منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19 - 08 - 2021, 11:19 AM   رقم المشاركة : ( 47901 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مريم العذراء على أقدام الصَّليب (يو 19/ 25 – 27)


في عرس قانا قال يسوع لأمّه: “ما لي ولك يا امرأة، إنّ ساعتي لم تأتِ بعد”. وقبل آلامه قال: “لقد حانت الساعة التي يُمجَّد فيها ابن البشر. الحقّ الحقّ أقول لكم: إنّ حبّة الحنطة التي تقع في الأرض، إن لم تمت فإنّها تبقى وحدها، وأمّا إن ماتت فإنّها تأتي بثمرٍ كثير… الآن نفسي قد اضطربت. وماذا أقول؟ يا أبتاه، أنقذني من هذه الساعة ولكن لأجل هذه الساعة قد جئت. أيّها الآب، مجّد اسمك”. فجاء صوت من السماء : “قد مجّدته، وسأمجّده أيضًا”. وسمع الجمع الواقف هناك، فقالوا: “هو رعد!”. وقال آخرون: “قد كلّمه ملاك!”. لإاجاب يسوع، وقال: “ليس من أجلي كان هذا الصوت، بل من أجلكم. الآن دينونة هذا العالم. الآن رئيس هذا العالم يلقى خارجًا. وأنا متى رُفعت عن الأرض اجتذبت إليَّ الجميع”. قال يسوع هذا ليدلّ على أيّة ميتة كان مزمعًا أن يموتها” (يو 12/ 23 – 33).
ساعة يسوع هي ساعة عودته إلى السماء أي دخوله مجد الآب: “فإنّه لم يصعد أحد إلى السماء إلّا الذي نزل من السماء، ابن البشر الكائن في السّماء. وكما أنّ موسى قد رفع الحيّة في البريّة، كذلك ينبغي أن يُرفع ابن البشر، لكي تكون به الحياة الأبديّة لكلّ من يؤمن به” (يو 3/ 13- 15؛ راجع أيضًا يو 13/ 1).
ساعة موت يسوع هي إذاً ساعة تمجيده وفي الوقت عينه ساعة بدء الملكوت، العالم الآتي، الذي فيه يحصل المؤمنون به على الحياة الأبديّة. “سينظرون غلى الذي طعنوه” (يو 19/ 37؛ زخريّا 12/ 10). “بيد أنّ واحدًا من الجند طعن جنبه بحربة، فخرج للوقت دم وماء” (يو 19/ 34). الدّم يشهد على حقيقة ذبيحة الحمل، والماء، الذي هو إشارة إلى الرّوح القدس في إنجيل يوحنّا، يرمز إلى الحياة الأبديّة، إنّه الماء الحيّ الذي يُحيي المؤمنين بالمسيح. لذلك رأى بعض الآباء في الدّم رمز الإفخارستيّا وفي الماء رمز المعموديّة، وهذان السرّان هما علامة الكنيسة لأنّهما السرّان الأساسيّان اللذان بهما تتكوّن وتنمو.
في هذه الساعة، ساعة المجد وساعة الفداء وساعة بدء الملكوت ونشأة الكنيسة شعب الله الجديد، نرى مريم واقفة عند أقدام صليب يسوع: “وكانت أمّ يسوع وأخت أمّه مريم زوجة كليوبّا، ومريم المجدليّة، واقفاتٍ عند صليبه. فلمّا رأى يسوع أمّه وبقربها التلميذ الذي كان يحبّه، قال لأمّه: “يا امرأة، هوذا ابنك”. ثمّ قال للتلميذ: “هي ذي أمّك”. ومنذئذ أخذها التلميذ إلى بيته الخاصّ” (يو 19/ 25-27). بهذه الكلمات صارت مريم أمًّا لجميع تلاميذ يسوع وأحبّائه. إنّ ابنها يسوع يغادرها، ولكنّه يعطيها أبناء آخرين: “في الساعة التي ينكشف فيها عمق شخص الكلمة، يتجلّى أيضًا عمق شخص مريم: لقد جُعلت لتصير أمًّا، هذا هو كيانها الصميم، أمًّا وحسب. وهي أمّ، ليس لأنّها تأخذ، بل لأنّها تعطي.
ويشير يوحنّا إلى مقارنة: عندما يموت يسوع يظهر ابن الله، وعندما تذهب مريم إلى بيت التلميذ الذي كان يسوع يحبّه تظهر أمّ الله. هذا هو تقديسها، كما يقول السيّد المسيح في صلاته الأخيرة: “وأنا أقدّس ذاتي، لكي يكونوا هم أيضًا مقدّسين بالحقّ” (يو 17/ 19). وذلك ليس فقط لأنّها ولدت يسوع، بل لأنّها قبلت أن تصير أمًّا لجميع الذين يحيا فيهم المسيح القائم من بين الأموات. مريم ليست أمرًا عارضًا، آلة وقع عليها الاختيار بطريق الصدفة، بل هي التي تشارك بدعوتها تاريخ ابنها. إنّها الأمّ”.
في هذا الموضوع يضع جاورجيوس أسقف نيقوميدية (+حوالى 880) على لسان يسوع القول التالي: “من الآن فصاعدًا، أجعل مريم دليلا ً للتلاميذ، وأمًّا ليس فقط لك بل لجميع الآخرين. وأريد أن تكرَّم بحقٍّ إكرام الأمّ. وإذا كنت قد منعتكم من أن تدعوا أحدًا أبًا لكم على الأرض، فإنّي الآن أريد أن تدعوا مريم أمًّا لكم. وتكرّموها كأمّ”. وكذلك يقول البابا يوحنّا بولس الثاني: “إنّ الكلمات التي يتلفّظ بها يسوع وتتساقط من أعلى الصليب، تشير إلى أنّ أمومة والدته تجد لها امتدادًا في الكنيسة وبالكنيسة، ممثـّلة بيوحنّا. وهكذا “فالممتلئة نعمة” التي أدخلت سرّ المسيح لتكون أمًّا له، أعني والدة الإله الفائقة القداسة، تظلّ في هذا السرّ في الكنيسة بوصفها “المرأة” التي يعنيها سفر التكوين (3/ 15) في البدء وسفر الرؤيا (12/ 1) في خاتمة تاريخ الخلاص”.
 
قديم 19 - 08 - 2021, 11:20 AM   رقم المشاركة : ( 47902 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حوّاء الجديدة (تك 3/ 15).
بعد خطيئة آدم وحوّاء، طردهما الله من الفردوس، أي إنّهما فقدا حياة النعمة. لكنّ الله وعدهما بالخلاص، إذ قال للحيّة، رمز الشيطان والشرّ ورفض الله: “سأجعل عداوة بينكِ وبين المرأة وبين نسلكِ ونسلها. فهو يسحق رأسك. وأنت تصيبين عقبه بجروح” (تك 3/ 15).
يُنبئ النصّ الكتابيّ بقيام عداوة بين نسل الحيّة ونسل حوّاء، أي بين “الشيطان” و”الإنسان”، ويلمّح إلى انتصار الإنسان في النهاية، وفي ذلك أوّل تبشير بالخلاص قبل بشارة الإنجيل. إنّ الترجمة اليونانيّة “السبعينيّة” تبتدئ الجملة الأخيرة بضمير المذكّر، فيُنسب ذلك الانتصار، لا إلى نسل المرأة بوجه عامّ، بل إلى أحد أبناء تلك المرأة، لا إلى الجماعة البشريّة، بل إلى فرد من تلك الجماعة. ومن هنا انطلق التفسير الماسيويّ الذي أوضحه في ما بعد كثير من آباء الكنيسة. فهذا الشخص الذي سيسحق رأس الحيّة هو السيّد المسيح. أمّا القدّيس إيرونيموس (347 – 420) ففي ترجمته اللاتينيّة يبدأ الجملة الأخيرة بضمير المؤنّث “هي تسحق رأسك”، ويعني بهذا الضمير المرأة. واستنادًا إلى هذه الترجمة أصبح التفسير المريميّ للمرأة تقليديًّا في الكنيسة الغربيّة.
كيف يمكننا تفسير هذه النبوءة؟ إنّ كلمة “المرأة” في هذا النصّ يجبُ ألّا تؤخَذ بمعناها الحرفيّ كأنّها تعني شخصًا فردًا، بل يجب فهمها بمعناها الشامل. إذ ّاك تدلّ على المرأة إجمالا ً. بيد أنّ حوّاء ومريم كلتيهما تدخلان في هذه الدلالة الشاملة. وإذا اعتبرنا أنّ اللّغات الساميّة تنظر من وراء المعاني الشاملة إلى أهمّ الأفراد الذين تتحقّق فيهم المفاهيم التي يراد التعبير عنها، صحّ القول إنّ الكاتب قد يكون فكّر عند ذلك ببعض النساء اللواتي اشتركن اشتراكًا أشدّ فعاليّة في النزاع القائم بين الحيّة والجنس البشريّ، ومنهنّ حوّاء المذكورة في النصّ المجاور، والعذراء الطاهرة “أمّ المولود الفريد الذي سينتصر على الحيّة” انتصارًا نهائيًّا. فنكون بهذا قد بلغنا إلى معنى حرفي “كامل” قد يكون وراء تفكير الكاتب في وجدانه الواعي، ولكنّه واضح على كلّ حال أمام الله المؤلّف الأوّل والأساسيّ للكتاب المقدّس. ولا تكون الترجمة السبعينيّة وترجمة القدّيس إيرونيموس، مع ابتعادهما عن الأصل العبرانيّ، سوى إيضاحات إضافيّة لا تخرج على المعنى الأصليّ.
 
قديم 19 - 08 - 2021, 11:21 AM   رقم المشاركة : ( 47903 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

“كلمة نسل تدلّ على شخص فرد، وهذا الشخص سيسحق الشرّ، ولكنّ الشرّ سيؤلمه حين يصيبه بجروح، حين يعضّه. أمّا المرأة فهي تمثـِّل البشريّة. أجل إنّ الخلاص لا يأتي مباشرة من السماء، بل يحتاج إلى مشاركة البشر. والمخلّص المنتظر يكون ابن البشريّة وابن المرأة. وعندما يأتي ملء الزمان، نفهم أنّ المرأة شخص فرد. إنّها مريم التي تشارك ابنها في صراعه مع الشرّ. إنّها البشريّة المخلّصة تشارك مسيحها في عمل الخلاص. نسل المرأة يخلّصنا، والمرأة تمثـِّل البشريّة الخاطئة. ولكنّ هذه البشريّة تحمل بذار القداسة، ومن هذه البذار ينبت المخلّص. وهنا تبدو مريم عظيمة لأنّها تمثـِّل البشريّة العائشة في ضيق والمنتظرة ساعة الخلاص. مريم هي “المرأة” في عرس قانا الجليل وعند الصَّليب، وهي صلة الوصل بين يسوع وتلاميذه. مريم هي حوّاء الجديدة وأمّ الأحياء، لأنّ ابنها يسوع هو حياة العالم”.
فقول يسوع لأمّه: “يا امرأة” هو للتأكيد أنّ مريم هي حوّاء الجديدة وانّها تمثـِّل البشريّة التي تشارك المسيح في خلاص العالم.
 
قديم 19 - 08 - 2021, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 47904 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المرأة الملتحفة بالشمس (رؤ 12/ 1- 6 ؛ 13 – 17)


مريم العذراء تمثـِّل ابنة صهيون، شعب العهد القديم الذي ينتظر ولادة المسيح المخلّص. وبعد أن ولدت المسيح صارت صورة للكنيسة التي تلد على مدى الزمان أعضاء جسد المسيح السريّ. اختيارها من قبل الله وعلاقتها بالمسيح هما صورة الكنيسة ومسيرتها عبر التاريخ. هذا ما يشير إليه النصّ التالي من سفر الرؤيا:
“ثمَّ ظهرت في السماء آية عظيمة:

امرأة ملتحفة بالشمس، وتحت قدمها القمر، وعلى رأسها إكليل من اثنيّ عشر كوكبًا، وهي حُبلى، وتصيح وقد اعتراها المخاض ومشاقّ الولادة. وظهرت آية أخرى في السماء. فإذا تنّين عظيم… ووقف التنّين قبالة المرأة المشرفة على الولادة، ليفترس ولدها عندما تلده. فولدت ولدًا ذكرًا، هو المزمع أن يرعى جميع الأمم بعصًا من حديد، فاختُطِفَ الولد إلى الله وإلى عرشه، وهربت المرأة إلى البريّة، حيث أعدّ لها الله خلوة، تُعال فيها ألفًا ومئتين وستين يومًا.

حينئذٍ نشب قتال في السماء: مخائيل وملائكته قاتلوا التنّين… وطرح التنّين العظيم، الحيّة القديمة، المسمّى “إبليس” و”الشيطان” مضلّ المسكونة بأسرها، طـُرح إلى الأرض وطـُرحت ملائكته معه…

ولمّا رأى التنّين أنّه قد طـُرح على الأرض، طارد المرأة التي ولدت الولد الذ َّكر. فأ ُعطيَت المرأة جناحَي العقاب العظيم، لتطير إلى البريّة، إلى خلوتها، بعيدًا عن وجه الحيّة، حيث تعال زمانًا، وأزمنة، ونصف زمان. فألقت الحيّة من فيها، في إثر المرأة، ماء كالسيل، لتهلكها به. فأغاثت الأرض المرأة: فتحت فاها وابتلعت السيل الذي ألقاه التنّين من فيه. فغضب التنّين على المرأة. وذهب ليحارب باقي نسلها، الذين يحفظون وصايا الله، ويقبلون شهادة يسوع. وأقام على رمل البحر” (رؤ 12/ 1 -18).
توحي هذه الرؤيا بالسقطة الأولى التي تعرّض لها الإنسان في بدء الخليقة. ففي كلا النصّين عدّة عناصر مشتركة: المرأة، نسلها، الحيّة، العراك الذي نشب بينهما، انتصار المرأة وولادتها قايين (تك 3/ 15-16، 20 ؛ 4/ 1).

إسرائيل في العهد القديم صوّره الأنبياء بملامح امرأة، “إبنة صهيون” التي تعاني أوجاع الولادة. وبعد تلك الأوجاع تفرح بمجيء المخلّص:
“المرأة، إذا ما حان وضعها، تحزن لأنّ ساعتها قد أتت، ولكنّها متى وضعت الطفل لا تعود تتذكّر شدّتها فرحة بأنَّ إنسانًا وُلد في العالم.

وأنتم أيضًا، فإنّكم الآن في حزن، ولكنّي سأراكم من جديد، فتفرح قلوبكم، وفرحكم هذا لا يقدر أحد أن ينتزعه منكم” (يو 16/ 21-22). إنّ صورة المرأة التي تلد ترمز أيضًا إلى عمل فداء المسيح الذي أتمّه بموته وقيامته.
 
قديم 19 - 08 - 2021, 11:23 AM   رقم المشاركة : ( 47905 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ظهور المرأة الملتحفة بالشمس كما صوّرها سفر الرؤيا هو تحقيق الرجاء الماسيويّ الذي بدأت ملامحه في سفر التكوين في وعد الله للمرأة بأنّ نسلها سيسحق رأس الحيّة. هذه المرأة هي أوّلا ً “ابنة صهيون“، شعب العهد القديم الذي بقي ثابتًا في انتظار مجيء المسيح من خلال أوجاع تاريخه، وهو يرتكز على ذكرى فدائه السابق من عبوديذة مصر، ويرجو خلاصه النهائيّ، وقد كان في عراك دائم ضدّ قوى الشرّ التي استخدمت الأمم لإزالته. وهذه المرأة هي ثانيًا الكنيسة التي ستعاني الاضطهادات، ولكنّها متيقّنة بالنصر. فغنّها “ملتحفة بالشمس”، أي بنور المسيح ونور حضور الله، و”تحت قدميها القمر”، رمز الدنيويّات التي تزدريها والخلائق التي تسودها، وعلى رأسها إكليل من اثني عشر كوكبًا هم الرسل الاثنا عشر. ستعاني الاضطهاد زمانًا يسيرًا تلجأ فيه إلى البريّة، أي إلى الخلوة مع الله لتتأمّل في محبّته وتغتذي بقربان المسيح الذي بقيامته من بين الأموات صار عربون دخولها الممجَّد إلى ملكوت الله.
وهذه المرأة هي أخيرًا مريم العذراء “بنت صهيون” الجديدة أمّ المسيح الفادي الذي ارتفع إلى عرش الله. والرؤيا تجمع بين ولادة المسيح على الأرض وولادته بالقيامة إلى السماء بعد آلام الصّليب. “فالله، حسب قول بولس الرسول، قد أقام يسوع على ما هو مكتوب في المزمور الثاني: أنت ابني وأنا اليوم ولدتك” (أع 13/ 33). ومريم العذراء تشارك ابنها في هذه الولادة بالأوجاع إلى القيامة.
 
قديم 19 - 08 - 2021, 11:28 AM   رقم المشاركة : ( 47906 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مقدار المسئوليات بالنسبة للخادم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يقيس الناس الخدمة بحجم المسئوليات الملقاة على الخادم، بينما الله له مقياس مختلف.
* خذوا مثلًا إسطفانوس أول الشمامسة.
إنه مجرد شماس، لم ينل رتبة أعلى من ذلك. فهل نقيس خدمته برتبته؟! كلا، بلا شك. فإن الكنيسة المقدسة تضع اسمه في مجمع القديسين قبل جميع البطاركة. وتقاس خدمتها بعمقها. وكيف أنه كان مملوءًا من الروح القدس والحكمة والإيمان (أع6: 3، 5). "وإذ كان مملوءًا إيمانًا وقوة، كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب" (أع6: 8).
ووقف أمام ثلاثة مجامع وأمام الذين من كيليكيا وآسيا، يحاورونه "ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به" (أع6: 10). لهذا رأينا أنه بعد وضع اليد عليه كشماس "كانت كلمة الله تنموا، وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا في أورشليم، وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان" (أع6: 7). هكذا كانت خدمة هذا الشماس وفاعليتها، حتى أن اليهود لم يحتملوا خدمته، فقبضوا عليه ورجموه. وفي رجمه رأى السموات مفتوحة وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله" (أع7: 56). "ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك" (أع6:5).

إن الإنسان في خدمته أمام الله، يوزن مجردًا من صفاته الخارجية ووظائفه. فيوزن في عمق عمله، وفي عمق قلبه، وفي قيمة خدمته.
خذوا مثالًا آخر: القديس مارأفرام السرياني:
وما قام به من جهد كبير في الخدمة وفي مقاومة الأريوسية وفي دفاعه عن الإيمان، حتى قبل أن يرسم إغنسطسًا (أي قارئًا) من يد القديس باسيليوس الكبير. هذه الرتبة التي يحصل عليها الآن عشرات الآلاف من خدام مدارس الأحد، والتي كان يرى نفسه غير مستحق لها.
ولكن الأغنسطس مارأفرام كان له وزنه الجبار في الكنيسة الجامعة، حتى أسموه "قيثارة الروح القدس" وأسموه الملفان أو "المعلم"، في أشعاره وكتاباته الروحية ذات التأثير أو العمق العجيب أترانا نقيس خدمته برتبة أغنسطس؟! أم بأثره البارز في خدمة الإيمان وفي التعليم، ليس في جيله فقط، وإنما في أجيال عديدة وحتى الآن.
خذوا مثالًا آخر: الشماس أثناسيوس في مجمع نيقية المسكوني المقدس.
في ذلك الوقت كان مجرد شماس، في أول مجمع مسكوني يضم 318 من الآباء الكبار، بطاركة وأساقفة، يمثلون كنائس العالم كله.

ولكن عمله حينذاك لم يكن يقاس برتبته كشماس، وإنما بوقوفه ضد أريوس الهرطوقي، والرد على كل أدلته، في قوة وفي فهم عميق للكتاب والمعنى السليم لنصوصه ودلالاتها اللاهوتية.. حتى أنه -وهو شماس- قام بصياغة قانون الإيمان المسيحي في مجمع نيقية، القانون الذي تؤمن به كل كنائس العالم.. هنا الخدمة لم تكن تقاس بالرتبة، وإنما بأثرها وفاعليتها.
* مثال آخر هو القديس سمعان الخراز.
ماذا كانت رتبته؟! لا كاهن، ولا شماس، ولا حتى أغنسطس.. إنما عامل بسيط ربما لا قيمة له في المجمع، ولا وظيفة له في الكنيسة.
ولكن قيمة خدمته كانت في عمق عمله، وعمق صلواته، وفي إنقاذه الكنيسة كلها بمعجزة نقل الجبل المقطم أيام البابا إبرام بن زرعة وفي حضوره. هنا نوعية الخدمة، وليس علو الرتبة..
* خذوا أيضًا مثال القديس الأنبا رويس.
لم يكن أسقفًا ولا قسًا ولا شماسًا، ولم تكن له أية وظيفة رسمية في الكنيسة، ولا أية خدمة معينة. ومع ذلك دعته الكنيسة من آبائها. وكانت له خدمات تظهر يد الله فيها بكل وضوح.
* كذلك يمكن أن نذكر: إبراهيم الجوهري.
كان علمانيًا، وله وظيفة علمانية في الدولة، أي أنه لم يكن مكرسًا للرب. ومع ذلك كانت له محبته العميقة للكنيسة، وخدماته التي لا يمكن أن تنسى التي قام بها من أجل عمارة الأديرة والكنائس، وفي العناية بالفقراء بأسلوب يضعه في مرتبة الخدام، بل أنه يفوق الكثيرين منهم.
* مثال خارج الكنيسة القبطية هو ميشيل أنجلو. كان فنانًا. لكن خدماته في محيط الأيقونات الكنيسة، سجلت له اسمه في التاريخ وبخاصة في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان. وهنا لا نسأل عن درجته الكنسية أو عن رتبته، إنما عن عمق خدمته. والناس يعرفون ميشيل أنجلو، وربما الملايين لا تعرف اسم البابا الذي عاش أنجلو في أيامه. وإن عرفوا اسمه يقولون إنه البابا المعاصر لميشيل أنجلو..!
نقطة أخرى نذكرها في مقاييس البشر الخاطئة بالنسبة إلى الخدمة، وهي شرف وعظمة المكان.



قد ينسبون أهمية الخادم إلى أهمية وعظمة المكان الذي يخدم فيه، كأنما خدمته تستمد قدر عظمتها من المكان، وليس من الشخص، ولا من عمق ونوعية الخدمة. والواقع غير ذلك.
* ومن أمثلة ذلك القديس غريغوريوس النيازينزي. ينتسب إلى بلدة نيازينزا التي صار أسقفًا لها، وربما لا يعرف أحد تحديد مكانها بالضبط، غير أنها كانت إحدى مدن قيصارية كبادوكية التي تتبع للقديس باسيليوس الكبير.
غير أن القديس غريغوريوس لم يستمد عظمته وشهرته من عظمة المدينة التي يخدمها، وإنما من شخصيته اللاهوتية ومحاضراته العميقة التي ألقاها عن الثالوث القدوس، حتى أن الكنيسة منحته لقب "الناطق بالإلهيات". إيبارشيته لم تمنحه الشهرة، إنما هو الذي منح الشهرة لبلدة نيازينزا المجهولة بالنسبة إلى الكثيرين.
* مثله أيضًا القديس أغريغوريوس أسقف نيصص.
وهو أخو القديس باسيليوس الكبير. وقد رسمه أخوه على نيصص، التي لا يعرف الكثيرون مكانها. ولكنها ضمن إيبارشية قيصارية كبادوكية. هي بلدة غير مشهورة، الذي سجل اسمها في التاريخ هو أسقفها القديس غريغوريوس، الذي كتب كثيرًا ضد الأريوسيين وله تأملات كثيرة، وكتاب عن التطويبات.
لا يقل أحد إذن أن خدمتي فقدت قيمتها لأنها في بلدة صغيرة أو في قرية!! ولو إنني خدمت في مدينة كبيرة، لكان لي شأن آخر!!
* إن السيد المسيح ولد في قرية صغيرة هي بيت لحم "الصغرى في يهوذا" (مت2: 6).
وانتسب إلى مدينة الناصرة، التي كان يعجب البعض هل يخرج منها شيء صالح!! (يو1: 46). ولكنه مع ذلك أعطي الناصرة شهرة في التاريخ. وكان يدعى "يسوع الناصري" (مت26: 71). وفي نفس الوقت أيضًا منح شهرة لقرية بيت لحم، فصارت مزارًا مقدسًا..
* خدّام آخرون يقيسون (عظمتهم) في الخدمة بطول مدة هذه الخدمة. ويعتبرون هذا نوط تقدير للخدمة!
 
قديم 19 - 08 - 2021, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 47907 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يقيس الناس الخدمة بحجم المسئوليات الملقاة على الخادم، بينما الله له مقياس مختلف.
* خذوا مثلًا إسطفانوس أول الشمامسة.
إنه مجرد شماس، لم ينل رتبة أعلى من ذلك. فهل نقيس خدمته برتبته؟! كلا، بلا شك. فإن الكنيسة المقدسة تضع اسمه في مجمع القديسين قبل جميع البطاركة. وتقاس خدمتها بعمقها. وكيف أنه كان مملوءًا من الروح القدس والحكمة والإيمان (أع6: 3، 5). "وإذ كان مملوءًا إيمانًا وقوة، كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب" (أع6: 8).
ووقف أمام ثلاثة مجامع وأمام الذين من كيليكيا وآسيا، يحاورونه "ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به" (أع6: 10). لهذا رأينا أنه بعد وضع اليد عليه كشماس "كانت كلمة الله تنموا، وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا في أورشليم، وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان" (أع6: 7). هكذا كانت خدمة هذا الشماس وفاعليتها، حتى أن اليهود لم يحتملوا خدمته، فقبضوا عليه ورجموه. وفي رجمه رأى السموات مفتوحة وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله" (أع7: 56). "ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك" (أع6:5).

إن الإنسان في خدمته أمام الله، يوزن مجردًا من صفاته الخارجية ووظائفه. فيوزن في عمق عمله، وفي عمق قلبه، وفي قيمة خدمته.
 
قديم 19 - 08 - 2021, 11:30 AM   رقم المشاركة : ( 47908 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديس سمعان الخراز.
ماذا كانت رتبته؟! لا كاهن، ولا شماس، ولا حتى أغنسطس.. إنما عامل بسيط ربما لا قيمة له في المجمع، ولا وظيفة له في الكنيسة.
ولكن قيمة خدمته كانت في عمق عمله، وعمق صلواته، وفي إنقاذه الكنيسة كلها بمعجزة نقل الجبل المقطم أيام البابا إبرام بن زرعة وفي حضوره. هنا نوعية الخدمة، وليس علو الرتبة..
 
قديم 19 - 08 - 2021, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 47909 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديس الأنبا رويس.
لم يكن أسقفًا ولا قسًا ولا شماسًا،

ولم تكن له أية وظيفة رسمية في الكنيسة،

ولا أية خدمة معينة.

ومع ذلك دعته الكنيسة من آبائها.

وكانت له خدمات تظهر يد الله فيها بكل وضوح.
 
قديم 19 - 08 - 2021, 11:32 AM   رقم المشاركة : ( 47910 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إبراهيم الجوهري
كان علمانيًا، وله وظيفة علمانية في الدولة، أي أنه لم يكن مكرسًا للرب.
ومع ذلك كانت له محبته العميقة للكنيسة، وخدماته التي لا يمكن أن تنسى التي قام بها من أجل عمارة الأديرة والكنائس، وفي العناية بالفقراء بأسلوب يضعه في مرتبة الخدام، بل أنه يفوق الكثيرين منهم.

نقطة أخرى نذكرها في مقاييس البشر الخاطئة بالنسبة إلى الخدمة، وهي شرف وعظمة المكان.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025