان داود النبى يحب الله من كل قلبه لذلك يسبح الله ويصلى إليه طول النهار، وبعض أوقات من الليل لذلك يقول "... بِاللَّيْلِ تَسْبِيحُهُ عِنْدِى صَلاَةٌ لإِلَهِ حَيَاتِى الإيمان النظرى هناك إيمان نظرى يشرحه القديس يعقوب الرسول فيقول " مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِى إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ ؟ هَـلْ يَقْـدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ ؟. إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْـتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُـوتِ الْيَوْمِيِّ،. فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: « أمْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟. هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَـهُ أَعْمَـالٌ، مَيِّتٌ فِى ذَاتِهِ. لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: « أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِى إِيمَانِى" وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ ؟ أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْـحَقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ ؟. فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ. وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: « فَآمـَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِىَ خَلِيلَ اللَّهِ. تَرَوْنَ إِذاًأَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَـرَ ؟. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَـدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ الإيمان العملى لذلك وضح لنا المسيح الإيمان العملى .. أى الإيمان العامـل بالمحبة فى إنجيل متى، وعلى أساسه يكون محاسبة الناس فى اليوم الأخير فيقول " وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِى مَجْـدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِـينَ مَعَهُ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى (مز119: 164، 167). (2)-(مز42: 8). (3)-(يع2: 14- 26) إبراهيم يقدم ابنه اسحق ذبيحة لله كُرْسِىّ مَجْدِهِ. وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ الشُّعُوبِ فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِى الْخِرَافَ مِنَ الْجِدَاء. فَيُقِيمُ الْخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالْجِدَاءَ عَنِ الْيَسَارِ. ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ : تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِى رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيـسِ الْعَالَمِ.لأَنِّى جُعْـتُ فَأَطْعَمْتُمُونِى. عَطِشْـتُ فَسَـقَيْتُمُونِى. كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِى.عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِى. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِى. مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَىّ. فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ: يَارَبُّ مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ أَوْ عَطْشَاناً فَسَـقَيْنَاكَ ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَـوْنَاكَ؟. وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ ؟. فَيُجِيبُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِى هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِى فَعَلْتُمْ. « ثُمَّ يَقُولُ أَيْضاً لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّى يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِه .."(1).. لأنهم لم يفعلوا كالأبرار الغنى ولعازر لذلك ذهب الغنى إلى الجحيم لأنه لم يطعم لعازر الملقى على باب قصره، ولم يضمد جروحه .. كما يقول القديس لوقا " كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَُرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهاً. وَكَانَ مِسْـكِينٌ اسْـمُهُ لِعَازَرُ الَّذِى طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوباً بِالْقُرُوحِ. وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِى وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضاً وَدُفـِنَ. فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِى الْهَاوِيَةِ وَهُـوَ فِى الْعَذَابِ وَرَأَى إِبْرَاهِـيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَـازَرَ فِى حِضْنِهِ. فَنَادَى: يَا أَبِى إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِى وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِى لأَنِّى مُعَـذَّبٌ فِى هَذَا اللهِيبِ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِى اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِى حَيَاتِكَ وَكَذَلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّب السـامرى وفى المقابل يذكر لنا الإنجيل تعليم المسيح عن المحبة "وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً « يَا مُعَـلِّمُ مَاذَا أَعْمَـلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ ؟». فَقَالَ لَهُ « مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِى النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ ؟ (مت25: 31- 41). (2)- (لو16: 19- 25) الغنى ولعازر فَأَجَابَ « تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». فَقَالَ لَهُ « بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَـذَا فَتَحْيَا». وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُـوعَ: « وَمَنْ هُوَ قَرِيبِى ؟». فَأَجَابَ يَسُوعُ « إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَـلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَـعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِى تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَكَذَلِكَ لاَوِىٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَـاءَ وَنَظَرَ وَجَـازَ مُقَابِلَهُ. وَلَكِنَّ سَـامِرِيّاً مُسَـافِراًجَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ. فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. وَفِى الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْـرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُـنْدُقِ وَقَالَ لَهُ : اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِى أُوفِيكَ. فَأَى هَـؤُلاَءِ الثَّلاَثَـةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِى وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟ ». فَقَالَ « الَّذِى صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمةَ ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هَكَذَا فالله يريد الإيمان العامل بالمحبة، فالسامرى تحنن أى أحب المصاب ثم اعتنى به وضمد جراحه وأدخله فندق لكى يستريح، دافعاً من جيبه كل نفقات الفندق .. وهـذه كلها من أعمال الرحمـة الذى ذكرها السيد المسيح، والتى سيحاسب الإنسان عليها عوائق الإيمان هناك عوائق للإيمان أى عدم تصديق وعود الله، فاقول هل من الممكن شفاء المريض ذو المرض المستعصى ؟! وأنسى أن الله قادر على كل شئ .. سنذكر بعض عوائق الإيمان الشـك (أ)- التينة : يذكر لنا إنجيل متى " وَفِى الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ. فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِى الْحَالِ. فَلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذَلِكَ تَعَجَّبُوا قَائِلِينَ « كَيْفَ يَبِسَتِ التِّينَةُ فِى الْحَالِ ؟( لو10: 25- 37) السامرى الصالح فَأَجَابَ يَسُوعُ « اَلْحَقَّ أَقُـولُ لَكُمْ إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَشُـكُّونَ فَلاَ تَفْعَلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَقَطْ بَلْ إِنْ قُلْتُمْ أَيْضاً لِهَذَا الْجَبـَلِ انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِى الْبَحْـرِ فَيَكونُ. وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِى الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ (ب)- وسط البحر : ويذكر لنا الإنجيل أيضاً أن التلاميذ كانوا فى السـفينة " ... فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِى وَسَطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. وَفِى الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِـياًعَلَى الْبَحْرِ. فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ مَاشِـياًعَلَى الْبَحْرِ اضْطَرَبُوا قَائِلِينَ « إِنَّهُ خَيَالٌ ». وَمنَ الْخوْفِ صَرَخُوا!. فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: « تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا ». فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: « يَا سَـيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِى أَنْ آتِى إِلَيْكَ عَلَى الْمَـاءِ ». فَقَالَ « تَعَالَ ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السّـَفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِى إِلَى يَسُوعَ. وَلَكِنْ لَمَّا رَأَى الرِّيحَ شَدِيدَةً خَافَ. وَإِذِ ابْتَدَأَ يَغْرَقُ صَرَخَ: « يَا رَبُّ نَجِّنِى».فَفِى الْحَالِ مَدَّ يَسُوعُ يَدَهُ وَأَمْسَكَ بِهِ وَقَالَ لَهُ « يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ لِمَاذَا شَكَكْتَ؟». وَلَمَّا دَخَـلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ. وَالَّذِينَ فِى السَّـفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ « بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ (ج)- تومـا : لذلك عندما شك توما فى قيامة المسيح من الأموات عندما قال لـه " فَقَالَ لَهُ التّلاَمِيذُ الآخَرُونَ « قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ». فَقَالَ لَهُمْ « إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ وَأَضَعْ إِصْبِعِى فِى أَثَرِ الْمَسَـامِيرِ وَأَضَعْ يَدِى فِى جَنْبِهِ لاَ أُؤمِنْ فجاء المسيح خصيصاً ليثبت إيمان توما ويزيل الشك من قلبه.. لذلك يقول لنا القديس يوحنا " وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تلاَمِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ وَوَقَفَ فِى الْوَسَطِ وَقَالَ « سـلاَمٌ لَكُمْ ». ثُمَّ قَالَ لِتُومَـا « هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَىَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِى جَنْبِى وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً ». أَجَابَ تُومَا: « رَبِّى وَإِلَهِى ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ « لأَنَّكَ رَأَيْتَنِى يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا (مت21: 18- 22). (2)- (مت14: 24- 33) (يو20: 25). (4)- (يو20: 26- 29) ففى الحال مد المسيح يده وأمسكه وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت ؟ زعزعة الإيمان إن الشيطان قد يزعزع الإيمان فى بعض الأوقات .. لذلك يقول القديس بطرس الرسول " اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائرٍ، يَجولُ مُلْتَمِساًمَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِى الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هَـذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِى الْعَالَمِ. وَإِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِىِّ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسـِيراً، هُـوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ (1بط5: 8- 10) ويقول القديس بولس الرسول " وَلَكِنْ شُكْراًلِلَّهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. إِذاً يَا إِخْوَتِى الأَحِبَّاءَ كُونُوا رَاسِـخِينَ غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ مُكْثِرِينَ فِى عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِى الرَّبّ ويقول أيضاً داود النبى "جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِى فِى كُلِّ حِينٍ. لأَنَّهُ عَنْ يَمِينِى فَلاَ أَتَزَعْزَع أقول هذا لأنه يوجد بعض الناس عندما تأتيهم التجارب يتزعزع إيمانهم .. وقد حدث هذا مع بعض تلاميذ المسيح، فعندما كان يتكلم عن جسده أنه " لأَنَّ جَسَدِى مَأْكَلٌ حَقٌّ وَدَمِى مَشْرَبٌ حَقٌّ. مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِى وَيَشْـرَبْ دَمِى يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ .. مِنْ هَذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلاِثْنَىْ عَشَرَ «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً تُرِيدُونَ أَنْ تَمْضُوا ؟» فَأَجَابَهُ سِـمْعَانُ بُطْرُسُ « يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ ؟ كلاَمُ الْحَـيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ. وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا وَعَرَفْنَا أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَىِّ وقبل القبض على المسيح " وَقَالَ الرَّبُّ: « سِمْعَانُ سـِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَىْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ !. وَلَكِنِّى طَلَبْتُ مِـنْ أَجْـلِكَ لِكَىْْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ. وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ ففى التجارب يزعزع الإيمان لذلك كان يقول المسيح دائماً للتلاميذ "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِى تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ» فعند القبض على المسيح معظم التلاميذ هربوا ماعدا بطرس ويوحنا " وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ وَكَانَ ذَلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفاًعِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِى كَانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيـسِ الْكَهَنَةِ وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ محبة العالم إن كثير من الناس يضعف إيمانها نتيجة إنشـغالها بالعالم، ومحبة العالم لذلك (1كو15: 57، 58). (2)- (مز16: 8) (يو6: 55، 68، 69) (4)- (لو22: 31، 32) (مت26: 41). (6)- (يو18: 15، 16) قال السيد المسيح لتلاميذه " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِى فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِى. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءًعَنْ نَفْسِهِ ويقول القديس يوحنا الرسول "لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِى فِى الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسـَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِى الْعَالَمِ شَـهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِى وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِى يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ" ديماس لذلك يقول القديس بولـس الرسول " أَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِى اذْ أحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ الشاب الغنى الشــاب الغــنىويروى لنا الإنجيل المقدس قصة الشاب الغنى الذى أراد أن يرث الحياة الأبدية فقال له المسيح أنت تعرف الوصايا " قَالَ لَهُ الشَّابُّ « هَذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِى. فَمَاذَا يُعْوِزُنِى بَعْدُ ؟». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَكُونَ كَامِلاً فَاذْهَبْ وَبِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْـطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِى السَّـمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِى». فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ الْكَلِمَةَ مَضَى حَزِيناً لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَالٍ كَثِيرَة فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ قَدْ حَزِنَ قَالَ « مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ الله فَتَحَـيَّرَ التَّلاَمِيذُ مِنْ كَلاَمِهِ. فَقَالَ يَسُـوعُ أَيْضاً « يَا بَنِيَّ مَا أَعْسـَرَ دُخُـولَ الْمُتَّكِلِينَ عَلَى الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّه0 خاتمة وبعد أن أثبت لنا المسيح محبته العملية بأن بذل ذاته عنا .. اسأل نفسى هذه الأسئلة : هل أعطف على اخوتى المسكين ؟ (مت16: 24، 26). (2)- (1يو2: 15- 17) (2تى4: 10). (4)- (مت19: 16- 20)، (مر10: 17- 31) ( لو18: 18- 30). (5)- (لو18: 24) (مر10: 24) هل أزور المرضى والمحبوسين ؟ هل أهتم بالأرامل واليتامى والمعوزين ؟ هل أستجيب لكل من يطلب منى خدمة فى حدود إمكانياتى ؟ هل أضع نفسى تحت خدمة الكنيسة، وألبى كل من يكلفنى بعمل المحبة ؟ هل أعزى الحزانى وأصلى من أجل المحتاجين ؟ أم أقفل على نفسى وأقول ليس لى علاقة بالآخرين وأصبح إنساناً أنانياً يحـب ذاته فقط، ولا يساعد أخوته فى الإنسانية .. إن قيامة المسيح من الأموات تجعلنا نقوم من غفوتنا، ونقيم الآخرين معنا بشتى الطرق، لكى يحق لنا أن نقول بإيمان عملى المسـيح قام .. بالحقـيقة قام |
||||
08 - 08 - 2014, 01:55 PM | رقم المشاركة : ( 4924 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأب و الأولاد للأب تيخون الزادونسكي " المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح"(يو6:3). الله لا يؤذي أحداً وهم يجب ألا يؤذوا أحداً. الله خيِّر مع الجميع، عليهم مثله أن يعملوا الخير مع الآخرين. يغفر الله خطايا التائبين، هكذا على المسيحيين أن يغفروا للناس زلاتهم. يكره الله الخطيئة هكذا عليهم أن يكرهوا الخطيئة ويتجنبوها. لأن الله: " يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون"(اتيمو 4:2). يجد الأب الفرح في الأولاد والأولاد يرتاحون برجوعهم إليه، هكذا الأب السماوي يجد الفرح في النفوس المؤمنة والنفوس المؤمنة تفرح فيه" قلبي وجسمي يهتفان بالإله الحي"(مز2:84). يطلب الأولاد من أبيهم كل ما يريدونه، لكن الآب لا يعطيهم كل شيء، بل ما هو ضروري ونافع لهم فقط، هكذا يعمل المسيحيون إذ يطلبون من أبيهم السماوي كل شيء، لكنه لا يعطيهم كل شيء، بل فقط الضروري و النافع لهم. يتصرف الأولاد باحترام تجاه أبيهم، لا يتكلمون ولا يعملون ما هو غير لائق، هكذا أيضاً على المسيحيين أن يسلكوا بخوف وتوقير أمام الله الكلي القدرة والكلي المعرفة، يجب ألا يعملوا أو يتكلموا أو يفكروا بأمور غير لائقة. يحضِّر الأب ميراثاً لأولاده والله محضِّرٌ ميراث الحياة الأبدية وملكوت السماوات للمسيحيين. يعطي الأب أولاده ميراثهم في الوقت المناسب، وهكذا الله، عندما يأتي الوقت المناسب، سوف يعطي المسيحيين ميراثهم وسوف يريحهم قائلاً: " تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم"(مت34:25). يتخلى الله عن الابن المتقلب، الذي لم يتحسن بعد عدة تأديبات، إنه يحرمه من الميراث ويتركه ليعيش كما يشاء، وهكذا الآب السماوي أيضاً، يتخلى عن المسيحيين الغير قابلين للإصلاح و الرافضين الاهتمام به(الله). |
||||
08 - 08 - 2014, 01:56 PM | رقم المشاركة : ( 4925 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمات للروح للأب بورفيروس 1- التواضع و الكآبة: قال لي الشيخ يوماً: "العقدة النفسية شيء، والتواضع شيء آخر. الكآبة شيء، والتوبة شيء آخر".... على الإنسان المسيحي أن يتحاشى العبادة المرضية: بقدر ما يبتعد عن الشعور بفضيلته (الكبرياء)، فليبتعد بالقدر نفسه عن الشعور بدناءة خطيئته. زارني مرةً طبيب نفسي كان ينتقد المسيحية لأنها، على حد قوله، تسبب شعوراً بالذنب والكآبة. أجبته: أنا مقتنع بأن بعض المسيحيين يقعون في فخ الشعور بالذنب من جراء أخطائهم أو أخطاء الآخرين لكن عليك أن تقبل بأن الأشخاص العالميين يقعون في فخ مرض أسوء وهو الكبرياء. الشعور بالذنب يزول، بالقرب من المسيح، بالتوبة والاعتراف، أما كبرياء الأشخاص العالميين الذين يعيشون بعيداً عن المسيح فلا يزول". بتحديدات الشيخ هذه، توضحت لي بعض التساؤلات بخصوص بعض المشاكل النفسية في الحياة المسيحية. فهمت أن الشيخ أرادنا أن نهرب من الكبرياء المتخفية في فضيلة تبرير الذات "الفريسية المسيحية" أو إدانة الذات المسيحية من ضمير يرهب الخطيئة. ورأيت جسارة الذين يشعرون بأنهم"أنقياء"، وجبن الذين يشعرون أنهم "مذنبون" لا يختلفان جوهرياً، وأنهما وجهان لعملة واحدة ألا وهي الكبرياء. لأن المؤمن الحقيقي يتحرر من الشعور بالذنب بالاعتراف والغفران ويفرح بتلك الحرية التي منحه تلك الحرية التي منحه إياها المسيح. 2-الراهب: مرةً كان الشيخ يتمشى في الغابة فالتقاه أحد الأساقفة. وعندما علم أنه راهب، شكا له بأنَّ الرهبان يتركون لهم الجهاد الاجتماعي المسيحي، ويلوذون بالهرب إلى الجبال مهتمين فقط بخلاص نفوسهم. كان الشيخ يسمع وهو منحني الرأس. ولما توقف الأسقف عن الكلام قال له: "أيها السيد، أنتم تتكلمون وكلماتكم تذهب من أفواهكم إلى أذن الناس. أما الرهبان فيتكلمون وكلماتهم تذهب أولاً إلى أذن الله، وبعد ذلك تصل إلى آذان الناس". وكلمات الشيخ تذكّر بجملة قالها أحد الآثوسيين: "ليست المسألة بوجود الراهب قريباً منا، بل قريباً من الله، لأنه بمقدار ما يقترب من الله، بقدر ما يصير قريباً منا". 3- ساعة الموت- المجيء الثاني: كنت يوماً في قلايته، فسألته: أيها الشيخ، يجري كلام كثير عن الرقم 666، وعن اقتراب مجيء المسيح الدجال- كما يؤكد البعض بأنه قد أتى- وعن الوشم الالكتروني في اليد اليمنى أو الجبهة، وعن تصادم المسيح مع ضد المسيح وحقِ هذا الأخير عند المجيء الثاني. فماذا تقول أنت عن هذا كله؟ أجاب الشيخ: "ماذا أقول؟ أنا لا أقول بأني رأيت العذراء، و بأنه ستجري حرب وأمور أخرى كهذه. أعرف أن المسيح الدجال سيأتي، وأن مجيء الرب الثاني سيتم، و لكن متى لا أعرف. غداً، بعد ألف سنة، لا أعرف. ومع ذلك لا أشغل بالي بها و لا أقلق، لأني أعرف أن ساعة موت كل واحد منا هي مجيء الرب الثاني، وهذه الساعة هي قريبة جداً. 4-عندما نتقدس نحن:كنا والشيخ يوماً في السيارة. ولحظت في وقت ما أننا نمر أمام أبنية لجماعة من شهود يهوه. شعرت بالحزن والسخط يغمرانني بسبب العمل المفسد الذي يقوم به هؤلاء المبتدعون الذين عوض أن يتوبوا عن خطاياهم، يجاهدون كي يزعزعوا إيمان الناس بالمسيح، إيمان أنفس "مات المسيح من أجلها" و قام. كان الشيخ صامتاً. وبلحظةٍ فكرت في نفسي: تُرى، ألا يسخط على رؤيته هؤلاء البشر وأعمالهم؟ لكن في الحال سمعت الشيخ يقول: "ليرحم الله هؤلاء الأشقياء، شهود يهوه الكاذبين. بعض المسيحيين يسخطون عليهم، آخرون يتشاجرون معهم ويحنقون عليهم، وآخرون يشكونهم إلى المحاكم. بينما لا يُحَارَبون هكذا. أتعلمون كيف يُحَارَبون؟ عندما نتقدس نحن." |
||||
08 - 08 - 2014, 01:57 PM | رقم المشاركة : ( 4926 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الدينونة الاب بطرس الزين وكانت هذه المرحلة ما بين التحضير والإستعداد ، وبين الدخول في الرحلة إلى الفصح ، وكأنها ملخَّصٌ عن مسيرة الحياة كلها ، مابين الولادة أي ولادتنا وعبور الموت والإنتقال إلى القيامة والفصح الأخير . اليوم يقول الرب للعابرين الى مسيرة الصوم الكبير والرحلة إلى القيامة وملاقاة المسيح القائم المنتصر . انكم لن تلِجوا إلى الفصح الحقيقي إن لم تحبوا بعضكم بعضاً كما احببتكم انا .هذا هو مفتاح خلاصنا ، إن نحن احببنا بعضنا بعضاً. ولكن كيف واية محبة هذه ؟؟؟ يقول الرب وسشدد : محبة كالتي احببتكم بها . محبة بلا قيود ولا حواجز ، محبة غير مشروطة .ان تكون محبة مجانية بلا ثمن كما احببتكم انا يقول الرب . واليوم يقول لنا في الإنجيل : كيف تعبرون إليَّ وترحلون من حياتكم وماضيكم بما تظنونه صوماً ، وتريدون مشاركتي فرح القيامة ! وها أنا على ارصفة حاراتكم ومفارق بيوتكم وخلف نوافذ جيرانكم واخوتكم تتركوني عرياناً وجائعاً وغريباً وعطشاناً لمحبتكم ولم تلتفتو إليَّ!!! يا اخوتي : الصوم ليس خروج من العالم والتخلي عن العالم ، فنحن ما نزال في العالم .ونحن ملح الناس وخميرة خبز الناس . علينا ان نكون فرح الناس لأننا ممتلئين من فرح المسيح . انتم نور العالم يقول الرب ، ومن يرانا يجب ان ينظر الرب فينا ، لأننا نورا له وليس لأنفسنا . نحن مُخلصين بالمسيح نعم ولكن ليس لأنفسنا فقط ، بل لكي نحمل الخلاص للناس من حولنا ونقول لهم (تعال وانظر) نحن رسل المسيح وخدام كلمته نحن امة مقدسة وشعب كهنوتي . لأننا مدعوين أن نخدم اخوتنا البشر ونقودهم الى يسوع ليخلصوا معنا. فبهذا نعبر وبهذا نقوم مع المسيح . المؤمن الحقيقي لا ينتظر يوم العيد في الروزنامة ليفرح بالقيامة ، لأن كل يومٍ يعيشه في خدمة ومحبة الإخوة وتضميد جراح نفوسهم ، وتعزيتهم ومسح الكآبة عن وجوههم بكلمة المسيح . فإنه بهذا يحقق فصحه وقيامته وفرحة مع الرب الحيِّ والقائم في كل حين فينا ، بالفكر والقول والعمل . الفصح هو فصحٌ ابدي حدث في الزمان مرة وانتهى وصار زماننا فصحاً مستمراً وقيامة بيسوع . يكفي الرب أنه سُمِرَ مرة ، ومات مرة ، وقام من بين الأموات ووهبنا القيامة . يكفينا اننا صلبناه مرة وآن لنا أن نتعظَ من المرة الأولى . وكفانا صلبا له وموتاً له مع مطلع كل شمس، وغروب كل نهار . وفي كل شهرِ وسنة . حياتنا وعدم محبتنا هي جرح المسيح النازف أبداً . الإنقسامات والعداوات والبغض والفتور هم مسامير نغرزها في جسده الطاهر الغض في كل يوم . وبدل ان نضمد بتوبتنا جراحه ، ترانا نوغل حربة فتورنا واهمالنا في جنبه عميقاً في كل حين . (اذهبوا عني ياملاعين الى النار المعدة لإبليس وملائكته...) ليتنا ننتبه أن عدم المحبة والرحمة والمغفرة للأخ الآخر . توازي عدم الإيمان بيسوع المسيح والعكس صحيح !!! بمعنى ان هناك تلازم بين المحبة والإيمان بالمسيح . ولا يمكن الخلاص بواحدة منهما . بمعنى آخر أنه لايمكن الفصل بينهما ، لأنهما ترجمتين لمعنى واحد وهو الحياة الأبدية . ( عظيمٌ هو سر التقوى الله ظهر بالجسد ) لا يمكن لأحد مهما علا شأنه الروحي ومركزه الروحي ان يَخلُصَ وهو يدوس احد اخوته هؤلاء الجياع والعراة والعطاش إلى محبتنا جميعاً . ان كنا نريد العبور لنشترك في ملاقات المسيح من خلال الصوم الكبير ؟، علينا أن نصحب معنا اخوتنا هؤلاء الصغار، لأنهم احباء يسوع . هم يسوعنا المصلوب والمهمل في حياتنا . نحن لا ننتظر القيامة بعد انتهاء الصوم الكبير، لأن المسيح قام وهو قائمٌ اليوم، لكننا نحن نصنع قيامتنا اليوم وفي كل يوم بمحبتنا للآخر ، ونحمل هذا الحب معنا ، لنقدمه لرب المجد المنتصر على كل موت ولنقول له جميعنا: هذه حياتنا وهذه اعمالنا وهذه ضعفاتنا ، فكللنا بنصرك وقيامتك يارب وهبنا أن نكون لك شهوداً ، نحمل كلمتك زاداً معنا يوماً بعد يومٍ . وكلنا رجاء أن ينظرنا الربُ في ذلك اليوم المجيد ويقول لنا : إني اعرفكم يا مباركي ابي ،انتم اطعمتموني وسقيتموني وزرتموني . فنتذكر حينها أن الفقير الجائع في حيِّنا كان يسوع ، والأعمى كان يسوع ، والأجير عندنا والخادمة كانت يسوع . ايها الإخوة : ونحن نرفع غداً اللحم عن موائدنا تذكروا انها نصيب الفقراء . واذا رأيتم أو سمعتم ان فلان معوزٌ ، انتبهوا فقد يكون هذا يسوع الذي ترجون ان ترونه في كل حين آمين . |
||||
08 - 08 - 2014, 01:59 PM | رقم المشاركة : ( 4927 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التهاون + التهاون : هو اسلوب أو تصرف سلبى ، فى كافة المجالات الدينية ، أو الإجتماعية ، أو العلمية ، أو الدراسية ،" الأحمق يستهين بتأديب أبيه " ( أمثال 15 : 5) أو غيرها ، ويقود بالطبع لنتائج سلبية ضارة وخطيرة للنفس والناس . + ومن إخوته الإهمال والكسل والتراخى ، وعدم الجدية فى العمل ، والتأجيل بلا مبرر ، والتساهل فى فعل الشر ، وطاعة الشيطان وأهل السوء ، بدون التفكير فى النتائج الخطيرة جداًللإهمال ، والحوادث ، والأمراض المختلفة الناتجة عنه + وتساهُل الشباب فى قبول مشورات أصحابهم الأشرار ، يقود إلى تعلم عادات ضارة ( كالتدخين ، المخدرات ، المسكرات ) ، وتؤدى إلى العبودية ، والخطية والأمراض التى تُسرع بموت الشباب الفاسد ( جا 7 : 19 ) . + ومن الأمور الخطيرة ، التى يتهاون فيها الإنسان الغير حكيم ، عدم الإهتمام بمستقبله الأرضى والأبدى ، فيفشل فى الدنيا ، ويعانى الشقاء فى الآخرة . + وقال قداسة البابا شنودة الثالث : " الإنسان الأمين لا يتساهل مع أى خطية ، لأنها عداوة لله ، وتعد على قداسة الله " . + وقد حذرنا الكتاب المقدس من التهاون فى التعامل مع الخطايا التى تبدو للإنسان أنها تافهه ، مع أنها خطيرة جداً ، ولابد إذن من مقاومة الثعالب الصغيرة المُفسدة للكروم ، وعدم الإستهانة بأية عادة ضارة ، مهما كانت آثارها الصحية محدودة حالياً . + وقد تهاون أقارب لوط الأشرار ، فى سماع نصيحته ، وسخروا منها ، فاحترقوا مع كل سكان سدوم الفاسدين . + وتهاون كل الأشرار فى سماع كلمات نوح ، فهلكوا فى الطوفان. + وتهاون اليهود فى سماع نصيحة الرب يسوع ، فأحترقت أورشليم بالنار وتشتتوا فى كل أنحاء العالم المعمور . + ودعا صاحب العرس أصحابه ، ولكنهم تهاونوا فى قبول الدعوة، فحرموا من الملكوت . ( مت 22 ) . + وقال إشعياء عن بنى اسرائيل الأغبياء : " تركوا الرب ، أستهانوا بقدوس اسرائيل " ( إش 1 : 4 ) ، فتم سبيهم للعراق وفارس وخراب الهيكل المقدس ، والتشتت فى العالم . + وقال سليمان الحكيم : " حافظ الوصية ، حافظ نفسه ، والمتهاون بطرقه يموت " ( أم 19 : 16 ) أى يهلك بتهاونه وعدم حكمته وعدم أمانته !! وهو للأسف أمر شائع الآن !! + ويجب أن يكون المؤمن المسيحى جاداً ، وغير مُنقاد باستهتار للأشرار ، بل يقودهم بحسم وحزم نحو طريق الخلاص ، وقال القديس بولس الرسول لتلميذه الأسقف تيموثاوس:·" لا يستهن أحد بحداثتك ، بل كن قدوة للمؤمنين ، فى الكلام ، فى التصرف ( بحزم ) ، فى المحبة ، فى فرح الروح ، فى الإيمان ، فى الطهارة " ( 1 تى 4 : 12 ) . + وطلب القديس بولس الرسول من تلميذه تيطس ضرورة التكلم مع المؤمنين ليتمثلوا بالمسيح فى حمل صليب الألم من أجل العالم ، وعدم استهانة أحد بهذا الكلام : · " مُخلصنا يسوع المسيح ، الذى بذل نفسه لأجلنا ، لكى يفدينا من كل إثم ، ويُطهر لنفسه شعباً غيوراً ، فى أعمال حسنة ، تكلم بهذا ولا يستهن بك أحد " ( تى 2 : 13 - 15 ) . + فاحذر ( يا أخى / يا أختى ) من التهاون فى أمور حياتك الروحية والعملية ، لئلا تفشل فى حياتك على الأرض ، وتفقد مكانتك فى المجد الأبدى . |
||||
08 - 08 - 2014, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 4928 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا .. لليأس "استطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى " فلا تيأس ,لان اليأس حرب من حروب الشيطان, يريد بها ان يضعف معنوياتك . و يبطل جهادك , فتقع فى يديه . و اذا كنت تيأس من نفسك . فلا تيأس ابدا من نعمة الله . ان كان عملك لا يوصلك الى التوبة. فان عمل الله من اجلك. يمكن ان يوصلك. + و فى حياتك الروحية. احيانا يكون سبب اليأس هو وضع مثاليات فوق مستواك. او خطوات واسعة لا تتفق مع التدريج اللازم. و عندما لا يمكنك ادراك ما تريده. فانك تياس. لذلك: يحسن ان تضع امامك نظاما تدريجيا فى حدود قوتك و امكانياتك. و فى حدود ما منحك الله من نعمة. و اعلم ان الله لا يريد منك سوى خطوة واحدة فقط .فان خطوتها يقتادك الى غيرها و هكذا... و قد تيأس بسبب انك لا تستطيع ان تقف امام الله. الا اذا اصلحت حالك اولا. الافضل ان تقول له : لست استطيع ان اصلح نفسى اولا ثم اتيك. و انما اتيك لكى تصلحنى. + لا تيأس ان كنت تشعر انك لا تحب الله و لا تقل : ما الفائدة من كل اعمالى ان كنت لا احبه! قل : ان كنت لا احب الله. فانه يحبنى .و بمحبته يمكنه ان يجعلنى ان احبه . + ان كنت تستخدم الوسائط الروحية. و لا تشعر بصلة حقيقيه مع الله. فلا تيأس. اثبت فى القراءة الروحية حتى ان كانت بلا فهم .و اثبت فى الصلاة و ان كانت بلا حرارة. و فى الاعتراف و ان كان بلا انسحاق. ربما من اجل ثباتك تفتقدك النعمة. و تعطيك الفهم و الحرارة و الانسحاق. + مجرد ثباتك فى الوسائط الروحية. يجعل الله فى فكرك و لو بلا توبة . اما ان يئست و ابطلت هذه الوصايا فقد تنحدر الى اسفل و تنسى الله كلية. حتى لو كنت فى حالة ضعيفة . لا تياس خير لك ان تبقى حيث انت من ان يدفعك الياس الى اسوا + بالصلاة تشعر انك لست وحدك انما انت محاط بمعونة الهية و قوات سمائية و قديسون يشفعون فيك . لذلك تهدا نفسك و تطمئن. + لا بد ان تعلم انك فى يد الله وحده و لست فى ايدى الناس و لا فى ايدى التجارب و الاحداث و لا فى ايدى الشياطين. + عندما يرى الرب غيرتك و همتك و سعيك فىالصلاة يعطيك اياها. + الله ضابط للكل لا ينعس و لا ينام لا تظنه بعيدا فى مشاكلك انه يرقب كل شىء و يعمل لاجلك. |
||||
08 - 08 - 2014, 02:11 PM | رقم المشاركة : ( 4929 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شخصيات من الكتاب المقدس أبينا إبراهيم أبو الآباء الجزء الأول القس مرقس زكي =============== دعوة الله لإبراهيم Eهو رأس الأمة اليهودية وفخرها، وهو أبو المؤمنين جميعهم من اليهود والأمم.. يقول مُعلِّمنا بولس الرسول: "اعلَموا إذًا أنَّ الذينَ هُم مِنَ الإيمانِ أولئكَ هُم بَنو إبراهيمَ" (غل3: 7). ويقول أيضًا: "ليكونَ أبًا لجميعِ الذينَ يؤمِنونَ" (رو4: 11).Eوهو الذي سنتكيء في حضنه في فردوس النعيم.. فنصلي في أوشية الراقدين ونقول: (تفضل يارب أن تنيح نفوسهم جميعًا في أحضان آبائنا القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب...). Eهو خليل الله.. "وتمَّ الكِتابُ القائلُ: فآمَنَ إبراهيمُ باللهِ فحُسِبَ لهُ بِرًّا، ودُعيَ خَليلَ اللهِ" (يع2: 23). Eوهو حبيب الله كما ندعوه في الأجبية في قطع الساعة التاسعة: (لا تتركنا إلى الانقضاء... من أجل إبراهيم حبيبك...). نشأ أبونا إبراهيم - وكان اسمه أبرام - في عالم كان قد ابتعد كثيرًا عن طريق الله، وعَبَدَ آلهة وثنية، إلاَّ أن أبرام ظل محتفظًا بعبادة الله الإله الحقيقي.. ولذلك اختاره الله ليبدأ به تكوين شعب خاص يعبده، ويأتي المسيح من نسله. وكانت أول خطوة في هذا الأمر هي أن يخرجه من مكان الشر (أور الكلدانين)، فقال له الرب: "اذهَبْ مِنْ أرضِكَ ومِنْ عَشيرَتِكَ ومِنْ بَيتِ أبيكَ إلَى الأرضِ التي أُريكَ" (تك12: 1). ورغم غرابة هذا الطلب إلاَّ أن أبرام أطاع في ثقة وإيمان، وخرج من (أور الكلدانيين)، ومعه أبوه تارح وامرأته ساراي وابن أخيه لوط، وساروا حتى وصلوا إلى مدينة حاران، وفيها مات أبوه تارح. ويكرر الرب طلبه مرة أخرى فيطيع أبرام ويتجه إلى أرض كنعان، ويشرح لنا ذلك القديس اسطفانوس قائلاً: "ظَهَرَ إلهُ المَجدِ لأبينا إبراهيمَ وهو في ما بَينَ النَّهرَينِ، قَبلَما سكَنَ في حارانَ، وقالَ لهُ: اخرُجْ مِنْ أرضِكَ ومِنْ عَشيرَتِكَ، وهَلُمَّ إلَى الأرضِ التي أُريكَ. فخرجَ حينَئذٍ مِنْ أرضِ الكلدانيينَ وسكَنَ في حارانَ. ومِنْ هناكَ نَقَلهُ، بَعدَ ما ماتَ أبوهُ، إلَى هذِهِ الأرضِ التي أنتُمُ الآنَ ساكِنونَ فيها" (أع7: 2-4). وقد كان عمله هذا من أعمال الإيمان والطاعة.. ولما وصل كنعان أقام فى شكيم عند (بلوطة مورة)، وهناك ظهر له الرب ثانية وقال له: لنسلك أعطي هذه الأرض. فبنى أبرام مذبحًا للرب.. "واجتازَ أبرامُ في الأرضِ إلَى مَكانِ شَكيمَ إلَى بَلّوطَةِ مورَةَ. وكانَ الكَنعانيّونَ حينَئذٍ في الأرضِ. وظَهَرَ الرَّبُّ لأبرامَ وقالَ: "لنَسلِكَ أُعطي هذِهِ الأرضَ". فبَنَى هناكَ مَذبَحًا للرَّب الذي ظَهَرَ لهُ. ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هناكَ إلَى الجَبَلِ شَرقيَّ بَيتِ إيلٍ ونَصَبَ خَيمَتَهُ. ولهُ بَيتُ إيلَ مِنَ المَغرِبِ وعايُ مِنَ المَشرِقِ. فبَنَى هناكَ مَذبَحًا للرَّب ودَعا باسمِ الرَّب. ثُمَّ ارتَحَلَ أبرامُ ارتِحالاً مُتَواليًا نَحوَ الجَنوبِ" (تك12: 6-9). وعاش في خيام وهكذا تميز أبرام بحياة المذبح والخيمة.. المذبح للصلاة والخيمة لإحساسه بالغربة عن العالم.. "لأنَّهُ كانَ يَنتَظِرُ المدينةَ التي لها الأساساتُ، التي صانِعُها وبارِئُها اللهُ" (عب11: 10). شهد لله بحياة المذبح وسط الكنعانيين والوثنيين، وعاش شاعرًا بالغربة.. ثم يتعرض أبرام لتجربة، ويتصرف بتفكيره البشري دون استشارة الرب.. "وحَدَثَ جوعٌ في الأرضِ، فانحَدَرَ أبرامُ إلَى مِصرَ ليَتَغَرَّبَ هناكَ، لأنَّ الجوعَ في الأرضِ كانَ شَديدًا" (تك12: 10). وهذا التصرف بدون استشارة الرب أوقعه في عدة أخطاء.. فنجده يخاف على حياته من القتل على يد المصريين إذا علموا أن ساراي امرأته، فيكذب، ويقول عنها إنها أخته، وبهذ فلم يتكل على الله ولم يثق في حمايته له. صحيح هي أخته من أبيه وليست شقيقته ولكن (أنصاف الحقائق ليست كلها حقائق)، وخصوصًا أنه كذب لينال خيرًا بسبب ساراي لأنها كانت حسنة المنظر. والشيء الذى خاف أن يحدث فقد حدث.. فالمصريين رأوا ساراي جميلة، فأخذوها لفرعون الذي أراد الزواج منها، ولكن الله يتدخل لإنقاذ ساراي وأبرام.. "فضَرَبَ الرَّبُّ فِرعَوْنَ وبَيتَهُ ضَرَباتٍ عظيمَةً بسَبَبِ سارايَ امرأةِ أبرامَ" (تك12: 17)، ويعرف فرعون أن ساراي امرأة أبرام فيعيدها إليه ويصرفه من مصر بسلام. نتعلم درسين من حدوث المجاعة ونزول أبرام إلى مصر: Eأولها أن طريقنا مع الله قد تصادفه مشاكل.. لكن الحل هو في التمسك أكثر بالله. Eوثانيها أن الله بمحبته ينقذنا من مشاكل كثيرة نوقع نحن أنفسنا فيها، مثلما أنقذ أبرام وساراي من زواجها بفرعون. وعد الله لإبراهيم وطاعة دعوة الرب سكن أبرام في بيت إيل ومعه لوط ابن أخيه، وكان الاثنين غنيين في المواشي والغنم والبقر فلم تحتملهما الأرض.. إذ حدثت مخاصمة بين رعاة مواشي أبرام ورعاة مواشي لوط بسبب مكان الرعي، ويذكر الكتاب المقدس: "وكانَ الكَنعانيّونَ والفَرِزيّونَ حينَئذٍ ساكِنينَ في الأرضِ" (تك13: 7). هذه الآية الاعتراضية تنبه أذهاننا إلى شيء هام، وهو خطورة اختلاف المؤمنين أمام غير المؤمنين.. ليتنا لا ننقسم أمام الآخرين لكي لا يستضعفونا، ولكي لا نصير عثرة لهم.. "لأنَّ اسمَ اللهِ يُجَدَّفُ علَيهِ بسَبَبِكُمْ بَينَ الأُمَمِ" (رو2: 24). تدخل أبرام لكي يحل المشكلة فقال للوط: "لا تكُنْ مُخاصَمَةٌ بَيني وبَينَكَ، وبَينَ رُعاتي ورُعاتِكَ، لأنَّنا نَحنُ أخَوانِ. أليستْ كُلُّ الأرضِ أمامَكَ؟ اعتَزِلْ عَني. إنْ ذَهَبتَ شِمالاً فأنا يَمينًا، وإنْ يَمينًا فأنا شِمالاً" (تك13: 8-9). Eأعطاه أن يختار رغم أنه ? أبرام ? الأكبر سنًا ومقامًا، ولكنها حكمة ومحبة وتضحية شديدة من أبرام للوط. Eلوط اختار لنفسه أن يسكن في سدوم رغم أن أهلها كانوا أشرارًا وخطاة لدى الرب جدًا.. فنظر لوط فقط إلى خصوبة الأرض. Eكان اختياره مبنيًا على الظاهر والخيرات المادية فقط، ولم ينظر إلى نوعية الناس الذين سيسكن معهم، رغم أن الكتاب المقدس يُحذرنا: "لا تضِلّوا: فإنَّ المُعاشَراتِ الرَّديَّةَ تُفسِدُ الأخلاقَ الجَيدَةَ" (1كو15: 33).. وسنرى كم الويلات التي أصابت لوط بسبب اختياره هذا. أما أبرام إنسان الله الذي لا يحب الخصام فلم يختر لنفسه.. بل ترك لله أن يختار له.. "وقالَ الرَّبُّ لأبرامَ، بَعدَ اعتِزالِ لوطٍ عنهُ: ارفَعْ عَينَيكَ وانظُرْ مِنَ المَوْضِعِ الذي أنتَ فيهِ شِمالاً وجَنوبًا وشَرقًا وغَربًا، لأنَّ جميعَ الأرضِ التي أنتَ ترَى لكَ أُعطيها ولنَسلِكَ إلَى الأبدِ. وأجعَلُ نَسلكَ كتُرابِ الأرضِ" (تك13: 14?16). ما أجمل عطايا الله لمَنْ يسلِّم له حياته فرق كبير بين أبرام الذي قال له الرب: "ارفَعْ عَينَيكَ"، وبين لوط الذي رفع هو عينيه.."فرَفَعَ لوطٌ عَينَيهِ" (تك13: 10).. فرق بين مَنْ يختار له الله ومَنْ يختار لنفسه.سكن لوط في مدينة سدوم، وحدثت حرب بين خمسة ملوك.. منهم ملك سدوم ضد أربعة ملوك آخرين.. كانت نتيجتها انهزام الملوك الخمسة، وانتصار الملوك الأربعة الذين سبوا أهل سدوم ومَنْ ضمنهم لوط. وهذا نتيجة سيئة لاختيار لوط لنفسه، ولكن أبرام عم لوط حينما سمع بما حدث لابن أخيه، لم يشمت به لأن تركه بل على العكس أخذ 318 من عبيده مع بعض الأشخاص ممَنْ له معهم عهد وخرج وراء الغزاة واستطاع أن يهزمهم، ويسترجع جميع المأسورين ومَنْ ضمنهم لوط ابن أخيه وأهل سدوم وجميع ممتلكاتهم.. "فأتَى مَنْ نَجا وأخبَرَ أبرامَ العِبرانيَّ. وكانَ ساكِنًا عِندَ بَلّوطاتِ مَمرا الأموري، أخي أشكولَ وأخي عانِرَ. وكانوا أصحابَ عَهدٍ مع أبرامَ. فلَمّا سمِعَ أبرامُ، أنَّ أخاهُ سُبيَ جَرَّ غِلمانَهُ المُتَمَرنينَ، وِلدانَ بَيتِهِ، ثَلاثَ مِئَةٍ وثَمانيَةَ عشَرَ، وتبِعَهُمْ إلَى دانَ. وانقَسَمَ علَيهِمْ ليلاً هو وعَبيدُهُ فكسَّرَهُمْ وتبِعَهُمْ إلَى حوبَةَ التي عن شَِمالِ دِمَشقَ. واستَرجَعَ كُلَّ الأملاكِ، واستَرجَعَ لوطاً أخاهُ أيضًا وأملاكَهُ، والنساءَ أيضًا والشَّعبَ" (تك14: 13-16). جميل موقف أبرام الذى هب لنجدة لوط الذى سباه الأعداء.. فما موقفنا نحن حينما نسمع عن أحبائنا الذين سباهم الشيطان؟! عند رجوع أبرام من انتصاره هذا.. خرج ملك سدوم لاستقباله وشكره وتقابلا معًا عند ملكي صادق ملك شاليم الذى كان كاهنًا لله العلي، وأخرج خبزًا وخمرًا.. والذى كان رمزًا للمسيح له المجد في كهنوته.. "فخرجَ مَلِكُ سدومَ لاستِقبالِهِ، بَعدَ رُجوعِهِ مِنْ كسرَةِ كدَرلَعَوْمَرَ والمُلوكِ الذينَ معهُ إلَى عُمقِ شَوَى، الذي هو عُمقُ المَلِكِ. ومَلكي صادِقُ، مَلِكُ شاليمَ، أخرَجَ خُبزًا وخمرًا. وكانَ كاهِنًا للهِ العَلي. وبارَكَهُ وقالَ: "مُبارَكٌ أبرامُ مِنَ اللهِ العَلي مالِكِ السماواتِ والأرضِ، ومُبارَكٌ اللهُ العَليُّ الذي أسلَمَ أعداءَكَ في يَدِكَ". فأعطاهُ عُشرًا مِنْ كُل شَيءٍ" (تك14: 17-20). حاول ملك سدوم أن يقدم لأبرام الذي أرجع له شعبه من السبي والأسر الغنائم التي حصل عليها، ولكن أبرام الذي تعود على عطايا الله فقط، والذي لم تكن له مطامع دنيوية قال له: "رَفَعتُ يَدي إلَى الرَّب الإلهِ العَلي مالِكِ السماءِ والأرضِ، لا آخُذَنَّ لا خَيطًا ولا شِراكَ نَعلٍ ولا مِنْ كُل ما هو لكَ، فلا تقولُ: أنا أغنَيتُ أبرامَ. ليس لي غَيرُ الذي أكلهُ الغِلمانُ، وأمّا نَصيبُ الرجالِ الذينَ ذَهَبوا معي: عانِرَ وأشكولَ ومَمرا، فهُم يأخُذونَ نَصيبَهُمْ" (تك14: 22-24). رفض أبرام أخذ الغنائم لأنه عمل الخير غير منتظر أجرًا عليه، وكذلك لا ننسى أن أهل سدوم أشرارًا لا يأخذ شيئًا منهم لأن زيت الخاطئ لا يدهن رأسي.. "ليَضرِبني الصديقُ فرَحمَةٌ، وليوَبخني فزَيتٌ للرّأسِ. لا يأبَى رأسي" (مز141: 5). |
||||
08 - 08 - 2014, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 4930 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طريق صليبه هو طريق المجد لا تتقدم الشعوب ولا تسير الجيوش الا وراء قائد ٍ تتبعه . مهما كانت ثقة الانسان بنفسه يحتاج الى رائد ٍ يسير امامه ، يخطو خلفه . ومهما كانت الصفات اللازمة للقائد فأول الصفات ان يكون يعرف الطريق وان يكون قادرا ً ان يُقنع الآخرين باتباعه فيسير والكل يسير ورائه . المسيح قائدنا يسير امامنا ونحن نسير خلفه . المسيح يقود ُ مسيرتنا . قال عن نفسه : " أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ " هو الطريق الذي نسلكه ، وهو القائد على الطريق الذي لا بد ان نتبعه في حياتنا وبعد الحياة . جاء الى العالم ليضع لنا مثالا ً في الحياة نحتذي به ونتبع اسلوب حياته ومات على الصليب ونحن ايضا ً علينا ان نتحد معه ونصلب انساننا العتيق . ان قام من الموت وان خرج من القبر وان متنا معه فنحن سنحيا ايضا ً معه . خطا المسيح على الارض ، عبر الطريق بموطئ قدميه لنخطو نحن خلفه ، نضع اقدامنا على آثار اقدامه ونتبعه لنحيا حياتنا كما عاش حياته ، ثم نعتلي الصليب مثله ونصلب ذواتنا على نفس الخشبة ِ مكان جسده ِ ونُدفن معه ، ندخل القبر ورائه ونعبر الموت كما عبر ونقوم كما قام ، ثم ننضم الى موكب نصرته ونصعد خلفه الى المجد مع جماعة المؤمنين . كما صعد الى السماء واخفته سحابة عن اعين التلاميذ ودخل مجده ، هكذا يجيء ، يجيء ثانية ً ونجتمع حوله ونتغير ونتبعه في بهاء ٍ ونلتف معا ً ونطير خلفه ، يتقدمنا في الموكب ونحن خلفه ونصعد في صحبة القديسين الاوائل القدامى ، نصعد ونرى بجوارنا ابراهيم اب المؤمنين هادئ الملامح مستريح الوجه وموسى ووجهه يشع نورا ً عظيما ً يطغى على ملامحه قداسة ٌ وطهارة ٌ وبر وداود ويوسف وبطرس ويعقوب ويوحنا وبولس وكل القديسين ، نسير او نطير جميعا ً خلف المسيح ، هو قائدنا هو الذي يفتح الطريق امامنا " لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ . لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ " ( عبرانيين 2 : 10 ، 11 ) هكذا نتبعه هكذا نسير خلفه يقودنا جميعا ً كاخوة الى المجد الابدي ، لكننا لن ننضم الى ذلك الموكب خلفه ان لم نكن قد صعدنا الصليب معه ، لن نصعد الى المجد قبل ان ندخل معه الى القبر ، نموت معه ثم نحيا ايضا ً معه . هل تطمع ان تتبعه في موكبه ؟ اتبعه اولا ً في آلامه وموته وصلبه ، اتبع آلامه ُ تشبه بموته ، احمل صليبه ُ ، اصطبغ بصبغته . طريق صليبه هو طريق المجد ، الطريق الى العرش يمر بالصليب ، هو رئيس الخلاص . |
||||