![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47471 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شمس البر والشفاء فى أجنحتها ربنا يسوع المسيح الذى كان معلقاً على الصليب وذراعاه ممدودتان كان هو شمس البر المجنحة لليمين ولليسار وهو ينادى قائلاً: “تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال وأنا أريحكم” (مت11: 28). فقد كان -على الصليب- يمثل أحضان الله المفتوحة، كما يمثل النور الذى أشرق على عالم مظلم سيطرت عليه الخطية فجاء هو نوراً للعالم وأضاء للخطاة لكى يتوبوا ويبدأوا حياة جديدة مع الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47472 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التحرر من سيطرة الشيطان كثير من الخطاة الذين كانت عليهم أرواح شريرة تحرروا من سلطان الشيطان على يدى السيد المسيح. فقد أخرج من مريم المجدلية مثلاً سبعة شياطين.. والمجنون الأعمى والأخرس أخرج منه ستة آلاف شيطان. لأن الشيطان قال: “اسمى لجئون لأننا كثيرون” (مر5: 9). ولجئون معناها كتيبة قوامها ستة آلاف جندى. ولذلك لما خرج هذا اللجئون من الإنسان ودخل فى قطيع الخنازير الضخم، اندفع القطيع من الجرف إلى البحر. وكان نحو ألفين. فاختنق ومات (انظر مر5: 12، 13). كان هذا لكى نعرف كيف كان للشيطان سلطان على الإنسان المسكين، ذلك الذى جاء السيد المسيح ليحرره. “وكانت شياطين أيضاً تخرج من كثيرين وهى تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن الله” (لو4: 41) وكانت تصرخ أيضاً قائلة: “مالنا ولك يا يسوع ابن الله. أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا” (مت8: 29). فكانت جحافل الظلمة تهرب من أمام وجهه. ولهذا قال لهم: “إن كنت لست أعمل أعمال أبى فلا تؤمنوا بى” (يو10: 37). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47473 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نور أشرق هو نور، وقد أشرق فعلاً فلا يستطيع أى شيطان أن يقف فى طريقه.. وكان هذا النور يزحف وفى زحفه تهرب الظلمة وتنهزم أمامه. ففى كل مكان كان يذهب إليه السيد المسيح كانت مملكة الشيطان تهتز. ولذلك قال اليهود: “ما هو هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه” (مر1: 27). بهتت الجموع من إخراج الشياطين لأنه لم يقدر أى نبى قبل السيد المسيح أن يخرج شيطاناً من إنسان. لهذا قال السيد المسيح لليهود: “إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله” (مت12: 28). وقد تاب كثير من الخطاة على يدى السيد المسيح مثل: المرأة الخاطئة التى غسلت رجليه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها (انظر لو7: 36-50). وزكا العشار الظالم المحب للمال (انظر لو19: 1-10). ولاوى الذى كان جالساً عند مكان الجباية “فقال له اتبعنى” (مر2: 14) فقام وتبعه تاركاً كل شئ. والمرأة الزانية التى “أُمسكت وهى تزنى فى ذات الفعل.. فقال لها يسوع ولا أنا أدينك اذهبى ولا تخطئى أيضاً” (يو8: 4، 11). إن ما حدث كان عبارة عن حالة زحف عجيب جداً..!! حياة تسرى على وجه الكرة الأرضية مثل نور الصباح إذا أشرقت الشمس، أو مثل النار إذا اشتعلت فى حقل تبن فلا يستطيع أحد أن يطفئها. ولذلك شعر الشيطان إن مملكته أصبحت فى خطر.. فلم يكن أمامه إلا حل واحد فقط وهو أن يتآمر على قتل السيد المسيح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47474 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الحل الوحيد لم يستطع الشيطان أن يقف صامتاً وهو يرى حصونه المنيعة تدك الواحدة تلو الأخرى. فقد كانت حصونه تنهار وتتساقط، وصورته هو وجنوده الشياطين تهتز فى نظر الجميع، لأنه عجز عن الدفاع عن مملكته. فلم يجد أمامه وقتئذ، إلا حلاً واحداً وهو أن يتآمر على قتل السيد المسيح.. وبالرغم من خوفه هو شخصياً من قتل السيد المسيح لأن النبوات قد أشارت إلى أنه بقتل السيد المسيح يتم الخلاص والفداء إلا أنه لم يجد أمامه حلاً آخر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47475 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() بين نارين كان الشيطان كمن هو قائم بين نارين: نار النبوات التى تقول “الرب وضع عليه إثم جميعنا” (إش53: 6) و”جعل نفسه ذبيحة إثم” (إش53: 10) و”مجروح لأجل معاصينا” (إش53: 5)، ونار الهزيمة التى كان ينهزم بها أمام السيد المسيح. أما السيد المسيح فقد كان يخفى ألوهيته فى بعض المواقف، ويظهر شيئاً من الضعف البشرى لكى يجعل الشيطان يفقد حذره. فكان يتعب من المشى مثلاً، أو يجوع ويعطش. فحينما كان الشيطان يرى منه ذلك كان يطمئن ويظن أن فى إمكانه التخلّص من السيد المسيح. وإذ رآه يبكى عند قبر لعازر تشجّع أن يكمل المؤامرة التى بدأها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47476 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا يغامر الشرير ؟ لماذا يحب الشرير أن يغامر فى مؤامراته؟.. يغامر الشرير لأن قوة الحقد التى فى داخله أقوى من قوة الحذر المحيطة به. فهو يشعر أنه يخاطر، لكنه لا يستطيع ألا يدخل فى المخاطرة. لأن الغيظ والحقد والكراهية تعمى بصره عن أن يحذر فيما هو مزمع أن يفعله..!! وهذا ما حدث فعلاً: فقد هيّج الشيطان اليهود وكثير من الأشرار. ووضع فى قلب يهوذا الإسخريوطى أن يسلِّم سيده وتمم المؤامرة وتم الصلب، حيث تم الفداء. فعلى الصليب سحق السيد المسيح كل مملكة الشيطان، وهزمه فى عقر داره. وهناك فى الجحيم حطّم المتاريس وأطلق المسبيين وأصعدهم إلى السماء الثالثة أو الفردوس. ثم عاد من الفردوس ليقوم من الأموات فى اليوم الثالث وظهر لتلاميذه مؤكداً أن قوة الحياة التى فيه هى أقوى من الموت الذى لنا. وقال لتلاميذه إنه سوف يمضى لكى يعد لهم ملكوتاً أبدياً سوف يستعلن فى مجيئه الثانى، حينما يأتى ليدين العالم كله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47477 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان؟ يقول القديس بولس الرسول: “لأن لو عرفوا لَما صلبوا رب المجد” (1كو2: 8).. لو تأكد الشيطان أن يسوع هو الله الظاهر فى الجسد لَما تجاسر أن يصلبه.. لو ظهر السيد المسيح بملء مجده الإلهى لَما احتمل البشر أن يبصروه. لأنه قال لموسى النبى حينما أراد أن يرى ملء مجده: “لا تقدر أن ترى وجهى، لأن الإنسان لا يرانى ويعيش” (خر33: 20). لذلك التحف السيد المسيح بالناسوتية ليخفى مجده حينما تجسد ووُجد فى الهيئة كإنسان. لقد احتار الشيطان فى فهم سر التجسد بدءًا من إخلاء الله الكلمة لنفسه ليأخذ صورة عبد. ومروراً بكل ما ظهر به السيد المسيح من التواضع فى ميلاده، وهروبه إلى مصر، وحياته البسيطة البعيدة عن مظاهر العظمة، وفى صومه على الجبل، وفى حزنه، وصلاته، وفى أن ينسب لنفسه عدم المعرفة بشأن اليوم الأخير ( بحسب إنسانيته) وهو العالِم بكل شئ (بحسب لاهوته). لقد أصيب الشيطان بالارتباك فكلما شعر أن السيد المسيح هو ابن الله أو قدوس الله يعود فيحتار من تواضعه العجيب خاصة فى مسألة المعرفة. لهذا فقد تجاسر بحماقته وغامر فى إتمام مؤامرة صلب السيد المسيح وابتلعت السمكة الطُعم المخفى فيه صنارة قوية أنهت جميع أحلامها وتمت المقاصد الإلهية فى فداء وتحرير البشر من سلطان الشيطان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47478 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيف أخفى السيد المسيح لاهوته عن الشيطان؟ هذا الأمر كان فى كل مراحل حياة السيد المسيح من ميلاده إلى موته على الصليب.. كان الشيطان فى حيرة وارتباك عظيمين منذ ميلاد السيد المسيح وما صاحب هذا الميلاد من مظاهر الاتضاع والعظمة فى آنٍ واحد. فميلاده من عذراء بسيطة متواضعة فى حظيرة للخراف كطفل مقمّط مضطجع فى مزود؛ كان فى تقديره لا يتناسب مع عظمة الإله الكلمة المتجسد. مجرد ميلاده كطفل محتاج للرعاية كان ضد فكر العظمة لدى الشيطان. ولكن تسابيح جماهير الملائكة فى السماء بعد ظهور الملاك للرعاة الساهرين، هذه التسابيح قد أربكت الشيطان وشعر أن المولود ليس إنساناً عادياً. وعموماً فإن فكرة أن يُخلى الابن الوحيد نفسه من مجده الإلهى لكى يتجسد من عذراء، ويأخذ صورة عبد “الذى إذ كان فى صورة الله لم يحسب مساواته لله اختلاساً لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً فى شبه الناس وإذ وُجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب” (فى2: 6-8).. فكرة إخلاء الذات فى حد ذاتها كانت بعيدة جداً عن حسابات الشيطان الممتلئ غروراً وكبرياءً. وحقيقة أن السيد المسيح يخفى مجده المنظور عندما تجسد آخذاً صورة عبد؛ كانت فوق تصوُّر الشيطان. لهذا ارتبك الشيطان عند ميلاد السيد المسيح ولم يقدر أن يحدد طبيعة المولود الحقيقية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47479 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المجوس والنجم وهيرودس ![]() جاء المجوس للسجود للسيد المسيح بإرشاد النجم المعجزى الذى قادهم إلى البيت حيث كان الصبى فسجدوا له وقدّموا هداياهم ذهباً ولباناً ومُرّاً. كان لتلك الأحداث وقع سيئ على الشيطان الذى بدأ يشعر بخطورة المولود “ملك اليهود” (مت 2: 2). ولكنه عندما وجد القديس يوسف يأخذ الصبى وأمه ويهرب إلى مصر من وجه هيرودس الملك شعر أن المولود لا يمكن أن يكون هو ملك الملوك ورب الأرباب. لأنه بحسب فكره: كيف يهرب العظيم من أحد عبيده مثل هيرودس الملك؟ هل يمكن أن يهرب الرب الذى الكل خاضع بعنق العبودية تحت خضوع قضيب ملكه؟ هذا الأمر حيّر الشيطان جداً، إذ لم يفهم أن هروب السيد المسيح إلى مصر كان ضمن خطته الإلهية فى مباركة أرض مصر وشعبها وزعزعة مملكة الشيطان هناك، ولم يفهم أن الهروب إلى مصر كان مرتبطاً بمذبحة أطفال بيت لحم وما قيل عنها من نبوات وما تحمله من رموز، وإن الهروب إلى مصر كان لسبب أن الصليب هو طريق المسيح المولود إلى إتمام الفداء بعد عماده فى نهر الأردن، وبعدما يختار تلاميذه ويعلّمهم ويعلّم الجموع، ويكرز بالإنجيل، ويصنع المعجزات، ويعمل كل ما عمله لتأسيس الكنيسة. فكيف يمكن لطفل مولود أن يفعل كل ذلك ويكون معلّماً وقائداً روحياً، أو أن يحمل الصليب فى الطريق إلى الجلجثة، ولماذا؟ إذن كان من الطبيعى أن يؤجّل السيد المسيح مسألة ذبحه إلى أن يكبر فى السن – بحسب إنسانيته- ويصنع كل ما صنع متمماً نبوات الأنبياء. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47480 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إن كنت ابن الله؟ كان الشيطان فى ارتباك –كما قلنا- فى كل مراحل حياة وخدمة السيد المسيح. وظهر ذلك الارتباك أيضاً حينما سمح له السيد المسيح أن يجرّبه بعد صومه الطويل على الجبل فقال له الشيطان: “إن كنت ابن الله فقل أن تصير هذه الحجارة خبزاً” (مت4: 3). وقال أيضاً: “إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل” (مت4: 6). ظل هذا السؤال “إن كنت ابن الله؟” يتردد فى روع الشيطان إما يردده هو، أو يدفع الآخرين لترديده؛ مثلما قال قداسة البابا شنودة الثالث –أطال الرب حياة قداسته- عن هذا السؤال: {ويُرفع المسيح على الصليب والشيطان ما يزال معذباً فى شكوكه، وإذ أخفى الرب عنه قوته ما يزال يسأل سؤاله القديم: “إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب” (مت 27: 40)}. وبالرغم من أن الشيطان حينما رأى معجزات السيد المسيح قد صرخ قائلاً: “أنا أعرفك من أنت: قدوس الله” (مر1: 24)، إلا أنه عاد فشك فى ذلك حينما كان السيد المسيح يتصرف بطريقة إنسانية طبيعية مثل أنه يصلى إلى الآب، أو أن يحتمل قول اليهود عنه أنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين، أو أن يتكلم عن آلامه وصلبه وموته بواسطة الأشرار. مثلما كتب قداسة البابا عن شك الشيطان فى لاهوت السيد المسيح بعد أن ادّعى أنه قد عرفه من هو {ولكنه يسمع الرب بعد ذلك مباشرةً يُظهر لتلاميذه أنه ينبغى أن يذهب إلى أورشليم “ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفى اليوم الثالث يقوم” (مت16: 21) فيتعجب كيف يكون هو ابن الله ويتألم ويُقتل؟!}. وقد شرح قداسة البابا شنودة الثالث سبب إخفاء السيد المسيح قوة لاهوته عن الشيطان فقال: {فى الواقع إنه من أبرز الأسباب التى تجعل البعض يظن أن السيد المسيح كان ضعيفاً هو أن الرب كان باستمرار يخفى قوته. كان يخفيها من باب الاتضاع، وكان أيضاً يخفيها عن الشيطان لدرجة أن الشيطان كان يقف متحيراً أمام حقيقة المسيح يسأل نفسه أهو حقاً المسيح أم أنه ليس هو؟ “يا ترى هو واللا مش هو؟”. ولم يكن من الصالح أن يعرف الشيطان حقيقة المسيح لئلا يبذل جهده لعرقلة عمل الفداء لأن الشيطان لا يحب خلاص العالم وكان يتمنى أن ذلك لا يتم}. ثم استطرد قداسة البابا شنودة الثالث –أطال الرب حياة قداسته- وعرض كثير من الأمثلة لهذا الشك الذى وقع فيه الشيطان نتيجة لإخفاء الرب قوته الإلهية عنه وأورد ذلك كله فى كتاب “مجموعة تأملات فى أسبوع الآلام” فى الصفحات من 67 إلى 75 وهى نفسها التى أوردها فى الكتاب الثانى من هذه الكتب بعنوان “لك القوة والمجد” فى الصفحات من 37 إلى 49. وسوف نجد فى هذه الأمثلة الكثير والكثير مما نستفيد منه فى فهم هذا الموضوع العقائدى المهم. |
||||