منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 08 - 2021, 12:26 PM   رقم المشاركة : ( 47821 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إن الله لم يحتقر الجسد وسعى لخلاص جسد الإنسان، كما سعى لخلاص روحه. فالإنسان يحتاج للخلاص جسداً وروحاً.. كل طبيعته البشرية تحتاج إلى الله وتحتاج إلى الخلاص وتحتاج إلى الحياة الأبدية.

ولهذا فعندما ظهر السيد المسيح لتلاميذه بعد قيامته من الأموات؛ استمر يؤكد لهم قيامته بالجسد الذى صلب به. وقد سجّل ذلك معلمنا لوقا الإنجيلى فقال: “وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه فى وسطهم وقال لهم: سلام لكم. فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً. فقال لهم: ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطر أفكار فى قلوبكم. انظروا يدىّ ورجلىّ إنى أنا هو جسّونى وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لى. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه. وبينما هم غير مصدقين من الفرح ومتعجبون قال لهم: أعندكم ههنا طعام. فناولوه جزءًا من سمك مشوى، وشيئاً من شهد عسل. فأخذ وأكل قدامهم” (لو24: 36-43).

وكتب القديس لوقا أيضاً فى سفر أعمال الرسل عن السيد المسيح وتأكيده على قيامته للرسل الذين اختارهم “الذين أراهم أيضاً نفسه حياً ببراهين كثيرة بعد ما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله” (أع1: 3).

وقد اهتم تلاميذ السيد المسيح كثيراً بجسده بعد موته المحيى على الصليب سواء فى طلبه من بيلاطس، أو فى إنزاله عن الصليب، أو فى تكفينه ودفنه، أو فى الرغبة فى وضع الأطياب عليه فى فجر الأحد بواسطة النساء اللواتى أتين إلى القبر “فوجدن الحجر مدحرجاً عن القبر. فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. وفيما هن محتارات فى ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة. وإذ كن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض قالا لهن: لماذا تطلبن الحى بين الأموات. ليس هو ههنا لكنه قام” (لو24: 2-6).
 
قديم 18 - 08 - 2021, 12:27 PM   رقم المشاركة : ( 47822 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لم يحتمل الشعب فى العهد القديم أن يظهر لهم الله على أعلى جبل سيناء ويكلّمهم “وكان جميع الشعب يرون الرعود والبروق وصوت البوق والجبل يدخّن. ولما رأى الشعب ارتعدوا ووقفوا من بعيد. وقالوا لموسى تكلّم أنت معنا فنسمع. ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت” (خر20: 18، 19).

لذلك صار الله يكلّم الشعب بواسطة الأنبياء ولا يتكلم معهم مباشرة وعن ذلك قال معلمنا بولس الرسول: “الله بعد ما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلّمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه الذى جعله وارثاً لكل شئ” (عب1: 1، 2). أى أمكن أن يتكلم الله مع البشر مباشرة بتجسد ابنه الوحيد.

لذلك قال القديس يوحنا الإنجيلى: “والكلمة صار جسداً وحل بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقاً” (يو1: 14).

من المفهوم طبعاً أن السيد المسيح قد اتخذ طبيعة بشرية كاملة جسداً وروحاً عاقلاً وجعلها فى وحدانية كاملة مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.

ولكن مسألة التجسد قد أدت دوراً كبيراً فى تلامس الإنسان مع الله وتآلفه معه وإدراكه لكثير من الأمور التى جعلته يتمتع بمفاعيل الخلاص وينطلق نحو الحياة الروحية التى تؤهله لميراث ملكوت السماوات.

لذلك قال معلمنا يوحنا الإنجيلى: “رأينا مجده” (يو1: 14). وقال معلمنا بطرس الرسول: “لأننا لم نتبع خرافات مصنعّة إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه؛ بل قد كنا معاينين عظمته. لأنه أخذ من الله الآب كرامة ومجداً إذ أقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو ابنى الحبيب الذى أنا سررت به. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلاً من السماء إذ كنا معه فى الجبل المقدس” (2بط1: 16-18).

لقد تلامس التلاميذ، الذين هم شهود الإنجيل، مع السيد المسيح بالسمع والنظر واللمس قبل القيامة من الأموات وبعدها، ووصلت ذروة تلامسهم من بعد القيامة إذ أدركوا حقيقة القيامة والحياة الأبدية. لذلك قال القديس يوحنا عن تلامسهم هذا: “فإن الحياة أظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبّركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأُظهرت لنا” (1يو1: 2).
 
قديم 18 - 08 - 2021, 12:29 PM   رقم المشاركة : ( 47823 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القيامة هى موضوع شهادة

قبل التجلى بستة أيام أنبأ السيد المسيح تلاميذه عن آلامه وموته وقيامته، وقد سجل القديس متى الإنجيلى ذلك بقوله: “من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغى أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل وفى اليوم الثالث يقوم” (مت16: 21).

أراد السيد المسيح بذلك أن يجعلهم يفهمون أنه سوف يبذل للموت نفسه بإرادته، وأنه سوف يقوم بسلطانه الإلهى.

كان ينبغى لكى يخبرهم بقيامته أن يخبرهم بموته، لأنه لا توجد قيامة إلا من الموت. ولولا الموت لما كانت القيامة.

كانت القيامة هى أقوى برهان على لاهوته، وعلى خلوه من الخطية الأصلية التى لآدم. وكذلك برهان على بره الكامل، ونقاوته المطلقة فى حياته الإنسانية، وعلى قبول ذبيحته أمام الله الآب لغفران خطايا العالم.

إن قيامة السيد المسيح من الأموات، هى عماد الديانة المسيحية، وموضوع شهادة الآباء الرسل للعالم، بحسب وصية الرب لهم “تكونون لى شهوداً” (أع1: 8). وحينما أرادوا أن يختاروا من يحل محل يهوذا الإسخريوطى ويأخذ وظيفته الرسولية قالوا: “فينبغى أن الرجال الذين اجتمعوا معنا كل الزمان الذى فيه دخل إلينا الرب يسوع وخرج، منذ معمودية يوحنا إلى اليوم الذى ارتفع فيه عنّا يصير واحد منهم شاهداً معنا بقيامته” (أع1: 21، 22).

وقد أزعجت شهادة الرسل لقيامة السيد المسيح رؤساء كهنة اليهود والفريسيين والصدوقيين، وحاولوا أن يمنعوها بكل الوسائل. سواء بالتهديد والوعيد أو بالتنكيل والتعذيب. ولكن كانت إجابة الآباء الرسل الثابتة هى “نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا” (أع4: 20).

وحينما شفى بطرس ويوحنا الرسولان الرجل الأعرج عند باب الهيكل الذى يقال له الجميل “بينما هما يخاطبان الشعب أقبل عليهما الكهنة وقائد جند الهيكل والصدوقيون، متضجرين من تعليمهما الشعب وندائهما فى يسوع بالقيامة من الأموات. فألقوا عليهما الأيادى ووضعوهما فى حبس إلى الغد.. وحدث فى الغد أن رؤساءهم وشيوخهم وكتبتهم اجتمعوا إلى أورشليم مع حنان رئيس الكهنة وقيافا ويوحنا والإسكندر وجميع الذين كانوا من عشيرة رؤساء الكهنة” (أع4: 1-3، 5، 6). فقال لهم الآباء الرسل: “فليكن معلوماً عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل أنه باسم يسوع الناصرى الذى صلبتموه أنتم الذى أقامه الله من الأموات. بذاك وقف هذا أمامكم صحيحاً” (أع4: 10).
 
قديم 18 - 08 - 2021, 12:31 PM   رقم المشاركة : ( 47824 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




  • ففى عظة يوم الخمسين قالوا: “الذى أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يُمسك منه” (أع2: 24).
  • وقالوا أيضاً: “يسوع أن يُقال لكم جهارًا عن رئيس الآباء داود إنه مات ودُفن وقبره عندنا حتى هذا اليوم. فإذ كان نبياً وعلم أن الله حلف له بقسم أنه من ثمرة صلبه يقيم المسيح حسب الجسد ليجلس على كرسيه، سبق فرأى وتكلم عن قيامة المسيح أنه لم تُترَك نفسه فى الهاوية، ولا رأى جسده فسادًا. فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعاً شهود لذلك” (أع2: 29-32).
  • وفى عظة باب الهيكل الجميل قالوا: “إله آبائنا مجَّد فتاه يسوع الذى أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس وهو حاكم بإطلاقه. ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه الذى أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك” (أع3: 13-15).
  • وإلى جوار ما سبق أن ذكرناه فى حوار بطرس ويوحنا مع رؤساء اليهود بعد شفاء الأعرج عن قيامة السيد المسيح فإن حوارًا آخر قد دار بعد القبض على كل الآباء الرسل ووضعهم فى حبس العامة، وإخراج ملاك الرب لهم فى الليل من السجن، وإحضارهم فى اليوم التالى “فلما أحضروهم أوقفوهم فى المجمع. فسألهم رئيس الكهنة قائلاً: أما أوصيناكم وصية أن لا تعلِّموا بهذا الاسم، وها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم وتريدون أن تجلبوا علينا دم هذا الإنسان. فأجاب بطرس والرسل وقالوا: ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس. إله آبائنا أقام يسوع الذى أنتم قتلتموه معلّقين إياه على خشبة” (أع5: 27-30).
  • وفى خطاب استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء أمام مجمع اليهود قال: “ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الإنسان قائماً عن يمين الله” (أع7: 56).
  • وعندما أرسل الرب بطرس ليكرز بالكلمة فى بيت كرنيليوس الذى كان من الكتيبة التى تُدعى الإيطالية قال عن السيد المسيح: “ونحن شهود بكل ما فعل فى كورة اليهودية وفى أورشليم. الذى أيضاً قتلوه معلقين إياه على خشبة. هذا أقامه الله فى اليوم الثالث. وأعطى أن يصير ظاهراً، ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فانتخبهم لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات” (أع10: 39-41).
  • وفى أنطاكية بيسيدية قال بولس الرسول فى مجمع اليهود عن السيد المسيح: “ولما تمموا كل ما كُتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه فى قبر. ولكن الله أقامه من الأموات. وظهر أياماً كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم الذين هم شهوده عند الشعب. ونحن نبشركم بالموعد الذى صار لآبائنا؛ إن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضاً فى المزمور الثانى أنت ابنى أنا اليوم ولدتك. إنه أقامه من الأموات غير عتيد أن يعود أيضاً إلى فساد” (أع13: 29-34).

فى هذا الخطاب ربط القديس بولس بين بنوة المسيح لله فى قول المزمور: “أنت ابنى” (مز2: 7) وبين القيامة. لأن القيامة كانت نتيجة حتمية لاتحاد اللاهوت بالناسوت.. إذ أن الذى مات بحسب الجسد هو هو نفسه القدوس الحى الذى لا يموت بحسب لاهوته. وقام بسلطانه الإلهى منتصراً على الموت، لأنه قَبِل الموت بإرادته وليس انهزاماً أمامه.

وقد ربط القديس بولس مرة أخرى الأمرين معاً فى رسالته إلى أهل رومية بقوله عن إنجيل الله: “الذى سبق فوعد به بأنبيائه فى الكتب المقدسة، عن ابنه. الذى صار من نسل داود من جهة الجسد. وتعيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات. يسوع المسيح ربنا” (رو1: 2-4). أى أن القيامة كانت برهاناً قوياً على بنوة السيد المسيح للآب.
  • وحينما تكلم القديس بولس الرسول فى أثينا فى أريوس باغوس شهد لقيامة المسيح فقال: “فالله الآن يأمر جميع الناس فى كل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل. لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عيّنه مقدماً للجميع إيماناً إذ أقامه من الأموات” (أع17: 30، 31).
  • وفى خطابه أمام أغريباس الملك قال: “إن يُؤلَّم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات مزمعاً أن ينادى بنور للشعب وللأمم” (أع26: 23).

وهكذا نرى كيف اهتم الآباء الرسل القديسون بالشهادة لقيامة السيد المسيح فى كرازتهم بالإنجيل، وتعليمهم للشعب، ومجاهرتهم بالإيمان.

 
قديم 18 - 08 - 2021, 12:32 PM   رقم المشاركة : ( 47825 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






قال معلمنا بولس الرسول إن السيد المسيح قد “أُسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا” (رو4: 25).

لقد صولحنا مع الله الآب بموت ابنه الوحيد الجنس على الصليب، إذ أنه قد أوفى الدين الذى علينا مقدماً جسده فداءً وعوضاً عن الجميع.

ولكن هذه المصالحة التى تمت بذبيحة الصليب لم تكن واضحة ومعلنة بالنسبة للكنيسة. بل على العكس كان تلاميذ المسيح فى حزن وبكاء وحسرة على موت المخلّص وشعروا بالضياع، وربما شعروا أيضاً بتخلى الله عنهم، وغضبه لسبب جريمة صلب ابنه الحبيب، والتى ارتكبتها البشرية فى جسارة وقسوة عجيبة !!

لذلك كان من الضرورى أن يتم إعلان المصالحة بطريقة منظورة ومحسوسة لتلاميذ السيد المسيح ولأحبائه، وذلك بقيامته من الأموات.

إن قيامة السيد المسيح قد أعلنت أن الآب قد تجاوز عن خطايانا لأن العدل الإلهى قد استوفى حقه على الصليب، بمعنى أن قداسة الله قد أعلنت كرافض للشر وللخطية وأدينت الخطية بالصليب. أما القيامة فهى تعنى عودة الحياة مرة أخرى لبنى البشر.

إن أجرة الخطية هى موت، ولكن أجرة البر هى حياة أبدية. فالموت الذى ماته السيد المسيح هو لأجل خطايانا، وأما الحياة التى يحياها فيحياها لله، ولسبب بره الشخصى، ولسبب اتحاد لاهوته بناسوته.

وكما يقول قداسة البابا شنودة الثالث -أطال الله حياته- إن السيد المسيح بموته قد حل مشكلة الخطية وبقيامته قد حل مشكلة الموت.

ولأن الموت هو نتيجة الخطية فبزواله نفهم أن الخطية قد أزيلت، وقد محيت بالقيامة.

فالسيد المسيح بقيامته قد “أبطل الموت وأنار الحياة والخلود” (2تى1: 10).

إن أقصى ما يتمناه القاتل إذا ندم على خطيته هو أن يقوم القتيل فيفرح المذنب بقيامة القتيل. ولا يشعر فقط أن جريمته قد عوُلجت، ولكنه يشعر أيضاً أنه قد نال البراءة من تهمة القتل. ولعل هذا ما قصده القديس بولس الرسول بقوله عن السيد المسيح إنه “أقيم لأجل تبريرنا” (رو4: 25). أى أنه قد أقيم من الأموات لكى يزيل عنا جريمة موته التى تسببنا نحن فيها وما تستوجبه من دينونة.

ما أجمل ذلك الموقف الذى يدخل فيه القتيل إلى المحكمة لكى يثبت للقضاة أنه حى ولكى يرفع حُكم الإعدام عن القاتل الذى كان نادماً على خطيته متمنياً عودة القتيل لإعلان المصالحة.
 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:31 PM   رقم المشاركة : ( 47826 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لقد أكّد السيد المسيح أن اكتشاف لاهوته بالنسبة للبشر مرتبط إلى أقصى حد بانتصاره على الموت بالقيامة.

لذلك قال لليهود: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28). وقد قصد بعبارة “متى رفعتم ابن الإنسان” أى متى صلبتم ابن الإنسان وعلقتموه على خشبة الصليب. فلولا موت الصليب ما كانت القيامة من الأموات والانتصار على الموت.

لذلك قصد السيد المسيح أن تخرج بُشرى القيامة من داخل القبر أولاً. أى أعلنت الملائكة عن قيامته من داخل القبر الفارغ قبل أن يظهر هو بنفسه للمريمات وللتلاميذ بعد قيامته.

لقد قصد أن نفهم أن القيامة قد نبعت من خلال موت الصليب. وأن الحياة قد تدفقت من خلال الموت. ولفت أنظار تلاميذه إلى هذه الحقيقة حينما قال: “إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير” (يو12: 24).

ما أعجب حكمة السيد المسيح؛ من الموت تولد الحياة، من الألم يولد المجد، من الاتضاع تأتى الكرامة، من البذل والتضحية بالنفس يأتى امتلاك قلوب الآخرين.

وعن هذا قال: “أنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت” (يو12: 32، 33) أى متى ارتفعت على خشبة الصليب فسوف يتعلق الجميع بمحبتى.

إن القيامة قد أعلنت لاهوت السيد المسيح ومجده الإلهى. لذلك قال معلمنا بولس الرسول: “وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات” (رو1: 4).

وقال الرب لتلاميذه بعد القيامة: “كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو24: 26).

لا شك أن القيامة هى مجد. فبعد أمجاد البذل والتضحية والطاعة الكاملة للآب السماوى، جاءت أمجاد القيامة والانتصار على الموت بصورة ساحقة حيث لن يؤثر فيه الموت بعد قيامته.

وهذه هى الحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأُظهرت لنا (انظر 1يو1: 2).

 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:32 PM   رقم المشاركة : ( 47827 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقد ورد فى سفر هوشع النبى “هَلُم نرجع إلى الرب لأنه هو افتَرَس فيشفينا، ضَرَََب فيجْبرنا. يحيينا بعد يومين فى اليوم الثالث يُقيمنا فنحيا أمامه” (هو 6: 1، 2).

أى أن الله الآب، فى المسيح، كان مصالحاً العالم لنفسه. والسيد المسيح إذ أخلى نفسه وكنائب عن البشرية، قد احتمل الآلام والموت وقبل هذه الكأس من يد الآب. وكنائب عن البشرية أيضاً قد دخل إلى مجده بالقيامة من الأموات. وهذه الكرامة قد نالها من يد الآب أيضاً. كما هو مكتوب عن الله ” يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان” (أى 5: 18). وبكل ما صنعه السيد المسيح قد صولحنا مع الله بموت ابنه وخلُصنا بحياته من الغضب والعداوة القديمة ورجعنا إلى الله وصرنا أولادًا له.

والعجيب فى هذه النبوة أنها قد أشارت إلى أن القيامة ستحدث فى أول اليوم الثالث، لأنها تقول: “بعد يومين فى اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه”، بمعنى أن اليوم الثالث لم يكتمل، بل القيامة بعد يومين: أى بعد اكتمال يومين وفى بداية اليوم الثالث تحدث القيامة.

وهذا ما ذكره القديس مرقس الإنجيلى عن قيامة السيد المسيح “وبعدما قام باكراً فى أول الأسبوع” (مر16: 9). وبهذا تطابقت نبوة هوشع النبى مع بشارة الإنجيل. لذلك نقول فى قانون الإيمان الأرثوذكسى {وقام من الأموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب}.
 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:33 PM   رقم المشاركة : ( 47828 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فى العهد القديم خُلق الإنسان فى اليوم السادس واستراح الله فى اليوم السابع من جميع عمله الذى عمل “وبارك الله اليوم السابع وقدّسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذى عمل الله خالقاً” (تك2: 3).

ولكن الإنسان أخطأ فى اليوم السابع أثناء الراحة الإلهية. وعاد الله يعمل من جديد كقول السيد المسيح: “أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل” (يو5: 17). ولذلك كان السيد المسيح يعمل أغلب معجزاته فى اليوم السابع من الأسبوع. وثار عليه اليهود لهذا السبب فكان يؤكد لهم أنه لا يعمل هذا بمفرده بل مع الله الآب لذلك قال لهم: “الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل. لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك” (يو5: 19). فالابن لا يعمل وحده كما لو كان منفصلاً عن الآب بل يعملان معاً وأيضاً مع الروح القدس فى كل شئ حتى وأن تمايز دور كل أقنوم من الأقانيم الثلاث، ولكن العمل واحد باستمرار، ولا انفصال بين الأقانيم لسبب وحدة الجوهر الإلهى.

إذن يلزم أن يبدأ أسبوع جديد، لأن الأسبوع الأول كان سيستمر فى يومه السابع إلى الأبد لو لم يخطئ الإنسان ويحتاج أن يخلقه الله من جديد “إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة” (2كو5: 17). “وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شئ جديداً” (رؤ21: 5). ومما يؤكد ذلك قول يوحنا الرسول فى سفر الرؤيا: “ثم رأيت سماءً جديدةً وأرضاً جديدةً لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد. وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها” (رؤ21: 1، 2). “الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً” (2كو5: 17).

بداية الأسبوع الجديد هو يوم الأحد الذى صار هو يوم الرب، وبداية العهد الجديد هو يوم الراحة الحقيقية الذى فيه استراح من جميع عمله الذى عمل الله خالقاً. لذلك قال قداسة البابا شنوده الثالث أطال الرب حياة قداسته: [ متى استراح الله حقاً من أعماله، أليس بعدما صنع الفداء وقام السيد المسيح من الأموات فى يوم الأحد؟].

 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:35 PM   رقم المشاركة : ( 47829 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فلو قام السيد المسيح سريعاً بعد موته على الصليب لظن البعض أنه لم يمت بل أفاق من غيبوبة. ولكن نزيف الدم الحاد من طعنة الحربة واستمراره فى القبر إلى اليوم الثالث أكّدا موته بصورة قطعية. هذا بالإضافة إلى المعجزات الأخرى التى صاحبت موته وقيامته.

ليبيّن أن الفداء هو من عمل الثالوث القدوس

فالثلاثة أيام ترمز إلى الثالوث القدوس وعمله فى الفداء بصفة عامة مع أن الابن فقط هو الذى تجسد متأنساً، وصلب، وقبر، وقام من الأموات. لذلك فنحن نقبل المعمودية الواحدة بثلاث غطسات، إشارة إلى إيماننا بالثالوث القدوس الواحد، وأيضاً إشارة إلى أننا قد دفنا مع السيد المسيح للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياة (انظر رو 6). فهناك ارتباط وثيق بين المعمودية التى نقبلها كمؤمنين بالمسيح، وبين موت المسيح وقيامته فى اليوم الثالث.
 
قديم 18 - 08 - 2021, 01:36 PM   رقم المشاركة : ( 47830 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كنت ميتاً (رؤ1: 18)


أشار السيد المسيح كثيراً إلى موته، حتى بعد قيامته من الأموات، وأيضاً بعد صعوده إلى السماوات.. وهذا هو منتهى الاتضاع إذ لم يستحِ من موت الصليب.

فبعد القيامة قالت عنه الملائكة للمريمات: “أنتن تطلبن يسوع الناصرى المصلوب. قد قام ليس هو ههنا” (مر16: 6)، “أنكما تطلبان يسوع المصلوب” (مت28: 5). وفى لقب “المصلوب” إشارة واضحة إلى موته.

هكذا أيضاً قال السيد المسيح للتلاميذ من بعد قيامته: “هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغى أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات فى اليوم الثالث” (لو24: 46).

وفى السماء من بعد الصعود، رآه القديس يوحنا الإنجيلى، وقال عنه: “من يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات” (رؤ1: 5)، “أنا هو.. الحى وكنت ميتاً” (رؤ1: 17، 18)، “هذا يقوله الأول والآخر الذى كان ميتاً فعاش” (رؤ2: 8).

إلى جوار ذلك احتفظ فى جسد القيامة الممجد بآثار جراح المسامير والحربة فى جنبه. وأيضاً رآه القديس يوحنا فى السماء فى وسط العرش فى شكل “خروف قائم كأنه مذبوح” (رؤ5: 6)، وسمع طغمات الملائكة يصرخون مسبحين: “مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة” (رؤ5: 12).

وبهذا نرى أنه حتى فى السماء، بعد الصعود لا تزال ذكرى موت السيد المسيح هى موضوع شكر الملائكة عنا وتسبيحهم “وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين: مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه، لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة” (رؤ5: 9).

لم يرغب السيد المسيح -بسبب تواضعه- أن يمحو ذكريات الموت البشع على الصليب، بعد أن قام أو بعد أن صعد. بل صار يحلو له -بسبب محبته لنا- أن يتردد الحديث عنها مُظهراً جراحات محبته على الدوام لخيرنا وخلاصنا.

بل أكثر من ذلك، ترك لنا ذكرى موته المحيى فى سر الإفخارستيا، وأوصى تلاميذه قائلاً: “اصنعوا هذا لذكرى” (لو22: 19)، لنتذكر محبته على الدوام.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025