![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47761 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يونان فى بطن الحوت من أجل إنقاذ أهل نينوى من خطاياهم، أُلقى يونان إلى البحر. ولهذا أعد الله حوتاً لابتلاع يونان. فكان يونان فى عمق البحر وفى داخل الحوت فى حكم الميت، كما رآه أهل السفينة، ولكنه كان محفوظاً بقدرة الله حياً فى نفس الوقت. فكان هو الميت الحى، أو الحى الميت (انظر رؤ1: 18). بهذا كان يونان رمزاً للسيد المسيح الذى حمل خطايانا فى جسده على الصليب، وأوفى العدل الإلهى حقه. وجاز معصرة سخط وغضب الله، ليرفع الغضب واللعنة عن البشرية. وذاق الموت فعلاً بحسب الجسد لهذا السبب. ولكنه فى الوقت نفسه كان -بحسب لاهوته- حيّاً لا يموت، لا يقوى عليه الموت.. إذ لا يستطيع أن يمسكه. بل كان أقوى من الموت، إذ كانت الحياة التى فيه أقوى من الموت الذى علينا.. وكان البر الذى له أعظم من الخطية التى لنا. ولهذا قام من الأموات حياً منتصراً وقال عنه بطرس الرسول: “الذى أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يُمسك منه” (أع2: 24). مات المسيح بسبب خطايانا ليوفى الدين عنا، وقام من الأموات ليعلن قداسته وبره وسلطانه الإلهى على الموت، واهباً الحياة للذين يؤمنون به فادياً ومخلّصاً لحياتهم. مات بسبب خطايا الآخرين، وقام بسبب بره الشخصى غير المحدود، وهو الذى بلا خطية وحده، وليعلن سلطانه الإلهى على الموت. إن الحوت كان رمزاً للقبر الذى وُضع فيه السيد المسيح. والبحر العميق كان رمزاً للجحيم أو الهاوية التى نزل إليها بروحه، بعد موته على الصليب ليكرز للأرواح التى فى السجن (انظر1بط3: 19)، بإتمام الفداء، وتحرير المسبيين الذين انتظروا مجيئه ليخلصهم. وهكذا تسهر الكنيسة ليلة السبت الكبير بعد طقوس الجمعة العظيمة سهرة لها طابع أخروى (إسخاطولوجى)، لتقرأ سفر الرؤيا حيث إعلانات الله عن الآخرة والعالم الآخر، وتسمى تلك الليلة باللغة اليونانية “أبوكالبسيس” أى الرؤيا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47762 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يونان ونينوى خرج يونان من بطن الحوت ليكرز لأهل نينوى بالتوبة قائلاً: “بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى” (يون3: 4). فآمن أهل نينوى بالله وصاموا وصلوا وصرخوا إلى الرب فسمع صراخهم وقبل توبتهم ورفع غضبه عنهم. وبالمثل خرج السيد المسيح من القبر ليكرز لتلاميذه ولليهود وللبشرية كلها بالإيمان والتوبة والحياة الجديدة.. رآه تلاميذه فقط (أكثر من خمسمائة أخ)، وآمنوا بالقيامة، ومنح الرسل سلطان الروح القدس لغفران الخطايا. وأرسلهم حاملين “كلمة المصالحة” (2كو5: 19) لدعوة الناس للتصالح مع الله. وهكذا قال القديس بطرس الرسول للجموع الذين نخسهم الروح القدس فى قلوبهم يوم الخمسين: “توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس.. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا” (أع2: 38، 41). كان وجود يونان فى بطن الحوت فى عمق المياه، ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ هو رمز للمعمودية على اسم الثالوث القدوس التى بها يتم خلاص البشر. وهنا نرى الماء والرقم ثلاثة معاً مجتمعين. كذلك كان وجود السيد المسيح فى القبر ثلاثة أيام، هو رمز للمعمودية التى على اسم الثالوث والتى نتحد فيها مع المسيح فى موته وقيامته، كقول معلمنا بولس الرسول: “فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياة. لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته” (رو6: 4، 5). وكما أعطى يونان لأهل نينوى أربعين يوماً مهلة للتوبة بأمر الرب، هكذا مكث السيد المسيح أربعين يوماً على الأرض بعد قيامته، وقبل صعوده إلى السماء ليؤكد حقيقة القيامة وليكرز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا. حقاً كان صلب السيد المسيح وقيامته هى الآية التى احتاجتها البشرية لتنال الخلاص. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47763 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما بين الموت والقيامة قال قداسة البابا شنودة الثالث –أطال الرب حياته- إن السيد المسيح [بموته قد حل مشكلة الخطية، وبقيامته قد حل مشكلة الموت] بالنسبة للإنسان.. فالموت قد دخل إلى العالم لسبب الخطية، فكان لابد أن تحل مشكلة الخطية أولاً، قبل أن تُحل مشكلة الموت. ولهذا لم يرغب السيد المسيح أن يكون انتصاره على الموت هو بتغلبه عليه دون أن يموت. بمعنى أن لا يتأثر بالجلدات والمسامير والأشواك والصلب وسفك دمه. الانتصار بهذه الصورة كان سيحسب للمسيح شخصياً، وليس فيه تكفير ولا غفران لخطايا البشر. كان باستطاعته أن يفعل ذلك بسلطان لاهوته، ولكنه لم يأتِ إلى العالم لكى ينتصر على الموت لحساب نفسه فقط، دون أن ننتفع نحن شيئاً.. ولكن السيد المسيح قد انتصر على الموت بطريقة أخرى، وهى أن يقدِّم نفسه ذبيحة تكفيراً لخطايانا، ثم يقوم متحرراً من سلطان الموت. لأنه “لم يكن ممكناً أن يُمسك منه” (أع2: 24). لقد مات عن آخرين وليس لسبب خطايا شخصية تخصه، بل لسبب خطايا آخرين. كما هو مكتوب بالنبى القائل: “جعل نفسه ذبيحة إثم.. حمل خطية كثيرين، وشفع فى المذنبين” (إش53: 10، 12). فلأن الموت الذى ماته هو عن آخرين، ليوفى الدين الذى عليهم.. لهذا قام بحسب استحقاق بره الشخصى: ليعلن الله بهذا أنه وجد كل مسرته فى البار القدوس، الذى قدّم طاعة كاملة حتى الموت. ففى الموت أوفى دين الخطايا الذى لآخرين.. وفى القيامة أعلنت برارته الشخصية كقدوس بلا خطية. لهذا قال معلمنا بولس الرسول إن المسيح قد “أُسلم من أجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا” (رو4: 25). فى الموت دُفع ثمن الخطية، وفى القيامة أُعلن بر الذبيحة التى قُدمت وبها قد تبررنا. وفى هذا ينطبق تماماً كلام معلمنا بولس الرسول: “كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس لتبرير الحياة” (رو5: 18). و”لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد، فبالأولى كثيراً الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون فى الحياة بالواحد يسوع المسيح” (رو5: 17). وفى حديثه هذا تحدث عن “آدم الذى هو مثال الآتى” (رو5: 14). وعقد مقارنة جميلة بين آدم والمسيح كما ذكرنا، وكما أكدّ القديس بولس مرارًا فقال: “لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون. فبالأولى كثيراً نعمة الله والعطية بالنعمة التى بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين” (رو5: 15). وأكثر من هذا فقد أوضح معلمنا بولس الرسول أن هبات الله قد تفاضلت جداً، أكثر مما استوجبته خطية الواحد الذى هو آدم الأول من عقوبة. لأن الملك الذى يعاقب يكتفى بوفاء الدين فقط. أما الملك حينما يعطى هبة فإنه يعطى بحسب غناه فى المجد.. وبحسب كرم الملك. وعاد القديس بولس يؤكد: “وليس كما بواحد قد أخطأ هكذا العطية. لأن الحكم من واحد للدينونة، وأما الهبة فمن جرى خطايا كثيرة للتبرير” (رو5: 16). إن ذبيحة الصليب فى قيمتها قد فاقت كل مديونية آدم وبنيه.. لأن قيمتها غير محدودة إذ هى ذبيحة الله الكلمة المتجسد.. لهذا قال: “ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة”. ما الذى يمكن أن نصف به محبتك يا رب؟ حقاً ليس شئ من النطق يستطيع أن يحد لجة محبتك للبشر.. إن الأزمنة كلها لن تكفى لكى نوفيك حقك من الشكر. لهذا فالأبدية سوف تمتد بلا حدود حيث تشكرك كل الخليقة معاً من أجل عظم صنيعك غير الموصوف |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47764 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() البابا تواضروس الثانى يحكي عن ذكرياته مع نتيجة الثانوية العامة
![]() ينتظر الملايين من المصريين من الطلاب وأولياء الأمور نتيجة الثانوية العامة، هذا العام حيث تمثل هذه المرحلة عنق الزجاجة، وروى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ذكرياته مع الثانوية العامة ورغبة عائلته فى دخول كلية الصيدلة عام 1969.وقال خلال كلمة له فى حفل اليوبيل الذهبي لتجلى العذراء مريم بالزيتون عام 2018، إن والدته والتى توفيت عام 2014 كانت صديقة لشقيقة البابا كيرلس البطريرك 116 للكرازة المرقسية "أبلة شفيقة" والتى كانت تعمل مدرسة وكانت أمه تخشى عليه بسبب رعب الثانوية العامة حيث كانوا يتمنوا دخوله كلية الصيدلة.وتابع أن والدته كانت قلقه للغاية فذهبت إلى صديقتها "أبلة شفيقة" وقالت "تعالى نروح نزور العدرا في مصر" وطلبت والدته من البابا كيرلس أن يصلى لابنها من أجل دخول دخول الصيدلة، فرد عليها "لا تقلقى". وأكد أن والدته فور عودتها زال من قلبها كل قلق، موضحا أنه رأى ذلك فى أعينها وأنعكست هذه الحالة على المنزل كله، قائلا "أعتقد أن صلوات البابا كيرلس وشفاعة السيدة مريم العذراء كانت السبب فى ذلك". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47765 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47766 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لا تخافوا لان عدل السماء لا يغفل ولا ينام فأنا إله التعويضات والخير قادم عن كل ما قسيتوه فوجع اليوم هو فرح الغد اطمنوا |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47767 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء “المباركة في النساء” أليصابات العاقر ومريم العذراء تتّحدان في الابتهاج عينه، ابتهاج ابنة صهيون، شعب إسرائيل الذي كان ينتظر، من خلال آلام تاريخه، الخلاص الأخير الذي سوف يمنحه إيّاه المسيح. أليصابات العاقر، وهي تشعر بطفلها يرتكض في أحشائها، وتدرك أنّ مريم العذراء تحمل في أحشائها المسيح الموعود به، تفقه أنّ نبوءات ابنة صهيون تحقّقت، وأنّ ابن العاقر وابن العذراء سيكونان في أصل الشعب الجديد الذي لا يُحصى، شعب إسرائيل الجديد المولود من الله. وتنطلق من فمها البركة التي أوحى بها إليها الرّوح القدس الذي امتلأت منه: “مباركة أنت في النساء ومبارك ثمرة بطنك”. هذا القول يجب فهمه بالمعنى الكتابي للفظة “البركة”. إنّ أليصابات، بقولها إنّ مريم ويسوع هما مباركان، تعني أنّهما موضوع بركة الربّ، وتشكر لله ما صنعه لهما وما صنعه لنا بواسطتهما. فالبركة هي نشيد شكر لله. مريم ويسوع هما مباركان، أي إنّهما يشتركان في بركة الربّ ويسهمان في قصده الإلهيّ. يوم الشعانين ستهلّل الجموع ليسوع معلنة ً إيّاه المسيح والملك، ومستخدمة ً اللفظة عينها: “مبارك الآتي باسم الربّ” (متى 21/ 9). “مباركة المملكة الآتية، مملكو داود أبينا” (مر 11/ 9-10). “مبارك الملك الآتي باسم الربّ” (لو 19/ 38). “مبارك الآتي باسم الربّ ملك إسرائيل” (يو 12/ 13). ويسوع نفسه في موضع آخر يطبّق هذا الهتاف على مجيئه الثاني المجيد في نهاية الأزمنة: “فإنّي أقول لكم: إنّكم لن ترونني من الآن حتّى تقولوا: مبارك الآتي باسم الربّ” (متى 23/ 39). هذا يدلّ على أنّ بركة أليصابات تتّسم بسمة ماسيوية وإسختولوجية. إنّها تحيّي مريم العذراء “المباركة” وتحيّي فيها “المبارك” اللذين يأتيان باسم الربّ، إنّها تحيّي في مريم العذراء أمّ المسيح الملك، الملكوت الآتي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47768 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إنّ لقب “المبارك” كان عند اليهود مرادفـًا لله الذي كانوا يخشون التلفّظ باسمه. “فالمبارك” يعني يهوه الله. هكذا يبدأ زخريّا، مشيرًا إلى اسم الله وإلى موضوع تسبحته: “مبارك الربّ إله إسرائيل” (لو 1/ 68). وفي أثناء محاكمة يسوع، يسأله رئيس الكهنة: “أأنتَ المسيح ابن المبارك؟” (مر 14/ 61). وفي العهد القديم يبارك ملكيصادق إبراهيم بقوله: “مبارك أبرام من الله العليّ، خالق السماوات والأرض، ومبارك الله العليّ الذي أسلم أعداءَك إلى يدك” (تك 14/ 19-20). وتوجَّه أيضًا البركة عينها إلى يهوديت لكونها بقدرة الله قطعت رأس عدوّ شعب الله. وتجدر المقارنة بين هذه المقاطع الثلاثة: تك 14/ 19-20 يهوديت 13/ 18 لو 1/ 42 مبارك إبراهيم مباركة أنتِ، يا بنيّة مباركة أنتِ من قبل الله العليّ من قبل الله العليّ خالق السماء والأرض فوق جميع النساء في النساء اللواتي على الأرض ومبارك الله العليّ ومبارك الربّ الإله ومبارك ثمرة بطنك خالق السماوات والأرض الذي أسلم أعداءك الذي هداك لضرب إلى يديك رأس قائد أعدائنا أليصابات تعبّر عن إيمانها بالمسيح الملك وبمجيء الملكوت في شخصه، وفي الوقت عينه تشكر لله مَن يأتي إليها باسم الربّ هو وأمّه، حاملا ً الخلاص للعالم. يهوديت أ ُعلنت “مباركة فوق جميع النساء اللواتي على الأرض” لأنّها تحمل في أحشائها المسيح مخلّص جميع الشعوب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47769 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء “أمّ ربّي” بعد أن تُبارَك يهوديت، “يُبارَك الربّ الإله الذي هداها لضرب رأس قائد أعدائنا.” هنا، بعد أن تُبارَك مريم العذراء، يُبارَك ثمرة بطنها، الربّ يسوع المسيح. ففي مريم العذراء لم يعد الربّ المخلّص قدرة تأتي إلى الإنسان من الخارج بل صار شخصًا متجسّدًا في أحشاء مريم العذراء. أليصابات تقول عنه إنّه “ربّي”. ومريم هي “أمّ ربّي”. وفي ذلك تذكير بقول داود في المزمور 110: “قال الربّ لربّي: إجلس عن يميني، حتّى أجعل أعداءَك موطئًا لقدميك”. والسيّد المسيح نفسه يسأل اليهود عن معنى هذا القول: “كيف يقال إنّ المسيح هو ابن داود، وداود نفسه يقول في سفر المزامير: قال الربّ لربّي: إجلس عن يميني، حتّى أجعل أعداءك موطئًا لقدميك؟ فداود يدعوه ربًّا، فكيف يكون هو ابنه؟” (لو 20/ 41-43). لا جواب على هذا السؤال إلّا بالاعتراف بأنّ المسيح هو كإنسان ابن داود وكابن الله ربّ له. هتاف أليصابات إعلان إيمان ألوهيّة المسيح. ومن ألوهيّة المسيح تتّخذ مريم العذراء أشرف لقب لها، كما سنرى في مجمع أفسس، لقب “والدة الإله”، لأنّها ولدت المسيح الذي هو الربّ ابن الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47770 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء المؤمنة “طوبى للتّي آمنت بأنّه سيتمّ ما قيل لها من قبل الربّ”. مريم العذراء آمنت ببشارة الملاك جبرائيل لها بانّها ستلد ابنها يسوع بقدرة الرّوح القدس. يقول البابا يوحنّا بولس الثاني في رسالته العامّة “أمّ الفادي”: “يمكننا أن نقارن بين إيمان مريم وإيمان إبراهيم الذي يدعوه الرّسول “أبًا لنا في الإيمان” (رو 4/ 12). ففي التبرير الخلاصيّ الذي أوحى به الله، نرى أنّ إيمان إبراهيم هو مطلع العهد القديم، فيما يَستهِلّ إيمان مريم في البشارة العهد الجديد. وكما أنّ إبراهيم “آمن على خلاف كلّ رجاء فصار أبًا لأمم كثيرة” (رو 4/ 18)، كذلك مريم في البشارة، فقد آمنت، بعد أن أشارت إلى عزمها على البتوليّة (“كيف يكون ذلك وأنا لا أعرف رجلا ً؟”)، إنّها ستصير أمًّا لابن الله بقدرة العليّ، بالرّوح القدس، كما أوضح الملاك: “المولود منك سيدعى قدّوسًا وابن الله” (لو 1/ 35 )… أن نؤمن يعني أن نستسلم إلى حقيقة كلمة الله الحيّ، وعيًا منّا وإقرارًا في تواضع “كم أنّ أحكامه بعيدة عن التنقيب وطرقه عن الاستقصاء” (رو11/ 33). ومريم التي يمكن القول أنّها وُضعت، بإرادة العليّ الأزليّة، في وسط “طرق الله هذه البعيدة عن الاستقصاء”، وهذه “الأحكام البعيدة عن التنقيب”، ترضخ لها في ظلمة الإيمان، وتقبل قبولا ً كلّيًا، والقلب منفتح، مضامين مخطـّط الله كلّها”. |
||||