وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[Mary Naeem]

بطريركا على القسطنطينية
دُعي نيفون إلى القسطنطينية ليشترك في اجتماع المجمع المقدس. أكرمه البطريرك سمعان تربيبذوند وكل الكنيسة أيما إكرام. لقي هناك أباه الروحي زخريا أوخريد الذي ما لبث أن فارق إلى ربه. بعد ذلك بأيام قليلة رقد البطريرك أيضاً، وجرى انتخاب القديس نيفون، بالإجماع، بطريركاً محله سنة 1486م. استبان نوراً في مشكاة الكنيسة، وأمكن تعليمه، مذ ذاك، أن ينتشر انتشاراً كبيراً. رغم شدائد العبودية. في تلك الأيام، استعادت الكنيسة فرحها لأن الإيمان الأرثوذكسي صار له، في شخص القديس نيفون، مدافعاَ غيوراً. إلا أن حساداً أخذوا يكيدون له المكائد.
فإذ كان البطريرك سمعان قد ترك غنى وافراً فإن عين السلطة التركية كانت على الميراث. حاول نيفون أن يحافظ على الموجود ما أمكن. أثار حرصه عداء الحكومة له، فصادرت كمية كبيرة من الأواني المقدسة وأطلقت حملة اضطهاد على الكنيسة. ألقت العديد من الإكليروس في السجون. وإذ بلغ السلطان بايازيد الثاني أن البطريرك وراء هذه المسألة، سخط عليه وأقاله (1488م). طُرد نيفون من المدينة فلجأ إلى دير السابق المجيد في سوزوبوليس في تراقيا. بقي هناك سنتين يسأل الصفح لأعدائه.
إثر الفترة البطريركية الثانية التي قضاها القديس ديونيسيوس وكذلك مكسيموس الرابع، استدعي نيفون، مرة أخرى، ليتسلم كرسي القسطنطينية، كان هذا في آواخر العام 1497م. وجد الكنيسة هناك في اضطراب عرضة لفضائح جمة. ذات يوم التقى البطريرك في الشارع السلطان وموكبه. حياه دون أن يبدي في حضرته الإكرامات التي يفرضها العُرف. للحال جرت إقالته، مرة أخرى، ورُحل إلى أدرينوبوليس، إلى كنيسة القديس استفانوس. صار ممنوعاً عليه أن يعلم (1498م).

[Mary Naeem]

في فلاخيا
في ذلك الحين كان الأمير الفالاخي رادو الكبير (1496 -1508م) يعتبر نفسه حامي الأرثوذكسية وخليفة ملوك بيزنطة. هذا قدم لزيارة القديس في منفاه، إذ كان في مهمة لدى السلطان. عرض الأمير على القديس الانتقال إلى ما وراء الدانوب ليتسلم زمام الكنيسة البلغارية الفالاخية هناك ويعمل على إصلاحها وتعليم الشعب والإكليروس الناموس الإلهي. وافق السلطان على ذبك وقبل نيفون، بعد صلاة ملية، المهمة. جرى استقباله في فلاخيا بإكرام كبير. كان ذلك حوالي العام 1503م. للحال دعا إلى اجتماع للشعب والبويار واقترح تدابير اعتبرها ضرورية لتقويم الأخلاق المفسدة نتيجة الممارسات السيئة والاعتقادات الفاسدة. أنشأ أسقفيتين: بوزببو وريمنيكو، وأصلح الأديرة، وحض الكهنة والنبلاء على حفظ وصايا الله ليكونوا مثالاً طيباً للشعب. تصدى للسكر والفسق. قدم نفسه، في كل شيء، كيوحنا الذهبي الفم جديداً للأرض الرومانية.
ولكن ما لبث أن نشب خلاف بين القديس والأمير. كان رادو قد زوج شقيقته للبويار المولدافي الكبير، بوغدان، المنفي في فالاخيا، وهو عالم بأن لهذا الخير زوجة في بلاده. فلما أحيط القديس نيفون علماً بالأمر، حاول إقناع بوغدان بالتخلي عن زواجه الثاني. لكن هذا رفض وهدد. ورغم ضغوط الأمير رادو بقي قديس الله لا يلين، وحرم بوغدان، كما توقع لرادو وبوغدان نهاية بائسة وتحدث عن أسواء كبيرة سوف تحل بفلاخيا. عمد رادو إلى طرد الأسقف السجاع من كرسيه محرماً على أحد استضافته. لكنه عاد فخشي غضب الله، لاسيما بعد اللعنة التي تفوه بها القديس عليه، فاستدعاه والتمس عفوه. بارك القديس ابنه الروحي البويار الصغير نياجو باساراب وتنبأ بارتقائه سدة العرش. ثم أخذ معه تلميذيه مكاريوس ويواصاف وارتحل إلى مقدونيا حيث أقام لبعض الوقت يعلم الشعب المسيحي.

[Mary Naeem]

العودة الى الجبل المقدس :
أخيراً، عاد إلى الجبل المقدس فاستقبله رهبان فاتوبيذي بفرح. بعد قليل من استشهاد تلميذه مكاريوس التسالونيكي (14 أيلول)، ترك الدير، سراً، وتحول إلى دير ديونيسيو متخفياً. كان يلبس ثوب راهب بسيط. طلب الانضمام إلى الشركة. أسندت إليه مهمة سائس البهائم. ذات يوم، فيما كان يحفظ الحيوانات في الجبل، عاين رهبان شعلة نار ترتفع إلى السماء ولاحظ أحدهم القديس في الصلاة وكله بهاء. عاد الراهب، بسرعة، إلى الدير ليتقل الخبر.
اجتمع الرهبان في الكنيسة ليسألوا الله في أمر نيفون من تراه يكون. ظهر القديس يوحنا السابق، شفيع الدير، للرئيس وأمره بإعداد العدة لاستقبال نيفون، بطريرك القسطنطينية. فلما عاد القديس إلى الدير في حلته البسيطة، كانت الشركة كلها في انتظاره بالباب، على قرع الأجراس، بالشموع وبالبخور، إكراماً لرتبته. فلما طالعه المشهد انطرح أرضاً والدموع في عينيه، وسأل الإخوة الصفح لأنه خدعهم. شرح لهم أن هذا كان لخلاص نفسه ولكي يجد رحمة في الدينونة، فإنه، هرباً من الكرامات الباطلة وهموم العالم جعل نفسه في خدمتهم كالأخير بينهم. فيما بعد، استمر يخدم الشركة في الأمور الوضيعة عينها، معلماً بالمثال الطيب التواضع، ومستأسراً كل فكر جسدي لناموس الروح بنسك فائق.
عرف نساك الجبل المقدس ورهبانه أن قمر الأرثوذكسية مقيم بينهم، فكان الدير، كل أحد وكل يوم عيد، يمتلئ رهباناً متشوقين لتلقي تعليم قديس الله. لمع بتعليمه وعجائبه إلى أن بلغ التسعين سناً. وإذ درى سلفاً بيوم وفاته، دعا كل الإخوة وحضهم على اليقظة في ابتاع القواعد التراثية للحياة الرهباينة وأن يجاهدوا بغيرة ليُحسبوا أهلاً لملكوت السموات. وبعدما باركهم وسألهم العفو، طلب من تلميذه يواصاف أن يدون صلاة للحل من الخطايا لتقرأ عند دفن الإخوة التماساً لمغفرة خطاياهم. ثم أعطاه الإذن أن يقدم نفسه للشهادة. رقد بسلام في الرب في 11 آب سنة 1508م بعدما ساهم القدسات.
إثر نياحة القديس نيفون، قضى الأمير رادو بمرض رهيب وضربت أسواء فلاخيا للاستبداد الذي تعاطاه أميرها. أما نياجو باساراب الذي نجا من محاولة اغتيال فقد استلم دفة السلطة ونجح في إعادة النظام إلى البلاد. ولكي يُعبر عن امتنانه لقديس الله الذي رأى نبوءته تتحقق، نقل رفاته إلى فلاخيا حيث استبان، عجائبياً، أن خطايا الأمير رادو قد غُفرت. وقد أرسل، فيما بعد، قسماً من هذا الكنز الثمين في مستوعب رائع إلى دير ديونيسيو الذي من عليه بعطايا سخية، فقط احتفظ بالجمجمة وإحدى يدي الأسقف القديس. هذه أودعت كنيسة دير Curtea في أرغيس.

[Mary Naeem]

صَموئيل النبي ظ¢ظ* آب








１- معنى الاسم:
اسم صَموئيل عبري ويمكن ترجمته بحسب أصل الجذر العبري إلى معنين مختلفين:
- اسم الله ويكون مِن shem
- سماع الله ويكون مِن shama، وهذا الأكثر شيوعًا.

ï¼’- من هو:
هو آخر القضاة. والده يدعى ألقانة. نقرأ في سفر صموئيل الأوّل "كَانَ رَجُلٌ مِنْ رَامَتَايِمَ صُوفِيمَ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ اسْمُهُ أَلْقَانَةُ بْنُ يَرُوحَامَ بْنِ أَلِيهُوَ بْنِ تُوحُوَ بْنِ صُوفٍ. هُوَ أَفْرَايِمِيٌّ." (ظ،صمظ،:ظ،).

كان لألقانة "امْرَأَتَانِ، اسْمُ الْوَاحِدَةِ حَنَّةُ، وَاسْمُ الأُخْرَى فَنِنَّةُ. وَكَانَ لِفَنِنَّةَ أَوْلاَدٌ، وَأَمَّا حَنَّةُ فَلَمْ يَكُنْ لَهَا أَوْلاَدٌ. وَكَانَ هذَا الرَّجُلُ يَصْعَدُ مِنْ مَدِينَتِهِ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ لِيَسْجُدَ وَيَذْبَحَ لِرَبِّ الْجُنُودِ فِي شِيلُوهَ." (ظ،صم ظ¢:ظ،-ظ£).

فصلّت حنّة إلى الله بحرارة وطلبت ابنًا ونذرته للرب كلّ أيام حياته، فاستجاب الله دعاؤها ورزقت صبيًّا سمّته صموئيل. وحين فطمته أتت به إلى مقدس الرب في شيلوه إلى عالي الكاهن ليبقى معه بخدمة الرب.

３- خدمته:
مكث صموئيل في الهيكل يخدم بكل صدق وأمانة ويطيع الكاهن عالي بكل تواضع. كان لعالي ابنان ولكن كانا سيئا السلوك، ولم يكن عالي يقول لهما شيئًا، إذ كانا يستخدمان الهيكل لمصلحتهما الخاصة.

ï¼”- الله يكلّم صموئيل:
وَكَانَ الصَّبِيُّ صَمُوئِيلُ يَخْدِمُ الرَّبَّ أَمَامَ عَالِي. وَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَزِيزَةً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. لَمْ تَكُنْ رُؤْيَا كَثِيرًا.

وفي إحدى الليالي نادى الرب صموئيل ظ¤ مرات وهو نائم. في المرات الثلاثة الأولى اعتقد صموئيل أن الكاهن عالي يناديه. فكان في كل مرة ينهض مِن سريره ويذهب إلى عالي ويقول له:"هأَنَذَا لأَنَّكَ دَعَوْتَنِي".

في المرّة الأولى والثانية قال عالي لصموئيل: «لَمْ أَدْعُ يَا ابْنِي. ارْجعِ اضْطَجعْ». في المرّة الثالثة، فَهِمَ عَالِي أَنَّ الرَّبَّ يَدْعُو الصَّبِيَّ، فقال له: «اذْهَبِ اضْطَجعْ، وَيَكُونُ إِذَا دَعَاكَ تَقُولُ: تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». فَذَهَبَ صَمُوئِيلُ وَاضْطَجَعَ فِي مَكَانِهِ. وهكذا كان. دعاه الرب: «صَمُوئِيلُ، صَمُوئِيلُ». فَقَالَ صَمُوئِيلُ: «تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ». فأخبر الرَّبُّ صَمُوئِيلَ أن عقابًا سيصيب بيت عالي لشرّهم وعدم توبتهم. وَاضْطَجَعَ صَمُوئِيلُ إِلَى الصَّبَاحِ، وَفَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ، وَخَافَ أَنْ يُخْبِرَ عَالِيَ بِالرُّؤْيَا.

ولكن على إصرار عالي أخبره صموئيل بما قال الله. فقال عالي: «هُوَ الرَّبُّ. مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ».

５- قضاء الله في عالي وبيته:
لقى أولاد عالي حتفهما في القتال ضد الفلسطينيين الذين استولوا على تابوت العهد. وفور وبلوغ هذا الخبر على عالي كالصاعقة فوقع ومات. وَكَبِرَ صَمُوئِيلُ وَكَانَ الرَّبُّ مَعَهُ، وذاع صيته كنبيّ صادق وخادم أمين للرب ووصاياه.

ï¼–- صموئيل ماسح الملوك:
يذكر سفر صموئيل الأول الإصحاح العاشر أن صموئيل النبيّ مسح شاول ملكًا على إسرائيل بناء على إصرار الشعب اليهودي بأن يكون عندهم ملكًا كسائر الشعوب، ولم يأبهوا لتحذير صموئيل بأنّهم بذلك يتخلّون عن ملوكيّة الرب.

كذلك مسح صموئيل داود بعد جناح شاول، وكان هذا بطلب من الرب. (ظ،صم ظ،ظ¦:ظ،).

[Mary Naeem]

القديس البار نيفون

[Mary Naeem]

القدّيس مكسيموس المعترف ظ،ظ£ آب









عيد القدّيس مكسيموس المعترف هو في 21 كانون الثاني. اليوم رتبت الكنيسة أن تكون ذكرى نقل رفاته فيما كانت، وفاته، واقعًا، في مثل هذا اليوم من السنة 662م
+++++++++

سألوه: ‬منâ€* ‬أيّةâ€* ‬كنيسةâ€* ‬أنت؟â€* ‬منâ€* ‬القسطنطينية؟â€* ‬منâ€* ‬رومية؟â€* ‬منâ€* ‬أنطاكية؟â€* ‬منâ€* ‬الإسكندرية؟â€* ‬منâ€* ‬أورشليم؟â€* ‬فهاâ€* ‬همâ€* ‬جميعًاâ€* ‬متّحدونâ€* ‬فيماâ€* ‬بينهمâ€*. ‬فأجابâ€* ‬مكسيموسâ€*: ‬*«â€¬إنâ€* ‬الكنيسةâ€* ‬الجامعةâ€* ‬هيâ€* ‬الاعترافâ€* ‬بالإيمانâ€* ‬الصحيحâ€* ‬والخلاصيâ€* ‬بإلهâ€* ‬الكون*».

ولادتهâ€* ‬ونشأتهâ€*:‬
ولدâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬المعترفâ€* ‬سنة ‬ظ¥ظ¨ظ*م ‬فيâ€* ‬عائلةâ€* ‬مرموقةâ€* ‬فيâ€* ‬القسطنطينيةâ€*. ‬

كانâ€* ‬علىâ€* ‬ذكاءâ€* ‬خارقâ€* ‬وتمتّعâ€* ‬بقدرةâ€* ‬خارقةâ€* ‬علىâ€* ‬التأمّلاتâ€* ‬الفلسفيّةâ€* ‬الساميّةâ€*. ‬درسâ€* ‬فلمعâ€* ‬وانخرطâ€* ‬فيâ€* ‬السلكâ€* ‬السياسيâ€*. ‬عندماâ€* ‬تولّىâ€* ‬الإمّبراطورâ€* ‬هيراكليوسâ€* ‬العرش،â€* ‬سنة ظ¦ظ،ظ*م،â€* ‬أُعجبâ€* ‬بالقدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬وبماâ€* ‬كانâ€* ‬يتمتّعâ€* ‬بهâ€* ‬منâ€* ‬فهمٍâ€* ‬وعلمٍâ€* ‬وفضيلةٍâ€* ‬فاختارهâ€* ‬أمينâ€* ‬سرّهâ€* ‬الأوّلâ€*.‬

تخلّيâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬عنâ€* ‬وظيفتهâ€* ‬وترهّبهâ€*:‬
لمâ€* ‬يرغبâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬بالمجدâ€* ‬الأرضيâ€* ‬ولمâ€* ‬يقعâ€* ‬بحبâ€* ‬السلطة،â€* ‬بلâ€* ‬كانâ€* ‬قلبهâ€* ‬يشتهيâ€* ‬ملكوتًاâ€* ‬آخر،â€* ‬فتخلّىâ€* ‬عنâ€* ‬وظيفتهâ€* ‬بعدâ€* ‬ثلاثةâ€* ‬أعوامâ€* ‬وترهّبâ€* ‬فيâ€* ‬ديرâ€* ‬والدةâ€* ‬الإلهâ€* ‬فيâ€* ‬خريسوبوليسâ€* ‬القريبةâ€* ‬منâ€* ‬القسطنطينية.

عشقâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬قرأةâ€* ‬الكتابâ€* ‬المقدّسâ€* ‬وكتاباتâ€* ‬الآباء،â€* ‬وسعىâ€* ‬بكلّâ€* ‬كدâ€* ‬وجهدâ€* ‬تسلّقâ€* ‬سلّمâ€* ‬الفضائلâ€* ‬رغبةًâ€* ‬باللاهوىâ€*. ‬فعاشâ€* ‬حياةâ€* ‬نسكيّةâ€* ‬بامتيازâ€* ‬مغذيًّاâ€* ‬ذهنهâ€* ‬بالصلاةâ€* ‬القلبيةâ€*.‬

أتقنâ€* ‬*«â€¬فنâ€* ‬الفنون*»â€¬â€* ‬أيâ€* ‬استنارةâ€* ‬*«â€¬النوس*»â€¬â€* ‬فشرحâ€* ‬بإسهابâ€* ‬سرّâ€* ‬الخلاصâ€* ‬وإتّحادâ€* ‬اللهâ€* ‬فيناâ€* ‬لشفاءâ€* ‬طبيعتناâ€* ‬المنقسمةâ€* ‬علىâ€* ‬نفسهاâ€* ‬بسببâ€* ‬عشقهاâ€* ‬لذاتهاâ€*.‬â€* ‬فقالâ€*:‬*«â€¬دافعُâ€* ‬السيّدâ€* ‬هوâ€* ‬حبّهâ€* ‬للّناسâ€* ‬بلاâ€* ‬حدود،â€* ‬وقصدهâ€* ‬استعادةâ€* ‬المحبّةâ€* ‬الأخويّةâ€* ‬بينهم،â€* ‬
وأنâ€* ‬يفتحâ€* ‬لهمâ€* ‬سبيلâ€* ‬الاتّحادâ€* ‬باللهâ€* ‬لأنâ€* ‬اللهâ€* ‬محبّة*»â€¬â€*. ‬‏

صعاباتâ€*:‬
أمضىâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬حياتهâ€* ‬فيâ€* ‬الهدوئيةâ€* ‬وانتقلâ€* ‬برفقةâ€* ‬تلميذâ€* ‬لهâ€* ‬يدعىâ€* ‬أنستاسيوسâ€* ‬إلىâ€* ‬ديرâ€* ‬صغيرâ€* ‬للقدّيسâ€* ‬جاورجيوسâ€* ‬فيâ€* ‬كيزيكوسâ€*. ‬

هناكâ€* ‬باشرâ€* ‬بكتابةâ€* ‬أولىâ€* ‬مؤلّفاته،â€* ‬وكانتâ€* ‬عبارةâ€* ‬عنâ€* ‬مقالاتâ€* ‬نسكيّةâ€* ‬تناولتâ€* ‬الصراعâ€* ‬ضدâ€* ‬الأهواء،â€* ‬والصلاة،â€* ‬واللاهوىâ€* ‬والمحبّةâ€* ‬المقدّسةâ€*. ‬لكنâ€* ‬أحداثًاâ€* ‬عسكريّةâ€* ‬أجبرتâ€* ‬الرهبانâ€* ‬علىâ€* ‬مغادرةâ€* ‬أديرتهمâ€* ‬فيâ€* ‬القسطنطينيةâ€* ‬والجوارâ€* ‬بعدماâ€* ‬تعرّضتâ€* ‬المنطقةâ€* ‬لهجماتâ€* ‬الآفارâ€* ‬والفرسâ€*. ‬

‏مذâ€* ‬ذاكâ€* ‬سلكâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬فيâ€* ‬التشرّدâ€*. ‬‏أقامâ€* ‬فيâ€* ‬جزيرةâ€* ‬كريتâ€* ‬لبعضâ€* ‬الوقتâ€* ‬حيثâ€* ‬شرعâ€* ‬يقاومâ€* ‬لاهوتيّين،â€* ‬منâ€* ‬أصحابâ€* ‬الطبيعةâ€* ‬الواحدة،â€* ‬دفاعًاâ€* ‬عنâ€* ‬الإيمانâ€* ‬الأرثوذكسيâ€* ‬القويمâ€*. ‬

ثمâ€* ‬انتقلâ€* ‬إلىâ€* ‬قبرصâ€* ‬ووصلâ€* ‬أخيرًاâ€* ‬إلىâ€* ‬قرطاجة،â€* ‬عام ظ¦ظ£ظ¢م،â€* ‬فالتقىâ€* ‬القدّيسâ€* ‬صفرونيوسâ€* ‬الأورشليميâ€* ‬وانضمّâ€* ‬إليهâ€*. ‬القديسâ€* ‬صفرونيوسâ€* ‬كانâ€* ‬أحدâ€* ‬كبارâ€* ‬العارفينâ€* ‬بالتراثâ€* ‬الرهبانيâ€* ‬واللاهوتي،â€* ‬ومشهودًاâ€* ‬لهâ€* ‬بأرثوذكسيتهâ€*. ‬

كان،â€* ‬يومذاك،â€* ‬مقيمًاâ€* ‬هوâ€* ‬وعددâ€* ‬منâ€* ‬رهبانâ€* ‬فلسطينâ€* ‬فيâ€* ‬ديرâ€* ‬أوكراتاâ€* ‬حيثâ€* ‬التجأواâ€* ‬إثرâ€* ‬استيلاءâ€* ‬الفرسâ€* ‬علىâ€* ‬أورشليمâ€*. ‬
‏فيâ€* ‬تلكâ€* ‬الفترةâ€* ‬الممّتدةâ€* ‬بينâ€* ‬العامينâ€* ‬626â€* ‬‏وâ€* ‬634م،â€* ‬تسنّىâ€* ‬للقدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬أنâ€* ‬‏يعرضâ€* ‬بعمق،â€* ‬لمâ€* ‬يسبقهâ€* ‬إليهâ€* ‬أحد،â€* ‬لعقيدةâ€* ‬التألّهâ€* ‬مقدّمًاâ€* ‬الأسسâ€* ‬الفلسفيّةâ€* ‬واللاهوتيّةâ€* ‬للروحانيّةâ€* ‬الأرثوذكسيّةâ€*. ‬

كتاباتâ€*:‬
ففيâ€* ‬مقالاتâ€* ‬عميقةâ€* ‬صعبةâ€* ‬طالتâ€* ‬مقاطعâ€* ‬غامضةâ€* ‬فيâ€* ‬الكتابâ€* ‬المقدّس،â€* ‬وتعاطتâ€* ‬الصعوباتâ€* ‬الواردةâ€* ‬فيâ€* ‬كتاباتâ€* ‬ديونيسيوسâ€* ‬المنحولةâ€* ‬والقدّيسâ€* ‬غريغوريوسâ€* ‬اللاهوتي،â€* ‬وكذلكâ€* ‬سرّâ€* ‬الشكر،â€* ‬تمكّنâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬منâ€* ‬وضعâ€* ‬حصيلةâ€* (‬Synthèseâ€*) ‬لاهوتيّةâ€* ‬فخمةâ€* ‬بشأنâ€* ‬تألّهâ€* ‬الخليقةâ€*. ‬

ركّزâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬أنâ€* ‬اللهâ€* ‬جعلâ€* ‬الإنسانâ€* ‬فيâ€* ‬العالمâ€* ‬كاهنًاâ€* ‬يُقيمâ€* ‬سرّâ€* ‬الشكرâ€* ‬الكوني،â€* ‬وهوâ€* ‬مدعوâ€* ‬إلىâ€* ‬جمعâ€* ‬الكائناتâ€* ‬المخلوقةâ€* ‬كلّهاâ€* ‬لتقّريبهاâ€* ‬إلىâ€* ‬الكلمةâ€* ‬الإلهيâ€*. ‬كلّâ€* ‬خليقة،â€* ‬فيâ€* ‬لغّته،â€* ‬تُعرفâ€* ‬بتسميةâ€* ‬*«â€¬كلمة*»â€¬،â€* ‬ومجموعâ€* ‬الخلائقâ€* ‬*«â€¬كلمات*»â€¬â€*. ‬وفيâ€* ‬فهمهâ€* ‬إنâ€* ‬الإنسانâ€* ‬يرفعâ€* ‬*«â€¬الكلمات*»â€¬â€* ‬إلىâ€* ‬*«â€¬كلمةâ€* ‬الله*»â€¬،â€* ‬الذيâ€* ‬هوâ€* ‬مبدأها،â€* ‬فيâ€* ‬حوارâ€* ‬محبّةâ€* ‬حرّâ€* ‬منâ€* ‬كلâ€* ‬قيدâ€*. ‬إذâ€* ‬يحقِّقâ€* ‬الإنسانâ€* ‬القصدâ€* ‬الذيâ€* ‬منâ€* ‬أجلهâ€* ‬خُلق،â€* ‬وهوâ€* ‬الاتّحادâ€* ‬بالله،â€* ‬يأتيâ€* ‬بكلâ€* ‬الكونâ€* ‬أيضًاâ€* ‬إلىâ€* ‬الكمالâ€* ‬فيâ€* ‬المسيحâ€* ‬الذيâ€* ‬هوâ€* ‬إلهâ€* ‬وإنسانâ€* ‬معًا. ‬

هيراكلوسâ€* ‬والبدعةâ€*:‬
منذâ€* ‬أنâ€* ‬ارتقىâ€* ‬الإمبّراطورâ€* ‬هيراكليوسâ€* ‬سدّةâ€* ‬العرشâ€* ‬سعىâ€* ‬إلىâ€* ‬إعادةâ€* ‬تنظيمâ€* ‬الإمّبراطوريةâ€* ‬البيزنطيّةâ€* ‬المتزعزعة،â€* ‬فقامâ€* ‬بإصلاحاتâ€* ‬إداريةâ€* ‬وعسكريةâ€* ‬وسعىâ€* ‬لهجومâ€* ‬معاكسâ€* ‬ضدâ€* ‬الفرسâ€*. ‬

فكانâ€* ‬لاâ€* ‬بدâ€* ‬منâ€* ‬إعادةâ€* ‬اللحمةâ€* ‬بينâ€* ‬المسيحيّينâ€* ‬تجنبًاâ€* ‬لتحوّلâ€* ‬أصحابâ€* ‬الطبيعةâ€* ‬الواحدةâ€* ‬نحوâ€* ‬‏الفرسâ€* ‬أوâ€* ‬العربâ€*. ‬

فكلّفâ€* ‬الإمبراطورâ€* ‬هيراكلوسâ€* ‬البطريركâ€* ‬القسطنطينيâ€* ‬سرجيوسâ€* ‬إعدادâ€* ‬صيغةâ€* ‬لاهوتيةâ€* ‬وسطيةâ€* ‬تكفلâ€* ‬كسبâ€* ‬رضىâ€* ‬أصحابâ€* ‬المشيئةâ€* ‬الواحدةâ€* ‬دونâ€* ‬أنâ€* ‬تتنكّرâ€* ‬للمجمعâ€* ‬الخلقيدونيâ€*.‬

وقدâ€* ‬اقترحâ€* ‬البطريركâ€* ‬سرجيوس،â€* ‬فيâ€* ‬هذاâ€* ‬الإطار،â€* ‬صيغةâ€* ‬تقومâ€* ‬علىâ€* ‬أساسâ€* ‬وحدانيةâ€* ‬الطاقةâ€* ‬فيâ€* ‬المسيحâ€* ‬يسوعâ€*. ‬

لكنâ€* ‬الصيغةâ€* ‬التوّفيقيةâ€* ‬المقترحة،â€* ‬اعتبرتâ€* ‬طبيعةâ€* ‬الرّبâ€* ‬يسوعâ€* ‬البشريّةâ€* ‬منفعلةâ€* ‬لاâ€* ‬فاعلة،â€* ‬ومحايدةâ€* ‬لاâ€* ‬مقدامة،â€* ‬فيماâ€* ‬اعتبرتâ€* ‬طاقتهاâ€* ‬الخاصةâ€* ‬مستوعّبةâ€* ‬منâ€* ‬طاقةâ€* ‬كلمةâ€* ‬اللهâ€*. ‬وهذاâ€* ‬يعني،â€* ‬علىâ€* ‬أرضâ€* ‬الواقع،â€* ‬القولâ€* ‬بالطبيعةâ€* ‬الواحدةâ€* ‬للرّبâ€* ‬يسوعâ€* ‬لكنâ€* ‬بشكلâ€* ‬مموّه،â€* ‬إذâ€* ‬قضىâ€* ‬باستبدالâ€* ‬لفظةâ€* ‬*«â€¬الطبيعة*»â€¬â€* ‬بلفظةâ€* ‬*«â€¬الطاقة*»â€¬â€*. ‬

فيâ€* ‬السنة ظ¦ظ£ظ*م عيّنâ€* ‬الإمبراطورâ€* ‬هيراكليوسâ€* ‬كيرُسâ€* ‬بطريركًاâ€* ‬علىâ€* ‬الإسكندريةâ€*. ‬وكلّفهâ€* ‬بتحقيقâ€* ‬الوحدةâ€* ‬معâ€* ‬أصحابâ€* ‬الطبيعةâ€* ‬الواحدةâ€* ‬الذيâ€* ‬كانâ€* ‬عددهمâ€* ‬فيâ€* ‬مصرâ€* ‬كبيرًاâ€*.

وماâ€* ‬إنâ€* ‬جرىâ€* ‬توقيعâ€* ‬اتّفاقâ€* ‬الوحدةâ€* ‬هناك،â€* ‬حتىâ€* ‬خرجâ€* ‬رفضâ€* ‬القدّيسâ€* ‬صفرونيوسâ€* ‬الأورشليميâ€* ‬هذهâ€* ‬البدعةâ€* ‬ودافعâ€* ‬عنâ€* ‬القولâ€* ‬بالطبيعتينâ€* ‬فيâ€* ‬المسيحâ€* ‬يسوعâ€* ‬بحسبâ€* ‬مجمعâ€* ‬خلقيدونيةâ€*.‬

كماâ€* ‬توجّهâ€* ‬القدّيسâ€* ‬صفرونيوسâ€* ‬إلىâ€* ‬الإسكندريةâ€* ‬ومنâ€* ‬ثمâ€* ‬إلىâ€* ‬القسطنطينية،â€* ‬وتناقشâ€* ‬والبطريركينâ€* ‬كيرُسâ€* ‬وسرجيوسâ€* ‬دونâ€* ‬جدوى.

علىâ€* ‬الأثرâ€* ‬عادâ€* ‬القدّىيسâ€* ‬صفرونيوسâ€* ‬إلىâ€* ‬أورشليمâ€* ‬حيثâ€* ‬استقبلهâ€* ‬الشعبâ€* ‬المؤمنâ€* ‬كمدافعٍâ€* ‬عنâ€* ‬الأرثوذكسيّةâ€* ‬وجرىâ€* ‬انتخابهâ€* ‬بطريركًاâ€* ‬جديدًاâ€* ‬فيâ€* ‬الوقتâ€* ‬الذيâ€* ‬اجتاحâ€* ‬المسلمونâ€* ‬العربâ€* ‬البلاد.

كماâ€* ‬أصدرâ€* ‬القدّىيسâ€* ‬صفرونيوسâ€* ‬رسالةâ€* ‬حبريّةâ€* ‬حدّدâ€* ‬فيهاâ€* ‬أنâ€* ‬كلتاâ€* ‬الطبيعتينâ€* ‬فيâ€* ‬المسيحâ€* ‬لهاâ€* ‬طاقتهاâ€* ‬الخاصةâ€* ‬بها،â€* ‬وإنâ€* ‬شخصâ€* ‬المسيحâ€* ‬واحد،â€* ‬فيماâ€* ‬طبيعتاهâ€* ‬اثنتانâ€* ‬وكذلكâ€* ‬طاقتاهâ€*. ‬

تدخّلâ€* ‬الإمّبراطورâ€* ‬هيراكلوسâ€*:‬
صدرâ€* ‬أمرâ€* ‬إمبراطوريâ€* ‬بعدمâ€* ‬القولâ€* ‬بالطبيعتينâ€* ‬وكلّâ€* ‬مخالفةâ€* ‬لهذاâ€* ‬القرارâ€* ‬يُعتبرâ€* ‬مسâ€* ‬بأمنâ€* ‬البلادâ€* ‬ويتعرّضâ€* ‬صاحبهâ€* ‬للعقابâ€*.‬

رغمâ€* ‬ذلكâ€* ‬دافعâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬منâ€* ‬مقرِّهâ€* ‬فيâ€* ‬قرطاجةâ€* ‬عنâ€* ‬قولâ€* ‬القدّيسâ€* ‬صفرونيوسâ€* ‬معلّمه،â€* ‬بطريقةâ€* ‬حاذقةâ€* ‬فقالâ€*: ‬*«â€¬يحقّقâ€* ‬المسيحâ€* ‬بشريًّاâ€* ‬ماâ€* ‬هوâ€* ‬إلهي،â€* ‬منâ€* ‬خلالâ€* ‬عجائبه،â€* ‬ويحقّقâ€* ‬إلهيًّاâ€* ‬ماâ€* ‬هوâ€* ‬بشري،â€* ‬منâ€* ‬خلالâ€* ‬آلامهâ€* ‬المحيّية*».

ولكنâ€* ‬ماâ€* ‬أنâ€* ‬أصدرâ€* ‬هيراكليوسâ€* ‬مرسومâ€* ‬الاكتيسيسâ€* ‬سنة ظ¦ظ£ظ¨مâ€* ‬وأكدّâ€* ‬حظرâ€* ‬الكلامâ€* ‬علىâ€* ‬الطاقتينâ€* ‬فارضًاâ€* ‬علىâ€* ‬الجميعâ€* ‬الاعترافâ€* ‬بإرادةâ€* ‬واحدةâ€* ‬فيâ€* ‬‏المسيحâ€* ‬"مونوثيليتية"â€*‬،â€* ‬حتىâ€* ‬خرجâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬عنâ€* ‬صمتهâ€* ‬وجاهرâ€* ‬بالحقيقةâ€* ‬جهرًا. ‬

توجّهâ€* ‬الأنظارâ€* ‬نحوâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€*:‬
توفّىâ€* ‬القدّيسâ€* ‬صفرونيوسâ€* ‬فيâ€* ‬السنةâ€* ‬نفسهاâ€* ‬واتجهتâ€* ‬الأنظارâ€* ‬نحوâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬الذيâ€* ‬أخذâ€* ‬الجميعâ€* ‬يعتبرونهâ€* ‬كأبرزâ€* ‬المتحدّثينâ€* ‬رسميًّاâ€* ‬بلسانâ€* ‬الأرثوذكسيّة.

وكماâ€* ‬حدثâ€* ‬فيâ€* ‬زمنâ€* ‬القدّيسâ€* ‬أثناسيوسâ€* ‬الكبيرâ€* ‬ومنâ€* ‬بعدهâ€* ‬القدّيسâ€* ‬باسيليوسâ€* ‬الكبير،â€* ‬استقرâ€* ‬حِملâ€* ‬الإيمانâ€* ‬القويمâ€* ‬بالدرجةâ€* ‬الأولىâ€* ‬علىâ€* ‬كاهلâ€* ‬رجلâ€* ‬واحدâ€* ‬هوâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموس.

‏راسلâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬أسقفâ€* ‬روميةâ€* ‬والإمبراطورâ€* ‬هيراكلوسâ€* ‬وذويâ€* ‬الشأنâ€* ‬فيâ€* ‬الإمبراطوريّةâ€* ‬موضحًاâ€* ‬لهم،â€* ‬فيâ€* ‬مقالاتâ€* ‬عميقةâ€* ‬قيّمة،â€* ‬أنâ€* ‬كلمةâ€* ‬الله،â€* ‬لمحبّتهâ€* ‬وتوقيرهâ€* ‬اللانهائيينâ€* ‬لخليقته،â€* ‬اتّخذâ€* ‬الطبيعةâ€* ‬البشريّةâ€* ‬فيâ€* ‬كلّيتهاâ€* ‬دونâ€* ‬أنâ€* ‬يغيّرâ€* ‬شيئًاâ€* ‬فيâ€* ‬حرّيتهاâ€*. ‬لذلكâ€* ‬إذâ€* ‬كانâ€* ‬هوâ€* ‬حرًّاâ€* ‬فيâ€* ‬التراجعâ€* ‬أمامâ€* ‬الآلام،â€* ‬أخضعâ€* ‬نفسه،â€* ‬بملءâ€* ‬إرادتهâ€* ‬كإنسان،â€* ‬للإرادةâ€* ‬والقصدâ€* ‬الإلهيّينâ€* ‬فاتحًاâ€* ‬لناâ€* ‬بذلكâ€* ‬سبيلâ€* ‬الخلاصâ€* ‬بالخضوعâ€* ‬والطاعةâ€*. ‬وإذâ€* ‬اتّحدتâ€* ‬الحرّيةâ€* ‬الإنسانيّةâ€* ‬بحريّةâ€* ‬اللهâ€* ‬المطلقةâ€* ‬فيâ€* ‬شخصâ€* ‬الرّبâ€* ‬يسوعâ€* ‬المسيح،â€* ‬وُجدتâ€* ‬مستعادةâ€* ‬فيâ€* ‬حركتهاâ€* ‬الطبيعيةâ€* ‬نحوâ€* ‬الاتّحادâ€* ‬باللهâ€* ‬والناسâ€* ‬بالمحبّةâ€*. ‬

سمحتâ€* ‬خبرةâ€* ‬الصلاةâ€* ‬والتأمّلâ€* ‬للقدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬أنâ€* ‬يشرحâ€* ‬عقيدةâ€* ‬تألّيهâ€* ‬الإنسانâ€* ‬علىâ€* ‬قاعدةâ€* ‬لاهوتâ€* ‬التجسّد.

رقدâ€* ‬البطريركâ€* ‬سرجيوسâ€* ‬القسطنطيني،â€* ‬هوâ€* ‬أيضًا،â€* ‬سنة ظ¦ظ£ظ¨م،â€* ‬فكانâ€* ‬خلفهâ€* ‬بيروسâ€* ‬مروّجًاâ€* ‬متحمّسًاâ€* ‬للهرطقةâ€* ‬الجديدة.

ورغمâ€* ‬كلّâ€* ‬الضغوطâ€* ‬التيâ€* ‬مورستâ€* ‬فإنâ€* ‬فريقًاâ€* ‬لاâ€* ‬يستهانâ€* ‬بهâ€* ‬منâ€* ‬المسيحيّينâ€* ‬قاومâ€* ‬المرسومâ€* ‬الإمبراطوريâ€* ‬حتىâ€* ‬إنâ€* ‬هيراكليوسâ€* ‬اعترف،â€* ‬قبلâ€* ‬قليلâ€* ‬منâ€* ‬موته،â€* ‬سنة â€*‬ظ¦ظ¤ظ،م،â€* ‬إنâ€* ‬سياستهâ€* ‬الدينيةâ€* ‬باءتâ€* ‬بالفشل.

أصرّâ€* ‬البطريركâ€* ‬بيروسâ€* ‬الإكمالâ€* ‬ببدعةâ€* ‬سلفه،â€* ‬فهربâ€* ‬منâ€* ‬وجهâ€* ‬المؤمنينâ€* ‬المنادينâ€* ‬بالإيمانâ€* ‬القويمâ€* ‬متوّجهًاâ€* ‬إلىâ€* ‬إفريقياâ€* ‬حيثâ€* ‬كانتâ€* ‬لهâ€* ‬مواجهةâ€* ‬علنيّةâ€* ‬والقدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬فيâ€* ‬قرطاجةâ€* ‬فيâ€* ‬شأنâ€* ‬شخصâ€* ‬الرّبâ€* ‬يسوع في عام ظ¦ظ¤ظ¥م.

المناظرةâ€*:‬

عرضâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬سرّâ€* ‬الخلاصâ€* ‬بحججâ€* ‬دامغة،â€* ‬ونجحâ€* ‬فيâ€* ‬تبيانâ€* ‬أضاليلâ€* ‬البطريركâ€* ‬بيروسâ€* ‬الذيâ€* ‬اقترحâ€* ‬أخيرًاâ€* ‬التوجّهâ€* ‬شخصيًّاâ€* ‬إلىâ€* ‬روميةâ€* ‬ليلقيâ€* ‬الحرمâ€* ‬علىâ€* ‬القولâ€* ‬بالمشيئةâ€* ‬الواحدة "‬المونوثيليتية" ‬عندâ€* ‬قبرâ€* ‬الرسلâ€* ‬القدّيسين.

ولكنâ€* ‬لمâ€* ‬يحفظâ€* ‬البطريركâ€* ‬بيروسâ€* ‬كلمته،â€* ‬بلâ€* ‬عادâ€* ‬إلىâ€* ‬قيئهâ€* ‬وفرّâ€* ‬إلىâ€* ‬رافينا.

فقامâ€* ‬ثيودوروس،â€* ‬أسقفâ€* ‬روميةâ€* ‬بقطعâ€* ‬بيروسâ€* ‬منâ€* ‬الشركة،â€* ‬وتبعهâ€* ‬فيâ€* ‬ذلكâ€* ‬بولسâ€* ‬فيâ€* ‬القسطنطينيّةâ€*.‬

إزاءâ€* ‬هذاâ€* ‬التطوّرâ€* ‬خشيâ€* ‬الإمبراطورâ€* ‬البيزنطيâ€* ‬قسطنديوسâ€* ‬الثانيâ€* ‬العاقبة،â€* ‬وأنâ€* ‬يفضيâ€* ‬تطوّرâ€* ‬الأحداثâ€* ‬إلىâ€* ‬انشقاقâ€* ‬الغربâ€* ‬عنâ€* ‬الإمبراطورية،â€* ‬لاسيّماâ€* ‬بعدâ€* ‬سقوطâ€* ‬مصرâ€* ‬فيâ€* ‬يدâ€* ‬العرب،â€* ‬فعمدâ€* ‬إلىâ€* ‬نشرâ€* ‬مرسومâ€* ‬التيّبوسâ€* مظ¦ظ¤ظ¨ ‬الذيâ€* ‬حرّمâ€* ‬فيهâ€* ‬علىâ€* ‬كلّâ€* ‬مسيحي،â€* ‬تحتâ€* ‬طائلةâ€* ‬العقابâ€* ‬الصارم،â€* ‬مناقشةâ€* ‬موضوعâ€* ‬الطبيعتينâ€* ‬والمشيئتين.

الملاحقةâ€*:‬
عليهâ€* ‬بوشرâ€* ‬بملاحقةâ€* ‬الفريقâ€* ‬الأرثوذكسيâ€* ‬واضطهاده،â€* ‬لاسيّماâ€* ‬الرهبانâ€* ‬وأصدقاءâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموس.
فماâ€* ‬كانâ€* ‬منâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬أنâ€* ‬إلتحقâ€* ‬بالقدّيسâ€* ‬بمرتينوسâ€* ‬الأول،â€* ‬أسقفâ€* ‬رومية،â€* ‬الذيâ€* ‬عزمâ€* ‬علىâ€* ‬دعمâ€* ‬الإيمانâ€* ‬القويمâ€* ‬ودعاâ€* ‬إلىâ€* ‬عقدâ€* ‬المجمعâ€* ‬اللاتراني ظ¦ظ¤ظ©م ‬الذيâ€* ‬أدانâ€* ‬القولâ€* ‬بالمشيئةâ€* ‬الواحدةâ€* ‬ونبذâ€* ‬المرسومâ€* ‬الإمبراطوري.

فلماâ€* ‬وصلتâ€* ‬أخبارâ€* ‬ماâ€* ‬حدثâ€* ‬للإمبراطور،â€* ‬اغتاظâ€* ‬واعتبرâ€* ‬أنâ€* ‬فيâ€* ‬الأمرâ€* ‬تمرّدًا،â€* ‬فبادرâ€* ‬إلىâ€* ‬إرسالâ€* ‬جيشâ€* ‬إلىâ€* ‬روميةâ€* ‬لوضعâ€* ‬حدّâ€* ‬للتدهورâ€* ‬الحاصل ظ¦ظ¥ظ£م.‬

أوقفâ€* ‬العسكرâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مرتينوسâ€* ‬الأسقف،â€* ‬وكانâ€* ‬مريضًاâ€* ‬عاجزًا،â€* ‬واستاقوهâ€* ‬كمجرمâ€* ‬إلىâ€* ‬القسطنطينيةâ€* ‬حيثâ€* ‬أُهينâ€* ‬أمامâ€* ‬الملأ،â€* ‬وحُكمâ€* ‬عليهâ€* ‬بالنفي،â€* ‬ثمâ€* ‬اقتيدâ€* ‬إلىâ€* ‬شرصونهâ€* ‬حيثâ€* ‬قضىâ€* ‬شهيدًاâ€* ‬فيâ€* ‬حالٍâ€* ‬يرثىâ€* ‬لها،â€* ‬فيâ€* ‬أيلولâ€* ‬منâ€* ‬السنة ‬ظ¦ظ¥ظ¥مâ€*.‬

توقيفâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬ومحاكمتهâ€*:‬
جرىâ€* ‬توقيفâ€* ‬‏القدّيسâ€* ‬مكسيموس،â€* ‬وكذلكâ€* ‬تلميذهâ€* ‬الأمينâ€* ‬أنستاسيوس،â€* ‬ومندوبâ€* ‬أسقفâ€* ‬روميةâ€* ‬الذيâ€* ‬كانâ€* ‬يُدعى ‬أنستاسيوسâ€* ‬أيّضًا.

أودعâ€* ‬الثلاثةâ€* ‬السجنâ€* ‬أشهرًاâ€* ‬طوالاًâ€* ‬قبلâ€* ‬أنâ€* ‬يمثلواâ€* ‬للمحاكمة.â€* ‬وُجِّهتâ€* ‬إلىâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬تهمًاâ€* ‬سياسيةâ€* ‬بالدرجةâ€* ‬الأولى. ‬قالواâ€* ‬إنهâ€* ‬ناهضâ€* ‬السلطةâ€* ‬الرسميةâ€* ‬وباركâ€* ‬اجتياحâ€* ‬العربâ€* ‬لمصرâ€* ‬وإفريقياâ€*. ‬وقيلâ€* ‬أيضًاâ€* ‬إنّهâ€* ‬تسبَّبâ€* ‬فيâ€* ‬بذرâ€* ‬الشقاقâ€* ‬فيâ€* ‬الكنيسةâ€* ‬بسببâ€* ‬عقيدته. ‬أجابâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬بهدوء،â€* ‬ولكنâ€* ‬بثباتâ€* ‬عزم،â€* ‬إنّهâ€* ‬يؤثرâ€* ‬قطعâ€* ‬الشركةâ€* ‬وسائرâ€* ‬البطاركةâ€* ‬والموتâ€* ‬علىâ€* ‬أنâ€* ‬يخونâ€* ‬الإيمانâ€* ‬القويم.

وقدâ€* ‬حُكمâ€* ‬عليهâ€* ‬بالنفي،â€* ‬واستيقâ€* ‬إلىâ€* ‬بيزياâ€* ‬فيâ€* ‬تراقياâ€* ‬فيماâ€* ‬استيقâ€* ‬أنستاسيوسâ€* ‬وأنستاسيوسâ€* ‬الآخرâ€* ‬إلىâ€* ‬موضعينâ€* ‬آخرينâ€*.‬

‏القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬فيâ€* ‬المنفىâ€*:‬
بقيâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬فيâ€* ‬المنفىâ€* ‬طويلاًâ€* ‬وكابدâ€* ‬الأمرّينâ€*. ‬أخيراًâ€* ‬قرّرâ€* ‬الإمبراطورâ€* ‬فتحâ€* ‬بابâ€* ‬الحوارâ€* ‬معهâ€* ‬عسىâ€* ‬أنâ€* ‬يكسبهâ€* ‬لأنهâ€* ‬أدركâ€* ‬أنّهâ€* ‬ماâ€* ‬لمâ€* ‬ينجحâ€* ‬فيâ€* ‬إقناعâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬بالانضمامâ€* ‬إلىâ€* ‬حزبهâ€* ‬فلنâ€* ‬ينجحâ€* ‬فيâ€* ‬كسبâ€* ‬الرأيâ€* ‬العامâ€* ‬الأرثوذكسيâ€*.‬

القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬فيâ€* ‬العذاباتâ€* ‬واستشهادهâ€*:‬

أوفدâ€* ‬الإمبراطورâ€* ‬وفدًاâ€* ‬منâ€* ‬ثلاثةâ€* ‬أشخاص،â€* ‬أسقفًاâ€* ‬يدعىâ€* ‬ثيودوسيوسâ€* ‬ونبيلينâ€* ‬آخرينâ€*. ‬فلماâ€* ‬التقوهâ€* ‬وجدوهâ€* ‬سيّدâ€* ‬قواه،â€* ‬ثابتًاâ€* ‬علىâ€* ‬قناعتهâ€* ‬الأولى.

ولمّاâ€* ‬دخلواâ€* ‬معهâ€* ‬فيâ€* ‬بحثâ€* ‬لاهوتيâ€* ‬فيâ€* ‬الموضوعâ€* ‬المطروح،â€* ‬فنّدâ€* ‬حججهمâ€* ‬ودحضâ€* ‬مزاعمهم،â€* ‬فثارتâ€* ‬ثائرتهمâ€* ‬عليهâ€* ‬وأمطروهâ€* ‬شتمًاâ€* ‬وضربًاâ€* ‬وانصرفوا.

‏بعدâ€* ‬ذلكâ€* ‬جرىâ€* ‬نقلâ€* ‬مكسيموسâ€* ‬إلىâ€* ‬بربريسâ€* ‬حيثâ€* ‬بقيâ€* ‬محتجزًاâ€* ‬وتلميذهâ€* ‬أنستاسيوسâ€* ‬ستâ€* ‬سنوات،â€* ‬بانتظارâ€* ‬محاكمتهماâ€* ‬منâ€* ‬جديد.

وفيâ€* ‬السنة ‬ظ¦ظ¦ظ¢مâ€* ‬مثلâ€* ‬أمامâ€* ‬بطريركâ€* ‬القسطنطينيةâ€* ‬ومجمعهâ€*.

‬سألوهâ€* :‬منâ€* ‬أيّةâ€* ‬كنيسةâ€* ‬أنت؟â€* ‬منâ€* ‬القسطنطينية؟â€* ‬‏منâ€* ‬رومية؟â€* ‬منâ€* ‬أنطاكية؟â€* ‬منâ€* ‬الإسكندريّة؟â€* ‬‏منâ€* ‬أورشليم؟â€* ‬فهاâ€* ‬همâ€* ‬جميعًاâ€* ‬متّحدونâ€* ‬فيماâ€* ‬بينهمâ€*. ‬فأجابâ€* ‬القدّيسâ€* ‬مكسيموسâ€* :‬*«â€¬إنâ€* ‬الكنيسةâ€* ‬الجامعةâ€* ‬هيâ€* ‬الاعترافâ€* ‬بالإيمانâ€* ‬الصحيحâ€* ‬والخلاصيâ€* ‬بإلهâ€* ‬الكون*».

‬هُدِّدâ€* ‬بالموتâ€* ‬فأجابâ€*: ‬*«â€¬ليتحققâ€* ‬فيّâ€* ‬ماâ€* ‬رسمهâ€* ‬اللهâ€* ‬منâ€* ‬قبلâ€* ‬الدهورâ€* ‬لأعطيâ€* ‬للهâ€* ‬المجدâ€* ‬الذيâ€* ‬لهâ€* ‬منâ€* ‬قبلâ€* ‬الدهورâ€*!‬*»â€¬â€* ‬فلعنوهâ€* ‬وأهانوهâ€* ‬وسلّموهâ€* ‬لحاكمâ€* ‬المدينةâ€* ‬الذيâ€* ‬حكمâ€* ‬عليهâ€* ‬بالجلد،â€* ‬وقطعâ€* ‬لسانهâ€* ‬ويدهâ€* ‬اليمنىâ€* ‬اللذينâ€* ‬بهماâ€* ‬اعترفâ€* ‬بإيمان.

وبعدماâ€* ‬استاقوهâ€* ‬فيâ€* ‬شوارعâ€* ‬المدينةâ€* ‬مدمّىâ€* ‬كلّه،â€* ‬أودعوهâ€* ‬قلعةâ€* ‬فيâ€* ‬أقاصيâ€* ‬القوقاز،â€* ‬فيâ€* ‬لازيكوس.

هناكâ€* ‬لفظâ€* ‬أنفاسهâ€* ‬الأخيرةâ€* ‬فيâ€* ‬ظ،ظ£آب ظ¦ظ¦ظ¢مâ€* ‬عنâ€* ‬عمرâ€* ‬ناهزâ€* ‬الثانيةâ€* ‬والثمانينâ€*. ‬وقدâ€* ‬نُقلâ€* ‬أنâ€* ‬ثلاثةâ€* ‬قناديلâ€* ‬زيتâ€* ‬كانتâ€* ‬تشتعلâ€* ‬علىâ€* ‬قبرهâ€* ‬منâ€* ‬ذاتهاâ€* ‬كلّâ€* ‬ليلة

[Mary Naeem]

طروبارية القديسة ايريني "سلام" Byzantine Chants

[Mary Naeem]

النهاردة: نياحة القديسة إيريني .. 21 مسرى

[Mary Naeem]

القديسة إيريني التي من خريسوفلاندو

(القرن 9م) -ظ¢ظ¨ تموز

وُلِدَت في كبادوكية حوالي العام 830م بعد وفاة الإمبراطور ثيوفيلوس عدو الأيقونات، من عائلة غنيّة ونبيلة. كان والدها قائداً في الجيش أما والدتها فقد توُفيَت عندما كنت ايريني في الثالثة من عمرها وأختها كالينيكي في السادسة. احتضنَتهما عمّتهما صوفيا وربّتهما على الفضيلة والأخلاق الحسنة وعوّضتهما الحنان والعطف وكان لها أكبر الأثر في تهذيب نفسيهما وعلّمتهما المحبة وخاصة محبّة الله. كبرَت كالينيكي وأصبحت فائقة الجمال ومملوءة حيويّة فأُعجب بها أخو الإمبراطورة ثيودورة وتزوجها وانتقلَت لتعيش معه في القسطنطينيّة. أمّا ايريني فكانت هادئة حسّاسة تميل إلى حياة الوحدة والعزلة مُزينةً نفسها بالفضائل وكانت تحصر كل اهتمامها بالعناية بالفقراء والمحتاجين والبؤساء تزورهم برفقة عمّتها صوفيا. كما كانت دائمة التردّد على الأديار في منطقتها وخاصة دير الأربعين شهيد للنساء حيث كانت تسترشد لدى الأب سيسينيوس الّذي له الفضل الكبير في تقدّمها الروحي. بلغَ مسامع الإمبراطورة محاسن وأخلاق ايريني وجمالها، فرغبَت بها زوجةً لابنها الملك ميخائيل وأرسلَت لها العربات الملكيّة لتُحضرها إلى البلاط. في الطريق طلبَت أن تزور الأب البار يوانيكوس الّذي ينسك في جبل الأولمبوس، وعندَ وصولها إلى صومعته بادرها بالسلام قائلاً: أهلاً وسهلاً بأمَة الله ايريني التي لن تصبح زوجةً للملك بل رئيسةً لدير خريسوفلاندو الّذي ينتظرها. دهشَت ايريني لهذا الكلام وانذهلَت، فكيف لهذا الأب أن يعرفها ويعرف قصتها. بعد نهاية لقاءها بالأب يوانيكوس واصلَت ايريني سفرها إلى القسطنطينيّة وقبل الوصول إليها علمَت أنَ الملك ميخائيل قد ارتبطَ بواحدة أخرى غيرها قبل أيام. ولكنّها واصلَت طريقها وحين وصولها استقبلتها الإمبراطورة استقبالاً حسناً وأقامت في البلاط الملكي وأصبحت صديقة لتقلا ابنة الإمبراطورة التي رافقتها في كلّ زياراتها للأديرة والكنائس المحيطة. وأكثر ما أحبّت كان دير رؤساء الملائكة في منطقة خريسوفلاندو الّذي أقامت فيه يومين اطلّعَت خلالهما على نظامه وطريقة عيش الراهبات فيه، وفاتحت رئيسة الدير برغبتها بالانضمام إليه فطلبت منها الرئيسة موافقة والدها نظراً لصغر سنّها. رفضَ والدها رفضاً قاطعاً التحاقها بالدير إذ كان راغباً بتزويجها. مرضت ايريني مرضاً شديداً وقطعَ الأطباء كلّ أملٍ في شفاءها، ركعَ والدها وصلّى وطلبَ شفاعة العذراء واعداً أن يأخذها بيده إلى الدير. فكان أن تعافت وعادت إليها صحتها. وفي يوم عيد الصليب ذهبت إلى الدير وأدخلتها الرئيسة إلى الكنيسة وألبستها ثوب الابتداء بوجود والدها. عاشت ايريني في الدير ممارسةً أسمى أنواع الفضائل وظهرَ تواضعها في كل تصرّفاتها منذ أيامها الأولىَ وطاعتها لرئيستها وأخواتها في الدير. أحبّت الاقتداء بالقدّيس أرسانيوس في صلاته من غياب الشمس إلى الصباح. وبنعمة الله صارت تقف وتمد يديها في الصلاة ليلَ نهار. جاهدت بإدراك وإحساس ووعي كي لا تطالها أحابيل إبليس وحيله فضاعفت نسكها وزادت صلواتها. حين توفيَت رئيستها انتخبتها راهبات الدير رئيسة عليهن بموافقة البطريرك القدّيس مثوديوس رغم معارضتها. فعاشت كملاك أرضي وتلّقت من الحكمة ما مكنّها من اقتياد نفوس عديدة على درب الخلاص. لم تشأ أن تعتبرها الأخوات معلّمة لهنّ بل واحدة منهنّ موضوعة للخدمة، فقادت قطيعها بوداعة وصبر ومحبة. حظيت من الله بهبة الرؤيا فكانت تستدعي الأخوات وتكشف لهنّ أفكارهنّ العميقة العقيمة وبتمييز تساعدهنّ على التنّقي أمام الله. قصدَها الكثيرون من مختلف الطبقات لتلّقي إرشاداتها والركون إلى صلواتها فعلّمتهم التوبة والهداية. وبفضل روح النبوّة هذه أجرَت عدداً كبيراً من العجائب، فأنبأت باغتيال ميخائيل الثالث، وشَفَت ممسوسين بمساعدة القديس باسيليوس والقدّيسة أناستاسيا. شاهدتها إحدى الراهبات ذات ليلة وهي مرتفعة عن الأرض مسافة متر تقريباً تنحني أمامها شجرتا سرو باسقتان، ولم تعودا إلى طبيعتهما إلاّ بعد أن باركتهما القدّيسة ورسمَت عليهما إشارة الصليب. وفي اليوم التالي ربطَت الراهبة رأس الشجرتين بمنديل لتبرهّن للراهبات صحة الخبر الّذي روته لهنّ وفعلاً شاهدَت الراهبات المنديل مربوطاً في أعلى الشجرتين فتعجبنّ جداً لأنّه من المستحيل الوصول إلى أعلى الشجرتين لربطهما بسبب علوهنّ الشاهق فتأكدنّ من صحة قول الراهبة من أنّ الشجرتين كانتا تنحنيان عندما تبدأ القدّيسة صلاتها.
بلغت القدّيسة ايريني سنّ الثالثة بعدَ المئة وكانت تحتفظ بنضارتها وجمالها الجسديّ اللذين يعكسان جمالها الروحي. أنبأها ملاكها الحارس بموعد مغادرتها هذه الحياة الفانية، فاستعدّت لذلك واستدعت أخواتها الراهبات وعيّنت لهنّ رئيسة اختارها الله لتخلفها. وفي اليوم الموعود تناولت جسد المسيح واستودعَت الرب الإله روحها. تمّ دفنها في كنيسة القدّيس الشهيد ثيودوروس وأصبح ضريحها مزاراً لكل مَن يبغي شفاءً وهو يُصدر عطراً زكياً شاهداً على الحظوة التي اقتنتها لدى الله. ولا زالت إلى اليوم تتدّخل من أجل خير الطالبين شفاعتها وبركتها. تعيّد لها الكنيسة في اليوم الثامن والعشرين من شهر تموز، صلواتها وشفاعتها لتحفظنا كلّ حين.

[Mary Naeem]

لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه
(2كو 5: 21 )




قد يُثقل الاحساس بالذنب كاهل الذي ارتكب خطية خطيرة.‏ مثلا،‏ كتب الملك داود:‏ «ذنوبي قد طمت فوق رأسي،‏ كحمل ثقيل اثقل من استطاعتي».‏ (‏مزمور ظ£ظ¨:‏ظ¤‏)‏ لكنَّ الكتاب المقدس يمنح اشخاصا كهؤلاء رجاء معزِّيا.‏ يذكر:‏ «ليترك الشرير طريقه،‏ ورجل السوء افكاره،‏ وليرجع الى يهوه الذي يرحمه،‏ وإلى الهنا لأنه يكثر الغفران».‏ —‏ اشعيا ظ¥ظ¥:‏ظ§‏.‏

يُحكى أن موسيقياً عبقرياً كان في زيارة لإحدى العائلات، ورأى هناك فتاة رائعة الحُسن (وقد صارت له زوجة فيما بعد). في تلك الزيارة عرف من أبيها أن ابنته وهي تستمع لأنغامه الموسيقية بكل جوارحها، ارتعدت بشدة لما رأت ظهره الأحدب وسناماً بارزاً بين كتفيه. وبعد أيام زار ذلك الموسيقي تلك العائلة وتلطف في الحديث مع الفتاة عن منتهى إعجابه بحسنها وروعة الجمال الذي خلعه عليها الخالق المُبدع. فسألته الفتاة هذا السؤال: هل تعتقد يا سيدي في المَثَل القائل "إن الزواج يُصنع في السماء؟. فأجابها ذلك الموسيقي الذكي على الفور بقوله: نعم .. نعم.. لأني عندما وُلدت أنا، كُتب في السماء اسم زوجتي، ولكن قيل لي إنها ستكون مقوسة الظهر وبين كتفيها سنام بارز، فقلت: يا إلهي هل تشقي هذه الفتاة بهذا العيب الجسدي بينما أريدها رائعة الحُسن كاملة الجمال؟ وأخذت أتوسل إليه أن يجعلني أنا الأحدب وأن ينقل إليَّ هذا السنام وأن يصوغ الفتاة كما أتمناها جميلة رائعة الجمال. ويقول الراوي إنه بهذا الأسلوب الرقيق الذكي كسب ذلك الموسيقار قلب الفتاة وتزوجها. هذه قصة من محض الخيال، وإن كان خيالاً خصباً. لكنها تحمل إلينا صورة القصة الحقيقية الخالدة؛ قصة محبة الله للناس الخطاة أمثالنا. فإن الله في الأزل البعيد من قبل أن يخلق الإنسان ومن قبل أن تُخلق الأرض، تقرر في مقاصد الله أن يكون للرب يسوع، ابن محبة الآب، عروس تُشبع قلبه. هذه العروس تؤخذ من بين الناس. وكان في علم الله السابق أن الخطية ستدخل العالم بفعل إبليس الشرير وتُفسد كل خليقة الله، لكنه بحسب قصد أزلي في قلبه لم يشأ أن يكون لتلك العروس ما أراده لها الشيطان. وفي المشورات الأزلية جاء ابن الله المبارك في الجسد ليأخذ عن طريق البدلية عيوبنا نحن المؤمنين ويزيل عنا عار الخطية ويكسونا بكل طهارته وجماله وأن يُحضرنا لنفسه كنيسة مجيدة بلا عيب في يوم عتيد. هذه هي قصة الفداء ـ قصة الصليب ـ قصة محبة الله التي جذبت قلوبنا. والمحبة حين تجذب لا بد تربح وتكسب