منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 08 - 2021, 11:04 AM   رقم المشاركة : ( 48431 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان عند نهاية الشهرين أنها
رجعت إلى أبيها، ففعل بها نذره الذي نذر
( قض 11: 39 )




كان يفتاح الجلعادي ابن امرأة زانية، ولذلك فقد طرده إخوته من ميراث أبيه وأرضه.
ويبدو أنه هناك في المنفى الاختياري الذي اتخذه الأب يفتاح، وُلدت ابنته الوحيدة.

ولم تكن هي وحيدته فحَسَب، بل كانت كل شيء جميل في حياته أيضًا.
 
قديم 25 - 08 - 2021, 11:05 AM   رقم المشاركة : ( 48432 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان عند نهاية الشهرين أنها
رجعت إلى أبيها، ففعل بها نذره الذي نذر
( قض 11: 39 )





ولكن حياة فتاتنا كانت قصيرة، فودّعت العالم وهي في عمر الزهور. لكن المأساة حقًا أن الفترة القصيرة التي عاشتها فوق هذه الأرض، لم يكن لها حظ في ابتسامات الحياة على الإطلاق.

فقد كانت تحمل ذلة الماضي البعيد، إذ جاء أبوها إلى العالم نتيجة نشوة رعناء من أبيه، ونظر المجتمع نظرته المريبة إلى هذا الطفل الوليد، وعاقبه على ذنب لم يرتكبه هو.

ولمَّا وُلدت البنت، حملت مع أبيها بشاعة جُرم جدها. فلقد وُلدت في أرض طوب بعيدة عن بلادها، لا تعرف شيئًا عن دفء الحياة العائلية.
ويوم قُدِّر لها أن تعود إلى أرض الآباء، وقُدِّر لأبيها أن يعود إلى بلده رأسًا لا ذنبًا، ويوم ظنت أنها ستودع حياة التشرد إلى الأبد، لم تكن تدري أنها ستودع الحياة برمتها.

 
قديم 25 - 08 - 2021, 11:06 AM   رقم المشاركة : ( 48433 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان عند نهاية الشهرين أنها
رجعت إلى أبيها، ففعل بها نذره الذي نذر
( قض 11: 39 )





عرف أبوها الحياة المُعذبة.
وسارت البنت وراء أبيها في أرض الدموع والألم.
وهكذا عرفت فتاتنا ألم الحزن منذ نعومة أظفارها، وشربت كأس الحرمان مع لبن الرضاعة.

عاشت خفيضة الرأس، تتجرَّع غُصص الألم.
وجاء اليوم الذي تقاسم أباها الحياة الكريمة، فأبَت المقادير!

وبدل أن تقاسم أباها كأس الفخار والعز، تعيَّن لها أن تشرب من يده هو كأسًا أخرى شديدة المرارة،
فما كان منها إلا مواجهة هذا بثبات وشجاعة!


 
قديم 25 - 08 - 2021, 11:07 AM   رقم المشاركة : ( 48434 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان عند نهاية الشهرين أنها
رجعت إلى أبيها، ففعل بها نذره الذي نذر
( قض 11: 39 )





إن أيوب المُبتلي تكلم في البداية كلامًا طيبًا أمام تجربته القاسية، قابلاً من يد الرب كاس العلقَم. لكن سرعان ما سمعناه يسب يومه، ويسيِّب شكواه، ويتكلم في مرارة نفسه ( أي 3: 1 ، 10: 1).

وأما هذه الفتاة فلم نسمع منها مُطلقًا، لا في الأول ولا في الآخر، إلا كل تسليم.
قبلت مأساتها، وتسلَّمت فتاتنا الرقيقة بيد غير واجفة الكأس المُرَّة، واستسلمت لِما سمح لها الله، دون ما تذمر ولا شكوى!

أيتها الفتاة النبيلة الكريمة، ما أكثر ما نشكو نحن ونتذمر، مع أن ظروفنا أفضل بكثير! ألا علمتِنا أن نتقبل من إلهنا تجاربنا بثبات، كما فعلتِ أنت عندما قابلتِ الممات؟!!



 
قديم 25 - 08 - 2021, 11:09 AM   رقم المشاركة : ( 48435 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيمان إيليا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان كلام الرب له قائلاً: انطلق من هنا واتجه نحو المشرق،
واختبئ عند نهر كريث.. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك
( 1مل 17: 2 - 4)




كان على إيليا أن يسير في رحلة طويلة حتى يصل إلى نهر كريث وأن يعيش في عُزلة بعيدًا عن الناس. وكان عليه أن يخضع للتوجيه الإلهي حتى لو لم يكن مُقتنعًا به. وربما كان رافضًا لطريقة الإعالة التي حددها له الرب بواسطة الغربان؛ هذه المخلوقات النجسة والمكروهة والتي تتميز بالشراهة والخطف. كيف يغيِّر الغراب طبيعته؟ كيف يصير أنيسًا وصديقًا لإيليا؟ كيف يُحضر له الطعام بدلاً من أن يخطف منه؟ كيف سيكون عطوفًا ووفيًا له، وهو الذي لا يعطف على فراخه الصغيرة ويُطعمها؟ إذ مكتوب: «مَنْ يُهيئ للغراب صيده، إذ تنعَب فراخه إلى الله، وتتردد لعدم القوت» ( أي 38: 41 ).

لكن إيليا تعلَّم في مدرسة الله أن رغباته الطبيعية وفهمه للأمور ليست بالضرورة صوابًا، بينما ما يقوله الله هو الصحيح دائمًا، وعليه أن يخضع لإرادة الله، وأن تنكسر إرادته الذاتية. والإيمان يحتمل بصبر كل الظروف المعاكسة. وقد لا يقترن هذا الخضوع في البداية بالفرح بل بالحزن. لكن إيليا وثق أن الله مسئول عنه، وسيعوله ويحفظه بطريقته، حتى ولو بدا وكأنه شخصيًا يتجه نحو الغروب وليس نحو شروق الشمس. ومع ذلك فإن كلمة الرب أصدق طالما قال له: اتجه نحو المشرق. وسيكون ذلك صباحًا صحوًا جميلاً بالنسبة له.

وإذا قال له الرب: «اختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن»، فإن هذا المكان سيصبح ملجأً أمينًا على الرغم من أنه على حدود السامرة حيث أخآب يطلب نفسه ليهلكها. والإيمان أمسك بوعد الله، أنه حتى ولو اشتدت المجاعة فهو لن يجوع. ولو ماتت كل الغربان فالله سيبقى، ويُبقي من هذه المخلوقات مَنْ تحمل له الطعام لكي لا يموت.

إن الغراب عند الناس يرتبط بالتشاؤم، لكن الأمر لم يكن كذلك عند إيليا. فقد كان يتهلل بِشرًا عندما يرى هذه المخلوقات السوداء تطرق بابه حاملة له الطعام، بل حاملة الدليل على عناية الرب به. لقد كان قول الرب له: «أنا قد أمرت الغربان أن تعولك هناك»، هو العكاز الذي يتوكأ عليه في رحلته وغربته.
.




 
قديم 25 - 08 - 2021, 11:10 AM   رقم المشاركة : ( 48436 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان كلام الرب له قائلاً: انطلق من هنا واتجه نحو المشرق،
واختبئ عند نهر كريث.. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك
( 1مل 17: 2 - 4)




كان على إيليا أن يسير في رحلة طويلة حتى يصل إلى نهر كريث وأن يعيش في عُزلة بعيدًا عن الناس. وكان عليه أن يخضع للتوجيه الإلهي حتى لو لم يكن مُقتنعًا به.

وربما كان رافضًا لطريقة الإعالة التي حددها له الرب بواسطة الغربان؛ هذه المخلوقات النجسة والمكروهة والتي تتميز بالشراهة والخطف.

كيف يغيِّر الغراب طبيعته؟ كيف يصير أنيسًا وصديقًا لإيليا؟ كيف يُحضر له الطعام بدلاً من أن يخطف منه؟ كيف سيكون عطوفًا ووفيًا له، وهو الذي لا يعطف على فراخه الصغيرة ويُطعمها؟ إذ مكتوب: «مَنْ يُهيئ للغراب صيده، إذ تنعَب فراخه إلى الله، وتتردد لعدم القوت» ( أي 38: 41 ).
 
قديم 25 - 08 - 2021, 11:13 AM   رقم المشاركة : ( 48437 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان كلام الرب له قائلاً: انطلق من هنا واتجه نحو المشرق،
واختبئ عند نهر كريث.. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك
( 1مل 17: 2 - 4)





لكن إيليا تعلَّم في مدرسة الله أن رغباته الطبيعية وفهمه للأمور ليست بالضرورة صوابًا، بينما ما يقوله الله هو الصحيح دائمًا، وعليه أن يخضع لإرادة الله، وأن تنكسر إرادته الذاتية.

والإيمان يحتمل بصبر كل الظروف المعاكسة.

وقد لا يقترن هذا الخضوع في البداية بالفرح بل بالحزن. لكن إيليا وثق أن الله مسئول عنه، وسيعوله ويحفظه بطريقته، حتى ولو بدا وكأنه شخصيًا يتجه نحو الغروب وليس نحو شروق الشمس.
ومع ذلك فإن كلمة الرب أصدق طالما قال له: اتجه نحو المشرق. وسيكون ذلك صباحًا صحوًا جميلاً بالنسبة له.

 
قديم 25 - 08 - 2021, 11:14 AM   رقم المشاركة : ( 48438 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان كلام الرب له قائلاً: انطلق من هنا واتجه نحو المشرق،
واختبئ عند نهر كريث.. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك
( 1مل 17: 2 - 4)





وإذا قال له الرب: «اختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن»
فإن هذا المكان سيصبح ملجأً أمينًا على الرغم من أنه على حدود السامرة حيث أخآب يطلب نفسه ليهلكها.

والإيمان أمسك بوعد الله، أنه حتى ولو اشتدت المجاعة فهو لن يجوع.

ولو ماتت كل الغربان فالله سيبقى، ويُبقي من هذه المخلوقات مَنْ تحمل له الطعام لكي لا يموت.


 
قديم 25 - 08 - 2021, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 48439 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




وكان كلام الرب له قائلاً: انطلق من هنا واتجه نحو المشرق،
واختبئ عند نهر كريث.. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك
( 1مل 17: 2 - 4)





إن الغراب عند الناس يرتبط بالتشاؤم، لكن الأمر لم يكن كذلك عند إيليا.
فقد كان يتهلل بِشرًا عندما يرى هذه المخلوقات السوداء تطرق بابه حاملة له الطعام، بل حاملة الدليل على عناية الرب به.
لقد كان قول الرب له: «أنا قد أمرت الغربان أن تعولك هناك»، هو العكاز الذي يتوكأ عليه في رحلته وغربته.


 
قديم 25 - 08 - 2021, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 48440 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ارتعب فيلكس



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«وَبَيْنَمَا كَانَ (بُولُسُ) يَتَكَلَّمُ ... ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ»

( أع 24: 25 )




يسعى علم النفس الحديث جاهدًا لإزالة ما يُسمونه “ضمير المذنوبية” أو “عقدة الشعور بالذنب”، ومن وجهة نظرهم إن هذا هو الأسلوب الصحيح كي يحيا الإنسان بدون مشكلة الخطية التي تؤرقه، وتُسبب له الكثير من المتاعب والضغوط النفسية. فإذا أحَلَّو للإنسان ارتكابه للخطية والإثم، وأصبح يُمارسها بدون أن يشعر بالمذنوبية، فبذلك سيعيش بدون مرارة الشعور بالذنب، وسيتوافق كيانه الذهني مع ما يُمارسه من أفعال آثمة. ولكن للأسف - طبقًا لهذا المفهوم الخاطئ - ينشئ في الإنسان قلب مُتقسي «يَشْرَبُ الْهُزْءَ كَالْمَاءِ» ( أي 34: 7 ).

ولكن يبقى أن نعرف أن “الشعور بالذنب”، بالنسبة إلى ضميرنا وقلوبنا، له نفس تأثير الشعور بالألم على أجسادنا. إن فقدان الإحساس في الأعصاب الطرفية عند الإنسان يعني من المحتم وقوعه في خطر داهم، فهو قد يحترق دون أن يشعر، أو يدخل في قدميه ما يؤذيه دون أن يحس بها، وتكون النتيجة الحتمية كارثة مُروعة. وهكذا الضمير المُتقسي بالنسبة للخطية، والذي تعلَّم الإنسان أن يُسكته ويُفقده إحساس الشعور بالمذنوبية، له مثل هذا التأثير المُهلِك والمُدمر على الإنسان. إن الشعور بالذنب يُحذرنا من أن هناك خطورة روحية وأخلاقية تحدث في حياتنا.

وهذا ما حدث مع فيلكس الوالي؛ لقد كلَّمه الرسول بولس «عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ». وكانت النتيجة أن الروح القدس بكَّته، واستيقظ ضميره النائم، وأحس “بالشعور بالذنب”، إذ كان يعيش حياة خاطئة مع دروسلا. ولكن بدلاً من أن يتوب ويرجع إلى الرب، صرف بولس بحجة أنه متى حصل على وقت سيستدعيه، وحينئذٍ قسَّى قلبه، ووسم ضميره الذي صرخ يومًا مُشتكيًا عليه، فلما استحضر بولس في المرات التالية، كان قد وصل إلى مرحلة فقدان الشعور بالذنب، لقساوة القلب؛ فقد الشعور بالتبكيت، الذي هو وظيفة الضمير في الإنسان، وبالتالي فقد حياته للأبد.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025