![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 47461 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا كان ينبغى أن يموت مذبوحاً؟ لأنه “بدون سفك دم لا تحصل مغفرة” (عب9: 22) فلو مات السيد المسيح مخنوقاً أو غريقاً أو بالحرق بالنار لما أمكن أن يقال عنه “لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا” (1كو5: 7). والسيد المسيح لم تكسر ساقيه على الصليب مثل اللصين اللذين اختنقا عندما تدليا من ذراعيهما. بل سلّم السيد المسيح الروح نتيجة النزيف الحاد من الجراحات الخارجية كالمسامير وإكليل الشوك والجلد، والجراحات الداخلية التى نشأت عن جَلد القفص الصدرى بأعصاب البقر المدلاة فى أطرافها قطع من المعدن أو العظام التى تمزق الشرايين المحيطة بالقفص الصدرى داخلياً تحت الجلد بجوار الضلوع عندما يلتف الكرباج حول الصدر أثناء الجلد على الظهر. لذلك حينما طعن الجندى السيد المسيح بعد ذلك بالحربة فى جنبه كان صدره ممتلئاً من الدماء والماء. الدم أولاً حيث يترسب الهيموجلوبين، والماء بعد ذلك حيث البلازما، والمياه الناشئة عن الارتشاح (الأوديما). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47462 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الصليب هو العرش قال المزمور “الرب قد ملك على خشبة” (مز95: 10) والخشبة هى خشبة الصليب. ويقول المزمور أيضاً “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك” (مز44: 6) إن قضيب ملكه هو أيضاً خشبة الصليب. والسيد المسيح قد قال: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28)، وقال أيضاً: “أنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلىّ الجميع” (يو12: 32). الصليب له أربعة أذرع مثل العرش الإلهى الذى تحيط به الأحياء الأربعة غير المتجسدين؛ شبه الإنسان ويرمز إلى التجسد، وشبه العجل ويرمز إلى الذبيحة (الصلب)، وشبه الأسد ويرمز إلى القيامة، وشبه النسر ويرمز إلى الصعود. كما أنها ترمز إلى الأناجيل الأربعة: متى ولوقا ومرقس ويوحنا بنفس الترتيب المذكور عن الأحياء غير المتجسدين. فى الصليب نرى بوضوح الذبيحة ولكننا نرى بعين التأمل التجسد والقيامة والصعود. فالمصلوب هو الرب المتجسد، وهو الرب المذبوح، وهو الرب القائم (لأنه مذبوح وقائم على الصليب)، وهو الرب الصاعد (لأنه معلق بين السماء والأرض). القيامة والصعود لم يكونا قد حدثا بعد ولكننا نراهما فى الصليب بعين التأمل، كما أننا نؤمن بقلوبنا أن المصلوب قد قام وصعد إلى أعلى السماوات. إن الصليب ذا الأذرع الأربع يشير إلى الخلاص الذى امتد من مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب. لذلك نقول فى صلاة الساعة السادسة {صنعت خلاصاً فى وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب، فلهذا كل الأمم تصرخ قائلة: المجد لك يا رب}. إن الصليب هو ينبوع للتأمل، وعليه حمل الرب لعنة خطايانا ومحاها بالصليب إذ أوفى الدين الذى علينا وقدّم نفسه عوضاً عن الجميع. فما أجمل أن نضع الصليب أمام أعيننا على الدوام لأنه يذكرنا بحب الله الآب الذى بذل ابنه الوحيد لأجل خلاصنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47463 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الذبيحة المقبولة قدّم السيد المسيح نفسه على الصليب ذبيحة مقبولة لله أبيه، نسيم رائحة طيبة “لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عِجلَةٍ مرشوشٌ على المنجسين يقدّس إلى طهارة الجسد. فكم بالحرى يكون دم المسيح الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب يطهّر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحى” (عب9: 13، 14). عن هذه الذبيحة المقبولة قال السيد المسيح لنيقوديموس قبل صلبه بمدة طويلة: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16). وقال السيد المسيح أيضاً عن نفسه مشيراً إلى رسالته الخلاصية التى سوف يبذل فيها نفسه عن شعبه: “أنا هو الراعى الصالح. والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف.. لهذا يحبنى الآب لأنى أضع نفسى لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى. لى سلطان أن أضعها، ولى سلطان أن آخذها أيضاً. هذه الوصية قبلتها من أبى” (يو10: 11، 17، 18). والشئ العجيب أن إيلين هوايت نبية السبتيين الأدفنتست المزعومة تدّعى أن السيد المسيح لم يكن واثقاً من قبول الآب لذبيحته على الصليب، وحتى بعد القيامة، وعند صعوده ودخوله إلى السماوات. ففى كتابها المشهور بعنوان “مشتهى الأجيال” وعلى صفحة 714، صفحة 715 فى الطبعة الثالثة للترجمة العربية والتى طبعت فى مصر، فى الفصل الثامن والسبعين بعنوان “موت على قمة جبل” عن صلب السيد المسيح، كتبت تقول [اعتصر الشيطان بتجاربه القاسية قلب يسوع. ولم يستطع المخلّص أن يخترق ببصره أبواب القبر. ولم يصوّر له الرجاء أنه سيخرج من القبر ظافراً، ولا أخبره عن قبول الآب لذبيحته. وكان يخشى أن تكون الخطية كريهة جداً فى نظر الله بحيث يكون انفصال أحدهما عن الآخر أبدياً.. ذُهل الملائكة وهم يرون عذابات المخلص ويأسه. وحجب الأجناد السماويون وجوههم حتى لا يروا ذلك المنظر المخيف]. وفى حديثها عن قيامة السيد المسيح صفحة 748 [رفض يسوع قبول الولاء من أتباعه حتى أيقن أن الآب قد قبل ذبيحته]. وفى حديثها عن صعود السيد المسيح واشتياق الملائكة للاحتفاء بنصرته وتمجيد مليكهم صفحة 788 [غير أنه يشير عليهم بالتنحى جانباً. لم يأت الوقت بعد. إنه لا يستطيع أن يلبس إكليل المجد أو ثوب الملك]. إن القديس بولس الرسول يتحدث عن وعد الله بإتمام الفداء بأنه أمر لا يمكن تغييره. وأن الرب قد أقسم بنفسه. وأن الله لا يكذب. وأن الرجاء هو كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة. كتب إلى العبرانيين يقول: “فإنه لما وعد الله إبراهيم إذ لم يكن له أعظم يقسم به أقسم بنفسه.. فلذلك إذ أراد الله أن يظهر أكثر كثيراً لورثة الموعد عدم تغيّر قضائه توسَّط بقسم. حتى بأمرين عديمى التغير لا يمكن أن الله يكذب فيهما تكون لنا تعزية قوية نحن الذين التجأنا لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا؛ الذى هو لنا كمرساة للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب، حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائراً على رتبة ملكى صادق رئيس كهنة إلى الأبد” (عب6: 13، 17-20). كيف تدّعى إيلين هوايت أن الرجاء لم يخبر يسوع عن قبول الآب لذبيحته وهو معلق على الصليب؟!!.. إذا كان الله قد أقسم بنفسه على إتمام الفداء فكيف يقال أن السيد المسيح لم يكن واثقاً من هذا الأمر؟!!.. وإذا كان الرجاء هو مرساة للنفس للمؤمن العادى فكيف يقال أن رب المجد يسوع المسيح لم يخبره الرجاء عن قبول الآب لذبيحته؟!!.. إن الهدف الواضح من وراء هذه العبارات البشعة هو تحطيم صورة السيد المسيح باعتبار أنه هو “الله الظاهر فى الجسد”، وأنه هو “رجاء الأمم”. ويستطرد معلمنا بولس الرسول مؤكداً ارتباط الرجاء بالقَسَم الإلهى فيقول: “فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها. إذ الناموس لم يكمل شيئاً. ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله. وعلى قدر ما إنه ليس بدون قسم. لأن أولئك بدون قسم قد صاروا كهنة، وأما هذا فبقسم من القائل له أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق. على قدر ذلك قد صار يسوع ضامناً لعهدٍ أفضل” (عب7: 18-22). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47464 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() هيّأت لى جسداً إن النبوات التى ذكرت فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير، كانت تحمل كثير من البراهين على قبول الآب لذبيحة ابنه الوحيد. بل تكلم المزمور (مز 39) (حسب الترجمة القبطية) على لسان السيد المسيح مؤكداً أن هذا هو مكتوب عنه فى نفس نص النبوة وليس عند أو بعد إتمامها. فعبارة “مكتوب عنى” وردت فى المزمور نفسه. وقد اقتبس القديس بولس الرسول نص المزمور من الترجمة السبعينية فقال عن السيد المسيح: “لذلك عند دخوله إلى العالم يقول: ذبيحة وقرباناً لم ترد ولكن هيّأت لى جسداً. بمحرقات وذبائح للخطية لم تسر. ثم قلت هأنذا أجيء فى درج الكتاب مكتوب عنى لأفعل مشيئتك يا الله.. ينزع الأول لكى يثبت الثانى. فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة” (عب10: 5-7، 9، 10). فإذا كان السيد المسيح قد أنبأ فى المزمور أنه بذبيحة جسده سوف يبطل الذبائح الحيوانية التى للعهد القديم لأن الآب لم يسر بهذه الذبائح، بل هيأ له جسداً، فكيف يقال أنه لم يكن واثقاً من قبول الآب لذبيحته؟!!.. ألم يقل إشعياء النبى “كشاة تساق إلى الذبح.. جعل نفسه ذبيحة إثم.. ومسرة الرب بيده تنجح.. من أجل أنه سكب للموت نفسه” (إش53: 7، 10، 12). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47465 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العهد الجديد قال معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين عن السيد المسيح: “ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضاً لعهد أعظم قد تثبّت على مواعيد أفضل” (عب8: 6). والمقصود بالعهد الأعظم هو العهد الجديد لهذا يقول: “فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب موضع لثانٍ. لأنه يقول لهم لائماً: هوذا أيام تأتى يقول الرب حين أكمّل مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهداً جديداً” (عب8: 7، 8). إذن فقد ذكر الرب فى أسفار العهد القديم فى نبوة أرميا النبى (انظر أر31: 31) العهد الجديد الذى سوف يصنعه الرب مع شعبه ويختلف عن العهد القديم فى طبيعته وفى مداه ونتائجه. العهد القديم قام على أساس الرمز فقط بالذبائح الحيوانية. أما العهد الجديد فقد تأسس على ذبيحة المسيح الفائقة القيمة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47466 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العهد القديم تم بدم الذبائح الحيوانية أما العهد الجديد فهو بدم المسيح. لذلك أكمل معلمنا بولس الرسول كلامه عن السيد المسيح كرئيس كهنة: “ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً” (عب 9: 12). ويشير أيضاً إلى أهمية الدم فى التطهير سواء فى العهد القديم على سبيل الرمز أو فى العهد الجديد على سبيل المرموز إليه والذى به يتم مفعول الرمز على أساس الوعد، فيقول “فمن ثم الأول أيضاً (أى العهد الأول) لم يكرس بلا دم. لأن موسى بعدما كلّم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس، أخذ دم العجول والتيوس مع ماء وصوفاً قرمزياً وزوفا ورش الكتاب نفسه وجميع الشعب. قائلاً هذا هو دم العهد الذى أوصاكم الله به. والمسكن أيضاً وجميع آنية الخدمة رشها كذلك بالدم. وكل شئ تقريباً يتطهّر حسب الناموس بالدم. وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة” (عب9: 18-22). فكيف رسم السيد المسيح العهد الجديد، وكيف أسسه وأعطاه لكنيسته المحبوبة؟ بالطبع لقد تأسس العهد الجديد على ذبيحة السيد المسيح التى قدّمها على صليب الجلجثة وعلى دمه الذى سفك على الصليب من أجل مغفرة خطايا الكثيرين. وقد أوضح القديس بولس الرسول ذلك بقوله للعبرانيين: “لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدّس إلى طهارة الجسد. فكم بالحرى دم المسيح، الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب يطهّر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحى” (عب9: 13، 14). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47467 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() العشاء الربانى والقداس الإلهى وقد ارتبط العشاء الربانى بذبيحة الصليب ارتباطاً وثيقاً، لأنه هو امتداد لذبيحة الصليب فى ليلة الآلام وما بعد قيامة الرب من الأموات. قال السيد المسيح لتلاميذه عن الكأس وقت تأسيس سر الشكر (الإفخارستيا): “هذه الكأس هى العهد الجديد بدمى الذى يسفك عنكم” (لو22: 20). وهكذا نرى بوضوح ارتباط العهد الجديد بدم المسيح الذى سفك على الصليب. ولكننا ينبغى أن نلاحظ أيضاً كيف ربط السيد المسيح بين كأس الإفخارستيا (سر الشكر) وبين دمه والعهد الجديد إذ قال: “هذه الكأس هى العهد الجديد بدمى” (لو22: 20، 1كو11: 25). إذن فإن استمرارية العهد الجديد تتوقف على استمرارية كأس الإفخارستيا بدم المسيح الحقيقى فى الكنيسة. لأن السيد قال: “هذه الكأس هى العهد الجديد بدمى” ولم يقل فقط “العهد الجديد بدمى”. فالكنيسة التى لا يوجد فيها دم المسيح الحقيقى الذى سفك على الصليب، لا يصح أن تدّعى أنها تحيا العهد الجديد وتتمتع بفاعليته ونتائجه. لهذا أمر السيد المسيح تلاميذه قائلاً: “اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى” (1كو11: 25). وهو أمر تكليف للآباء الرسل ولجميع كهنة العهد الجديد أن يصنعوا ويقيموا تذكار موت الرب وقيامته فى الإفخارستيا. وقال معلمنا بولس الرسول: “فإنكم كلّما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء” (1كو11: 26). إننا فى القداس الإلهى لا نتذكر فقط موت الرب المحيى على الصليب، بل نتذكر أيضاً قيامته المقدسة وصعوده إلى السماوات ومجيئه الثانى فى اليوم الأخير {نصنع ذكرى آلامه المقدسة وقيامته من الأموات وصعوده إلى السماوات وجلوسه عن يمينك أيها الآب وظهوره الثانى الآتى من السماوات المخوف المملوء مجداً} (القداس الباسيلى). لهذا قال “تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء “وعبارة “يجيء” تشير إلى من قام وصعد حياً وسوف يجيء فى مجده الذى هو أيضاً مجد أبيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47468 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كهنوت على رتبة ملكى صادق إن الوعد الإلهى بالنبوة عن كهنوت السيد المسيح هو: “أقسم الرب ولن يندم؛ أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكى صادق” (عب7: 21). فكيف يكون كهنوته على رتبة ملكى صادق إلا إذا كانت ذبيحة الإفخارستيا هى نفسها ذبيحة الصليب ومنها تستمد وجودها وفاعليتها. أى هى امتداد واستعلان سرائرى لذبيحة الصليب التى تم بها الفداء. إن تقدمة ملكى صادق كانت خبزاً وخمراً وكما قال قداسة البابا شنودة الثالث-أطال الرب حياته- إن كهنوت السيد المسيح لا يمكن أن يكون على طقس وترتيب ملكى صادق إلا إذا كان مرتبطاً بتقدمة الخبز والخمر فى سر الإفخارستيا. وهو أيضاً رئيس كهنة لأن كهنة العهد الجديد يخدمون تقدمة الإفخارستيا فى سر القربان المقدس فى القداس الإلهى. وإلا كيف يكون هو رئيس كهنة بدون كهنة للعهد الجديد؟ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47469 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل يحتاج إلى ذبيحة عن نفسه؟! أبرز القديس بولس الرسول الفرق الشاسع بين كهنوت السيد المسيح والكهنوت اللاوى أى كهنوت رؤساء كهنة اليهود من نسل هارون. فمن جهة أوضح أن ذبائح العهد القديم الحيوانية لا تستطيع أن تخلّص الإنسان من الهلاك الأبدى. أما ذبيحة السيد المسيح الذى بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب فهى القادرة أن تكفّر عن خطايا البشر. ومن جهة أخرى أوضح أن كهنوت السيد المسيح هو بقسم من الآب وإلى الأبد. أما الكهنوت الهارونى فهو بدون قسم وليس إلى الأبد. كما أوضح أن رؤساء الكهنة من نسل هارون كانوا “كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء” (عب7: 23)، أما السيد المسيح باعتباره رئيس الكهنة الأعظم فهو حى إلى الأبد ولا يحتاج إلى بديل ليحل محله. وأوضح أيضاً أن رؤساء كهنة العهد القديم كانوا يقدّمون ذبائح أولاً عن أنفسهم ثم عن خطايا الشعب، أما السيد المسيح فلم يقدّم ذبيحة أولاً عن نفسه ثم ذبائح عن خطايا الشعب، بل قدّم نفسه مرة واحدة ليغفر خطايا شعبه. لأنه هو نفسه لم يكن محتاجاً إلى ذبيحة عن نفسه. ولذلك كتب القديس بولس الرسول يقول فى رسالته إلى العبرانيين عن السيد المسيح: “الذى ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولاً عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب، لأنه فعل هذا مرة واحدة، إذ قدّم نفسه” (عب7: 27). واستطرد قائلاً: “فإن الناموس يقيم أناساً بهم ضعف رؤساء كهنة. وأما كلمة القسم التى بعد الناموس فتقيم ابناً مكملاً إلى الأبد” (عب7: 28). إذن لم يكن السيد المسيح محتاجاً أن يقدم ذبيحة عن نفسه لأنه هو “قدوس القدوسين” (دا 9: 24) الذى بلا خطية وحده. فهو بالطبع لم يرث خطية آدم، ولم يكن لديه أى ميل للخطية، ولم تكن إمكانية الخطية مفتوحة بالنسبة له على الإطلاق. بل بارك طبيعتنا فيه حينما أخذ ناسوتاً بشرياً من العذراء القديسة مريم بفعل الروح القدس وجعله واحداً مع لاهوته منذ اللحظة الأولى للتجسد الإلهى. وقال لها الملاك: “الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لو1: 35). لقد شابهنا السيد المسيح فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها. وكانت طاعته الكاملة للآب فى الجانب الإيجابى أى فى أنه حمل خطايا غيره ودفع ثمن عقوبتها وهو برئ “لأنه فيما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين” (عب2: 18). لهذا قال معلمنا بولس الرسول: “فإن الناموس يقيم أُناساً بهم ضعف رؤساء كهنة. وأما كلمة القسم التى بعد الناموس فتُقيم ابناً مكملاً إلى الأبد” (عب7: 28). أى أن رؤساء كهنة العهد القديم فى الكهنوت الهارونى كان بهم ضعف بسبب وراثتهم الخطية الأصلية من أبوينا الأولين آدم وحواء. ولذلك كان على رئيس الكهنة الهارونى “أن يقدّم ذبائح أولاً عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب” (عب7: 27). أما السيد المسيح فلأنه كان خالياً تماماً من ضعفات الخطية فلم يقدم ذبائح عن نفسه أولاً ثم عن خطايا الشعب، بل قدّم نفسه ذبيحة واحدة كاملة عن خطايا الشعب تكفى للتكفير عن خطايا العالم كله لكل من يؤمن وينال العماد المقدس. لهذا قال عن السيد المسيح: “لأنه فعل هذا مرة واحدة. إذ قدّم نفسه” (عب7: 27). إن هذه المنظومة الجميلة المتناظرة التى قدّمها بولس الرسول صارت كما يلى: المسيح ليس فيه ضعف وقدّم نفسه مرة واحدة، أما رؤساء كهنة اليهود فبهم ضعف فيقدمون ذبائح عديدة. المسيح “حى” (عب7: 25) لذلك فهو رئيس الكهنة الأعظم الدائم إلى الأبد، أما رؤساء كهنة اليهود “قد صاروا كهنة كثيرين من أجل منعهم بالموت عن البقاء” (عب7: 23). المسيح أخذ كهنوته بقسم على رتبة ملكى صادق، أما رؤساء كهنة اليهود فبدون قسم على رتبة هارون. المسيح قدّم ذبيحة كاملة “بروح أزلى قدّم نفسه لله بلا عيب” (عب9: 14)، أما رؤساء كهنة اليهود فكانوا يقدمون قرابين وذبائح حيوانية “لا يمكن من جهة الضمير أن تكمل الذى يخدم” (عب9:9). المسيح دخل إلى الأقداس السماوية، أما رؤساء كهنة اليهود فكانوا يخدمون شبه السماويات فى الخيمة أو فى هيكل سليمان. لهذا قال: “فلو كان بالكهنوت اللاوى كمال -إذ الشعب أخذ الناموس عليه- ماذا كانت الحاجة بعد إلى أن يقوم كاهن آخر على رتبة ملكى صادق، ولا يقال على رتبة هارون” (عب7: 11). هذا هو كهنوت السيد المسيح، كهنوت العهد الجديد الذى يخدم ذبيحة الإفخارستيا بالخبز والخمر على طقس ملكى صادق؛ الذى قدّم خبزاً وخمراً فى زمانه كما قدّم السيد المسيح جسده ودمه لتلاميذه فى ليلة آلامه وقال لهم: “هذا هو جسدى.. هذا هو دمى الذى للعهد الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين” (مر14: 22، 24)، “اصنعوا هذا لذكرى” (1كو11: 24، لو22: 19). وبهذا الكهنوت فى سر القربان المقدس يكون السيد المسيح هو رئيس الكهنة الأعظم، أما الكهنة فى رتبهم المتنوعة فهم خدام سر الإفخارستيا. وعموماً هم وكلاء أسرار الله. فالسيد المسيح هو رأس الكنيسة الجامعة، أما الآباء البطاركة فهم رؤساء الكنائس المحلية حسب كراسيهم الرسولية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 47470 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() شمس البر الشافية قال السيد المسيح: “أنا قد جئت نوراً إلى العالم حتى كل من يؤمن بى لا يمكث فى الظلمة” (يو12: 46) وقال أيضاً: “أنا هو نور العالم. من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة” (يو8: 12). استطاع السيد المسيح أن يغيِّر حياة الكثيرين ويجعلهم يتركون حياة الشر والخطية ويحوّلهم إلى قديسين. وهكذا تغيّرت صورة البشرية من صورة مهلهلة وممزقة وضائعة يسيطر عليها الموت، إلى صورة تنهض لكى تسترد كرامتها مرة أخرى. فيقول الكتاب “أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله” (يو1: 12). مثلما قال إشعياء لأورشليم: “قومى استنيرى لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليكِ” (إش60: 1). وقال ملاخى النبى: “ولكم أيها المتقون اسمى تشرق شمس البر والشفاء فى أجنحتها” (مل4: 2). ما هى الشمس التى لها أجنحة شافية؟!. |
||||