06 - 08 - 2014, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 4801 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإحتفال بأعياد القديسين إعداد القس يوحنا ميشيل - كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بمسرة أولاً : الأساس الكتابى : الشفاعة وصداقة القديسين مقدمة عامة : + الشفاعة : حتى خمسة قرون خلت لم تكن هناك قضية بالنسبة لشفاعة القديسين - صلواتهم وطلباتهم وتوسُّلاتهم من أجل المؤمنين - ولم يكن بينها تناقُض وبين شفاعة المسيح الفريدة. وكان مفهوماً حدود الدور الذي رسمته لهم إرادة الله ونعمته، كأعضاء أحياء ضمن الكنيسة المنتصرة أو كرفاق للمؤمنين في الكنيسة المجاهدة، تؤيِّده أحداث الكتاب المقدس ووصاياه على مدى العصور. ولم تتحوَّل شفاعة القديسين إلى قضية جدلية لا داعي لها إلاَّ في القرون المتأخِّرة عندما غالى البعض (كنيسة روما) في قيمة دورهم ، الأمر الذي رآه غيرهم (البروتستانت) تجاوزاً، ومَن ثمَّ استبعدوه كلِّيةً إذ رأوا فيه انتقاصاً من عمل المسيح الكفَّاري - رغم مجافاة هذا الفكر لروح الكتاب - فحرموا أنفسهم ومن تبعهم دون مبرر من معونة أتاحتها نعمة الله. وبمُضيّ السنين بدأ التخلِّي عن كثير من أُسس الحياة الكنسية وعقائدها وتقاليدها. وطال التغيير شكل الكنيسة نفسها، فتجرَّدت من هيكلها ومذبحها وصور شهدائها وقديسيها. وهكذا استُبعِد الجيد مع الرديء، وعانى جسد المسيح جراحاً جديدة، وتضاعفت المصاعب أمام وحدة الكنيسة. + مقدمة لُغوية لكلمة الشفاعة : المعنى الحرفي للشفاعة Intercession: هو الوساطة والتدخُّل لحساب مَن يحتاج لدى مَن يملك الحاجة ويُقابلها في اللغة اليونانية عدد من الكلمات مثل: باراكليتوس وباراكليتون Paraklhton (باراقليط)، وتعني وسيط mediator، شفيع، محامٍ، محاجّ، معزٍّ (أي 16: 2؛ يو 14: 26،16؛ 15: 26؛ 16: 7؛ رو 8: 34،27،26؛ عب 7: 25؛ 1يو 2: 1)؛ وإنتينخاني (باليونانية) Enthgxanei بمعنى يتوسل، يتضرَّع، يلتمس، يستغيث (دا6: 13،12؛ أع25: 24؛ رو11: 2؛ 1تي1:2؛ يع5: 16). وفي الكلمات اليونانية والقبطية: - برسفيا ~precbi~a وهي يونانية بمعنى شفاعة أو سفارة (لو 14: 32؛ 19: 14) - إفكي (إفشي euxh) باليونانية أو إشليل ~}lhlبالقبطية، بمعنى صلاة - بروستاتيس ~proctathc واستُعملت في الكتاب المقدس للمؤنث بمعنى مُعينة (مثل فيبي - رو 16: 2،1) + شهادة كلمة الله : 1. صلُّوا بعضكم لأجل بعض: إن طبيعة الكنيسة كجسد المسيح، هو فيه الرأس، الذي يلتحم به أعضاء الكنيسة على الأرض وفي السماء، الذين في محبتهم يهتمون ببعضهم اهتماماً واحداً (1كو 12: 25)، وفي اسم المسيح يُقدِّمون طلباتهم من أجل أنفسهم ومن أجل الآخرين. إن الكتاب نفسه يحثُّنا أن نصلي بعضنا لأجل بعض (يع 5: 16)، وحتى من أجل أعدائنا الذين يُسيئون إلينا (مت 5: 44) كي يغفر الله لهم ويُغيِّر نهج حياتهم. والقديس بولس، كما يذكر الآخرين في صلواته بلا انقطاع (رو 1: 9؛ 2كو 13: 7؛ أف 1: 16؛ 3: 14-19؛ في 1: 4،3؛ كو 1: 3، 9-12؛ 1تس 1: 2؛ 3: 10؛ 2تس 1: 11؛ 2تي 1: 3، فل 4)، هو يطلب «أن تُقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكُّرات لأجل جميع الناس» (1تي 2: 2،1)؛ بل إنه يطلب الصلاة من أجله (رو 15: 30؛ 2كو 1: 11؛ 1تس 5: 25؛ فل 22؛ عب 13: 18) ومن أجل خدمته: «مُصلِّين بكل صلاة وطلبة... لأجل جميع القديسين ولأجلي لكي يُعطَى لي كلام عند افتتاح فمي» (أف 6: 19،18). وعندما أُلقي القديس بطرس في السجن، صعدت من الكنيسة «صلاة بلجاجة إلى الله من أجله» (أع 12: 5) وفي إرسالية برنابا وشاول صامت الكنيسة وصلَّت من أجلهما (أع 13: 3). ومُعلِّمنا يعقوب يطلب الصلاة من أجل المرضى «وصلاة الإيمان تشفي المريض والرب يُقيمه، وإن كان قد فعل خطية تُغفر له» (يع 5: 15). وكما كان - ها هو كائن - فالكنيسة في صلواتها اليوم تطلب من أجل سلامها، ومن أجل خُدَّامها، ومن أجل خلاص العالم، ومن أجل المرضى والمسافرين والمعوزين؛ بل هي تُصلِّي أيضاً من أجل الطبيعة: أهويةً ومياهاً وعُشباً وزرعاً وثماراً وحيواناً؛ كما تُصلِّي من أجل كل مَن له تعب في خدمة الله بكل نوع؛ وتذكر الراقدين والقديسين كما تطلب صلواتهم. وشماس الهيكل في ختام صلوات القداس يُنادي الشعب: ?اطلبوا عنا وعن كل المسيحيين الذين سألونا أن نذكرهم في بيت الرب?. شفاعتنا بعضنا لأجل بعض هي استجابة لصوت الإنجيل. وإذا كان الرسل وهم تحت الآلام يطلبون صلوات الكنيسة عنهم، فليس غريباً أن نطلب صلواتهم - أي شفاعتهم - وهم في المجد. 2. الله يُكرم قديسيه: - كلمات الكتاب تشهد بإكرام الله لقديسيه: «أُكرم الذين يكرمونني، والذين يحتقرونني يصغرون» (1صم 2: 30)؛ «إن كان أحد يخدمني، يكرمه الآب» (يو12: 26)؛ «الذي يسمع منكم يسمع مني والذي يرذلكم يرذلني» (لو10: 16)؛ «ذِكْر الصدِّيق للبركة» (أم 10: 7)؛ «الصدِّيق يكون لذكْرٍ أبدي» (مز112: 6) «اذكروا مرشديكم الذين كلَّموكم بكلمة الله انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم» (عب13: 7) - والكتاب يصف الأبرار أنهم «يضيئون كضياء الجَلَد، والذين ردُّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور» (دا 12: 3)، ويضيئون «كالشمس في ملكوت أبيهم» (مت13: 43) «وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم» (عب11: 38) «طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها» (يع5: 16-18) - بل إن الله نسب نفسه إلى قديسيه قائلاً: «أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب» (خر 3: 16،15،6؛ 4: 5؛ مت 22: 32؛ مر 12: 26؛ لو 20: 37؛ أع 7: 32) وتعاهَدَ معهم، ومن هنا كان الآباء والأنبياء يتشفعون بهم لكي يتحنن الله عليهم (تك 32: 9-11؛ خر 32: 11-13؛ تث 9: 27،26؛ 1مل 8: 22-26؛ 1مل 18: 36-38؛ 2مل 13: 23،22؛ 1أخ 29: 10-18؛ 2أخ 6: 42). - وقد وبَّخ الله هارون ومريم لمَّا تقوَّلا على موسى قائلاً عنه: «هو أمين في كل بيتي، فماً إلى فم وعياناً أتكلَّم معه» (عد 12: 8،7) - ومن أجل قديسيه كان الله يفيض ببركاته ويتحنن بغير طلب أو حتى بعد انتقالهم من العالم: + الله «ذَكَرَ إبراهيم» (تك 19: 29)، وأنقذ لوطاً من وسط الهلاك الذي عوقبت به سدوم وعمورة. + والرب بارك بيت فوطيفار بسبب يوسف: «وكانت بركة الرب على كل ما كان له في البيت وفي الحقل» (تك 39: 5). + وبسبب خطية سليمان حَكَمَ الله بتمزيق مملكته، ولكنه من أجل داود - الذي توسَّل به سليمان إلى الله (مز 132: 10) - لم يفعل ذلك في أيامه «بل من يد ابنك أُمزِّقها... بل أُعطي سبطاً واحداً لابنك لأجل داود عبدي...» (1مل 11: 11-13)، ويكرر عهده هذا مع يربعام (1مل 11: 31-36). ومن أجل داود أيضاً لم ينزع الرب مُلْك يهوذا من أبيام حفيد أبشالوم (1مل 15: 1-5) ويهورام بن يهوشافاط (2مل 8: 19)، وأنقذ أورشليم من ملك أشور (2مل 19: 32-34). + كما وعد تلاميذه قبل أيام من صليبه: «أنتم الذين تبعتموني، في التجديد، متى جلس ابن الإنسان على كُرسيِّ مجده، تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسيّاً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر» (مت 19: 28). بل إن أسماء الرسل ستكون مكتوبة على أساسات سور أورشليم الجديدة النازلة من السماء (رؤ 21: 14). سحابة الشهود: "لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضاً إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هَذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا" (عب12: 1) والكنيسة تُقدِّم القديسين نماذج للمنتصرين، تحتفي بهم وتُعرِّف المؤمنين بجهادهم لتُشدِّدهم في مسيرتهم، وهي تكرِّمهم كما تكرِّم الدولة شهداء الدفاع عن سلامتها. هؤلاء الذين كانوا مع الرب وكلَّمونا بكلمة الحياة، وشهدوا بحياتهم وموتهم لإيمانهم وحبهم للملك المسيح، فصاروا لنا قدوة، كما يبقون إلى النهاية سنداً وعوناً للمجاهدين إلى أن يستوطنوا عند الرب وينضموا إلى صفوفهم. أهل بيت الله: "فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً ، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ" (اف 2 : 19) - البنوة والإنتماء - الألفة مع الكنيسة والوعى بها - الفخر بأصالة كنيستنا ونقاء تعاليمها - الفخر بهذه العائلة: نحن فخورون بهذه العائلة الضخمة المقدسة من آبائنا القديسين التي تضم أطفالاً، وكبارًا، ورجالاً، ونساءً، وشباب من شهداء، ورهبان، وقديسين، وكهنة، وعلمانيين - العمل الجماعى بروح الفريق - المساندة وحياة الشركة (جسد واحد وأعضاء كثيرين) صداقة القديسين : تطبيق عملى حقيقى مُعاش .. أمثلة : - طوبيا والملاك - القديس باسيليوس وأبو سيفين - البابا كيرلس ومارمينا .. إلخ. ثانياً : الإفخارستيا محور الإحتفال المسيح محور الإحتفال : «اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي» (لو10: 16) الله نفسه مُمجد في قديسيه.. "متى جاء ليتمجد في قديسيه ويُتعجب منه" (2تس1: 10). لذلك فحينما نُمجد القديسين فإنما نحن نُمجد الله فيهم. وقد أعطاهم الله مجدًا يفوق الوصف "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد" (يو17: 22) واعتبرهم نظيره "من يقبلكم يقبلني، ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني" (مت10: 40) فنحن في إكرامنا للقديسين نسير على خُطَى الرب ووصاياه، كما أننا في الحقيقة نُكرِم بذلك مَن أرسلهم ونُمجِّد مصدر صلاحهم وقداستهم، وهو الله. القداس والإفخارستيا أساس الإحتفال: وفيما تكرِّمهم الكنيسة تُكرم الله. فالاحتفاء بعيد القديس (أو القديسة) لا يتم إلاّ من خلال القداس، فهذا القديس لا يُكرَم وحده بعيداً عن سيده، وإنما في ظل تمجيد سيده المسيح وتذكار صليبه وموته وقيامته في صلوات الإفخارستيا، والذى بواسطتهم إستحق القديس هذا التكريم . ثالثاً : مكانة القديسين فى الكنيسة القبطية أسباب تكريم القديسين: + لأنهم صاروا لنا كأنوار كاشفة، وعلامات للطريق. + نكرمهم حسب وصية الكتاب : "اذكروا مُرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتَمثَّلوا بإيمانهم" (عب13: 7) + ونحن نكرّمهم لأن الله نفسه يُكرمهم.. "فإني أُكرم الذين يُكرمونني، والذين يحتقرونني يصغُرون" (1صم2: 30) + وسوف يأتي السيد المسيح في مجيئه الثاني مع جماعة القديسين "في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه" (1تس3: 13)، "هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه" (يه14). + بل وسوف يشتركون في دينونة العالم "ألستم تعلمون أن القديسين سيدينون العالم؟" (1كو6: 2)، "متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضًا على اثنى عشر كرسيًا تدينون أسباط إسرائيل الاثنى عشر" (مت19: 28). + والقديسون هم الذين عرّفونا مشيئة الله "التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبيائه القديسين منذ الدهر" (أع3: 21)، "كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر" (لو1: 70) + وسوف نتشارك معهم في المجد الأبدي.. "شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور" (كو1: 12) "أما قديسو العلي فيأخذون المملكة ويمتلكون المملكة إلى الأبد وإلى أبد الآبدين" (دا 7: 18) + والقديسون معنا في شركة عضوية جسد المسيح، وهذه العضوية لا تنتهي بانفصال الروح عن الجسد، بل بالعكس تستمر وتتأصل إلى الأبد.. نحن أغنياء بجماعة القديسين، وصلواتهم عنا في كل حين.. شفاعتهم المقدسة تكون معنا آمين. مظاهر تكريم القديسين: فى أعياد السنة الطقسية: + كتاب السنكسار يُسجِّل لكل يوم من أيام السنة حياة قدِّيسي الكنيسة وآبائها، خاصةً الذين قدَّموا حياتهم على مذبح الاستشهاد. + وهناك ألحان كثيرة لمثل هذه المناسبات ضمن صلوات القدَّاس تتغنَّى بحياة القديس أو الشهيد، وخاصة ما يتعلَّق بالعذراء، ولكن كلمات اللحن تقترن أيضاً بتمجيد الله وتسبيحه. وعندما يُقام ?تمجيد? للقديس في عيده فهو في حقيقته تمجيد لله الذي أفاض نعمته على هذا القديس وساند جهاده ، فظل أميناً حتى النهاية وأكمل سعيه بسلام. فى قراءات كتابية مناسبة لكل إحتفال وعيد: فى القطمارس الدوار (الخاص بأيام السنة) توجد (خمس وخمسون قراءة) وبقية أيام السنة موزعة عليها، بحيث تقرأ: + قراءات (22 طوبة) نياحة القديس أنطونيوس، تقرأ فى الأيام الاخرى التى نحتفل فيها بآباء الرهبنة + قراءات (8 توت) نياحة موسى النبى تقرأ فى أعياد نياحة الأنبياء مثل أشعياء ودانيال وهوشع... + قراءات (29 هاتور) نياحة البابا بطرس خاتم الشهداء تقرأ فى أعياد نياحة الباباوات البطاركة الأقباط الآخرين + قراءات عيد نياحة البابا يوحنا ذهبى الفم فتقرأ فى أعياد نياحة البطاركة العموميون (روما والقسطنطينية والأرمن.. إلخ) + قراءات عيد نياحة القديسات: هلبيس وبستي وأغابي وصوفيا وثاؤبستا تقرأ فى أعياد نياحة العذاري القديسات + وهكذا الشهداء تقرأ لهم الفصول الخاصة بالاضطهاد والاستشهاد "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد..." إلخ. + وبعدما يُقرأ فصل من الابركسيس (أعمال الرسل) وهو السفر الذي يحكي تاريخ الكنيسة والذي ما يزال مفتوحاً (السفر الوحيد الذي لم يُختم) يأتى بعد ذلك السنكسار (تذكار اليوم) وهو سير الآباء، حيث تؤكد الكنيسة من خلالها أن هناك كثيرين جاءت حياتهم كترجمة للوصية وإنجيلاً معاشاً وأن السنكسار أيضاً ما زال مفتوحاً. فى إكرام الرفات المقدسة: - تاريخ إكرام رفات القديسين - بناء الكنائس على رفاتهم - دورة تمجيد القديسين (الزفة) - تطييب رفات القديسين - تقديم أيادى بخور فى الصلوات الليتورجية: 1. في ليتورجيا الصلوات والتسبيح: تسبحة الكنيسة السنوية والكيهكية تذخر بطلب شفاعات القديسين وصلواتهم (الثيئوطوكيات - الخاصة بالعذراء - ومجمع القديسين) وتمجيدهم، مُرافقاً لتسبيح الله وتمجيده (الذكصولوجيات والهوسات والإبصاليات) والتغنِّي بالمزامير والأحداث التي ساند فيها الرب قديسيه مثل: عبور الإسرائيليين البحر الأحمر بقيادة النبي موسى، وإنقاذ الرب للفتية الثلاثة من أتون النار؛ وهذا كله في قالب غنائي يضم مجموعة من الألحان الرائعة التي ظلت حية في أفواه القديسين على مدى القرون يرفع المشاعر بل والكيان كله لله. 2. في ليتورجيا القداس: في القداس الإلهي تتحقَّق أسمى درجات عبادة المؤمنين وأقدسها حيث تجتمع الكنيسة حول المسيح الذي يُقدِّم جسده ودمه بيد خادمه الكاهن وبحضور الملائكة والجمهور غير المنظور من قديسيه المنتصرين. وخلال الصلوات يـُذكَر القديسـون بـاعتبارهم حاضرين في الكنيسة كأحياء مع الملائكـة القائمين حـول المذبح والذيــن يحملون صلوات العابديـن مع البخور إلى العرش السماوي ... فهناك لحن الهيتينيات الذي يطلب شفاعة العذراء والملائكة والمعمدان ، وصلوات الرسل والشهداء وقدِّيسي اليوم ، ولحن طاي شوري ، وشيري ماريا ، وآكسيا (مستحقة... للقديسة) وآكسيوس (مستحق... للقديس)، ومجمع القديسين ... وهكذا، فالكنيسة هنا أيضاً تذكر وتتشفَّع بالقديسين المنتقلين، ولكن في ختام المجمع (في القداس الكيرلسي) تُعقِّب مستدركة باتضاع على لسان الكاهن: إننا يا سيدنا لسنا أهلاً أن نتشفع في طوباوية أولئك القديسين، بل هم قيامٌ أمام منبر (عرش) ابنك الوحيد، ليكونوا هم عِوَضاً عنا يتشفعون في ضعفنا ومسكنتنا. كُن غافراً لآثامنا من أجل طلباتهم عنا ومن أجل اسمك القدوس المبارك الذي دُعِيَ علينا. والشعب بعد ذلك يهتف: بركتهم المقدسة فلتكن معنا آمين...، ولكنه أيضاً يطلب لهم الراحة: يا رب نيِّحهم آمين. فالكنيسة والقديسون، إذن، يتبادلون الشفاعة عن بعضهم البعض أمام الابن الوحيد حامل خطايا الجميع (1يو 2: 1). والعلاَّمة أوريجانوس يقول:إن الطوباويين الذين رحلوا يحضرون بالروح في اجتماعات الكنيسة... بل ربما أكثر مما كانوا بالجسد. فلا يليق أن نستخف بصلواتهم. وقصص ظهور القديسين للأتقياء أثناء الليتورجيا، قديماً وحديثاً، متداولة كثيراً. (أبونا ميخائيل إبراهيم أثناء صلاة المجمع) فى الإقتداء بنهاية سيرتهم وإيمانهم: "اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ" (عب13: 7) فى الأيقونات الكنسية: 1. مفهوم الأيقونة : أيقونة كلمة يونانية Ikon ومعناها صورة ,رسم, شبه... الأيقونات هي صور القديسين، ويُشبِّهها البعض بالنجوم التي تزيِّن السماء، أو لوحة الشرف لأوائل الناجحين في جهاد الإيمان هم كبار عائلة المسيح، أقاربنا الذين انتقلوا إلى المجد وظلوا أحياء وإن ماتوا بالجسد. الأيقونة ليست لوحة جامدة رغم تكوينه من مادة جامدة بل هي تعليم حي شامل, تعليم إلهي. الأيقونة هي معجم لاهوتي يحوي بداخله كل التعاليم التي يمكن من خلالها أن نتعلم العبادة والصلاة والعقيدة. الأيقونة تنقل المؤمن عبر لحظات قليلة إلى زمن بعيد. "الأيقونة نافذة على الأبدية" وهذا معناه أنها تضعنا أمام الشخص المرسوم وتدخلنا في حوار معه, فالأيقونة الكنسية لا ترسم شخصاً عادياً (كالفوتوغرافيا) ولكنها ترسم "الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق" (أف 24:4) . لهذا ننير الشمعة أمام الأيقونة لنعبِّر عن حياة القديس التى كانت نور للعالم وذابت فى برية هذا العالم شهادة لمجد الله الأيقونة من العناصر الأساسية في العبادة لأنها تنقل لنا البشارة التي أعلنها لنا الله .. "الأيقونة كتاب مقدس ملون" إن إكرام الأيقونات فى كنيستنا الأرثوذكسية يستند إلى أهم عقيدة نؤمن بها ، ولها أثر مباشر فى قضية خلاصنا ، وهى عقيدة تجسد الله وحضوره الحقيقى بيننا . "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة . كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه .. الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمته قدرته" (عب 1:1-3) ففى العهد القديم تعامل الله مع الناس بواسطة أفعال إلهية وعن طريق أفواه الأنبياء ، أما فى العهد الجديد فقد تجسد كلمة الله "وحل بيننا ورأينا مجده" (يو 14:1) .. أى أن الآب نفسه ظهر للبشر بشخص الابن "أنا معكم زماناً هذه مدته ولم تعرفنى يا فيلبس ؟! الذى رأنى فقد رأى الآب" (يو 9:14) ، لقد تغير الوضع بسبب التجسد : 1- التجسد قدس المادة وأعاد إليها بهاءها الأول وإمكانية اتحاد الله بالإنسان وتجليه فى المادة . 2- صار الله حاضراً فينا ورأيناه وتلامسنا معه فلم يعد قريباً لذهن الإنسان أن يتخيل الله فى شكل وثن كما حدث قديماً بسبب احتجاب الله 3- ترقت البشرية وصار الله يعاملها كالبنين الناضجين "سمعتم أن قيل للقدماء .. أما أنا فأقول لكم ..." فلم تعد هناك رعب من انحراف العبادة إلى الأوثان . 4- الله بتجسده قد جدد طبيعتنا الساقطة الفاسدة وجعلنا مشابهة صورته "لأن الذين سبق نعرفهم سبق نعينهم ليكونوا مشبها ينه صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين" (رو 29:8) ، "الذى سينير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده" (فى 21:3) ، لذلك صار فى إمكاننا أن نعاين الصورة الأصلية للإنسان التى قصدها الله فى أدم ... نراها فى أولئك الذين جددهم المسيح بتجسده وحفظوا بطهارتهم نقاوة الصورة فلبسوا "صورة السماوى" (1كو 49:15) ، "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرأة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كو 18:3) . لذلك أمكننا أن نرسم أيقونة للمسيح "الذى هو صورة الله" (2كو 4:4) كفلاحة منظورة لحضور الله غير المنظور لأن المسيح هو "صورة الله غير المنظور (كو15:1) وتأكيد لهذا الحضور الإلهى وتنبيه للذهن إلى أصل الصورة أى المسيح نفسه . وفي هـذا الصدد، فالذين يُحرِّمون سواء الأيقونات أو تمثيل أدوار الأنبياء يغفلون حقيقة أن الرب والأنبياء والقديسين عاشوا بالفعل على أرضنا يوماً، وشاهدهم وعاشرهم وجالسهم الآلاف. فما الفرق، إذن، أن نراهم سواء فى أيقونة أو على الشاشتين خاصة أن الفيلم يُبرز حياتهم المضيئة، ويستدعيهم من الماضي ليكونوا حاضراً يُعلِّم ويُلهم ويُنهض ويُشدِّد الإيمان! أَلاَ تُبرر هذه الغاية النبيلة تجسيد حياة الرب وقديسيه حتى وإن كان مَن يمثلونها بشراً مثلنا تحت الآلام والضعف؟ [لا يمكن رسم الله الذي لا يدرك, وغير المحدود, أما الآن وقد ظهر الله بالجسد وعاش بين البشر, فأنا أرسم المسيح كلمة الله الذي تراه العين فأنا لا أعبد المادة بل خالق المادة الذي صار جسداً محسوساً مادياً لأجلي] القديس يوحنا الدمشقي [من حيث أنه ولد من الآب غير القابل للوصف, فلا يمكن أن يكون للإبن الكلمة صور, أما من حيث انه ولد من أم عذراء, قابلة للوصف, فله صور تطابق صورة أمه قابلة الوصف] القديس ثيودوروس وبالطبع ليس في استخدام الصور والأيقونات في الكنيسة كسراً للوصية الأولى من الوصايا العشر «لا تسجد لهن ولا تعبدهن» (خر 20: 5) في وجود مجتمعات محيطة كانت تعبد الأصنام. لكن الصورة في الكنيسة لم تكن ولن تكون للعبادة. ولمس الصور وتقبيلها هو لأنها مُكرَّسة بالميرون الذي يحتوي جانباً من حنوط التكفين، أو للبركة، أو تعبيراً عن الحب. + أننا عندما نرسم المسيح نفعل ذلك لا لكي نرسم صورة فقط بل لكي نرسم ذواتنا من خلاله. + إننا نكرم المسيح والقديسين لذلك فنحن لا نكرم المادة (الخشب - الحجارة) بل الكائن المرسوم فيها. + إن المواد في المسيحية لها معنى ولها رموز وتفيد في تقرُّبنا من الله الحيّ. + نحن لا نخلط بين الصورة والأصل ولا نعبد الخشب والألوان والأوراق التى تكون الصورة بل نعبد الله الحى وحده ونكرم أيقونته . 2. طقس الأيقونة : وقد صارت الأيقونات جزءاً من التقليد الكنسي منذ القرن الرابع، وهي تُرشم بالميرون باعتبارها مُكرَّسة لخدمة الأقداس، وتحتل موقعها على حجاب الكنيسة وجدرانها تجسيداً لحضور القديسين الدائم في الكنيسة، وهم يحيطون بالرب الجالس على عرش مجده في حضن الآب في الهيكل وحوله الملائكة والأربعة وعشرون كاهناً. إن الكنيسة قد احتجزت لهؤلاء الصف الأمامي (حامل الأيقونات) لحضورهم على الدوام. وهم ينظرون للغرب لأنهم لم يعودوا ينتظرون المسيح الآتي مثلنا لأنهم معه كل حين، ووجوههم نحونا كي يُعزونا ويتقبَّلوا توسلاتنا وصلواتنا.. وآتين من الشرق مع المسيح كما فى مجده ومجد أبيه فى المجئ الثانى . وفي أعياد القديسين توضع أيقونة القديس على يمين الهيكل لتوجيه الأنظار على احتفال الكنيسة بعيده وأيضاً إلى سيرته تمثُّلاً بوصية الكتاب: «انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثَّلوا بإيمانهم» (عب 13: 7). وهكذا يصبح حجاب الكنيسة وجدرانها كتاباً مفتوحاً يحكي قصة الخلاص . لقد صارت الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله بفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار . لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس ... إذ عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا اسم الله ويباركوه . لك المجد فى جميع القديسين يا الله . |
||||
06 - 08 - 2014, 12:18 PM | رقم المشاركة : ( 4802 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاوليات فى حياتنا ماهي الأوليات " أخبرونا فنجعل عليها قلوبنا" (إش41: 22) + سؤال هام: ماهي الأوليات في حياتنا بناء على أمر الله "اذكروا الأوليات" (إش46: 9)؟ + الأوليات (الأولويات) في حياتنا هي : 1- اطلبوا اولاً ملكوت الله وبره" (مت6: 33). + أي أولوية التخطيط للمستقبل الأبدي قبل الأرضي. + أولوية العبادة وممارسة كل وسائط النعمة (العشور على رأس قائمة المصروفات والصلاة قبل البدء في العمل). 2-" اذهب أولاً اصطلح مع أخيك" (مت5: 24) + لايقبل الله العبادات في حالة خصام الناس لبعضهم. + محبة المخطيء كمريض في حاجة لعلاج لاعقاب. + إن لم نغفر ونسامح ونصفح، سيعاملنا الله بالمثل. 3-" اخرج أولا الخشبة من عينيك" (مت7: 1) + تفتيش النفس لا التحدث عن عيوب الناس. + "من منكم بلاخطية فليرمها أولاً بحجر" (يو8: 7) + أدرب نفسي أن أقول الحسنى عن كل انسان. + قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "لاتقل إني صائم بالماء والملح، وانت تأكل لوحم الناس بالمذمة والإدانة" (مسك السيرة الرديئة) 4- " نق أولاً داخل الكأس والصحفة" (مت23: 26) + ضرورة نقاوة الداخل (القلب) قبل نظافة الخارج (الملابس) + النقاوة ليس في الإغتسال، وإنما بطهارة القلب من أفكار الشر والحقد والحسد والكراهية والشك وسوء الظن..... إلخ. + كرر طلبة صلاة الأجبية، واطلب من الرب "طهر قلوبنا وأفكارنا ونياتنا .... إلخ". + تذكر وعد الرب "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت5: 8) __________________ بالحكمة يبني البيت وبالفهم يثبت |
||||
06 - 08 - 2014, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 4803 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس أفرام السوري: منحاه اللاهوتي سبستيان بروكش الشاعر كلاهوتيّ تبدو فكرة الشاعر كلاهوتيّ، لكثيرين، تناقضاً في التعبير: فقد يتعاطى الشعراء الموضوعات اللاهوتيّة، لكننا لا نتوقّع أن يعبّر اللاهوتيّون عن رؤيتهم بالشعر. إذا ما كان من خسارة هنا فنحن الخاسرون لأننا، لقرون خلت درسنا فيها اللاهوت، كثيراً ما ضيّقنا على أنفسنا في ما اعتبرناه طرق البحث اللاهوتي، كما لم نفطن للقول المأثور الذي تفوّه به أحد صغار معاصري القدّيس أفرام، أفاغريوس، الذي كان قدّيسنا ليوافقه الرأي عن طيب خاطر لمّا قال: "إذا كنت لاهوتيّاً فستصلّي بحق، وإذا صليّت بحق فأنت لاهوتيّ". على هذا لا نستغربنّ إذا ما وجدنا لاهوتاً جيّداً في شاعر كأفرام لأنه درج بوضوح على "الصلاة بحقّ". موقف القدّيس أفرام هو بمثابة ترياق طالما احتجنا إليه، ترياق لذلك النهج الذي انشغل اللاهوتيّون، في إطاره، بالتحديدات اللاهوتيّة، horoi باليونانيّة، أي الحدود. بالنسبة لأفرام، ليست التحديدات اللاهوتيّة خطرة، من حيث الإمكان، وحسب، بل يمكنها أن تكون تجديفاً أيضاً. بإمكانها أن تكون خطرة لأنّها إذا ما وفّرت حدوداً معيّنة، فقد يكون لهذه االحدود تأثير قتّال ومفعول تحجيري fossilizing في فهم الناس لموضوع البحث الذي ليس، في نهاية المطاف، سوى الخبرة الإنسانيّة لله. كذلك بإمكان التحديدات العقديّة، في رأي، أفرام، أن تكون، عمليّاً، بعض تجديف لأنّها تمسّ سمة من سمات الكيان الإلهي. فإذ يحاول المرء أن "يحدّد" الله يكون، فعليّاً، قد سعى إلى احتواء من لا يُحتوى، وأن يَحدَّ من لا يُحدّ. ولمّا كان أفرام قد عاش في زمنٍ كانت النظرة فيه إلى الآريوسيّة، بمختلف أشكالها، أنها مصدر أولي للخطر على الكنيسة، فإنّ الكثير مما أثاره أفرام حول الموضوع يركّز على ولادة الابن أزليّاً من الآب. فالذين جعلوا هذه الولادة داخل الزمن، وبالتالي لجهتنا نحن من الهوّة الكيانيّة القائمة بين الخالق والمخلوق، أمكنهم أن يعالجوا الموضوع باعتبار أن العقل البشريّ المخلوق قادر على التحقيق فيه. بالنسبة لأفرام، وللأرثوذكس بعامة، هذا تجديفٌ مزدوج: فإنّ الأفرقاء الآريوسيين لم يجعلوا الإبن في الجهة المغلوطة من الهوّة الكيانية وحسب، بل انساقوا، بفعل هذا الضلال الأصلي، إلى محاولة التحديد العقلاني لولادة الابن من الآب. ولكن إذا ما بدت "التحديدات" الإيمانيّة وكأنّها تحصر الله الذي لا يُحدّ، ضمن حدود معيّنة، فكيف يجب على اللاهوتيّ أن يطرح الموضوع؟ إنّ البحث عن تحديدات لاهوتيّة- وهذا ميراث أُخذ عن الفلسفة اليونانيّة- ليس، بحال، السبيل الوحيد للاستطلاع اللاهوتي. فموقف أفرام، المغاير تماماً لهذا الموقف، يعتمد التخالف Paradoxوالرمزيّة أسلوباً. لذا يبدو الشعر كأداة أوفق من النثر، من حيث أن الشعر أكثر قابليّة على حفظ الديناميّة الأساسيّة والانسياب اللذين يميّزان هذا الموقف اللاهوتيّ. كيف لا يتحرّك لاهوت التخالف؟ لتمثيل التباين، بطريقة بسيطة، بين ما يمكن تسميته الموقف الفلسفي من اللاهوت، بما في ذلك بحثه عن التحديدات، والموقف الرمزيّ، بإمكان المرء أن يتصوّر دائرة ونقطة في مركز الدائرة تمثّل السمة الإلهيّة موضع البحث. فالموقف الفلسفيّ يهتمّ بإبراز هويّة هذه النقطة ومكانها، بكلام آخر بتحديدها، بإقامة حدود لها. هذا فيما لا يسعى الموقف الرمزيّ إلى شيء من هذا. بالأحرى يمدّنا بسلسة من الأزواج Pairs المتخالفة، واضعاً إيّاها في نقاط متقابلة على خطّ الدائرة. هذا فيما تُترك النقطة المركزيّة من دون تحديد، لكنّ بعضاً من طبيعتها وحركاتها يُستَخلصُ عبر وصل النقاط المتقابلة والتخالفات المتباينة على خط الدائرة. النهج الأوّل يبدو وكأنّه يوفّر فهماً جامداً للنقطة المركزيّة، فيما يعرض لها النهج الأخير فهماً ديناميّاً بصورة أساسيّة. بين أفضل ما لأفرام من التخالفات Paradoxes كلامه على التجسّد، كمثل المقولات التالية: "العظيم الذي أضحى وضيعاً" . "الغني الذي أضحى فقيراً". "المخفيّ الذي أعلن عن نفسه". دونك مثلاً كيف يحاول أن ينقل بعضاً من سرّ ولادة الكلمة الإلهي من مريم: (أفرام يوجّه كلامه إلى المسيح أوّلاً) أمّك علّة تعجّب: ولجها السيّد فأضحى عبداً؛ ذاك الذي هو الكلمة دخل فلزم الصمت في داخلها؛ الرعد دخل فيها فلمّا يحدث ضجّة؛ إلى هناك دخل راعي الجميع فأضحى فيها حملاً ثغا لما خرج منها. حشا أمّك قَلَبَ الأدوار: فمؤسس الكلّ دخل بكلّ غناه لكنّه خرج فقيراً؛ المُمجًّد ولجها لكنّه خرج وديعاً؛ البهيّ حلّ فيها لكنه طلع منها لابسًا حلة وضيعة. القدير دخل فلبس انعدام الأمان من حشاها. مموّن الجميع دخل فاختبر الجوع؛ ذاك الذي يسقي الجميع دخل فاختبر العطش؛ عـريانًا مجردًا أتى منها ذاك الذي يستـر عري الجميع.(الميلاد 6:11-8) بعض المفاهيم والموضوعات الأساسية في كتابات أفرام يلقى المرء عددًا من المفاهيم الأساسية والموضوعات المتكررة التي نحتاج لأن نكون على بيّنة من البعض منها منذ البدء لأنها بمثابة مبادئ للغته اللاهوتية. الخالق والخليقة يدرك أفرام أن الفصل حاد بين الخالق والخليقة. في أحد أناشيده عن الإيمان(11:69) يتحدث عن هذه الفجوة الكيانية كهوّة، وهو بذلك يعكس التعبير الوارد في مثل لعازر والغني (لوقا 26:16). على امتداد هذه الهوّة "ما هو مصنوع لا يمكنه أن يصل إلى صانعه" (الإيمان 30:2). هذا معناه أنه ليس لدى "الطبائع" المخلوقة ما تقوله بشأن الطبيعة الإلهية. على أن الوضع المحدد لهذه الهوّة بين الخالق والخليقة كان، في القرن الرابع، كما رأينا، موضع خلاف. يجعل أفرام موضع الكلمة الإلهي في جهة الخالق من هذه الهوة الكيانية، فيما تنتمي الكائنات الملائكية، جنبًا إلى جنب والكائنات الأرضية، إلى جهة الخليقة. يرتبط بهذا الإدراك بشأن عجز أي من المخلوقات عن عبور هذه الهوّة إلى الخالق تسليم، يشترك فيه أفرام وعدد من الآباء، مؤدّاه أن العقل الذي يقتني معرفة شيءٍ ما ينبغي أن يكون أعظم من مادة معرفته. على أساس هذا الفهم للأمور، كل من يدعي إمكانية معرفة الله، وبالتالي وصفه، فكأنه يقول أن العقل البشري قادر على "احتواء" الله الذي لا يحتويه شيء. من هنا نفور أفرام من محاولات استقصاء (aqqueb) أو تفحص (b s a) طبيعة الله. كل من كان قادر على استطلاع أمر ما أضحى حاويًا لما يستطلعه؛ إن معرفة تفضي إلى احتواء الكلي المعرفة تكون أعظم منه، لأنها قادرة على قياسه بجملته. عليه فإن إنسانًا يستطلع الآب والإبن لهوَ أعظم منهما! وحاشا أن يكون الأمر كذلك وأناثيما أن يكون الآب والإبن موضع استطلاع، فيما يتعظّم التراب والرماد! (الإيمان16:9). إن تحذيرات أفرام المتكررة من "استقصاء" و"تفحص" التواري الإلهي يجب ألا تسوقنا إلى اعتباره معاديًا لما هو عقلاني. كلا البتة، فالعقل البشري، كما يراه هو، له مجال تحرك واسع في دائرة الخليقة، حيث يتمثل دوره في البحث عن نماذج ورموز ميسرة تعينه على فهم الحقـيقة الإلهية. فقط عندما يسعى العقل إلى عـبور الهوة الكيانية يستأهل الشجب. فالنطاق الموافق للاستطلاع العقلي محدود بالمواضع التي أظهر فيها الله نفـسه في العالم المخلوق، في المعلَنات. من هنا قول أفرام في أحد نشائد الإيمان(9:8) |
||||
06 - 08 - 2014, 12:21 PM | رقم المشاركة : ( 4804 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اسمَحْ لي أن أكون غير ما تظنّني!
عندما تكون عينُك على نواقص قريبك لا على نواقص نفسك، عندما يرضيك أن تَشهر عيوب إخوتك وتجد، في ذلك، مفخرة لك، حتى لا نقول تخترع عليهم عيوباً، إذ ذاك تكون في الباطل ولا تكون في الحقّ. شهادتك، لدى ربّك، تكون نقيصة وما تدين به إخوتك، عن حقّ أو عن باطل، لا فرق، تُدان عليه. لا كذلك يسلك خائفو الله. أحبّة الله، عينهم، بالعكس، على عيوبهم، وقريبُهم مرآةٌ تعكس نقائصهم ومعايبهم ورذائلهم. عينهم على عيوبهم لأنّهم يعرفون أنفسهم ويهمّهم أن يعرفوا أنفسهم أكثر. ينطلقون من مسلّمة أنّه ليست فيهم صالحة وما صالح إلاّ الله. يُهمّهم أن يعرفوا المزيد عن أنفسهم لأنّ بُغيتَهم إصلاحُ أنفسهم. ماذا ينتفع الإنسان إذا لاحظ أو عيّر أو عاب، عن حقّ أو عن بهتان، الآخرين؟ ليس فقط لا ينتفع بل يتأذّى لأنّه إذ يلهو عن نفسه ونجاسة نفسه بما للإخوة ينتفخ عليهم وكأنّه خير منهم. هذه تزيده اعتلالاً على اعتلال. تضربه بالعمى، لأن مَن ينشغل بمعاينة معايب الإخوة يعمى عن معاينة معايب نفسه. وبالعكس، كلّما قصد المرء أن يلاحظ نفسه تعامى عن معايب إخوته. نقول تعامى لا عَمِي لأنّه يعمل، إذ ذاك، على غضّ الطرف عن مساوئ الآخرين. والحقيقة أنّه يفعل ذلك لأنه يستعظم خطايا نفسه. خطايا الآخرين، إذ ذاك، تكون في عينيه طفيفة. وليس ذلك وحسب بل كلّما واجه أحدنا خطيئة نفسه، بصدق وواقعية، كلّما استفظعها. وكلّما استفظعها شعر بعجزه إزاءها. وكلّما شعر بعجزه إزاءها عرف أنّه لا نفاذ له منها إلاّ برحمة من فوق. وكلّما شعر أنّه لا نفاذ له من خطيئته إلاّ برحمة العليّ قارب قريبه، وخطايا قريبِه، بواقعية أكبر ورحمة أشدّ. إذ ذاك ينعصر قلبه عليه لأنّه بعدما أدرك ما فعلته الخطيئة في نفسه هو بات بإمكانه أن يدرك ما تفعله الخطيئة في الآخرين. وهذا لا يسعه، من بعد، أن يقابله إلاّ بالرأفة والرحمات لكي يكون له نصيب مع مَن قال: "بالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم". لا أحد منّا يخلص بصلاح نفسه بل بصلاح مَن لا صالح سواه. يخلص الإنسان إذا ما عرف خطيئته ورحم واسترحم. "الحقّ الحقّ أقول لكم إن لم يزد برّكم على الكتبة والفرّيسيّين فلن تدخلوا ملكوت السموات". ليس فخراً لي أن أظهر أو أتظاهر كأنّي بلا عيب. علاّم القلوب يعلم أن سعياً كهذا باطل. فخري أن أعرف وأعترف بخطيئتي. "أنا قلت أعترف للربّ بذنبي وأنت صفحت عن خباثة قلبي". فخري أن أعرف أنّه ليس فيّ، أي في جسدي، شيء صالح. ما يقدّمني إلى العليّ أن أكون وطيئاً، متواضع القلب. "القلب الخاشع المتواضع، هذا لا يرذله الله". ما يقدّمني إلى الطبيب أن أعرف أنّي مريض. لعازر، الذي أنا إيّاه، مريض. ما يمتّعني برحمة ربّي أن أصرخ إليه كغريب: "ارحمني يا سيّد، يا ابن داود". ما يسبغ عليّ راحة من لدنْه أن آتيه كمتعَب وثقيل الأحمال، وتعبي نفسي ونفسي تقلقني وأنا أناجيها أبداً: "لماذا تقلقينني يا نفسي، توكّلي على الله لأنّه خلاص وجهي وإلهي". ملكوت السموات يؤخذ غِلاباً، يُغتصب اغتصاباً. بكلمة، بنظرة، بحركة قلب، بنأمة تواضع. "أذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك". أما أنا فبحقّ وعدل أصابني ما أصابني، لكنّك أنت الرحيم! أغتصبُ نفسي إليك بانكسار القلب لا بشيء آخر لأنّك أنت لا تنظر إلاّ للقلب. كل الناس خير منّي لأن ما أعرفه، وما أُعطي لي أن أعرفه، هو نفسي. الآخرون لست أعرفهم حقّ المعرفة. أعرفهم، بعض المعرفة، من الخارج لا من الداخل، كما أعاني منهم لا كما يعانون هم من أنفسهم. أنا أعاني من نفسي لذا في وسعي أن أعرف نفسي. لذا قلت الآخرون لست أعرفهم حقّ المعرفة. أعرفهم من خلال هواي وخطيئتي. ولا طاقة لي على معرفتهم إلاّ متى تنقّيت من خطيئتي. إذ ذاك روحُك فيّ، يقيم فيّ، يملأني ويهبني أن أعرفهم متى تشاء أنت أن أعرفهم، حتى بغير ما يعرفون هم أنفسَهم. أعرفهم، إذ ذاك، بالحب الذي تكون قد أحببتني به وأصير أنا فيهم كما أنّك أنت أيّها الربّ يسوع في أبيك وأبوك فيك. وحتى ذلك الحين أبقى، وتُبقيني أنت، بالرضى، في الصلاة لأجلهم. مهما عانيت منهم أضع يدي على فمي ولجاماً على فكري وأنزل بالسوط على مشاعري، فقط لأنّه لم يُعطَ لي، بعدُ، أن أعرفهم ولست قادراً على حمل حملهم ولا على رفع أثقالهم. أنتظرُ خلاصك، "وخطيئتي أمامي في كل حين". لا يحتاج الملكوت للكثير ليُشرى. فقط حركة بسيطة في القلب ثابتة تكفي. قالت لي نفسي وتقول لي نقائصُ الآخرين كل يوم: "لا خلاص له بإلهه". "أما أنت يا ربّ فناصري ومجدي ورافع رأسي". فقط عليّ، في الشواش، أن أثبت ومَن يثبت إلى المنتهى هذا يخلص. الخطيئة الوحيدة التي لا مغفرة لها، في نهاية المطاف، هي اليأس. كلٌّ برسم الخلاص. لذا أبدأ كل يوم من جديد. أُسامح من جديد. أستسمح من جديد. البارحة مضى. لا أحملنّ حقداً على أحد. الحقد نهايته اليأس. لماذا لا أتطلّع إلى أخي، كل يوم، جديداً؟ البارحة كان حيثما كان. ما الذي يمنع أن يتغيّر اليوم؟ ألست أنا نفسي أطلب أن أتغيّر؟ لماذا أحمّل الآخرين وزر أمسهم؟ في الأمس نالهم ما نالهم من الجراح. لماذا أُجرّحهم مرّة بعد مرّة وبما نالهم من جراح الأمس؟ كلٌ بحاجة لأن يتحرّر من أمسه ومن غده أيضاً. لِمَ أُثقِلُ نفسي بأحمال الأمس ولِمَ يُثقل بعضُنا بعضاً؟ ولِمَ أندفع ويدفع بعضُنا بعضاً إلى غدٍ لست أطاله مهما ركضت وراءه لاهثاً؟ لم يُعطَ لي إلاّ اليوم. هذه اللحظة بالذات. كل الخلاص مدّخر فيها. كل الحياة. كل الأبدية. لا يحتاج الخلاص لأكثر من لحظة. تاريخ المؤمن لحظات. إن لم أعرف السيّد الآن فلست أعرفه. البارحة فات ومات. كل لحظة إضافية تُلغي الماضي. المهم ما أفعله الآن. يؤخذ الإنسان بالحال التي يوجد فيها الآن. ولو تعبتُ البارحة لا أنتفع شيئاً إن استرخيت في اللحظة التي أنا فيها. مَن كان معافًى البارحة لا يكون معافًى اليوم إذا مرض. المهم أن أحفظ نفسي اليوم بتوبة، باسترحام، برحمة للإخوة، بالنظر جديداً إليهم. لست ألتمس غير أن أكون حرّاً، من بارحة نفسي ومن غدها. ما أسأت به في الأمس أسأل الصفح عنه ولا أحلام غدٍ لي. يكفيني، سيِّدي، أنّك أعطيتني أن أدخل إليك من الباب الضيِّق، باب اللحظة التي أنا فيها. ما أسأت بالأمس أستسمحك عليه اليوم، وغدي أنت كافله إذا ما أعطيتَه لي. لا أرغب سوى في أن أكون حرّاً، في أن أحبّ في هذه اللحظة اليوم وغداً. بعد ذلك لا يعنيني أن لي ماضياً ولا أنّه لي حلمُ غدٍ. يكفيني أن أطأ الأبدية الآن ومنذ الآن. فقط أعنّي على نفسي وأعن إخوتي عليّ أيضاً. كلّنا كغنم شردنا وأنت وحدك راعي نفوسنا. لتكن يا ربّ رحمتك علينا كمثل اتكالنا عليك |
||||
06 - 08 - 2014, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 4805 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مدارس الألم
لا تخف الرب معك حياه الإنسان كالبحر المتقلب لا تدوم على حال فدوام الحال من المحال . مره تعطينا كأسا حلوا ومرات كثيرة تقدم لنا كؤوس الحنظل. والحياة أصبحت حلقات متنوعه من مسلسل العناية الإلهية . يسمح بها الله لتعمل معا وفق تدبيراته السرمدية وتنتهي بحسب مشيئته كثيرا ما نتصور أن الألام هى مصائب لكن فى حقيقة الأمر هى مواهب يأتمن الله عليها النفوس الكبيرة وكلما كبرت نفس الإنسان كلما زادت ألامه . قال أحد القديسين العظماء " إن الألم لازم أشد اللزوم للتعمق فى حياه الروح ولإبعاد النظر ولتقويه روح المواساة فى البشر . مساكين هم الذين لم يتعلموا فى مدرسه التجارب والألام . إن الحياه الرغدة الغنية الهادئة الخالية من الصعاب والألام لا تخلق العظماء ولا تشدد وتقوى الأبطال . فالألم لازم وضرورى وله رسالة عظيمه فى حياتنا لو علمناها لشكرنا الله عليه بل لطلبنا المزيد منه " . السؤال الهام جدا جدا جدا ... لماذا يسمح الله بالألم ؟!! لماذا يسمح بالخسائر ؟ لماذا يسمح لنا بأمال ضائعة ؟ لماذا يسمح لنا بأمراض فتاكة ؟ لماذا يسمح لنا بأزمات خانقه ؟ لماذا يسمح لنا بقر ومجاعات قاتله ؟ لماذا يتألم أطفال أبرياء ؟ لماذا نرى إبرار يتعذبون وأشرار يتنعمون ؟ لماذا يرتفع الظالم فوق الناس ويداس البرئ ؟ لماذا يأخذ الله رب الأسرة فى سن مبكر ؟ لماذا ياخذ الله الأبن الوحيد من والديه؟ لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ . الألم لغز محير له معضلاته .. لذا نحتاج ان نرفع أصواتنا لنقول " رو33:11 " "يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ! «لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟». لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. " إذا ما هى رسالة الألم فى حياتنا ؟ . اولا :- الألم يزيدنا إقترابا من الله . * أمام الألم تسقط اكبرياء الذاتية . * الألم يوسع مداركنا ويعمق مفاهيمنا . * الألم يقودنا إلى الخشوع والإتساع . ( 2 أخ 12:33 ) " وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ وَجْهَ الرَّبِّ إِلَهِهِ وَتَوَاضَعَ جِدّاً أَمَامَ إِلَهِ آبَائِهِ"منسى ". * الألم يوقفنا أمام محكمه الضمير . * الألم أرهب تحذير وأرق نداء . " شمشون ". * الألم رسول الرحمة للإنسان الضال . * الألم أفضل وسيله علاج للجامحين . " نبوخذ نصر ". الألم يؤكد عدل الله ورحمته . " دا25:4 " يَطْرُدُونَكَ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ وَتَكُونُ سُكْنَاكَ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ وَيُطْعِمُونَكَ الْعُشْبَ كَالثِّيرَانِ وَيَبُلُّونَكَ بِنَدَى السَّمَاءِ فَتَمْضِي عَلَيْكَ سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ وَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ الألم يجعل المتكبر المتشامخ عبره لغيره . " دا 20:4 "اَلشَّجَرَةُ الَّتِي رَأَيْتَهَا الَّتِي كَبِرَتْ وَقَوِيَتْ وَبَلَغَ عُلُوُّهَا إِلَى السَّمَاءِ وَمَنْظَرُهَا إِلَى كُلِّ الأَرْضِ . وَأَوْرَاقُهَا جَمِيلَةٌ وَثَمَرُهَا كَثِيرٌ وَفِيهَا طَعَامٌ لِلْجَمِيعِ وَتَحْتَهَا سَكَنَ حَيَوَانُ الْبَرِّ وَفِي أَغْصَانِهَا سَكَنَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ إِنَّمَا هِيَ أَنْتَ يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الَّذِي كَبِرْتَ وَتَقَوَّيْتَ وَعَظَمَتُكَ قَدْ زَادَتْ وَبَلَغَتْ إِلَى السَّمَاءِ وَسُلْطَانُكَ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. وَحَيْثُ رَأَى الْمَلِكُ سَاهِراً وَقُدُّوساً نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: اقْطَعُوا الشَّجَرَةَ وَأَهْلِكُوهَا وَلَكِنِ اتْرُكُوا سَاقَ أَصْلِهَا فِي الأَرْضِ وَبِقَيْدٍ مِنْ حَدِيدٍ وَنُِحَاسٍ فِي عُشْبِ الْحَقْلِ وَلْيَبْتَلَّ بِنَدَى السَّمَاءِ وَلْيَكُنْ نَصِيبُهُ مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّ حَتَّى تَمْضِيَ عَلَيْهِ سَبْعَةُ أَزْمِنَةٍ. فَهَذَا هُوَ التَّعْبِيرُ أَيُّهَا الْمَلِكُ وَهَذَا هُوَ قَضَاءُ الْعَلِيِّ الَّذِي يَأْتِي عَلَى سَيِّدِي الْمَلِكِ". الألم هو الطريق لمعرفه الله " دا 37:34 " وَعِنْدَ انْتِهَاءِ الأَيَّامِ: [ أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ رَفَعْتُ عَيْنَيَّ إِلَى السَّمَاءِ فَرَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَبَارَكْتُ الْعَلِيَّ وَسَبَّحْتُ وَحَمَدْتُ الْحَيَّ إِلَى الأَبَدِ الَّذِي سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ وَمَلَكُوتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. وَحُسِبَتْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ كَلاَ شَيْءَ وَهُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ أَوْ يَقُولُ لَهُ: مَاذَا تَفْعَلُ؟ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ رَجَعَ إِلَيَّ عَقْلِي وَعَادَ إِلَيَّ جَلاَلُ مَمْلَكَتِي وَمَجْدِي وَبَهَائِي وَطَلَبَنِي مُشِيرِيَّ وَعُظَمَائِي وَتَثَبَّتُّ عَلَى مَمْلَكَتِي وَازْدَادَتْ لِي عَظَمَةٌ كَثِيرَةٌ. فَالآنَ أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ وَمَنْ يَسْلُكُ بِـ/لْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ] ". - " إر18:10 " لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [هَئَنَذَا رَامٍ مِنْ مِقْلاَعٍ سُكَّانَ الأَرْضِ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَأُضَيِّقُ عَلَيْهِمْ لِكَيْ يَشْعُرُوا] " * الألم يكشف للإنسان حياته على حقيقتها . " الأبن الضال ". الألم يساعدنا أن نرى الله بصوره اوضح " يو 4:11 " هذا امرض ليس للموت ولكن ليتمجد الله" لعازر". ثانيا :- الألم يؤهلنا لمجد أعظم . فى اى مدرسه من مدارس الألم تلتحق انت ؟. مدرسه العقوبه = الذى يأخذ فيها الإنسان الجزاء و القصاص لما يرتكب من اثام وفجور . مدرسه التأديب = الذى يأخذ فيها الإنسان الإصلاح و التقويم . مدرسه الإمتحان = الذى يأخذ فيها الإنسان كشف حقيقى لقدراته وما يكمن فى اعماقه من ضعف وقوه . مدرسه التدريب = الذى يأخذ فيها الإنسان سنين طويله من عمره ليقف للحرب . " موسى، يوسف ". حقائق اساسيه هامه عن الألم :- (1) الألم هو برنامج للتدريب والتأهيل . " يوسف ". (2) الألم هو برنامج مهدف . " يوسف " . (3) الألم يسير ببرنامج عنايه ." يوسف " . (4) الألم برنامج للحلم والوداعه . "موسى " . (5) الألم برنامج لتذوق المر واتلذذ بالعسل . (6) الألم برنامج لكشف الكنوز الدفينه . " إستفانوس ". (7) الألم برنامج لتنقيه الشوائب العالقه بحياتنا . (8) الألم برنامج المجد " فلكل طريق جلجثه امجاد غير محدوده ". " لا طعم ولا معنى للحياه بدون ألم " " رو 28:8 "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ". |
||||
06 - 08 - 2014, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 4806 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
همسات روحية لنيافة الأنبا رافائيل الاندماج في الحياة الكنسية "الكنيسة هي خلاصك وملجأك، أنها مرتفعة أكثر من السماء وواسعة أرحب من الأرض أنها لا تقدم ولا تشيخ لكنها دائماً في بهاء" القديس يوحنا ذهبي الفم اعتدنا أن نطلق كلمة "كنسي" على من يحب الطقوس أو الألحان أو من يكون مهتماً بترتيب الممارسات داخل الكنيسة، هنا ويصير بين المؤمنين من هو "كنسي" بهذا المعنى ومن هو "غير كنسي"!! لذلك نفضل هنا أن نقول "كنسية الحياة" أي الحياة التي تحمل طبيعة وسمات الكنيسة. فالكنيسة هي الخلق الجديد للطبيعة البشرية التي سقطت في آدم وتجددت في المسيح وصار هو رأساً لها. وكل الترتيبات والصلوات والطقوس التي تتم داخل الكنيسة إنما هي التعبير عن ممارسة هذه الحياة الجديدة بصورة عملية. فنوال الخلاص وقبول الحياة الجديدة هو انضمام للكنيسة "كان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أع47:2)، وعملية الضم هذا تتم بسر المعمودية "لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد .. وجميعنا سقينا روحاً واحداً" (1كو13:12)، وكان كل الذين ينضمون إلى هذا الكيان الجديد "الكنيسة جسد المسيح" كانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات (أع42:2)، وهذا هو سر الافخارستيا أو "القداس الإلهي"، والحياة الجديدة، حياة الخلاص، هي "حياة التسبيح" "سبحوا الرب تسبيحاً جديداً". لذلك كان كل المنضمين إلى الكنيسة "كل يوم في الهيكل يواظبون بنفس واحدة وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله" (أع46:2). هنا التسبيح هو التعبير الأساسي عن الحياة الجديدة، وهذا هو ببساطة "طقس التسبحة"، وفي الكنيسة ظهرت خدمة الفقراء "أخوة الرب" إذ أن الأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج(أع45:2)، وفيها ظهرت خدمة الشمامسة ورتبهم (أع6)، وفيها ترتيب الأواشي والصلوات المختلفة لأجل كل الفئات "أما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله" (أع5:12)، وكان الرسل يحافظون على الصلوات الليتورجية "صلوات السواعي والأجبية" "صعد بطرس ويوحنا معاً إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة". الكنيسة إذاً ليست مفهوماً عقلياً مدرسياً وإنما حياة وتطبيق وممارسة، ونحن نصف الحياة داخل الكنيسة بأنها حياة ليتورجية باعتبار أن صاحبها يعيش حياته الجديدة بعضويته الدائمة في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، يحيا حياتها ويمارس أعمالها ويحمل سماتها ويستمد منها خلاصه ونموه وتقواه، ولذلك نحن لا نفرق بين عبادة شخصية وعبادة ليتورجية، توبتي وعبادتي الشخصية تقوي "الكنيسة" وليتورجيات الكنيسة تمدني بالحياة والخلاص والنمو والتقوى. + تقديس الزمان هذا الزمان الذي يتآكل، ينقضي، ينصرم، تحوله الكنيسة في دورات ليتورجية إلى زمان الفداء، زمان الأبدية والخلود. فاليوم يصبح يوماً للمسيح، يحمل سمات الحياة الجديدة "صلوات الأجبية"، والأسبوع يصير زماناً للفداء والخلاص "التسبحة اليومية"، والعام كله يصبح زماناً مقدساً "الأعياد السيدية" هكذا كما اتحد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح القدوس بلا اقتران وبلا امتزاج، هكذا يتحول زماننا الفاني والمائت في المسيح بالليتورجية إلى زمان جديد، لا يحمل للإنسان الشيخوخة والموت والفناء وإنما التجديد والخلاص والفداء. + تقديس المادة: العالم المادي هو حضور الله في حياة الإنسان، إعلان هذا الحضور وهذا الحب يعود من جديد يتقدس بالصلاة وحضور المسيح، بعد أن صار مادياً بسقوط الإنسان الأول يعود يصير روحياً بحضور المسيح فيه وتقديسه، فلا يعود بعد يخص التراب والجسد وإنما يصير إستعلان لمحبة الله، فالماء يتقدس والحنطة تتحول والخمر يتجلى والزيت يسكب النعمة على الإنسان، حتى الحجارة والأخشاب والألوان .. الخ تتدشن بالروح القدس لتعلن هذا الحضور الإلهي في الكون. + المنظور الكوني للحياة: استمع إلى الكنيسة وهي تصلي من أجل البطريرك والأساقفة والقمامصة والقسوس والشمامسة والخدام والبتولين والمتزوجين والرئيس والوزراء والجنود والجيران والمسافرين والمرضى والمنتقلين والذين يقدمون القرابين والفقراء والذين في منصب، ومربي الأولاد والأرملة واليتيم والغريب والضيف والزروع والهواء والمياه والبهائم والوحوش والشيوخ والأطفال والأعشاب ونبات الحقل والأشجار والنيل ... الخ. أنها الكنيسة الكونية بل قل أنها الكون الجديد، الخميرة التي تخمر العجين كله، أنها وضعت في العالم "إسرائيل الجديد" تحمل في حياتها وقلبها العالم كله وتحييه بحياتها الجديدة. + البعد السماوي للحياة: "حينما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم"، "هوذا كائن معنا على هذه المائدة اليوم عمانوئيل إلهنا حمل الله الذي يحمل خطية العالم .. الذي يقف أمامه جميع الطغمات السمائية" صلاة القسمة. لا أحد في الكنيسة يموت! لذلك خلال الليتورجيا يحضر المسيح القدوس مع ملائكته ومع القديسين الذين انتقلوا إلى السماء، هل تحضر السماء عينها إلى الكنيسة؟ أم ترتفع الكنيسة نفسها إلى السماء؟! النتيجة واحدة هي هذه السمة السماوية التي تغلف حياة الكنيسة، وهذا الفكر السماوي الذي تعيش به، وهذه الطبيعة السماوية التي تميزها عن العالم، أن الكنيسة في الليتورجية تسبح تسبحة السمائيين كما وضعها لنا يوحنا الحبيب في سفر الرؤيا "قدوس قدوس قدوس رب الجنود السماء والأرض مملؤتان من مجدك الأقدس" أخيراً نحتاج في حياتنا داخل الكنيسة إلى: - الوعي: بما نمارسه ونتممه، الوعي بمعناه ومركزه في علاقتنا بالمسيح - المشاركة: فنحن لسنا مشاهدين نراقب ونحلل وإنما مشاركين نتغذى وننمو. - الجدية والاهتمام: فنحن نشعر بحضور الله بمقدار ما نعطي لهذا الحضور معنى وقيمة في حياتنا. - الإيمان: بأن هذا كله قد صار لنا. هكذا تنقلنا الحياة الليتورجية من صحراء العقل إلى فردوس الاختبار، من رخاوة العاطفة إلى قوة الإيمان. فالدعوة إلى الحياة الليتورجية هي دعوة يسوع لأندراوس ويوحنا "تعاليا وانظرا، فأتيا ونظرا أين كان يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم" (يو39:1) |
||||
06 - 08 - 2014, 12:52 PM | رقم المشاركة : ( 4807 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المناولات المتواترة ما لها وما عليها
درجت خلال السنوات الثلاثين الفائتة عندنا المناولات بتواتر. قبل ذلك كانت المناولات عزيزة. الناس يتناولون في المناسبات الكبرى، مرّة إلى أربع مرّات في السنة. وبين الأتقياء لا مناولة إلاّ بعد اعتراف وصوم كامل حتى إلى ثلاثة أيام. الكأس المقدّسة كانت بعيدة عن المؤمنين والمؤمنون بعيدون عن الكأس المقدّسة. غربة الكأس عن الناس جعلتها في نظر المغالين أقدس من أن يَقرُبها العاديون، لأنّهم خطأة (!) ولدى البعض الآخر غير ضرورية، مجرّد بند زائد يُستغنى عنه من بنود القدّاس الإلهي وعملياً ساقط. بركة "البروتي"، أي ما يفضل من القرابين المستعملة لإعداد الذبيحة كانت، في نظر هؤلاء، كافية. فلا عجب إذا ما سرت العادة أن يُوزَّع "البروتي" في كنائس الرعايا قبل عرض الكأس: "بخوف الله وإيمان ومحبّة تقدّموا". الإنحطاط في تعاطي الكأس المقدّسة في وجدان قوم بلغ حدّاً كان بعض الكهنة معه لا يجد لزوماً أن يعدّ الذبيحة على الإطلاق. مرّة خرج كاهن بالكأس فتقدّم أحدهم يودّ مساهمة القدسات فقلب الكاهن الكأس ليقول له أن ليس فيه شيء. طبعاً كان هذا منتهى الجهل والإنحطاط في إطار الواقع الكنسي المعيش يومذاك. ثمّ إثر أخذ المعرفة التراثية في الشيوع أخذ العارفون الجدد يضغطون، هنا وثمّة، ويطالبون. ردّدوا قولة القدّيس باسيليوس الكبير وسواه أنّه كان يساهم القدسات أربع مرّات في الأسبوع. بعض هؤلاء العارفين ما لبث أن شقّ طريقه إلى الكهنوت فأخذت الأمور تتغيّر. والتغيير زاد إثر بلوغ منفتحين يعلَمون سدّةَ الأسقفية. على هذا أخذ الحال يتغيّر حتى بتنا نشهد إقبالاً على القدسات عارماً. بعض المؤمنين أنصفهم التدبير الجديد ولا شكّ لأنّهم كانوا أتقياء مستنيرين. ولكن، أكان ما جرى، على الصعيد الجماهيري، دليل عافية؟ دليل نهضة؟ هذا ما يظنّه العديدون. لكن استباحة القدسات ولو بدت علاجاً لممارسة شذّت، وطويلاً، إلاّ أنّها كانت مجتزأة وتالياً مشوِّهة. القدسات لا تُتعاطى في ذاتها بل في ارتباطها بحالة إيمانية محدّدة: العلاقة بالله والإخوة. أولاً الكأس الواحدة علامة اشتراك المؤمنين في الإيمان الواحد المسلَّم مرّة للقدّيسين. ثانياً الكأس الواحدة دخول في سرّ الله ميسّر لمن يتعاطون حفظ الوصيّة من صوم وصلاة وتوبة واعتراف وسلوك في الفضيلة. وثالثاً الكأس الواحدة صَهرٌ، في حياة الله، لمن يدخلون في سرّ الإخوة، أي في سرّ المحبّة إذ يكون كل شيء بينهم مشتركاً. ما أحدثته الممارسة الراهنة أنّها قصَرت الهمّ بالأكثر على الشكل الخارجي لسرّ الله والإخوة فدهرنته، أي جعلته من بنات هذا الدهر. ماذا يعني ذلك؟ لقد بتنا نتعاطى القدسات كمعطى وثني أي كمعطى أهوائي، نُسقط عليها المعاني التي توحي لنا بها أهواؤنا. هذا فسح في المجال واسعاً للمناولات النفسانية والاجتماعية التي لا محتوى روحياً أصيلاً لها. كيف نعرف أنّه لا محتوى روحياً لها؟ من ثمار أصحابها! السيرة الروحية النقيّة تكون نقيّة في مستوى القصد العميق، رغم مرور أصحابها بحالات الضعف، لكنّها لا تقبل الخلطة حيث لا شركة في الإرادة لديها بين النور والظلمة، بين الله وبليعال. فحين لا ترى تمسّكاً بالإيمان القويم ولا غيرة على سيرة القداسة ولا وحدة قلب ويد بين المؤمنين ولا غيرة على خلاص مَن هم في الخارج، فمعنى ذلك أنّك لست على أرض كنيسة المسيح. وهذا، بعامة حاصل. كل هذا يأتي بنا إلى حالة من الفراغ الروحي، من الغربة الروحية، من تعاطي الإلهيات بروح العالم، من الوثنية الجديدة. إذا كنا قد خرجنا من الممارسة الإنحطاطية التي غرّبت المؤمنين عن الكأس المشتركة طويلاً فقد دخلنا اليوم، بكل أسف، في ممارسة أشد انحطاطاً تُغرِّبنا عن روحية الكأس المشتركة رغم تعاطينا هذه الكأس. وفي ذلك كذب وتمظهر إبليسي. لا شكّ أننا بتنا في مأزق لاهوتي قانوني رعائي. لا يمكننا العودة إلى الوراء ووضعنا الراهن أقسى من أن نحيط به، وأصعب من أن يكون في طاقتنا تقويمه إلاّ لماماً، هنا وثمّة، لا سيما والإحساس باستقامة المسرى آخذ في التضاؤل رغم مظاهر العمران والنشاط الإجتماعي في بعض الرعايا وازدياد حجم التأليف والترجمة والنشر. الوجدان الأرثوذكسي، بعامة، في أزمة تآكل. لقد باتت كيفية تعاطينا الكأس المقدّسة مؤشّراً على جمّ من الأمراض الكنسية التي أصابت وتُصيب جسم المؤمنين اليوم. ما العمل؟ كيف نستعيد سلامة المسير؟ هذا لا يُرتجَل ولا يُختزل. المسألة، في كل حال، مسألة توبة على غرار توبة نينوى. أول الغيث أن نعود إلى ذواتنا في خط القول المزموري: "طالت غربتي على نفسي. سالمت مبغضي السلام. ولمّا كلّمتهم به ناهضوني بلا سبب"! المهم ألاّ يفضي التغاضي عن التماس الحقّ الإنجيلي إلى عنادٍ في الشطط، إذاً لمات الحسّ وانتفت التوبة. الانفتاح على الحقّ، تحسّس الحقّ شرط. إذ ذاك يقولون: "تعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم"! |
||||
06 - 08 - 2014, 12:54 PM | رقم المشاركة : ( 4808 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تتضايق إن تأخرت استجابة الله لك أنه يختار الوقت المناسب لإتمام طلباتك فهو يحبك أكثر مما تحب نفسك أتكل عليه ولا تيأس أو تتوانى في الإلحاح حتى يعطيك . أقرن دائماً طلباتك بصلاة " لتكن مشيئتك " ولأنه يحبك يختار لك ما يناسبك وقد يعمل عكس رغبتك لفترة ثم يستجيب لك ، واعلم أنه يفرح بصلواتك ويكافئك في السماء بأمجاد ليس لها مثيل . لاتنظر إلى الأبواب المغلقة ولكن أنظر إلى المفتاح الذى فى يد الله حتى لوتأخر الله فى حل المشكلة "لكل شئ زمان ولكل أمر تحت السموات وقت" لاتقل لتكن مشيئتك اذا كنت لاتقبلها عندما تكون مؤلمة كن واقعيا فكر فى حل مشاكلك ولا تركز على الاكتئاب وإن لم تجد حلا لمشكلتك انتظر الرب أو احتمل وعش فى واقعك لا تخاف من قسوة الظروف مهما بدت صعبة فالله له طرق كثيرة لحلها لأن الله قادر على كل شى الحكمه هى ان تنظر للامور لكن بعين الله فهو الذي سمح بها وهو القادر أن يرفعها إذا أراد الذين تركوا كل شئ في يد الله , اعتادوا أن يروا يد الله في كل شئ لا تتعجب من تدبير الله لحياتنا ، فهو ضابط الكل و في نفس الوقت هو محب البشر يدبر كل صغيرة وكبيرة في حياتنا . قد لا تفهم الآن حكمته في ترتيب حياتك ، لكن تأكد إن الله أشد حنانا عليك من نفسك ، فقط سلم له حياتك انة قادر أن يفعل أكثر مما نطلب أو نفتكر و قادر أن يمنحنا أكثر مما نحلم حينما لا توجد حلول بشرية تبصر يد اللة تعمل الصلاة الحقيقية هي المفتاح الوحيد لكل الأبواب المغلقة إن أقوى الصلوات هى التى تقدم فى ساعة الضيق و ثق أن الله لا يسمح بضيقة فوق الطاقة و لابد أن يتدخل و لو فى أخر لحظة ليخلص أولاده فلا تضيع صلواتك هباء لا يستطيع الشيطان ان يسيج حولنا بالتجارب والضيقات من كل ناحية فيقيم حولنا اربعة حوائط ولا يدع فيها بابا او شباكااو اى منفذ ولكن امرا واحدا لا يستطيع ان يعمله وهو ان يضع لهذا البناء سقفا يمنع اتصالنا بالسماء واذ نرفع وجوهنا الى فوق نجد (السموات مفتوحة)وهذا هو المنفذ المبارك لنفوسنا فى كل تجارب الحياة فالصلاة هى المنفذ من تجارب العدو . لا تفكر فى الحلول لمشكلتك , فعندما تعجز تماماً يرسل الله حلاً لا تتوقعه. + اتركه يعتنى بك بحسب مشيئته و تدبيره الخاص لك فهو يرسل ملائكته و قديسيه لخدمتك خاصة عندما يجد إيمانك وصداقتك لهم قوية , فلا تترك فرصة إلا وتنتهزها لترفع صلواتك و خاصة من أجل أحتياجاتك الروحية قبل الجسدية الرب فوق كل الظروف ... إنه المتحكم فى كل شئ وضع للبحر حدااا مهما عجت الأمواج فهى مقيدة تتحرك فى حدود ، لن يسمح لها أن تؤذيك بل سيجعلها تعمل لخيرك .. هو يعلم المدة التى يجب أن تبقى فيها العاصفة و إلى أى درجة يجب أن يصل عنفها حتى تحقق القصد الحسن منها .... ربما كانت إعدادآ لك لمهام عظيمة تنتظرك ، و ربما لتنقيك أو لتعليمك دروسآ هامة .... لكنه فى أمانته لن يسمح لها قط أن تطول أو تشتد فى الغد... ترى يد الله تمتد اليك لكى تريحك ..فى الغد ترى حلولا كثيرة لمشاكلك.. أن كان اليوم مظلمآ فان الغد يفتح أمامك طاقات من نور .. من أقوال البابا شنودة يارب خلصنى وعلمنى أن أصنع مشيئك |
||||
06 - 08 - 2014, 01:03 PM | رقم المشاركة : ( 4809 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حول الانفصال عن الله: مختارات من البوق الإنجيلي مكاريوس معلّم باتموس نقله إلى العربية الراهب أثناسيوس الدمشقي حتى أنهم انطرحوا منكبّين على عنقه، وطفقوا يطلبون إليه ببكاء جزيل وعبرات غزيرة، ألاّ يدعهم خائبين من مشاهدته. فوعدهم بحضوره لعندهم. فبالنسبة إلى هذا الأمر اعتبر حالَك أيها الخاطئ التعيس المنكود حظه. يا ليت شعري إذا كان فراق أحد الرسل قد أضرم في قلوب المؤمنين نيران الحزن والغم بهذا المقدار، فكيف تكون حالتك إذا انفصلتَ، ونأيتَ، ولا أعني بقولي عن انفصالك من أهلك وأقاربك، ولا عن افتراقك من خلانك وجيرانك، ولا عن مفارقتك للملاك الحافظ نفسك، ولا عن ابتعادك من بقية الطغمات الملائكية، ولا عن انفصالك من مرافقة جمهور الأنبياء، ولا عن فقدك معاشرة محفل رؤساء الآباء الصديقين، ولا زمرة الرسل القديسين، ولا مواكب الشهداء والمعترفين، ولا عن ابتعادك من السماء نفسها، ولا عن افتراقك من الفردوس، ولا عن بقية سعادة الصديقين. بل إنما أقول لك عن انفصالك من الآب السماوي فقط. لأن بقية العذابات وسائر العقوبات كالنار الأبدية، والظلمة القصوى، وصريف الأسنان وغيرها من العذابات المختلفة الأنواع، إذا قسّمتها بالنسبة إلى انفصالك من الله تعالى فتجدها كَلا شيء . فقل لي إذاً كيف تقدر أن تحتمل هذا الأمر، وهو أن تكون منفصلاً من هذه الأحضان الأبوية، أحضان خالقك وسيدك ومولاك؟ أيّ يأسٍ وقنوط يشملك؟ وأي بحرٍ من الحزن يغمرك؟ وأي نهرٍ ناري من الغمّ والكآبة ينسكب على نفسك الشقية، إذا ما انفصلت من هذا السيد الحليم الجزيل الوداعة ونزحت عن هذا الإله اللطيف العطوف جداً؟ ألا تعلم أن هذا الانفصال يوليك الفضيحة والخزي؟ صدقني أن هذا أمضٌ من نيران العذاب. هذا مقدمة مصيبتك وخاتمتها. وإن شئتَ أن تتحقق ذلك وتتأكده، فافتكرْ بما جرى في العصر القديم، عندما قطع هيرودس المنافق رأس يوحنا السابق. وكان ربنا له المجد على الأرض بالجسد. فأيّ تأديب وقصاص جلب على أولئك القوم الذين تجاسروا على هذا الصنيع عندما بلغه خبر صنيعهم. إن الإنجيلي المتأله اللبّ لم يقل في هذا الصدد شيئاً سوى "أن يسوع لما سمع ذلك تحوّل ماضياً من هناك إلى مكان قفر". لأنه لم يجد تأديباً يؤدّبهم به وقصاصاً ينزلُه بهم أعظم من هذا التأديب والقصاص العظيم جداً، وهو انفصالُه منهم وانصرافه عنهم. ولعمري أنّ هذا الأمر نفسه تفهمُك إياه الظلمة التي صارت على الأرض كلّها في حين صلب الربّ. لأنه من حيث أن ذلك التجاسر كان مستغرباً لا قياس له، وما من شيء من الأعمال الأثيمة يشابهه أصلاً، فلذلك حلّ بهم التأديب والقصاص العظيم الذي ما من شيء يوازيه ليوضح لهم أنّ انفصاله منهم سيكون لهم عذاباً شديداً وانتقاماً مريعاً أشدّ من كلّ عذابٍ وانتقام. وهاك قياساً صحيحاً سأورده لك كفيلاً بأن يفهمك. وهو: أنّ الله تعالى هو العلة الأولى لكلّ خير. والذي يكون منفصلاً من ينبوع النور والضياء أي نورٍ يبقى له؟ والذي يكون منفصلاً من أبي كلّ سلوةٍ وعزاء، أي أثرٍ من الفرح والسرور يبقى له؟ فالناتج إذاً أنّ الإنسان الذي ينفصل من الله تعالى، جلّت آلاؤه، يبقى على هذه الصورة مظلماً مقتماً وخالياً من كلّ خيرٍ وصلاح. كتب أوريجانس في مؤلّفاته أنّه حينما كان مغلقاً على نوح البار داخل السفينة، كانت الأرض عقيمةً وغير مولِّدة، ولم يونع فيها نباتٌ أصلاً، ولا ظهر على وجه الأرض زهرٌ ولا ثمرُ أبداً، لأن الشمس لم تكن تطلع على الأرض في ذلك الحين. فإذا كان فقدان هذه الشمس الحسّية صار سبباً لتلاف الأرض وبوارها، وعلةً لعظم الجدب والمُحْل الذي أصابها، فماذا نستنتج عن الإنسان الشقي المسكين، إذا بقي منفصلاً من الله الجواد العظيم العطايا خالقِه وجابله؟ أيّ تعاسةٍ تشمله؟ وأيّة مصيبة تدهمه؟ وفي أية حالة شقية يكون؟ كان المعلمون الجهابذة يتباحثون في أمر شمشون بعداوة عظيمة حتى الموت، فلما قبضوا عليه لِمَ لم يحلقوا شعر رأسه ثانية، ما دامت قوته الأولى تعود إليه أيضاً إذا نبت شعره؟ لم يفعلوا ذلك بسبب إهمالهم وكسلهم أم بسبب جهلهم وعدم معرفتهم؟ ويجيبون قائلين في حل هذا المشكل هكذا: إن الفلسطنيين لم يعبئوا بذلك لعلمهم أنّ الرب قد ابتعد عنه، ولم يخشوا بأسهُ أيضاً لأن انفصال الله تعالى عن شمشون منحهم ثقةً وعشماً حتى شدوا ذلك البطل الصنديد الذائع الصيت وربطوه إلى حجر الرحى كحيوانٍ فاقد النطق. ولعمري أن هذه الداهية نفسها بل أعظم منها بما لا يقاس تدهمك أنت أيضاً أيها الخاطي غير التائب بعد انفصالك عن الله. ولا يبقى لك فيما بعد أثرٌ من السلوة والتعزية أصلاً، ولا خيال من الفرح والسرور أبداً، لا من تلك التسلية التي يمنحها ضوء الشمس والقمر للكواكب، ولا من ذلك الانتعاش الذي يُستمد من لطف النسيم. لكنك تُسلَب كل سلوة وعزاء حتى أن العناصر التي بها يتعزّى بقية الناس ويتسلّون تصير أعداءً لك، وجماهير القديسين أنفسهم يعادونك، والسيدة البتول الطاهرة تبتعد عنك، والسماء بجملتها ترفضك. وإنما يصير هؤلاء جميعهم أعداء لك لأنك جعلت وسائلهم وشفاعاتهم التي كانوا يقدمونها من أجلك فيما سلف باطلةً لا تجدي نفعاً. وما لي أقول أن الأقرباء والقديسين يكونون أعداء لك ومبغضين ولا أقول أن آدم ابن الله الطاهر نفسه، والصليب الكريم الحامل الظفر بعينه، يكونان لك عدوين ومبغضين ومقاتلَين لنفسك الشقية المستوجبة النوح والبكاء. إنني أعرف أين تعلّقٌ أمَلَك أيها الخاطئ غير التائب. أفلستَ واثقاً أيضاً بلجة تحنن الله تعالى؟ والحال أنك من أجل هذا يجب أن تخشى وترتعد أكثر، لأنك ستكابد حرَّ نار العذاب الأبدي بأوفر المضض والألم من جراء عظم خيانتك، وقلّة شكرك، وعدم وفائك الذي أظهرتَه نحو السيد الكريم المفضال العظيم المواهب. وذلك على نحو وفور غنى المواهب والنعم التي نلتها من لجة تحننه تعالى. وعلى نحو ما أظهر من الهمة الوافرة والنشاط الكامل في إصلاحك وتقويمك سوف يوبّخك ويبّكتك بأشد القساوة لأنك أضحيت خائناً منافقاً، وعديم الخضوع والإذعان وفاقد التصوّر والإدراك. فقل إذاً بماذا تؤمل مطمئناً. أتؤمل بحكمة قاضيك وحاكمك؟ والحال أنه من أجل هذا أيضاً يجب أن ترهب وترتعب بالأكثر. لأن الحق ذاته سوف يكون دياناً لأعمالك وشاهداً عليها. كما يقول إرميا النبي "إنني أنا شاهد وقاضٍ". فبماذا إذاً تثق متعشماً؟ أأنت واثق بقدرته الكلية؟ والحال أنه من أجل هذا يجب أن ترتعد وتفرق أكثر لأنك عندما تكون واقفاً في تلك الدينونة لا يمكنك أن تقاوم، ولا تجد مكاناً تختفي فيه لتهرب من أمام قوته الكلية القادرة على كلّ شيء. فبماذا تتعشّم طامعاً؟ أتتعشّم بعدله الإلهي؟ والحال أنه من أجل هذا ينبغي لك أن تخاف وتهلع أكثر. لأن الله تعالى لا يدع خطيئةً من خطاياك بلا قصاص وعقاب. وأعظم من ذلك أيضاً أنه عزّ اسمه قد بذل ابنه الوحيد المساوي له في الجوهر وأسلمه إلى الجلد والسياط والآلام والصلب. وذلك كلّه لأنه كان لابساً صورة خطيئتك لا غير. فعليك إذاً أن تحكم حكماً عادلاً في هذا اليوم الذي هو يوم المحاكمة. واعطِ الله تعالى حقّه الواجب عليك. وأفرز له نفسَك وجسمَك وحواسَك كلها بما أنّك خِلقته وجبلة يديه. واعرف ضعفك وعجزك وافهم دناءتك وخسّتك، وكُف من الآن فصاعداً عن معاندة هذا السيد الكلي القدرة، ومقاومة هذا القاضي الديان الكلي الحكمة. ميّز تمييزاً حميداً واحكم على ذاتك. أنه من الواجب واللائق أن تكشف خفايا قلبك ومكنوناته لدى أحد الأطباء قبل أن يدركك ذلك اليوم الرهيب وتشهر خفاياك ومكتوماتك تجاه أعين السماء والأرض، قدام الملائكة والبشر. ميّز بعقلك أنه واجب عليك أن تحرق خطاياك ومآثمك بانسحاق القلب لكي لا تقع في تلك النار الجهنمية وتحترق احتراقاً مؤبداً فذلك ربح عظيم وكسبٌ جسيم لك. قد قال علماء الطبيعيات وعلى الخصوص بلوتارخس الحكيم، أن الصاعقة حيثما وقعت سحقت الأشياء الصلبة القاسية وطحنتها. وأما الأشياء الليّنة الرخوة فلا تضرّها ولا تؤذيها. والحال أنّ هذا الأمر بعينه يكون في الدينونة الرهيبة التي يقضي بها هذا القاضي العادل فإنه يدقّ الخطأة القساة غير التائبين ويطحنهم ويطرحهم في النار المؤبدة. وأما المتواضعون والتائبون فيرّق لهم ويرحمهم. فإذاً حتّام أيها النفس الشقية غير التائبة تلبثين مصرةً على فظاظتك وقساوتك وعلى عدم الخضوع لشرائع إلهك وخالقك، وعلى عصيان نواميسه الإلهية وأوامره الخلاصية؟ إلامَ تحتملين أن تعرفي ذاتكِ أنكِ من الذين سيسمعونه تعالى قائلاً لهم بصوت مهول وغضب شديد "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار المؤبدة" ولا تتوبين نادمة على خطاياك؟ نعم إنه من الواجب علينا ألاّ نضيّع وقت هذه التجارة الحميدة. لأنّ هذا القاضي المقسط هو الذي وهبنا هذه الحياة إجلالاً لهذا الربح وهذه الفائدة الجميلة. أي لكي نجعل ذواتنا أهلاً لحزب اليمين وننجو من حزب الشمال. وقد أبقانا أحياء إلى هذه الأيام وأوصلنا إلى هذا التذكار تذكار دينونته الرهيبة. لكي نتصالح متسالمين مع القاضي الديّان ونطرح عنا أعمال الشجب والهلاك ونلبس أعمال البرّ والعدل. لأنه من يعرف إن كنا نسمع أيضاً فصل إنجيل هذا اليوم الرهيب متلواً في مثل هذا اليوم من العام المقبل؟ ومن يقدر أن يعرف مَن منا يكون فوق الأرض ومن يكون تحت الأرض؟ فالجدير بنا إذاً أن نخمد غضب الديان العادل ونطفئه بزيت الرحمة والصدقة، أو بهطل جداول الدموع والعبرات الحارة. يا ليت شعري إلى أية ساعةٍ نخبئ دموعنا ونتحفّظ عليها؟ من لنا أعزّ وأكرم من ذواتنا لنبكي عليه؟ ما لي أراك يا هذا تذرف سواقي من الدموع في موت أبيك، أو أمك، أو ابنتك، وأما في موت نفسك فلا تبكي عليها ولا تندبها؟ أنه من الواجب أن نبكي على نفوسنا في هذا اليوم بكاءً وقتياً. لكي ننجو من تلك الدموع المؤبدة التي لا تجدينا نفعاً. والخليق بنا أن نتنهد الآن تنهداً زمنياً لكي نسلم ناجين من تلك التنهدات الأبدية التي نسأله تعالى أن ينجينا منها برحمته التي لا تقدّر ولا تحدّ. له المجد والعزة والسجود إلى أبد الدهور التي لا تحول ولا تزول آمين |
||||
06 - 08 - 2014, 01:06 PM | رقم المشاركة : ( 4810 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الدموع + الدموع ام الصلاه : حينما نقف لنتراءى امام الله فى بدء حياتنا الروحيه تصطدم نفوسنا المحمله بالشرور والاثام بلهيب قداسة الله فتنفتح العيون لاول مره لتسكب فيضا من الدموع وهكذا نغسل بدموعنا اعضائنا التى تدنست بفعل الشهوه والخطيه وحينئذ نستطيع ان نتقدم للصلاه . ولكن ليست دموع التوبه مقصوره على فتره معينه فى حياتنا فهى ينبوعنا الدائم الذى نجد فيه شفاء نفوسنا . + الدموع بنت الصلاه : سعيد ذلك الانسان الذى تفتقده النعمه اثناء تضرعه فى الصلاه الباكيه . فبينما تكون دموع الالم والندم منحدره من عينيه بمراره إذ بنور المسيح ينسكب فى قلبه الداخلى وتشمله فرحه سريه عجيبه فتمتزج دموعه بابتسامه حلوه فتنهمر دموع الفرح . هذه الدموع السعيده هى احدى هبات الصلاه المنسحقه وكل من تذوق لذة الدموع يطلبها باستمرار. كلنا يبكى ويستطيع ان يذرف الدموع ولكن القليل من يستطيع ان يوجه هذه الدموع لتدخل زق الله . اما الدموع التى تنسكب بعيدا عن زق الله فهى محسوبه عليك . فحينما تبكى افحص دموعك لئلا يكون الدافع لها محبه جسدانيه . ان الذين تمرنوا على حياة الصلاه يعرفون كيف يحولون مثل هذه الدموع لتدخل امام الله . ولكن احترس من ثلاثة امور اذا استؤمنت على دموع التعذيه : 1.لا تلهيك الدموع عن واهبها . 2.لا تظن ان هذه الدموع هى لاستحقاقك : بل هى لتشجيعك للنمو فى محبة الله . 3.ان الدموع لا تميزك عن الاخرين . المكانه الصحيحه للدموع فى اللاهوت النسكى عند الاباء الاولين : نلخص مبادئ الاب اسحق كالآتى : 1.تعتبر الدموع تعبيرا ملازما للدوافع الصحيحه للصلاه التى تنبثق من اعماق النفس وتملأها سرور. 2.لانه توجد دوافع كثيره للصلاه فبالضروره اصبح يوجد انواع كثيره للدموع . 3.توجد خمسة انواع للدموع وهى صحيه ومثمره وهى : أ.دموع الشعور بنخص الخطايا ب.دموع الرعبه من جهنم . ت.دموع التأمل فى صلاح الله والامجاد المعده لنا . ث.دموع على الاخرين وهى شديدة الكآبه . ج.دموع الضيقه التى يعانيها مساكين الله . 4.هذه الانواع يربطها صفتان : 1.دوافعها صحيحه 2.لا تمارس بتغصب فهى دموع تلقائيه . 5.يوجد نوع واحد من الدموع ليس تلقائيا يحاول الانسان ويجاهد ان يزرف فيه الدموع وهو للمبتدئين . 6.هناك نوع خطير من الناس وهم الذين يذرفون الدموع رغبة فى ذرف الدموع كإنها هبه وضروره وهذا النوع مفسد وعقيم . لان نخس الضمير هو الدافع الصحيح للدموع . مبادئ مار اسحق : 1.وضع الدموع فى الحياه النسكيه : إن لم يؤهل الانسان لنعمة الدموع يكون ذلك دليل على انه لا يزال يعيش من اجل الانسان الترابى . على انه بمقدار ما يتقدم فى السيره بمقدار ما يزداد حظه فى الدموع . 2.تشكل الدموع بشكل المراحل النسكيه : والدموع نوعان : 1.دموع من اجل تذكر الخطايا وهى دموع مؤلمه . 2.دمو تفيض من جراء دخول العقل فى افهام روحانيه ينعم بها الله على الانسان . 3.القيمه النسكيه للدموع فى حد ذاتها ومما تنجح : 1.البكاء بحد ذاته عازل يعزل النفس عن اسقام الخطيه . 2.إذا سئلت مما ينشأ وكيف يدوم اقول لك ان المملوء جراحات كيف يسكت ؟ 3.إهدأ الى نفسك وأصمت وتعلم السكوت وأصبر على ضيقتك . حينئذ يأتيك البكاء ويلازمك . 4.نحن محتاجون قبلكل شئ ان نضع الله امامنا وفى فكرنا بإستمرار وهو يهبنا الدموع . 5.إذا ظفرنا بنعمة الدموع فهى توصلنا الى الطهاره . 6.كل القديسين بتوسط الدموع انفتح امامهم باب العزاء فدخلوا فى الاستعلان وساروا وراء الله . 7.الدموع تتولد من الهذيذ الحقيقى الذى يكون بغير طياشه . 8.على قدر ما يتغذى الانسان بالروح من الداخل على قدر ما تكون زيارة الدموع . الدموع ليست حتميه فى الحياه النسكيه : 1.بالنسبه لبداية الطريق : لقمع حركات الخطيه إذا كان الانسان غير قادر على البكاء فهناك ما يساوى الدموع تفريغ القلب من محبة الخطيه ومداومة الصلاه . 2.بالنسبة لنهاية الطريق : فى الوقت الذى تكون فيه قد بلغت الى الاتضاع وانت عمال فى السكون وتكون نفسك قد قربت من الخروج من الظلام تكون الدموع وحرارة القلب وعدم اشتهاء ما فى العالم هى العلامه . ماذا تعنى الدموع 1.الدموع دليل على ان النفس البشريه قد حظت بالرحمه الالهيه . توجد دموع تأتى جزئيا للعمالين بالروح واخرى لا تكف نهارا وليلا . |
||||