![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47741 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء أمّ المخلّص إنَّ تدخّل الله ليكوّن بقدرته الإلهيّة طبيعة يسوع الإنسانيّة في أحشاء مريم العذراء التي لم تعرف رجلا ً هو علامة لتدخّله الخلاصيّ في شعبه وفي العالم أجمع. فالمولود اسمه يسوع الذي يعني بالعبريّة “الله يخلّص”. وستقوم رسالته على أنّه “هو الذي يخلّص شعبه من خطاياهم” (الآية 21). فخلاص البشر لا يمكن أن يأتي من إنسان، فالإنسان محدود في الزمان والمكان، ولا يمكنه أن يحقّق بنفسه المصالحة مع الله القدير الذي يفوق كلّ زمان ومكان. خلاص البشر ومغفرة خطاياهم لا يمكن أن يحقّقهما إلّا الله وحده: “من يقدر أن يغفر الخطايا إلّا الله وحده؟” (مر 2/ 7). “والله هو الذي صالح في المسيح العالم مع نفسه ولم يحسب عليهم زلاّتهم” (2كو 5/ 17). وبما أنّ الخلاص لا يمكن أن يأتي إلّا من الله، فالقول إنّ يسوع هو مخلّص إشارة واضحة إلى ارتباطٍ خاصّ بين يسوع والله. رسالة يسوع هي إذاً فريدة بين البشر: إنّه هو المخلّص، وتكوين طبيعته الإنسانيّة أيضًا فريد بين البشر. إذ لم يُسمَع قط ّ أنّ امرأةً تلد ابنًا من غير رجل. فمن فرادة الرسالة نخلص إلى فرادة الرّسول. إنّه ليس مجرّد رسول كسائر الرسل البشر، وليس مجرّد نبيّ كسائر الأنبياء البشر. إنّه إنسان، ولكنّه أيضًا أكثر من إنسان. وهذا ما يعبّر عنه يوحنّا بقوله: “والكلمة صار جسدًا وسكن في ما بيننا. وقد شاهدنا مجده، مجدًا من الآب لابنه الوحيد” (يو1/ 14). إنّه “ابن الله” الكائن منذ الأزل مع الله. إنّه ابن الله المخلّص. ومريم هي أمّ ابن الله المخلّص. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47742 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء أمّ عمّانوئيل “وكان هذا كلّه ليتمّ ما قال الربّ بالنبيّ القائل: ها إنّ العذراء تحبل وتلد ابنًا ويُدعى اسمه عمّانوئيل أي الله معنا”. هذا القول النبويّ مأخوذ من أشعيا 7/ 14 حسب الترجمة اليونانيّة السبعينيّة التي ترجمت “علما”. ففيما اللفظة العبريّة تعني إمّا فتاة وإمّا امرأة شابّة لم يمضِ على زواجها زمان طويل، تعني اللفظة اليونانيّة فقط “عذراء”. فنبوءة أشعيا تحتوي على معنيين: معنى تاريخي ينطبق على الزمان الذي قيلت فيه، ومعنى نبوي سيتحقّق في المستقبل. فعندما قيلت تلك النبوءة كان آحاز ملك يهوذا في وضع ٍ خطير. فملك السامرة وملك دمشق كانا سائرَين إلى أورشليم ليقيلاه وينصّبا مكانه ملكًا آخر هو “ابن طابئيل” (أش 7/ 6). فأوحى الربّ إلى أشعيا أن يذهب إلى الملك آحاز ويهدّئ من روعه ويعطيه آية تكون له علامة لأمانة الله له وللمواعيد التي أعطاها لداود على لسان النبيّ ناتان وللحماية التي سيمنحها لمملكته واستمرار عرشه (أش 7/ 1-17). فبحسب المعنى التاريخي، تشير هذه الآية إلى ولادة ابن الملك آحاز، هو حزقيّا. و”العلما” هي إذاً زوجة الملك. ولكن من خلال هذا المعنى التاريخيّ يبرز معنىً آخر نبويّ تتضمّنه النبوءة. فمولد وريث للملك آحاز المنحدر من نسل داود قد حدث تتميمًا لقصد الله ووعده. وهذا المولد هو استباق لميلاد المسيح الذي سيرث في النهاية “عرش داود أبيه” (لو1/ 32 – 33). “أجل إنّ أشعيا يشير مباشرة إلى ولادة ابن آحاز، حزقيّا مثلا ً. ومع ذلك فإنّنا نشعر من خلال ما في القول من رهبة، ومن خلال ما في الاسم المُطلق على الطفل من قوّة، بأنّ أشعيا ينظر في هذه الولادة الملكيّة إلى أبعد من الظروف الراهنة، فيرى تدخّلا ً من قبل الله في سبيل إقامة الملك الماسيوي النهائي. إنّ نبوءة عمّانوئيل تتجاوز هكذا تحقيقها المباشر. وبحقّ رأى فيها الإنجيليّون (متى 1/ 23 الذي يستشهد بأش 7/ 14، ومتى 4/ 15-16 الذي يستشهد بأش 8/ 23- و9/ 1)، ومن بعدهم التقليد المسيحيّ، التبشير بميلاد المسيح”. إنّ الترجمة السبعينيّة، التي تعود إلى القرن الثالث قبل المسيح، قد ركّزت على المعنى النبويّ الماسيوي. فما جرى لآحاز ولابنه حزقيّا وكلّ أحداث سنة 735 صارت من الماضي المنسيّ، أمّا المعنى الماسيوي فبقي حاضرًا في أذهان المترجمين. ولذلك باختيارهم لفظة “عذراء” في ترجمتهم، أعطوا تفسيرًا ماسيويًّا لهذه النبوءة، ورأوا فيها إشارة إلى المسيح وأمّه، وإلى ولادة المسيح التي لا يمكن، في نظرهم، إلّا أن تتمّ بمعجزة. هذه الترجمة تنطوي إذاً على تفسير يعود إلى القرن الثالث قبل المسيح وكان شائعًا في بعض الأوساط اليهوديّة، وورد في تلك الترجمة بوحي من الله. وقد كرّس متّى 1/ 23 هذا التفسير إذ رأى فيه نبوءة للحبل البتوليّ بيسوع المسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47743 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء أمّ المسيح المولود في بيت لحم (متى 2/ 1-6؛ ميخا 5/ 1-3) يتكلّم متّى على ميلاد المسيح في بيت لحم، ثمّ يذكر نبوءة لميخا النبيّ تتحدّث عن الموضوع نفسه: “وأنتِ يا بيت لحم، أرض يهوذا، لست الصغرى في مدن يهوذا الرئيسيّة، لأنّه منكِ يخرج زعيم سوف يرعى شعبي إسرائيل، وأصوله منذ القديم، منذ أيّام الأزل. لذلك يتركهم إلى حين تلد الوالدة، فترجع بقيّة إخوته إلى بني إسرائيل، ويقف ويرعى بعزّة الربّ، وبعظمة اسم الربّ إلهه، فيكونون ساكنين، لأنّه حينئذٍ يتعاظم إلى أقاصي الأرض” (مي 5/ 1-3). يتنبّأ هذا النصّ عن أمجاد بيت لحم تلك القرية الوضيعة التي سيولد فيها من سيملك على إسرائيل، وعن أمجاد عشائر يهوذا التي تعيش الآن في البؤس وكأنّ الله قد تخلّى عنها (“لذلك يتركهم”، أي يتركهم الله). ولكنّ الله سيعيد إلى سلالة داود أمجادها القديمة. وهذا ما تعنيه عبارة “أصوله منذ القديم”. فداود يعود إلى بوعز وراعوت (راجع راعوت 4/ 11-21). وذلك سيتحقّق بعد أن “تلد الوالدة”، أي أمّ المسيح. “الوالدة” التي يرد ذكرها في هذا النصّ هي نفسها “علما” أشعيا 7/ 14. فإنّ ميخا معاصر لأشعيا. لذلك يجب القول إنّ هذه اللفظة أيضًا تحتوي على معنيين: الأوّل تاريخي، والثاني نبويّ يدلّ على أمّ المسيح الذي “يقف ويرعى بعزّة الربّ وبعظمة اسم الربّ إلهه”. هذا النصّ هو، على غرار نصّ أشعيا، من النصوص الأساسيّة التي رأى فيها التيّار الماسيوي في العهد القديم نبوءة عن مجيء المسيح. ويعتبر إنجيل متّى تحقيق هذه النبوءة في ميلاد يسوع في بيت لحم، وتأكيدًا أنّ يسوع هو المسيح المنتظر. في هذه النظرة يبدو دور مريم أمّ المسيح مرتبطـًا بتحقيق قصد الله في إرسال المسيح لخلاص البشر. والمسيح لم يأتِ فقط لخلاص الشعب اليهوديّ، بل جاء ليخلّص جميع البشر. وهذا ما تشير إليه رواية المجوس الذين يمثـّلون الشعوب الوثنيّة ومجيئهم من المشرق للسجود للمسيح. فمريم العذراء هي أمّ المسيح الولود في بيت لحم، الذي هو ملك جميع الشعوب ومخلّصها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47744 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء أمّ الربّ (لو1/ 39 – 56) النصّ الرابع الأساسيّ الذي يبـيّن دور مريم العذراء في قصد الله الخلاصيّ هو رواية زيارتها إلى نسيبتها أليصابات، وهي تحمل في أحشائها المسيح الربّ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47745 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() مريم العذراء تابوت العهد “في تلك الأيّام قامت مريم، وانطلقت مسرعة إلى الجبل، إلى مدينة في يهوذا، ودخلت بيت زخريّا وسلّمت على أليصابات. فلمّا سمعت أليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت أليصابات من الرّوح القدس، فصاحت بصوت جهير، وقالت: مباركة أنتِ في النساء، ومبارك ثمرة بطنك. من أين لي أن تأتي أمّ ربّي إليّ. فإنّه عندما بلغ سلامك إلى أذنيّ ارتكض الجنين من الابتهاج في بطني فطوبى للتي آمنت بأنّه سيتِمّ ما قيل لها من قبل الربّ”. ذهبت مريم حاملة حضور الله، كتابوت العهد قديمًا، إلى “مدينة في يهوذا”، يحدّدها العلماء اليوم بأنّها بلدة “عين كارم”، وهي قائمة في الجبال قريبًا من أورشليم. قصدتها مريم لتزور نسيبتها أليصابات امرأة زخريّا. ذهبت مسرعة لتفرح مع أليصابات بالعلامة التي أعطاها إيّاها الملاك: “ها إنّ أليصابات نسيبتك قد حبلت هي أيضًا بابن في شيخوختها. وهذا الشهر هو السادس لتلك التي تُدعى عاقرًا، إذ ليس من أمر يستحيل على الله” (لو 1/ 36-37). ذهبت مسرعة لتبشّر أقاربها، فقراء الربّ، بالبشرى الصالحة، بشرى الخلاص الماسيوي. أمام هذا المشهد يتبادر إلى ذهننا نصّ أشعيا القائل: “ما أجمل على الجبال قدمي المبشرّ المخبر بالسلام القائل لصهيون: قد ملك إلهكِ. أصوات رقبائكِ قد رفعوا أصواتهم وهم يهتفون جميعًا لأنّهم يرون عيانًا الربّ راجعًا إلى صهيون. اندفعي بالهتاف جميعًا يا أخربة أورشليم فإنّ الربّ قد عزّى شعبه وافتدى أورشليم. كشف الربّ عن ذراع قدسه على عيون جميع الأمم فترى كلّ أطراف الأرض خلاص إلهنا” (أش 52/ 7-10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47746 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ذهبت مريم إلى قرب أورشليم لتبشّر شعب الله، في شخص أليصابات وزخريّا، بأنّ وعود الربّ بمجيء المسيح الملك قد تمّت، هذا المسيح الذي “سيملك على بيت يعقوب إلى الأبد” (لو 1/ 32-33)، وتحمل إليه بشرى السلام والسعادة والخلاص. غنّ إسراع مريم وفرحها سيميّزان من بعدها رسالة الرّسل والكنيسة. فالكنيسة، وقد سكن فيها الرّوح القدس، وحملت كلام المسيح وجسده، تسرع فرحة لتنقلهما إلى جميع الناس وتبشّرهم بالسلام والسعادة والخلاص بمجيء ملكوت الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47747 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إنّ دخول مريم إلى بيت زخريّا وسلامها على أليصابات يبدوان تجلّي الله نفسه. وعندما بلغ سلام مريم إلى أذنيّ أليصابات ظهر لها كأنّه صوت آتٍ من عند الله، فارتكض الجنين توحنّا المعمدان في أحشائها. وبذلك تمّ قول ملاخيا النبيّ: “وتشرق لكم، أيّها المستقون لاسمي، شمس البرّ، والخلاص في أشعتّها، فتخرجون وتثبون فرحًا كعجول المعلف” (ملا 3/ 20). يوحنّا المعمدان، وهو يرتكض في بطن أمّه أمام الحاملة المسيح الربّ، يذكّرنا بداود النبيّ الذي راح يثب ويرقص فرحًا أمام تابوت العهد الحامل الله، لدى دخوله أورشليم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47748 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صعود تابوت العهد إلى أورشليم صعود مريم إلى بيت زخريّا (2 صموئيل 6) (لوقا 1) 2 قام داود ومضى بكلّ الشعب الذي معه 39قامت مريم وانطلقت مسرعة من بعلة يهوذا إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا 9 وخاف داود من الرّب في ذلك اليوم 9 “من أين لي هذا وقال: “كيف ينزل تابوت الربّ عندي؟” أن تأتي أمّ ربّي إليَّ” 11 وبقي تابوت الربّ في بيت عوبيد 56 ومكثت مريم عندها نحو أدوم الجتّي ثلاثة أشهر ثلاثة أشهر، ثمّ عادت إلى بيتها 12 فمضى داود وأصعد تابوت العهد بفرح من بيت عوبيد أدوم إلى مدينة داود… 14 وكان داود يرقص ويدور على نفسه 44″ارتكض الجنين من الابتهاج بكلّ قوّته أمام الربّ… في بطني” 15 وأصعد داود وكلّ بيت إسرائيل 42فصاحت (أليصابات) بصوت تابوت الربّ بالهتاف وصوت البوق جهير… إنّ ابن الله المتجسّد في أحشاء مريم هو لأليصابات والجنين الذي في أحشائها مدعاة فرح وابتهاج ماسيويّ، كما أنّ حضور الله في تابوت العهد جعل داود الملك يثب ويرقص. وسلام مريم، بسبب المسيح الذي تحمله، هو كلام الله. وهذا الكلام هو الذي يملأ أليصابات من الرّوح القدس ويوقظ الفرح الماسيويّ في جنينها الذي يمثـّل شعب الله الذي ينتظر خلاص الربّ. مريم تظهر هنا حقًّا أمّ الربّ. الأمّ وابنها متّحدان في الرسالة. كلام الأمّ ينقل كلام ابنها ويمنح الرّوح القدس لأليصابات. هذه الوحدة بين الأمّ وابنها تؤكّد حقيقة التجسّد. كلمة الله أخذ جسدًا من مريم العذراء، إنّه حقًّا ابن مريم، ومريم هي حقًّا أمّ كلمة الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47749 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أليصابات، وقد امتلأت من الرّوح القدس، أنشدت لحضور المسيح في أحشاء مريم، على غرار أولئك الذين كانوا يسبّحون الله أمام تابوت حضوره في المَقدِس. الرّوح القدس يقود قلب الإنسان إلى التسبيح. فلا يسعه إلّا أن يعبّر عن شكره بصوت عظيم. هذا الهتاف الإسختولوجي الذي تطلقه أليصابات أمام ظهور الخلاص النهائيّ في مريم هو هتاف فرح بمجيء المسيح وبكثرة الأبناء الذين سيولدون إلى الإيمان به: “إهتفي أيّتها العاقر التي لم تلد، اندفعي بالهتاف واصرخي أيّتها التي لم تتمخّض فإنّ بني المهجورة أكثر من بني المتزوّجة، قال الربّ” (أش 54/ 1). “يمكننا الخلوص إلى أنّ صورة تابوت العهد، ذاك الموضع الذي فيه يتحقّق بنوع خاص حضور الله في إسرائيل، تظهر في الواقع من خلال رواية لوقا. إنّ مريم التي حبلت بالمسيح هي تابوت العهد الجديد، ذاك الموضع الذي فيه يتمّ حقيقة حضور الله في وسط شعبه. وهكذا يغطـّي لوقا بسلطته كلّ ما ورد في الليترجيّا وعند الآباء من تطبيق للصور الكتابيّة على مريم العذراء وعلاقتها بتابوت العهد وخيمة الموعد والهيكل، ولا سيّما في عيد تقدمة سيّدتنا مريم العذراء إلى الهيكل”. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47750 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مع يسوع فقط سنعرف طعم وقيمة الحياة ، مع يسوع فقط سيكون الفرح زائر دائم على قلوبنا ووجوهنا ، مع يسوع فقط ستشع أرواحنا بالمحبة النقية لكل إخوتنا البشر .. فأبقوا مع يسوع .. تصبحون على نور يسوع … ![]() |
||||