05 - 08 - 2014, 01:44 PM | رقم المشاركة : ( 4771 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شفاعة القديسين هي: بركة حب بين المسيحيين الأب سميح رعد عندما نعلن، في قانون الإيمان، أننا نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، نعلن أننا شركاء في جسد واحد رأسه المسيح يسوع، وكلنا أعضاء فيه، وما يجمعنا هو رابطة عمادها المسيح، لا تنقطع. ما يشدّ المسيحيين بعضهم إلى بعض، وما يشدّهم إلى الآخرين، هو المحبة. المحبة هي الصلة التي تجمع الجميع. عندما أعلن السيد "ليكونوا كلهم واحدًا، كما نحن واحد"، أراد بذلك أن يؤكد على شركة سرية بين كل أفراد الكنيسة... يتشفعون بعضهم لبعض بالفكر والصلاة... أحياء وأموات. في الدعاء والصلاة والتشفع، يأتي المؤمن بقلب متواضع، بقلب العشار، لا بقلب الفريسي، يطلب بركة المتقدّمين في الكمال الروحاني، بركة الذين نالوا نعمة القبول لدى الله. البعد الأساسي للقداسة في المسيحية في المسيحية هو الآخر، وبدون هذا البعد لا يمكن أن نسميها قداسة. في المسيحية الشراكة هي أساس. الفردانية ليس لها مكان. لا يمكن في المسيحية أن يؤمن لنفسه فقط، أو أن يصلي لنفسه فقط، أو أن يخلص بمفرده فقط، وبالتالي فالقداسة ليست فردية في المسيحية. البعد الكنسي هو الأساس، إذن هو بعد جماعي، حيث الآخر له مكان الصدارة. القداسة هي توبة، أي انحناء نحو الله ونحو الآخر. من هنا المسيحية تعتبر القديسين على علاقة قوية بعضهم بالبعض الآخر، ورباطهم هو المسيح يسوع. القداسة في المسيحية هي شراكة المؤمنين بالحياة الإلهية. إنَّ لطف الله نحو البشر هو الذي قدّس الجماعة المسيحية التي هي الكنيسة، هذه القداسة تحققت بمجيء المسيح الخلاصي وبمفاعيل النعمة المقدمة بالروح القدس. هذه القداسة لا تعطى بشكل فردي، بقية مواهب الروح القدس، بل هي موهوبة، بفعل سر العماد المقدس، لكي مؤمن. القداسة في المسيحية، هي حالة وحدة مع المسيح، الكلمة المتجسد، الفادي، والوسيط الوحيد بين الله والبشر، والذي هو مصدر كل نعمة وكل قداسة. يسوع المسيح هو قلب الإيمان المسيحي، وهو مصدر كل تقديس. المسيح هو الذي مهّد لنا الدخول في لقاء الآب وتقديس الروح القدس، يقول القديس يوحنا: "الله لم يره احد قط.الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو عنه خبّر (يو 1 : 18). فهم القديسون طبيعة الله الكاملة والبسيطة أكثر من غيرهم. كما فهموا دوره في حياتهم. هكذا يعلمونا كيف نضع الله أولاً في حياتنا، ويعلمونا كيف نقرأ إرادته، في كل لحظة، في حياتنا. فهم القديسون طبيعة الإنسان المعقدة أكثر من غيرهم. فهموا ما فيها من قوة وضعف، ورفعة وضعة... فربوا أنفسهم تربية قداسة، ترضي عيني الله. فهموا أيضًا أكثر من غيرهم لطف الله، وتفاعلوا معها تفاعلاً صائبًا. فهموا أيضًا أن القداسة هي مسيرة، وليست محطة. هي طريق يسلكه المؤمن بروية نحو الهدف المنشود. القديس وإن كان فريدًا في حياة الكنيسة ولكنه ليس منفردًا. القديس هو قديس في وسط الكنيسة. يتلألأ كما يتلألأ المسيح من أجل الآخرين. القديس هو قديس مع الكنيسة... ما يستوقفني دائمًا في الذبيحة الإلهية حسب الطقس اللاتيني هذه الكلمات عند التناول: "لا تنظر، يا الله، إلى خطيئتي، بل انظر إلى قداسة كنيستك." مع الكنيسة يتقدس المؤمن أكثر. القديس هو قديس من أجل الكنيسة، على مثال يسوع الذي أحبها أقصى حب ممكن أن يتخيله الإنسان. هكذا هم القديسون بدعائهم وصلاتهم وشفاعتهم هم بركة حب بين المسيحيين. |
||||
05 - 08 - 2014, 01:45 PM | رقم المشاركة : ( 4772 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مختارات من تعاليم الشيخ تداوس الصربي +2002 الشيخ تدّاوس من دير فيتوفنيتشا هو من المرشدين الروحيين الأكثر شهرة في صربيا في القرن العشرين. عاش كمبتدئ في طاعة الشيخ أمبروسيوس في دير ميليكوفو، وهو أحد تلاميذ شيوخ أوبتينا. منه تعلّم الأب تدّاوس الصلاة القلبية والمحبة التي لا تعرف الأنانية والتي ميّزت كلّ خدمته للشعب الصربي المتألّم. كل المخلوقات الحيّة تتوق إلى محبة الله كل مخلوق حيّ يسعى إلى المحبة: الإنسان، الحيوان والنباتات. كلّ الناس يسعون إلى الله وتتوق إليه، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا مؤمنين أو كفرة. بعض البشر يسمّون أنفسهم ملحدين، لكنّهم لا يعرفون أنّ قلوبهم تشتاق إلى الله. إذ عندما يحنّ الإنسان إلى العدالة والمحبة والحق، فهو فعلياً يحنّ إلى الله. كلّ الناس يشتاقون إلى المحبة التي لا تتغيّر، وإلى العدالة التي هي نفسها دائماً... الفرق الوحيد هو: البعض يعارضونه والبعض الآخر لا، البعض يحنّون إليه بوعي بينما الآخرون يجهلون أنّ هذا الحنين هو بالحقيقة إلى الله. تأجيل توبتنا ليوم آخر تريد الأرواح الشريرة دوماً أن تتدخّل في كلّ ما نقوم به لأجل خلاصنا. واحسرتاه! نحن الفاترون نقول عادةً لأنفسنا: "لم أعمل هذا العمل، ولم أكمل ذاك، ولم أجرّب الآخر... سوف أتوب لاحقاً... بعد أن أنهي كل هذه الأمور، سوف أتوب.. وسوف أسير على الدرب المستقيم دون أن أزيح لا يميناً ولا يساراً". هذا بالضبط ما تريدنا أرواح الشرّ أن نقوم به. إنهم يريدون أنّ نؤجّل خلاصنا إلى الغد، أو إلى بعده، وهكذا من يوم إلى يوم حتى نهاية حياتنا. لكنّ الآباء القديسين يقولون: "امضِ مع الرب، امضِ اليوم، اتبعه". تفسير الأحلام والخديعة الشيطانية تراقب أرواح الشرّ عن كثب لترى ما إذا كنّا ننتبه لأحلامنا. فهم يعرفون مدى تأثير الأحلام على الإنسان، وما يمكن أن يفعلوه لإثارة هذا التأثير. إذا رأوا أننا نؤمن بأحلامنا، ونعيش مترقّبين ما نرى فيها، فهم يهيئون لأن تتم أمور من التي رأينا، لكي في آخر الأمر نخسر الحسّ بالواقع ونصير عاجزين عن السلوك. بلوغ جوّ الملكوت يمكننا أن نحافظ على العالم بأسره بمحافظتنا على جو الملكوت في داخلنا، لأننا إن خسرنا الملكوت، لا نخلّص أنفسنا ولا الآخرين. مَن هو الملكوت في داخله يمرره تدريجياً إلى الآخرين. سوف يتعلّق الناس بالسلام والدفء اللذين فينا، سوف يرغبون بسماعنا، وتدريجياً يمرّ جوّ الملكوت إليهم. حتى التكلّم للناس عن هذا ليس ضرورياً، فجوّ الملكوت سوف يشعّ منّا حتّى في صمتنا، أو في حديثنا عن الأمور العادية. سوف يشعّ منّا حتى من دون أن ندرك ذلك. |
||||
05 - 08 - 2014, 01:46 PM | رقم المشاركة : ( 4773 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مختارات من "إرشادات أبوية"
الشيخ فيلوثيوس زرفاكوس نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي البتولية والزواج في ما يتعلّق بالحياة التي سوف تسلك فيها، أي البتولية أو الزواج، فهذه إرادة الله. إذ غالباً ما تكون إرادة البشر شيئاً فيما تكون وصية الله شيئاً آخراً. كلا الحياتان، البتولية والزواج، حسنة، لكن العذرية تعلو لأنّ المفترَض أنّ المتبتّل يهتمّ بإرضاء الله بينما المتزوّج يجهد لإرضاء زوجته والعالم (1كونثوس 32:7-34). لا يدفع الله الإنسان نحو هذه أو تلك. "مَن أراد أن يتبعني" (متى 24:10، مرقس 34:8، لوقا 23:9). الإنسان، إذا رغب، عليه أن يختار بنفسه هذه الحياة أو تلك. إذا كان متذبذباً ما بين الإثنين فليرفع الصلوات الحارّة باتّضاع وورع، لكي يكشف الله له أيّاً من الحياتين تحمل خيراً أكبر له إذا ما سلك فيها. والله الذي يقول "اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا" (متى 7:7، لوقا 9:11)، سوف يكشف لك. لباس النساء لا يتناسب اللباس غير المتواضع أبداً مع التقاليد الرسولية والآبائية. أغلب النساء فقدنَ عقولَهنّ كلياً. لقد طرحن الاحتشام بعيداً ومضين متعريّات ليجتذبن الرجال، يدخلن بجسارة حتّى إلى الكنائس المقدّسة لا ليصلِين، بل ليفسدنَ ويصدمنَ الآتين إلى الكنيسة... يشهد الذهبي الفم على هذا في عظته الثامنة حول الرسالة الأولى إلى تيموثاوس فيقول "هذه ليست ثياب سيدة متضرّعة. كيف تستطيعين أن تصلّي عندما تلبسين هذه الثياب؟ إنّها ثياب المهرّجين ولاعبي الموسيقى. لا يليق أيّ منها بالسيدات، فلا تقلّدي المومسات". أرى أنّه من الحسن أن تُمنع تلك النسوة من دخول الكنائس، كما اللواتي حلقن شعورهن إلى أن تغيّرن آراءهنّ... ما من حاجة لكِ أن تلوّني نفسك وأنتِ لا تكسبين شيئاً من هذا العمل. لا تذهبي إلى دور السينما والمسارح، اذهبي إلى الكنيسة، إلى الأحاديث الروحية، إلى الناس الروحيين لكي تستفيدي. تجنّبي الأحاديث التافهة، النميمة، المزاح، اللهو، والرقص لأنّها جميعاً تضرّ بالروح. إن لم تقطعي هذه الأشياء وتتوبي عنها فسوف تُعاقَبين في الحياة الأبدية. تذكّري الله دائماً يا ابنتي، أحبّيه، نفّذي وصاياه، اشكريه لأنّه أنارَكِ، واعترفي... جاهدي لأن تكوني من أبناء الله.... الافتراء الافتراء هو الاتّهام الكاذب. يُسَمّى المفتري شيطاناً وهو كذلك، إذ كما أنّ الشيطان افترى على الله عند أول مخلوقَين وخدعهما، كذلك الإنسان الحسود، يتّهم إخوته كذباً ويقنِع الكثيرين بتصديقه. يؤذي المفتري نفسَه والشخص المُفترى عليه ومستمعيه أيضاً... من هنا، كل المُفترى عليهم إذا ما كانوا صبورين وتقبّلوا وسامحوا المفترين، يكونون مبارَكين "طوبى لكم إذا عيّروكم... وقالوا عنكم كلّ كلمة سوء..." مع هذا، يؤذي المفتَرون كثيرين من المُفتَرى عليهم، فالافتراء شَقَّ زيجات شرعية وباعد بين محبين كُثُر، زرع العداوة بين المتحابّين من الأصدقاء والأقرباء والإخوة، رمى أناساً أبرياء في السجون وأرسلهم إلى المنافي وأوصَل غيرهم إلى الموت. لهذا السبب، الافتراء هو أعظم الخطايا وعلى الأب الروحي أن يعاقب المفترين كمجرمين أرى أنّه من الحسن أن تُمنع تلك النسوة من دخول الكنائس، كما اللواتي حلقن شعورهن إلى أن تغيّرن آراءهنّ... ما من حاجة لكِ أن تلوّني نفسك وأنتِ لا تكسبين شيئاً من هذا العمل. لا تذهبي إلى دور السينما والمسارح، اذهبي إلى الكنيسة، إلى الأحاديث الروحية، إلى الناس الروحيين لكي تستفيدي. تجنّبي الأحاديث التافهة، النميمة، المزاح، اللهو، والرقص لأنّها جميعاً تضرّ بالروح. إن لم تقطعي هذه الأشياء وتتوبي عنها فسوف تُعاقَبين في الحياة الأبدية. تذكّري الله دائماً يا ابنتي، أحبّيه، نفّذي وصاياه، اشكريه لأنّه أنارَكِ، واعترفي... جاهدي لأن تكوني من أبناء الله.... التوبيخ (من رسالة إلى أحد الرهبان) يقول القديس مكسيموس المعترف الحامل الإله في إحدى عظاته عن الإدانة أنّ الله الآب لا يدين أحداً. لقد أعطى كل الدينونة للابن، فيما ابن الله، ربّنا يسوع المسيح يأمرنا: "لا تدينوا كي لا تُدانوا". وبولس المعلم الإلهي فم المسيح يقول: "لِذلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ... أَفَتَظُنُّ هذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ... أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ؟.. وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ، الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ." (روما 1:2-6). الناس الحمقى الذين اغتصبوا من ابن الله حق الإدانة، إذ يهملون خطاياهم، يحاكمون ويدينون أحدهم الآخر. تنذهل السماوات من هذا والأرض ترتجف، فيما الناس لا يفهمون ولا يخافون الخطيئة العظيمة التي يرتكبون. يحق لنا أن نسمّي هيرودوس ظالماً ومخالفاً للناموس وغير شرعي وغير بارّ. يحق لنا أن لا نسمّي يهوذا تلميذاً بل خائناً. لا يحق لنا أن نسمي أريوس قديساً بل هرطوقيا وذئباً ثائراً، كما علينا أن نصف كلّ هرطوقي بأنّه غير شرعي ومحرّم. علينا أن نقول الحقيقة سواء كان الإنسان حسناً أو سيئاً، وكما ينظر الله والكنيسة إليه علينا أن ننظر. لكن في الوقت عينه لنتذكّر أنّ الله سوف يدينهم وليس لنا الحق بذلك، لأننا نحن أيضاً خطأة و لا نعرف إلى ما سوف ننتهي. يهوذا كان تلميذاً ورسولاً، واللص الذي صُلب مع المسيح كان قاتلاً. في لحظة صار الرسول خائناً فيما اللص إذ تاب دخل أولاً إلى الملكوت. انتبهْ، انتبهْ، انتبهْ! إذاً، لا أنا ولا أنت ولا أي شخص آخر عندنا الحق بإدانة الحكّام أو رؤساء الكهنة أو الإكليريكيين أو العلمانيين، شبّاناً وكهولاً ورجالاً ونساء. إذا انحرفوا علينا أن نوبّخهم لا بإهانات أو بغضب أو اهتياج، بل بطول أناة ومحبة وبطريقة دمثة، لنظهر لهم ما هو صحيح وبارّ وحسن، ونصلّي إلى الله أن يمنحهم التوبة والاستنارة. هذا ليس توبيخاً بل هو إرشاد ونصيحة، إنّه اهتمام ومحبة لمنفعتهم. من جهة أخرى، إذا انفجرنا غضباً، أو غيظاً أو اهتياجاً، ورحنا نحلف ونشتم ونلعن ونظهر الشرّ، عندها نعلن خطيئتهم لآخرين لا يعرفون عنها شيئاً، نذيعها وننشرها بانفعال وكره، فهذا لا يكون مجرّد توبيخ بل هو نقص بالمحبة وغيظ. لا يكون الشيء الجيّد جيداً إلا إذا عملناه بطريقة جيّدة... غالباً ما تجعل الطريقة الحسنة الإنسان الشرير حسناً، بينما الطريقة الشريرة تحوّل الإنسان الجيّد شريراً. طالما أنت تسألني رأيي، أقول لك، كأب روحي، الأفضل والأكثر نفعاً هو الصمت، الصمت مع الناس والكلام الداخلي في النوس، أي الصلاة مع الله. اهربْ من المناقشات التي في غير محلها، كنْ صامتًا فتخلص. قد أبدو مزعجاً لأني أقول الحقيقة المرّة. أنا أقوم بواجبي، تماماً كما الآباء يوجّهون أولادهم، فَهُم غالباً ما يوبّخون أولادهم ويعنّفونهم عندما ينحرفون، وأحياناً يضربونهم. إنّهم لا يقومون بذلك لأنّهم يكرهونهم، بل لأنهم يحبونهم، لكي يبعدوهم عن الشرّ. أنا أقوم بذلك أيضاً كأب روحي، لأني أحبكم وأهتمّ لكم كأولادي ومن خدمتي أن أنصحكم وواجبي أن أوبّخكم، ليس لأني أكرهكم بل بسبب محبتي لكم ولكل ما ينفعكم ويفيدكم ويفضي إلى خلاصكم. أنصحكم من الآن وصاعداً أن تحجِموا عن الأعمال التي يمقتها الله والتي تؤذيكم، وأن تعطوا الحسنات التي تصرفونها للفقراء واليتامى والأرامل، حتى تجدوها في السماوات. أسأل كل الرجل والنساء، الشبّان والكهول، أن نمقت الخطيئة ونتقرّب من الله بكل نفوسنا. احفظوا وصاياه، حتى نسلك هنا في حياة سلامية وسعيدة ونًُمنَح في نهاية الحياة الحاضرة أن نسكن في مساكن الفردوس المحبوبة. |
||||
05 - 08 - 2014, 01:50 PM | رقم المشاركة : ( 4774 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخمر فى المسيحية يعتقد البعض أن الديانة المسيحية مباح لأهلها شرب الخمر والكحوليات وهذا اعتقاد خاطىء فهناك العديد من الآيات الموجودة فى الكتاب المقدس التى تؤكد الأبتعاد عن تناول الخمر ، وفى العهد القديم اتخذت احتياطات كثيرة لوقاية الناس من الأفراط فى شربها كمزجها بالماء ، وقد نهى الكتاب عن الخمر وعلم أن السكر بها خطيئة .. والخطيئة معناها التعدى على شريعة الله وأحكامه فيقول الكتاب المقدس : " فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم فى خمار وسكر وهموم الحياة فيصادفكم ذلك اليوم بغتة " . بعض الشواهد فى العهد القديم : 1- " خمرا ومسكرا لا تشرب أنت وبنوك " ( لا 10 : 8 ) . 2 - " فعن الخمر والمسكر يفترز ولا تشرب خل الخمر ولا خل المسكر ولا يشرب من نقيع العنب " (عد 6 : 3). 3 - " والآن فاحذرى ولا تشربى خمرا ومسكرا " ( قض 13 : 4 ) . 4 - " الخمر مستهزئة المسكر عجاج ومن يترنح بها فليس بحكيم " ( أم 20 : 1 ) 5 - " ليس للملوك أن يشربوا خمرا ولا للعظماء المسكر " ( أم 31 : 3 ) . 6 - " ويل للمبكرين صباحا يتبعون المسكر للمتأخرين فى القمة تلهبهم الخمر " ( إش 5 : 11 ) . بعض الشواهد فى العهد الجديد : 1 - " لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب " ( لو 1 : 15 ) . 2 - " لا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح " ( متى 5 : 18 ) . 3 - " لنسلك بلياقة كما فى النهار لا بالبطر والسكر لا بالمضاجع والقهر لا بالخصام والحسد " ( رو 13 : 13 ) . |
||||
05 - 08 - 2014, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 4775 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معونات الرب يسوع المسيح فعندما يجتذب إليه النفوس الطاهرة، التي لم يشوبها شائبة ولا نجاسة، مثل عذراء عفيفة، فهو عندئذ يدعى " عذراء النفوس ".. وعندما يؤدب ويعالج النفوس التي إنجرحت من ضربات الشيطان الذي أسقطها في الخطية، ففي هذه الحالة يدعى " طبيب النفوس ". إن كل اهتماماته العظيمة بنا لا تجعلنا نستهين بقوته العظيمة أو بمحبته الكاملة للبشرية، تلك التي جعلت مخلصنا له المجد يعانى معنا أسقامنا، وأن ينزل إلى حالتنا التي في الضعف. لأنه لا السماء ولا الأرض ولا كل البحار والمحيطات ولا المخلوقات التي تعيش في الماء أو على الأرض، ولا أي من النباتات، ولا النجوم ولا الهواء ولا كل الفصول، ولا كل الموجودات المختلفة التي في الكون، تستطيع أن تظهر جيداً سمو جبروته. لأنه بالحقيقة هو الإله الغير محدود، الذي استطاع بغير استحالة أن يقابل الموت من خلال جسده، وبآلامه الخاصة، منحنا الحرية من المعاناة كما قال معلمنا بولس الرسول: " لكن في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا " ( رو 8: 37 ). إن كلمة الله الخالق وحيد الجنس، هو مانح المعونة، وهو موزع مساعداته المتنوعة والكثيرة لكل الخليقة كل حسب احتياجه: فالمحبوسون في ظلام الجهل يعطيهم النور، لذلك هو يدعى " النور الحقيقي ". عندما يقبل التائبين فهو عندئذ الديان، ولذلك يدعى " الديان العادل "، لأن : " الآب لا يدين أحداً، بل قد أعطى كل الدينونة للابن " ( يو 5: 22 ). هو " الخالق " لكل الأشياء بلمسة من قوته وإرادته الإلهية، هو " الراعي "، هو " المنير"، هو " المغذى "، هو "المقوي"، هو " المرشد "، هو " الشافي "، هو " المقيم "، هو الذي " دعي الأشياء التي لم تكن "، وهو الذي " يثبت الأشياء الكائنة ". لذلك كل المعونات الجيدة تأتينا من الله خلال ابنه الوحيد الجنس، الذي يعمل في كل حالة بسرعة عظيمة أسرع من أن ينطقها اللسان، فلا البرق، ولا سرعة الضوء في الهواء، ولا لمحة العين، ولا حتى حركة الفكر، تماثل سرعة استجابته، لأن القدرة الإلهية تفوق كل هذا. |
||||
05 - 08 - 2014, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 4776 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أقوال يسوع "أنا هو" تثبت ألوهيته عندما نفكر في شهادة الكتاب المؤكدة عن شخص المسيح يمكننا أن نري الكثير من العناصر والنصوص المختلفة التي تؤكد وتبرهن ألوهيته. فمثلاً هناك النبوات المسيانية مثل ما جاء في (مزمور 2 : 7 - 12) الذي يتحدث عنه كابن الله. (مزمور 110 : 1) يعلنه كرب (مزمور 45 : 6، أشعياء 9 : 6) تتحدث عن أنه الله وهناك النصوص التعليمية مثل (يوحنا 1 : 1، 14) يتحدث عن المسيح علي أنه الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. (فيلبي 2 : 5 - 1) تتحدث عنه أنه "صورة الله" (عبرانيين 1 : 2 - 3، كولوسي 1 : 15) تعلن "أنه بهاء مجد الله ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عبرانيين 1 : أقوال يسوع "أنا هو" تثبت يعلن بكل جرأة أنه هو الله. (1تيموثاوس 3 : 16) تؤكد أن "الله ظهر في الجسد" (مرقس 2 : 27، لوقا 5 : 20، يوحنا 11 : 43 - 44) كل هذه الشواهد تشهد بامتياز ألوهية المسيح. وهي أيضاً تعيد تعريف السبت وغفران الخطايا وإقامة الموتي. وبالإضافة إلي قيامته بالجسد فإن أقواله التي يعلن فيها "أناهو" تقدم لنا أوضح تأكيدات وبراهين ألوهيته. وفي هذه الأقوال يفصح بنفسه عن الإله المتجسد. وبمساعدة الرسول يوحنا الذي يسجل نفس كلمات الرب يسوع كشاهد عيان ومعه بعض اللاهوتيين المعروفين أحاول تقديم هذه الحقيقة.وأبدأ بتسجيل الأغراض الواضحة للبشير يوحنا في كتابته لإنجيل المسيح في (20 : 30 - 31) ويقرر يوحنا بوضوح "وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه". وهكذا نري هدفين ليوحنا : أولاً : يكشف ويوضح أن يسوع هو المسيح ابن الله. ثانياً : يريد أن يعرف الناس ألوهية المسيح الحقيقية "لكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه". والآن أود أن ألفت النظر للهدف الأول والأساسي ليوحنا. وكما رأينا يحاول يوحنا أن يبرهن أن يسوع هو المسيح مخلص العالم (يوحنا 4 : 42). وفي محاولته ذلك يسجل أشياء كثيرة تعينه علي ذلك. مثل شهادة يوحنا المعمدان عنه (1 : 29 - 32 - 36) والسامرية (4 : 39 - 42) يسوع (8 : 13 - 14) والله نفسه (8 : 17، 12 : 28 - 30) كل هذا يعطينا وصفاً لحياته وإرساليته وأعماله وأقواله وموته وقيامته. كما سجل يوحنا المعجزات المختلفة التي أجراها يسوع. ويوحنا وحده من بين كل الأناجيل الذي يعطي وصفاً لعظة المسيح علي الجبل التي تلقي الضوء علي معني رسالة المعجزات التي أجراها المسيح. وفي موعظة الجبل يذكر المسيح بعض أقواله التي تبدأ "أنا هو" مثل "أنا هو خبز الحياة" (6 : 35) "أنا هو القيامة والحياة". وباقي الأقوال حدثت أثناء مناقشاته مع الناس (يوحنا 8 : 12) ومع الفريسيين (10 : 7 - 9 - 11) ومع التلاميذ (14 : 6، 15 : 1) والأمر الآخر الذي أود أن ألفت نظر القراء له هو الكلمات اليونانية التي ترجمتها "أناهو". وعن ذلك يقول "ليون موريس" إن يسوع يستخدم هذه الكلمات التأكيدية "أنا هو" لكي يذكر تعاليمه الهامة عن نفسه. وفي اللغة اليونانية لا يكتب فاعل الفعل: وصيغة الفعل توضح من هو الفاعل. ولكن لو أردنا تأكيد الفاعل عندما نستخدم الضمير المناسب. والذي يجعل هذا الأمر ذو أهمية في إنجيل يوحنا هو أننا نري استخدام مشابه في الترجمة اليونانية للعهد القديم. حيث نجد المترجمين يستخدمون صيغة التأكيد في الكلام عندما يعبرون عن كلمات تفوه بها الله. وعندما استخدم يسوع تعبير "أنا هو" فهو يتحدث بصيغة الألوهية وهناك اتفاق بين العلماء الدارسين لإنجيل يوحنا أن هذا النوع من الله هو مؤشر هام لما يريد أن يخبرنا به يوحنا عن شخص يسوع. (1) وبكلمات أخري، عندما استخدم يسوع تعبير "أنا هو" كان يشير إلي ألوهيته وكان يوحنا يفعل نفس الشئ عندما سجل أقوال يسوع. ويقول "موريس" أن هناك مجموعتان في أقوال "أنا هو" مجموعة بها المبتدأ وأخري بدونه. وعلق علي ذلك بالقول : "كلا التركيبين غير عاديين" ويقتبس ما قاله "ج. هـ. برنارد" ثم يقول "وهذا بكل وضوح أسلوب التعبير عن ألوهيته ..." (2) وبفحص مجموعتي أقوال "أنا هو" أود أن أتبع مثال "موريس" وأقدم المجموعة السابقة أولاً والأخيرة ثانياً. "أنا هو خبز الحياة" من أول وأهم أقوال المسيح التي تبدأ "أنا هو" والمذكورة في إنجيل يوحنا (6 : 35) "أنا هو خبز الحياة" وقد قال المسيح هذا القول عقب إشباعه للجماهير. وأثناء أقواله قال لهم "لا تنظروا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيه لكم ابن الإنسان" (6 : 27). وبينما كان المسيح يحاول أن يحثهم علي الإيمان به يواجهه تحد لكي يوضح لهم من هو "فأية آية تصنع لنري ونؤمن بك؟ (عدد 30) ثم أضافوا : "آباؤنا أكلوا المن في البرية كما هو مكتوب : إنه أعطاهم خبزاً من السماء ليأكلوا" (عدد 31) وهم بذلك كانوا يشيروا بوضوح إلي أن موسي أعطاهم المن لأن المسيح استمر في تصحيح مفهومهم الخاطئ. فقال "الحق أقول لكم : ليس موسي أعطاكم الخبز من السماء بل أبي" (عدد 32) ثم يضيف : "أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم" (عدد 33) وبذلك يوضح يسوع لهم أن الله لم يعطهم الخبز النازل من السماء فحسب (في الماضي) بل أنه مازال يعطيهم وأشار إلي نفسه أنه هو "الخبز النازل من السماء" (عدد 33). وكان قصد المسيح الواضح أن يحرك فيهم الرغبة الروحية وإذ بهم يطلبون هذا الخبز النازل من السماء ولكن كان تفكيرهم مرتبط بطلب الخبز المادي كما يظهر هذا في محادثتهم فيما بعد. وإذ بيسوع يجيبهم بكل قوة "أنا هو خبز الحياة من يأتي إلي لا يجوع ومن يؤمن بي لا يعطش" (عدد 35). وتوضح هذه الآية جوهر رسالة يسوع. إنه الاستجابة لحاجيات قلب الإنسان : "فخبز الحياة يشير إلي الدور الأساسي الذي يقوم به يسوع لكي يشبع الروح الإنسانية. فخبز يسوع هو المصدر الأول والرئيسي للغذاء الروحي. ولأن الخبز هو الغذاء الرئيسي في العالم لذلك فهو يستطيع أن يشبع كل إنسان. فيسوع هو مخلص العالم. ومعطي الحياة للعالم (عدد 33). ويقول "موريس" أن أداة التعريف "الـ" (الخبز) تشير إلي أن يسوع وحده فقط هو خبز الحياة. ويقرر "ميلن" أن خبز الحياة يشير أيضاً إلي الطبيعة المشبعة ليسوع "ويظهر هذا في قوله" لن يجوع ولن يعطش. فكل أنواع الخبز الأخري مثل المن تترك إحساساً بالجوع في النهاية. وبمقارنتها بمن اختبر المسيح فإنه لا يحتاج إلي أي شئ آخر لإشباعه. وباختصار فإن يسوع بقوله "أنا هو خبز الحياة" يكشف عن طبيعته السماوية وأنه هو فقط الذي يستطيع أن يشبع الحاجة الروحية لمستمعيه. يخبرنا يوحنا في بداية إنجيله أن الكلمة المتجسد "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه" (يوحنا 1 : 4 - 5). ومرة أخري يستخدم يوحنا تشبيه النور ويضخم ما قاله سابقاً. ويقرر يوحنا أن المسيح قال أنه نور العالم وأقوال أخري متشابهة في مناسبات مختلفة (8 : 12، 9 : 5، 12 : 35 - 39). وبالرغم من أن يوحنا لم يخبرنا بالضبط متي قال المسيح هذا (8 : 12) ولكنه يعرفنا بالمكان الذي قال فيه. حدث هذا في عيد المظال في فناء الهيكل. (7 : 14). وأثناء عيد المظال يحدث حدثين دينيين مهمين ولهما إشارة رمزية. الأول هو صب المياه علي الجانب الغربي من المذبح بواسطة الكهنة اللاويين وهم ينشدون ما جاء في مزمور 113. أما الحدث الثاني فهو إضاءة العديد من الشموع الضخمة داخل الهيكل. ويقول البشير يوحنا أن يسوع انتهز هذه الفرصة لاستخدام هذين الرمزين ليوضح تعاليمه لهم (7 : 37 - 38، 8 : 12). وقد ذكر تشبيه النور في العهد القديم. فمجد الله الذي كان يملأ المكان في السحابة كان يقود الناس إلي أرض الموعد (خروج 13 : 21 - 22) وكان يحميهم من أعدائهم (خروج 14 : 19 - 25) وتدرب الإسرائيليون علي الغناء "الرب نوري وخلاصي" (مزمور 27 : 1) وكانت كلمة الله وناموسه هي النور الذي يضئ الطريق لمن يتعلقون بوصاياه (مزمور 119 : 105، 6 : 23). وأضاء نور الله في رؤيا (زكريا 1 : 4، 13، 26، 2أقوال يسوع "أنا هو" تثبت وبالخلاص (عبرانيين 3 : 3 - 4) "والنور هو يهوه العامل وسطهم" (مزمور 44 : 3) ويخبرنا أشعياء أن عبد الرب قد جعل نوراً للأمم ليكون خلاص لأقصي الأرض (أشعياء 49 : 6) وسيكون العصر الآتي وقت يكون فيه الرب نفسه نوراً أبدياً لشعبه (أشعياء 60 : 19 - 22 ورؤيا 21 : 23 - 24) كما أن (زكريا 14 : 5 - 7) له أهمية خاصة بوعده بالنور في اليوم الأخير ويتبعه وعد بالماء الحي التي تخرج من أورشليم وربما كان هذا النص هو الذي يقرأ في هذا العيد. ولهذا وهم يحملون في أذهانهم كل هذه الآيات والطقوس كان إعلان يسوع مدوياً بقوة. وخاصة عندما قال أنه نور للعالم كله وليس لليهود فقط. والإشارة إلي النور ليس فقط مادياً وأخلاقياً كما يستنتج "موريس" عندما أعلن يسوع "إن كان أحد يمشي في الليل يعثر لأن النور ليس فيه" (11 : 9 - 10) وهذه الإشارة إلي النور الغير موجود فيه يوضح أننا انتقلنا من النور المادي إلي الحقيقة الروحية ويعلق "موريس" بالقول "إن يسوع أخبر مستمعيه أن الذين يرفضونه ولا يتخذونه مخلصاً لحياتهم هم في خطر عظيم. وبالاختصار نقول أن الفكر الرئيسي في القول "أنا هو نور العالم" أن يسوع هو النور الوحيد الذي يجب أن نرحب به ونؤمن به أيضاً وإلا سوف نهلك. "أنا هو الباب" جاء هذا القول وسط معركة كلامية حدثت بين الفريسيين. ونري يسوع في الفصل التاسع وهو يشفي إنساناً أعمي الذي دافع عن يسوع وآمن به (9 : 34 - 3أقوال يسوع "أنا هو" تثبت. بعد هذه المعجزة والمعاملة السيئة التي لقيها الرجل الأعمي من الفريسيين قارن يسوع نفسه بالقادة الدينيين في ذلك الوقت ووصفهم بأنهم "سراق ولصوص" هذا التناقض بين المسيح وبين القادة الدينيين أخذ صورة التشبيهات الصارخة في (10 : 1) "حظيرة الخراف" (عدد 2) "الراعي" (عدد 3) "البواب" " الباب" وبالرغم من حيوية ووضوح هذه التشبيهات لم يفهم الفريسيون قصد يسوع منها (عدد 6). ولكي يوضح يسوع رسالته شرح لهم المعاني المقصودة. فمثلاً وهو يقول "أنا هو الباب" (الذي تدخل منه الخراف إلي الحظيرة) (عدد 7) وقبل ذلك تحدث عن نفسه "كالراعي" (عدد 2) ووضحه بصورة أفضل (عدد 10). ماذا كان يقصد يسوع بقوله "أنا هو الباب ؟" ولكي نجيب علي هذا السؤال من الأفضل أن نتذكر أن حظيرة الخراف عادة بها باب واحد والرعاة في الشرق الأدني غالباً ما يناموا عند هذا الباب ويقومون بنفس وظيفة هذا الباب وطبق المسيح هذا التشبيه علي الراعي. ولهذا فلكي نجيب علي سؤالنا نري المسيح يقول أنه هو نفسه وليس أحد آخر الذي من خلاله يمكن للخراف أن تدخل وتخرج وتجد مرعي (9 : 9 - 10) وكما يستنتج "موريس" قائلاً "قال يسوع أنا هو الباب" وليس "باب" أي أنه هو وحده الطريق للحياه. وهذا تأكيد آخر لما يقوله يسوع "السارق يأتي ليسرق ويذبح ويهلك وأما أنا فقد أتيت لتكون لكم حياة وليكون لكم أفضل. وهنا يصر يسوع علي أنه توجد طريق واحدة فقط للتمتع بالحياة الأبدية ومصدر واحد فقط لمعرفة الله ونبع واحد للغذاء الروحي وأساس واحد للأمن الروحي وهو يسوع فقط". ثم قال يسوع "إن دخل بي أحد يخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعي" (عدد 9) وبالرغم من أنه لم يوضح ماذا يقصد بكلمة "يخلص" فيمكن أن تعني "الحصول علي الحياة الأبدية" لأننا نجد تفسيرين "للخلاص" والحصول علي "الحياة الأبدية" مرتبطتين في (يوحنا 3 ك 16 - 17) ولهذا يجب علينا أن نفهم الربط بين الإثنين. وفي الختام كما يقول "موريس" ومرة أخري نحن نواجه فكرة الخلاص الشامل بمعني أنه يمكن أن يدخل من الباب فقط. وإذا كان هناك باب واحد لكل الجنس البشري لذلك فمرة أخري نتذكر شيئاً مهماً للغاية عن يسوع مثل كل أقواله الأخري "أنا هو" فإن قوله "أنا هو الباب" يقودنا للتفكير في ألوهيته. "أنا هو الراعي الصالح" في (يوحنا 10 : 1) يتحدث يسوع عن الراعي ويضيف صفة "الصالح". ومرة أخري يقارن يسوع نفسه بالقادة الدينيين الذين يقول عنهم "أنهم رعاية غير صالحين أو الراعي الأجير" (10 : 12 - 13) وهنا يشير إلي الفريسيين الذين لا يهتمون بالخراف. وهي إشارة واضحة لمعاملتهم السيئة للرجل الأعمي الذي شفاه المسيح. عندما استخدم يسوع كلمة "الراعي الصالح" كان يتحدث عن طبيعته الصالحة واستقامته الأخلاقية وجماله. وعند استخدامه كلمة "الراعي" كان يتحدث عن مكانته. فهو راعي الخراف الذي يحمي ويقود ويرشد ويطعم خرافه. وكان يسوع يشير أيضاً إلي إرساليته. وفي ثلاثة مناسبات تحدث يسوع عن أنه "يضع نفسه" من أجل الخراف (10 : 15 - 17 - 1أقوال يسوع "أنا هو" تثبت. فالراعي الذي يحمي خرافه يحميهم حتي الموت. ويكشف الراعي الآن علي أنه الذبيحة "حمل الله" (يوحنا 1 : 29، 35) الذي يضع حياته طوعاً من أجل الخراف. "إن موت المسيح لم يكن حادثاً تراجيدياً ولكنه معين من قبل السماء في حين أن الخلاص يناله من يثق فيه". فهو ليس فقط من أجل "خراف بيت إسرائيل الضالة" يضع نفسه ولكن من أجل خراف حظيرة أخري (10 : 16) الأمم. "لكي تكون رعية واحدة وراع واحد" (10 : 16). كيف يمكن أن موت شخص واحد يفتدي كثيرين ما لم يقوم بهذا العمل شخصية سماوية. ولهذا نقول أن أقوال "أنا هو" تعلن ألوهية يسوع المسيح. "أنا هو القيامة والحياة" قال يسوع هذا لمرثا الذي توفي أخوها لعازر منذ بضعة أيام وعندما قال لها يسوع إن لعازر سوف يقوم اعتقدت أنه يتحدث عن يوم القيامة (11 : 23 - 24) وعند هذه النقطة يعلن هذا القول المدوي "أنا هو القيامة والحياة. من يؤمن بي وإن مات فسيحيا" (11 : 25 - 26) وبهذا القول يعلن يسوع أنه ليس فقط يمكنه أن يقيم من الأموات ويمنح الحياة بل أنه هو نفسه القيامة والحياة. كما قال يوحنا (1 : 4) "فيه كانت الحياة" ويقول "موريس" أنه هو القيامة تعني أن الموت (الذي يبدو لنا أنه نهاية كل شئ) لم يعد عقبة، وأنه هو الحياة تعني أن صفة الحياة التي يعطيها لنا هنا والآن لن تتوقف (10 : 15). وقول يسوع هذا يسانده إقامة لعازر من الموت (يوحنا 10 : 44). وفي التعليق علي ما سجله يوحنا عن حادثة إقامة لعازر يقول "موريس" : "إنه يكتب عن شخص عظيم وغير عادي وله قوة تغلب الموت. إنه يثبت للجنس البشري أننا كلنا في النهاية سنواجه الموت ولا نستطيع أن نفعل شيئاً حياله. قد يمكننا أن نؤجل الموت لفترة ولكن عندما يحدث لا نستطيع إيقافه. ولكن يوحنا يكتب عن الرب الذي يمكنه أن يهزم الموت. أن القول "أنا هو القيامة والحياة" لا يستطيع أن يتفوه به شخص عادي ولكن يستطيع ذلك شخص سماوي فقط. "أنا هو الطريق والحق والحياة" في مساء ليلة الصلب بدأ يسوع يودع التلاميذ فأقام العشاء الأخير وأعلن عن رحيله (يوحنا 13 : 33 - 36، 14 : 2 - 3). وعند إعلانه عن رحيله قال "وتعلمون حيث أنا أذهب وتعلمون الطريق" (14 : 4) فقال له توما "ياسيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق ؟" أراد توما أن يوضح الموقف لأنه لم يتمكن من فهم ما قاله المسيح. وقد أعطي هذا المسيح فرصة لكي يوضح لهم ما قاله ولذلك قال "أنا هو الطريق والحق والحياة" "لا أحد يأتي إلي الآب إلا بي" (14 : 6) وبالرغم من غموض هذه الأقوال إلا أنها تشتمل علي ثلاثة أمور هامة عن المسيح : هو الطريق - هو الحق - هو الحياة. يقول أولاً "أنا هو الطريق" ومرة أخري نري نوعاً من التخصيص فالأمر مقصور عليه هو فقط ولا يمكننا أن نغفل ذلك. ولأن يسوع يشير إلي ذهابه إلي بيت الآب (عدد 2) "وليس أحد يأتي إلي الآب إلا بي" (عدد 6) يمكننا أن نري هنا أنه لا يتحدث عن طريق أخلاقي ولكن عن طريق الخلاص الذي يقود إلي الآب. فهو يقول بكل ثقة أنه ليس واحد من الطرق الكثيرة التي تقود إلي الله ولكنه "الطريق الوحيد". وهذا القول القوي والواضح يضرب في الصميم ما يؤمن به مجمعنا من تعدد طرق الوصول إلي الله. وهو بذلك يحطم بكل قوة أفكار الإنسان الغير حقيقية للإقتراب إلي الله ويؤكد انفراده بهذا الطريق. إن موته النيابي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بكونه هو الطريق. فبهذا الموت تصالح البشر الخطاه مع الله. ثانياً : "أنا هو الحق". وهذا يوضح صدقه الكامل والاعتماد الكلي عليه. فكل ما قاله وكل ما فعله نؤمن به ونثق فيه لا لأنه يقول الحق بل لأنه "هو الحق" فهو كلمة الله المتجسد (1 : 1، 14). وقال "كارسون" "إن يسوع هو الحق لأنه بجسد رؤية الله ذاته" (1 : 1أقوال يسوع "أنا هو" تثبت وهو وحده الذي قال وفعل كل ما أعطاه الآب. "والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً ..." (يوحنا 1 : 14). "أنا هو الحياة" ويعلق "موريس" بالقول : "إن هذه الكلمات تذكرنا بما قاله المسيح "أنا هو القيامة والحياة" ونلاحظ هنا أن يسوع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياه. إن له حياة من نوع خاص ووجوده الذاتي هو من وجود الله (5 : 16). إنه هو الحياه بل ومصدر الحياه للأخرين. (3 : 16). إن يسوع هو الطريق الوحيد إلي الله وقد قال كل الحق الذي لم يقله أي شخص آخر. "أنا الكرمة الحقيقية" أثناء وجوده في العلية أعلن يسوع للتلاميذ مرتين أنه "الكرمة". في المرة الأولي يربط نفسه بالآب ويقول "أنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام" (15 : 1) وفي المرة الثانية يربط نفسه بالمؤمنين ويقول "أنا الكرمة وأنتم الأغصان" ثم يواصل حديثه عن السكني المتبادلة بين المخلص والمخلصين. (15 : 5). وضح الكثير من المعلقين الصلة بين قول يسوع أنه الكرمة وبين استخدام الكرمة في العهد القديم. يقول اللاهوتي "بروس ميلن" "إن صورة الكرم تخدم رسالة المسيح بطريقتين هامتين. أولاً هي الرمز الأسمي لإسرائيل. كرمة ذهبية ضخمة تنتشر وتغطي رواق الهيكل كما أن العملة التي صكت أثناء الثورة ضد الرومان (67 - 70 ق. م) تحمل رمز الكرمة. وبالعهد القديم تلميحات وثيقة الصلة بالكرمة. وأقوي نص في العهد القديم يقول المسيح أنا الكرمة هو (مزمور 80 : أقوال يسوع "أنا هو" تثبت حيث يقول عن إسرائيل "كرمة من مصر نقلت" "لتكن يدك علي رجل يمينك الذي اخترته بنفسك" (عدد 17). ولكن الكرمة احترقت بالنار "هي محروقة بنار مقطوعة" (مزمور 80 : 16). وفشلت إسرائيل في القيام بالدور الذي أسنده إليها الله في أن تكون "فقد جعلتك نوراً للأمم لتكون خلاص إلي أقصي الأرض" (أشعياء 49 : 6) ولكن إسرائيل انجذبت إلي آلهة الأمم الأخري التي حولها بدلاً من جعلهم رسالتها. وابتعادهم هذه القرون الطويلة عن مقاصد الله وصل إلي قمته برفضهم المسيا وملكوت الله. (19 : 15). ولكن مقاصد الله التي رفضتها إسرائيل لم تنته أو تضيع. لقد حملها من جديد من وقف وسط إسرائيل وبين التلاميذ. وبمقارنته بالكرمة التي حطمت نفسها بعصيانها أصبح يسوع الكرمة الحقيقية. إنه ابن الطاعة الذي بتضحيته وذبيحته تحققت المقاصد القديمة التي رفضتها إسرائيل. "وتباركت فيه جميع قبائل الأرض" (تكوين 12 : 2). إن صورة الكرمة تشير أيضاً إلي الرسالة. فالكرمة نبات له منفعة كبيرة وله ثمار وفيرة. ويقول "و. تمبل" تعيش الكرمة لكي تعطي عصارة حياتها. زهرتها صغيرة ولكن ثمارها وافرة. وعندما تنضج الثمار ينزع العنب وتقلم الكرمة وقد أكد يسوع علي هذا العمل (يوحنا 15 : 2، 4، 5، 8، 16) ولهذا يجب أن نتنبه لهذا النص الذي يركز علي العلاقة الداخلية مع الله. والقصد من ذلك هو تجديد رسالة إسرائيل في المسيح المسيا ومجتمع التلاميذ. في حين لم تغيب تماماً بعض العناصر الموضوعية (إشارة المسيح إلي المحبة والطاعة لوصاياه (يوحنا 15 : 10، 12، 17) ويظل التركيز علي إرساليته. فبعد موت المسيح وقيامته سوف يترك هذا العالم. وأرسل تلاميذه للعالم لكي يحملوا إرساليته أثناء غيابه. وهذا هو المعني الرئيسي المتضمن في قول المسيح "أنا الكرمة وأنتم الأغصان". وإن كنت ألتقي مع تفسير "ميلن" عن أن يسوع هو الذي حقق أهداف رسالة الله وهو الكرمة الحقيقية وكل ذلك من خلال حياته وموته وقيامته. ولكني لا أتفق تماماً مع تفسيره عن "أنا الكرمة وأنتم الأغصان". كما أنني أوافق علي ما قاله "إن القول الذي تلي ذلك يؤكد الصلة القوية بالمسيح" الذي يثبت في وأنا فيه يأتي بثمر كثير. لأنكم بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيئاً" (15 : 5) ويواصل "ميلن" كلامه "إنه من الخطأ أن نفترض أننا بطاقتنا الجسدية نستطيع أن نفعل أي شئ يسر الله. لأننا في ذلك نحتاج القوة التي هو وحده يستطيع أن يمنحنا إياها. إن شرط الثمر في الخدمة المسيحية هو الصلة القوية بالمسيح. وكلمة "ثمار" في العهد الجديد تعني صفات الشخصية المسيحية (متي 3 : 8، 7 : 20، رومية 6 : 22، غلاطية 5 : 22). وعندما نؤمن أن "للرب الخلاص" (يونان 2 : 9) وأن المسيح تعين من قبل الله ليكون نوراً للأمم وخلاصناً إلي أقصي الأرض (أشعياء 49 : 6) وأن تغيير المؤمن يمكن فقط بعمل الروح القدس الساكن فينا (رومية 8 : 9) والعلاقة القوية به (يوحنا 15 : 5). إن هذا القول "أنا هو الكرمة الحقيقية" يوضح ألوهية المسيح. |
||||
05 - 08 - 2014, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 4777 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المفهوم الصحيح لتكريم الشهداء في الكنيسة
يظن بعض البسطاء قليلي الخبرة، وبعض من ليس لهم دراية بسر الإنجيل ودائمي البحث السطحي، أن تكريم الكنيسة الأرثوذكسية للشهداء يدخل في مضمون العبادة، وأيضاً بعض المهاجمين للكنيسة الأرثوذكسية الذي يعتقدون أننا نترك عبادة الله الحي ونعبد أجساد القديسين، وبالطبع نعذر الكثيرين في هذا المعتقد لأن بعضاً من البسطاء أعطوا هذه الصورة عن دون دراية منهم أو قصد لأنهم يتصرفون ببساطة مقبولة عند الله مع أنها غير منضبطة بحسب تعليم الكنيسة الصحيح والواضح، عموما لقد وصلت هذه الصورة لدى الكثيرين بسبب تعظيم بعض البسطاء المبالغ فيه للقديسين، وتركهم المذبح والصلاة من أجل معجزة أو ظهور قديس، أو تقديس الملابس أو الأدوات التي استخدمها القديسين [ طبعاً هذا منحصر في البسطاء والله يتعامل مع الكل ويعطي للجميع، ولا يصح أن ندينهم أو ننتقدهم لأن قلوبهم في يد الله - فليس القصد من الموضوع الانتقاد على قدر التصحيح ]، ولكننا سوف نكشف عن المعتقد الأساسي في الكنيسة والعبادة الحقه التي لنا ونوضح الصورة لتكتمل لنا حتى نعي كنيستنا وأصولها المعتمدة على الإنجيل الحي فيها، بل والناطق فيها بروح الحق، لأن الإنجيل حي في الكنيسة يشع منها قوة الله ونصرته وعبادته الحقه بالحب والإيمان ... يقول يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة عن مثل ذلك الادعاء لما هاجم اليهود مندوبي كنيسة سميرنا عندما طلبوا جسد القديس پوليكاربوس الأسقف الشهيد (بقايا حريق الجسد) من الوالي ليكرموا ذكراه متهكمين عليهم قائلين لهم أنهم سوف يتركون المصلوب ويعبدون جسد پوليكاربوس. فكان رد الكنيسة كالآتي : [ إننا نعبد ابن الله، أما الشهداء فهم كتلاميذ الرب الذين اقتفوا آثاره، فإننا نحبهم لأنهم خليقون بهذا السبب: محبتهم المنقطعة النظير لملكهم ومُعلمهم، فليتنا نحن أيضاً نُصبح شركاءهم وزملاء لهم في مثل هذه التلمذة. ويقول الأسقف أوستين في المحاجاة ضد فوستوس (1: 20 الفصل 21 ): [ كوننا نُحيي ذكرى شهدائنا بطقوس رسمية كنسية، فذلك لكي نرتفع إلى مستوى اقتفاء سلوكهم، ولكي نحسب أنفسنا شركاء معهم في ذلك النصيب والاستحقاق الذي نالوه، ولكي ننال ضمناً منفعة بصلواتهم، على أننا لا نُقدم عبادة أو ذبيحة لأي شهيد بأي حال من الأحوال، سوى لإله الشهداء وحده، وذلك بالرغم من أننا نُقيم بالفعل هياكل ومذابح بأسماء الشهداء كتذكار لهم فقط، ولم يحدث قط أن وقف كاهن يقدم لجسد الشهيد الراقد تحت الهيكل عبادة أو ذبيحة، كأن يقول (مثلاً): لك نقدم هذه الذبيحة أيها القديس بطرس والقديس بولس أو كبريانوس، وإنما ما يُقدم من عبادة وذبيحة يُقدم كله للرب الإله وحده، الذي يُكرم شهداءه " كريم في عيني الرب موت أتقيائه " ]عموماً وبتعبير إنجيلي دقيق يوضح أننا نتمثل بالمعلمين الأتقياء وشهداء الرب نقرأ معاً ما هو مكتوب :
|
||||
05 - 08 - 2014, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 4778 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حياة القداسة خطوة بخطوة الخطوة الأولى : الاعتماد على النعمة المخلصة [ الفرق بيننا وبين القديسين - لا تفزعوا بسبب السقوط ] وبالرغم من ذلك كله – ومهما ما حدث لنا – فأن الله ينقذنا ويقدم لنا طوق النجاة، وهو الإيمان به كمُخَلِّص، وإمكانياته لا تتغير قط، لأنه هو الله القدير فعلاً وهو هو أمس واليوم وإلى الأبد، إذ أنه قادر بفعل نعمته أن يخلق من أشر المجرمين وأعظم العتاة وأفجر الخطاة قديسين وبلا لوم أمامه في المحبة، على المستوى العملي وخبرتنا الشخصية، لأن الله الآب ارسل ابنه إلى العالم، واسمه يسوع لأنه يُخَلِّص شعبه من خطاياهم (متى 1: 21)...فلنا أن نعرف أننا لا نختلف عن القديسين الذين نعتبرهم أعمده في الكنيسة، لا أقصد من جهة القامة أو المواهب، إنما من جهة إنسانيتنا الواحدة، والتي تتعرض للتجارب والسقوط وحرب عدو الخير من جهة معرفته بمداخل الشرّ عندنا من جهة خبرتنا التي قضيناها في زمان الشر الذي مارسناه بالخطية، فهو يدخل لنا من خلال محبتنا للذة معينة أو بسبب كبرياء القلب أو غيرها من الأسباب المتعددة والتي توجد في عمق كل شخص فينا قد نعرفها أو لا نعرفها، وفي هذا لا فرق بين صغير وكبير وقديس متقدم في الطريق ومبتدأ في الحياة الروحية !!! فيا ترى ما هو الفرق الحقيقي بيننا وبين القديسين الذين نجدهم وصلوا للحرية الحقيقية والتطبع بالطبع الإلهي وحراسة القلب والفكر بقوة الله فتحرروا من الهوى في داخل القلب الذي هو المحرك الأساسي للخطية فينا !!!عموماً الفرق الحقيقي بيننا وبينهم ينصب في أمرين : [1] الأمر الأول : هو معرفتهم – الإيمانية – بإمكانية النعمة الإلهية المخلصة القوية القادرة أن تعمل بقوة الله في داخل النفس فتغيرها بالتمام، وقد وضعوا كل ثقتهم في الله المُغير مع تقديم توبة مستمرة عن كل خطأ، طالبين ليلاً ونهاراً المعونة الإلهية لتسندهم ليقينهم أنهم بدون نعمة الله لا يقدروا أن يصنعوا شيئاً قط، وغير قادرين على أن يسيروا في طريق القداسة لأنهم لا يثقون في قوتهم الشخصية أو جهادهم الخاص، بل في قوة الله وحده !!! [2] والأمر الثاني الذي ميز القديسين: أن معرفتهم لم تقف عند حدود المعرفة العقلية الجافة كمعلومة أو فكرة للوعظ أو المعرفة، أو الإيمان النظري الذهني، أو تقديم أفكاراً للناس منمقه حلوة وعميقة، لكنهم آمنوا إيماناً حياً عاملاً بالمحبة. فالمعرفة الحقيقية تتطلب منا حياة مُعاشة، بالجهد والاغتصاب [ ملكوت الله يُغتصب والغاصبون يختطفونه ]، فينبغي أن نعمل ونجتهد جداً، وكما يقول القديس بولس الرسول: [ لكن بنعمة الله أنا ما أنا ونعمته المُعطاة لي لم تكن باطلة بل تعبت ... ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي] (1كورنثوس 15: 1) . ___من الأهمية ___يا أحبائي أن لا تفزعوا أو تخوروا في أنفسكم وتفشلوا حينما تجدوا أنفسكم وقعتم في أشد الخطايا فظاعة وعنفاً، أو أحد القامات العُليا وقعوا في خطايا لا يقع فيها المبتدئين، لأن جميعنا نضعف ونخور ونسقط لأسباب كثيرة ومتنوعة، وهي تختلف من واحد لآخر ومن قامة لقامة، إنما أفزعوا من عدم التوبة والعودة بقوة أعظم لحياة القداسة والتقوى والشركة المقدسة مع الله، لأن نعمة الله مخلصة ويد الرب لا تُقصر على أن تُخلص، فهو قادر أن يغير الفجار لقديسين عظام جداً، فلا تفشلوا أو تحزنوا حزن بلا رجاء حي بيسوع المسيح الذي مات لأجل خطايا العالم كله، لأن الخطية خاطئة جداً تجرح وتُميت، وخطورتها تكمن في أنها تعطي روح الفشل واليأس أن استمرت فترات طويلة بلا توبة صادقة، فلنا أن نبتعد عنها فوراً مهما تورطنا فيها أو سقطنا وكان سقوطنا عظيماً، ولا نهتم أبداً بروح الفشل والحزن الذي بلا رجاء الذي تولده فينا، لأن أي فشل وحزن واكتآب هو ثمرتها الطبيعية، ونعمة الله المخلصة هي أقوى بما لا يُقاس، إذ أنها (النعمة) قادرة أن تبددها فعلاً، بل وتلاشيها تماماً وتفقدها سلطانها، لأن الخطية لها سلطان الموت، والنعمة المخلصة لها سلطان الحياة في المسيح يسوع، لأن من آمن يرى مجد الله ويقوم من الموت، لأن ربنا يسوع هو القيامة والحياة، الذي إن آمنا به يكون لنا حياة أبدية ولا نأتي لدينونه، إذ بالمسيح الرب يحق أن ندخل للأقداس لأنه هو برنا وسلامنا الحقيقي ... فاليوم لنا أن نتوب ونعود لذلك الحضن الحلو، مهما ما كنا متورطين في الخطية لحد النتانة، لأن لعازر الميت أقامه الرب بعد أن أنتن، فلا ينبغي أن نفقد رجاءنا لأن اتكالنا على الرب القيامة والحياة وحده، وهو الذي قام وأقامنا معه وصعد بجسم بشريتنا وجلس عن يمين الآب بمجد عظيم في الأعالي يشفع فينا وينجينا من فخ الصياد ومن الوباء الخطر، ويدخلنا لعرش مملكه مجده لنتذوق حبه ونحيا له مبررين بدمه، لأننا إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطيانا، إذ يسمع لنا وبدمه يطهرنا من أي خطية وكل إثم.... فيا إخوتي لا أحد منكم يشتكي وتقولوا أننا لن ننفع أن نعيش مع الله، لأني انا صاحب خطايا فظيعة لا تعرفها، كيف يقبلني الله، اشتكوا انفسكم عند قدمي المُخلص عند الصليب ليأخذكم للقبر الفارغ فتجدوه منتظركم بقوة الحياة التي فيه لأنه يُقيم الساقط ويُحيي الميت، تعلقوا بالرب بكل قلبكم لأنه مكتوب: [ لأنه تعلق بي أُنجيه، أرفعه لأنه عرف إسمي. يدعوني فاستجيب له، معه أنا في الضيق، أُنقذه وأُمجده، من طول الأيام أُشبعه وأُريه خلاصي ] (أنظر مزمور 91) وتغيرنا لصورته المقدسة وتجعلنا قديسين وبلا لوم أمامه في المحبة _____يتبـــــع_____ |
||||
05 - 08 - 2014, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 4779 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي معطلات الامتلاء من الروح القدس
هذه بعض معطلات الامتلاء من الروح القدس كان الرسل ممتلئين من الروح القدس بعد حلول الروح القدس عليهم ونحن المؤمنون ايضا رسلا للمسيح يسوع في العالم فما هي معطلات الامتلاء من روح الله القدوس 1 - عدم التوبة: التوبة هي الشرط الأساسي لقبول الروح القدس، كما قال الرسول بطرس: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس" (أعمال 38:2). وعدم ترك الخطية التي نرتكبها ونحن نعرفها هو أحد أسباب عدم الامتلاء بالروح القدس. ألا يبدو عجيباً أن قوماً يريدون أن يمتلئوا بروح الحياة ويتمسَّكون بالموت في ذات الوقت؟ وأليس غريباً أن من يريد أن يمتلئ بروح القداسة يتمسَّك بنجاسة؟! إن المرنم يقول: "إن راعيتُ إثماً في قلبي لا يستمع لي الرب" (مزمور 18:66)! قال أحد رجال الله الأتقياء: "افرِض أني أتيت إلى بيتك، ودعوتني للدخول، لكنك وضعتَ ثِقلاً وراء الباب! فكيف أدخل؟ قل لي: "تفضَّل" كما تشاء، وادْعُني بكل قوتك، واستخدم كل تعبير مؤثر تعرفه! لكني لن أستطيع الدخول لأن الثقل الذي وراء الباب يصرخ فيَّ بطريقة عملية ويقول: لا تدخل! هكذا الأمر مع الروح القدس. إنه لن يدخل القلب ليمتلكه ما دمتَ تضع خطية وراء باب القلب، وأنت عارف بها. عندما يضع الرب إصبعه على أمر في حياتك لا يرضيه، اتركه حالاً، واعلم أن يد الإيمان يجب أن تكون فارغة إن هي أرادت أن تمتلئ. فاهجُر كل خطية محبوبة لديك، فتمتلئ من الروح القدس. ألم تسمع أن قربانك لا يكون مقبولاً إن كانت هناك خطية خصام في حياتك؟ (متى 23:5). فإذا وضعت ذبيحة حياتك على مذبح التكريس لله وتذكرت خطية عندك، فأسرع بإنزال ذبيحتك من على المذبح، وصفِّ حسابك مع أخيك أولاً، ثم ارجع لتقدم لله تقدمتك! تقابل خادمٌ لله مع قائد ديني كبير، وشكا له ضعفه الروحي وعدم امتلائه بالروح القدس، رغم صلاته الكثيرة طالباً الملء. ووجَّه القائد للخادم أسئلة فاحصة ساعدته أن يكتشف أن في حياته خطيةً يحبها، فقرر أن يتركها حالاً. وحالما عزم أمام الله أن يتركها فاض الروح القدس في قلبه وملأه.. وكان هناك مؤمن يطلب ملء الروح القدس، لكنه لم ينله حتى ردَّ مبلغاً من المال كان قد اقترضه ولم يُعِده، فامتلأ بالروح. في حضرة الله اركع وسكّن قلبك قدامه، واطلب منه أن يكشف لك الخطية التي تعطل امتلاءك من الروح. قل له: "اختبِرني يا الله واعرِف قلبي، امتحنِّي واعرف أفكاري، وانظر إن كان فيَّ طريق باطل، واهدِني طريقاً أبدياً" (مزمور 23:139 و24). إن صلَّيت هذه الصلاة بإخلاص ونيَّة صادقة سيعلن لك الله كل طريق باطلٍ في حياتك، لأن الخطية تظهر في نور قداسته.. سيقول لك: "هذه هي الخطية التي حرمتك من البركة.. اتركها". وسيكشف لك كل خطية في حياتك، مهما كنتَ تظن أنها ضئيلة. فأرفع لله الصلاة التي صلاّها أليهو: "ما لم أُبصِره فأَرِنيه أنت. إن كنتُ قد فعلتُ إثماً فلا أعود أفعله" (أيوب 33:34). اطلب من الله أن يريك ما عجزتَ عن رؤيته فلا تعود تفعله. 2 - عدم قداسة الغرض: لن يملأ الروح القدس شخصاً يطلبه بقصد رفع مركزه بين الناس، أو ليكون أفضل الوعاظ، أو ليجذب الجماهير إليه، أو ليحتل مركزاً متميِّزاً بين المؤمنين. فلماذا تريد أن تمتلئ؟ هل لمصلحة شخصية، أم لمجده؟ قال الرسول يعقوب: "تطلبون ولستم تأخذون، لأنكم تطلبون ردياً لكي تنفقوا في لذاتكم" (يعقوب 3:4). فالروح القدس لن يملأ إلا من يريد أن يمجِّد الله. كان "دهن المسحة" الذي يرمز للروح القدس مخصَّصاً لمَسْح الهيكل وأوانيه، لتكون "قدس أقداس"، كما كان مخصصاً لمَسْح هارون وبنيه لتقديسهم لخدمة الله. ولم يكن دهن المسحة يُسكب على جسد أي إنسان (خروج 22:30-33). وهذا يعني أن الروح القدس لا يملأ إنساناً لغير غرض مقدس! وقصة سيمون الساحر ترينا أن عدم قداسة الغرض لا تعطل الملء فقط، بل تؤذي أيضاً الطالب الأناني (أعمال 9:8-25). 3 - عدم تكريس كل شيء: احتفاظنا بشيء ما في حياتنا غير مكرَّس للمسيح يسبِّب عدم ملء الروح لنا. فكل شيء نحتفظ به لأنفسنا غير مسلَّم للمسيح هو سبب كل بلاء يصيبنا، وعدم تكريسنا الكامل للمسيح هو سبب كل هزيمة تلحق بنا. فلنسلِّم له كل شيء، ولا نحتفظ بأي شيء لأنفسنا. أراد رجل تقي أن يسلّم نفسه بالتمام للرب، واستغرق في الصلاة، فرأى في ما يرى النائم أنه يمسك بسلسلة مفاتيح في يده، فيها مفاتيح كل شيء مهم لديه، والمسيح واقف أمامه يريد أن يتسلَّمها. فنزع مفتاحاً واحداً صغيراً احتفظ به لنفسه، وأعطي باقي المفاتيح للمسيح. ولكنه اندهش لأن المسيح رفض أن يستلم ما قدَّمه له. ولم يقبل حتى أعاد المفتاح الصغير مع كل المفاتيح الكبيرة الأخرى وأعطى كل المفاتيح للمسيح، ففاض في قلبه فرح الامتلاء بالروح القدس. "فأطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدِّموا أجسادكم ذبيحة حيَّة مقدَّسة، مَرْضيَّة عند الله، عبادتكم العقلية" (رومية 1:12). ولن يقبل المسيح ذبيحة تكريسك، ولن تحل عليها نار الروح القدس المنقِّية إلا إذا كانت الذبيحة كاملة على المذبح، بلا نقص، ولو كان ذلك النقص أتفه شيء! فلتسلِّم مفاتيح حياتك للمسيح: مفتاح الوقت، والمواهب، والفكر، وكل شيء، وعندها تمتلئ بالروح القدس. 4 - الجهل بكيفية الإيمان: اجتمع تلاميذ المسيح في أورشليم ينتظرون تحقيق وعد المسيح لهم في حلول الروح القدس عليهم، وهم لا يعلمون متى وكيف سيتحقق الوعد، ولو أنهم كانوا واثقين من تحقيقه. ولولا ذلك الإيمان ما بقوا ينتظرون في أورشليم. ويخلط كثيرون بين الإيمان والشعور، فينتظرون إحساسات وعلامات ملموسة تطمئنهم أن روح الله ملأهم. وقد عطَّل عدم فهم الإيمان كثيرين عن بلوغ الهدف السامي الذي هو ملء الروح لهم. فنحن لا نحيا بالمشاعر، بل في تصديق وعود الله الواضحة. ولا أدري كيف نضعف في تصديق مواعيد الله! لأنه ليس بكيلٍ يعطي الله الروح (يوحنا 34:3)، وقد وعد الله أن يعطي الروح للذين يسألونه في طاعة (لوقا 13:11 وأعمال 32:5). فصدِّق وعد الله (إن كنت قد سلَّمته كل شيء) وثِق أنك امتلأت، حتى لو لم تكن لديك مشاعر جسدية أو نفسية. ولعل السر في عدم امتلائك هو اتكالك على الشعور والعواطف، بينما يجب أن تسلك بالإيمان لا بالعيان (2كورنثوس 7:5). كانت سيدة تشكو لقسيس كنيستها عدم استجابة صلواتها في الامتلاء بالروح القدس، فوعد أن يزورها ليناقش المشكلة معها. ولما جهَّزت الشاي بادرها بطلب فنجانٍ منه، فقدَّمته له. ولكنه لم يمدّ يده ليأخذه، بل عاد يطلب مرة أخرى، وكرر الطلب حتى تضايقت السيدة. فقد كانت تقدم له ما طلب في كل مرة، وهو لا يتناوله! وجلست حائرة لا تعرف السر، فما اعتاد القسيس أن يتصرف هكذا! لكنه أوضح لها إنها تتصرف مع الله تصرُّفاً مشابهاً. لقد طلبت من الرب، وقدَّم لها الرب ما طلبته، لكنها لم تمد يد الإيمان لتأخذه، بل عادت تكرر الطلب! يقدِّم الرب ملء الروح القدس لكل مؤمن يطلبه، لأنه يريد أن يكون أولاده أقوياء منتصرين. فلا تكن غير مؤمن بل مؤمناً، ومُدَّ يدك المؤمنة لتأخذ عطية الروح القدس، إن كنت قد عزمت على طاعته بكل قلبك. طلبت فتاة من جدِّها أن يشتري لها حلوى معيَّنة تحبها، ووعد الجد أن يحضر لها ما أرادت. وفي الصباح ركب الجد سيارته وخرج لقضاء بعض شئونه. وحين وضع يده في جيبه وجد ورقة صغيرة مكتوباً فيها بخط صبياني: "أشكرك يا جدي لأنك أحضرت الحلوى!". لقد كان إيمان هذه الفتاة في وعد جدها كبيراً. فليكن إيمانك بوعود الله لك مثل إيمان هذه الفتاة. 5 - تقييد طلب الامتلاء بالروح بطلبات أخرى: يضع البعض شروطاً مختلفة للامتلاء بالروح القدس. فيتصوَّر البعض أنهم عندما يمتلئون بالروح القدس سيسيرون على الماء كما فعل بطرس! ويذهب الخيال بالبعض إلى أنهم عندما يمتلئون سيحلّقون في الفضاء مثل أخنوخ وإيليا. وهناك من يشترطون على الله أن يعطيهم موهبة التكلُّم بألسنة، وإلا حسبوا أنفسهم غير ممتلئين! ولكي أكون منصفاً للذين يؤمنون بالتكلم بألسنة، وللذين لا يؤمنون بها أقول: هل كان يجب أن جميع الذين امتلأوا بالروح أن يتكلموا بألسنة؟ لا. البعض تكلموا، والبعض لم يتكلموا! إن المسيح سيدنا لم يتكلم بألسنة، رغم أنه كان يتكلم بعظائم الله! وعندما صلى الرسل تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه، وامتلأ الجميع من الروح القدس، وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة، ولا يذكر أنهم تكلموا بألسنة (أعمال 31:4). وعندما وضع حنانيا يديه على الرسول بولس ليبصر ويمتلئ بالروح القدس أبصر واعتمد وأكل، ولا يُذكر أنه تكلم بألسنة (أعمال 17:9) هناك مواهب وخِدَم وأعمال متنوِّعة فوق طبيعية يهبها الروح القدس للمؤمنين. ويعطي الروح القدس لكل مؤمن ما يريد الروح أن يعطيه له، فلا يوجد مؤمن يمتلك كل المواهب، كما لا يوجد مؤمن بلا مواهب. ومن هذه المواهب ما هو خاص بالخدمات الاجتماعية والتدبيرية (رومية 8:12 و1كورنثوس 28:12) ومنها مواهب تعليمية وتنظيمية (أفسس 11:4) ومنها مواهب روحية. وقد أعطى الله للجميع مواهب طبيعية. ويجب أن نستخدم كل هذه بغير كبرياء ولا أنانية. فعندك موهبة يحتاج إليها غيرك، لأنها ليست عنده، وأنت تحتاج إلى خدمة موهبة عند أخيك وليست عندك. وهكذا نخدم بالمواهب بعضنا بعضاً، ونحن نحتاج بعضنا لبعض. لا تعطل انسكاب الروح فيك بسبب الشروط التي تشترطها على الرب، وبسبب المواهب المحدَّدة التي تفرضها عليه كعلامة على امتلائك من الروح القدس، وكأنك أنت السيد وهو المنفِّذ، فلا تجني سوى الحرمان! 6 - عدم المحبة: حياة المحبة والطاعة شرط نوال الملء من الروح القدس. قال المسيح: "إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي" (يوحنا 15:14). وقال جون وسلي زعيم حركة المناداة بالقداسة في العالم: "القداسة الكاملة هي المحبة الكاملة" لله، وللمؤمنين، وللخطاة. وعدم محبتك لأي إنسان تحرمك من ملء الروح! لاحظ أنها المحبة الكاملة حتى للذين ينتقدونك، ويمتهنون كرامتك، ويسيئون إلى سمعتك! فهل عندك هذه المحبة؟ أو: هل أنت مستعد أن تكون لك هذه المحبة؟ لو لم تغفر للناس خطاياهم، لا يغفر لك الله. هذا حق علَّمه المسيح لنا بعد أن علَّمنا الصلاة الربانية (متى 14:6 و15). والمحبة هي أول ثمر الروح القدس. إن احتقارك للذين يستهزئون بك يدل على ضعف إيمانك. وكراهيتك لهم تدل على بُعدك عن روح المسيح الذي صلى لأجل صالبيه: "يا أبتاه، اغفر لهم" (لوقا 34:23)! ويحسبك الرب مؤمناً وأنك قد انتقلت من الموت إلى الحياة، لا لأنك لا تعمل الخطية، فليس أحد معصوماً، ولكن لأنك تحب الإخوة (1يوحنا 14:3)! المحبة هي الإنجيل. هي تكميل الناموس (رومية 10:13). بل إن الله محبة (1يوحنا 8:4 و16)! |
||||
05 - 08 - 2014, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 4780 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من أسس صوم العذراء ؟ بقلم المتنيح الانبا غريغوريوس اسقف عام الدراسات اللاهوتية والثقافية القبطية والبحث العلمي العذراء مريم هي التي بدأت الصوم،لأنها خاصة بعد صعود المسيح إلى السماء،نالها كثير من المتاعب والمضايقات والمنغصات من قبل اليهود،الذين حا ولوا أن يصبوا عليهاغضبهم وضيقهم من المسيح،وخاصة بعد أن قام من بين الأموات ،فالعذراء نالت متاعب كثيرةجدا وهي المرأة الرقيقة التي يجب أن لاتعامل بقسوة كماعاملها اليهود كانت العذراء مقيمة فى بيت يوحنا حتى تنيحت، نحو اربع عشرة سنة حسب وصية المسيح إليه عندما قال له خذ هذه أمك وقال للعذراء مريم خذى هذا ابنك . وكان يوحنا رسولا يكرز ويبشر وينتقل فى كل ارض فلسطين.وكانت العذراء مريم تباشر العبادة من صلاة وصوم. وكانت تذهب إلى قبر المسيح له المجد، ومعها صويحباتها من عذارى جبل الزيتون، لقد اتخذن العذراء مريم رائدة لهن وقائدة لهن، وتمثلن بسيرتها فكن يتبعنها، وتالفت منهن أول جمعية للعذارى، وهو نظام العذراى السابق على نظام الرهبنة بالنسبة للبنات. لأن فى العصور القديمة قبل القرن الرابع للميلاد، كان هناك نظام اسمه نظام العذارى، لمن نذرن عذر اويتهن للمسيح، وكان لهم خور وس أو قسم خاص فى الكنيسة، ومذكور هذا فى كتاب الدسقولية وهو تعاليم الرسل، لم يكن هناك نظام للراهبات، إنما كان هناك صف العذارى. وعندما صار البابا ديتريوس الكرام المعروف بطريركا، وكان فى حياته الأولى رجلا متزوجا، وظل متزوجا سبعا وأربعين سنة قبل أن يدعى إلى البطريركية، غير ان زواجه كان من نوع الزواج الذى نسميه الزواج البتولى، مثل زواج أدم وحوا قبل السقوط فى الخطيئة، وكزواج يوسف ومريم، عندما صار ديمتريوس الكرام البابا الثانى عشر من بابا وات الإسكندرية، ضم زوجته إلى خورس العذراء فى الكنيسة، أما نظام الرهبنة للبنات بدأ من القرن الرابع، فى عهد الأنبا باخوميوس المعروف بأب الشركة. العذراء مريم هى التى أنشأت نظام العذارى، لأنها كعذراء بدأ يلتف حولها البنات العذارى بنات جبل الزيتون، وكن يتبعنها وكن يصلين معها وكن يذهبن معها إلى القبر المقدس، حيث 0 كانت العذراء تسجد وتتعبد وتصلى وتصوم أيضأ. ولقد كانت العذراء مريم تقضى كل وقتها فى العبادة والصلاة، وكانت تمارس الصوم، مكرسة كل طاقاتها لحياة التأمل الخالص. ولم يكن لها عمل اخر غير تقديس ذاتها، وتكميل نفسها بالرياضات الروحانية العالية. بعد أن نالت مع الرسل، موهبة الروح القدس فى يوم الخمسين(أعمال الرسل 13:1 ، 14 )،( 1:2 - 4 ) والمعروف أن العذراء مريم لم تمارس عملا من أعمال الكهنوت، كما جاء فى الدسقولية(تعاليم الرسل): النساء لا يعمدن. ونحن نعلمكم أن هذا الفعل خطيئة عظيمة لمن يفعله، وهو مخالف للشريعة...لأن لو كان يجب أن يتعمد أحد من امرأة لكان السيد المسيح يتعمد من أمه (باب 0 2 ). وقد احبتها نساء وبنات أخريات، منهم صويحباتها اللائى عرفنها فى حياتها، واثناء وجود المسيح ابنها على الأرض، منهن: مريم المجدلية، وحنة زوجة خوزى امين خزانة ميرودس وسوسنة وأخريات كثيرات(لوقا 8 :2، 3)(23 :49 :55 )( 24 : 10 ) ثم انضم إليهن عدد أخر من العذارى ممن عشقن حياة البتولية، والعفة الكاملة، تبعن العذراء مريم، واتخذنها رائدة لهن فى حياة التأمل، والعبادة، والتكريس التام بالروح والنفس والجسد . وقد تالفت منهن، بقيادة العذراء مريم، أول جماعة من النساء المتبتلات المتعبدات، عرفن به عذراى جبل الزيتون ، عشن حياة الرهبنة بغير شكل الرهبنة، وكن يعتزلن أحيإنا فى اماكن هادئة بعيدة عن صخب الحياة وضجيجها، رغبة فى الانصراف إلى الله، فى تعبد خالص. ولقد صارت هذه الجماعة معروفة فى الكنيسة الأولى، حتى أن المعجبات من النساء والبنات بمثل هذه الخلوات الروحية، كن يلحقن بالعذارى العفيفات، ويمارسن صوم العذراء بالتقشف والنسك فى تلك الأماكن الهادئة. ولربما كان هو السبب فى أن صوم العذراء. تصومه الكثيرات إلى اليوم، بزهد ونسك كثير، ويمتنعن فيه عن اكل الزيت، على الرغم من أن صوم العذراء ليس من أصوام المرتبة الأولى. بل وكثير من الرجال أيضا صاروا يصومون صوم العذراء صوما نسكيا بالامتناع حتى عن الزيت أى يصومونه على الماء والملح، ونظرا لما للمرأة من اثر فى البيت المسيحى على اولادها وزوجها . فصوم العذراء مبدأه بالعذراء نفسها، العذراء هى التى صامت وظل هذا الصوم مقدسا على الخصوص بين البنات، وفى عصور الكنيسة التالية بدات البنات تخرجن من البيوت ويذهبن إلى أماكن خلوية كالأديرة لكى يمارسن هذا الصوم بالصلوات وبالعبادة، وبفترات الخلوات الروحية الجيدة التى ترفع من المستوي الروحى. ولعل لهذا السبب أن الأقباط اليوم يقدسون هذا الصوم أكثر من أى صوم أخر. وذلك بفضل المرأة لأن المرأة عندما تهتم بهذا الصوم تقنع زوجها ثم أولادها ، فيتربى الأولاد والبنات على احترام صوم العذراء مريم، لدرجة أننا نرى أن الاقباط يصومون صوم العذراء بالماء والملح على الرغم من انه يجوز فيه أكل السمك. وايضا عندما أراد المسيح له المجد أن يضع حدا لآلام العذراء مريم فظهر لها وقال لها انا أعلم ما تعانينه من الآلام، وقربت الأيام التى فيها تخرجين من هذا الجسد وتكرمين، لأن جسدك هذا يصعد إلى السماء ، ونزل المسيح له المجد بذاته ليتسلم روحها بعد ان مرضت مرضا خفيفا ، وكانت قد بلغت نحو الستين من عمرها ، أو على الأدق 58 سنة و 8 أشهر و 16 يوما . وبعد ان تمكن الآباء الرسل من أن يذهبوا ويدفنوا العذراء مريم فى الجثسمانية، وهى موجودة بجوار جبل الزيتون وبجوار بستان جثسيماني ظلوا يسمعون تهليل وترتيل الملائكة فخجلوا من أن يتركوا الجثمان إلي حال سبيله فظلوا موجودين بجوار القبر ثلاثة أيام، إلى أن اختفت أصوات الملائكة فرجع الآباء الرسل فى طريقهم وهم فى الطريق إلي أورشليم رأوا توما الرسول أنزلته سحابة على الأرض، قالوا له أين كنت لماذا تأخرت، العذراء مريم تنيحت فطلب توما أن يعود إلى القبر ليتبارك من جسدها، فذهب معه الآباء الرسل إلى القبر الذى دفنت فيه العذراء مريم ولما فتحوا القبر لم يجدوا جثمان العذراء مريم، إنما خرجت رائحة بخور زكية، فخطر على فكرهم أن اليهود رجعوا بعد أن تركوا القبر وأخذوا الجثمان، فلما رأى توما حزنهم قال لهم اطمئنوا يا إخوتى فإن جسد العذراء مريم حمل على أجنحة الملائكة ورؤساء الملائكة. ولقصد حسن سمح الله أن أتأخر، أنا كنت فى بلاد الهند وحملتنى السحب لكى أتى فتأخرت، ولكنى رأيت جسد العذراء مريم محمولأ على أجنحة الملائكة ورؤساء الملائكة، وكان ذلك فوق جبل اخميم، الذى بنى فوقها الدير المعروف الآن بدير العين وأحد الملائكة قال له تعالى وتبارك من الجسد المقدس فتقدمت وقبلت الجسد. وأعطى توما الرسول الزنار الذى كانت العذراء تربط به ملابسها، والزنار كلمة سريا نية وهى الحزام. فالآباء الرسل سعدوا بهذا الخبر خصوصا أنه من توما، لأن توما له موقف سابق أنه شك فى قيامة المسيح. وظهر له المسيح وقال له تعالى يا توما وضع يدك فى أثر المسامير وضع يدك فى جنبى، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا، لأن هونفسه كان يقول إن لم أضع يدى مكان المسامير فلا أؤمن، ولكن الرسل طلبوا أن يروا هذا المنظر وأن يتأكدوا وأن يتوثق الاعتقاد عندهم بصعود جسد العذراء فصاموا، وفى نهاية هذا الصوم وعدهم المسيح ان يروا بأنفسهم جسد العذراء مريم. وبر المسيح بوعده فرأى الرسل جسد العذراء مرة أخرى وكان هذا فى اليوم السادس عشر من مسرى.كنيستنا تحتفل بظهور جسد العذراء فى 16 مسرى، وفى نهاية الصوم، لكن الواقع إذا أردتم الدقة أن يوم 16 مسرى هو يوم ظهور الجسد مرة أخرى الذى بر فيه المسيح بوعده، فرأى الآباء الرسل صعود جسد العذراء، إنما الصعود فى الواقع كان قبل ذلك لأنه إذا كانت العذراء تنيحت فى 21 طوبة فالمفروض أن صعود جسدها يكون فى 42طوبة أي بعد ثلاثة أيام من نياحتها، ولكن كما يقول السنكسار: هذا هو اليوم الذى فيه بر المسيح بوعده للآباء الرسل بأن يروا جسدها مرة أخرى، وصارت الكنيسة تعيد فى السادس عشر من مسرى بصعود جسد العذراء مريم. فهذا الصوم بدأ بحياة العذراء مريم نفسها لأنها كانت إنسانة متعبدة، عذراء طاهرة حياتها كلها عبادة وصلاة، وعرفت الصوم منذ أن كانت طفلة فى الهيكل، فى السادسة والثامنة من عمرها كانت العذراء تصوم، وكانت تعطى طعامها للفقراء وهى فى الهيكل، عاشت فى جو القداسة والصلاة والتسبيح، عرفت أن تصوم من طفولتها المبكرة مع الصلوات والعبادة والترنيم والترتيل. العبقرية المبكرة لطفلة فى هذا السن عرفت الصوم، وأيضأ عرفت العطاء، لأنها كانت تعطى طعامها للفقراء وتظل هى صائمة. ويقول عنها التاريخ والآباء القدامى إن الملائكة كانت تشفق على مريم وهى طفلة فكانت تأتيها بطعام أخر،وهذا شرف مريم أنها وهى طفلة عرفت أن تصلى، وعرفت أن ترنم وعرفت أن تصوم، وعرفت أن تعطى عطاء للفقراء والمحتاجين. وبعد قيامة المسيح وصعوده إلى السماء أخذت تمارس الصوم، لأنها أيضا كانت محتاجة إليه من جهة تعبدية، ومن جهة أخرى للمضايقات والمتاعب التى رأتها من اليهود، فكانت تصوم متعبدة مع العذراء وبعد ذلك الآباء الرسل أيضا قاسوا هذا الصوم، وسارت الكنيسة على هذا الخط، وصرنا نحن إلى اليوم نحتفل بهذا الصوم المقدس ونعتبره من أحسن الأصوام ومن أجمل الأصوام. هذا الصوم لا يصام صوما عاديا. ولكن كثيرا من الناس يصومونه صوما نسكيا فتجد كثيرا من الأقباط يأكل بالماء والملح، أى لا يأكل مأكولات أخري مطبوخة، ومن هنا ظهرت الشلولو، والشلولو كلمة قبطية يأخذون الملوخية على صورتها الطبيعية ويضعون عليها الثوم والملح والبصل بلا طبخ على الصورة الأولية، وهذه قمة ما يمكن تصوره من حالة النسك للإنسان، لأن كونه يستغنى عن الطعام المطبوخ ويقنع با لشلولو فهذا نوع من الزهد . نجد كثيرا من إخوتنا غير المسيحيين يصومون هذا الصوم نظرا لأنه لو سيدة نذرت نذرا لأمر ما نجد أن العذراء بحنانها استجابت وقضى هذا الأمر. |
||||